بعد قتال الطائر ، أخذت وو روشيان يومين لفهم قانون الرعد في المنطقة ، بالنسبة الى تشانغ يونغ و لونغ يوليانغ ، لم يقوما بالكثير سوى الحراسة و مراقبتها ، منذ أن جسد قانون النار للونغ يوليانغ يمنعها من استخدام أي قانون غير قانون النار

و بالنسبة لتشانغ يونغ....كان فاقدا للذاكرة و لا يمكنه فهم أي شيء لذلك اكتفى بالمراقبة مع يوليانغ

بعد انتهاء وو روشيان من الفهم استمرت المجموعة في التقدم داخل منطقة قانون الرعد حتى مرت ثلاثة أيام أخرى

كانت السماء لا تزال ملبدة بالغيوم الدوّامية، والبرق لا يتوقف عن التلألؤ في الأفق

تشانغ يونغ كان يسير ببطء خلف وو روشيان ولونغ يوليانغ، وقد تمزقت ملابسه القديمة تمامًا، واستبدلها برداء رمادي بسيط أعطته له وو روشيان، لكن آثار الحروق لا تزال بادية على جلده

بعد البقاء ساكنا لهذه المدة ، كان ماتزال ذاكرته سيئة ، لم يستطع تذكر شيء ، لا تقنياته ، لا ممتلكاته و لا حتى اسم شخص مقرب

الأمر أشبه بأنه تم محوها تماما بدون أثر

حاولت وو روشيان تحفيز ذاكرته عدة مرات ، إما عن طريق القتال او محاولة تذكيره بحادث حدث من قبل

لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل

بعد السير لتلك الأيام الثلاثة جلست المجموعة للراحة

كان تشانغ يونغ يراقب السماء بهدوء بينما كان يدوي صوت الرعد

أطلق تشانغ يونغ تنهيدة عميقة "لماذا ما زلت لم أتذكر شيئا"

بهدوء، انتقلت نظرات وو روشيان نحوه، عيناها اللامعتان تحت ضوء البرق كانتا تخفيان نوعا من القلق "لا داعي لكي تشغل بالك ستسعيدها تدريجيا"

تشانغ يونغ لم يرد. ظل يحدق في السماء الملبدة بالغيوم، حيث كان البرق يمزق السماء

"إذا ، كيف كنت؟ رغم أني أعرف أني قد أستعيد ذاكرتي قريبا ، لكن لا ضير من المعرفة أليس كذلك؟" تحدث مع ابتسامة

ابتسمت وو روشيان برقة "حسنا ، لنقل فقط أنك كنت صعب المراس"

ضحك تشانغ يونغ بخفة، تلك الضحكة كانت جافة ، كانت سخرية من نفسه "يبدو أني كنت أسبب مشاكل لمن حولي"

التفتت لونغ يوليانغ و أظهرت ابتسامة هادئة"ليست مشاكل ، حسنا ، ربما واحدة او اثنتين و لكن لم تكن بالشيء الكبير"

ابتسم تشانغ يونغ بخفة مرة أخرى، ثم سحب ركبتيه إلى صدره، وأسند ذقنه عليهما

بعد بضع ساعات من الراحة تم إكمال الطريق و أخيرا وصلت المجموعة الى جدار إقليمي جديد

كان الجدار الإقليمي يقف شامخًا أمامهم كجدار من الضوء الأرجواني ، يمتد بارتفاع لا يمكن رؤيته نهايته

لم يستطع تشانغ يونغ إلا الشكوى "فقط كم هناك من جدار في هذا المكان"

قالت وو روشيان وهي تحدق في الجدار الأرجواني أمامهم:

"هذا هو الجدار الإقليمي لقانون جديد ، بالنسبة لعدد الجدران فلا أحد يعلم بالضبط ، لا أحد يعلم من أنشأ هذا العالم و لكن لا يمكن دخوله سوى مرة واحدة"

نظر تشانغ يونغ إلى الضوء الأرجواني المتلألئ، الذي كان يصدر نبضات خافتة حيث انتشرت شرارات على طوله، وسأل بتردد:

"أي قانون يوجد خلف هذا الجدار؟"

هزت وو روشيان كتفيها بهدوء "لا أحد يعلم ، و لا يمكن لأحد أن يكون متأكدا ، سنعرف الأمر بعد عبوره"

تقدمت وو روشيان أولا، وخلفها لونغ يوليانغ، بينما تشانغ يونغ تبعهم بخطوات مترددة

ثم لمست وو روشيان الجدار قبل أن تختفي تماما داخله

لونغ يوليانغ تبعتها مباشرة، دون تردد، تاركة خلفها تموجات خفيفة على الجدار

أخذ تشانغ يونغ نفسا عميقا بهدوء "كان الأمر سهلا في السابق إذا يجب أن يكون هذا سهلا أيضا"

كان تشانغ يونغ يشعر ببعض التردد ، لم يكن خائفا من أي شيء سابقا ،و لكن الآن كان هناك نوع آخر من القلق داخله

الخوف من المجهول شيء لطالما كان و لا يزال لدى البشر

ثم خطا داخل الجدار و شعر بنوع من الضغط يضغط على جسده ، كانت وو روشيان و لونغ يوليانغ أمامه بخطوات بسيطة أمامه و لكنهما قد بدتا كما لو تحملان جبالا على ظهريهما حيث تقوس الظهر بشكل واضح

خطا للأمام خلفهما ، من الواضح أنه كان يتحرك بشكل أكثر حرية مقارنة بهما و لكن الضغط كان ما يزال على جسده

كان الضغط يتزايد كلما تقدموا داخل الجدار الإقليمي ، و لكنه لم يكن كثيرا بالنسبة لجسد كجسد تشانغ يونغ

بعد فترة ،اجتازوا الجدار بالكامل، انفجرت الرؤية أمام أعينهم ، غمرهم نور ساطع كاد يعمي بصرهم

اضطر تشانغ يونغ أن يغطي عينيه بيده لبعض الوقت حتى اعتادت عيناه على الضوء، بينما كانت وو روشيان ولونغ يوليانغ تحدقان للأمام بدهشة مكتومة

امتدت أمامهم سهول شاسعة، يغمرها ضوء ذهبي نقيّ.

السماء هنا لم تكن ملبدة بالغيوم كما في منطقة قانون الرعد، بل كانت شفافة كالبلور، تتلألأ فيها خيوط ضوئية تتراقص في الأفق.

"هذه... منطقة قانون الضوء..." تمتمت وو روشيان بصوت مبهور.

كانت الأرض مغطاة بعشب بلون ذهبي، وكل نبتة كانت تعكس النور كما لو كانت مصنوعة من الكريستال.

في الأفق، كانت هناك جبل شاهق مشع، كعمود من الضوء يرتفع نحو السماء

"إنه مكان جميل..." تمتمت لونغ يوليانغ بدهشة

"هممم؟" شعر تشانغ يونغ للحظة بشعور غريب أشبه بشعور الألفة

تقدم تشانغ يونغ خطوة إلى الأمام، وعيناه تلمعان بانعكاس الضوء الذهبي ، بعد ذلك تقدم أكثر ، و في اللحظة أصبح متأكدا بدأ يسير بلا توقف

"الى أين انت ذاهب؟" سألت وو روشيان بحيرة

التفت تشانغ يونغ نحوها"ألا تشعرون بهذا؟"

"هل تشعر بشيء؟" لن تستطع لونغ يوليانغ إلا السؤال

توقف تشانغ يونغ لوهلة، وأدار رأسه نحوها، نظراته أصبحت أكثر وضوحا "أجل ، و أظنه شيئا جيدا لنذهب بسرعة" و انطلق راكضا

لم تنتظر وو روشيان ولونغ يوليانغ كثيرًا، تبادلتا نظرة سريعة قبل أن تتبعا تشانغ يونغ

تقدمت المجموعة بسرعة خلف تشانغ يونغ، الذي كان يسير بحيوية ، كانت خطواته خفيفة

مرت ساعات و شعر تشانغ يونغ بأنه يقترب أكثر ، كانوا بالفعل قد تجاوزوا الجبل الذي لاحظوه في البداية

تقدموا حتى وصلوا عند عتبة هضبة صغيرة لمعت عينا تشانغ يونغ "لقد اقتربنا!" على الفور صعد فوق الهضبة

صعد تشانغ يونغ فوق الهضبة بخطوات متسارعة و أول ما لمحه كان ثلاث ظلال بشرية

توقف تشانغ يونغ فجأة، عينيه تركزت بلا وعي على أحدهم

شاب طويل القامة، ذو شعر أسود طويل وعينين سوداوين ، كان لديه أنف حاد و كان يرتدي رداء أبيض

بينما فتاتان تقفان بجانبه ، كان لكلتيهما جوهر أنيق لا يليق إلا بالأرستقراطيين

بقي تشانغ يونغ يحدق بهم، قلبه يخفق بقوة غريبة، كما لو كان يعرف ذلك الشاب ، لكنه لا يستطيع أن يتذكر من هو

"هذا..." تمتمت وو روشيان وقد اتسعت عيناها "إنها الأخت الكبرى يان"

بينما لونغ يوليانغ شهقت بخفوت"رويان!"

"تعرفانهم؟" سأل تشانغ يونغ وهو يلاحظ تعابيرهم المتغيرة

نظرت كلتيهما الى الأخرى و تذكرتا مشكلة تشانغ يونغ ، ثم شرحت وو روشيان له الوضع باختصار

بعد ذلك ، تشانغ يونغ لم يعلّق، كان مشوشًا بشكل واضح

بدون انتظاره سارت كل من لونغ يوليانغ و وو روشيان أمامه نحوهم

"اممم"تمتم تشانغ يونغ قليلا قبل أن يضيف "هل من الممكن لكم....شرح الموقف لهم قبل أن أذهب؟ سيكون الأمر أسهل بهذه الطريقة"

...تبادلت وو روشيان ولونغ يوليانغ نظرة صامتة، قبل أن تومئ وو روشيان بخفة وتقول:

"حسنًا، اترك الأمر لنا."

راقب تشانغ يونغ بصمت بينما تقدمت الاثنتان نحو الثلاثة الواقفين بعيدا نسبيا ، بدا أنهم يتبادلون عبارات سعيدة و يبتسمون ، لدرجة أن تشانغ يونغ شعر للحظة أنه لا ينتمي إليهم ، بعد كل شيء لم يكن هو نفسه من عرفوه

بعد برهة كانت وو روشيان قد أشارت إليه من بعيد حيث توجهت نظرة سو مينغ ناحيته

لوح سو مينغ لتشانغ يونغ من بعيد ، و لكن بعد ذلك بدا أن وو روشيان قد قالت شيئا جعلت تعبيرات البقية تغيرت

تغيرت تعبيرات سو مينغ بعد حديث وو روشيان، بدا وكأنه مصدوم، ثم تلاها تعبير غريب من جيانغ رويان، أما ليو يان فقد نظرت لتشانغ يونغ نظرة طويلة وصامتة

ثم بعد ذلك أشارت له وو روشيان للإقتراب منهم

حين اقترب أكثر، وقف على بعد خطوات منهم، وصمت ساد الجو للحظات

كان سو مينغ يحدق فيه بثبات، صدمة لا تزال عالقة في ملامحه"تشانغ يونغ..." تمتم باسمه بشكل متردد.

فرك تشانغ يونغ رقبته ونظر بعيدًا للحظة"آسف، أعتقد أن وو روشيان أخبرتكم بالفعل، لقد فقدت ذكرياتي... لذا أنا آسف....لا أستطيع أن أتذكر أيا منكم"

أومأ سو مينغ ببطء،كان تعبيره غير قابل للقراءة"لا بأس ، لا داعي لتقلق بشأن الأمر متأكد ستستعيد ذاكرتك"

ابتسم تشانغ يونغ بهدوء ، كان النتيجة مختلفة عما تخيلها بالضبط "شكرا لك"

لم تستطع ليو يان إلا الإبتسام بسخرية "هاه ، يبدو أنك حقا فقدت الذاكرة ، لم يسبق لي أن سمعت تشكر أحدا بهذه الطريقة"

قالتها ليو يان بهذه الطريقة لتلطيف الأجواء ، كانت ابتسامتها الساخرة مجرد واجهة في هذه اللحظة لما كانت تشعر به في داخلها

ثم حولت ليو يان نظرتها نحو وو روشيان و لونغ يوليانغ "مع ذلك ، أنتما لم تحاولا استغلال وضع أخي الصغير اللطيف أليس كذلك"كان عينيها تلمع مع تهديد ، و ابتسامتها لم تجلب أي راحة

هزت كل منهما رأسها على عجل"بالطبع لا لن نفعل شيئا" حاولت وو روشيان الهروب من الإشتباه

"ص-صحيح ، لن نقوم بإستغلاله على الإطلاق"أمائت لونغ يوليانغ بشكل متتابع

نظر تشانغ يونغ بغرابة للموقف قبل أن يهمس لسو مينغ "هل كان الوضع دائما هكذا؟"

لم يستطع سو مينغ إلا أن ينظر بسخرية"أجل بعض الشيء ، لكن الأمر كان أسوأ بدرجات بالنسبة لكلينا"

لم يستطع تشانغ يونغ إلا أن يطلق ضحكة خفيفة ، كان هذا الجو أشبه بجو عائلة بدلا من قول مجرد رفاق

ثم حول تشانغ يونغ نظرته نحو سو مينغ و تمتم"هل… كنا قريبين؟"

أومأ سو مينغ بينما حول نظره بعيدا "حسنا ما عدا عندما نتشاجر ، أجل كنا مقربين الى حد ما ، على الأقل ، اختبرنا الحياة و الموت معا و كنا حتى نسخر من بعضنا البعض"

ابتسم تشانغ يونغ بخفة، لكن تلك الابتسامة كانت ممزوجة بشيء من المرارة"سأستعيدها...لا يجب أن أستعيدها"

بعض الإستجماع مع بعضهم البعض ، قررت المجموعة الإكمال و استكشاف المكان

بدون شيء كدورة الليل و النهار لم يكن هناك وقت معين للتوقف ، فقط عندما يشعر الجميع بالتعب يقومون بالراحة

بينما كانت خطواتهم تتابع على العشب الكريستالي، قال سو مينغ فجأة:

"من الأفضل لنا أن نتعمق قليلا حيث ستكون طاقة قانون الضوء كثيفة قبل التركيز على فهمها في المكان"

أومأ الجميع بالموافقة، وبدأوا بالتحرك بتناسق داخل الأعشاب الذهبية المتلألئة.

كانت خطواتهم تخلف آثارًا ضوئية لحظية تختفي بسرعة

بينما هم يتقدمون، بدأت طاقة قانون الضوء تصبح أكثر كثافة بشكل واضح، فقد بات الهواء من حولهم ينبض بخيوط من الضوء النقي

بعد التجول لفترة اتخذت المجموعة منطقة منبسطة كمقر بسيط

و تم تقرير ، حيث سيتأمل الجميع باستثناء تشانغ يونغ و لونغ يوليانغ في قانون الضوء و استيعابه

تراجع تشانغ يونغ بهدوء وجلس من على مسافة، يراقب من بعيد الآخرين وهم يدخلون في حالة التأمل

"ما زلت لم أفهم هذا الشيء المتعلق بفهم القوانين ، على أية حال ليس كما لو أن لي أي فائدة"تنهد تشانغ يونغ بشكل طويل قليلا

وضع اصبعه في الأرض و بدأ بالرسم لقتل الوقت ، حيث كان سيأخذ هؤلاء الرفاق وقتا طويلا للفهم

ثم رفع رأسه ناحية لونغ يوليانغ التي كانت على الجانب الآخر ، و التي كانت قد جلست بوضعية اللوتس و كانت تتأمل

لم يكن يعلم أن السبب وراء ذلك هو شعورها بالضعف ، لذلك كان قرارها هو بذل جهد مضاعف في التدريب

"الجلوس و إغلاق العيون ، أنتم مملون يا رفاق" حول تشانغ يونغ نظره و عاد الى رسم الخربشات على الأرض

بعد مرور فترة يوم كامل لم يستطع تشانغ يونغ تحمل الملل و قرر النهوض و استكشاف المنطقة

ثم فجأة ظهرت نافذة زرقاء أمام أعينه

(اقتربت فترة علاج المضيف من الإنتهاء

الوقت المتبقي

0ي 0س 10د 0ث)

نظر تشانغ يونغ الى النافذة بتعجب"همم؟ ماذا يعني هذا؟"حول تشانغ يونغ نظره للمجموعة و أراد سؤالهم عن شيء لكنهم كانوا ما زالوا مشغولين "لا يهم ، سأسأل لاحقا،سأذهب الآن للتجول"

مشى تشانغ يونغ في اتجاه عشوائي ،بعد برهة ، جائت رياحة خفيفة قامت بتحريك شعر تشانغ يونغ حيث تمايل مع مهب الريح

'تعال الى هنا'صدر فجأة صوت في أذني تشانغ يونغ بهدوء

استدار خلفه و لكن لم يكن هناك أحد، و لم يتحرك أحد من الرفاق، لكنه كان متأكدا من أنه سمع شيئا

'على بعد خمس مئة متر من هنا. تعال لمقابلتي'ظهر الصوت مرة أخرى لتشانغ يونغ

شعر تشانغ يونغ بقشعريرة تسري في عموده الفقري،وارتفعت حواسه فجأة، نظر حوله بحذر

مع ذلك طبق تشانغ يونغ ما يقوله الصوت

2025/05/12 · 13 مشاهدة · 1918 كلمة
نادي الروايات - 2025