دينغ!
تم ضرب الجرس مرة أخرى لجذب انتباه الجمهور
على الفور وقفت المقدمة فوق المنصة و أعلنت"الآن ستبدأ الجولة الثانية ، محتوى الجولة هو صقل السوائل الروحية ، أصحاب أنقى سائل روحي يستطيع التقدم الى المرحلة التالية ، و سيتقدم أعلى عشرين للجولة الأخيرة غدا"
تقدم نفس الأعضاء من جمعية الخيمياء يحملون صينية حيث كانت تحمل الأعشاب المطلوبة
في هذه اللحظة كان الجمهور مركزا على تشانغ يونغ بشكل كبير ، جذب العرض الاول الأنظار إليه ، مما جعلهم فضوليين إن كان يملك طريقة عجيبة أخرى لتحضير السوائل الروحية
أغمض تشانغ يونغ عينيه و نقر على جبهته بهدوء "لنرى ، أتذكر تلك الثعلبة قد شرحت الأمر لي"
كانت السوائل الروحية مختلفة عن الحبوب العادية ، حيث أن السوائل لم تعتمد على نظام الدرجات الخاص بالكيمياء ، ان كانت ستعتمد على درجة سيكون ذلك درجة مكوناتها ، و لكن ما كانت تعتمد عليه حقا كان نسبة نقاوتها
قامت وو روشيان حرفيا بنقش كل درس في عقل تشانغ يونغ ، حيث شعر تشانغ يونغ بتلك العشرين يوما كأنها عدة شهور طويلة ، كانت وو روشيان نوع المعلمين القاسيين ، و لكن ذلك أيضا ما جعلها معلمة ممتازة
كره تشانغ يونغ الإعتراف بذلك ، لكن لولاها لما عرف كل ما يعرفه الآن
فتح تشانغ يونغ عينيه مرة أخرى و كان الجميع قد بدأ الصقل
"هل من الممكن أن تكون مهارة الفتى قد نفذت؟"
"لا بد أنه لا يعرف أي وصفة للسوائل الروحية"
"هل من الممكن أن كل ما فعله سابقا كان غشا فعلا؟"
في نفس الوقت ضحك شياو كيون بصوت عال "ها! من المؤكد أنك لا تعرف كيفية صقل السوائل الروحية ، هذا النصر سيكون لي"
ضحك بعض المتنافسين الآخرين كذلك ، مالذي كان أفضل من رؤية عبقري يرتقي؟ كان ذلك رؤية عبقري يسقط
ابتسم تشانغ يونغ كما نظر اليه من زاوية عينه "اوه يا حفيدي الغبي ، هذه المسابقة لا علاقة لها بالوقت ، فلما علي الإسراع؟"
امسك تشانغ و لوح بيده و حلقت ثلاثة أعلام لتحيط بالمرجل ، في نفس الوقت لمع كل علم من الأعلام بثلاثة ألوان مختلفة ، الأخضر و الأزرق و الأحمر
أمسك تشانغ يونغ بالأعشاب و قام بإلقائها في المرجل و بدأ بالتحكم بالأعلام بدقة
كان هذا الإختبار يقوم بشكل كامل على قدرة المنافسين على تنقية السوائل او بالأحرى تنقية المكونات و إلى أي مدى سيصلون في تنقيتها
كانت هناك عملية تتكرر بشكل دائم في عقل تشانغ يونغ، تتشكل الحبوب عبر ثلاث مراحل ، يتم تحويل المكونات و تبخيرها إلى غاز ، ثم يتكثف الغاز الى قطرات ، ثم تتصلب القطرات و تتكون الحبة بهدوء
لكن تنقية السوائل قامت بتعديل المرحلة الأخيرة ، و لكن و بسبب ذلك يتسبب الأمر بوجود بعض الشوائب
كان الأمر يتطلب تحكما دقيقا في النار ، إذا كانت النيران ضعيفة قليلا لن يتم صقل الأعشاب ، و إذا كانت عالية جدا ستتبخر بسرعة قبل أن تتحول حتى الى بخار
و لكن تشانغ يونغ قامت بوضع عملية خارجية للحصول على نفس النتيجة بمجهود قليل ، و لكن الوقت لم يكن يساعد حقا فيها
كانت العملية أشبه بعملية التقطير ، لكن بما أنه لم يكن هناك مهلة زمنية ، فلم يكن يحتاج حقا الى السرعة ، كان يأخذ الأمور على مهل
كانت الأعلام لثلاثة قوانين ، الماء و الخشب و النار
كان يتحكم تشانغ يونغ في النار بشكل خاص ، و عندما يتصاعد البخار يعتمد على الخشب ليقوم بتجميعه ، و ثم المياه لتنقيته
قامت وو روشيان بطرح الفكرة الأساسية عليه و لكن تشانغ يونغ أضاف بعض لمساته الخاصة باستخدام معرفته بالعلوم بحياته الماضية
تم وضع كأس من اليشم أمام كل متسابق بحيث عندما يكتمل عمله يستطيع وضع السائل فيه قبل أن يتم فحصه
شاهد الجميع بصدمة عند رؤية ذلك ، رؤية تلك الأعلام بدأت وجوههم تسود ، لكن مع مرور الوقت بدأ بالتحول
بعد مرور العشرين دقيقة كان قد انتهى شياو كيون من سائله الروحي و حقق نقاء 88٪ و هي أعلى معدل تنقية يمكن لشخص إنشائه بأدوية من الدرجة الثانية على الأقل
ساد الهدوء لحظة بين الجمهور. كانوا يتوقعون أن يكون هذا هو أفضل ما يمكن أن يحققه أحدهم، خاصةً مع الغطرسة و الموهبة التي أظهرها
"هاها! من القمامة الحقيقية الآن ، تعال الى هنا و اركع لي عشر مرات" قال شياو كيون متفاخرًا، وهو ينظر بتحدٍ إلى تشانغ يونغ.
لكن تشانغ يونغ، الذي كان قد استغرق وقته، لم يكن منزعجًا"مازالت المباراة لم تنتهي بعد"
بعد مرور أربعين دقيقة -و الذي يعني مرور ساعة في المجموع- بدأ الجميع يدرك أن هناك شيئًا مختلفًا في طريقة تشانغ يونغ
حتى بعد مرور ساعة مازال لم ينتهي ، بينما تقرر بالفعل العشرون شخصا في المقدمة بالفعل ، بكون شياو كيون في الصدارة ، يليه كو لينان ب84٪ ، سو مينغ ب76٪ ، ثم الأختان شو و ما بعدهم
لم يستطع أحد من الحضور عدم التفكير في نتيجة تشانغ يونغ ، هل كان سيصبح من العشرين الأوائل أم قد جعلهم متحمسين بدون أي فائدة
"هل مازال هناك أي أمل له؟"
"لقد انتهى المتنافسون الآخرون بالفعل و لم يبقى غيره"
"من المستحيل أن يحقق الرتبة الأولى فجأة صحيح؟"
"ماذا لو حدثت معجزة و حصل على نقاوة كاملة"
"هذا هراء ، نقاوة كاملة من خيميائي من الدرجة الثالثة ، هذا مجرد مستحيل"
ضحك شياو كيون بصوت عال "مالذي تستمر في تنقيته؟ لا تخف ، إذا توسلت لي فلن أدعك تخسر كرامتك أمام شاب موهوب مثلي"
ببطء، أطلق تشانغ يونغ البخار من المرجل، حيث بدأ السائل بالظهور. ولدهشة الجميع، كان السائل يتلألأ بلون أزرق شفاف، ينعكس في الأضواء و هو يحتوي على طاقة روحية نقيّة
"لقد انتهيت!" أعلن بصوت واضح، وكان الهواء المحيط به قد تغير.
استدار تشانغ يونغ نحو شياو كيون و نظر إليه بتعالي "أعترف أنك موهوب ، لكن السبب االوحيد في نعتك بالموهبة طوال هذه الفترة ، هو أني لم أظهر بعد"
قام تشانغ يونغ بتوجيه السائل و صبه في كأس اليشم ، أخذ أحد الحكام كأس اليشم وتفقد السائل بعناية
الجمهور، الذي كان مشدودًا، كان ينتظر بفارغ الصبر النتائج ، هل سينجح؟ هل سيفشل؟ كل شيء متروك للقدر
“نقاء 95٪!” صرخ الحكم بذهول
انفجرت الهتافات من الجمهور، حيث عمت صيحات الإعجاب والمفاجأة. كان من الواضح أن تشانغ يونغ قد حقق ما لم يتوقعه أحد. حتى شياو كيون، الذي كان واثقًا جدًا في نفسه، أصيب بالصدمة
كان شياو كيون يعبس بغضب"مستحيل! كيف استطعت الحصول على نقاء أعلى؟"
أشار تشانغ يونغ الى رأسه و هو يقول "ماذا؟ هل ظننت أنك ستتفوق على أسلافك؟ لدي ما يكفي من الموهبة لجعل أسلافك يموتون في قبورهم ألف مرة"
عندما سمع شياو كيون كلام تشانغ يونغ، كان الغضب يتصاعد في عروقه كالنار. لم يستطع تحمل فكرة أن يتفوق عليه شخص آخر، خاصةً من يعتقد أنه مجرد مبتدئ. صرخ بشكل غير منطقي، "هذا هراء! استخدام المصفوفات غش واضح!
توقف الجمهور، صدموا من رد فعله. كانت أنظارهم مشدودة إلى تشانغ يونغ، يتطلعون إلى رده ، و لكن الأخير نظر إلى شياو كيون بابتسامة هادئة، وكأن تعبيره كان يثير مزيدًا من الغضب في قلب شياو كيون
"شياو كيون ، هل تنعت لجنة التحكيم والجميع هنا بالعمي؟ أم أنك الأعمى الوحيد هنا؟ ليس هناك قانون ضد استخدام المصفوفات ، قانون المنافسة الفقرة السابعة ، ممنوع استعمال أي وسائل لزيادة الطاقة العقلية او تحفيز تأثيرها و يجب استخدام المواد التي توفرها الجمعية ، ألست محقا؟ سيادة رئيس الجمعية؟ الكل يعلم أن المصفوفة تستهلك طاقة روحية أكثر من صقل الحبوب و السوائل الروحية ، لذلك هي ليست ممنوعة"
وقف رئيس الجمعية و قام بالرد"صحيح، لا توجد قواعد تمنع استخدام المصفوفات في هذا النوع من المسابقات ، لذلك المتنافس تشانغ يونغ لم يغش"
تراجع شياو كيون بارتباك ، كانت كل الإحتمالات ضده ، كان يشعر بأن الأرض تنهار من تحت قدميه، حاول الاستمرار في الاحتجاج"هذه لا مبالاة! هذا الرجل غير معروف و ظهر من العدم و استخدم تقنيات و أشياء لم نسمع بها من قبل"
ابتسم تشانغ يونغ و لعن"من تريد لومه على جهلك أيها الأبله! فقط لأنك لا تعرفها لا يعني أنها ليست موجودة ، و لا تطلب مني شرحها لك ، فعقلك صغير و أنا لست أستاذا في روضة كي أهتم بك"
تحول وجه شياو كيون للأحمر و استدار للمغادرة ، و هو يستدير نظر الى كو لينان الذي كان يضحك ، على الفور مد شياو كيون يده و أمسك برقبة كو لينان بقسوة "أتجرؤ على السخرية مني أيها القمامة؟ سأقتلك!"
على الفور ظهر رجل ملثم آخر و أوقفه فورا ، أبعد شياو كيون يده و سار مبتعدا ، على الفور اختفى تشانغ يونغ من مكانه و ظهر أمامه "أنت ألم تنسى شيئا!"
"ماذا تريد؟" سأل شياو كيون بصوت منخفض، مملوء بالغضب.
كانت نظرة تشانغ يونغ فارغة'هذا الفتى ، يا لها من خيبة أمل ، لا يستطيع حتى إخفاء تعابيره و كبح غضبه'
رد تشانغ يونغ "ألم تقل أنك ستنحني لي؟ هيا افعلها ، لقد صفحت عنك في المرة الأولى ، لا تخبرني أنك تظن أني سأفعلها مجددا"
في هذه اللحظة نمت الكراهية و البغض في قلب شياو كيون بشدة و لم يرغب بالركوع ، كان هذا إذلالا كبيرا
قال تشانغ يونغ بعفوية "اوه ماذا؟ هل تيبست قدماك؟ دعني أساعدك؟"
وضع تشانغ يونغ يده على كتف شياو كيون ،و في لحظة واحدة شعر شياو كيون بضغط كبير على جسده يوازي الجبال و سقط على ركبه بالفعل
"لقد ركع! لقد ركع بالفعل!"
"تبا ، كم هذا التشانغ يونغ طاغي"
"لقد هيمن عليه تماما!"
رؤيتهم لشاب موهوب مثله يُذلّ بهذه الطريقة لم تكن مشهداً يُنسى. كانت هناك مشاعر مختلطة من الدهشة، والرهبة، والإعجاب. على الرغم من أن البعض شعر بالشفقة على شياو كيون، إلا أن الجميع عرفوا أن شياو كيون كان من وافق على مثل هذا الرهان ليس مرة واحدة بل مرتين! لا يمكن له لوم أحد سوى نفسه
أمسك تشانغ يونغ رأسه و جعله يضرب الأرض
بام! بام! بام! بام! بام!
تم ضرب رأسه مع الأرض خمس مرات و سال الدم من جبهته إثر ذلك
ثم ضغط تشانغ يونغ على رأسه مع الأرض "هيا ، قلها ، نادني بجدي!"
في تلك اللحظة، كان شياو كيون يتصبب عرقًا باردًا، وتشنج وجهه من الألم والذل. لم يكن لديه خيار سوى أن يتنفس بعمق، محاولًا أن يتجاهل نظرات الجميع،كان صوته مخنوقا، "آاااه ، ج... جدي!"
نهض تشانغ يونغ و ابتسم و وضع قدمه على رأس شياو كيون "كيف تجرؤ على نكران والديك! لا أريد حفيدت قمامة مثلك!"
كانت تلك اللحظة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير لشياو كيون، حيث شعر بأن كرامته تمزقت أمام أعين الجميع. لكن لم يكن بإمكانه فعل أي شيء سوى تحمل الإهانة. وقف ببطء، منهكًا جسديًا ونفسيًا، وعينيه تلمعان بالكراهية التي لا يمكن إخفاؤها.
سمع تشانغ يونغ إشعارا من النظام لكن قام بتجاهله في الوقت الحالي ، ابعد قدمه و استدار بعيدا ، و نظر الى المقدمة "أعلني النتيجة"
وقفت المقدمة على الفور لتعلن النتائج بحماس، "في المرتبة الأولى، المتنافس تشانغ يونغ الذي تجاوز الجميع بأدائه المذهل"
"جميع الناجحين في هذه الجولة قد تأهلوا للجولة الثالثة غدا"
كانت النتائج النهائية معلنة، ولم يكن هناك شك في أن تشانغ يونغ قد أثبت نفسه كواحد من أقوى المشاركين في المسابقة ، حتى أن تلقيبه بالحصان الأسود سيكون ظلما في حقه
بدأ الجميع بالتحرك نحو الخروج من الساحة، لكن النظرات كانت تلاحق تشانغ يونغ في كل خطوة. كل من في المكان، سواء كان من الحاضرين أو المتنافسين، أصبح لديهم انطباع واحد فقط: هذا الفتى ليس مجرد شخص عادي
خرج تشانغ يونغ برفقة سو مينغ من مكان المنافسة ، كان سو مينغ يمتلك ابتسامة مكتئبة "تشانغ يونغ ، لقد جعلت ذلك الفتى المسكين يبدو كالأحمق"
رفع تشانغ يونغ يديه و تمدد "سو مينغ ، امحو تلك الإبتسامة عن وجهك ، أنا من علي أن أسألك ما خطبك، أنت تبقي نفسك خارج المراتب الثلاثة عن قصد أليس كذلك؟"
ابتسم سو مينغ بابتسامة باهتة و خدش خلف رأسه بقليل من الغباء "أنت تفكر كثيرًا، لقد تقدمت مؤخرا فقط للرتبة الثالثة ، كيف لي أن أقارن بالعباقرة" لكن نظرة عينيه كانت تلمح بشيء مختلف، لقد كان يخفي شيئا
لم يقم تشانغ يونغ بالضغط عليه للإجابة ، بعد كل شيء ، إذا كان الأمر شخصيا فهذا ليس من شأنه حقا
في تلك اللحظة لمح تشانغ يونغ شياو كيون و هو يمشي بعيدا على الجانب البعيد من الشارع ، و لكن من كان خلفه ، لم يكن أحدا غير كو لينان ، و كانت عيناه مليئة بنية القتل ، لقد كان على وشك قتل شخص ما
تباطأ مسير تشانغ يونغ لوهلة ثم التفت الى سو مينغ "سو مينغ فلتسبقني إلى النزل أولا سألحق بك لاحقا"
ارتفع حاجبا سو مينغ بالفضول و هز كتفيه بلا مبالاة "حسنا ، لكن لا تسبب أي مشاكل"
ضحك تشانغ يونغ بخفة"منذ متى و أنا أسبب المشاكل؟"
نظر سو مينغ إليه بنظرة ذات مغزى "هل تريد أن أعد لك كم مرة كنت على وشك التسبب بقتل كلانا من قبل؟"
تذمر تشانغ يونغ"حسنا ، لن أفعل شيئا"
ثم انطلق تشانغ يونغ و لحق بكو لينان في الخفاء عبر شوارع المدينة حتى كانا قد غادرا المدينة
ثم وصلوا الى تلة منعزلة تتخللها بعض الصخور الكبيرة
كان شياو كيون يقف هناك و ينفس عن غضبه و حقده في الصخور بقوة ، و لم يبدو أنه شعر بكو لينان يلاحقه
ثم خرج كو لينان من وراء الحجارة و كان يحمل سيفا في يده ، كان ينوي قتله
عندما أراد القفز و القتل اندفع تشانغ يونغ نحوه و امسك به و اختبأ خلف صخرة بسرعة
و قام بإغلاق فمه بيده ، مانعا إياه من إصدار أي صوت
كو لينان الذي كان متفاجئا مما يحدث ، حاول المقاومة ، لكن القوة التي أصدرها تشانغ يونغ منعته من ذلك
همس تشانغ يونغ في أذنيه بهدوء "توقف الآن ، و إلا قد تكون هناك عواقب"
ارتجف كو لينان لكنه لم يتمكن من الصراخ ،فقط نظر بشكل مرعوب الى تشانغ يونغ قليلا
همس تشانغ يونغ مرة أخرى "سأطلقك الآن ، لا تصدر صوتا ، هل فهمت"
أماء كو لينان برأسه ، ثم أطلق تشانغ يونغ سراحه بهدوء ، نظر كو لينان إليه ببعض العدائية "أنت تشانغ يونغ صحيح؟ مالذي تفعله؟"
نظر تشانغ يونغ إليه بابتسامة هادئة و هز رأسه "أمنعك من التصرف بشكل أحمق"
“هذا حقاً ليس من شأنك!” أجاب كو لينان، لكنه كان يتجنب نظره المباشر إلى تشانغ يونغ، فقد كان يشعر بأنه محاصر ، لأنه لو قرر تشانغ يونغ الإبلاغ عن ما حاول فعله فستنتهي مسيرته كخيميائي
"و لهذا أنت أحمق ، فكر قليلا ، نحن في اقليم جمعية الخيمياء ، ان تم قتل شخص في أراضيهم فستتضرر سمعتها ، و ستقوم بالتحقيق ، عندها قد لا تسلم من الضرر و يتم كشفك"
لم يستطع كو لينان إنكار ما قاله تشانغ يونغ. في تلك اللحظة، أدرك أنه كان على وشك فعل شيء غير عقلاني. ترددت أفكاره بين غضبه على شياو كيون ورغبته في الانتقام، لكن الخوف من العواقب كان يتسرب إلى قلبه"هل انت هنا لإيقافي؟"
ابتسم تشانغ يونغ و يبدو أن كلماته وصلت إليه "هل تكره شياو كيون كثيرا"
أجاب كو لينان بحدة، "أنا أكرهه ، كان قد تحدى والدي من قبل و قام بهزيمته و لكنه لم يكتفي بذلك لقد قام بزعزعة بحره الروحي ، مما جعله مقعدا في السرير، حتى جاء يوم وفاته بسبب الإصابة الشديدة التي سببها ، منذ ذلك الحدث ، أنا أود قتله و شرب دمه! ، حتى أنه تجرأ على خنقي في الساحة"
ابتسم تشانغ يونغ بهدوء ، و بدأ بفهم شخصية كو لينان ، شاب موهوب و لكن تنقصه الخبرة في الحياة و يشعر بالكراهية
من صميم الرغبات التي تنبثق من قلب الإنسان ، الكراهية القاتلة ، عندما تعمي الرغبات بصيرتك ، ستتبع بغير وعي مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ، النوع الغير مستقر مثل هذا الفتى ، لم يكن من الصعب التحكم به ، عليك فقط حل جذر المشكلة
"أفهمك أيضا ، أنا كذلك أكره شخصيته المتعالية ، لما في ظنك قمت بإهانته عدة مرات حتى الآن"هز تشانغ يونغ رأسه بتفهم
تابع تشانغ يونغ حديثه بنبرة هادئة، مُظهرًا تفهمه لمشاعر كو لينان"لن اوقفك ان أردت الذهاب و لقاء حتفك فيما بعد"وقف و بدأ المشي بعيدا "لكني أعرف طريقة للتخلص منه بدون مشاكل"
تابع تشانغ يونغ السير مبتعدًا عن كو لينان، لكن ملامح وجهه كانت تعكس ابتسامة خفية بعد رميه للقنبلة ، إدخال الشكوك الى قلبه ثم اعطائه الحل
وقف كو لينان فجأة، وكأن شيئًا قد أُثير في داخله. "انتظر! ماذا تعني بأن لديك طريقة للتخلص من شياو كيون؟"
توقف تشانغ يونغ ونظر إليه بتأمل"قلت ما اعنيه ، لكن الأمر سيعتمد عليك أيضا ، هل ستبقى كدودة تتلوى في يده ، أم ستقف لنفسك"
كو لينان كان يتخبط في أفكاره، والغضب لا يزال يتلظى في قلبه "أنا أريد التخلص منه بأي ثمن"
اقترب تشانغ يونغ منه "جيد إذا ، لكن هناك شيء في المقابل"
عبس كو لينان لكنه توقع ذلك ، من سيظهر من الفراغ ليساعده ان لم يملك مقابلا "ماهو الثمن"
"أريدك انت"
نظر كو لينان إلى تشانغ يونغ بذهول، وكأن ما سمعه للتو كان غير معقول. "هاه؟ هل تظن أنني سأقبل ذلك؟"
توقع تشانغ يونغ ردة الفعل هذه و ابتسم عليها"أنا أقول ، بأنني سأساعدك لتتخلص من عدوك و تضمن أنك ستكون أعلى منه ، بالطبع يمكنك تجاهل كلامي و الذهاب و تبقى تشم الغبار الذي يتركه شياو كيون ، أو تذهب الآن لقتله و تودع مستقبلك ، ألا يبدو أن الكفة متوازية هنا؟"
تنفس كو لينان بعمق، وبدأت الأفكار تدور في ذهنه. "لا أستطيع ذلك ، حلمي أن أصبح خيميائيا عالي المستوى ،لا يمكن ان اعمل عندك ، و إلا لن يتسنى لي فعل ذلك"
ابتسم تشانغ يونغ له "لم أقل لك أن تتخلى عن حلمك ، رغم قولي أن حياتك ستصبح ملكي، و بالتالي ستكون خادما ، إلا أنك في الحقيقة ستكون مشرفا ، كل ما عليك هو رئاسة الآخرين و صنع الحبوب في كل فترة فهذا كافي ، فالعمل و المكان لن يغيروا حلمك"
أخذ كو لينان نفسًا عميقًا، ثم رد "إذا استطعت القضاء على شياو كيون ، أنا مستعد لذلك"
أشار تشانغ يونغ إليه بابتسامة "لا تقلق ، لن اسمح له بالعيش ، إذا اتفقنا؟"مد تشانغ يونغ يديه نحوه
شعر كو لينان بالريبة للحظة ، ثم مد يده و صافحه"اتفقنا"