'انا بلا فائده..' لم تستطع كيارا كبح أفكارها المحبطه.
'لم أخبر اخي بعد لكن.. انا الآن استطيع التحكم قليلاً بعنصر النار في جسدي..'
'ان تدخلت الآن لن اكون سوى مجرد عبءٍ بالتأكيد'
"لاورو؟ منذ متى...؟" كان اليكس مرتبكاً حقاً لدرجه انه أظهر على وجهه تعبيراً غبياً كان من النادر جداً رؤيته.
ابتسم لاورو, ثم أجابه بنبرة مرحه جداً.
"منذ أن تم اختطافي"
"أتستمتع بإرتباكي ام ماذا؟! اشرح قليلاً, لاورو!"
"لقد شرحت لك بالفعل, انت فقط لا تفهم"
"انت مزعج!"
اختفى ديريك من مكانه, لا, بل كانت سرعته شديده حقاً لدرجه ان من يراه سيقول أنه يستطيع الاختفاء.
اخد لاورو و اليكس موقفاً دفاعياً. ظهر ديريك أمام اليكس و لوّح بسيفه ليصيب عنق اليكس, لكن لم يستطع لأن لاورو أطلق علي سيفه النيران في الوقت المناسب.
"تدخلك لم يكن ضرورياً! احتفظ بقوتك لأوقات الحاجه, لاورو!"
اشتكى اليكس من تدخل لاورو الغير ضروري. بالطبع, كان تدخل لاورو ضرورياً لانه من غيره كان من الممكن أن يتم فصل رأس اليكس عن جسده, لكنه لم يرد الاعتراف بذلك.
'تسك, اعترف فقط بذلك'
"حسناً, حسناً. عندما يفصل رأسك عن جسدك لا تقم بلومي حينها!"
تراجع لاورو ليمسك بسيف سائق العربه الميت. و انطلق ليهاجم ديريك اللذي كان مشغولاً بالقتال مع اليكس بالسحر.
استخدم لاورو نفس الطريقه اللتي استخدمها سابقاً مع ايان: قام بضخ القليل من الطاقه في السيف حتى يصبح السيف ملتهباً بالنيران.
ديريك, اللذي كان مشغولاً بإطلاق الهجمات على اليكس من بعيد لانه لم يستطع الاقتراب منه وذلك كان بسبب أن اليكس فعّل القليل من سحر الحمايه حول جسده كي لا يصاب بأيٍ من هجمات ديريك و استمر في إطلاق الكثير من الأشواك الجليديه نحو ديريك.
و لهذا السبب كان يجب على ديريك أن يحافظ على مسافه بينه وبين اليكس لكي لا يصاب بأي من هذه الأشواك الجليديه بينما يحاول كسر درع اليكس اللذي يحمي جسده.
استغل لاورو انشغال ديريك و هجم عليه من الخلف.
لسوء حظ لاورو, لم ينجح هذا الهجوم لان ديريك استطاع صده بسهوله بسيفه. لكن هذا تسبب في اصابه ديريك بشوكه جليديه.
اضطر ديريك بسبب إصابته الى أن يتراجع بضع خطوات إلى الوراء, لكن اليكس و لاورو لم يسمحا بذلك.
خرجت من فوق يد اليكس اللتي ظهر عليها كره سوداء سابقاً, بوابه صغيره سوداء اللون بدت تلك البوابه تماماً كبوابه للجحيم بسبب الأصوات المرعبه القادمه منها.
عبس ديريك.
"بوابه الموت المميزه لسحرة الموت المعروفه أيضاً بإسم بوابه الجحيم, أوصلت بالفعل لهذا المستوى؟"
ابتسم اليكس بسخريه.
"اوه, مثير للإهتمام. كيف تعرف عن هذه البوابه؟ هل قاتلت ساحر موت من قبل؟ إنهم نادرون للغايه, لذلك من المفاجئ حقاً انك تعرف عنهم من الأصل!"
كلاك!
خرجت من تلك البوابه الصغيره المسماه ببوابه الموت بعض الطاقه الغريبه سوداء اللون.
كلاك! كلاك!
هووووش! هوووووش!
"اللعنه على سحره الموت.."
أحاطت تلك الطاقه الغريبه بديريك. حاول ديريك جاهداً ابعاد تلك الطاقه عنه لكنه في النهايه لم يستطع, حتى أنه حاول وضع سحر حمايه حول جسده لكن الأمر لم يفلح. أصبح ديريك مغطاً بالكامل بتلك الطاقه, ثم صفق اليكس بيديه.
بعد أن صفق اليكس بيديه اصبح المكان مظلماً تماماً, كانت المكان صامت حقاً. كل ما كان موجود, هو بوابه ضخمه شاهقة الارتفاع.
كان اليكس و لاورو يقفان فوق تلك البوابه الضخمه شاهقة الارتفاع, أما ديريك, فكان يقف امام البوابه بالضبط. لقد كان ينظر إلى البوابه بوجه شاحب.
"......اليكس؟"
"همم؟"
".....كيف استطعت اظهار هذه البوابه بحق خالق الجحيم؟"
"اه, نعم انت لا تعرف"
"حسناً, من اين أبدأ؟ سحرة الموت هم سحرة نادرون جداً, ربما يظهر واحد كل قرن او من الممكن أيضاً أن يظهر واحد كل قرنين, هذا هو مدى ندرتهم"
أخذ اليكس نظره خاطفه على ديريك اللذي كان يلوح بسيفه في كل مكان على الرغم من عدم وجود أحد امامه.
ابتسم اليكس بسخط.
"على أى حال, ليس كل الناس من الممكن أن يصبحوا سحره موت. سحرة الموت هم باختصار سحره عاديين تجاوز مستوى العناصر اللتي في اجسادهم المستوى المسموح به و هذا يبدأ في تفجير اجسادهم ببطء"
"لكن اللذين يستطيعون أن يسيطروا على هذه العناصر, سيصبحون سحره موت"
اخذ اليكس نفساً عميقاً قبل أن يستمر.
"في الأصل, سحرة الموت مكروهين جداً من قبل الامبراطوريه اللتي نعيش فيها و خصوصاً من قبل الامبراطور. ربما لأنهم أقوياء جداً لذلك يخاف منهم الناس؟ على اي حال هذا لا يهم. لهذا أخفيت معرفتي عن السحر عن الجميع"
"سحره الموت يمتلكون مهاره خاصه, على الأرجح هذه المهاره هي من جعلت الجميع يخاف منهم. إنها بوابه الموت أو بوابه الجحيم"
"العدو الأقدم لسحره الموت كانوا السحره الملعونين, وهي الفئه اللتي ينتمي إليها هذا اللقيط امامك. هذه البوابه هذا المكان ما هو إلى وهم, يظهر بمجرد أن تلمس تلك الطاقه السوداء أحداً ما. لكن لسوء الحظ استخدامها محدود جداً و مرهق جداً بالنسبه لي لأنني لازلت سوء نصف ساحر موت"
"و.. هذه البوابه تظهر اسوء الكوابيس للشخص الواقف أمامها, بالطبع لا يستطيع ساحر الموت معرفه ما هو الكابوس اللذي تظهره البوابه لذلك الشخص. وهذا لأن ذلك الكابوس يظهر فقط للشخص الواقف امام البوابه"
كانت هناك كرتان سوداء اللون وراء اليكس. أشار اليكس لهما و اكمل ما كان يريد قوله للاورو.
"أترى هذه الكرتان؟ أنها تعني أن البوابه في المرحله الثانيه من الوهم, في الأصل, للبوابه عشرة مراحل لكنني مازلت نصف ساحر موت لذلك أقصى ما ساصل اليه هو المرحله الرابعه"
"وأيضاً, الوقت لا يمضي هنا. إنه ثابت تماماً, لذلك ان خرجنا من هذا الوهم الآن لن يلاحظ اي احد أننا اختفينا كل هذا الوقت"
كان لاورو صامتاً, لم يستطع الكلام لانه شعر بضغطٍ رهيب قادم من تلك الكرات وراء اليكس. لسبب ما, كان الضغط القادم من تلك الكرات يشبه الضغط القادم من الخوف من الموت.
تكسر تكسر-
بعد بضع دقائق, كان العالم ينكسر من حولهم.
"هذا كان مزعجاً" تمتم ديريك بنبره منزعجه.
ابتسم اليكس بسخريه كما لو أنه كان يتوقع هذه النتيجه منذ البدايه.
"اوه؟ تغلبت على البوابه؟ هذا رائع, على الرغم من أنها كانت فقط في المرحله الثالثه الا ان الخروج منها و تدمير النطاق الخاص بها لهو إنجاز حقاً بالنسبه لساحر ملعون"
تبين في ما بعد أن ديريك تغلب على البوابه لأنها لم تكن قويه بما فيه الكفايه.
"ها! ان فمك ملعونٌ حقاً" سخر لاورو من اليكس اللذي كان يسخر من ديريك في كل ثانيه.
نظر اليكس إلى لاورو بوجه غير مصدق.
"فمك ملعون أكثر مني" أجابه اليكس دون تردد.
"......"
"على اي حال, الآن انا متأكد انه خسر الكثير من القوه لكسره لهذا الوهم. لذلك أعتقد أننا نستطيع القضاء عليه الآن"
اثناء حديثهم, كان العالم قد رجع بالفعل إلى وضعه الطبيعي. اختفت البوابه و اختفى الظلام اللذي كان محيطاً بهم كما لو أن ما حدث منذ قليل كان مجرد حلم.
"الآن, لقد سئمت منكم. فلنلعب بجديه منذ الآن"
رفع ديريك الغاضب يديه إلى فوق, ثم بدأت الغيوم الكثيفه في الظهور في السماء, كما لو كان هذا تلميحاً عن سوء الموقف اللذي هم فيه الآن. بدأت هجمات سحريه كثيفه رماديه اللون في السقوط من السماء في اماكن مختلفه من العاصمه.
هدير! هدير!
كانت الهجمات تسقط بكثافه في المكان اللذي كان يقف فيه لاورو, اليكس و كيارا. لم يستطع الثلاثه تجنب الهجمات كلها, وهذا لأنها كانت تسقط بكثرة.
هدير!
كان بالإمكان رؤيه الهجمات تبدأ في التكاثر شيئا فشيئا كما لو كانت تمطر هجمات سحريه.
"اليكس!"
لاحظ لاورو أن ذراع اليكس كانت تنزف بشده و كان وجهه شاحب للغايه. يبدو أنه تم إصابته بواحده من الهجمات السحريه الخاصه بديريك.
"الآن, سيد ساحر موت, فلتحاول استدعاء تلك البوابه الملعونه مره اخرى اذا استطعت" بينما كان ديريك يواصل إطلاق الهجمات و حمايه جسده, كان يستمر أيضاً في السخريه من اليكس اللذي فقد نصف قوته في استدعاء البوابه.
"اللعنه! لماذا لا يزال يمتلك الكثير من القوه؟!" صرخ اليكس ثم نقر على لسانه حتى نزف.
"اليكس! اوقف النزيف اولاً!"
"دعك منه! ليس مهماً الآن!" تجاهل اليكس قلق لاورو و حاول الهجوم على ديريك من بعيد.
"تسك" نقر لاورو على لسانه بهدوء.
توهج توهج-
جمع لاورو القوه في يديه مره اخرى, لكن هذه المره كانت كميه الطاقه كبيره بما يكفي لتكون اكبر من سحابه عملاقه.
"سعال!" سعل لاورو كميه هائله من الدماء ثم ترنح جسده المنهك من تجميع الطاقه و القتال المتواصل. لكن هذا لم يوقف لاورو عن جمع المزيد من الطاقه.
'هذا هو الحد اللذي استطيع التوصل إليه في الوقت الحالي'
توقف لاورو عن تجميع الطاقه عندما لاحظ أنه وصل إلى حده الأقصى.
"اخي!"
صرخت كيارا بعد أن رأت أن أخاها يسعل الدماء مره اخرى. حاولت أيضاً الاقتراب لكن لسوء الحظ لم تستطع بسبب الهجمات القويه اللتي أحاطت بها من كل مكان ولم تسمح لها بالتحرك خطوه واحده.
خطوه ..... خطوه.... خطوه
تقدم لاورو إلى الامام و معه تلك الكميه الهائله من النيران. كانت الهجمات الخاصه بديريك تصيبه كلما تقدم خطوه إلى الامام لكنه لم يستسلم و تقدم أكثر.
"لاورو! ارجع الى هنا!"
حتى اليكس حاول التقدم ليوقف لاورو, لكنه لم يستطع بسبب كثافه الهجمات السحريه.
'احمق. سيتم القضاء عليك من هذه الهجمات السحريه قبل أن تقترب بما فيه الكفايه من أجل إطلاق هذه الكميه الهائله من النيران'
في رأي ديريك كل ما كان يراه هو فتىً احمق يندفع إلى موته المحتوم.
'ما هذا؟ لما بدأت النيران في الارتفاع فجأة؟'
على الرغم من أن ديريك كان واثقاً من أن لاورو لن يستطيع الاقتراب لانه سيموت من الهجمات, كان هناك قلق في زاوية ما من قلبه.
القلق لم يكن بسبب أن ديريك كان سيستقبل تلك النيران الخاصه بلاورو, بل كان بسبب أنه لن يستطيع حتى أن يفعل سحر الحمايه لانه خسر كل طاقته السحريه تقريباً بسبب اليكس و هو الآن كان يستخدم اخر ما تبقى من قوته من أجل إطلاق هذه الهجمات السحريه الكثيفه.
خطوه.... خطوه....
بدأ القلق في الازدياد في زاوية ما من قلب ديريك بعد كل خطوه يتخذها لاورو.
'عليك اللعنه'
حاول ديريك جاهداً اصابه لاورو لكي يقتله لكن:
هدير!
تقطر تقطر.
كان لاورو ممتلئاً بالجروح الخطيره و الطفيفة على حد سواء لكن رغم ذلك اكمل التقدم.
وأخيراً اقترب لاورو بما فيه الكفايه. غمر ديريك القلق, كل ما كان يراه في ذلك المكان الصاخب بسبب هجماته, هي أعين لاورو الذهبيه البارده اللتي بدأ أنها تومض و تشتعل من الغضب.
"حتى انا الآن سألعب بجدية"
أطلق لاورو كل تلك القوه في يداه و في نفس الوقت اوقف ديريك هجماته العشوائية و جمعها و أطلقها كلها ناحيه لاورو حتى يستطيع حمايه نفسه على الأقل من بعض النيران.
بووووووووووم!
اصطدمت القوتان في بعضهما البعض و هذا تسبب في انفجار ضخم للغايه.