سأل لين: "وماذا عنك أنت وأختك؟ ما نوع البركة التي تمتلكانها؟"

أجاب إيلينيوس بهدوء: "لقد ورثنا بركتنا من والدينا. إنها تسري في دمائنا."

تعمّق فضول لين. "حسنًا... كيف تعمل البركة بالضبط؟"

اتكأ إيلينيوس قليلاً للخلف، مفكراً. "بصراحة، لا نعرف حتى الآن المصدر الحقيقي للبركات—ولا كيف نشأت في الأساس.

"لكن البركة... أشبه ببصمة روحية. إنها تحدد شكل طاقتك—سواء كانت مانا، أو هالة، أو أي شيء آخر—وتؤثر على طريقة ظهور قوتك في العالم. لكن المشاعر... هي الوقود الحقيقي. يمكنها أن تعزز قوتك—أو تدمرها.

"البركة يمكن أن تتطور. وقد تُكوِّن مجالاً يُدعى 'مرآة الروح'—وهو تجلٍّ لروحك. وبعض البركات قد تتجسد فعليًا، وتتحول إلى كيان مادي يُعرف بالتجسيد. لكن كل هذا يعتمد على إرادة المستخدم، سيطرته، ودرجة الانسجام بينه وبين بركته."

ثم نظر إلى لين.

"البركات قد تتيح لك أيضًا دمج التقنيات لخلق شيء جديد كلياً."

ضيّق لين عينيه باهتمام. "وماذا عن... نقش الأشياء داخل البركة؟ سمعت عن ذلك."

تحول صوت إيلينيوس إلى نبرة جادة. "ذلك يُعرف بالنقش القسري. إنه تقنية محرّمة. تقوم بنقش قدرات قوية مباشرةً في نواة بركتك—لكن بثمن فادح. كل نقش يترك شرخاً دائماً في النواة. ومع مرور الوقت، تُهلك تلك الشروخ جوهر البركة."

نظر إيلينيوس في عيني لين مباشرة.

"في النهاية، تصبح البركة غير مستقرة. قد تتجاهل أوامرك—أو تنشط من تلقاء نفسها. وفي أسوأ الحالات، يدخل المستخدم في حالة تُسمى 'هياج البركة'، حيث يفقد السيطرة بالكامل وتستولي البركة على جسده وعقله. إنها قوة... لكنها خطيرة جداً. لا يستخدمها إلا من هو مستعد لفقدان كل شيء."

صمت لين لحظة، يعالج ما سمعه. ثم سأل،

"هل يمكن لشخص أن يمتلك أكثر من بركة؟"

هز إيلينيوس كتفيه. "لا أعلم. ربما. لم أرى ذلك من قبل، لكن لا أستطيع القول إنه مستحيل."

ظهرت ابتسامة خفيفة على شفتي لين. "يبدو أنك تعرف الكثير. كم عمرك؟"

ضحك إيلينيوس برقة. "خمسون. لا أزال شاباً، أليس كذلك؟"

رمش لين بدهشة. "أأنت تمزح؟"

ضحك إيلينيوس وأضاف: "لقد سألتني الكثير... لكنك لم تخبرني أنت عن بركتك."

أدار لين نظره بعيداً. "لا أمتلك واحدة."

وضع إيلينيوس يده مطمئناً على كتفه.

"لا تقلق، يا صهري. إن عملت بجد، ستظهر."

ابتسم لين ابتسامة باهتة. "إذاً... هل يمكنك أن تعلّمني كيف أصبح قوياً مثلك، يا إيلينيوس؟ أريد أن أبهر زوجتي."

ابتسم إيلينيوس: "بالطبع. سأساعدك."

ثم تابع قائلاً: "لكن لنبدأ بتقنيات عشيرتنا. فهي لا تعتمد على البركات—يمكنك البدء بتعلمها من الآن."

وأضاف: "لكن أولاً، علينا تفعيل دم الأفعى بداخلك. صحيح أنك لست من عشيرتنا بالأصل، لكنك تحمل روح 'فاثيرا الأفعى'، وهذا يكفي."

أخذ إيلينيوس نفسًا عميقًا، ثم شق راحة يده بسكين صغير. بدأ الدم الأحمر الداكن بالتدفق بثبات، ثم جمعه في يده الأخرى وركز ماناه داخله. بدأت الطاقة تتوهج برفق، وتدور حتى تشكلت على هيئة كرة صغيرة متوهجة فوق كفه.

قال بلغة هادئة حازمة: "ركّز."

اشتعلت الكرة فجأة بلون أبيض باهت. لم تكن ترفرف أو تحرق—بل تشتعل بصمت، كما لو كانت خارج حدود النار الطبيعية.

رمش لين بقلق. "هل هي آمنة؟"

لم يردّ إيلينيوس بالكلام. بل التفت إلى إحدى الخادمات القريبات، صنع كرة مماثلة، وسلّمها لها. ابتلعتها بهدوء—وبقيت واقفة، هادئة، دون أن يتغير شيء.

حينها فقط التفت إيلينيوس إلى لين وابتسم بخفة.

"ما زلت خائفاً؟"

ابتلع لين كرته بتردد. لن يقتلني... طالما أن الملكة لم تفعل، فكّر.

فجأة، بدأ دمه يشتعل. توترت عضلاته، وتحولت عيناه إلى الأزرق.

قال إيلينيوس: "حاول أن تسيطر على جسدك. لا تسترخي حتى تنهار من التعب."

احمرّ وجه لين. عيناك تلمعان بلون أزرق ناري.

اللعنة... هذا الشيء يحرقني من الداخل!

اشتعلت روح الأفعى في داخله—وعيناها تتوهجان من أعماق روحه.

"أشعر أنني... أستطيع التنفس الآن—"

فاجأه إيلينيوس بهجوم مفاجئ، مما أجبره على المراوغة.

علّق إيلينيوس بهدوء: "جيد. عيناك استيقظتا. الآن أطفئهما—ثم أعد تفعيلهما."

تحولت عينا لين إلى السواد، ثم عادتا إلى الأزرق.

أومأ إيلينيوس. "الآن يمكننا البدء بالتدريب الحقيقي. هل ترى يدي؟ ركّز مانتك داخلها—وسيتدفق السم من راحة يدك. شاهد—هذا هو السم الأحمر. والآن... سأشكّله على هيئة درع."

شكل درعًا أملسًا أحمر على ذراعه، ثم حوّله إلى حافة حادة.

"الآن حوّل يدك إلى شفرة—واضرب."

قطع إيلينيوس شجرة مغطاة بالثلج. انكسرت على الفور، واسودّ جذعها بفعل السم.

"الآن دعني أريك ما يمكن أن تفعله البركة."

تحول دمه إلى لون أبيض محمر، ثم اشتعل مثل نار مقدسة.

بضربة واحدة من يده، اندفعت نيران بيضاء—قَطَعت مئة شجرة وأحرقتها إلى رماد خلال ثوانٍ.

كانت أفكار لين تتسابق.

اللعنة. إنه قوي جدًا... يجب أن أتوخى الحذر منه.

أشار إليه إيلينيوس. "الآن، جرّب بنفسك."

ركّز لين، وجمع ماناه بينما فعّل عينه. تشكّل سم أسود داكن على كفه—كثيف كالقار. لوّح بيده، فقطعت الشجرة أمامه نصفين، وذاب الجذع من الداخل بفعل التآكل السام.

رفع إيلينيوس حاجبه، ثم ابتسم.

"أتقنتها من أول محاولة؟ مبهر. لست فقط موهوباً—بل من النخبة."

فجأة، سُمِع صوت خافت.

خطوات.

دون تردد، التفت إيلينيوس وأرسل ضربتين ناريتين عمياء باتجاه الصوت.

خرجت أورليانا من الضباب—هادئة وغامضة. رفعت يدها. اختفت الضربات عند ملامسة هالتها، كما لو أنها تلاشت وسط الثلج.

تجمد لين لا إراديًا، والتوتر يعصف بعموده الفقري.

صوت أورليانا كان باردًا: "ماذا تفعلان؟"

ردّ إيلينيوس بابتسامة مرتاحة: "أدرب زوج أختي."

دون أن تقول كلمة أخرى، تقدمت أورليانا نحو لين، رفعته بسهولة، وحملته على كتفها.

قالت لأخيها: "أعلن اجتماع نيفارا للأميرة. واستعد للرحلة."

أومأ إيلينيوس باحترام.

"حاضر، أختي."

لوّح إلى لين مبتسمًا.

"رحلة موفقة."

لم يقل لين شيئًا، وأجبر ملامحه على البقاء محايدة.

لا يمكنني التحرك الآن... إن تصرفت بتهور، قد يشك إيلينيوس.

في الوقت الحالي... سأتحمّل.

لكن ذات يوم، ستدفع عشيرتكم كلها ثمن ما فعلتموه.

2025/06/30 · 34 مشاهدة · 847 كلمة
Dark horse
نادي الروايات - 2025