بعد يومين آخرين
كان تشانغ يونغ بالفعل مستلقيا طريح الفراش
عملية إنشاء المصفوفة كانت متعبة له ، حيث كان يستعمل مهارة الحلم الأبدي و لم يترك فترة راحة طبيعية لبحره الروحي
و لكن كان للأمر فوائده ، حيث قفزت مهارة الحلم الأبدي للمستوى الرابع بالفعل
'مرهق للغاية'كان تشانغ يونغ تقنيا يرتجف في هذه اللحظة و هو يحاول الوقوف
و لكن لم يستطع البقاء جالسا ، مازالت هناك خطط أخرى لتحقيقها
رفع جسده بصعوبة و بدأ بالسير نحو باب غرفته و فتحه على مصراعيه و بدأ بالسير نحو قاعة التلاميذ
عندما وصل إلى قاعة التلاميذ، وجد سو مينغ جالساً بمفرده، يقلب صفحات كتاب قديم ، تفاجأ فورا عند رؤيته
ماذا تفعل؟ قال المعلم عليك أن ترتاح" قال سو مينغ وهو يقفز من مكانه ليدعم تشانغ يونغ
ابتسم تشانغ يونغ بضعف"اوه هيا ، كل ما هناك أن بحري الروحي جاف ، ليس الأمر كما لو سأموت"
تنهد سو مينغ و هو يساعد تشانغ يونغ على الجلوس"إن تم تجفيف بحر روحك عدة مرات بشكل متتالي سيتدمر من الضغط ، فقدت بالفعل طاقتك الروحية لا تخبرني أنك تريد أيضا فقدان العقلية"
تجاهل تشانغ يونغ تحذير سو مينغ بابتسامة متكلفة بينما كان يمسك بجبهته"لا تقلق لا أخطط لقتل نفسي في أي وقت قريب"
قلب سو مينغ كفه و أخرج زجاجة حبوب استعادة الروح و وضعها في يده"تناول هذه و ارتاح ، حتى أنا لا أستطيع الضغط على بحر روحي لصقل الحبوب للثلاثة أيام متواصلة ، و ها انت هكذا نتيجة قراراتك ، انا لا ألومك و لكن لا تدفع نفسك هكذا الى الهاوية"
رفع تشانغ يونغ الزجاجة و ألقى بعشرة حبات على الفور في فمه
"لا تريدني أن أذكرك أنه يمكنك أن تنفجر ان تناولت الحبوب دفعة واحدة ، أليس كذلك؟"قال سو مينغ و هو يتنهد ، كان الشيء الأكثر وضوحا للجميع لكن سو مينغ يعلم بالفعل أن جسد تشانغ يونغ يتجاوز الأشخاص العاديين لذلك الأمر لم يكن مشكلة له
بعد لحظة من الصمت، بدأت الحبوب تُظهر تأثيرها. عينا تشانغ يونغ استعادتا بريقهما تدريجياً، وارتخت عضلاته المتوترة
أغمض عينيه للحظة، مستمتعاً بموجة الإنتعاش التي شعر بها
"شكراً." قال بهدوء، ثم فتح عينيه فجأة. "الآن يمكنني الحركة بسهولة أكبر ، حقا شعور الجفاف غير مريح"
فجأة تم سماع صوت طرق على الباب المغلق ، نظر كل منتشانغ يونغ و سو مينغ الى بعضهما قبل أن يشير تشانغ يونغ إليه
نهض سو مينغ و نادى"من هناك؟"
صوت أنثوي ظهر من خلف الباب"أنا وو روشيان... هل تشانغ يونغ هنا؟"
في تلك اللحظة، تحول وجه تشانغ يونغ إلى اللون الأبيض كالورق. عيناه اتسعتا بشكل مبالغ فيه بينما همس لسو مينغ "لا تقل لها أنني هنا!"
ثم اختفى كل التعب في لحظة و قفز تشانغ يونغ عبر النافذة الجانبية
في اللحظة التي اختفى فيها تشانغ يونغ من النافذة، فتح سو مينغ الباب بتردد ليجد وو روشيان واقفة بثبات، عيناها الزرقاوان تبحثان بسرعة في أرجاء الغرفة
"أين هو؟" سألت بنبرة حادة بينما كانت تدخل القاعة بدون دعوة
سو مينغ أدار عينيه نحو النافذة المفتوحة، ثم عاد لينظر إليها ببراءة مبالغ فيها. "من تقصدين؟"
"لا تلعب معي!" صرخت وو روشيان وهي تقترب من النافذة بنظرة متشككة. "رأيته يدخل هنا قبل دقائق"
خارج النافذة، كان تشانغ يونغ بالفعل يركض بعيدا
'لماذا الآن بالذات؟!'فكر بدون حتى أن ينظر للخلف 'بعد كل ما مررت به، الموت على يد وو روشيان سيكون نهاية مأساوية!'
وصل تشانغ يونغ الى مكان معزول قليلا ، طالما لا تجده فلا يهم أي يذهب
اتكأ على شجرة و أخذ نفسا عميقا و هو يهدأ نفسه
"إذا ، لكم تخطط للركض"صدر صوت ناعم لكنه قاطعٌ كالسيف اخترق هدوء المكان
ارتجف تشانغ يونغ و شعر بصاعقة تمر عبر جسده ، ثم التفت ببطء ليجد وو روشيان واقفة خلفه، ذراعاها متقاطعان
كم من الوقت ستستمر في الهروب مني؟" سألت بنبرةٍ جعلت شعر رقبته يقف
تنهد تشانغ يونغ و استدار نحوها"لا شيء ، لم أكن فقط في مزاج لمقابلة أحدهم ، أرهقني شيخ قاعة الخيمياء بصناعة الحبوب مؤخرا لذلك أنا متعب"
عندما سمعت عذره، أصبح تعبيرها أكثر رقة "ليس الأمر وكأنني أبحث عنك لإزعاجك، وأنا أحترم رغبتك في الراحة، ولكن إذا لم يكن لديك مانع... لدي طلب منك"
توقف تشانغ يونغ للحظة، عيناه تتسعان قليلاً. لم يكن يتوقع هذا التحول المفاجئ في نبرتها. "طلب؟ وما هو؟"
"أتذكر وعدك بتقديم فعل لي؟"قالت وو روشيان و هي تذكره"في الحقيقة...هناك شيء أرغب به ، إنه إرث عائلي ، كما ترى إنه شيء مهم لي ، و كنت أبحث عنه لفترة طويلة لكن..."
توقف تشانغ يونغ عن التنفس للحظة. عيناه تومضان بسرعة وهو يحاول فهم ما تطلبه. "إرث عائلي؟ ماذا تقصدين بالضبط؟"
"إرث عائلتي يقع في يد إحدى العائلات الفضية ، أعلم أنه طلب صعب و لكن..."تحولت نظرة وو روشيان للأسفل تفكر فيما إذا كان سيرفض الفكرة
"إرث عائلتك... في يد عائلة فضية؟" همس وهو يحاول كسب الوقت للتفكير. "هل يمكنك أن تخبريني ما هو بالضبط؟"
وو روشيان أغلقت عينيها للحظة، ثم فتحتهما ببطء. "إنها وصفة حبوب قديمة ، إنها ثمينة"
'اللعنة!'فكر تشانغ يونغ داخليا'انها بشكل واضح تطلب مني السرقة'
تنهد تشانغ يونغ بهدوء "حسنا"قال بتردد"لكن مع الوضع الحالي للطائفة..."
"سيكون الأمر أسهل للإقتحام عندما يكون الجميع مشغولا"قالت وو روشيان مع ابتسامة شاكرة
"حسنا إذا دعينا نذهب ، كلما أبكرنا بفعل ذلك كلما استطعت الراحة"وقف تشانغ يونغ بنفسه و بدأ بالمشي
بعد لحظة من الصمت، نظرت وو روشيان إلى تشانغ يونغ بعينين متسعتين. "هل... هل تقصد أنك توافق؟ الآن؟"
بالضبط." قال تشانغ يونغ وهو يفرك جبينه المتعب
وو روشيان لم تتمالك نفسها من الدهشة ، كانت تتوقع مقاومة أو على الأقل محاولة تفاوض،شعرت ببعض خيبة الأمل ، فقد أعدت بالفعل العديد من الخطط لمحاولة إقناعه لكن تشانغ يونغ وافق بسهولة مريبة
"أنت... جاد؟" سألت بحذر، عيناها الزرقاوان تتفحصان وجهه بحثاً عن أي خداع
ارتفع حاجب تشانغ يونغ قليلا "هل تريدين إرثك العائلي أم لا" و أكمل الطريق بدون الإلتفات
"لكن مهلا ، هل تعلم الى أين نحن ذاهبون بالضبط؟"
تشانغ يونغ"..."
بعد ذلك قادت وو روشيان الطريق
تحرّك تشانغ يونغ وو روشيان بخفّة بين الأشجار، متجنّبين المسارات الرئيسية
كانت الشمس في منتصف السماء
وصل تشانغ يونغ و وو روشيان إلى هضبة عالية تطل على مجمع ضخم محاط بأسوار عالية نسبيا
توقف تشانغ يونغ فجأة، عيناه تتسعان في صدمة'هذا... منزل عائلة غان؟'
عند رؤية ذلك ، ظهرت فكرة في عقل تشانغ بونغ ثم استدار نحو وو روشيان نظر إليها بجدية. "انتظري هنا. سأدخل وحدي."
"ماذا؟ لماذا؟" احتجت وو روشيان، عيناها تومضان بالريبة.
"لأن دخول شخصين يزيد من فرص اكتشافنا. بالإضافة إلى ذلك، إذا حدث أي شيء بالداخل، آخر ما أريده هو أن تصابي ، بعد أن أدخل قابليني عند الجرف على بعد كيلومترين" قال تشانغ يونغ بثقة
بعد أن ترك تشانغ يونغ وو روشيان على الهضبة، تحرك بخفة بين الأشجار متجهاً نحو أسوار عائلة غان
بحركة خاطفة، قفز فوق السور بسهولة، متجنباً نقاط الحراسة المعتادة
بمجرد هبوطه في الحديقة الخلفية، تحرك بسرعة نحو المبنى الرئيسي
كان غان لوه، رئيس العائلة، جالساً في مكتبه المزخرف يقلب صفحات دفتر حسابات
فجأة، شعر بوجود غريب ، قبل أن يتمكن من التحرك ظهر تشانغ يونغ فجأة في غرفته
"لا تذعر، أنا هنا لأجل مصلحتك." همس تشانغ يونغ بسرعة.
غان لوه جمد في مكانه، عيناه تتسعان في الصدمة. "تشانغ يونغ؟! كيف تجرؤ على..."
"استمع إليّ!" قطع تشانغ يونغ كلامه بنبرة حادة. "هناك صاقلة شيطانية خارج أسوار منزلك الآن"
ارتعش غان لوه"ماذا؟ كيف عرفت ذلك؟"
ابتسم تشانغ يونغ ابتسامة باردة. "لأنها جاءت معي ، هي تعتقد أنني هنا لمساعدتها... لكنني هنا لمساعدتك في الإمساك بها."
بدأ غان لوه يفهم اللعبة التي يريدها تشانغ يونغ"أنت تريد أن ننصب لها فخا"
"يعجبني الأشخاص الأذكياء" أومأ تشانغ يونغ. "بعد كل شيء أنت شريكي الثمين"
...
على بعد كيلومترين
وو روشيان كانت تقلق من طول غياب تشانغ يونغ
فجأة، سمعت صوت أوراق الشجر تتحرك خلفها.
التفتت بسرعة لترى تشانغ يونغ يعود
"لقد وجدتها." همس وهو يلوح بلفافة قديمة. "الوصفة كانت في غرفة الكتب السرية"
"أخيرًا!"بتسمت بينما رأت تشانغ يونغ يركض نحوها
وقف تشانغ يونغ أمام وو روشيان و مد يده و منحها اللفافة "إذا بهذا نكون متعادلين"
نظرت وو روشيان قبل أن تمسكها بتردد"صحيح...متعادلين"
ارتفع حاجب تشانغ يونغ عند رؤية تعبيرها"مالأمر ، ها هو إرث عائلتك ، ألست سعيدة"
أمائت وو روشيان بهدوء "أجل ، صحيح ، هاي تشانغ يونغ ، كنت أتسائل..."
فجأة، قبل أن تكمل جملتها ، ظهر عشرات الحراس من بين الأشجار، محاصرينها من كل الجهات
في لحظة واحدة، تحولت الابتسامة على شفتي وو روشيان إلى ذهول مطلق
عيناها الزرقاوان اتسعتا بشكل مخيف بينما كانت تلتفت بين تشانغ يونغ والحراس
لكن النظرة على وجه تشانغ يونغ كانت مصدومة بالفعل "مالذي؟!"
"تشانغ يونغ ، اوه يا فتى ، لم أتخيل يوما أن يتم التلاعب بك من طرف هذه الصاقلة الشيطانية" ضحك غان لوه بصوت عال و هو ينظر للإثنين
تقدم تشانغ يونغ و وقف أمام وو روشيان و أخرج سيفه "آسف روشيان ، يبدو أني لم أكن حذرا بما فيه الكفاية ، اهربي ، سأعطلهم"
تم تغطية سيفه بهالة مظلمة ، كانت عيناه تشعان بنية قتل واضحة
'هذا... ليس جزءاً من خطتي'كانت عيناها الزرقاوان تحدقان في المشهد بدهشة
"اهربي الآن!" همس تشانغ يونغ من بين أسنانه المشدودة. لكن وو روشيان لم تتحرك
فجأة، قبل أن يتمكن أي أحد من الحركة، انقضت وو روشيان على تشانغ يونغ بسرعة البرق. أمسكت بمعصمه بقوة مفرطة وسحبه نحو حافة الجرف القريب
"ماذا ت-؟!" لم يكمل تشانغ يونغ كلمته حتى وجد نفسه يُقذف في الهواء نحو الهاوية.
آخر تعبيرات وو روشيان لحظتها كانت قلقا حقيقيا تحركت شفتاها"انسى امري"
لكن قبل أن يسقط، ظهر ظلٌ في السماء حارسٌ على سيف طائر انقضّ كالصقر، ممسكاً تشانغ يونغ من عنقه في اللحظة الأخيرة
"لا تتحركوا، أو أقتله الآن!" هدّد الحارس بصوت أجش، بينما كان يرفع تشانغ يونغ في الهواء كدمية
غان لوه ضحك ببرود "أحسنت! الآن، يا أيتها الصاقلة... إما أن تستسلمي، أو يشهد هذا الفتى موته."
وو روشيان وقفت جامدة. عيناها الزرقاوان تومضان بشكل خطير'مالذي يحدث ، كل خطتي...'
ببطء، رفعت يديها في استسلام. "أنا أستسلم. دعه يذهب."
اقترب غان لوه من وو روشيان بخطوات ثابتة"لقد ارتكبت خطأ بجعلي عدوا لك"رفع يده عاليا و ارتفعت طاقته الروحية بشكل عال
ضربة واحدة قوية على بطنها، وسمع صوت تشظّي واضح
وو روشيان انحنت إلى الأمام، عيناها تدمعان من الألم بينما كان دانتيانها يتفكك
"لااا!" صرخ تشانغ يونغ وهو يحاول التحرر، لكن الحارس ضيق قبضته على عنقه و منعه
غان لوه التفت إليه ببرود. "أنت محظوظ يافتى أن عائلتك من معارفي" ثم أشار إلى الحراس. "أطلقوا سراحه ، أما هي زنّقوها بالأصفاد"
نزل الحارس بهدوء و ألقى تشانغ يونغ بقسوة على الأرض
بينما كان الحراس يقيدون وو روشيان، التقت عيناها بعيني تشانغ يونغ للمرة الأخيرة. في تلك النظرة، كان هناك شيء غريب ، كانت نظرتها أشبه براحة
تشانغ يونغ كان يرتجف على الأرض، عيناه الحمراوتان تحترقان بغضب عارم و هو يراقب وو روشيان يتم أخذها بعيدا
بعد فترة كانت وو روشيان قد غادرت مرمى بصره وقف بهدوء و عاد تعبيره لوضعه الطبيعي "سنيور غان ، أحسنت التمثيل ، و لكن هل كان عليك معاملتي بقسوة"
"مالذي تقوله أنا لم أفعل شيئا"نظر غان لوه بعيدا ، بصراحة ، لقد أراد استغلال الفرصة لمعاملة تشانغ يونغ بتلك الطريقة بعد ما قاله في اجتماعهم الأخير
تجاهل تشانغ يونغ تعليق غان لوه ومسح التراب عن ملابسه ببرود.
عيناه الحمراوتان فقدتا بريقهما الغاضب، عائدتين إلى لونهما الطبيعي. "على أي حال، الشكر لك على التعاون ، لقد نجحت الخطة بشكل جيد."
غان لوه ضحك بخبث"بالطبع، بالطبع. لكن هل كنت حقاً بحاجة للتمثيل بهذا الإتقان؟ كاد قلبي ينفطر عندما رمتك من الجبل"
رفع تشانغ يونغ حاجبه. "كل التفاصيل مهمة. لو لم أبدُ مخلصاً لها حتى النهاية، لشكت في الأمر ، أما الآن ، وقت الخطوة الأخيرة"