ابتسم لاورو ابتسامه مشرقه.
"ها, يبدو انني كنت قد فقدت عقلي عندما وافقت على عقد تلك الصفقه اللعينه معه"
"عندما كان يقول "اعمال" أكان يقصد هذا؟!"
"ما كان يجب علي الوثوق في ذلك الرجل المجنون!"
كان لاورو واقفاً في متجر لشراء السيوف, وكان يرتدي ملابس تشبه إلى حد كبير ملابس الموظفين وقد كان يعمل ک بائع و صانع لهم الآن.
امسك لاورو المطرقه اللتي كانت في يده بقوه و اخذ في طرق قطعه الحديد الساخنه أمامه.
طرق! طرق! طرق!
"ها! الى متى يجب أن أعمل في هذا المتجر!؟"
"......"
طرق! طرق! طرق!
"......."
"يجب علي أن أهدأ. لا اعرف تماماً ما اللذي يفكر فيه ذلك الرجل حقاً"
"إن كان هذا مقابل أن أصبح اقوى قليلاً والا اعتمد على الآخرين فما اقوم به الآن ليس سوى ثمن صغير لدفعه"
توقف لاورو قليلاً عن الطرق بالمطرقه و رفع رأسه قليلاً لينظر للسطح, ثم مسح أيضاً وجهه بالمبلل بالعرق.
"همم يبدو انك تعمل بجد"
أظلمت عيون لاورو قليلاً بعد أن سمع صوت سيرافين.
"ما اللذي جاء بك الى هنا؟" حاول لاورو المحافظه على هدوئه.
"اوه, الا يجب أن آتي لارى و اطمأن على تلميذي العزيز اللذي يعمل بدلاً عني؟"
كانت هناك ابتسامه لطيفه على وجه لاورو. امسك لاورو المطرقه بقوه لدرجه ان يده جرحت.
"سيدي, بأي فرصه, هل ناديتني الآن بتلميذك؟" كان لاورو لا يزال يحتفظ بابتسامته اللطيفه.
"ها؟ نعم. والا خلاف ذلك, ماذا قد انادي-"
رمي!
رمى لاورو المطرقه اللتي كانت في يده على سيرافين, لكن سيرافين تجنبها بهدوء و بدون اي عناء مع ابتسامه.
"اوه؟ هل كنت تحاول الآن قتل معلمك؟"
"اتمنى لو كنت استطيع ذلك"
"اي معلم بحق خالق الجحيم يجعل تلميذه يعمل بجهد هكذا بدلاً عنه؟" لسوء الحظ, لم يستطع لاورو المحافظه على هدوئه لوقت طويل.
"لا خيار آخر تلميذي العزيز. يجب أن تعمل, هذا ما ينص عليه اتفاقنا! هاهاهاهاها!"
وضع لاورو كلتا يديه على جبينه.
"انا اريد البكاء. لماذا ورطت نفسي مع شخص مثله؟" تمتم لاورو بهدوء.
"حسناً. الآن اترك هذا المتجر و تعال. سأساعدك قليلاً في التدريب الآن"
"هاا" تنهد لاورو, ثم تبع سيرافين دون أن ينطق بأي كلمه اخرى.
....
تجمع الاثنان بقرب بركه جليديه بالكامل.
عبس لاورو عندما ألقى نظره على المكان اللذي قاده إليه سيرافين.
"لماذا تريدني أن اتدرب في هذا المكان؟"
"أليس هذا واضحا؟ ببساطه, يجب عليك أن تتدرب هنا لكي تحافظ على خفه حركاتك. يجب عليك أن تتحرك بهدوء وبخفه حتى لا تكسر الجليد"
"بغض النظر عما أفعله سينكسر الجليد..."
"كلا, أن كنت تتحرك بسرعه و بخفه لن ينكسر. سأريك, انظر الي"
صرير-
اخرج سيرافين سيفه من غمده و بدأ في السير على البركه الجليديه, كان سيفه, و بشكل غريب, يلمع باللون الازرق المشابه للون الماء و الثلج. بدأ سيرافين بأداء بعض الرقصات بإستخدام السيف المتوهج باللون الازرق.
لاحظ لاورو أنه عندما كان يرقص كانت قدماه تتحرك سريعاً وبخفه, تماماً مثلما أخبره و بالفعل, لم ينكسر الجليد. كانت يداه تتحرك بخفه باستخدام السيف كما لو كان السيف هو يده, وهذا يعني أنه شخص امسك السيف طيلة حياته. كما أنه كانت هناك بعض قطرات المياه اللتي ظهرت من سيفه و بدأت تتجمع حوله عندما كان يرقص بالسيف, كان الأمر أشبه بالنجوم اللتي تحيط بكوكب ما في السماء المظلمه.
صرير-
أعاد سيرافين سيفه إلى غمده مره اخري.
'مذهل.. هذا مشهد مذهل بالفعل' كان لاورو لا يزال يحدق في المكان اللذي كان سيرافين يرقص فيه.
"لاورو هيدلوس, الآن ارأيت أن الأمر ليس مستحيلاً كما تزعم؟"
"اه. نعم" على الرغم من أن لاورو أجابه, إلا أنه لم يستطع أن يزيل عينه عن ذلك المكان.
"ماذا تقصد ب"اه نعم"؟ انا اتكلم معك لذا انظر الى هنا"
".... حسناً" ازال لاورو عينه بصعوبه عن ذلك المكان و نظر إلى سيرافين.
"الآن حاول استخدام قوتك في هذا السيف و اذهب افعل ما فعلته منذ قليل" أعطى سيرافين للاورو السيف اللذي كان يستخدمه ثم كما فعل من قبل, حوله من مجرد سيف عادي الى سيف ملتهب.
"اوه! رائع"
تكسر تكسر-
عندما بدأ لاورو في السير على البركه بدأت في التكسر ببطء.
ابتسم لاورو ابتسامه مشرقه للغايه.
"اوه. اللعنه"
وقوع-
وقع لاورو في المياه حتى قبل أن يبدأ في فعل أي شيء.
"اه! هذه المياه اللعينه بارده للغايه!" بدأ لاورو في الصراخ فجأه لان المياه كانت بارده جدا.
"تسك سيء. سيء للغايه" نقر سيرافين بهدوء على لسانه و بدأ في تأنيب لاورو.
"كيف وقعت هكذا؟ انت حتى لم تفعل أي شيء" صمت سيرافين قليلاً.
"... اوه, لم افكر في الأمر. ربما انت تزن أكثر مني..؟" ثم بصق هذه الكلمات بنبره مؤسفه كما لو كان يفهم و يعرف كل شيء.
لاورو اللذي خرج بعد معاناه من تلك المياه المتجمده كان منزعجاً و غاضباً مما قاله سيرافين.
"ما هذا الهراء!؟ بدل أن تساعدني تستمر في قول الهراء!؟"
"اوه, لا داعي لأن تكون خجلاً يا تلميذي العزيز. ففرق الوزن لن يغير شيئاً, انت لا تزال تلميذي العزيز!"
'لقد اكتشفت الآن أن هذا الرجل هو عدوي اللدود. سأكرس حياتي من أجل القضاء عليه' فكر لاورو بعقلانية شديده.
أخذ لاورو السيف اللذي كان ما يزال في البركه, واندفع لمهاجمه سيرافين.
كانغغ! بانغغ!
أخذ لاورو في المهاجمه بضربات عنيفه و عشوائيه بسيفه, وكان سيرافين يصدها كلها بدون اي عناء.
"هوووو" تثائب سيرافين كما لو كانت هجمات لاورو غير مؤذيه على الاطلاق.
بانغغ! كانغ!
كان صوت أصطدام السيفان عالي للغايه.
"هل انت وحش؟!؟" على الرغم من شكوي لاورو الا أن يديه كانت لا تزالان تحاولان أن تعطي ضربه لسيرافين.
"وحش؟ لقد آذيت قلبي"
ابتسم سيرافين.
'الهي…هذه الابتسامه.. على ماذا ينوي؟' كان لاورو يشعر بقشعريره في مؤخره رقبته.
ولم يخب شعور لاورو. قام سيرافين أخيراً بفعل شيء ما.
توهج- توهج-
كان سيف سيرافين يتوهج بشده باللون الازرق الجميل. قام بإتخاذ بعض الخطوات السريعه و الخفيفه إلى الوراء, ثم لوح بسيفه و طارت بعض الطاقه الزرقاء الجميله ولكن الخطيره من سيفه إلى حيث كان لاورو.
"كنت اعرف انك تخطط لفعل شيء ما!" قام لاورو بإتخاذ وضع دفاعي و بإستخدام السيف حاول صد الهجمات الزرقاء.
كانت الهجمات الزرقاء الخاصه بسيرافين قويه و عنيفه حقاً, لذلك حتى وإن كان لاورو يستطيع صدها الا انها ادّت إلى رجوعه إلى الخلف عده خطوات و هذا تسبب في انكسار الجليد مره اخرى.
تكسر تكسر-!
"اللعنه! لا أريد السقوط في تلك المياه مره اخرى!" حاول لاورو بكل قوته أن يصد جميع الهجمات قبل تكسر الجليد, لكن لسوء حظه لم يسر الأمر كما كان يريد.
وقوع!
وقع لاورو مره اخرى في تلك المياه الجليديه.
"اللعنه! هذا ما كنت تريده إذا! يالك من معلم كريم حقاً! لما بحق خالق الجحيم لا تسير الأمور كما اريد؟! وما خطب هذا الجليد الملعون؟! لما هو سهل الانكسار هكذا؟!"
"اذا اكمل التدرب هكذا لوحدك اليوم" قطع سيرافين شكوات لاورو المتزايدة و استدار ليغادر.
"... الا تريد تحمل عناء مساعدتي في الخروج من هذه المياه حتى؟ يالك من معلم طيب القلب"
"سوف يصبح السقوط في هذه المياه جزءًا من حياتك اليوميه لذا ستعتاد على الخروج بمفردك. الآن وداعاً"
"ها.. لقد غادر" خرج لاورو من المياه ثم امسك بالسيف و حاول التدرب.
.....
..................
كان سيرافين يمشي في وسط مكان ملئ بالبيوت المهجورة.
"لما تدرب ذلك الفتى؟ هل تثق بأنه من الممكن أن يكون ذا فائده؟"
كان بالإمكان سماع صوت رجل, لكن لم يكن معروفاً من اين يأتي الصوت بالضبط. كان الأمر كما لو كان صاحب هذا الصوت غير مرأي تماماً.
"همم لا ادري, ما رأيك انت؟" أجابه سيرافين وبدون اي تردد بوجه بارد.
"هذا ليس الوقت المناسب لمزاحك. إن كان ذلك الفتى دون فائده فلتتخلص منه" تحدث الصوت مره اخرى, لكن هذه المره كانت في نبره صوته بعض من البرود.
"ان كان لا يعجبك ما أفعله فتعال و واجهني ولا تختبئ مثل الكلاب"
"ها, ما زلت كما انت. تذكر مهمتك ولا تنحرف عن مسارها" تحدث الصوت للمره الاخيره قبل أن يختفي تماماً.
"تسك. وقح احمق, من يظن نفسه؟"
"همم. هل يجب علي فقط قطع رأسه؟ لا, ليس بعد. لا يزال مفيداً لي"
اكمل سيرافين طريقه مره اخرى كما لو لم يحدث شيء.