جرح (شي هاو) إصبعه السبابة، فتساقطت قطرات الدم على سطح الخاتم السحري. في اللحظة ذاتها، أضاء الخاتم بضوء غامض، وانطلقت منه ذبذبات روحية قديمة. عندها اكتملت مراسيم الارتباط، وصار الخاتم منذ تلك اللحظة جزءًا من كيانه.
انطلق بعدها بسرعة البرق، عابرًا الوديان والأشجار الصغيرة، حتى خرج من حدود هاوية الرعد والبرق الأرجوانية. وبعد أن قطع مئات آلاف الأمتار، جلس ليستريح فوق جذع شجرة، وأخرج من الخاتم الخريطة القديمة.
“إن عالم السماء الخالدة ينقسم إلى خمس أراضٍ عظيمة!”
الأراضي الشرقية في أقصى الشرق.
الأراضي الشمالية حيث الثلوج الأبدية.
الأراضي الجنوبية الغربية ذات الجبال العميقة.
الأراضي القاحلة القديمة المليئة بالظلال.
العاصمة الخالدة القديمة، مركز العصور والأباطرة.
كانت الأراضي الشرقية تُعدّ أضعف هذه الأراضي، فقد دمرتها حرب العصور المظلمة، وتشوه فيها نسيج الطاقة الروحية بين السماء والأرض، واختلّت قوانين الداو السماوي.
رفع (شي هاو) رأسه إلى السماء، وتمتم بعزمٍ لا يتزعزع:
“يومًا ما، سأصبح رجلاً عظيمًا… رجلاً تهتز السماء عند ذكر اسمه!”
أعاد الخريطة إلى الخاتم، وتوجه نحو أقرب مدينة. وبعد نصف يوم من السير، ظهرت أمامه مدينة الرمال السوداء، مدينة صغيرة تبعد عشرين كيلومترًا عن هاوية الرعد.
وقف أمام أسوارها السوداء المتشققة، يحدّق بحماس، وعيناه تشعّان بلهيب الأمل. هذه المدينة لم تكن إلا محطة صغيرة في رحلته، لكنها بالنسبة له كانت الخطوة الأولى في عالمٍ أوسع.
دخل المدينة بخطوات ثابتة، وبينما كان يتأمل شوارعها الضيقة المزدحمة بالمزارعين والتجار، اقترب من أحد المارة وسأله:
– “يا عم، أين أجد أقرب مطعم هنا؟”
أجابه الرجل بابتسامة بسيطة:
– “إلى الأمام بحوالي عشرة أمتار ستجد مطعم الزهور الحمراء.”
ابتسم (شي هاو) في سرّه، وهمس:
“إذن… فلنبدأ من هنا.”