في هذه الفترة ، عادت وو روشيان برفقة الراهب بسرعة بعد العثور عليه

وعندما وصلا، كانت لونغ يوليانغ قد انهارت، جسدها ممدد بجوار تشانغ يونغ، والدماء ما زالت تربط بينهما

"قمتم بنقل الدم لمقاومة اللعنة؟ هذا لن يستمر طويلا"قال الراهب بمنظر قلق و تقدم على الفور بسرعة

مد الراهب يده بسرعة ووضع كفه فوق صدر تشانغ يونغ، وعيناه أغلقتا بهدوء"اميتابها.....لعنة تآكل الدم ، لحسن الحظ قمتم بتأخيرها و إلا كان سيرحل عن هذا العالم بالفعل منذ وقت طويل"

عبست وو روشيان بشدة"الوضع بهذه الخطورة؟"

أماء الراهب بهدوء ، كان تعبيره غير قابل للقرائة "اميتابها ، في الأصل طاقة حياة تشانغ يونغ منخفضة منذ البداية ، لذلك حتى لو استمر ، نصف ساعة هو كل ما سيعيشه ، و لكن بيبب محاولتكم استطاع الصمود لتسع ساعات"

مد الراهب يده و رفع جسد تشانغ يونغ بهدوء و وضع خرزة حمراء في فمه بهدوء

ثم خرج ضوء ذهبي من جبهة الراهب، ممتدا على شكل خيوطٍ رقيقة نحو جسد تشانغ يونغ

أحاط الضوء الذهبي بجسد يونغ، وبدأت علامات سوداء تظهر تدريجياً على جلده، على شكل عروق سوداء داكنة تنتفخ

وفجأة، انطلقت صرخة مكتومة من فم تشانغ يونغ، رغم أنه فاقد للوعي

تشنج جسده بعنف للحظة، واهتز الهواء حوله كأن موجة طاقة انفجرت من أعماقه، ثم خفت كل شيء فجأة

تشققت الأرض تحته قليلاً من شدة الضغط، لكن الراهب بقي ثابتاً، يردد تراتيله بهدوء وعمق:

"أوم ماني بادمي هوم… أوم ماني بادمي هوم…"

تسارعت دقات قلب تشانغ يونغ، وصوت نبضاته أصبح مسموعاً في الأرجاء. ومع كل نبضة، بدأت العروق السوداء تتراجع، تتلاشى ببطء

لونغ يوليانغ، التي كانت فاقدة للوعي، تحركت يدها ببطء. عيناها فتحتا قليلاً، مرهقتين، لكنهما تابعتا المشهد بصمت

بعد مضي دقائق طويلة بدت كأنها ساعات، انسحبت الخيوط الذهبية ببطء من جسد تشانغ يونغ، وعادت إلى جبهة الراهب، قبل أن يفتح الأخير عينيه ببطء، قائلاً بنبرة مرتاحة:

"لقد تم تطهير اللعنة. جسده بحاجة للراحة، لكنه لن يموت."

شهقت وو روشيان بصوت خافت، وكأن الهواء عاد أخيراً إلى رئتيها، بينما ابتسامة ضعيفة ظهرت على وجه لونغ يوليانغ، قبل أن تغمض عينيها من جديد وتفقد وعيها ثانية

ضرب الراهب صدر تشانغ يونغ بلطف ثم طارت الخرزة من فمه ، الخرزة الحمراء في السابق تحولت للون الاسود

أمسك الراهب بالخرزة السوداء بين أصابعه وتأملها لثوانٍ، قبل أن يهمس بعبارات غير مفهومة، ثم لفها في قطعة قماش من الكتان وضعها داخل كيس صغير على خاصرته

ثم وقف الراهب بهدوء"لقد انتهت مهمتي هنا ، ربما القدر جمعنا لهذا الغرض ، سأغادر الآن"

وقف الراهب و نظر الى وو روشيان قبل أن يقول"لا يمكن تغيير الماضي و لكن المستقبل يمكنه ذلك"

نظرت وو روشيان الى الراهب بغرابة قبل أن يختفي الراهب فجأة

نظرت وو روشيان إلى تشانغ يونغ، الذي عاد تنفسه منتظمًا، وجسده توقف عن الارتجاف

'هذا الفتى....لم تعد لدي أي فائدة منه و لكن.....لا أستطيع التخلي عنه ، أنا فقط لا أستطيع'

في قلب وو روشيان ، كان هناك دائما ذلك الشعور ، بأنه في اللحظة التي ستخفض دفاعها فيه ، سيتم خيانتها

و كل هذا حدث...بسبب حياتها السابقة ، أقرب الأشخاص إليها قام بخيانتها ، و لكن في هذه الحياة حيث تم منحها فرصة ثانية ، قررت عدم ألا تثق إلا بنفسها

بعد ان تم علاج تشانغ يونغ بفترة قصيرة ، استيقظت لونغ يوليانغ و استمرت الإثنتان بمراقبة حالة تشانغ يونغ

يوم ، يومان ، ثلاثة ، مر أسبوع بالكامل

بعد البقاء راكدا لفترة طويلة ، تحرك اصبع تشانغ يونغ فجأة

"لقد... تحرك"نظرت لونغ يوليانغ نحو تشانغ يونغ ببصيص أمل

ارتعش حاجباه للحظة قبل أن يفتح عينيه، كانت رؤيته ضبابية

"هل... استيقظت؟" جاء الصوت ناعم من الجانب ، كان صوت وو روشيان

حاول تشانغ يونغ النهوض، لكن جسده كان ثقيلاً للغاية ، وضع ذراعه على الأرض و لكن في لحظة انغمست ذراعه فيها صانعة حفرة صغيرة في الأرض

ثم نظر الى كل من وو روشيان و لونغ يوليانغ ، ظل ينظر إليها، عيناه هادئتان و فارغتان

"تشانغ يونغ هل كل شيء بخير؟"لم تستطع وو روشيان إلا السؤال

حول تشانغ يونغ نظره الى وو روشيان و ابتسم بهدوء "عفوا ، هل تتحدثين معي؟"

ما فعله تشانغ يونغ فاجأهم بشكل غير متوقع ، لأن تشانغ يونغ و طيلة هذه الفترة ، لم يبتسم لهم أبدا و لكن الآن ابتسم فجأة؟

كانت غريبة، بالنسبة لوو روشيان ولونغ يوليانغ

نظرتا لبعضهما، وكأن كل واحدة تنتظر من الأخرى لتبدأ الحديث

سألت وو روشيان بنبرة حذرة:

"هل تتذكر ما حدث؟"

أمال تشانغ يونغ رأسه قليلًا ، ثم هزّ رأسه ببطء.

"أنا آسف... لا أستطيع تذكر أي شيء ، ناديتني تشانغ يونغ ، أفترض أن هذا اسمي؟"

"إذا فقدت ذاكرتك"نظرت وو روشيان بعمق نحو تشانغ يونغ

التفت لونغ يوليانغ نحو وو روشيان و سألت"هل هذه من آثار اللعنة؟"

هزت وو روشيان رأسها"هناك احتمال أنها أثرت على وعيه"

رمش تشانغ يونغ عدة مرات قبل أن يلوح بيده في الفراغ أمامه و كان يبدو تعبيره محتارا

"مالذي تفعله؟"سألت لونغ يوليانغ مستغربة

أدار تشانغ يونغ رأسه نحوهما"ألا يمكنكما رؤية هذا؟"

نظرت وو روشيان ولونغ يوليانغ لبعضهما مندهشتين، ثم اقتربت وو روشيان خطوة وسألت بحذر"مالذي تراه؟"

كان تشانغ يونغ لا يزال يحدق في الفراغ أمامه ، حيث ما رآه كان لوحة زرقاء

(تعرضت روح المضيف للضرر بسبب لعنة ، جاري معالجة الإصابات

الوقت المتبقي لعلاج الإصابات

6ي 23س 59د 47ث)

"إنه... أشبه بلوحة شفافة بها كلمات... وأرقام... لكنها تتغير... ماذا يعني هذا؟"

ارتبكت لونغ يوليانغ، وهمست لوو روشيان:

"هل فقد عقله؟ أم أن هذا نتيجة تأثير آخر للّعنة؟"

لكن وو روشيان لم تجب فورًا. كانت تحدق في عينيه بعمق"ربما... فقدان الذاكرة مؤقت ، علينا أن نراقبه و لكننا لا نستطيع البقاء في منطقة قانون الموت ، أثناء بحثي عن الراهب استطعت لمح الجدار الإقليمي"

أومأت لونغ يوليانغ بحزم"إذا دعينا نغادر ، المكان بارد هنا"

بعد عدة ساعات من السير الحذر عبر الأراضي القاحلة، المليئة بالشقوق السوداء وآثار الفوضوية

وصلت المجموعة الصغيرة إلى أطراف الجدار الإقليمي ، حيث ارتفع الجدار الأسود المظلم نحو السماء بدون أن يظهر أي علامات على الإنتهاء

تقدّمت وو روشيان أولاً، ومدّت يدها نحو سطح الجدار ،تردد خافت ظهر للحظة، قبل أن يتبدد، لتتقدّم خطوةً إلى الداخل

في اللحظة التي عبرت فيها، ارتجف جسدها فجأة، وعروقها الروحية اشتعلت كأنها تحترق، ارتفع ضغط لا يُحتمل، جعل الهواء حولها كثيفًا كالحديد

عضّت على شفتيها و نشرت طاقتها الروحية عبر جسدها لمقاومة الضغط و مضت بصعوبة الى الأمام

تبعتها لونغ يوليانغ، وقبل أن تعبر، التفتت نحو تشانغ يونغ و نصحته"حين تدخل، جهّز نفسك الضغط هنا يمكن أن يسحق الشخص تمامًا."

لكن تشانغ يونغ لم يجبها، بل فقط تبعها بهدوء، خطواته ثابتة ، عبر الجدار الأسود بخطوة واحدة، دون أن يتغير تعبيره

شعر بضغط على جسده و لكنه لم يكن كما وصفته لونغ يوليانغ بتاتا ، لم يكن لا يحتمل بل كان أشبه بوضع أثقال فحسب ، لم يكن مريحا و لكن لم يكن صعبا أيضا

"ماذا؟" شهقت لونغ يوليانغ، وقد كانت تسير بصعوبة، تعاند لتمنع جسدها من الانهيار

وو روشيان كذلك نظرت إليه بذهول وهي تبذل جهداً عظيماً لتخطو خطوة واحدة للأمام، بينما هو يسير أمامهما وكأنه يسير في نزهة، تنفّسه هادئ، وعضلاته غير متوترة

تشانغ يونغ أدار وجهه ببطء نحوها، وعلى شفتيه ابتسامة باهتة. "هل هذا المكان خطير؟ لم أشعر بشيء."

تبادلت وو روشيان ولونغ يوليانغ النظرات، وازداد الارتباك في قلبيهما ، كان هو الشخص الوحيد الذي يتجرأ على قول هذا

اقترب تشانغ يونغ منهما، مد يده بهدوء نحو وو روشيان، وقال بصوت منخفض:

"هل أنتما بخير؟ ربما يمكنني مساعدتكما على العبور"

لكن وو روشيان، رغم ألمها، رفعت يدها ورفضت: "لا... لا داعي. نحن بخير."

لم تستطع الإعتياد.على تصرف تشانغ يونغ الطيب بعد ، و الذي جعلها تشعر بنوع من القلق

بمجرد عبورهم الجدار الإقليمي، تبدد الضغط تدريجيًا، واستعاد الهواء حرارته، وإن كان المكان لا يزال قاحلًا

أصوات خافتة، كهمسات خفيفة، راحت تتردد في الفضاء ، كان المكان مملوئا بأصوات الطقطقات متفرقة ،و مع تقدم خطواتهم ، بدأت شرارات برق صغيرة تظهر على الأرض والصخور المحيطة بهم

رفعت لونغ يوليانغ رأسها نحو السماء، فوجدت الغيوم تتجمّع بشكل دوّامي فوق رؤوسهم، تلمع من حينٍ لآخر بضوء أزرق كثيف

"إنه... قانون الرعد..." تمتمت وو روشيان، عيناها تراقبان السماء بتوتر

وفي اللحظة التي نطقت فيها وو روشيان تلك الكلمات، دوى صوت في السماء ، وتبعته صاعقة برق اخترقت الغيوم الدوّامية وسقطت على قمة جبل في الأفق، فحولتها إلى رماد في طرفة عين

"في الحقيقة ، استيعاب قانون الرعد سيكون مفيدا لي و لكن بالنسبة لكما..."قالت وو روشيان و هي تحول نظرتها نحو الإثنين بجانبها

"لدي سؤال ، ماذا يكون هذا 'القانون' بالضبط؟" سأل تشانغ يونغ من خلال عيون طفل بريء لم يرى العالم بعد

"قوة القوانين هي القوة الأساسية والمصدر الأصلي لكل قوة في الكون بأكمله ، عن طريق فهم قوانين الكون ، تستطيع فهم الكون ، و بواسطتها تستطيع السير على مسار معين"شرحت وو روشيان بوضوح

حين شرحت وو روشيان ذلك، ظلّ تشانغ يونغ صامتًا،كان يحدق في السماء، حيث دوّت صاعقة أخرى مزّقت السحب فوقهم، تضيء السماء للحظة قبل أن تظلم

تقدّمت المجموعة بحذر نحو عمق منطقة قانون الرعد. ومع كل خطوة، ازداد تركيز الطاقة الرعدية في الأجواء، تشعر بها تلسع جلدك وتجعلك تتنفس بصعوبة

فجأة توقف تشانغ يونغ عن الحركة ،و عينيه كانت مثبتة على السماء

"ماذا هناك؟ لماذا توقفت؟"سألت لونغ يوليانغ حينما استدارت الفتاتان ناحيته

رفع تشانغ يونغ يده و أشار الى نقطة ضوء في السماء"ذلك الشيء المضيء يبدو قادما ناحيتنا ، يشبه الطائر"

رفعت الإثنتان رأسيهما عاليا، وسرعان ما اتسعت عيناهما بدهشة ، من بين الغيوم الدوّامية، ظهرت أجنحة ضخمة، من البرق الخالص ، تمتد بعرض عشرات الأمتار، تصدر صوت هدير كلما تحركت، جسده كان مغطى بريش فضيّ تومض فيه شرارات زرقاء

"انه تكثف لعلامات قانون الرعد ، مستوى التجلي"لاحظت وو روشيان فورا و أعلمت

انطلقت صاعقة من السماء، وضربت الأرض أمامهم بقوة جعلت الصخور تتناثر، والغبار يندفع في كل اتجاه

أكملت وو روشيان"لا خيار آخر، هذا التجلي سيهاجم أي متطفل يدخل عمق المنطقة سيكون علينا التخلص منه"

فجأة، رفرف النسر بجناحيه، وانطلقت سلسلة من صواعق البرق باتجاههم!

قفزت وو روشيان ولونغ يوليانغ في اتجاهين مختلفين لتجنب الضربة، بينما ظل تشانغ يونغ واقفًا مكانه، والبرق يقترب منه بسرعة مدمرة

سقط البرق على تشانغ يونغ.

دوّي هائل.

الوميض الأزرق غمر المكان، حتى أن عيون وو روشيان ولونغ يوليانغ لم تستطع رؤية ما حدث لوهلة

سحابة من الغبار والشرر الكهربائي انتشرت مع الرياح، وكلتاهما حبست أنفاسها وهي تحدق في مكان الضربة

لكن حين تلاشى الدخان ، كان تشانغ يونغ لا يزال واقفًا

ملابسه احترقت جزئيًا، وبعض أجزاء جلده كانت سوداء من الاحتراق، لكن جسده لم يتفحم

ارتجفت لونغ يوليانغ"مستحيل... جسده تلقى ضربة من مستوى التجلي؟"

النسر البرقي في السماء أطلق هديرًا جديدًا، وشرارات ضخمة تجمعت عند منقاره، يستعد لهجوم ثانٍ.

لكن هذه المرة، لم يتح له الوقت

انطلقت وو روشيان محلقة نحو النسر فوق سيفها الفضي

أرجحت ذراعها بقوة و ارتفعت ذراع سوداء عملاقة من خلفها متأرجحة نحو الطائر

ضربت لونغ يوليانغ بقدميها الأرض و ارتفعت عاليا ،ثم تلوّت النيران حول جسدها فجأة، وارتفعت خلفها ألسنة لهب على شكل طائر عملاق وأرسلت دفعة من اللهب السماوي نحو صدر النسر البرقي

أصدر النسر صرخة قوية و انفجر البرق من جسده من جميع الإتجاهات من حوله

توقفت اللحظة وتثاقل الهواء من حولهم عندما اشتبكت الإنفجارات في السماء

بينما كان يراقب تشانغ يونغ من بعيد ، نظر الى جسده و بدأ بمسح علامات الحرق منه "ملابسي تمزقت.....للأسف كانت جيدة"

لم يستطع تشانغ يونغ سوى الجلوس على الأرض و المشاهدة من بعيد ، لم يكن يستطيع القتال

حتى لو أراد كيف يمكنه ذلك ، كلهم يطيرون و لديهم تلك الحركات و الأضواء المبهرة ، مالذي يمتلكه هو؟

بعد القتال الذي استمر لأكثر من نصف ساعة تمكنت الإثنتان من هزيمة الطائر

2025/05/08 · 15 مشاهدة · 1837 كلمة
نادي الروايات - 2025