كان العجوز تشي واقفا أمام تشانغ يونغ و على وجهه ابتسامة مرحة "اوه ، أتسائل عن سبب دعوة البطل الشاب تشانغ يونغ لي، هل من الممكن أنك فكرت في عرضي؟"
تشانغ يونغ نظر إلى العجوز تشي بنظرة باردة ولم يتحرك من مكانه. بصوت هادئ لكنه حاد قال: "نعم، فكرت في عرضك، لكنني توصلت إلى شيء مختلف"
بدا العجوز تشي متفاجئًا للحظة قبل أن يستعيد هدوءه قائلاً بابتسامة مرتابة"أهناك شيء يزعجك؟"
تشانغ يونغ مال بجسده إلى الأمام قليلاً، وعيناه تشعان بهدوء قاتل. "أجل ، أنا أمقتك جدا"
اتستعت عينا العجوز لكنه لم يقلق بل سخر في قلبه 'إذا قررت إظهار ألوانك الحقيقية أيها الطفل ، لكنه لا يعلم ، أرتدي درعا أسفل ملابسي هذه ، و لدي تعويذة للهروب ، لا تستطيع المساس بي'
أظهر العجوز تشي تعبيرا مشوشا "البطل الشاب ، مالذي تقصده بهذا؟ هل قمت باهانتك بطريقة ما؟"
ابتسم تشانغ يونغ ببرود و هز كتفيه "اوه كلا ، لكن دسك للسم في الشاي البارحة كان كافيا"
تجمّد وجه العجوز تشي للحظة، لكنه سرعان ما تمالك نفسه وضحك ببطء، "يبدو أن البطل الشاب تشانغ لديه سوء فهم ، الشاي الذي قدمته لك كان نادرًا، لا يحتوي على أي سموم، ربما كان شعورك نتيجة لبعض الإجهاد"
تنهد تشانغ يونغ بهدوء"انت حقا لا تمل من التظاهر و التمثيل"
كان العجوز تشي يتصبب عرقًا الآن، ورغم محاولته التظاهر بالثقة، كانت عينيه تعكسان خوفًا حقيقيًا. حاول مد يده حيث يخفي تعويذة الهروب لكن قبل أن يتمكن من التحرك أكثر، اختفى تشانغ يونغ من أمامه في لحظة
شعر بيد تغلف معصمه باحكام ، كان تشانغ يونغ ممسكا به"لا داعي لهذا ، لا تقلق ، مازلنا سنمرح مع بعضنا ، فلما العجلة؟"
صر العجوز تشي على أسنانه "ماذا تريد؟"
انتزع تشانغ يونغ التعويذة من يده و تراجع للخلف "تشي يونغ"
اتسعت عينا العجوز بشكل واضح "هذا!"
أكمل تشانغ يونغ بابتسامة"تشي بودونغ ، سينا ليان ، احزر ماذا؟"
عبس العجوز تشي و تحول تعبيره للخطر فورا "ماذا فعلت بعائلتي!"
ظهرت ابتسامة متكلفة على وجه تشانغ يونغ"قتلتهم"
اتسعت عينا العجوز تشي بصدمة مروعة، وانطلق الدم إلى رأسه وهو يصرخ"أيها الوحش!"
كان الغضب واضحا على وجهه ، بالطبع فهذه عائلته التي تم ذكرها
فجأة بدأ تشانغ يونغ بالضحك "بففف ، أنا أمزح معك فقط ، كان عليك رؤية وجهك الآن هاهاها ، عائلتك ما زالت حية و هم بأفضل حال.....حاليا"
تحول التعبير الغاضب الى متوتر و اهتز جسد العجوز تشي"انت....توقف عن التلاعب بي ، أطلق سراحهم"
على الفور تجمد تعبير تشانغ يونغ و اختفت ابتسامته لتحل محلها نظرة باردة" هاه ، للأسف لا أستطيع فعل هذا ، لكن بما انك جعلتني أضحك ، فأنا أملك لعبة لو فزت بها ، سمحت لهم بالذهاب"
قفز قلب العجوز و كان متوترا و قلقا أكثر منه غاضب ، قبض قبضتيه ، و لم يكن لديه خيار آخر"ما هو" سأل بصوت مرتجف
ظهرت ابتسامة على وجه تشانغ يونغ"دعني أفكر.....لقد زرعت شخصا في متجرك ليدمر أعمالك ، اللعبة هي ، عليك طرده ، في غضون دقيقة واحدة"
ارتعش جسد العجوز تشي "ماذا؟ هذا غير ممكن ، دقيقة واحدة غير كافية بتاتا"
لم يهتم تشانغ يونغ بتاتا"لعبتي و قوانيني ، وقتك يبدأ الآن"
اتسعت عينا العجوز تشي في رعب عندما أدرك أن تشانغ يونغ لا يمزح ،لكن الوقت لم يكن في صالحه. نظر إلى تشانغ يونغ الذي كان يبتسم و استدار و بدأ بالركض ، قلبه يغرق في اليأس في كل دقيقة تمر
ابتسم تشانغ يونغ و هو يراه يركض "هيهي ، انظر اليه"
خرج سو مينغ من الجانب "انتظر هل قمت حقا باختطاف عائلته؟"
"بالطبع لا ، كان هذا فقط لزيادة الضغط على عقله" شرح تشانغ يونغ بهدوء لكنه في الحقيقة كان يكذب على سو مينغ
"لكن هذا ما يزال..."كان سو مينغ مترددا بعض الشيء داخليا
"هيهي ، ينبغي أن تدرك ، سو مينغ ، العائلة شيء يهتم له الجميع ، حتى فو ليانغ ، رغم قطع جسده لقطع ، لم يأثر به سوى رؤية ابنه على وشك الموت ، و هذا حبل المشنقة بالنسبة لهذا العجوز ، لو كنت انت مكانه ، كيف كنت ستجد جاسوسا؟"سأل بهدوء
"لو كنت مكانه؟" تمتم سو مينغ بتردد وهو يفكر في سؤال تشانغ يونغ، ثم أجاب بصوت هادئ: "لا أعرف حقا لكن دقيقة واحدة... إنها ليست كافية بأي حال"
أشار تشانغ يونغ بيده "أرأيت؟ لهذا أعطيته دقيقة ، ضيق الوقت و عائلته لزيادة الضغط على عقله ، إما أن ينجح او يفشل ، و لكن حتى لو أراد التحقق من كل فرد ، سيأخذ فترة ، لذا مالحل الأسهل؟ سيكون ذلك طرد الجميع مرة واحدة ، بدون أي تفكير ، فنحن نتحدث عن عائلته هنا"
في الأصل ، حتى لو طرد الجميع ، فسيكون خاسرا على أي حال ، فهو يبحث عن شيء ليس له وجود أصلا من البداية و هذا كان الغرض الحقيقي من كلماته
سو مينغ أخذ لحظة للتفكير، وفهم ما كان يعنيه تشانغ يونغ. "إذاً، أنت تخبرني أنه في ظل الضغط الشديد، من الممكن أن يقوم العجوز تشي بفعل متهور بدلاً من التصرف بعقلانية؟"
"بالضبط!" رد تشانغ يونغ، وعيناه تومض بالأذى"لا يمكن لبشري سواء صالح او شيطاني ان يهمل العائلة ، بالطبع هناك استثنائات لكن مؤكد أن العجوز تشي ليس منهم ، احصر تفكير الشخص ، ثم مهد له الطريق و لن يملك أي خيار سوى بالسير عليه"
كما توقع تشانغ يونغ بالضبط ، بدأ العجوز تشي طرد جميع عماله ، و لكن بسبب عقله غير المستقر ، كانت الطريقة قاسية لهم
بينما كان العجوز تشي يصرخ ويطرد عماله بلا رحمة، كان الغضب والخوف يتجلى في عينيه. "اخرجوا جميعًا! لا أريد رؤيتكم هنا مرة أخرى!" كانت كلماته مثل الطلقات تصيب الجميع
"لكن أيها الرئيس"اقترب أحد الخيميائيين محاولا النصح
"ألم أقل لكم أن تخرجوا؟ أنتم مطردون جميعا ، أخرجوا!"صرخ بصوت متحشرج
عندما استدار الجميع و بدأوا يغادرون بعد جمع حاجياتهم الخاصة بدأوا يغادرون فورا بدون حتى الإلتفات للوراء
عند رؤيتهم ظهرت ابتسامة منكسرة على وجهه "ج-جيد" استدار و مشى عائدا لتشانغ يونغ
"لقد تم الأمر ، أطلق سراح عائلتي"كان العجوز تشي متوتراً بشدة، جسده يرتجف
تنهد تشانغ يونغ وكأنه يفكر بعمق، ثم أمال رأسه قليلاً إلى الجانب. "ممم... دعني أفكر. هل كانت هذه اللعبة حقاً ممتعة بما يكفي؟"
بدأ وجه العجوز تشي يفقد لونه مع كل كلمة. "لقد أوفيت بدوري... لا يمكنك التراجع الآن!"
خدش تشانغ يونغ رأسه "همم ، لا أظن ذلك ، ليس أن الأمر كما لو لا أريد لكن......لقد مرت دقيقة بالفعل منذ بعض الوقت ، للأسف فقد تأخرت"
العجوز تشي شعر كأن الأرض انهارت تحت قدميه"أنت... لقد خدعتني!" صرخ بصوت غاضب و محبط
لوح تشانغ يونغ بيديه "اوه هيا ، أنا لم أفعل شيئا أنت ضيعت الدقيقة ، كما أنك لم تقم بطرد من أرسلته لتدمير متجرك ، بل حتى انه نجح بالفعل"
اتسعت عينا العجوز تشي عندما أدرك ما حدث، وشعر وكأنه يسقط في هاوية لا نهاية لها. "كيف... كيف يمكن هذا؟ من هو؟!" كان صوته مختنقاً
أشار تشانغ يونغ إليه و قال "انه انت بحد ذاتك ، قلت أني أرسلته لم ألمح متى ، و انت قمت بذلك و هنيئا ، قمت بالعمل نيابة عني ، برافو*" بدأ يصفق بحرارة
*برافو: كلمة فرنسية معناها أحسنت*
بدأ العجوز تشي يترنح، ولم يستطع التماسك أكثر "من فضلك ، لا تقتلهم"
ابتسم تشانغ يونغ بهدوء "حسنا ، سأفعل لكن بشرط واحد"
فرح العجوز تشي عندما وجد حبل نجاته الخاص و أماء برأسه فورا " أي شيء سأقوم بأي شيء"
"قدم لي رأسك"صدر صوت تشانغ يونغ بشكل بارد
قفز قلب العجوز تشي من مكانه "رأسي؟" تلعثم بشدة بلا تصديق
حرك تشانغ يونغ يده و ضرب خنجر الأرض بجانب قدم العجوز تشي"أليس هذا عادلا؟ حياة مقابل حياة ، دعني أقدم لك خيارا ، انحني على ركبك و اضرب رأسك بالأرض ثلاث مرات و اقطع رأسك و سأسمح لهم بالذهاب أحياء ، أو استدر و غادر الآن ، و سأسمح لك بالحفاظ على حياتك و لكن عائلتك ستموت ، فكر جيدا ، ان نجوت يمكنك أن تتزوج من جديد و أن تنجب الأولاد مرة أخرى ، لكن ان مت؟ لا أحد سيتذكرك ، قد تحزن عائلتك الآن و لكن بعد مدة سينسون أمرك في النهاية"
ارتجف العجوز تشي وهو ينظر إلى الخنجر المغروز في الأرض بجانبه. قلبه ينبض بعنف داخل صدره بينما يتأمل في خيارين كلاهما مرير ، بدا تشانغ يونغ هادئًا وكأنه لا يهتم بالنتيجة
عائلة العجوز تشي... أولاده، زوجته... فكرة موتهم كانت تمزق قلبه إرباً
تردد للحظات، لكن عينيه امتلأتا أخيرًا بالتصميم. ركع على الأرض أمام تشانغ يونغ، يداه ترتجفان، ودموعه تملأ عينيه "حياتي بلا معنى إذا كانوا سيموتون... سأفعل ما تطلبه، فقط... اتركهم."
بهذه الكلمات تعالى صوت في الغرفة
بام! بام! بام!
ثلاث نطحات قوية برأسه و نزفت جبهته على الأرض ، ثم مد يده و لف أصابعه حول مقبض الخنجر و كان على وشك طعن عنقه
كلاك! صوت ارتطام المعدن بالمعدن
رما تشانغ يونغ إبرة و سقط الخنجر من يد العجوز تشي ، ثم رفع العجوز تشي رأسه يحدق في ذهول "ما معنى هذا؟"
ابتسم تشانغ يونغ بهدوء "هذا سهل للغاية ألا تظن ذلك؟ كانت مجرد مزحة ، عائلتك بأمان ، و تستطيع المغادرة" لوح تشانغ يونغ بمعصمه و طار كيس نحو العجوز تشي"هنا ألف حجر روحي ، استعمله كرأس مال لك ، لكن شرطي ، غادر هذه المقاطعة و لا تظهر وجهك فيها مرة أخرى ، بصراحة لو اخترت التخلي عن عائلتك لقتلتك حيث تقف ، لكنك كسبت احترامي عندما قررت التخلي عن حياتك"
توقف العجوز تشي عن الحركة، ينظر إلى تشانغ يونغ غير مصدق
لم يستطع فهم السبب وراء تلك "المزحة"، لكنه كان عاجزًا عن الكلام، جبهته تنزف والدموع تنهمر على خديه
ظهرت ابتسامة شاكرة على وجهه و الدموع تنهمر بشدة ، ضرب جبهته بشدة مرة أخرى"شكرا لك"
نهض العجوز تشي بصعوبة، جسده يرتعش من الإرهاق والخوف. مسح دموعه واحتضن الكيس الذي أرسله تشانغ يونغ، وكأنه تمسك بحياته نفسها. بدون التفاتة واحدة إلى الوراء، بدأ في مغادرة المكان، متعهداً في قلبه بعدم العودة إلى هذه الأرض أبداً.
على الجانب الآخر، استدار سو مينغ نحو تشانغ يونغ بعد أن ابتعد العجوز تشي. "هذا نوعا ما مفاجئ للغاية"
نظر تشانغ يونغ نحو سو مينغ من زاوية عينه و أسند رأسه بذراعه"ماذا؟ هل تظن أني أقتل كل من أمامي ، آسف قد أكون في بعض الأحيان متوحشا لكني لست شيطانا ، هذا الرجل العجوز يستحق القتل ، لم يؤذيني و لكنه كان سيسبب ضررا ، شخص كهذا لن أتوانى عن قتله ، لكن قد يكون يستحق القتل ، لكن لو فعلتها لأصبح أبنائه ايتاما ، قد يستحق هذا العجوز أن يموت لكن أطفاله لا يستحقون أن يصبحوا أيتام"
ظهرت ابتسامة متفاجئة على وجه سو مينغ "هيه ، تبدو بطريقة ما أكثر نضجا"
شخر تشانغ يونغ بهدوء "سو مينغ ، لو جاء وقت و مت فيه ، ماذا كنت ستفعل؟"
تردد سو مينغ للحظة عندما سمع سؤال تشانغ يونغ و لكنه تعبيره تغير فورا لابتسامة و ربت على ظهر تشانغ يونغ "مالأمر مع هذا السؤال فجأة ، تقول هذا كما لو أنك ستموت مبكرا ، لكن لا أعرف حقا ، ربما سأكمل طريقي فقط ، لكن ماذا عنك؟ لو مت أنا هل ستحزن حتى؟"
ابتسم تشانغ و سخر "بالطبع لا ، متأكد أني كنت سأقيم احتفالا لثلاثة أيام و ليال و أنا سعيد بموتك ، أتظن أني سأحزن حقا؟"
ضحك سو مينغ بصوت عالٍ وهو يضرب كتف تشانغ يونغ، "هاها! بالطبع، لا يمكنني أن أتوقع أقل من ذلك ، هذا نوعا ما متوقع"
ابتسم تشانغ يونغ ببرود ورفع حاجبه قائلاً، "حقًا، سو مينغ؟ إن مت، سأكون حرًا من كل الازعاج الذي تسببه لي حتى الآن"
هز سو مينغ رأسه وضحك مرة أخرى. "أعتقد أني سأحافظ على حياتي لفترة أطول فقط لأزعجك." ثم نظر الى الباب و عبس قليلا حيث تمتم"مستعد للتضحية بحياته من أجل زوجته و أولاده"
في هذه اللحظة ، العجوز تشي انتهى أمره
بهدوء قد مر شهران منذ ذلك اليوم و قلب تشانغ يونغ لم يكن مرتاحا هذه الفترة أبدا ، صحيح أن العجوز تشي لم يعد يظهر بعد الآن و الأعمال تتقدم بسلاسة عمليا ، لكن المشكلة الحقيقية كانت الوقت بحد ذاته
حتى الآن مر سبعة أشهر على خبر تدهور المعلم و بالتالي لم يبقى الكثير من الوقت أمامهم، تم جمع الكثير من الأعشاب و قد تم العثور عليهم جميعا ، كلها إلا لنبات واحد ، عشب القلب البوذي
لقد طلب تشانغ يونغ مسبقا من دوان وينلي و قد أخبر كذلك جمعية الخيمياء بالبحث منذ فترة و قد سأل السيدة مان تشينغ ، لكن لم تكن هناك أي أخبار على الإطلاق