اليابان … سنة 640 م
في تلك اللحظات المرعبة في أعين ياماتا … لم يكن الخوف من تلك الهالة الضخمة من تسلل إلى قلبه …
بل كانت مزيجًا من مشاعر … الحزن … الأسى … و العجز … و هو يرى أحلامه … أماله … تموت أمامه
تلك الأحلام التي بناها فوق شخصية والده الحازمة … الشديدة البرودة … المغرورة … و المثقلت بالذنوب
تلك الشخصية التي جعلته ينمي في قلبه رغبةً الشديدة في أن لا يصبح والده …
حتى أنه رفض أن يكون وريث أسلوب سيفه
و عزم أن يتخطى الرجل الأقوى في اليابان وقتها … و الآن يظهر أمامه وحش آخر …
ليدمر كل فكرة رغب بها
وقف ياماتا فتح يديه و راح يقول للعجوز ذو الرداء الأحمر … فلتقتلني …
… رد العجوز … أنت ميت بالفعل …
هل تعرف كيف يمكنك قتل شخص بدون سفك دمائه … أقتل أحلامه …
بدا لـ ياماتا و كأن العجوز كان يرى ما في قلبه
مع خروج تلك الكلمات من فم العجوز … ضحكت شخص جديد ظهر فجأة في وسط الساحة … شابٌ في سن ١٧ سنة
يبدوا غريبًا عنهم … راح يقول
هاي هاي هاي … يا له من قتال رائع … يبدوا أنك الشخص الأقوى هنا ؟؟
كان يتكلم و هو ينظر إلى العجوز ذو الرداء الأحمر
العجوز ذو الرداء الأحمر : ألا يمكنني العيش بسلام … ألا تكفون عن القدوم … لا أمـ …
وجد العجوز نفسه مقذوفًا في السماء … نتيجة لكمة الخاطفة من الشاب على صدره …
و بعد سقوطه أرضًا … ها هو العجوز يقف من جديد …
… إندفع الشاب نحوه … موجها لكمة أخرى .. لكنه هذه المرة … وجد نفسه متجمدًا في مكانه …
كان العجوز يقوم بتنظيف ثوبه الأحمر في هدوء … راح يتقدم نحوه هذا الشاب … وقف أمامه … أين الجميع مذهول …
حتى الشاب نفسه … و سأله … ما إسمك ؟
أجاب الشاب … أيامي أكان كوغا … ( يعتبر الشخص الذي أسس قبيلة الكوغا فيما بعد )
العجوز : اممم … أيامي … فلتدعني أريك الجحيم … و مع خروج أخر نبرة صوت من فم العجوز …
أمسك رأسك أيامي و دفعه برأسه … وضعًا جبهته على جبهة أيامي …
و عينيه تنظران بحزم إلى عيون أيامي
في تلك الأثناء كان نبض قلبه عالي جدًا … جعل ضغط دمه مرتفعًا …
نطق العجوز … ما بك … ما به قلبك … هل أنت خائف … هل أنت متوتر … إهدأ … تنفس بهدوء …
نعم هكذا … شهيق و زفير … نعم هكذا … جيد جيد … هل أنت تحس به … نعم إنه يهدأ … نعم هكذا …
دعه يهدأ … هل تحسن بذلك نبضه إنه يقل … أليس كذلك …
كان أيامي يحرك رأسه و هو يلمح أنه يحس بذلك
نعم هكذا … لكن ما بك … هاي لا تدعه يتوقف … لا لا … مابك .. لا توقف …
و في لحظة خاطفة … رمى العجوز بـ أيامي و ركله و هو في سماء جعله … يندفع إلى أبعد ما يكون …
إلى درجة أنه أصبح يتدحرج إلى سفح الجبل … حيث القرية …
كان تلك أول مرة .. يرى ياماتا … شخص يستخدم قدرة غير السيف في زمن كان السيف فخر كل ياباني
====
اليابان في زمن الحاضر …
بعد عراك أنيكو مع جثة ذلك الشخص و التي إنتهت بشكل فضيح … أصبحت يدها الوحيدة المتبقية لها … ملطخة بشدة بدمائه
و هي جالسة في بركة من الدم … الذي أوجدته بسبب شحنة غضبها …
غضبها من نفسها … من حياتها … من كل شيء حولها … في تلك اللحظة … لم يكن أمامها سوى …
بعد مرور فترة من الزمن … وقفت و راحت تمشيء في ذلك الرواق الطويل …
جسدها منهك القوى … لم يصبح قادرًا على المواصلة … لكنها كانت تدفع به إلى حدوده
كل عضلة في جسدها … كل عضو و كل خلية … تتخلى عن حاملها …
هل أصبح الوضع بها السوء … لدرجة أن حتى جسدك يرفضك …
تلك الأفكار التي كانت تدور في عقلها
و بعد صراع طويل مع جسد منهك … عاجز … جسد خائن
وصلت إلى ذلك الباب … حيث كانت نارومي تنـتظرها
مع وصولها إلى الباب … سقطت على ظهرها … تلك كانت حدود جسدها في تلك اللحظة
تقدمت نارومي نحوها … واقفت و راحت تسألها : هل إنتهيت؟
أنيكو : من تكونيني يا هذا ؟ … لماذا تعيدني إلى الجحيم في كل مرة أقوم بها بالخروج منه …
نارومي : و هل خرجتني منه بالفعل ؟
أنيكو : هل ستجيبنني بسؤال
نارومي : عندما يعاني البشر … و يعاني … و يعاني … ثم بعد صراع طويل مع تلك المعاناة …
حيث يقرر التخلي عن كل شيء … معتقدًا أن لا شيء يمكنه نزع كل تلك الآلام
يجد نقطة ضوء في النهاية … البعض يسميها … الأمل … و البعض الآخر يسميها يُسر …
لكنني أسميها … الحقيقة …
حيث يبدوا الأمر … و كأن نورًا أكثر بريقًا … سطوعًا .. من أي شيء … ينير لك تلك الطريق
… حيث تجدين نفسك … في وجه تلك الحقيقة التي كانت أمامك منذ البداية
لكن كل ما في الأمر أنك كنت أعمى لتراها منذ البداية … أو لم تكن جاهزًا لتراها
إلتفت لها و هي تبتسم و الدموع تنهار من أعينها … لست سوى بشرية رأت تلك الحقيقة
و أريد أن أريك إياها أيضًا … لأنك ستكونين منقذتنا
===============
في اليابان … سنة 640 م
إنطلق ياماتا يجري إلى سفح الجبل خلف … أيامي لعله ينقذه … أو ينقذ ما تبقى منه
بعد رحيل ياماتا … بقي العجوز ذو الرداء الأحمر … و المعلم
نطق العجوز : هل يمكنكم تركي في سلام ؟
المعلم : لا أعلم … هل يمكنك تركنا في سلام ؟
العجوز : لنقل أننا في هدنة … ألا يمكنك فعل ذلك
المعلم : أجل لا بأس بذلك … لكن إسمح لي … أن أختبر مهارتي في السيف عليك
قالها و هو ينحني للعجوز