بووووووووووم!
استضمت القوتان في بعضهما البعض و هذا تسبب في انفجار ضخم للغايه.
استمر الانفجار لدقائق معدودة. تسبب الانفجار في العديد من الأضرار, حتى أن بعض المواطنين فقدوا السمع بسبب شدته و كان هناك أيضاً اللذين فقدوا حياتهم, ليس فقط المواطنين العاديين بل حتى عشرات الأرستقراطيين فقدوا حياتهم. بالطبع, هذا غير الأضرار في المباني فقد كان هناك حوالى مئه مبنى قد محي تماماً كما لو لم يكونوا موجودين في الأصل. كل تلك الأضرار كان يمكن تلخيصها في جمله واحده: تضررت العاصمه بالو بشدة.
خَلّفَ الانفجار في المكان اللذي حدث فيه حفره كبيره يصل عمقها إلى عشرة أمتار.
ذلك المكان المدمر لم يعد يمكن التعرف عليه ب"عاصمه الامبراطوريه الجميله و الآمنه بالو" بل كانت أشبه الآن بساحة معركه بشعه و خطيرة.
الضباب اللذي خلفه ذلك الانفجار كان كثيراً و كثيفاً حقاً.
"لاورو!"
"اخي!"
صمت. صمتٌ شديد. لم يوجد احد. لم يكن الشخصان اللذين تسببا في ذلك الانفجار الضخم موجودان. لقد اختفيا, كما لو لم يكونا هناك في المقام الأول.
سقوط-
سقطت كيارا على الأرض بلا حولٍ ولا قوه, و انهمرت دموعها على الأرض.
تقطر تقطر.
لم يجرؤ اليكس على محاولة تهدئتها, لانه كان يشعر بفراغ عميق في قلبه هو الآخر.
قمع اليكس بعضاً من حزنه و فعّل سحر الانتقال ثم نقل نفسه و كيارا إلى مكانٍ اخر بعيد عن العاصمه حتى لا يتم الشك فيهم على أنهم الجناه عندما تأتي الفرق الخاصه للتحقيق.
بعد بضعه ساعات وصلت الفرقه "نيڤيلهو" وهي احد الفرقات الخاصه للامبراطوريه و حققت في المكان لكنها لم تجد أي شيء ولم تجد حتى الجاني, كما لو كان هذا الانفجار قد حدث من العدم ولم يتسبب فيه احد.
بالطبع كان هناك شهود, لكن الفرقه الخاصه للامبراطوريه لم تأخذ شهاداتهم على محمل الجد لان الأمر كان يتضمن نار و اشياء غريبه لم تحدث من قبل, لذلك تم اعتبار أنهم قد فقدوا عقولهم بسبب الانفجار.
لكن هل كان الأمر هكذا حقاً؟ بعدم أخذ الفرقه الخاصه شهادات المواطنين على محمل الجد و اتهامهم بالجنون, بدا الأمر كما لو كانوا يحاولون التستر عن هذه الحادثه بالكامل!
كان هناك العديد من النبلاء و المواطنين اللذين لاحظوا هذا الأمر لكن, لم يجرؤ أحدهم على التحدث بغض النظر عن مكانته و هذا لأنهم كانوا خائفين من الامبراطور لانه معروف بطغيانه و قسوته الرهيبه.
....
........
في مكانٍ اخر, و بالتحديد في مملكه اڤينو, اللتي تقع في شمال إمبراطورية نيبيس.
"اغغ!" خرج انين مؤلم من فم لاورو.
"الم يجد هذا الشئء اللعين مكاناً اخر غير هذا لينقلني إليه!؟!"
وجد لاورو نفسه جالساً في بركه من الطين مع مجموعه من الخنازير.
"مقزز!" حاول لاورو أن يقف على قدميه ليخرج من هذه البركه.
"...ها؟" اقترب أحد الخنازير من لاورو.
"ما اللذي؟..." شيئا فشيئا, كانت الخنازير تصعد على لاورو.
"اوه اللعنه! لم افكر في يوم ما أنني سأصبح بهذا الشكل بسبب بعض الخنازير و صندوق غبي!!" ابعد لاورو الخنازير عنه وحاول الخروج من تلك البركه مره اخرى, لكنه توقف فجأه.
"اوه.."
"......" نظر لاورو بغباء الى الرجل اللذي أمامه, كان رجلاً في منتصف عمره مع شعر ابيض مائل قليلاً للرمادي وعيون زرقاء حاده و بارده.
"اذا.. أهذا هو اللص اللذي قيل إنه يسرق الخنازير؟.."
"مجرد فتى صغير؟..."
".....اسرق ماذا؟"
نظر الاثنان إلى بعضهما البعض بغباء و لم يستطع أحدهما التحرك أو التحدث بأي شيء آخر.
"سيدي, يبدو انك فهمت الأمر بشكل خاطئ, لقد تم-" بادر لاورو بالتحدث اولا, لكن تمت مقاطعته.
"كلا!! لقد رأيته! فجأة ظهر ضوء ابيض ساطع و ظهر هذا الرجل من العدم في مزرعتي! أنا متأكد من أنه ساحر قذر أراد سرقه خنازيري!" صرخ رجل كان يختبئ في الخلف و بدا أنه مالك هذه المزرعه و الشخص اللذي ابلغ عن لاورو.
"...... تنهد" تنهد لاورو بعد سماع ما قاله.
صرير-
اخرج الرجل في المنتصف من عمره السيف من غمده و صوبه على عنق لاورو. لم يتحرك لاورو و لم يخف من السيف المصوب على عنقه, وهذا زاد الشك في أنه قد يكون سارقاً حقاً.
"أخبرني هل انت هنا حقاً لسرقه الخنازير؟" سأل بوجه بارد و جاد للغايه.
"كلا. لقد تم نقلي هنا عشوائياً بواسطه هذا الصندوق اللعين" أشار لاورو للسليڤين اللذي كان في جيبه.
"همم" حدق الرجل قليلاً في الصندوق.
"... حسناً. اصدقك, اتبعني للحظه" ادخل الرجل في منتصف العمر السيف إلى غمده مره اخرى ثم استدار ليذهب.
"ها؟ سيدي؟ كيف تصدق شخصاً بهذه السهوله؟ ماذا إن كنت لصاً؟"
"هاهاهاها! هذه الأسئله بحد ذاتها تدل على انك صادق! ارأيت لصاً في حياتك يسأل هذه الأسئله؟"
ابتسم الرجل.
"كما أن ملابسك غريبه. تشبه إلى حد ما ملابس النبلاء, فلماذا سيحتاج نبيل إلى أن يسرق بهذه الطريقه الغبيه؟"
"......."
"على اي حال! اتبعني!"
"سيدي-"
" و توقف عن قول سيدي, ليس و كأن الفرق بيننا في العمر كثير و أيضاً لما يحترم نبيل مثلك مجرد عامي مثلي؟"
"....اذا بماذا اناديك؟"
".....…. سيرافين. نادني سيرافين"
"تنهد" اخرج لاورو الصعداء.
استدار سيرافين و تبعه لاورو.
كان سيرافين يقوده إلى مكانٍ بعيد للغايه عن المزرعه اللتي كانوا فيها في البدايه.
'لقد ابتعدنا كثيراً. ما اللذي ينوي اليه؟' القى لاورو نظره خاطفه على وجه سيرافين. كان يبدو مستمتعاً بالأمر. ثم كما لو كان قد لاحظ نظره لاورو الخاطفه, قام بالابتسام.
اجفال-
'ما هذا الرجل؟ كيف لاحظ؟' جفل لاورو.
توقف سيرافين عن السير.
"؟؟"
"هاهاها حسناً الآن. اريد أجابه ايها الشقي. من اين حصلت على هذا الصندوق؟ ؟"
"نحن بعيدان بما فيه الكفايه. لن يستمع لنا أحد"
"وهل تظن أنني سأثق بك و ساخبرك؟"
"هاهاها! نعم! هكذا يجب أن يكون الاطفال هذه الأيام, لا يجب أن يكونوا اغبياء و سهلين. على اي حال, لا خيار امامك يجب عليك اخباري"
"؟؟؟"
'اهو مجنون؟ الا اقابل سوى المجانين هذه الايام؟'
"لاورو هيدلوس. لا حاجه لكل تلك الإجراءات الأمنية, انا في صفّك"
"؟؟؟؟"
"كيف بحق خالق الجحيم عرفت اسمي؟" تراجع لاورو دون وعي إلى الوراء.
"انا زميل فرقه قديم لوالدك. واعرفك منذ أن كنت صغيراً انت وكيارا"
".....؟"
"ها! لم اكن أعرف أن الشرح صعب لهذه الدرجه"
"على اي حال, انت بالتأكيد تعرف أن والدك الدوق عندما كان شاباً انضم الى فرقه لاباده بعض الشياطين اللتي كانت في الجنوب و كانت تهدد الامبراطوريه. قائد تلك الفرقه كان انا, و عندما انتهت المرحله الاولى من الحرب و تمت اباده نصف الشياطين و تمت دعوتي لاستلام تلك الميداليه عديمه الفائده رأيتك تقف بجانب والدك انت وكيارا"
"أما الآن, ستخبرني بما حدث بالضبط, صحيح؟"
"تنهد" تنهد لاورو تنهداً عميقاً.
.........
………….…
"اذاً... انت تقول انك لا تعلم حتى إن كان والدك ميتاً ام لا؟"
عبس لاورو.
"صحيح, لكن.. لما كان عليك قولها بهذه الطريقه؟"
"لا يهم. وضعك صعب بحق"
"اذا,... قد أكون قادر على مساعدتك. سأعطيك خياران. ابقى معي هنا لمده سنتان و سأساعدك على تحسين مهاراتك الرديئه في السحر و المبارزه أو .. سأساعدك في الرجوع الى امبراطوريه نيبيس اللتي كنت فيها, لكن إن ذهبت إلى هناك الآن انا متأكد من أنهم سيجدونك و سيقتلونك بدون اي عناء"
صمت لاورو قليلاً.
"انت تريد معرفه ما حدث لوالديك و الانتقام أيضاً, صحيح؟"
ابتسم لاورو على كلام سيرافين.
"ها.. انت جيد في النظر إلى داخل الأشخاص. صحيح هذا ما أريده تماماً"
ابتسم سيرافين أيضاً.
"اذا فقد اخترت الخيار الاول"
"ولكن بعد ذلك ما اللذي ستفعله؟ انت لست سوى مجرد فأر صغير و بالنسبه لأمثال ديريك و ذلك الرجل ذو الشعر الابيض اللذي يفترض أنه رئيس تلك المجموعه من المجانين. و حتى لو دربتك لمدة سنتان, ليس و كأن الفأر سيصبح أسداً في سنتين فقط صحيح؟"
عبس لاورو.
"وصفك لي بالفأر قليلاً...."
"هذه هي الحقيقه, انت مجرد فأر بالنسبه لهم"
"………"
"ها... على اي حال, اذا ماذا تريدني أن افعل؟ ماذا تتوقع من مجرد طفل لم يصل بعد للسن اللذي يسمح للناس بالاطلاق عليه اسم بالغ؟"
"همم. انت لا تبدو إلى ک "طفل". لكن حسناً.. فلنعقد صفقه"
ابتسم سيرافين بخبث.
"ساعدني في بعض الأعمال هنا في مملكه اڤينو, و عندما يحين الوقت اللذي ستريد به الذهاب لمعرفه ما حدث لوالديك, سآتي معك و سأساعدك في ما تريد فعله, ما رأيك؟"
"..........… اعمال؟ ولكن…… اريد ان اعرف, لماذا تساعدني؟"
"ليس لديك أي أسباب لمساعدتي"
"حسناً هذا... ربما لأنني سئمت من العيش هكذا واريد تجربة شيء ممتع؟"
"……… انت رجل غريب بحق" تمتم لاورو بهدوء.
ابتسم سيرافين و استدار ليكمل طريقه و بالطبع, تبعه لاورو.