رواية نظام السفر عبر الأكوان

داخل قاعة العقاب

دخل تشانغ يونغ الى قاعة العقاب رفقة الحراس المرافقين

حضر الشمامسة على الجانب بينما كانت المقاعد الأمامية ممتلئة

حيث في الأمام جلس الشيوخ جميعهم في ظل حضور سيد الطائفة نفسه وأمامهم كانت لو لي راكعة بركبتيها على الأرض مقيدة كلتا يديها خلف ظهرها

في الخارج حضر أكثر من عشرة آلاف تلميذ ، لم يكن من الخاطئ القول أن كل تلاميذ الطائفة هنا ، و لكنهم جميعهم كانوا صامتين ، البعض مصدوم و الآخر شكاك و مختلف التعبيرات موجودة على أوجههم

"لقد تم الإمساك بالأخت لو لي ، هل من الممكن أنها..."

"مستحيل أن تكون الأخت لو لي هي القاتل المتسلسل"

"هذا صحيح ، انها فتاة جيدة و لا يمكنها فعل شيء شنيع كهذا"

أمام المدرج و بالتحديد أمام لو لي على بعد مسافة قصيرة ، كان هناك تابوت خشبي ، و الجثة في وسطها كانت لتشن بياو!

جسده متعفن و أسود و صدرت منه رائحة نافقة

نظر تشانغ يونغ الى الأمام ، إذا تم امساك لو لي ، في الحقيقة ، هذه اللو لي كانت لتكون شخصا جيدا

لولا الوضع الحالي لكانت تأهلت بالفعل لتصبح شيخا بموهبتها ، و كانت لتكون أفضل من الشيخ الحالي

كان يخطط تشانغ يونغ لكسبها الى صفه و بعدما تنضج و تصل الى رتبة المبجل سيقوم باستبدال شيخ قمة السيف بها

و لكن للأسف تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، و لكن هذا ليس بالضرورة دائما

تقدم شيخ قاعة العقاب و ألقى بالتهمة "التلميذة الداخلية لو لي مقبوض عليها بتهمة القتل"

على الفور صرخت لو لي "انت مخطئ ، أنا لم أقتل أحدا!"

صرخ شيخ قمة السيف بيده كان عيونه حمراء و تغليان من الغضب "كاذبة! لقد قمت بقتل التلاميذ ، و حتى قمت بقتل أخيك من الطائفة الذي اعتنى بك"

تشانغ يونغ، الذي كان يقف بهدوء في الصف الخلفي مع الحراس المرافقين، ألقى نظرة باردة على قاعة العقاب المكتظة بالتلاميذ والشيوخ

كان من الواضح أنه سيجعل لو لي كبش فداء من أجل النجاة ، و كلما أسرع في التخلص منها كان سره في مأمن

صرخت لو لي مجددًا بصوت مرتعش وهي تحاول الدفاع عن نفسها: "أنا لم أقتل أحدا! هذا افتراء! لقد تم الإيقاع بي!"

أشار شيخ قمة السيف نحو التابوت "الجثة التي أمامنا تثبت ذلك. كان تشن بياو من أقرب الأشخاص إليك، وقد مات بطريقة مروعة على يديك"

كان التلاميذ في الخارج يتهامسون فيما بينهم. البعض لم يصدق ما يسمعه، بينما الآخرون بدأوا يشككون في براءة لو لي

نظر الشيخ غو الى الموقف بهدوء و دوى صوته "يبدو أن الشيخ من قمة السيف متعجل للتخلص من تلميذته ، يا لها من علاقة ركيكة"

نظر شيخ قمة السيف نحو الشيخ غو بازدراء "الشيخ غو ، انت لست في موقف يسمح لك بالحديث ، بغض النظر عن شكلك الحالي فمستواك لا يؤهلك للحديث حتى ، السبب الوحيد الذي يسمح لك بالحفاظ على منصبك هو معرفتك"

ابتسم الشيخ غو ببرود "اوه ، لكن أعتقد بما أن تلميذي كان ضحية ، لي كل الحق في التدخل ام.....شيخ القمة لا يستطيع تحمل ابقاء تلميذته حية لثانية أخرى"

اندلع غضب على وجه شيخ القمة"انت!...لا تتهمني باطلا!"

على الفور وقفت شيخة قمة الصقيع الفضي أمام الشيخ غو معترضة شيخ قمة السيف

عند رؤية ذلك استدار شيخ قمة السيف ، لم يكن هذا لا المكان و الوقت المناسب للتحرك

صمتت القاعة فجأة عندما خطا سيد الطائفة خطوة إلى الأمام، رافعًا يده لإسكات الجميع. نظر إلى شيخ قمة السيف بعيون مليئة بالهيبة "هذا يكفي ، شيخ القمة يو ، قمت بعمل جيد بإلقاء القبض على القاتل"

ابتسم شيخ قمة السيف بإشراق "هذا من دواعي سروري ، كله بإرشاد سيد الطائفة الحكيم"

كان رد سيد الطائفة باردا "و لكن لأنك قصرت في واجبك و سمحت لتلميذتك بارتكاب هذا الخطأ ، ستعاقب بالحجز لشهر و تخفيض المرتب"

تجمدت ابتسامة شيخ قمة السيف على وجهه وتحولت ملامحه إلى خليط من الحرج والغضب، لكنه انحنى بخفة"كما تأمر يا سيد الطائفة. سأقبل العقوبة."

نظر سيد الطائفة إلى الجميع، وكانت نظرته تحمل ثقلاً لا يمكن تحمله "لو لي، تم اتهامك بارتكاب جرائم قتل متعددة داخل الطائفة و حكم هذا واضح في الطائفة"

تنفست لو لي بصعوبة "يا سيد الطائفة، أنا بريئة! أتوسل إليكم لمنحي فرصة للدفاع عن نفسي!"

نظر سيد الطائفة نحو شيخ قاعة العقاب وقال: "شيخ جي ، سيتم تنفيذ العقوبة أمام التلاميذ كعبرة"

سقطت كلماته بوزن هائل على لو لي ، كلمات حكم بالإعدام التام

في تلك اللحظة، تحرك تشانغ يونغ من الصف الخلفي ببطء، متقدمًا نحو الصفوف الأمامية. كل العيون التفتت إليه، التلاميذ والشيوخ على حد سواء، حتى سيد الطائفة نظر إليه باهتمام

"سيد الطائفة ، التلميذة لو لي بريئة من هذا"

"تشانغ يونغ؟" تحدث شيخ قمة السيف بنبرة مليئة بالازدراء. "من أنت لتدلي بشهادتك هنا؟ هل نسيت أنك ما زلت قيد العقاب؟"

وقف تشانغ يونغ أمام لو لي ، متجاهلاً كلمات شيخ قمة السيف وأجواء العداء الواضحة. انحنى بخفة نحو سيد الطائفة، ثم رفع رأسه "سيد الطائفة لدي طريقة لأظهر بها أن الأخت لو لي بريئة"

عبست وجوه الشيوخ وعلت الهمسات بين التلاميذ في الخارج ، كيف يمكن لتشانغ يونغ أن ينقذ ليس فقط نفسه بل كذلك لو لي من هذا

رفع شيخ قمة السيف يده بحدة ، كانت عيونه تلمع بالغضب

"هذه مجرد محاولة لإثارة الفوضى! لو لي هي القاتلة، والدليل موجود أمامنا ماذا يمكن لشخص مثلك أن يقدم؟"

التفت تشانغ يونغ نحو شيخ قمة السيف، و نظر إليه ببرود"من الواضح أني كنت أحدث سيد الطائفة ، أتظن نفسك أعلى شأنا منه للتحدث مكانه؟"

ساد الصمت في القاعة للحظة، وكانت كلمات تشانغ يونغ كصفعة على وجه شيخ قمة السيف

تحول الغضب على وجه الشيخ إلى ظلٍ من الحرج

حدق سيد الطائفة في تشانغ يونغ و لوح بيده "يمكنك المتابعة"

ابتسم تشانغ يونغ بخفة وأكمل، "إذا اسمحوا لي بدعوة شاهدي النهائي ، أنا أدعو ليونغ!"

تصاعدت الدهشة في القاعة عند سماع اسم "ليونغ"، حيث انطلقت الهمسات بين التلاميذ والشيوخ

"ليونغ؟ من هذا؟"

"هل يمكن أن يكون شاهداً حقيقياً؟ أم أن تشانغ يونغ يحاول كسب الوقت؟"

لو لي رفعت رأسها في حيرة، وعيناها اللامعتان تحدقان في تشانغ يونغ، بينما كان الهمس يملأ قاعة العقاب

فجأة اهتز المكان بأكمله و ظهرت حفرة في الأرض فورا و منها خرج تنين

كان من نوع التنين الصيني بدون أذرع او أطراف ، فقط جسد كالثعبان ، جسده بدى كالأفعى مغطى بحراشف سوداء ، عيناه الكبيرتان الذهبيتان قامت بشق طريقهما من الحفرة

فجأة، خيّم صمت رهيب على قاعة العقاب، حيث تجمدت جميع الأنفاس بمجرد ظهوره ، الشعور بالرعب والغموض اجتاح القاعة، وكأن الجو نفسه أصبح أثقل ، لم يجرؤ أحد على التحرك أو إطلاق نفس واحد

شعروا أنهم في اللحظة التي يفعلون ذلك بها ، ستكون نهايتهم

حدق سيد الطائفة بصدمة نحو التنين'الروح الحارسة للطائفة هنا؟! كيف تمكن هذا التشانغ يونغ من إقناعها'كانت أفكاره متسارعة

تقدم سيد الطائفة بخطوة للأمام، محدقًا في التنين بحذر واحترام. "لم أتوقع أن تحضر الروح الحارسة شخصيا لأجل الشهادة"

الروح الحارسة للطائفة!

للطائفة روح حارسة

لم يستطع أحد من التلاميذ كبح صدمته ، و تدفق الفخر في دمائهم ، و شعروا بالسعادة ، كون الطائفة تمتلك روحا حارسة يعني هذا أنها آمنة

بدون ذكر أن فقط أفضل الطوائف التي تمتلك مصادر التدريب كانت تمتلك روحا حارسة و ينبوع تشي

لم يكن من الممكن التعبير عن سعادتهم بكلمات أفضل

عند معرفة أن الروح الحارسة هي التي ظهرت ارتاحت أرواح التلاميذ نسبيا خلال ذلك

لكن كانت كلمات تشانغ يونغ صاعقة، إذ لم يكن أحد يتوقع أن يكون لديه الجرأة لإقناع روح الطائفة الحارسة بالتدخل في مسألة كهذه

نظر التنين ليونغ نحو سيد الطائفة "همف ، الفتى آو دونغ ، يبدو أن لديك العديد من المشاكل في الطائفة"

تقدم التنين ببطء إلى الأمام، ووجه رأسه الكبير نحو تشانغ يونغ، ثم تحدث بصوت عميق كالرعد "إذن حان وقت ظهوري"

ابتسم تشانغ يونغ بهدوء "الروح الحارسة للطائفة ، هل يمكن أن تخبرنا من القاتل الذي كان يزعج راحة التلاميذ"قال تشانغ يونغ بشكل مبهرج ، مع لمحة سخرية.

رفع التنين رأسه الضخم، وحدق في الجثة الموضوعة داخل التابوت، ثم نظر إلى لو لي المقيدة على الأرض

ثم نظر الى شيخ قمة السيف و تحدث بصوت ، حيث دوى صوته كالرعد "هذه الفتاة هنا تمتلك روحين ، هي لم تقتل التلاميذ بإرادتها"ثم بعد ذلك تنفس و تدفق خطان من البخار من أنوفه "هذا الشيخ قام بالتحكم بها باستخدام حجر استعباد الروح و قام يجعلها تمارس التقنيات الشيطانية مما جعلها تقوم بعمليات القتل المتسلسل"

صُدم الجميع، بما في ذلك سيد الطائفة نفسه ، و ساد الصمت في قاعة العقاب

تشنج وجه شيخ قمة السيف، وتحول إلى لون شاحب مثل جثة ميتة

ارتجفت يديه، لكنه حاول التماسك بصوت غاضب: "هذا افتراء! أنا لم أقترف شيئا ، كل هذا تم التخطيط له من قبل ذلك التشانغ يونغ"

نظر سيد الطائفة نحو شيخ قمة السيف صوت سيد الطائفة دوى بقوة، قاطعًا شيخ قمة السيف"صمتا!" كانت عيناه مليئتين بالغضب والهيبة

ثم استدار نحو التنين وقال باحترام: "الروح الحارسة ، هل يمكن أن توضح أكثر عن هذا الموقف"

لم يستطع سيد الطائفة الا طلب هذا ، لقد شهدت الروح الحارسة ، و كان سيد الطائفة متأكدا من أنها لن تكذب

لماذا؟

من جيل الى جيل من أسياد طائفة النجم الأرجواني ، يتم تجديد العقد مع كل سيد طائفة جديد مع الروح الحارسة ، و هو يتضمن ألا يتم إخفاء أية معلومة تهم الطائفة

نظر التنين بازدراء نحو شيخ قمة السيف وقال: "حجر استعباد الروح أداة من مسار الروح ، و قام بإستخدامها للتحكم في هذه الفتاة و قام باستخدامها لقتل التلاميذ ، و كل ذلك حتى يتخلص من الفتى تشانغ يونغ و معلمه دفعة واحدة"

ارتفعت الهمسات بين الشيوخ والتلاميذ في الخارج. كانت هذه المعلومات بمثابة قنبلة مدوية

بصوت مليء بالغضب، صاح سيد الطائفة: "شيخ قمة السيف يو! لديك تفسير لذلك؟"

كان الشيخ يو يتصبب عرقًا. عيناه كانتا تتحركان بسرعة، تبحثان عن طريقة للخروج من الموقف. لكنه فجأة انفجر بغضب: "أنتم جميعكم أغبياء! منذ ظهر هذا التشانغ يونغ لم تنعم الطائفة بالسلام ، فعلت ذلك لمصلحة الطائفة!"

"هراء!"صرخ تشانغ يونغ و هو يتقدم نحو شيخ قمة السيف"تقول لمصلحة الطائفة ، و لكن فقط للتخلص مني و من المعلم ، قمت بالتضحية بالتلاميذ الأبرياء"

امسك تشانغ يونغ بقلبه و بدأ بالبكاء"كيف لك أن تكون قاسيا ، كان أولئك إخواننا و أخواتنا ،و فقط للتخلص مني ، أهدرت حيواتهم!"

كان الجميع يشعرون بالصدمة ، تشانغ يونغ كان يبكي!

حتى الشيوخ الذين كانوا يشككون فيه شعروا بالحرج. كانت دموعه تضيف مصداقية لما يقوله

تأثر الجميع بالمشهد بلطف

شيخ قمة السيف يو حاول التراجع خطوة إلى الخلف، لكن التنين ليونغ لم يسمح له بذلك. قال بصوت منخفض وعميق، كالرعد القادم من السماء "إياك محاولة الهروب!"

قفز شيخ قمة السيف و حاول الفرار ، لكن في اللحظة التي حاول فيها ذلك انبثق ضوء أخضر من جسد ليونغ و قام بإحاطته فورا و ثبته أرضا

مشى تشانغ يونغ نحو شيخ قمة السيف و في يده حمل فأس شق الجبال "طبقا لقانون الطائفة ، التسبب في قتل التلاميذ ، و الفوضى وسط الطائفة ، كل ذلك يساوي عقوبة الإعدام"

على الفور صرخ سيد الطائفة "مهلا تشانغ يونغ يجب-"

قاطعه تشانغ يونغ بدون اكتراث "سيد الطائفة لا تخبرني أنك تريد إنقاذه ، حسب قوانين الطائفة ، عقوبة ما فعله هو الإعدام"كانت نظرة تشانغ يونغ مخيفة عندما حدق في سيد الطائفة ، لكن فجأة استبدل نظرته بابتسامة "اوه وجدتها ، هل من الممكن أن سيد الطائفة يبحث عن جلاد للقيام بهذه المهمة؟ لا تقلق سأقوم بهذا الدور بطيب خاطر"

رفع تشانغ يونغ فأسه مرة واحدة و أرجحها بقوة

كلاك!

سقط رأس شيخ قمة السيف يو و تدحرج على الأرض و عم صمت مدوي المكان

استدار تشانغ يونغ و مشى نحو لو لي "الآن منذ أن رحل شيخ قمة الرعد ، و مات أحد المرشحين نتيجة ذلك ، فذلك لا يترك سوى الأخت لو لي لتحمل المنصب"

لوح تشانغ يونغ بفأسه و كسر القيود من على لو لي و ساعدها على الوقوف"لكن منذ أن الأخت لو لي ملوثة بالتشي الشيطاني ، أقترح أن تذهب الى وادي التوبة الخاص بالطائفة و تنقية هالتها منه ، و ستعمل كشيخ غير رسمي الى حين اختراقها لرتبة مبجل"

كانت لو لي تحدق في تشانغ يونغ بذهول ، أغمضت عينيها بقوة للحظة، ثم رفعت رأسها ببطء ، دموع الامتنان انهمرت على وجنتيها"شكرا لك ، الأخ تشانغ يونغ ،شكرا لك"

أعاد تشانغ يونغ فأسه بهدوء الى مخزن و نظر الى شيخ قمة الرعد

انتشرت رعشة في جسد شيخ القمة عند رؤية نظرات تشانغ يونغ ، كانت تقول نظرته شيئا واحدا

«انت التالي»