" أور..أرجوك لا تكن جبانا...الرفاق ينتظروننا...و الجو مشمس للغاية "

" لكن...يجب أن نساعد العم لوكاس في المنجم.."

" من يهتم...فلنجد عذرا عندما نعود.."

ابتسم رادون...ترك الفأس يسقط من يده و ركض لأسفل الجبل حتى كاد يسقط على وجهه من شدة انحداره

" ااه...حسنا...يبدو أنه لا مفر من العقاب " طأطأ رأسه و لحق به

على ضفة النهر ,ظهر مشهد الأطفال يلعبون بالمياه و يسبحون ,من كثرة حماسه خلع ثيابه بسرعة و انظم للمشهد أيضا

" مهلا أور...أين تركت رادون؟...لا تقل لي أنه خائف " اقترب أحدهم إليه و تحدث بازدراء

" ماذا؟ ألم يأتي بعد؟؟..ظننته سبقني...حسنا لا تقلق عليه...يجب أن تقلق على الرهان الذي ستفقده "

" ههه...واثق كعادتك...حسنا سنرى " استدار الفتى و ابتسم لرفاقه

" لم يسبق لنا أن خسرنا رهانا...و لن نخسره سواء في البر أو النهر...بالنسبة لنا لا فرق.." تحدث أور بفخر و رأسه مرفوع

" مرحبا أيها المقامرون... *غلوب " خرج رأس رادون من أسفل المياه قربهم

" إييه...منذ متى و هو هنا ؟...كيف لم أسمعه عندما غطس ؟" استغرب أحد الفتية

" راادوون...أيها الوغد...أعد لي سروالي الداخلي " احمر الفتى خجلا و صاح غاضبا

" أوف..ما هذه الرائحة ؟..حسنا...من هو الخائف الان؟...هاا" شم السروال و رماه باشمئزاز نحو الضفة

سقط السروال بعيدا ,لذا اضطر الفتى للخروج و خبأ كنزه بعناية ,و مع ذلك لا زالت مؤخرته تظهر " هاهاهها...بففففف...مؤخرة القرد أنظف من مؤخرتك.." سخر رادون...ضحك الفتية (بما في ذلك أور) و أمسكوا بطونهم

" تبا لك رادون...تذكر هذه الإهانة سأسددها لك أضعافا في يوم ما " لبس سرواله الداخلي و ثيابه...و لعن باستمرار قبل أن يرحل

" ههاهاه...حسنا سأتذكر...بالمناسبة..يا رفاق...هل الرهان لا يزال قائما ؟"

" أووه...بالطبع لا...لقد كنا نمزح فقط.."هز الفتية رؤوسهم بسرعة رافضين فكرة الرهان

" اااه...ممل..حسنا فلنتسابق إلى المصب و الفائز سيلقب بالزعيم " اقترح رادون

" حسنا...موافق...هيا بنا "

سبح الفتية باتجاه الشلال بسرعة ,تخطاهم رادون كالعادة و وصل أولا...غاص أسفل قليلا و شاهد كهفا ,عندما خرج أخبر الفتية بما شاهده.

" كهف؟؟...هل يمكن أن يكون نفس الكهف الذي حكى عنه الحكيم ؟....ذلك المكان المشؤوم...تقول الأسطورة أن به هاوية مخيفة تؤدي إلى مكان غامض...و قد اعتقد بعض الطماعين أن به كنزا مخفيا...و عندما دخلوا لم يعودوا...أنصحكم أن لا تذهبوا إلى هناك " حذر أحد الفتية بشكل خطير

" ماذا؟؟...الحكيم..*مؤخرتي....هذا هو بعض المكان الخرافي ثانية...ذلك الوغد يريد أن يخيفنا فقط...أور دعك من هؤلاء الجبناء..لنذهب " تذمر رادون

*طنين ...صوت جرس قوي اخترق طبلة أذنه ,"....." لم يستطع رادون سماع صراخه..و هو يسقط ,لا تزال عيناه مغمضتان..لم يجرؤ على فتحهما...تمنى لو كان كل ما حدث حتى الان مجرد حلم ,قوة غريبة تسحبه إلى ظلام دامس ,سقوط سريع بدون مقاومة ,كأن الجاذبية أصبحت أقوى ,ازدادت سرعة تنفسه...خلايا جسمه تتحرك بسرعة مجنونة و معها تضاعفت سرعة وظائفه الجسدية الأخرى ,تشوه الفضاء أمامه و كشف عن مكان سقوطه...*غلوب...سقط في سائل أحمر...الأجدر القول أنه *بحر أحمر ..,غاص جسمه إلى القاع دون مقاومة...حاول أن يسبح إلى السطح...لكنه وجد جسمه ثقيلا و مشلولا...مهما قاوم..كان دون جدوى

" لااا...سأختنق..اصعد...اصعد.."

" استيقظ أيها العملاق الغبي ,كفى هراءا...هل تحسب نفسك تسبح أم ماذا ؟...ههه يبدو أنك لا تجيد السباحة حتى في أحلامك " سخر زالين

" اااه...هذه الكوابيس تراودني مجددا...لماذا حظي سئ دائما؟..أريد أحلاما هنيئة من فضلك " ضرب رأسه بقبضته و تحسر

"هيه..يا دودة....لماذا أنت طويلة جدا ؟"

" كفى مزاحا....أريد أن أسألك سؤالا مهما " ارتدى رادون تعبيرا جديا

" أوه...حسنا..إسأل.."

" هل تعلم ماذا حدث لسكان مدينة أرغون بعد أن هاجمهم الوحوش؟ "

" هل أنت جاهل؟...ظننت أنه لا يوجد أحد لا يعرف عن هذه الواقعة...لولاها لما وجد جنسنا في الأصل...ندعى *المسوخ أو الهجنة...يقال أن بوابة عالم الوحوش التي كانت مغلقة منذ العصور الغابرة...فتحت لسبب مجهول...و هذه البوابة توجد بالضبط في أرض أرغون...يعتقد معظم الناس أن السحرة الأشرار هم من تسببوا في ذلك عن قصد أو عن غير قصد...لأنهم قاموا بفتح بوابة عالم الجان في نفس الوقت تقريبا...لحسن الحظ عندما خرج الجان من عالمهم ليهاجموا البشر ضعفت قوتهم...بسبب نقص طاقة الماجي في عالمنا...لذا قلبت موازين المعركة على الفور و قتل عدد كبير من الجان...حتى أن بعض البشر استغلوا الفوضى و تسللوا لعالمهم لنهب كنوزهم قبل أن تغلق *البوابة البعدية... هكذا خضع السحر لتطور كبير..منذ ذلك الحين و أعداد السحرة في ازدياد مستمر..حيث أصبح السحر يدرس كباقي العلوم في أكاديميات خاصة...أما بالنسبة للوحوش فقد قتلوا كل الرجال و الأطفال في أرض أرغون ثم اغتصبوا النساء..و هكذا ولدنا نحن المسوخ...نفس *الشدود حدث لبوابة عالم الوحوش...حيث تراجع الوحوش إلى عالمهم بسرعة قبل أن يغلق...في البداية منعنا مجتمع السحرة من مغادرة أرض أرغون...حتى أن بعضنا اختاروا أن يسلموا أنفسهم كعبيد ,حتى يتمكنوا من رؤية أسرهم...شيئا فشيئا...ارتفعت أعدادنا و اشتدت قوتنا...في النهاية قرروا منحنا الحرية...."

" الزمن سريع حقا.....مجرد فترة قصيرة و قد حدث بالفعل الكثير " استغرب رادون

" إييه؟؟..*مجرد فترة قصيرة...هل لديك دماغ في ذلك الرأس ؟...هل تسمون ألف سنة في بلادكم فترة قصيرة ؟ " صاح زالين حتى كاد يجن جنونه

" ماااااذااا؟؟....ألف سنة..لكن...لكن هذا...مستحيييييل..." اتسعت عيناه و سقط فكه السفلي من شدة الصدمة

2019/02/14 · 652 مشاهدة · 785 كلمة
kelsier
نادي الروايات - 2024