أسفل شجرة ضخمة ,جلس رادون متشابك الأرجل و حدق في القمر المنير فوقه...*صوت حفيف الأشجار...اهتزت أذنيه بخفة و نقل بصره لتتبع الصوت...رجل يطفو في السماء فوق الشجرة ,رقصت ملابسه و شعره في الهواء رغم انعدام الرياح...مع رفع يده تشكل تنين ضخم من البرق أمامه ,انطلق كالثعبان و أحرق الشجرة الكبيرة إلى رماد ,لكنه لم يتوقف بل استمر في التهام الأشجار القريبة منها حتى انطفأ في النهاية

" لا أعلم كيف قمت بإخفاء طاقتك السحرية ؟ ,لكنك استخففت بقوة عشيرتي كثيرا...لذا سأدعك تموت بدون قبر " تحدث الرجل بغطرسة و غضب

فجأة و بدون سابق إنذار...ظهر شاب أمامه يحمل سيفا و جلده أحمر على غير عادة ,كما لو كان داخل فرن حتى أن بعض الدخان ينبعث من مسامه....لكنه لم يتألم..عكس ذلك بدا مرتاحا للغاية ,أرجح سيفه بسرعة لا تكاد ترى بالعين المجردة...دهش الرجل لكنه لم يثبت في مكانه ,برزت شرارة برق صغيرة أسفل قدميه و سرعان ما تراجع للوراء

" من أنت يا هذا ؟...كيف يمكنك الطيران ؟...كيف؟..أنا لا أستطيع الإحساس بأي تدفق لطاقة الماجي في جسدك " لم تستطع ملامح وجهه إخفاء الصدمة التي اعترته

" نعم..أنا لست ساحرا...لكن السحر ليس القوة الوحيدة الموجودة في هذا الكون " تحدث بينما هبط جسده من الجو بسرعة ,حين وطأت أقدامه الأرض قفز و ارتفع إلى السماء ثانية

نظر إليه الرجل في السماء من بعيد و خمن " ربما هو لا يستطيع الطيران ,مجرد القفز؟؟ " توهج ضوء أزرق ثاقب من وسط جبهته و من عينيه ,رفع يديه و بسطهما....تشكلت مئات من رماح البرق في السماء قربه ,انخفضت و هاجمت رادون بلا رحمة

حدق في الأعمدة المنيرة فوق رأسه....تنحى قليلا إلى اليمين و تجنب أحدها...يمين...يسار...*تقوس..*حركات غريبة...رغم سرعتها تفاداها جميعا كأنه تنبأ بمكان سقوطها ,حتى أن بعضها كان يضرب في نفس الوقت تقريبا..لكن..و لا واحدة منها استطاعت لمس شعرة من رأسه ,هذا ترك الرجل في حالة ذهول تام

لمّا أحس بالخطر..أخرج رمحا كان معلقا وراء ظهره ,اقترب رادون منه بسرعة خارقة لدرجة أن هيئته تبدو غير واضحة...نقل سيفه إلى يده اليسرى و لوح به...*اصطدام...طار الرمح من يد سيده لكن السيف لا زال يشق طريقه نحو رقبته ,ازداد توهج الضوء في نقطة زون و تكثف في شعاع أزرق...سقط على صدر رادون ,فتوقف سيفه قرب عنق الرجل

أسفل..في إحدى أشجار الغابة ,هربت الطيور من أعشاشها و حلق رمح من داخل الشجرة ,اتجه لظهر رادون كأن لديه عقلا خاصا به...

" هاهاهاه...ستموت عما قريب ,لقد صعقت جسدك بالبرق و جمدته لحظيا...حتى تضطرني لإستعمال تعويذة محرمة كهذه ,يجب تفخر بنفسك حقا يا فتى " نظر إلى رمحه و وجّهه بأصبعين

*سلاااش....صوت قطع اللحم ,انحنت زوايا شفاه رادون لتشكيل ابتسامة شريرة....انفصل رأس الرجل عن جسده و عيناه مفتوحتان على مصراعيهما ,حتى ضحكته السابقة اختفت و ظهر مكانها تعبير عن عدم التصديق ,رشت دماءه في جميع الإتجاهات و رحل جسده دون عودة....أمّا بالنسبة للرمح ,بدا كأنه فقد وعيه و هدفه..فعوض اختراق ظهر عدو سيده ,انحنى وخدش ذراعه فقط ثم سقط

" ههه...بالتفكير في ذلك..كان الحكيم على حق ,السحرة مجرد مخادعين....ممم..هذا السلاح حاد جدا " ألقى لمحة على خدش خفيف في ذراعه و أومأ برأسه في مدح

" يجب أن أنهي تدريب *الجسد الثقيل ,حتى يتسنى لي تجربة شعور الطيران " انخفض جسمه و عاد لليابسة

.

.

على قمة برج عال يوجد بمدينة كلاريس و داخل غرفة هادئة ,جلس رجل عجوز فوق كرسي ضخم نقشت عليه كلمة *اللهب المقدس..

" سيدي زعيم العشيرة...لقد قتل السيد الشاب سيلفر ,و ذهب الحكيم غيلبرت للانتقام له " ركع أحد الجنود و تحدث

" من هذا الوغد التي تجرأ على تحدي عشيرتي و قتل حفيدي؟ " تحدث العجوز بنبرة غاضبة

" سيدي...قالت إحدى المسوخ..عندما كانت تحتضر أنه كان شابا بشري..غير عادي "

" إذا كان مجرد هراء الموتى...فلا تسمعني إياه "

"اسف...سيدي.."

فوق طاولة غريبة قرب الكرسي وضعت تسع لؤلؤات....*صوت تشقق...كسرت إحداهن ,قام الزعيم من مقامه و نظر للؤلؤة بتمعن مع دهشة واضحة على وجهه...بعد ذلك صاح بجنون و احمرت عيناه

"ااااااااه.......سأقتله ,أقسم...سأقتله و أقطعه لأشلاء ثم أطعمه للكلاب "

" هيا أيها الملاعين...ماذا تنتظرون ؟....جدوا جثة غيلبرت حالا قبل أن أقتلكم " هدد الجنود مع نية قتل مخيفة

" حاضر سيدي....." ارتعبوا و سارعوا لتلبية الأمر

" ليون...استدع الحكماء الثمانية الباقين ,أخبرهم أن هذا أمر عاجل " التفت لشخص على يمينه و أمر ,أومأ الخادم ثم اختفى

" هل يمكن أن يكون حقا...بشري غير عادي " فكر العجوز في احتمال

أشرقت شمس النهار الساطعة و ألقت بنورها على وجهه ,فتح رادون عينيه ببطئ...كان جالسا في وضعية تأمل

" حسنا لقد تبقت ذراعي اليمنى فقط..و سأنتهي من تدريب الجسد الثقيل ,يجب أن أتحمله " بدأت ذراعه اليمنى بالإنتفاخ و توسعت العروق داخلها ,تبث أسنانه و تحمل الألم....اسودت ذراعه شيئا فشيئا حتى صارت تبدو و كأنها متفحمة....في النهاية لم يستطع تحمل قوة الألم فسقط مغمى عليه

صوت عربة تقترب منه ,توقفت و نزل أربعة رجال من على ظهر الأحصنة التي كانت تجرها....أمسكوا رادون من أطرافه و حاولوا حمله لكنهم فشلوا

" تبا....هذا الشخص وزنه أثقل من الفيل...بحق الجحيم من أين أتى بهذا الوزن "

" كايل....أتركه ,فليس لدينا الكثير من الوقت "

" لما لا نربطه مع العربة و نجره إلى البلدة " اقترح أحدهم

" فكرة جيدة...ياني ,ذكي كعادتك " رفع الرجال الثلاثة الإبهام له..و جلبوا حبلا ثم ربطوه بالعربة من الخلف ,أو الأصح القول أنهم ربطوه بقفص مليئ بالبشر...ركبوا خيولهم و سحبوا بضاعتهم .

(//تعليق الراوي : الفصل القادم سأفسر بعضا من قوة البطل و ماضيه ,كونوا في الموعد *غذا)

2019/02/21 · 508 مشاهدة · 857 كلمة
kelsier
نادي الروايات - 2024