توجه تشانغ يونغ بصمت نحو المنطقة المعزولة، مكان خصصه مسبقًا بين الجبال في أحد أركان العالم الصغير
جلس في المنتصف متربعًا، وأخرج من مخزنه حقيبة الأحجار الروحية التي أخذها من المتجر، و أخرجها جميعا أمامه "لنأمل أن تكون الكمية كافية"
ثم بدأ يزفر ويستنشق بهدوء، و وضع يده على الحجارة و الروحية و بدأ يمتصها
واحدة تلو الأخرى، تحولت الأحجار الروحية إلى غبار.
بعد خمسة أيام...
جلس تشانغ يونغ وسط دائرة من الرماد الرمادي. كل الأحجار الروحية قد استهلكت تماما، وجهه شاحب قليلاً لكنه أكثر صفاء
ومع ذلك، لم يكن ذلك كافيا ، الكمية لم تكفيه
"اللعنة، لا زلت على الحافة فقط..." تمتم وهو يفتح عينيه الحمراوين. "أحتاج إلى دفعة أخرى... فوراً!"
وضع اصبعه على جبهته و فعل رابطه الروحي مع ملك اللصوص و أرسل رسالة
"أحضر لي الآن أكبر عدد من الأعشاب والنباتات عالية المستوى الموجودة في الحديقة"
مر الوقت ببطء، لكن سرعان ما حضر ملك اللصوص، و وضع بضع حزم لنباتات من الدرجة الخامسة و الرابعة على الأرض"لم أحضر كل شيء ، أحضرت فقط النباتات التي يمكن أن تنمو ان لم يتم قطع جذرها ، لكن هذه الكمية ينبغي أن تكون كافية"
فتح تشانغ يونغ الحزم واحدًا تلو الآخر، وبدأ على الفور بالتقاط الأعشاب النادرة، زهرة الفجر المشتعل، جذر القرد السماوي، أوراق البجع الذهبي، وحتى فطر الدم السماوي
وضعها في فمه والتهمها كما لو كان جائعًا منذ آلاف السنين
"ابتعد من هنا ، إن أتت كارثة البرق ستتأثر بها"قال تشانغ يونغ و هو يمضغ كالمجنون
تنهد ملك اللصوص و لكنه سبق و رأى البرق يضرب تشانغ يونغ ، و في هيئته الروحية الحالية ، سيكون الأمر صعبا للنجاة من البرق
بعد فترة من الأكل ،جسده بدأ يتوهج، عروقه أصبحت واضحة
قعقعة!!
اهتزت السماء بقوة، وتحولت إلى لون رمادي داكن، ، دوائر من الطاقات المتداخلة بدأت تتشكل فوق رأسه
"هذا... برق اللوتس الملكي؟! هذا الوغد حتى من على وشك اختراق رتبة الإمبراطور لا يستدعون سوى برق عادي" صرخ ملك اللصوص من بعيد، وقد ظهر فجأة عند حافة المنطقة المحمية
بينما كانت السماء تشقها أشعة من البرق بشكل لولبي، تجمعت طاقات كثيفة في المنتصف، وشُكلت زهرة لوتس رمادية من البرق النقي، تدور ببطء
أما تشانغ يونغ، ففتح عينيه ببطء، عيناه الآن كالنجوم الحمراء ، و كانت هناك ابتسامة تشق وجهه"أهلاً بك، يا محنة السماء."
رفع يديه للأعلى، وجذب اللوتس نحوه بلا تردد.
انفجرت السماء
صوت البرق ملأ العالم الصغير، وعاصفة من الضوء اجتاحت المكان بأكمله
الأعشاب تهتز، الجبال تنكسر، والماء يغلي في الأنهار، لكن في مركز كل هذا، كان تشانغ يونغ واقفاً، متحدياً اللوتس السماوي نفسه
تزامن انفجار السماء مع وميض قوي انبعث من مركز اللوتس ، و بدأ تطلق ضوءا برق أصفر زاهي
انطلق البرق من اللوتس نحوه بقوة مدمرة، لكنه لم يبتعد خطوة واحدة، بيديه المرتفعتين، استقبل موجة البرق
تشنّجت عضلاته، لكنه لم يتراجع، بل استنشق عميقاً واستمر في التعرض لضربات اللوتس بجسده الخام
ثم فجأة بدأت اللوتس تتفتح ببطء و فجأة بدأت البتلات بالسقوط من مكانها
بتلات اللوتس تتساقط من السماء كقطع زجاجية شفافة، كل واحدة منها مشبعة بطاقة البرق النقي
انفجرت بتلة واحدة على بعد أمتار من تشانغ يونغ، فتصدعت الأرض وشُقّت الجبال حوله. ورغم أن جسده كان يتلقى صدمات تفوق قدرة معظم المزارعين على الاحتمال
"حتى هيو تشيانغدا ضربته تسع تنانين و مازال حيا ، و تظن أني سأتراجع لمجرد لوتس؟"زمجر بقوة و هو يحدث بالسماء
قعقعة!!
ضربة أخرى من البرق هبطت مباشرة على صدره. اختنق للحظة، انثنت ركبتاه، وسال الدم من زاويتي فمه، لكنّه لم يسقط
ثم سقطت البتلة الأخيرة من زهرة اللوتس الملكي ولم يكن هناك سوى الصمت…
ثم... انفجار!
دوّي صاعق اجتاح السماء، وموجة طاقة خالصة انفجرت من جسد تشانغ يونغ، اجتاحت الجبال والوديان، محطّمة الصخور
انفجار الطاقة اجتاح العالم الصغير كله، موجة الصدمة أطارت حتى ملك اللصوص بعيداً رغم وقوفه على مسافة آمنة
الأرض تحت أقدام تشانغ يونغ تحولت إلى حفرة عميقة، والصخور حولها تبخرت ببساطة تحت وطأة القوة المتحررة
في مركز هذه الفوضى، وقف تشانغ يونغ ساكنا، ثم وقع على الأرض من التعب
(تم ترقية الجسد متحدي السماء الى المستوى الخامس)
(القوة +250
السرعة +250
التحمل +250
الذكاء +100)
ملك اللصوص، الذي استعاد توازنه بصعوبة، حدق في المشهد بعينين متسعتين. "لقد... نجح؟"
في تلك اللحظة، فتح تشانغ يونغ عينيه بالكامل و رفع نفسه من الأرض
بخطوة واحدة ضرب الأرض بقدميه و وصل بها الى جانب ملك اللصوص
'جيد ، سرعتي و قوتي ازدادت بشدة، هذا سيكون مثاليا'شد تشانغ يونغ على قبضته بسعادة
رفع تشانغ يونغ ذراعه أمام عينيه، يتفحص جلده الذي أصبح أكثر صلابة من الفولاذ. كل عضلة في جسده كانت تشع بقوة خام
ملك اللصوص اقترب بحذر، عيناه الشبحيتان تتفحصان تشانغ يونغ بدهشة. "لقد نجوت من برق اللوتس الملكي... حتى في أيامي، لم أسمع سوى عن حفنة من المزارعين الذين تجرأوا على محاولة هذا."
ابتسم تشانغ يونغ ابتسامة متعبة لكنها راضية. "ليس لدي خيار ، لا يمكنني أن أكون كالآخرين"
في تلك اللحظة، ظهر تشانغ غوان فجأة بجانبهما، رداءه الأسود يرفرف في رياح الطاقة المتبقية. "تهانينا على الاختراق. لكنك أهلكت جزء من حديقتنا الروحية."
نظر تشانغ يونغ حوله بإحساس بالذنب الخفيف. حقاً، المنطقة المحيطة كانت مدمرة تماماً. الجبال المشققة، الأنهار الجافة، التي احترقت إلى رماد ، و لكن مع تأثير البركتين ، ستعود كالجديدة بسرعة
"بالمناسبه"قلب ملك اللصوص كفه وأعطى حقيبة فراغية"لا تبدأ بالبحث عن الأعشاب مرة أخرى ، لقد جمعت بعض الأعشاب هنا كما كنت تريد"
تشانغ يونغ أخذ الحقيبة الفراغية، ثم فتحها ليجدها مليئة بأعشاب من الدرجة الرابعة والخامسة و ما أدنى عيناه اتسعتا قليلاً من الدهشة.
"هذا... أكثر مما توقعت." قال بصدق. "شكراً لك."
لا تشكرني." قال ملك اللصوص بفظاظة، لكن زاوية فمه ارتفعت قليلاً. "فقط تأكد من أن كل هذا لا يذهب هباءً."
أومأ تشانغ يونغ، ثم أدار نظره نحو تشانغ غوان"لدي سؤال لك ، انه عن تشي السيف و الأنواع الأخرى منه"
تشانغ غوان وملك اللصوص تبادلا نظرة سريعة. "في الحقيقة ان تشي السيف و الرمح نوع مختلف من الطاقة الروحية ، إذ أنها لا يتم امتصاصها من الخارج ، بل تنتج من الداخل ، و بالتحديد في الدانتيان الأوسط" قال تشانغ غوان أخيراً
ثم أضاف ملك اللصوص "بانشاء تشي السيف و مراكمته ، يمكنك حتى أن تستخدم نية السيف ، و في حالتك هذه ، حتى بدون طاقة روحية يمكنك إنشائها ، و لكن هذا سيتطلب منك بعض العمل و وقت طويل بعض الشيء، لكن مع موهبتك، أقول ستنشئ نية سيفك في أقل من عشر سنوات"
تشانغ يونغ تأمل كلماتهم بعمق، عيناه الحمراوان تومضان بشرارة من الإصرار. "عشر سنوات؟ لا أملك كل هذا الوقت." قال بثقة. "سأجد طريقة لتسريع العملية."
ملك اللصوص هز رأسه بامتعاض. "دائماً متهور! لا يهم ، لتنشأ تشي السيف عليك أن تجد معنى السيف الخاص بك"
"معنى السيف الخاص بي؟"عبس تشانغ يونغ و تنهد"هذا الهراء مرة أخرى ، حسنا سأفكر في الأمر"
أخرج تشانغ يونغ شارة النقل و خرج من العالم الصغير
عندما عاد تشانغ يونغ إلى طائفة النجم الأرجواني، وجد الأجواء قد تغيرت تماماً
بعد المعركة الكبرى، كانت الطائفة تعج بالنشاط والإصلاحات
التلاميذ يبنون الجدران المهدمة، والشيوخ يشرفون على إعادة بناء القاعات الرئيسية
ثم عاد تشانغ يونغ الى قاعة التلاميذ و عندما فتح الباب بدا له أن الجميع كان مرتبكا
عندما دخل تشانغ يونغ إلى قاعة التلاميذ، وجد جوّاً غريباً يخيم على المكان
الجميع كانوا مجتمعين حول الطاولة المركزية، وجوههم تعبّر عن صدمة واضحة
ما الذي يحدث هنا؟" سأل تشانغ يونغ وهو يقترب.
أخيرًا عدت!" قال سو مينغ بصوت أجش. "لقد حدثت كارثة!"
تشانغ يونغ رفع حاجبيه، شعور بالضيق يتسلل إليه. "كارثة؟ ماذا تقصد؟"
قام ليو يان، التي كانت واقفة في الزاوية بعينين محمرتين، بالتدخل. "لقد تم القبض على وو روشيان بتهمة كونهاصاقلة شيطانية ، لكنها هربت قبل محاكمتها."
ساد صمت ثقيل في القاعة. تشانغ يونغ وقف جامداً، عيناه الحمراوان لا تعكسان أي شعور.
في تلك اللحظة، بدا وكأن الزمن قد توقف. ثم فجأة، انفجر تشانغ يونغ في ضحك مرير. "هذا كل ما في الأمر؟ تعتقدون أنني سأنهار لأن تلك الخائنة هربت؟"
سو مينغ اقترب منه بحذر. "تشانغ... نحن نعلم أن بينكما علاقة..."
"علاقة؟" قطع تشانغ يونغ كلامه بنبرة حادة"لا شيء يهم في هذه اللحظة و نحن لم تكن بيننا أي علاقة ، ان كنت أعلم مسبقا بذلك لكنت قتلتها بنفسي"
نظرات الشك لم تختفِ من عيون رفاقه، لكن تشانغ يونغ لم يبدُ مهتماً. مشى بهدوء نحو الطاولة وسكب لنفسه كأساً من النبيذ
"لا تهتموا لها. إنها لن تعود." قال وهو يرفع الكأس. "الأهم الآن هو إعادة بناء طائفتنا."
وانغ في، لم يتابع الأمر أكثر و رفع كأسه"كلام صحيح. نخب لطائفة النجم الأرجواني."
واحداً تلو الآخر، رفع الجميع كؤوسهم، لكن نظراتهم ما زالت تتجه نحو تشانغ يونغ بين الحين والآخر
كان واضحاً أنهم لا يصدقون أنه غير متأثر بالأمر.
أما تشانغ يونغ، فشرب نبيذه بهدوء، عيناه تنظران إلى البعيد عبر النافذة. في أعماقه، كان يشعر بفراغ غريب. لقد قتلها بنفسه، مزق روحها، وأزال كل أثر لها... فلماذا إذن ما زال يشعر بهذا الثقل في صدره؟
هز تشانغ يونغ رأسه "حسنا، يا رفاق ، أنا سأدخل في عزلة تدريب"
سو مينغ وضع كأسه على الطاولة ببطء، عيونه السوداء تدرس تشانغ يونغ بعناية. "عزلة تدريب؟"
"أجل ، سأحاول استيعاب ما اكتسبته حتى الآن"رد تشانغ يونغ ببرود وهو يدير الكأس بين أصابعه
سو مينغ لم يبدُ مقتنعاً، لكنه لم يعترض. "حسناً، كم من الوقت ستغيب هذه المرة؟"
"لا أعرف." أجاب تشانغ يونغ بصراحة. "ربما أشهر"
"إذا لن أتخلف عن الركب ، سأدخل أيضا في عزلة"وقف سو مينغ و في عيونه اتقدت شرارة حماس
رفع وانغ في حاجبه وهو يتناول جرعة من نبيذه. "انتما الإثنان في عزلة؟ يبدو أن القمة ستكون هادئة لفترة."
ضحك الجميع، حتى تشانغ يونغ الذي لم يستطع كتم ابتسامة صغيرة، الجو في القاعة خفّ رغم الظروف