شمال المدينة ,بعيدا عن الأبنية و ضجيج السكان ,يمكنك التمتع بمناظر طبيعية خلابة....سهول و تلال خضراء ,نسيم رياح خفيف يداعب الأعشاب و يلقح الأزهار ,أسراب الطير ترقص و تغني في سماء زرقاء صافية...تشوه المشهد الساحر بسبب انتشار موجات على سطح الماء ,رفع المنقار من المياه فعادت الصورة إلى أصلها ,بعد إشباع عطشه..حلق الطائر و انظم إلى أسرته ,على ضفة بحيرة واضحة كالمرآة وضعت ثياب و سيف...

" تلك ليثيوس..تلك بلادي و لها سأعود ,مهما جلت و ارتحلت شوقي لها سيسود.." دندن أغنية قديمة بينما كان يستحم

" ياااه؟...لقد مضى وقت طويل لم أعرف فيه طعما للراحة ,منذ دخولي إلى ذاك الجحيم...الآن بعد عودتي يبدو كما لو أن ضغط الهواء و الجاذبية هنا أصبحا ضعيفين للغاية ,أو ربما لأنني صرت أقوى من ذي قبل " تحدث مع نفسه

عندما كان يستمتع بحمامه المنعش ,ألقى نظرة باتجاه متاعه ,فرأى قطا ضخما ذو فراء أبيض يحاول رفع سيف من الأرض بفمه ,لكنه فشل و استسلم ثم نقل اهتمامه للثياب...حملها و هرب باتجاه الأشجار

" توقف؟؟ يا كرة الفرو اللعينة ,كيف تجرؤ على سرقة ثيابي الجديدة ؟ ,تظن أنه يمكنك الإختباء مني...سأقوم بتشريحك إلى قطع.." اشتد غضب رادون ,قفز من وسط البحيرة و حلق إلى الضفة في لحظة...أمسك سيفه و طارد القط

داخل الغابة...توقف القط بجانب شاب وسيم ,لم ينتبه الشاب إليه لأنه كان في جلسة تقبيل ساخنة ,أسندت فتاة مغرية ظهرها إلى الشجرة بينما كانت تستمتع بالشفاه الحارة الملتصقة بفمها ,إن لاحظت جيدا يمكنك رؤية أذني قط لطيفة تخرج من شعرها و تهتز في نشوة ,و إذا نظرت أسفل قليلا يمكنك مشاهدة ذيل ثعلب يرقص في الهواء..لا أحد يعلم من أين أتى ,ألقت يديها الناعمة حول عنقه و اندمجت في اللحظة..كاندماج كفيه في مؤخرتها الممتلئة

عند شجرة بجانبهم ,اتكأت فتاة تشبهها في كل شئ ما عدا أنها نحيفة و أقل جمالا ,راقبتهم طوال الوقت بنظرة حسد....*مياااااااااااااو...صوت مواء حزين ,سقطت جثة القط الضخم على الأرض و غسلت دماؤه الفراء الأبيض الناصع باللون الأحمر ,لكن رأسه لا زال يحلق في الهواء..في النهاية اصطدم بقدم الشاب ,تراجع من اللحظة الحميمية بصعوبة و التفت خلفه

" كليوت؟؟...لااااااااااا..من قتله ؟..من قتله ؟ " احمرت أعين الشاب لمّا شاهد الفاجعة أسفله ,رفع رأسه و حدق أمامه

" من أنت ؟...كيف تجرؤ على قتل حيواني الأليف ؟...إنه هدية من جدي في عيد ميلادي و صديقي الوحيد ,ستدفع ثمنه بحياتك " صاح بغضب و تشكل تعبير مجنون على وجهه

وقف رادون هناك بصدره العاري و ثيابه القديمة البالية التي تحولت بقدرة قادر إلى ملابس داخلية ,حمل ثيابه الجديدة الملقاة قرب قدميه ولبسها ثم استدار....

" أتفكر في الهرب..أيها البشري الوضيع ؟...انس ذلك ,قبرك سيكون هنا "

ضحك بجنون ثم سحب سيفه الأحمر و انقض على رادون ,*أرجحة....ضرب السيف الذراع و مزق الرداء ,لكنه لم يستطع اختراق الجلد...التفت رادون بطريقة غير مبالية و حدق في وجهه

"ماااذا؟؟..كيف..؟" صدم الشاب و لم يستطع تصديق ما حدث للتو ,تراجع للوراء بسرعة بينما تحركت شفاهه بخفة...."نسيانل تاياس كيبورتات..." ,*تراتيل تعويذة....من وسط جبهته برز ضوء أحمر مشرق و انتشر عبر ذراعه ثم دخل السيف ,فجأة...لمعت الطلاسيم الغريبة المنحوتة على سطحه و انبثقت نيران هائجة منه ,قفز و لوح بسيفه باتجاه عنق رادون....*صوت انكسار...كسر السيف الملتهب و ظهر ظل سيف أسود يقترب من عنق الشاب ,فزع و أراد تفاديه لكن حركته كانت بطيئة جدا مقارنة به....

ابتعدت الأرض شيئا فشيئا عن رؤيته و أصبحت غير واضحة ,عبرت ملامح وجهه عن اليأس و الغضب و عدم الرضى....سقط رأسه بعيدا ,رغم ذلك لا زال جسده واقفا مع نافورة دماء تنسكب من عنقه

غطت الفتاتان أفواههما بأيديهما من هول الصدمة ,سقطت الفتاة المغرية على ركبتيها و توسلت

" أرجوك لا تقتلني يا سيدي...أعدك أنني سأخدمك بإخلاص ,يمكنك أن تفعل بي أي شئ تريده " ركعت الفتاة الأخرى أيضا و توسلت...لكن لم يكن هناك رد من الطرف الآخر ,بعد فترة..رفعا رأسيهما و نظرا حولهما...

" لا أحد...لقد رحل و تركنا نعيش ,هيا لنغادر بسرعة قبل أن يأتوا "

.

.

" إلى أين تحسبين نفسك ذاهبة؟...ليس بهذه السرعة "

صرخ شخص ما من بعيد...بعد ذلك ظهر العديد من الرجال يتقدمهم رجل ذو حواجب حادة و لحية سوداء ,اندفع ذلك الشخص بجنون نحو الفتاتين و أمسكهما من أعناقهما ثم رفعهما عاليا

" مسوخ عديمو الفائدة...من قتل ابني ؟ "

صرخ الرجل بغضب و خنقهما معا حتى الموت بيديه ,ثم وجه نظره لمسرح الجريمة مع عينين مليئتين بنية قتل مرعبة ,اقترب من جثة ابنه و سحب لفافة من جيبه ,توهجت بضوء خافت....وضع اللفافة على الأرض و رسم دائرة حولها مع بعض الأشكال الغريبة ,أسال قطرة من دم الضحية عليها فسطعت بضوء مبهر...طار شعاع الضوء و سافر باتجاه الشرق

" سيدي...لقد وجدنا السلاح السحري للسيد الشاب ,لكن على ما يبدو..أنه مكسور " تردد الرجل قليلا ثم سلم السيف المكسور للقائد

" ماذااا؟...سيف اللهب سلاح سحري من الدرجة المنخفضة...لكي يكسر بهذه السهولة ,يجب أن يكون القاتل ساحرا في مرحلة التحكم على الأقل " استغرب القائد قليلا ثم نظر باتجاه الشرق

" لقد غادر من هذا الإتجاه ,يجب أن أمسكه قبل أن يطلع الفجر ,و إلا فإنه سيفلت حقا...عند إذ أنا حكيم عشيرة اللهب المقدس..سأصاب بالجنون حتما..." أعاد اللفافة إلى جيبه و تمتم بهدوء في نفسه

" أنتم...عودوا إلى العشيرة و أخبروا الزعيم بما حدث " أمرهم..,طار إلى السماء ثم اختفى

"مفهوم....سيدي.." أجاب الجنود في وقت واحد و عادوا أدراجهم

*الأسلحة السحرية لها أربع تصنيفات حسب القوة :

منخفضة – متوسطة – مرتفعة – عالية

(//ملاحظة : حكيم العشيرة هو واحد من شيوخها فقط )

2019/02/21 · 679 مشاهدة · 859 كلمة
kelsier
نادي الروايات - 2024