بعد ثلاثة أشهر
فتح تشانغ يونغ عينيه بهدوء و كان الجميع قد انتهى بالفعل
و وصل تشانغ الى مكاسب جيدة"وصل قانون النار الى المستوى السادس ، اتقاني له تفوق على قانون الجليد لكن"
بدأ تشانغ يونغ بالتفكير حول المرة عندما امتص كريستالة الجليد ، ظن أنه سيرى مشهدا مشابها و لكنه رفع آماله بدون أي فائدة
مع ذلك هز رأسه بهدوء'لا يجدر بي محاولة إجبار الأشياء هذا لن ينفع'
نهض تشانغ يونغ من وضعية التأمل، ثم نظر إلى رفاقه واحداً تلو الآخر
"حسنا ، بما أن تشانغ يونغ قد انتهى و الجميع قد حظى بقسط من الراحة ، أرى أن علينا التحرك الآن نحو منطقة جديدة"قالت ليو يان بصوت حاسم
ساد صمت قصير، ثم أومأ الجميع برؤوسهم بثقة
تقدمت المجموعة بهدوء و عبرت الأراضي البركانية
في تلك الفترة كان تشانغ يونغ مشغولا بعض الشيء 'يوني ، عليك شرح بعض الأشياء'
(أعرف ما تفكر فيه ، و لكن الأمر مختلف)
'عالم الحدود السماوية ، اهو نفسه عالم الإختبار'
(نعم و لا ، عالم الإختبار هو أيضا مجرد نسخ محرف من العوالم ، هذا العالم مختلط ، لذلك هناك احتمال بكونها مصادفة)
'يوني هل هناك علاقة بين صانعك و هذا المكان'
كان هذا السؤال الأكثر حيرة في عقل تشانغ يونغ ، حتى الآن ، لم يسأل يوني يوما عن صانعها ، لأنه عرف بأنها لن ترد على هذا السؤال
و لكن الآن أصبح يشك ، ليس كما لو أن شيئا سيتغير لو عرفت
(أستطيع أن أضمن أنه لا علاقة بينهما)
بينما واصلوا التقدم وسط الصخور المتشققة و البخار المتصاعد من الشقوق الأرضية، كان الجو مليئًا بالصمت، سوى من أصوات خطواتهم التي تتردد على الأرض المحترقة
بعد فترة ظهر جدار ضخم أحمر يمتد بلا حدود نحو السماء ، كانوا قد وصلوا الى الجدار الإقليمي لقانون النار
قالت ليو يان وهي تضع يدها على الجدار: "هذا هو الجدار الإقليمي... لم أتوقع أن نصل إليه بهذه السرعة."
شقت المجموعة طريقها عبر الصدع بصعوبة، وعندما اخترقوه، شعروا وكأنهم يُسحبون عبر نفق من الضوء
كان الأمر غريبا لأنها كانت مرتهم الأولى في حدوث هذا
سقطةا واحدًا تلو الآخر على أرض صلبة. لكن هذه المرة، ، كان المكان مختلفا
كانت السماء زرقاء مزينة بالنجوم ، و كانت الأرض صخرية رمادية و ظهر ضوء قمر بنفسجي في السماء و جبل أسود في المقدمة يرتفع من قمته عمود ضوء فضي
وقف الجميع بذهول أمام المنظر الجديد. لم يكن أحدهم يتوقع أن ينتقلوا إلى بيئة بهذا الاختلاف الجذري
قالت جيانغ رويان وهي تنظر إلى السماء البنفسجية باندهاش:
"لم أرى هذه المنطقة من قبل ، أي قانون هذا"
رفع تشانغ يونغ نظره و باستخدام عينه السماوية ، نظر الى علامات القانون في السماء قبل أن تتسع عيناه"هذا!....انه قانون الروح"
"قانون الروح؟" قال سو مينغ وهو يتقدم بخطوات بطيئة، "وفقا لكلام المعلم ، لا أحد يستطيع فهم الذي بلا هيئة ، إذا ألا يجب أن تكون المنطقة بلا هيئة؟"
أومأت وو روشيان وهي تعقد ذراعيها، "الأمر حقيقي أن لا أحد يستطيع فهم الروح التي بلا هيئة ، و لكن أشياء كالمشاعر و الإرادات ، ليس لها شكل لكن لها وجود ، في تلك الحالة هل يمكن حقا دعوة الروح بأنه لا شكل لها ، بعد كل شيء ، جسد الإنسان هو كوعاء للروح و السوائل تتخذ شكل وعائها، لذلك من السهل قول أن لها شكل بينما ليس لها شكل"
شعر تشانغ يونغ بقشعريرة تمر عبر جسده عند ذكرها لهذا الكلام و لكنه رتب أفكاره بهدوء
سارت المجموعة نحو الجبل كوجهة أولية
"هذا المكان يشعرني بعدم الإرتياح"قالت لونغ يوليانغ بينما اقشعر جسدها قليلا
وعند منتصف الطريق تقريباً، سمعوا صوت نحيب خافت بدا أنه قادم من المقدمة ، بشكل أدق ، قادم من الجبل نفسه ، و كلما اقتربوا تعالا الصوت أكثر
كان النحيب أشبه بآهات ألف روح تائهة ، كل واحد يصرخ ليعود للحياة من أعماق جحيم لا قاع
توقفت لونغ يوليانغ فجأة، ووضعت يديها على أذنيها، أنين الألم في وجهها واضح"هذا الصوت... لا أستطيع احتماله..."
أمسكت وو روشيان بذراعها، حافظت على هدوئها الظاهري، لكن عينيها كانتا تلمعان بجِدية"لا تتراجعي، ان فعلت سيصبح الوضع أسوأ"
قال سو مينغ بصوت متحشرج وهو يسير بجانب تشانغ يونغ "هذا....مؤلم ، انه مؤلم للغاية"
نظر تشانغ يونغ الى البقية قبل أن تلمع طاقته العقلية و اشتعلت شعلة طاقة عقلية نقية على جبهته و على الفور نشر وعيه الروحي حول الجميع "يجب أن يعمل هذا لفترة من الوقت"
تحت الحماية المؤقتة التي نشرها تشانغ يونغ، استطاع الجميع استعادة بعض من توازنهم العقلي، لكنهم لم يكونوا بخير تمامًا
ومع كل خطوة يخطونها نحو الجبل، كان النحيب يزداد تمزقًا
عند الوصول الى سفح الجبل ، كان هناك ما يشبه النفق يمتد الى داخل الجبل عميقا
داخل النفق، كان الضوء البنفسجي يتسلل من الشقوق الصخرية بطريقة مريبة، وأصوات النحيب باتت وكأنها صراخ آلاف الأرواح في آنٍ واحد، ممزوجة بأصوات بكاء أطفال، أنين عجائز، وصراخ محاربين يحتضرون.
بعد التقدم أكثر ، وصلوا الى ما هو أشبه بقاعة بجدران كريستالية بنفسجية ، و لكن الأكثر رعبا كان أن هناك صورا و ضربات على الحائط
كانت أشباحا
كانت أشباحًا بوجوه مشوهة و معذبة ، البعض عينه مقتلعة ، و الآخر مفقود الأذرع ،بعضها يصرخ في صمت، وبعضها الآخر يضرب بأيديه الشفافة على الجدران وكأنه يحاول الهروب
تقدّمت المجموعة بصمتٍ ثقيل، لم ينبس أحدٌ بكلمة، حتى صوت خطواتهم بدا وكأنه يُبتلع داخل تلك القاعة الكريستالية البنفسجية.
وبدون سابق إنذار، انطفأ الضوء البنفسجي لوهلة، وخيم الظلام التام
"لا... لا أستطيع الرؤية!" صرخت جيانغ رويان بينما أمسكت بذراع لونغ يوليانغ بشدة
رفع تشانغ يونغ يده بسرعة و أطلق لهب الشمس العظيمة من يده و قام بالإضاءة
عند القيام بذلك كان يقف خلف لونغ يوليانغ شكل طيفي
كانت فتاة ترتدي بذلة زهور مبطنة كانت قدماها صغيرتين بشكل مضحك ، كان لديها رأس عريض و فمان مفتوحان في اتجاهين مختلفين و أربعة أعين مع حدقة سوداء و بؤبؤ عيون حمرا مخيفة ، و كان وجهها أبيضا ، جسدها يشبه البالون
"ابتعدي!" صرخ تشانغ يونغ و أطلق لهب الشمس العظيمة نحو الشكل الطيفي مما جعله يتلاشى مؤقتًا في صرخةٍ مدوية، لكنه لم يختفِ بل تراجع بعيدا
"هذا المكان ليس طبيعيا..." تمتم سو مينغ بينما التقط أنفاسه بصعوبة، قطرات العرق البارد تنزلق على جبينه
"انها هنا.....انها هنا!.....الطعام هنا!"هتفت الفتاة بينما كانت تطير في أنحاء القاعة
عندما هتفت ، توقفت كل أشكال الطرق و النحاب و الصراخ ، كل الأنظار توجهت نحو شخص واحد ، كان ذلك تشانغ يونغ
"اوه.....تبا"لعن تشانغ يونغ بينما اسودت تعابير وجهه "اركضوا!"
لكن صوته كان متأخرا ، إذ بدأت الأرض تهتز، والجدران تتشقق، وخرجت عشرات الأرواح الأخرى من الكريستالات ، وتدفقت منها أطياف لا تُعد ولا تُحصى، تطفو في الهواء وتدور كإعصار مظلم يتجه مباشرة نحوهم
تبددت ألوان القاعة البنفسجية تدريجيًا إلى رمادية ميتة، وكأن الحياة تسربت منها، وبدأ الضباب الأسود ينتشر من الزوايا
امتدت يد طيفية من الضباب و أمسكت بكاحل جيانغ رويان، سحبتها بقوة فسقطت على الأرض صارخة
لكن وو روشيان قفزت بسرعة وقطعت اليد بطلقة برق سريعة أطلقته، مما جعل الروح تتراجع وهي تصرخ بغضب
استدار تشانغ يونغ نحو سو مينغ "سو مينغ ، الأشباح تعتبر من الأرواح الشريرة ، البرق لديه أفضلية عليها!"
فهم سو مينغ على الفور إشارة تشانغ يونغ"حسنا!"
رفع سو مينغ يده و أطلق لهب ملكة البرق في جميع الإتجاهات
اندلع وميض هائل من البرق من يد سو مينغ ، لهب ملكة البرق مزق الهواء واصطدم بالأرواح المتدفقة، فاحترقت صرخاتها وهي تتبخر في دوامات الدخان الأسود.
لكنّ عدد الأرواح كان كثيرًا، وكلما احترقت واحدة، خرجت أخرى من الكريستالات، وكأنهم دخلوا خلية موت لا تنتهي
(تم اكتشاف وجود تشي الموت في المكان ، تم زيادة قدراتك القتالية المتعلقة بالموت)
ارتجف حاجب تشانغ يونغ عند سماع الإشعار، تشي الموت؟ في هذا المكان؟
لحظة ، أليس الأشباح تنشأ بعد الموت ؟ ربما بمكن امتصاصهم
توقفت خطوات تشانغ يونغ بينما ظلال رفاقه تمر بجانبه مسرعة ،ثم استدار ناحية الأشباح رفع يده اليمنى ببطء
كف الإمتصاص!
مع ذلك استمرت الأشباح بالتقدم نحوه و لم يكن هناك أدنى أثر على أنه يتم شفط الأشباح
حتى اقتربت الأشباح على بعد ميليمترات منه و قفز للخلف و بدأ يركض خلف البقية "تبا تبا تبا هذا ليس وقت التصرف ببطولية ، لما لم يعمل!"
ركض تشانغ يونغ بكل قوته، وصوت الأرواح خلفه كعواء ذئاب في منتصف الليل
فجأة، سمعوا صوت ارتطام هائل خلفهم، وكأن جبلاً آخر سقط. توقفوا، استداروا... ورأوا شيئًا لم يكن ينبغي أن يُرى
في عمق القاعة، حيث تلاشى الضوء واندمج الظلام مع النحيب، تجمعت الأشباح
واحدة تلو الأخرى، ذابت الأشباح في نقطة واحدة، تتحول إلى خيوط دخان أسود وأرجواني. دارت تلك الخيوط حول بعضها كدوامة
ثم ، خرج شيء
وحش هائل، يفوق حجم أي مخلوق عرفوه، مكوّن من آلاف الأرواح المعذبة.
كان له وجوه بشرية ممزقة رؤوس متعددة، وصرخات لا تنتهي تخرج من كل واحدة منها
له ستة أذرع، كل واحدة تحوي عشرات الأيدي الشفافة، و كل رأس تميزت بتعبير خاص من وجه طفل باكٍ إلى شيخ ميت، إلى محارب صارم، الى امرأة مبتسمة
صرخ الوحش، صرخة دوّت في الجبل كله، فاهتزت الجدران وسقطت بعض الصخور، وقذف الإعصار الروحي موجة طاقة سوداء أرجوانية اجتاحتهم
أطلق تشانغ يونغ لهبي الشمس و القمر للتصدي للهجوم
"لن أصمد طويلاً!" صرخ بينما الدم يتدفق من أنفه
رفع سو مينغ يده و أطلق لهب ملكة البرق داعما بذلك تشانغ يونغ
"نحتاج الى الوصول الى جانب الآخر!"قال سو مينغ بينما رفع يده، وأطلق وميضاً هائلًا من البرق
"هناك طريقة!" تمتم تشانغ يونغ، ثم نظر بسرعة إلى سو مينغ، "سو مينغ، هل تستطيع إرسال البرق بشكل مركز؟ على رأسه، مباشرة، دون أن ينتشر."
"فهمت!" رد سو مينغ على الفور، وهو يرفع يده ليقترن برق ملكة البرق مع تركيز هائل، مُوجهًا إياه إلى رأس الوحش مباشرة.
لكن في اللحظة التي انطلقت فيها الشعاع الكهربائي نحو الوحش، تفجرت هالة مظلمة من حوله، وابتلع الهجوم بشكل غريب،
"ركضوا، الآن!" صرخ تشانغ يونغ، ورفع يده مرة أخرى، بينما تجمع لهبا الشمس و القمر في كلتا يديه
على الفور انطلق الجميع للركض بينما بقي تشانغ يونغ هناك
مختبئ في الظلام ، ضائع من النور ، في أظلم الليالي و ألمع الأيام ، أشعة ذهبية تظلل الليل،و ضوء أبيض يخيم على العالم ، تحت السماء و فوق الأرض، لن يفلت أحد من نظري ،تصادم الأجرام، ويصبح الاثنان واحدا، الحركة المطلقة المزدوجة للهب الشمس و القمر-حكم السماء السرمدي
للحظة بدا أن الوقت تجمد، ثم، ظهرت شمس ذهبية وقمر فضي في السماء، يدوران في تناغم غريب
تحرك الاثنان ببطء نحو بعضهما البعض بدآ بالدوران ملاحقين بعضهما البعض ، وبمجرد أن التقيا، انفجر الضوء في كل الاتجاهات، ليملأ المكان بنور ساطع قاتل
انطلق الجرم المندمج نحو الوحش بسرعة مذهلة، ضغطت الهواء و كل شيء في طريقها
كان الضوء مهيبًا لدرجة أن جميع الأرواح الشيطانية حولهم اهتزت
في اللحظة التي اندفع فيها الجرم المندمج نحو الوحش، ارتجت الأرض مرة أخرى، وأصبح الظلام محاصرًا لهم، حتى أن الأفق حولهم بدأ يتشوه. لكن الوحش لم يتأثر
بدلًا من ذلك، ظهر ظل مظلم يتجسد في وسط انفجار النور، حيث بدت الخيوط السوداء والأرجوانية تلتف حول نفسها، محاولًا امتصاص الضوء الذي يقترب
في هذه الأثناء كان قد وصل البقية الى النفق المؤدي إلى الجانب الآخر حيث تضاءل الضوء بشكل تدريجي، ليختفي في النهاية وراءهم
"تشانغ يونغ! فلتأتي بسرعة!"نادت ليو يان من بعيد
تشنج جسد تشانغ يونغ لحظة سماعه لنداء ليو يان، لكن لم يكن لديه الوقت للتفكير ، استدار و بدأ في الركض
"لن أستطيع الصمود طويلاً!" تمتم وهو يشعر بقوته العقلية المتبقية تتلاشى ، استهلك استخدام اللوتس سابقا و الحركة القاتلة للهبين معظم طاقته العقلية
و هذا الوحش الذي بدا انه امتص كل هجمة قام بإلقائها ، ببساطة لم يكن بالإمكان سوى الهرب
سمع تشانغ يونغ صوت ضوء البرق يهز المكان كله. كان سو مينغ قد أطلق شعاعًا جديدًا من البرق المركز، لكنه لم يكن كافيًا
"أسرع!" صرخ سو مينغ مرة أخرى، محاولًا إطلاق هجوم آخر و شراء الوقت لتشانغ يونغ
رفع الشبح ذراعه الطيفية المكونة من آلاف الأيادي و هاجم تشانغ يونغ بسرعة قبل أن يهرب ، من الواضح أنه لم يرد منه عبور الممر
نزلت الذراع بقوة ، ثم استدار تشانغ يونغ و لمع لهب الإبتلاع الشيطاني في يده
الإبتلاع!
انطلقت دوامة من اللهب الأرجواني القاتم من يد تشانغ يونغ ، ارتجف الهواء، وانكمشت الأرواح الطيفية القريبة للحظة
الذراع الطيفية التي هاجمته بدأت تتآكل عند الحواف، وانكمشت ببطء، لكنها لم تتوقف بالكامل.
قاومت، تزأر بصرخات الأرواح المتعددة في داخلها، وتدفع بقوة ضد دوامة اللهب.
الدوامة نجحت، لم تلتهم الذراع كلها، لكنها مزقتها بما يكفي لتوقفها مؤقتًا
اندفع تشانغ يونغ للمقدمة ، و قفز بسرعة للجانب الآخر ناحية رفاقه
على الفور دفع سو مينغ و وو روشيان ألواحا صخرية موجودة في الجانب مما أغلق المدخل الذي دخلوا منه
++++++++
هكذا نكون وصلنا إلى مئويتنا الثانية ، ووهوو