كان ذلك يومًا ممطرًا، هطلت فيه الأمطار بغزارة، وغطت السماء سحب قاتمة، كان هناك منزل قديم مبني بالطوب الأحمر، يقع في مدينة لوفنغتون، كان المنزل محاطاً بحديقة من الزهور ،كان المنزل بسيطاً، لكنه كان مريحا

في غرفة المعيشة الصغيرة في المنزل، جلس زوجان عجوزان على الأريكة يقرآن الكتب ، بينما كان طفل صغير يلعب على الأرض. كان الزوجان العجوزان في السبعينيات من عمرهما، وكانا يتمتعان بمظهر صحي وسعيد. كان الرجل العجوز طويل القامة وذو شعر أبيض كثيف,، وكانت المرأة العجوزة متوسطة القامة وذات شعر بني فاتح. كانا يرتديا ملابس بسيطة، لكنها نظيفة ومرتبّة.

كان الطفل الصغير في الثامنة من عمره، وكان يتمتع بمظهر بريء وسعيد. كان شعره أسود وقصيرًا، وكان يرتدي سروالا وقميصًا أبيض. كان جالسا على الأرض يلعب بلعبة سيارة

فجأة، رن الهاتف. رفع العجوز رأسه من الكتاب، ونظر إلى الهاتف الذي كان يرن على المنضدة بجانبه.

رفع سماعة الهاتف وقال: "مرحبًا؟"

"مرحبًا، هل معي أقارب السيد هيجاي هيروكو. ؟"

"نعم أنا والده

"أنا طبيب من مستشفى سينداي . أنا أتصل بك بشأن ابنك وزوجته "

قال بصوت مرتجف: "ماذا حدث لهما؟"

"أصيبا في حادث مروري على الطريق السريع ،وهما الآن في العناية المركزة "

لم يستطع العجوز أن يصدق ما سمعت. لقد أصيب ابنه بحادث سيارة؟ كيف يكون هذا ممكنا ؟

"هل هو بخير؟" سأل بصوت عالٍ.

"نحن لا نعلم في الوقت الحالي"

أجاب العجوز الهاتف:"حسنا أنا قادم "

أنزل الرجل العجوز الهاتف و سألته زوجته التي كانت تستمع بقلق، "ماذا حدث؟ ماذا قالوا؟"

"ابننا وزوجته أصيبا في حادث مروري وهما في العناية المركزة. أحتاج أن أذهب إلى المستشفى فورًا."

تأخذ الزوجة نفسًا عميقًا وتقول، "نحن سنذهب معك. سنصلي من أجل شفاءهما."

سرعان ما ترتب العائلة للذهاب إلى المستشفى. كانت السيارة تسير بسرعة على الطريق السريع، وكان الجو ممطرًا ومظلمًا. كانت العائلة تشعر بالقلق والخوف، لكنهم كانوا مصممين على أن يكونوا قوة دعم لبعضهم البعض.

وصلوا إلى المستشفى وتوجهوا مباشرةً إلى وحدة العناية المركزة. هناك، رأوا ابنهم وزوجته ملقيين على الأسرة، يتلقون العلاج. كانوا يبدون مصابين بجروح خطيرة، ولكنهم كانوا يتلقون الرعاية اللازمة من الأطباء والممرضات.

جلس العجوز بجوار ابنه وأمسك يده بلطف. "يا إلهي، أنا آسف جدًا لما حدث لكما. سأبقى بجانبك حتى تستعيد قوتك."

أخذ الزوجة العجوز مقعدها بجوار زوجة إبنها المصابة. "أنت قوية، ستتجاوزين هذا"

بعد وقت قليل جاءت ممرضة تخبرهم أن يتركو المريضين يرتاحان فحالتهما ليست مستقرة في الوقت الحالي

خرج الزوجان من الغرفة مع الولد الصغير،كانت ملامح القلق بادية على وجهه الصغير

فجأة أسرع كل الأطباء للغرفة،كان الزوجان العجوزان والطفل ينتظرون بقلق في القاعة. بعد وقت قصير، خرج الطبيب الرئيسي من الغرفة و على وجهه ملامح الحزن والأسى.

"لقد توفي المريضان،أنا آسف على خسارتكم"

صدم الزوجان والطفل من هذا الخبر المروع. كانوا يشعرون،

بالحزن العميق والصدمة، بعد أن أدرك الطفل الصغير أنه لن يرى والديه مرة أخرى ،جائته مجموعة من المشاعر المختلطة من الحزن والغضب والصدمة كان الطفل يشعر بالحزن الشديد لفقدان والديه، وكان يشعر بالغضب لأن حياته تغيرت بشكل كبير ولم يكن هناك أحد يقدم له الدعم والحب كما كان يفعل والديه. كان يشعر بالصدمة لأنه لم يكن يتوقع أن يحدث شيء مثل هذا.

لمح جده وجهه الحزين ، فتوجه وعانقه بقوة

"سأعتني بك ،ناوتو "

وسط الدموع المنهمرة، شعر الطفل بالدفء والحنان الذي يقدمه جده. كان يشعر بالأمان والراحة بجانبه.

في يوم الجنازة، كان الطفل يقف بجوار قبر والديه. كانت الدموع تنهمر من عينيه وقلبه مليء بالحزن والألم. كان يشعر بالوحدة الشديدة والفراغ الذي تركه رحيل والديه.

كانت الجد يقف إلى جانبه، يمسك يده بقوة ويقدم له الدعم العاطفي. كانت يشعر بالألم نفسه، لكنه كان قويا وثابتا لأجله. كان يحاول أن يبقى قوية أمامه، لكي يشعر بالأمان والحب.

بينما كان الطفل يشاهد نعش والديه ينزل إلى القبر، شعر بالصدمة والأسى العميق. كان يعلم أن حياته لن تكون كما كانت من قبل، وأنه سيفتقد والديه كثيرًا. لكنه أيضًا شعر بالعزم الذي اكتسبه من دعم الجد و حنانه

بعد ذلك كفل الجد حفيده و بالرغم من أن وكالة التأمين قالت بأن لهم مبلغا شهريا ،إلا أن الجد قرر بأن يحتفظ بالمال من أجل حفيده عندما يكبر ،

قرر ناوتو أن بعد عودته للمدرسة سيدرس بجد ، و سيعمل بكل قوته لتحقيق أحلامه وتحقيق توقعات جده. سيحافظ على ذكرى والديه وسيستخدمها كمصدر إلهام له للوصول إلى النجاح. سيكون لديه هدفًا واضحًا في حياته، وهو أن يصبح قويًا مثل جده.

--------------------------------------

مرحبا ، هذا أول فصل لهذه الرواية قد لا أنزل فصولا لفترة لكوني مسافرا لكني سأستمر بالكتابة

2023/09/03 · 2,031 مشاهدة · 703 كلمة
نادي الروايات - 2025