1 - الفصل الاول:هروب نحو المجهول

في عام 2030، سنة لن تُنسى في تاريخ البشرية. بعد مئات التجارب الفاشلة والتضحيات، نجح العلماء أخيرًا في فتح بوابة نحو عالم آخر، عالم يمكن للناس أن يتجسدوا فيه ويولدوا من جديد.

فرصة جديدة؟ ثورة علمية؟ أم مجرد طريقة أخرى للموت؟

انتشر الخبر كالنار في الهشيم. كل القنوات، كل التطبيقات، كل المواقع تتحدث عنه. الملايين بدأوا يتوافدون نحو البوابة.

البعض محطم، يهرب من حياة لا معنى لها. البعض الآخر يرى فيها فرصة لبداية جديدة. والبعض مدفوعٌ بحلم عالق في خياله...

أما أنا؟

لم أكن من أيٍّ منهم. كنت مجرد مدمن أنميات إيسكاي، مدمن إباحية، منعزل، غارق في الأوهام.

وعندما سمعت عن البوابة، لم أفكر مرتين.

"سأذهب إلى عالم إيسكاي!"

لكن… العالم لم يكن كما تخيلت.

الفصل الأول:

استيقظت من فراشي مثل أي يوم طبيعي، دخلت الحمام، قضيت حاجتي، غسلت وجهي، ثم أمسكت هاتفي، لكن أمي قاطعتني بصوت حاد:

"فرق بينك وبين الجوال! من أول ما استيقظت أمسكت هاتفك! اذهب وصلِّ أو افطر أو افعل أي شيء غير الجلوس ومشاهدة الهاتف!"

لكنني لم أرد، وكأنني لم أسمعها. تجاهلتها كالعادة، فتحت التطبيق الأسود وبدأت أقلب في الريلز.

ثم فجأة، توقفت كل الفيديوهات.

لم يبقَ إلا إعلان واحد يتكرر في كل الريلزات.

بوابة تجسيد في عالم آخر؟!

"بعد سنوات من التجارب، الآن نستطيع أن نتجسد -أو بالأحرى- نولد في عالم آخر! فرصة جديدة للجميع! الدخول مجاني تمامًا، لأننا نريد تجربته على أكبر عدد ممكن من الناس!"

الموقع؟ ليس بعيدًا عني! ولا يزال أمامي يومان للتسجيل!

لكن المشكلة؟

أنا طفل مفلس، عمري 12 سنة، ومن المستحيل أن يسمح لي أهلي بالذهاب.

وقتها، لمعت في رأسي فكرة عبقرية... لا، بل غبية جدًا.

"لماذا لا أسرق المال وأهرب؟"

دخلت الحمام مرة أخرى، جلست أفكر

"إذا سرقت المال وهربت، سأحتاج إلى خيمة لأنام هناك... لكن كيف سأشتريها؟"

لكن لم يكن لدي خطة ولا اي شي لهذا توقفت عن الوهم.

ثم قطعت التفكير فجأة. "لماذا أقلق؟ سأطلب المساعدة من الذكاء الاصطناعي! هو يعرف كل شيء!"

فتحت الهاتف وكتبت: "كيف تهرب من المنزل بدون أن يُمسك بك أحد؟"

والذكاء الاصطناعي قال إنه لن يساعدني على مثل هذه الأشياء...إنه بلا فائدة.

فكرت بخطة ذكية و معقدة جداً أو بالأحرى، مجرد خطة قمامية.

1 ادخل ابي و امي.

2 اسرق المال.

3 اخرج من الغرفة.

4 اذهب إلى الموقع.

فكرة عبقرية!

عند التنفيذ... لم أستطع حتى سرقة المال من الخوف.

لكنني لم أستسلم. فتحت التطبيق الأسود وبحثت عن "كيف تتغلب على الخوف؟"

كل الفيديوهات كانت كذبًا، لم يساعدني أي شيء! لكني شددت عزمي، تسللت إلى غرفة أهلي، سرقت المال، وخرجت.

قلبي كان يدق كأنه سيخرج من صدري، أنفاسي متقطعة، كل خطوة كنت أشعر أنها الأخيرة.

لكنني خرجت من الغرفة.

خرجت من البيت.

أنا حر! سأذهب إلى البوابة الآن!

...

لكن هناك مشكلة صغيرة جدًا.

أنا لا أعرف أين الموقع.

تجمدت مكاني. نظرت للسماء. دمعة نزلت من عيني بدون أي تعبير على وجهي.

"تبًا..."

عدت إلى المنزل مثل الكلب، أخذت هاتفي و رجعت إلى الشارع بسرعة لكن هناك مشكلة...

لا يوجد إنترنت.

تجمدت مكاني مرة أخرى. نظرت للسماء. دمعة أخرى نزلت من عيني.

"لماذا؟ لماذا بحق الجحيم يخرب كل شيء عندما أعتقد أنني انتهيت؟ الحياة تشير إليّ بأصبعها الأوسط في كل مرة!"

جلست في الشارع، يدي ترتجف. بدأت أغرس أظافري في راحة يدي من الغضب حتى خرج الدم.

"هذا مؤلم... لماذا فعلت هذا بحق الجحيم؟"

لكن فجأة، تذكرت شيئًا.

"أنا لدي رقم تاكسي!"

أخرجت الهاتف، دخلت إلى سجل المكالمات، اتصلت بالسائق.

لكن...

"رصيدك الآن غير كافٍ، الرجاء تعبئة الرصيد والمحاولة مرة أخرى."

تجمدت للمرة الثالثة. نظرت للسماء. دمعة أخرى نزلت من عيني."

"تبًا، لا أستسلم بهذه السهولة! سأأخذ سلفة!"

لكن...

"رصيدك غير كافٍ للحصول على سلفة، يجب عليك تسديد ديونك السابقة."

تجمدت للمرة الرابعة. نظرت للسماء. دموعي بدأت تتجمع.

"لماذا أنا منحوس لهذه الدرجة؟ هذا جزائي على عدم التخطيط الجيد."

بدأت أتجول بلا هدف، الساعة متأخرة وكل المحلات مغلقة. شعرت باليأس، لكن فجأة...

سيارة كنت تتجه إلي

لم أفكر مرتين. اقتربت منها وقلت للسائق بسرعة:

"أرجوك اوصلني سوف اعطيك المال أرجوك أرجوك أرجوك!"

"ساعدني أرجوك شقتي ميتة و امي إيجار"سحقاً لقد تلعثمت.

نظر إليَّ السائق باستغراب، لكنه هز رأسه وقال:

"اركب."

ركبت بجانبه، قلبي يدق، عقلي يصرخ لكنه قطع الصمت وقال:

"اين تريد الذهاب؟"

بدون تفكير قلت له" موقع البوابة!"

كنت قلق أن يسألني كيف جأت و سبب مجيئي لكنه كان أفضل شي حصل لي في حياتي و لم يسالني فقط هز رأسه.

لكن راسي كان ممتلئ بالأفكار

"هل سينصب علي؟ هل سيسرقني؟ هل سيقتلني؟هل سيخطفني؟"

اقتربنا من المكان وجدت حشود بالألف يقفون في أربع صفوف و بجانبهم الخيم الخاصة بهم توقف الرجل و قال:

"لا أستطيع التقدم اكثر من هذا يجب ان تنزل هنا"

أعطيته المال و على كرمه معي زدته مال إضافي ثم شكرته و ذهب،لكن نسيت شي مهم.....

لم اشتري الخيمة ولا المؤن.

نظرت للسماء للمرة الخامسة و هذا المرة بدأت بالبكاء حقاً.

.

مسحت دموعي بسرعة، لا أريد أن يراني أحد بهذا الشكل. لا أريد أن يعتقدوا أنني ضائع، لا أريد أن يقترب مني أحد، لا أريد أن يظن أحدهم أنه يجب أن يعيدني لأهلي… هذا آخر شيء أريده الآن.

عندما انزلني السائق عند نهاية الشارع...

"ما هذا بحق الجحيم؟!"

الشارع ممتلئ بالناس، الموقف الضخم أمام المختبر بالكاد يُرى من بين الحشود، كأن الأرض لم تعد تتسع لهم فبدأوا يتكدسون فوق بعضهم البعض. الخيم منتشرة في كل مكان، بعضها مؤقت وبعضها يبدو وكأن أصحابه استقروا فيه منذ أيام.

أصوات البشر، ضحكات، صراخ، شجارات، أطفال يبكون، رجال ونساء يتحدثون عن أحلامهم أو مخاوفهم. البعض جالس على الرصيف متكئًا على حقيبته، البعض الآخر يحاول النوم وسط الفوضى، والبعض يحدق بالبوابة العملاقة أمام المختبر، وكأنها مفتاح خلاصهم من هذه الحياة.

الهواء ثقيل، مزيج من العرق والدخان وطعام الشارع الرخيص.

لم أتوقع أن يكون المكان مزدحمًا بهذا الشكل.

لكن… هذا ليس مهمًا الآن.

الأولوية لإيجاد خيمة.

نظرت حولي، وبالفعل وجدت ما كنت أبحث عنه. بعض التجار استغلوا الفرصة وفتحوا أكشاكًا متنقلة على جانبي الشارع.

الطاولات الخشبية القديمة، القماش المفروش على الأرض، الوجوه المتعبة، كلها تنطق بحقيقة واحدة… الجشع لا ينام أبدًا.

ذهبت إلى إحدى الاكشاك اشتريت خيمة و بعض الطعام و ذهبت لكي احجز مكان لي في الطبور و انصب خيمتي لكن هناك مشكلة...

انا لا اعرف كيف انصب خيمة.

تجمد وجهي للمرة السادسة و نظرت للسماء وبدأت عيني تدمع.

لكن هذه ليست مشكلة كبيرة سألت الشخص الذي أمامي عن الطريقة و نصبها لي...اقصد نصب علي لانه اخذ10 دولار لنصب الخيمة المشكلة انه ذاهب لعالم آخر ماذا سوف تفعل بالمال هناك؟.

دخلت خيمتي الصغيرة و هنا شعرت بهدوء اخيراً،

حاولت النوم لكن...كان هناك شي يزعجني أشعر أن صدري ضيق لدي شي مكبوت لكن لا أعلم ما هو أشعر بشي يقهرني اكثر فأكثر إثم كبير على عاتقي.

"أين سيجو؟هل اخطانا في حقه؟هل قصرنا في شي معه؟"

"لماذا هرب؟هل يكرهنا لدرجة الهرب؟"

كانت الأصوات هذه في راسي لم تفارقني ابداً كنت افكر في أهلي لماذا ذهبت لماذا تركتهم كل ما فعلته فقط العب بينما أهلي يبحثون عني الآن.

"ابي،كان يتعب لكي يوفر لي افضل حياة ممكنة يعمل ثلاث ايام متواصلة في عمله كان يفخر بي يريد أن يراني شخص ناجح دكتور او مهندس لكني لم أكن اهل هذه الثقة"

كنت ابكي و انا اتحدث بدون ان أشعر.

"امي، كانت تدرسني كل يوم و تهتم بي تحاول اخراجي من وحدتي تحاول جعلي انسان افضل تريد أن تفخر بي،لأنها مريضة سكر و ضغط كانت تريد أن ترانا شي افضل لكن ماذا سوف يحصل لها الان؟عندما تعلم أن ابنها الأوسط التي دفعت فيه دمها يهرب من أجل...لاشي سوف يرتفع لديها الضغط و تمرض مرة أخرى"

"أنا آسف لقد خذلتكم...انا اسف،ضحيتم بكل شي لأجلي لكني لم أكن استحق هذا...ابداً لقد وثقتو في الشخص الغلط"

جلست أكرر "أنا اسف" و انا ابكي بحرقة كنت افكر ان ارجع لكن كيف ارجع لهم؟ كيف انظر لوجوههم؟بعدها نمت...

رجعت إلى أهلي بسرعة كنت اجري اجري حتى وصلت البيت دخلت إلى أهلي بابتسامة لكنهم لم ينظرو إلى وجهي حتى جميعهم يبتعدون ببطء و انا اجري خلفهم حتى اختفو رأيت اخي الكبير أمامي في شاشة سوداء ينظر إلى بشمزاز و خلفي اخي الصغير كان عمره6 فقط لكنه نظر إلي بنظرة...نظرة حقد لم يكن يريد الاعتراف بي كأخ له،لكنها كانت الحقيقية على أنها نظرة بدأو بالختفاء مرة أخرى عندما مددت يدي لهم...

استيقظت أمسكت قلبي كان يدق بسرعة جسدي ساخن جداً نظرت حولي وجدت نفسي في خيمة ثم تذكرت ماذا حدث...

لقد كنت احلم،ليس حلم على كونه حقيقة.

2025/04/04 · 63 مشاهدة · 1323 كلمة
نادي الروايات - 2025