في طائفة النجم الأرجواني ، بين الأزقة الجانبية كان هناك فتى ملقى على الأرض من شدة الضرب
كان فتى في الثامنة عشر من العمر ، بشعر أزرق مائل للأسود ، مع وجه مليء بالكدمات ، غطا التراب ملابسه التي بدت مبعثرة
كانت عيونه باهتة و نظرته حزينة
'لماذا يحدث هذا لي ، من بين كل الأشخاص ، لما أنا ، لقد توقعت أن تتغير حياتي بعد دخول الطائفة الداخلية ، لكن الآن جميع الكبار يعاملونني كالقرف ، لا أنا حتى أسوأ منه ، حتى الناس العاديون لا يخطون على القرف'
زحف الفتى ببطء من الأرض و وقف بصعوبة و هو يلهث ، سار ببطء خارج الزقاق قبل أن يسقط أرضا مرة أخرى
'أنا متعب للغاية'
بينما كان مستلقيا على الأرض لمح خاتما مرميا على الأرض ، بصعوبة مد يده المرتعشة و أمسك بالخاتم "هذا...."
مع ذلك في اللحظة التي أمسكها ظهر ضوء أخضر ذهبي قام بتغطية جسده بكل راحة
ثم انتشر احساس دافئ داخل جسده ثم ينتشر الى أطرافه و يدور حول أعضائه الداخلية و يشفي إصاباته
حدق الفتى بصدمة كبيرة ، ثم نظر الى الخاتم في يده و لم يستطع تمالك نفسه ، ضغط الأرض بيديه و قدميه و وقف ، ثم بدأ بالركض و يده التي تحمل الخاتم على صدره و انكمش جسده و هو يركض كما لو أراد حمايته بحياته
على الفور توجه نحو مسكنه و دخل بسرعة ، و كان يلهث بشدة ، لكن مع ابتسامة سعيدة على وجهه
"لا أصدق...لا أصدق أني عثرت على كنز مرمي في الشارع! هاها....."لكن فجأة تغير تعبيره الى الإستياء العميق "لكن ما فائدة هذا الكنز ، في النهاية سيأخذه أحد مني ، تبا!"من غضبه الشديد أرجح يده و رمى الخاتم من يده حيث ارتطم بالحائط
كما لو أن معجزة حدثت ، ظهر صوت من اللامكان "اوتش ، هذا مؤلم!"
تجمد الفتى في مكانه عندما سمع الصوت، وشعر بأن قلبه يكاد يقفز من صدره ، نظر حوله بسرعة لكن لم يوجد أحد "م-من هناك؟"
تردد الصوت مجددًا، بنبرة استهزاء "هاه؟ ليس فقط ضعيف بل أحمق كذلك ، هل تعتقد أن رميك لي بهذه الطريقة لن يؤلم؟ يا له من فتى غير مؤدب"
بلع الفتى ريقه بصعوبة، وركع بسرعة على الأرض. "أ-أنا آسف ان كان هذا الصغير قد أهان أحد الكبار ، ل-لم أقصد أي إساءة"
ظهرت هالة بيضاء شبحية حول الخاتم مرة أخرى ، ومعها تجلى أمام الفتى طيف غامض لروح رجل عجوز، ذو لحية بيضاء طويلة وملامح صارمة
نظر الشبح إلى الفتى بنظرة مليئة بالازدراء، ثم قال "يا فتى ، قمت برميي و الآن تنحني لي ، يا لك من مزدوج الشخصية"
ارتعش جسد الفتى على الفور في مكانه "أ-آسف للكبير ، لم أعلم انه خاتمك ، أرجوك ، فقط لا تقتلني ، يمكنك استعادة الخاتم"
ضحك العجوز بصوت عالٍ، لكنه سرعان ما عاد إلى ملامحه الجادة. "حسنًا، بما أنك أظهرت قليلًا من الخوف، لا تقلق ، لن أقتلك ، على الأقل لن أستطيع في حالتي هذه ، لكن صدقا ، بعد أن عالجتك ، تأتي بي الى غرفتك لتقوم برميي في النهاية؟ هل هذه اخلاقك"
شعر الفتى بالخجل، و كان رأسه ما يزال ملتصقا على الأرض وهو يتمتم بارتباك: "أ-أنا... كنت غاضبًا فقط ، ظننت أن هذا الخاتم قد يكون كنزًا يساعدني، لكن لم أتوقع أن هناك...شخصا في الداخل"
تنهد العجوز بنفاد صبر، وأخذ يحدق في الفتى بتمعن قبل أن يقول: "أستطيع التفهم الآن ، لكن يا فتى ، حالتك كانت مزرية حقا ، مالذي حدث لك"
تنهد الفتى بمرارة وأخفض نظره، كأنه يخشى مواجهة العجوز. "أنا... دخلت طائفة النجم الأرجواني آملًا أن أتمكن من تحسين حياتي، ظننت أنني سأتعلم وأصبح قويًا، في البداية كان هذا هو الأمر ، برزت في الطائفة الخارجية ، و تعلمت بعض التقنيات ، لكن عندما نجحت في امتحان التلاميذ الخارجيين ، و انضممت للطائفة الداخلية ، ظننت أني سأصبح أقوى حتى ، لكن ما حدث كان عكس ذلك تمامًا ، الشيخ قد اتخذني تلميذه لكني لم أتعلم أي شيء، التلاميذ الأقوياء يرونني ضعيفًا ويحتقرونني كل يوم يتعرضون لي بالإهانة والضرب، وكأني مجرد حثالة"
نظر إليه العجوز بتمعن، ونبرة السخرية في صوته تلاشت، لتحل محلها جدية حادة. "أنا أرى...يا فتى ما اسمك؟"
رفع الفتى رأسه و لكنه كان مايزال جالسا على ركبه "أنا أدعى يون ويليان"
أمسك العجوز بلحيته و مددها ببطء"يون ويليان ، هل تعتقد أن القوة وحدها هي التي ستغير وضعك هنا؟"
نظر الفتى إلى العجوز متفاجئًا، وابتسم بمرارة. "بالطبع. هنا، من لا يمتلك القوة ليس له مكان ولا احترام. لم أعد أريد أن أكون ضعيفًا أو مذلولًا. أريد القوة حتى أخيفهم، حتى أفرض احترامي عليهم"
ابتسم العجوز بهدوء على هذا الرد "اتعرف أنت تذكرني بما كنت عليه في شبابي ، يا فتى ، هل تريد أن تكون قويا ، أن يحترمك الآخرون؟"
عندما سمع تلك الكلمات ، قفز قلب يون ويليان بسعادة ، كان ذلك أكثر ما تمناه "أجل ، أريد ذلك ، أريد أن أصبح أقوى"
ضحك العجوز ضحكة خافتة، كأنه يتذكر ماضيه، ثم قال بصوت عميق: "إذن يا يون ويليان،اقبلني كمعلمك و سأرشدك"
انحنى يون ويليان على الأرض و ضرب جبهته على الأرض مرة أخرى"هذا التلميذ يحيي المعلم"
ضحك العجوز بصوت مرتفع "جيد ، تلميذ جيد ، نادني المعلم يو ، من اليوم أنت تلميذي ، من المؤسف أن حالتي هكذا و إلا كنت سأقدم لك هدية"رفع المعلم يو يده و ارتفع معها جسد يون ويليان في الهواء و وقف مستقيما على الأرض
رفع يون ويليان رأسه بفخر و سعادة "المعلم ، هل لي أن أعرف ، كيف انتهى بك المطاف في هذه الحالة"
هز المعلم يو يده بهدوء "لا داعي ، لقد سقطت في معركة قديمة ، ربما حتى جيلكم لا يعرف عنها ، لذلك لإنقاذي نفسي ، تخلصت من جسدي و ربطت روحي مع الخاتم ، كنت نائما لفترة و أنا اجمع طاقتي ، فاستيقظت منذ فترة أسبوع ، لكني كنت مرميا على الطريق ، فها أنت ذا وجدتني ، ربما هو القدر"
نظر يون ويليان إلى المعلم يو بدهشة، لم يتخيل أن خلف هذا الخاتم قصة بهذا القدر من العمق. بدا وكأن هذا اللقاء كان مقدرًا بالفعل، وكأن القدر ألقى به في طريق معلم يو في لحظة احتاج فيها كلاهما إلى الآخر.
"إذن، المعلم يو، ما الخطوة التالية؟ أنا مستعد لفعل أي شيء لأصبح أقوى" قال يون ويليان بحماس، عيناه تتألقان بالتوقع.
تألقت عيون المعلم يو بهدوء "حسنا من الجيد أن تكون متحمسا للبدأ ، لكن للأسف أساسك ضعيف ، و جسدك مليء بالشوائب ، بدون ذكر أنك فقط في عالم السيد الكبير و الذي ليس بشيء يذكر ، لو حاولت استخدام تقنية تدريب قوية ستتضرر أكثر مما تنتفع"
شعر يون ويليان بخيبة أمل خفيفة من نفسه عند سماع كلمات المعلم يو، لكنه تمالك نفسه بسرعة، وعقد يديه بإصرار، "المعلم، سأبذل جهدي لتحسين جسدي وأساساتي، فقط أرشدني للطريقة"
أومأ المعلم يو برأسه وهو ينظر إليه بتمعن، "يمكن علاج الشوائب عن طريق الحبوب ، و لكن لإعادة أساساتك ، لا يمكنك الإعتماد سوى على نفسك"
أماء يون ويليان"هذا التلميذ يفهم" ثم بدأ يسترجع كلمات المعلم يو عبر عقله قبل أن يتغير تعبيره للتفاجئ "مهلا ، المعلم يو ، انت خيميائي؟"
مشط المعلم يو لحيته بهدوء "ماذا؟ أتظن أني أخدعك؟ بالطبع أنا خيميائي"
اتسعت عينا يون ويليان و لمعت عيناه في ضوء جديد من الإحترام ، لطالما أراد أن يصبح خيميائيا ، و لكنه لم يمتلك الموهبة أو الفرصة لذلك ، لكن وجود المعلم يو ، ربما.....
اقترب المعلم يو من يون ويليان و ابتسم "فلتتعلم هذا أولا" مدد المعلم يو اصبعه و قام بنقل تقنية الى عقل يون ويليان
شعر يون ويليان بالضوء يجتاحه و ظهرت فكرة في عقله "هذا ، تقنية الدورة الكبرى للطاقة الروحية؟ مهارة من الرتبة الغامضة المرتفعة!" ظهر تعبير مذهول على وجه يون ويليان، ولم يتمكن من تصديق ما حدث للتو
ضحك المعلم يو بهدوء" ان كنت تمتلك هذا التعبير عند مجرد مهارة من الرتبة الغامضة ، فماذا سيكون تعبيرك عند المهارات من الرتبة الأرضية و السماوية"
أومأ يون ويليان بحماس و صدمة أكبر ، وهو يشعر بالإثارة المتزايدة. "تقنيات رتبة أرضية و سماوية!" شعر يون ويليان كما لو سيغمى عليه. للحظة
تنهد المعلم يو على تعبيره و لوح بيده "حسنا ، دعنا نذهب ، لدينا عمل كثير للقيام به"
نظر يون ويليان بفضول نحو المعلم يو"الى أين يا معلم ، مالذي سنقوم به؟"
ومضت عيون المعلم يو ببعض الفهم "لتقوية أساساتك ، تحتاج الى تدريب جسدي ، بأي طريقة ، ادفع نفسك الى حدودك و ستزداد الحدود تدريجيا ، و أفضل طريقة لذلك هي صيد الوحوش ، كما يمكنك البحث عن الأعشاب و استخدامها لصنع حبوب لك ، الآن لنذهب"
....
في هذا الوقت كان قد عاد سو مينغ إلى قمة السكينة ، تماما كما وصل الى القمة ، التقى بالمعلم غو و الأخ الأكبر وانغ في
"تحياتي للمعلم و الأخ الأكبر" انحنى سو مينغ كما ضم يديه مع بعضهما
نظر المعلم غو إلى سو مينغ بابتسامة خفيفة، بينما كان الأخ الأكبر وانغ يراقبه بتعبير غامض. رد المعلم غو بلطف، "لقد عدت شياو مينغ ، يبدو أن الشباب ما زال جميلا ألست محقا؟"
خدش سو مينغ وجهه بهدوء "إيه، المعلم سماعك تقول هذا بمظهرك الصغير هذا يفقد معناه"
ضحك وانغ في بسخرية "إذا تركك تشانغ يونغ مرة أخرى؟"
هز سو مينغ كتفيه بلا حول و لا قوة "مالذي يمكنني قوله ، مازال لدي بعض الأعمال التي يجب علي القيام بها"
هز المعلم غو رأسه"هذا جيد ، أنا ذاهب لإجتماع الشيوخ ، من الأفضل لك التوجه خلف القمة ، كنصيحة ، الهواء الطلق مفيد و الريح عادت من حيث أتت"
حدق سو مينغ باستغراب نحو المعلم "ماذا تعني؟"
ابتسم الشيخ غو و أكمل السير كما تبعه وانغ في ، و قال "من الأفضل لك أن تعلم بنفسك"
انطلق سو مينغ على الفور نحو خلف القمة، حيث تقع المنطقة الهادئة والمعزولة و كانت مكانا جيدا للتأمل
فور الوصول الى هناك جلس سو مينغ بهدوء متقاطع الأرجل و حمل سيفه في يده بهدوء و حنية ، كما لو لم يكن يحمل سيفا بل رفيقا أمضى معه عمرا طويلا
"مازلت ضعيفا ، لا أستطيع الدخول الى نهر السيف ، أنا مازلت ضعيفا"
أغمض عينيه و حاول التأمل بهدوء ، طوال هذه الفترة ، كان يشعر بنفسه كالعبء ، في كل قتال خاضه هو و تشانغ يونغ حتى الآن ، كان تشانغ يونغ يتعرض للخطر و الإصابات بشكل أكبر ، كان الأمر كما لو يعيقه
هو لم يرد هذا ، البتة على الإطلاق ، كيف يدعو نفسه بأخيه إن كان أقل منه ، بدون معرفة منه تكون إحساس بالنقص داخله ، أراد أن يقف بجوار تشانغ كتفا لكتف ، لكن لم يعلم كيف ، لذلك عمل على صقل أفضل ما لديه ، مسار السيف
لكنه شعر بأنه وقف أمام صخرة عملاقة ، منذ اختراقه الى مرحلة نية السيف ، توقف نموه ، و لم يستطع حتى دخول نهر السيف مرة أخرى ، كما أنه لم يستطع إظهار إرادة التقنية او حتى دمجها مع نية السيف ثانية ، كان قد وصل الى مرحلة من اليأس
أطلق تنهيدة عميقة ، غير قادر على التفكير أكثر من ذلك ، فجأة شعر بوجود قريب منه ،على الفور سحب سيفه و قطع
لكن تم إيقاف سيفه بإصبعين من قبل رجل كبير ، كان لديه شعر أبيض أملس و عيونه بدت مظلمة كهاوية لا قعر لها "اوه ، يبدو أنك أصبحت أقوى ، تلميذي الصغير ، ليس هذا فقط بل أكثر عنفا حتى"
اتسعت عينا سو مينغ بشكل واضح على مصراعيهما ، غير مصدق لنفسه و لمن يراه الآن "معلمي!"
الرجل العجوز ذو الشعر الأبيض وقف أمام سو مينغ بابتسامة خفيفة، عيناه اللتان تشبهان الهاوية كانت تحملان نظرة دافئة خفية"نعم، إنه أنا، من غيري قد يكون ، هل تفاجأت برؤيتي هنا؟"
هز سو مينغ رأسه بدون تأخير "بالتأكيد ، متى وصلت؟" ثم سأل بسرور
كان حقا سو مينغ مسرورا
منذ كان صغيرا ،بسبب رحيل والدته في عمر مبكر ، كان لديه ذكريات قليلة عنها ، و والده كان يعامله ببرود
لحسن الحظ ، كانت أخته بمثابة الأم له بينما خفف معلمه فجوة والده و بالتالي كان الإثنان عزيزين عليه في قلبه
ربت المعلم على رأس سو مينغ"منذ فترة قصيرة ، فكرت في أن آتي لزيارتك بعد كل هذه المدة ، لكن صدقا عليك إعطائي بعض تلك الحبوب التي أعطيتها لذلك الوغد غو زيشيان ، بدأ بإغاظتي مرة أخرى حول كونه أصبح أصغر سنا"
ضحك سو مينغ بحفاوة "آه ، حدث ذلك بالصدفة و لم نكن نعلم بأن الأمر سيؤول لهذا"
غمز المعلم بهدوء "إذا طفل الخيمياء لا يعرف تأثيرات الحبوب التي يصنعها؟ هذا مفاجئ"
نظر سو مينغ بنظرة ذات معنى "ألم تكن أنت من علمني كيفية صقل الحبوب في وضع شديد الصعوبة؟"
رفع المعلم رأسه و ذكر "اوه هل ما زلت تريد مني وضعك فوق غصن على جرف و جعلك تصقل الحبوب؟"
"أنت من قال أن هذا يزيد التركيز"
"و أنت من وافق عليه"
"و في جبل قمت...."
"انتهى بي الأمر بإنقاذك ألم أفعل؟"
تحدث الإثنان و تبادلا الكلمات و كان هناك جو من السعادة حيال تذكر الماضي
كانت علاقتهما قريبة للغاية ، كمعلم و تلميذ و...أشبه بأب و ابنه
تنفس سو مينغ الصعداء بهدوء ، بينما ابتسم المعلم بحرارة "سمعت أنك حصلت على عدة مكاسب خلال هذا العام الذي تركتك فيه"
ابتسم سو مينغ بثقة "بالفعل ، قمت بإنشاء نية سيفي بتقنية سيف الشفق الذهبي ذات الرتبة الأرضية ،و حصلت على لهب جوهر ملكة الرعد ، و استطعت إظهار إرادة تقنية سيف زهرة البرقوق التي تعلمتها من والدي ، لقد مضى الكثير"
"اوه"أظهر المعلم انبهاره بسعادة "يبدو أنه قد مضى الكثير ، حتى أني سمعت أنك أخ بالقسم مع تلميذ غو زيشيان ، هذا يجعلكما مثلنا"
ابتسم سو مينغ وقال بابتسامة مرحة، "نعم، كان تشانغ يونغ مميزاً منذ لقائنا الأول على متن القارب لكن"ثم خفتت ابتسامة سو مينغ بعض الشيء
لمح المعلم التغير الخافت في تعبير سو مينغ و سأل"أهناك شيء تريد سؤاله؟"
نظر سو مينغ نحو معلمه و قال "لا أستطيع التقدم لما هو أبعد من نية السيف ، كما أني أفشل في إظهار إرادة التقنية عندما أريد ذلك"
همهم المعلم قليلا قبل أن يرفع يده بهدوء و ضرب رأس سو مينغ
امسك سو مينغ رأسه و تذمر"معلم ، لما هذا؟"
عقد المعلم يده "بالطبع لأنك أحمق ، بالطبع لا تستطيع دخول نهر السيف وقتما تشاء فهو وجود أسطوري بحد ذاته ، و إرادة التقنية نفسها صعبة و واحد في المليون يستطيعون استخدامها ، اعتبر نفسك محظوظا كونك استطعت إظهارها مرة واحدة ، هناك الملايين لم يستطيعوا إظهارها و لا حتى أنا استطعت"
اندهش سو مينغ عند سماع ذلك "حتى أنت لا تستطيع يا معلم؟"
تنهد المعلم بهدوء "أجل ، لم يسبق لي أن استطعت إظهارها ، و لكن بما أنك تحتاج مساعدتي ، فخذ هذه"مد المعلم يده و أخرج ثلاثة لفافات في يده
امسك سو مينغ باللفافات و نظر إليها "تقنية سيف و تقنية صقل جسد و تقنية صقل ذهني! معلم هذه الأشياء ، خصوصا تقنية الصقل الجسدي...."
شعر سو مينغ ببعض الثقل ، كان كل واحدة من هذه التقنيات نادرة
ابتسم المعلم بخفة وقال: "أجل ، عثرت عليها منذ وقت ليس ببعيد ، سيكونون مفيدين لك أكثر مما هم مفيدون لي"
انحنى سو مينغ لمعلمه بامتنان "شكرا للمعلم"
...
بعد يوم و نصف من قتال الوحوش و جمع الأعشاب ، كان كل من المعلم يو و يون ويليان داخل كهف صخري بعيد
كان يون ويليان يجلس على الأرض منهكًا، ووجهه يكسوه التعب، وقد غطت الكدمات والخدوش جسده من كثرة المعارك التي خاضها خلال اليوم والنصف الماضيين
همهم المعلم يو لنفسه"حسنا ، تستطيع قتال وحوش الرتبة الثالثة ، هذا ليس سيئا بحد ذاته و لكنه ليس جيدا أيضا ، إذا كيف تشعر يا فتى؟"
نظر يون ويليان إلى المعلم يو بتعب ، لكن على وجهه ابتسامة ساخرة "كأني كنت أعيش كل حياتي و أنا أقاتل ، أنا متعب"
ضحك المعلم يو على رده "هذا متوقع ، تقوية الأساس ليست بالشيء السهل ، عليك تدريب جسدك لمدة شهر أو أكثر حتى تحقق نجاحا" تماما كما قال هذا رفع يده حيث ظهرت مجموعة من النباتات في يده ، ثم في لحظة بدأت الرياح الحارقة تلتف حولها بشدة ، ثم انطلقت نيران جامحة حول قبضته
عندما فتح يده مرة أخرى برزت حبة في يده"تدعى هذه حبة الماء الغامضة ، فلتجلس و تتناولها ، سأقوم بحراستك"
أخذ يون ويليان الحبة و تناولها بهدوء ، لكن فجأة جاء زئير قوي من الخارج يصم الآذان بشكل كبير
يون ويليان تجمد في مكانه للحظة، وشعر بالخطر ينبعث من الخارج ، نظر إلى المعلم يو بقلق، لكن الأخير أشار إليه بهدوء قائلاً، "تابع امتصاص الطاقة من الحبة، سأتعامل مع هذا."
أغمض يون ويليان عينيه وعاد إلى تركيزه، وبدأ يستشعر الطاقة المتدفقة داخل جسده بعد تناوله للحبة. كانت الطاقة قوية ودافئة، تجتاح أعضائه وتساعد في تنظيف الشوائب من جسده
خرج المعلم يو من الكهف و فجأة اشتعلت النيران الصفراء خارجا
حاول يون ويليان تسريع امتصاص الحبة من جسده بقوة أكبر شعر بحرارة الطاقة تنتشر في أنحاء جسده كتيارات دافئة تجتاح عضلاته وأوعيته
سرعان ما ضربت الرائحة النافثة الكريهة أنفه عندما فتح عينيه مرة أخرى ، على الفور ركض و خرج من الكهف بسرعة ، كان المعلم يقف هناك يبدو شاحبا على الرغم من أن منظره كان شبحا ، إلا أنه بدا كما لو على وشك الإختفاء
كانت هالة المعلم يو تتلاشى شيئًا فشيئًا، وجسده الشفاف يكاد يختفي في الهواء.
يون ويليان بصوت مليء بالقلق ، اقترب من المعلم "معلمي، ماذا حدث؟ هل أنت بخير؟"
ابتسم المعلم يو ابتسامة ضعيفة وقال بصوت خافت، "لا تقلق يا فتى. كان الوحش الذي واجهته من رتبة أعلى مما توقعت، وقد بذلت كل طاقتي لأبقيه بعيدًا عنك أثناء امتصاصك للحبة"
اتسعت عينا يون ويليان بألم ، كان يلوم نفسه "آسف يا معلم الخطأ خطأي لكوني ضعيف"
ربت المعلم يو على رأسه بهدوء "لا تقلق ، لقد فقدت بعض طاقتي فحسب ، سينتهي بي الأمر بالنوم لفترة لاستعادتها ، لكن لا أعلم كم سأستغرق ، قد تصل الى شهر أو أكثر"
شعر يون ويليان بالحزن والقلق الشديدين بينما كان المعلم يو يربت على رأسه. فكرة فقدان معلمه، حتى ولو مؤقتًا، أثارت في قلبه شعورًا بالعجز، ولكن في عينيه برز تصميم واضح ، قال بهدوء، "لا تقلق، يا معلمي. سأستمر في التدريب وسأصبح أقوى، حتى لا تضطر لفعل هذا من أجلي مرة أخرى."
ابتسم المعلم يو مرة أخرى، وقال بصوت هادئ، "هذا ما أريده منك يا يون ويليان، أن تصبح قوياً بما يكفي لتحمي نفسك. الاعتماد على الآخرين دائماً جيدا"
ثم بهدوء تحول شكل المعلم يو الى كرة من الضوء و دخل الى الخاتم
بعيدا من على بعد مسافة وقف تشانغ يونغ من على بعد مسافة و تنهد "فيوه ، تبا قاربت طاقتي العقلية على النفاذ تقريبا و أنا أنشأ ذلك الوهم ، حتى أنه أصبح حقيقيا بعد دمجه مع مجال الحلم الأبدي ، حسنا ، حان الوقت للذهاب الى جبل الرياح العاصفة"