وقف تشانغ يونغ في المساحة البيضاء الفارغة ، وكان الصوت الوحيد الذي سمعه هو صوت عجوز تردد من حوله

استدار ببطء نحو مصدر الصوت

"أنظر الى نفسك ، هل كنت دوما بهذا الضعف"

تحدث الشكل مرة أخرى ، حيث مر صوته عبر المساحة بأكملها

استدار تشانغ يونغ ببطء ليجد رجلاً عجوزا يقف على بعد خطوات

كان مظهره مثيرًا للشفقة - عينان غائرتان تحملان وهج حياة طويلة من المعاناة ، بدت فارغة من الحياة تقريبا

لحية قصيرة غير مهذبة، وجسدٌ منحني بظهر متقوس ، لكن ما أثار الرعب في قلب تشانغ يونغ كانت الملامح على وجهه ، كان لديهم وجوه متشابهة الفرق كان أن وجهه كان أكثر عجزا و كبرا في العمر ، مع تجاعيد

"أنا...من المستقبل؟" همس تشانغ يونغ، وصوته يكاد يختنق في حلقه

لقد كان محقا ، ينبوع التناسخ يظهر الماضي و الحاضر و المستقبل ، بعد أن شاهد الأولين ، تبقى أن يرى المستقبل و لكن لم يتوقع أن يرى نفسه يخاطب نفسه

"يا فتى ، أنت ضعيف للغاية ، لا تصلح حتى لحمل اسمي ، لا السابق و لا الحالي ، لا شبه بيني و بينك"ظهرت نبرة استهزاء في صوته للحظة قبل أن يتنهد

ثم ابتسم العجوز ابتسامة مريرة، وكأنه يقرأ أفكار تشانغ يونغ. "أعرف بما تفكر ، نعم، أنا ما ستصبح عليه... أو احتمال لما يمكن أن تصبح عليه" توقف للحظة، وعيناه تلمعان بذكريات مؤلمة "هل يوان لينغ وسو مينغ بخير؟"

انقبض قلب تشانغ يونغ عند سماع سؤاله ، تلعثم وصوته يرتجف حيث نظر الى الأسفل حاني الرأس"يوان لينغ....قد رحلت ، والداي أيضا قد رحلوا ، لكن سو مينغ مازال حيا"

قبل أن يتمكن من إكمال كلامه، انقض العجوز عليه بسرعة لا تتناسب مع مظهره الهش، ووجه له لكمة قوية أطارت تشانغ يونغ عدة أقدام إلى الخلف. "لا تنظر إلى الأرض كالجبان!" زأر العجوز. "أترى؟ حتى عجوز محطم مثلي يستطيع قتلك في حالتك هذه." بصق ، و كلماته عميقة

نهض تشانغ يونغ وهو يمسك فكه المتألم و صرخ بصوت عالي"ومالذي تعرفه؟" قبض تشانغ يونغ يده و صرخ بكل جوارحه"ومالذي تعرفه بحق الجحيم ، لربما نسيت بالفعل بعد كل السنوات التي عشتها ، بالنسبة لك كانت سنوات ، أما لي فقد كانت عامين فقط أيها اللعين!"

تغيرت نظرة العجوز فجأة"أوه، أعرف أكثر مما تتصور، أيها الأحمق"كانت نظرة الرجل العجوز تحمل مزيجًا من الازدراء والشفقة في عينيه"أنت تثير اشمئزازي ، لا أصدق أني كنت هكذا في الماضي ، لقد اعتززت بكل من حولك ، لكنك فشلت في حمايتهم ، بدأ الأمر بجديك ، ثم والديك ، أختك و أخاك ، و قريبا ستخسر كل شيء ، كل من اهتممت بهم ، كل من شاركت حياتك معهم ، ستراهم يموتون أمام عينيك"

نهض تشانغ يونغ من الأرض و سار مسرعا نحو الرجل العجوز "اصمت ، مالذي يجعلك تظن أنك أفضل حالا مني ، لا أصدق أني سأصبح مثلك ، لقد خسرت أنت بالفعل لكن مالذي يجعلك تظن أني سأخسر كل شيء مثلك"

أمسك العجوز بملابس تشانغ يونغ و سحبه ، وكان صوته باردا و قاسيا "لأني كنت مكانك من قبل ، كنت مثلك أتفوه بالهراء دائما بدون جرأة حقيقية ، لقد تدربت و قاتلت و قتلت و أبدت و أنهيت كل شيء ، لقد أصبحت قويا ، لكن لم يبقى لي شيء لحمايته ، كان الأوان قد فات ، لن أسمح للماضي بأن يتكرر بسبب حماقاتك ، كل واحد منا قد شاهد الخسارة و لا يريد رؤيتها مرة أخرى"

تمتم تشانغ يونغ "كل واحد منكم؟"

خلف الرجل العجوز ، ظهر عدد لا يحصى من الأشخاص ، لعدد لا يحصى من المصائر البائسة ، لكل مستقبل محتمل له

حدق تشانغ يونغ في الرجل العجوز بصدمة، وعيناه متسعتان من الإدراك.

بدت كلمات الرجل صحيحة، إذ كانت تعكس نفس المخاوف والشكوك التي كانت تطارد أفكار تشانغ يونغ لسنوات ومع إدراك معنى الرجل العجوز، شعر تشانغ يونغ بقشعريرة تسري في عموده الفقري

"لنكن واقعيين ، كلنا اخترنا طريقا مختلفا ، و لكن تلك الكراهية المستمرة مرتبطة بمصيرنا ، إنها لعنتنا ، في اللحظة التي ستخرج فيها من هنا ، سيطاردك المصير ذاته! هذا مصيرنا"قال تشانغ يونغ العجوز بوجه عديم التعابير

حدق تشانغ يونغ بجميع الأشخاص خلف نسخته المستقبلية قبل جمع قبضته ووجه لكمة لوجه العجوز "لن ينتهي بي الأمر مثلك"

تراجع العجوز للخلف من قوة اللكمة، لكنه لم يصرخ من الألم، بدلاً من ذلك، انفجر ضحكًا مريرًا يهز جدران المساحة البيضاء. الدم يسيل من شفتيه الممزقتين بينما سخر

"أهذا كل ما لديك؟!" زأر وهو يمسح الدم. "لكمة طفل غاضب؟ هكذا لن تصبح مثلنا؟ مثير للشفقة"

ظهرت فجأة سلسلة حديدية ثقيلة حول عنق تشانغ يونغ، تسحبه للأسفل بقوة جاذبية غير طبيعية

"تظن أنك مميز لأنك عانيت قليلا؟ كل فرد هنا عانا أكثر مما فعلت ، نحن جميعا وحوش ، فكيف يجرؤ ، طفل جاهل مثلك أن ينطق بكلمات ، بأنه سيغير قدره بينما لم تتمكن حتى نسخه الأكثر قوة فعل ذلك ، أنت حالم"

العجوز وقف فوقه، عيناه تشعان بضوءٍ خطير"انت تسعى خلف الحرية و تتراجع عن مسؤوليتك ، تبحث عن الحقيقة بينما تهنأ في كذبات مريحة ، تريد الراحة و لكن لا يمكنك العيش بدون صعوبات ، لذلك هل تظن أنك حقا تبحث عن طريق نجاة من مصيرك؟"

"مالذي يجعلك متأكدا لهذه الدرجة بأنني سأفشل ، لدي وقت كافي لكي أصبح أقوى، لا أنا سأصبح أقوى"لعن تشانغ يونغ و هو يزمجر

انظر حولك!" صرخ العجوز، يده المهتزة تشير إلى الجموع خلفه. "كل واحد منا كان يحمل نفس الأمل السخيف! كلنا اعتقدنا أننا سنكون المختلفين، أننا سنكسر القالب!"

العجوز انحنى حتى أصبح وجهه مقابل وجه تشانغ يونغ. رائحة الموت واليأس تفوح منه. "نريد أن تفهم الحقيقة قبل فوات الأوان، هذه السلسلة؟" هز السلسلة بقسوة، "هي ما ستحمله طوال حياتك سواء أردت ذلك أم لا. الفرق بيننا أننا توقفنا عن محاولة كسرها."

نظر تشانغ يونغ للأسفل للحظة قبل أن يحدق بجدية بالجميع"إذا تقولون أنكم جميعا أقوى مني الآن هاه؟"

ضاقت عينا نسخة تشانغ يونغ المستقبلية للحظة"بالتأكيد ، ما انت إلا غ-"

قاطع تشانغ يونغ مباشرة"إذا كنت حقا تملك القوة التي تزعم بها ، إذا أعطها لي ، أريني ما تفتخر به ، قم بمنحي قوتك أنت وكل من خلفك"

تشانغ يونغ العجوزارتعشت شفتاه، ثم انفجر في ضحك هستيري يجعل عظام تشانغ يونغ الشاب ترتجف. "أتعرف لماذا أنت أسوأ نسخة منا جميعاً؟ لأنك الوحيد الغبي بما يكفي لطلب هذا منا"

فجأة، انفتحت الأرض تحت قدمي تشانغ يونغ، وسقط في فراغ لا نهائي من الذكريات - لكن هذه المرة، لم تكن ذكرياته

آلاف السكاكين تخترق جسده ، خيانات ، تعذيب ، جنون ، خسارة كل شيء

كل احتمال أكثر إيلامًا من الآخر

اتكأ تشانغ يونغ العجوز على عصاه وهو يشاهد سقوط تشانغ يونغ بعينين خاليتين من الحياة "هذا ما تطلبه، أليس كذلك؟القوة...سنمنحك إياها... مع كل كابوس يصاحبها."

رفع تشانغ يونغ عينيه و نظر الى ذاته العجوز قبل أن يقول"القدر يعطينا مثل هذه المعاملة القاسية ، نهاية كل حياة أسوأ من الأخرى ، و ماذا لو تمردت على السماء ، أريد ان أعيش حياتي كما أريد ، سأخلق مصيري الخاص ، ان كانت السماء تقف في طريقي سأحطمها ، إذا كان قدري محكوما بالمعاناة إذا سأدمر مصيري ، إذا وقف العالم كله ضدي سأسحق العالم ، إن كان ثمن هذا هو كمية معاناة كهذه ، إذا سأقبلها بكل سرور"

ظهرت ابتسامة هادئة على وجه العجوز ، ليس هو فقط ، بل على وجه جميع النسخ"حافظ على إرادتك هذه و إياك و التراجع عما قلته تذكر شيئا واحدا ، السماء تتلاعب بك ، لذلك إياك أن تغير قرارا اتخذته"

شعر تشانغ يونغ بثقلٍ غريب على كتفيه، شعور عشرات الأرواح تراقب خطواته التالية

وفجأة، انهار الفضاء الأبيض من حوله و غمر ضوء أبيض المكان

انفجرت بركة التناسخ بموجة صادمة، رافعة تشانغ يونغ إلى السطح عندما فتح عينيه ظهرت نافذة مهمته

(تمت المهمة بنجاح

ارتفاع بنية الحياة و الموت بمستوى واحد

تم الحصول على مهارة متقدمة [التحطيم العظيم]

تم الحصول على مهارة سرية مصيرية [ميراث السلف:مسارات التناسخ]

)

الدرجة المتقدمة)

التحطيم العظيم lvl1

الدرجة المصيرية)

مسارات التناسخ lvl?

(الدرجة المصيرية: درجة خاصة يمكن عد التقنيات في مستواها على اليد ، لدى هذه التقنيات القدرة على تغيير حتى المصير و قدرتها لا يمكن توقعها ، حتى حكام العوالم المختلفة من المحتمل ألا يملكوا واحدة)

(ارتفعت بنية الحياة و الموت الى المستوى الخامس ، تم فتح قدرة جديدة :"مجسات الظل")

(مجسات الظل:أذرع أخطبوطية لها القدرة على التحرك بين الحالة الروحية و الصلبة و لكنها هشة

تكلفة إنشاء واحدة:100٪

فور إنشاء واحدة ستبقى بشكل دائم إلى أن تتدمر و عندها سيتطلب إنشاء أذرع جديدة

عدد المجسات الحالية:0

)

خرج تشانغ يونغ من مياه البركة الزهرية بخطوة ثقيلة، كل حركة من جسده تطلق موجات صادمة من الطاقة.

المياه حوله تبخرت فوراً، تاركة دائرة جافة في وسط البركة

و لكن ما كان واضحا كانت كتابات على الأرض

"أنا سلف البشرية ، تركت هذه الرسالة للأحفاد من الأجيال القادمة ، وضعت هذا العالم هنا، كوسيلة دفاع أخيرة ضد الكارثة القادمة و التي ستهدد ليس فقط هذا العالم بل الكون بأسره ، لتلقيك جزءا من الميراث ، توجه إلى جبل الحكيم"

نظر تشانغ يونغ نحو الكتابة بعيون باردة ، كان وجهه متصنما و باردا و هو يقرأ

ثم لاحظ قارورة بيضاء على الأرض و بهدوء التقطها و نظر إلى محتواها ، كانت تحتوي على جوهر دماء

'سأبحث حولها لاحقا'مرر يده و وضعها في المخزن ثم عادت عيناه نحو الكلمات

"كارثة إذا...."تمتم تشانغ يونغ بهدوء ، لم يبدو الوضع بسيطا كما يبدو

و لكن كلمتين فقط شدتا انتباهه

كانت الأولى هي "وضعت هذا العالم" ، و كانت تعني شيئا واضحا ، سلف البشرية لم يصنع هذا العالم ، بل وضعه ، و هذا يعني أن شخصا آخر صنعه ، و لكي يصنع عالما يمتلك كافة القوانين الموجودة في هذا العالم ، فهذه قوة لا يسبر غورها ، في أسوأ الأحوال قد يكون حاكما لهذا العالم و في أفضل الأحوال....لم يجرؤ تشانغ يونغ حتى على التكهن بذلك

و الثاني كان "ليس هذا العالم فقط ، بل الكون بأسره" و الذي عنا أن سلف البشرية كان واعيا بوجود الكون الخارجي ، لأن تشانغ يونغ عرف شيئا ، في هذا العالم إن لم تصل لقمة أعلى مستوى موجود و مسموح به من قبل إرادة العالم ، لا تحلم حتى بمغادرة عالمك

لذلك عنى الأمر أن سلف البشرية قد تجاوز حدود العالم ،او...قابل كيانا ما

كل هذه الإحتمالات ، كانت بشكل أو بآخر محيرة لأي شخص يقرأها ، و لكن تشانغ يونغ شعر فقط بنشوة

فجأة بدأ المكان يصبح وهميا و في لحظة اختفى وزن تشانغ يونغ فجأة تحت قدميه و بدا كما لو كان وسط الهواء

عندما نظر حوله كان خارج عالم الحدود السماوية

ظهرت عدة ظلال بشرية و ظهر رؤساء الطوائف الذين كانوا ينتظرون تلاميذهم بفارغ الصبر

كان المعلم غو يجلس في حضن سيدة طائفة اليشم النقي زي يان

على الرغم من أن الشيخ غو كان معارضا للأمر ،و لكنها أصرت على هذا

شعر الشيخ غو أنه فقد كرامته بالفعل عندما أصبح جسدع كالطفل

"اوه لقد عاد تلميذك تشانغ يونغ"لاحظت زي يان من على مسافة

تنهد الشيخ غو بارتياح"هذا جيد ، على الأقل هم أحياء"

ثم ظهر سو مينغ من على بعد مسافة من تشانغ يونغ ، تبعه البقية من لونغ يوليانغ و جيانغ رويان ، ليو يان ،و اخيرا و ليس آخرا وو روشيان

تقدم سو مينغ بضع خطوات، عيناه تلتقيان بعيني تشانغ يونغ. "إذا ، كيف كان الأمر" قال بلمحة من القلق

بعد رؤيته محاولة تشانغ يونغ السابقة لقتل نفسه ، لم يستطع منع نفسه من القلق ، ماذا لو حاول فعلها عندما لم يكن موجودا

عندما ظهرت تلك الفكرة لم يكن من السهل زعزعتها

ربت تشانغ يونغ على كتف سو مينغ برفق"لا تقلق ، أنا بأفضل حال ، إن كان هناك شيء سأتحسر عليه ، هو سنة حياتي التي ضاعت بالداخل هيهي" قال تشانغ يونغ مازحا

ابتسم سو مينغ ابتسامة مرتاحة، لكن عينيه بقيتا تحملان نظرة حادة. "بحقك ، لكن بجدية ، علينا البحث عن طريقة لإطالة عمرك"

هز تشانغ يونغ كتفيه بدون اهتمام"لا تقلق ، ما زال هناك طرق عديدة"

"تشانغ يونغ" اقتربت وو روشيان بخطوات خفيفة، عيناها تتألقان بالفضول"مالذي حدث عندما انفصل الجميع ، هل أنت بخير؟"

تفاجأ تشانغ يونغ للحظة قبل أن تظهر ابتسامة هادئة على وجهه ، مد يده و نفض الغبار بقعة كانت على كتفها "لا تقلقي بشأني ، أنا بخير"

كانت هناك ابتسامة و لكن كانت هناك ذكرى بسيطة في عقل تشانغ يونغ 'السماء تتلاعب بك'

في تلك اللحظة خلف تلك الإبتسامة ظهر تعبير قبيح بارد شيطاني 'وو روشيان ، لقد اتخذت قراري ، سأقتلك'

2025/05/28 · 15 مشاهدة · 1973 كلمة
نادي الروايات - 2025