2 - رقصة المهرج الملعون

استيقظ "جين" ليجد الرجلين من الأمس واقفين أمامه.

مرة أخرى، جاءا لإيقاظه.

أحدهما تحدث بصوت بارد ومقتضب:

"هل أنهيت الكتابة؟"

سلّمه "جين" الأوراق بصمت.

بدأ الرجل في قراءة المجلدات الثالث والرابع والخامس. ولكل منها، كان "لين" قد كتب ملخصًا.

كان الأمر أشبه بابتلاع دواء مر — مقزز، لكنه ضروري للبقاء.

ثم دخل رجلان آخران لونهما اسود.

وضعا كوبًا من الرامن وزجاجة ماء. شغّلا المروحة وفتحا نافذة مخفية.

شعاع واحد من الشمس تسلل إلى الداخل. شعر "جين" به يلمس جلده كدفء منسي.

أكل ببطء، ثم استلقى على سريره. لكن شيئًا ما كان ينهشه من الداخل.

شيء مفقود.

ثم أدركه — لم يحلم الليلة الماضية بذلك الرجل ذو الشعر الأسود.

حدق "جين" في السقف، محاولًا تجميع القطع.

> "الرواية… عالم الشوجو المتعدد. إنها تغسل أدمغة كل من يقرؤها.

لكن… لماذا لم تؤثر عليّ؟"

ذلك الحلم لطالما كان يتردد بكلمة واحدة:

"جين... جين... جين..."

> "لا أعلم كيف عرف اسمي. لكنني بكيت.

الدموع سقطت من تلقاء نفسها، وكأن روحي كانت تنعيه."

لكن الحلم الأخير… كان مختلفًا.

> "قال: 'دمّر الفصل الأخير. وابقَ حيًّا.'"

هل يمكن الوثوق به؟

لا أعلم.

لكن… لو كان يريد قتلي، لما قال لي أن أعيش.

في الوقت الحالي، قرر "جين" أن يطيع.

فقط ربما… يمكنه كسر لعنة هذه الرواية الملعونة.

ما تلا ذلك كان جحيمًا خالصًا.

كل يوم، كان عدد المجلدات التي عليه تلخيصها يزداد.

ومع كل تأخير، كانت العقوبات تزداد فظاعة.

لو تأخرت؟ كانوا يطعمونني الديدان.

تباطؤ؟ يجعلون الغرفة جحيمًا حارقًا.

تضعف؟ يملؤون الزنزانة بالحشرات الزاحفة — نمل، خنافس، أم أربعة وأربعين — تعض، تلسع، وتهمس بالجنون في أذنيه.

لا رحمة.

لا نوم.

ولا مهرب.

لكن "جين" صمد.

بعد خمسة أيام، تقلص نومه إلى ثلاث ساعات فقط.

ومع ذلك، استمر.

لخص عالم السحر.

ثم عالم الصيادين.

ثم العالم السماوي.

ثم الميوريم.

لم يتبقَ سوى عالم الخالدين. الأعقد على الإطلاق. مُنح عشرة أيام.

أنهى تلخيصه في تسعة.

سلم الأوراق للحراس — عيناه خاويتان، ويداه ترتجفان.

في تلك اللحظة، لم يكن "جين" بشريًا بعد الآن.

كان مجرد قوقعة. شبحًا في جسد.

> "هذا المكان... يمكنه أن يحطم الروح في عشرة أيام."

لكنّه لم يتمرد أبدًا.

كان يعلم أن التمرد يعني الموت.

فدفن مشاعره.

> "طالما أنهم لا يلمسون جسدي،

سأصمد أمام أي شيء.

طالما كرامتي تبقى سليمة..."

تلك الليلة، نام.

نومًا حقيقيًا.

وكأنه في جنّة.

في الصباح التالي، اقتادوه لمقابلة المدير.

كان الرجل يبتسم. ابتسامة هادئة ومريحة — تخفي وحشًا تحتها.

قال المدير وهو يناوله زيًا:

"بدّل إلى هذا."

فتح "جين" الزي.

"...زي مهرج؟"

رد المدير بصوت مرح:

"زي 'جستر، المهرج الملعون'."

"تريدني أن أرتديه؟"

لم تختفِ ابتسامته.

"هل... تحتقر 'جستر المهرج'؟"

"جين" لم يُجب.

"حسنًا،" أضاف المدير. "إذا كان هذا يهينك كثيرًا، يمكنك دائمًا ارتداء زي 'روزليا' — الساحرة الراقصة."

كان الأمر سخرية واضحة.

قبض "جين" يديه. الغضب في داخله غلى.

كان على وشك الانفجار — إلى أن خطا الحراس خطوة واحدة للأمام.

أخذ الزي ودخل غرفة تبديل الملابس.

في الداخل، كانت هناك فتاة في مثل عمره، تمسك أدوات التجميل.

لم تُقل أي كلمة.

بدأت ترسم على وجهه ملامح المهرج الملعون، طبقة تلو الأخرى.

أخضر، أبيض، أحمر.

ثم خرجت.

وقف "جين" أمام المرآة.

مهرج بائس نظر إليه.

بدلة بنفسجية. ابتسامة مرسومة. عيون ميتة.

وقف أمام المرآة.

مهرّج بائس حدّق إليه. بدلة أرجوانية، ابتسامة مرسومة، عيون بلا حياة.

لكم جين المرآة.

تحطّم الزجاج، وسال الدم.

دخل المدير، غير مبالٍ.

"ماذا حدث؟"

"لا شيء"، تمتم جين.

أشار الرجل نحو الحافلة.

صعد جين بصمت.

كان بقية الطلاب يضحكون، ويتحدثون عن فعالية الويبتون، عن "فروزيتا"، عن "لونا"، عن الخيال والرومانسية وأنظمة القوى.

تجاهلهم جميعاً.

توقفت الحافلة.

وصلوا إلى المكان.

عندما نزل جين، أوقفه المدير.

"لديك دور تؤديه"، قال. "أنت ستقودهم، كمهرّج.

ارقص على الدرج تكريمًا للمؤلف العظيم المجهول لهذه التحفة."

اقترب منه أكثر.

"لا تخذلنا. العالم يراقب.

اجعلنا فخورين."

لم يقل جين شيئًا.

> الفصل... إنه قريب. شعر به جين—ليس بعينيه، بل كأن خيطًا غير مرئي يشدّه نحوه، ويشتد مع كل خطوة.

ابتسم.

ولم تكن ابتسامة بشرية.

كانت ابتسامة شيطان—مرسومة على الجلد ومنحوتة في الروح.

"سأفعل."

بدأ عزف البيانو. تلاه صوت الكمان.

تقدّم جين.

رقص. قفز، وصفق بساقيه في الهواء، دار بخفة ساخرة.

هتف الجمهور. أومضت الكاميرات.

صعد الدرج، متقدماً بخمس خطوات على الآخرين.

عند القمة، توقّف. واستدار.

ثم—سحب السجادة من تحتهم.

سقط المهرّجون خلفه كأحجار الدومينو، يتصادمون ويصرخون.

استدار جين.

وكان هناك.

الفصل الأخير.

محاط بالزجاج.

ظهر أربعة حرّاس، يندفعون نحوه.

اثنان يحملان سيوفاً، يرتدون زيّ الفرسان.

انحنى جين، وتفادى، ثم دفع أحدهما نحو الآخر—فتدحرجا على الدرج.

اندفع الآخران نحوه.

فضرب—وكانت قبضتاه من حديد.

سقط أحدهم. ثم الآخر.

> كنت أقاتل وحشين في ذلك الزنزانة كل يوم.

أنتم؟ أنتم لا شيء.

استدار.

حطّم الزجاج.

أمسك بالفصل.

رفعه عالياً أمام الكاميرات. أمام العالم.

> "استفيقوا على الحقيقة، أيها البشر!"

ثم—مزّقه.

> وانفجر شعاع أبيض مرعب من الفصل.

لم يكن يضيء—بل كان يبتلع.

مزّق السماء. والمسرح. والواقع ذاته.

اهتزّ العالم، وكأنه يصرخ ألماً.

"كان فخاً..." همس جين، والصدمة تنهمر عليه متأخرة بثانية واحدة.

ثم—

ابتلعه الضوء بالكامل.

2025/06/28 · 50 مشاهدة · 783 كلمة
Dark horse
نادي الروايات - 2025