طرق! طرق! طرق!

"وها أنا مره اخرى في هذا المتجر الرائع"

"......……"

طرق! طرق! طرق!

'كيف تحولت حياتي الى هذا الجحيم؟'

كان لاورو في الصباح الباكر يذهب إلى المتجر. أما في منتصف النهار يترك المتجر و يذهب للتدرب و أخيراً ينهي التدرب في منتصف الليل.

ابتسم لاورو.

"لقد مر اسبوع كامل بالفعل ولم أعتد بعد على هذا الجحيم"

طرق! طرق! طرق!

"كيف حال كيارا و اليكس الآن؟.."

"لا! لا يجب أن أفكر فيهما. والا كيف ساصمد لمده سنتين؟"

"حسناً... علي الصمود!"

نظر لاورو إلى السماء و مسح العرق بمنشفه و اكمل الطرق بالمطرقه.

......

............

طرق! طرق! طرق!

عبس لاورو.

"لقد مرت سته اشهر بالفعل. لقد عشت بما فيه الكفايه لارى هذا الرجل اللذي يسمي نفسه معلمي يأتي ليساعدني"

استيقظ لاورو ليرى أن سيرافين كان واقفاً في مكانه يطرق الحديد.

"لما بدأت اخيراً في القيام بعملك؟ هل هذه اعراض الشيخوخه؟"

"ما اللذي تقصده ب"الشيخوخه"؟ لا زلت اعتبر شاباً"

طرق! طرق!

على الرغم من أن سيرافين كان يتكلم مع لاورو الا أن يديه لم تترك المطرقه ولو لثانيه.

"......"

"هناك سبب خفي لمساعدتك لي, صحيح؟ انت لست طيب القلب لهذه الدرجه لمساعدتي من أجل لا شيء"

"انظروا الى هذا! هل يجب أن يكون هناك سبب خفي لكي أساعد تلميذي الوحيد و الاوحد؟"

"من تخدع؟ انا اعرفك أكثر من أي أحد" نظر لاورو إلى سيرافين بوجه يقول أن يوقف الهراء اللذي يتحدث به الآن.

"هاهاها حسناً انت على حق. أنجزت أمور المتجر اليوم, لذا لا حاجه لك لإنجازها. تعال الى مكان التدريب المعتاد الآن, اريد معرفه إلى أي مستوى وصلت"

"... حسناً"

ذهب الاثنان إلى نفس البركه اللتي كان يتدرب فيها لاورو لمده سته اشهر.

"اتسائل, لما لا تذوب هذه البركه؟ فنحن لم نعد في فصل الشتاء"

"هذا لأنها مصنوعه بالسحر"

على الرغم من أن أجابه سيرافين لم تكن توضح كل شيء إلا أن لاورو لم يحتج إلى أي توضيحات أخرى.

"خذ هذا السيف الآن" قام سيرافين بإعطاء لاورو سيف احتياطي كان قد أحضره من المتجر قبل مغادرته منه.

سار لاورو على الجليد بالسيف اللذي أعطاه إياه سيرافين, كان سيرافين مندهشاً للغايه من حقيقه أنه استطاع عدم كسر الجليد فقط في ستة أشهر!

"همم حسناً. تخطيت المرحله الاولى, الآن سنبدأ في المرحله الثانيه"

"حاول إطلاق بعض الهجمات بعيدة المدى من سيفك الملتهب الآن"

تراجع لاورو إلى الوراء عدة خطوات, ثم حاول التلويح بسيفة قليلاً في الهواء.

تلويح- تلويح-

كان لاورو يزيد سرعه التلويح, لكن لم تخرج اي هجمات بعيده المدى من سيفه.

"......."

"………"

".....لقد قلت أطلق هجمات بعيده المدى, وليس لوح بسيفك"

"... هل هناك اختلاف؟"

"..نعم, هنالك"

"تخيل السيف كما لو كان يديك, تخيله كما لو كان قطعه من جسدك و افعل ما تفعله عادة و سينجح الأمر"

أخذ لاورو نفساً عميقاً, ثم تخيل السيف كما لو كان يديه وحاول اخراج النيران منه.

تلويح-!

لوح لاورو بسيفه و طارت بعض شرارات الطاقه الحمراء منه, بالطبع لم تكن مثل تلك اللتي أطلقها سيرافين منذ سته اشهر, لكن بما أن هذه مرته الاولى كان الأمر مقبولاً.

"همم احسنت"

"اكمل هكذا للست شهور القادمه, وداعاً"

"انت-! كيف لك أن تذهب بهذه السرعه اللعينه"

"على عكسك انا شخص مشغول للغايه"

"نعم نعم. بإمكاني رؤيه انك مشغول حقاً"

غادر سيرافين و بقي لاورو لوحده في ذلك المكان مره اخرى.

"اتسائل إلى اين يذهب.. لا, من الأفضل أن لا أكون فضولياً"

"حسناً مره اخرى, احتاج لان اتدرب لاطلاق هجمات بعيدة المدى كثيراً.."

تلويح- تلويح-!

ظلّ لاورو يلوح بسيفه لمده ٤ ساعات في محاوله لإطلاق هجمات بعيدة المدى قويه مثل تلك الخاصه بسيرافين. لكن كل ما كان يطلقه كانت شرارات صغيره فحسب.

بانج!

من خلف الأشجار المتجمده, طار خنجر عليه سائل اخضر و قد كان يستهدف لاورو. استطاع لاورو تجنبه بسهوله دون اي عناء.

"من هناك؟" سأل لاورو ببرود شديد.

ولكن لم يكن هناك رد.

بانج!

استهدف خنجر اخر من مكانٍ اخر لاورو, هذه المره استطاع لاورو أيضاً أن يتجنبه لكنه لاحظ أن ذلك الخنجر ترك خدشاً على وجهه و لاحظ أيضاً وجود بعض من السائل الاخضر اللذي كان على الخنجر يدخل في الجرح, ولكنه لم يعر الكثير من الاهتمام للسائل الاخضر في الوقت الحالى لانه كان يريد معرفه من اللذي هاجمه.

"اوه, إذا فأنت تجيب بالخناجر؟ حسناً اذاً"

امسك لاورو بالسيف اللذي بيده و أطلق منه هجمه بعيدة المدى أدت إلى حرق الكثير من الأشجار.

احتراق احتراق-!

استمرت الأشجار في الاحتراق.

"من الافضل لك أن تخرج الآن. في الأصل لما تختبئ مثل الكلاب؟"

أخيراً, خرج شخص يرتدي الاسود بالكامل من وراء أحد الشجيرات المحترقه.

"لقد تحملت إهاناته لي, لكن انت! انت مجرد طفل صغير, كيف تجرؤ على إهانتي؟!"

"عن ماذا تتحدث؟"

"لا يهم. ساقتلك هنا والآن فأنت مجرد فأر بلا فائده و لا نحتاج لشخص مثلك لتنفيذ خططنا" اخرج الرجل بضعه خناجر و و ضعه واحداً بين كل أصبح من أصابع يده.

"...….....خططكم؟" كان لاورو مرتبكاً من الكلمات اللتي تخرج من فم ذلك الرجل, لكنه أدرك أن لا وقت للارتباك في الوقت الحالي.

كان الرجل يتحرك بسرعه هائله, لكن لاورو كان لا يزال يستطيع رؤيته.

بانغغ!

اصطدمت ثلاثه خناجر في سيف لاورو اللذي صدهم بدون اي عناء.

تآكل! تآكل!

لاحظ لاورو أن سيفه بدأ في الذوبان بعد أن اصطدمت به تلك الخناجر الثلاث.

"......سم التآكل؟"

"الوقت متاخر جداً لإدراك أن ذلك سم!" سخر الرجل من لاورو اللذي كان متصلباً وغير مصدق لعيناه.

بانغغ! بانغ! بانغ!

اصطدمت ثلاثه خناجر أخرى بسيف لاورو اللذي استمر في التآكل.

'احتاج لفعل شيء ما. إن وقفت هكذا و صددت فحسب, فسيذوب السيف بالكامل وعندئذٍ سالقى حتفي بالتاكيد'

بانغ! بانغ! بانغ!

تكسر-

بدأ السيف اخيراً في التكسر بسبب سم التآكل, وهذا تسبب في اصابه لاورو بخنجر في قدميه عندما كان يصد الخناجر الباقيه.

تقطر- تقطر-

'هل تمطر؟ الآن؟' كانت السماء تمطر كما لو كانت تعطي علامه على حصول معركه خطيره.

'كيف ساستخدم قوتي وهي تمطر؟!'

'لا انتظر... لو كانت نيراني سيتم اطفاؤها في المياه حقاً, لما ما زالت الأشجار اللتي اشعلتها مشتعله؟'

'... لا اعرف. سأجرب فقط'

امسك لاورو السيف بقوه و وضع فيه طاقته.

وووش! ووش!

كما توقع لاورو, لم تنطفئ نيرانه بسبب مجرد مياه مطر.

اندفع لاورو إلى حيث كان الرجل, وبدأ في مهاجمته بالسيف هجمات متتاليه.

"ليس معك سيف طويل! لن تستطيع صد هجماتي!"

بانغ! بانغ!

كان الرجل يواجه صعوبه في صد هجمات لاورو ببضعه خناجر, وايضاً بالنسبه لسم التآكل اللذي كان يسبب تآكل سيف لاورو, تم غسله في مياه المطر ولذلك لم تعد تلك الخناجر ضاره بالنسبه للاورو أو لسيفه.

"لكن الخناجر جيده أيضاً في الصد!"

في منتصف كل هذا, ترك لاورو سيفه يسقط بسرعه على الارض, وبينما كان الرجل لم يستوعب بعد أن لاورو ترك سيفه, طارت لكمه من يد لاورو إلى وجه ذلك الرجل. كان ما حدث سريعاً للغايه, لدرجه انه من الممكن القول إن الأمر حصل في ثانيه واحده.

"سعال!"

ترنح جسد الرجل اللذي تلقى اللكمه ثم سعل الدماء من فمه.

استعاد الرجل الوضع القتالي بسرعه حتى بعد تلقيه لكمه من لاورو. استطاع لاورو رؤية القناع الاسود اللذي احترق جرّاء تلقي الرجل للكمه, استطاع رؤية أيضاً جلد الرجل اللذي أصبح محترقاً بسبب لكمه لاورو.

بينما كان الاثنان على وشك الاندفاع نحو بعضهما البعض بسرعه, سمعا صوت شخص ما.

"ما اللذي يحدث هنا؟"

"يبدو أن لدينا ضيف غير مرغوب فيه؟" كان صوت سيرافين و قد كان يبدو غاضباً للغايه أيضاً.

2023/01/31 · 70 مشاهدة · 1144 كلمة
White knight
نادي الروايات - 2025