عاد تشانغ يونغ الى المخبأ و قام بمسح المكان باستخدام وعيه الروحي

نزل بهدوء نحو الباب و تحرك للمطبخ بهدوء ، حيث أعد كوب حليب دافئ

توقف تشانغ يونغ أمام باب غرفة ماين، كوب الحليب الدافئ في يده يتصاعد منه بخار خفيف

الصوت الخافت للشهقات المحبوسة يخترق الباب الخشبي، مثل طفل يحاول كتم أنينه في وسادة.

دق تشانغ يونغ على الباب بهدوء

بعد ذلك للحظات صدر صوت غاضب من الداخل "اذهب بعيدا! لا أريد أن أرى أحدا الآن"

عند سماع ذلك لم يتردد تشانغ يونغ و فتح الباب ببطء "مرحبا"ثم مد يده و أظهر كأس الحليب

عندما رفعت ماين رأسها مسحت دموعها فورا"ماذا تريد ، لقد قلت أني أريد أن أكون وحدي"

نظر تشانغ يونغ الى حالتها ، و ترددت آخر كلمات شيلي في ذهنه

تنهد تشانغ يونغ ، أسوأ شيء كان يجيده هو المواساة ، و لكن ان كان هناك شيء يجيده ، سيكون ذلك اللعب على مشاعر الناس

دخل بهدوء و وضع كأس الحليب على الطاولة بجانب السرير"أنا أعرف كم من الصعب فقدان شخص عزيز عليك....لكن ربما لا يحق لي قول هذا منذ أنني لم أكن هنا بدوري لوقت طويل"

نظرت ماين للأرض ، و كان ما يزال تعبيرها حزينا"أنت تقول هذا فقط، أنت حتى لا تعرف ما هو شعور فقدان شخص ما"

"هذا صحيح"قال تشانغ بونغ بتعبير مسالم

ثم نظرت نحو تشانغ يونغ بغضب"إذن لا يجب أن تخبرني أنك تعرف ما أشعر به، أنت لا تعرف!"

نظر تشانغ يونغ الى تعبيرها ، كان مشابها لتعبيره خلال مسار القلب

"قول أنك تفهم شخصا هو كذبة قذرة ، لم تعش ما عاشه و لم ترى ما رآه"

كانت هذه كلمات تشانغ يونغ الخاصة، أجل ، من الصعب فهم شخص ما بدون الحديث ، و لكن يمكنك دائما التحدث عن مواقفة مشابهة

دائما ما شعر الأشخاص الذين مروا بظروف مشابهة بألفة لبعضهم البعض

ابتسم تشانغ يونغ على مهل"هل انت مهتمة بمعرفة قصتي؟"

نظرت ماين بانزعاج نحو تشانغ يونغ" ما علاقة ذلك بما أمر به؟"

أخذ تشانغ يونغ نفسا عميقا و بدأ "كنت أعيش بسعادة في قرية، كان لدي كل شيء، عائلة سعيدة، أخ، أصدقاء، ولكن في يوم من الأيام... أهنت أحد النبلاء عن طريق الخطأ، وكان هذا أكبر ندمي، لقد قتل القرية بأكملها ، عائلتي، أخي، أصدقائي، فقدت كل شيء بين عشية و ضحاها، وتم معاملتى كفأر تجارب، وتم إلقائي في ساحة المعركة كل يوم وأنا أقاتل من أجل البقاء، حتى هربت، وها أنا ذا معكم يا رفاق"

عند سماع قصته ، تغير تعبير ماين من الغضب للحزن "أنا...لم أعلم بشأن هذا ، آسفة"

هز تشانغ يونغ رأسه ببطء"لا داعي ، أنا لا أخبرك بهذا لتتعاطفي معي ، بل لأخبرك بأن تظلي قوية ، بالتأكيد شيلي لن تكون سعيدة ان علمت أنك حزينة لهذه الدرجة ، بعد كل شيء كيف يمكنك أن تكوني قناصتنا العبقرية إن كانت عيونك مليئة بالدموع"غمزها تشانغ يونغ

مسح ماين دموعها"أعلم، لكن الأمر صعب"

نظر لها تشانغ يونغ بابتسامة" لم يكن الأمر سهلاً على أي شخص أبدا"

"من السهل قول ذلك على فعله ، ولكنك على حق، لا ينبغي لي أن أبقى محبطة، شيلي لن ترغب في ذلك"

أماء تشانغ يونغ"بالضبط ، لذلك عليك الرجوع على قدميك ، أيتها القناصة العبقرية"

ابتسمت ماين أخيرا"شكرا ، كان هذا لطيفا منك على غير المتوقع, انت لا تبدو من النوع الذي يهتم بالآخرين كثيرا ، أظنك فقط غريب اجتماعيا"

خدش تشانغ يونغ مؤخرة رأسه و تنهد"حسنا ، كنت أتصرف كوغد ألم أفعل؟"

أظهرت ماين ابتسامة وقحة"نعم لقد كنت كذلك إلى حد ما ، ولكن لا بأس، لقد فهمت الآن سبب كونك هكذا"

ارتفع حاجب تشانغ يونغ باستغراب "و هو؟"

اختفت ابتسامتها الوقحة و ظهرت نظرة متعاطفة على وجهها"انت فقط محطم من الداخل لما حدث لك ، لهذا فأنت تعامل الآخرين بتلك الطريقة ،و لا تظهر جانبك الآخر إلا بعد أن تعتاد على وجودهم"

اتسعت عينا تشانغ يونغ قليلا ، هذه الفتاة أصابت كبد الحقيقة تماما ، للأسف ، ليس لها و ليس لأي أحد آخر في هذا العالم ، لا يمكنه أن يعاملهم كزملاء ، لأنه في النهاية قد يضطر الى قتلهم بيده لكي يستخرج روحهم ، و إذا طورت مشاعر ثقة نحوهم و عدهم كزملاء مقربين ، ستقف تلك المشاعر عقبة في طريقه

"حسنا إذا"استدار تشانغ يونغ "اشربي الحليب و حاولي أن تنالي قسطا من الراحة"

أخذت ماين رشفة من الكأس و ابتسمت بهدوء"سأفعل ، شكرا للحديث"

"لقد جلبت بعض المشاكل منذ ظهوري ، علي شكر الجميع على صبرهم علي"قال تشانغ يونغ محاولا عدم إظهار نواياه الحقيقية

"و تشانغ يونغ...إذا أمكن لدي طلب"نظرت ماين بحزم

استدار تشانغ يونغ مع نظرة مملة"ماذا هناك؟"

"أريدك أن تقوم بتدريبي"قالت مع نبرة إصرار

توقف تشانغ يونغ عند عتبة الباب، عيناه تتسعان قليلاً. "ذكريني لما سأفعل شيء كهذا"

نظرت ماين إليه بتصميم، عيناها الزهريتان تحملان شرارة لم يسبق له رؤيتها. " حتى لو كرهت هذا ، أنت الأقوى بيننا بعد بولات. أريد أن أصبح قوية كفاية ، لأقتل من أخذ شيلي مني ، كما أن عيناي لا تخدعاني ، التيغو خاصتي يستعمل الطاقة الروحية لتعمل ، و أنا أشعر بأنك تمتلك أضعاف خاصتي"

توقف تشانغ يونغ عند عتبة الباب، عيناه الأرجوانيتان تتفحصان ماين بعناية.

كان التصميم في عينيها لا يُخطئ ،هذه الفتاة العنيدة لن تتراجع

و لكن تشانغ يونغ لم يرغب في تغيير مسار القصة بشدة امسك جبهته بهدوء

مسار الحكمة -مكتبة الغوامض

مع ذلك عندما حسبها تشانغ يونغ ، ماين في الأصل لن تموت في القصة الأصلية سوى من إفراط استخدام التيغو، و زيادة قوتها لن يمنع أي حدث موجود في المستقبل ، و بسبب معرفة وجهها لن تغادر القاعدة في الصباح

'لكن مقارنتي ببولات هو بعض الشيء....استحقار لي'

'هل ربما أجرب تقنية التدريب 'تلك' ام...لا ، لدي بالفعل خمسة آلاف عام من ذكريات الخبرة الملعونة ، مجرد قرار واحد لن يؤثر علي'فكر تشانغ يونغ قبل أن يتنهد"لنترك هذا لللاحق ، ركزي على الشفاء أولا قبل التدريب ام تريدين لإصابتك أن تصبح غير قابلة للعلاج؟"

نظرت ماين الى ذراعها المكسورة و تنهدت"هذا.."

ابتسم تشانغ يونغ بتعاطف"أعرف فيما تفكرين ، انتظري و خذي وقتك ، حينها سنبدأ التدريب"ثم استدار و أغلق الباب خلفه

سار تشانغ يونغ بعيدا

بعد أيام قليلة من وفاة شيلي، بدأت الغارة الليلية تستعيد توازنها تدريجياً.

ماين، التي كانت محطمة في البداية، بدأت تظهر علامات التعافي، خاصة بعد حديثها مع تشانغ يونغ

بعد مرور اسبوع ، عاد تشانغ يونغ الى أراضي الدكتور ستايلش ليحصل على مطالبه

اقتحم تشانغ يونغ المنشأة دون استئذان، ليجد الدكتور ستايلش منهمكًا في حقن أحد السجناء بمصل غريب

"اعليك ان تتصرف بهذه العادة؟ يمكنك التوقف"صدر صوت تشانغ يونغ و هو يبتسم بخفة

"أهلاً بعودتك!" قال الدكتور بفرح وهو يلقي بالجثة الجانبية. "لقد جلبت لك ما طلبت... مع بعض الإضافات."

أشار إلى صندوق معدني كبير في الزاوية. عند فتحه، وجد تشانغ يونغ عدة قوارير، مليئة بدماء داكنة"

"دماء ألف سجين، كما طلبت." قال الدكتور بفخر

أومأ تشانغ يونغ وهو يضع الصندوق في مخزنه. "ممتاز. ماذا عن الشينغو؟"

ابتسم الدكتور ستايلش بشكل مخيف. "هذا هو الجزء الممتع."

فتح خزانة حديدية، ليكشف عن كرة عضلية حمراء تنبض كالقلب."شينغو قلب التنين ، نسخة فاشلة لمحاولة انتاج شينغو يهزم تيغو مستخلص الشيطان ، يزيد من قوة الجسد و لكن قوته مهلكة للجسد البشري"

نظر تشانغ يونغ الى القلب ، و عبس ، الشينغو صنعت لغرض تجاوز التيغو ، و لكنها كانت تجربة فاشلة ، و نتيجة لذلك كل الشينغو التي تم صنعها تم الإغلاق عليها بسبب أن الإمبراطور شعر بالعار لصنعها

كانت منتجا فاشلا لدرجة أن الشخص كان عليه التدرب لسنوات لتحمل تبعاتها على عكس التيغو

امسك تشانغ يونغ بالقلب و ابتسم فورا "هذا جيد ، لا أمانع"

فتح تشانغ يونغ فمه و ابتلع القلب بالكامل

شعر فوراً بحرارة شديدة تنتشر في جسده، كأنه ابتلع جمرة

عروقه انتفخت وتحولت إلى اللون الأحمر القاتم، بينما بدأت عضلاته تتمزق وتلتئم في نفس اللحظة

'القلب....انه في صدري....تبا انه يرتبط بالأوعية الدموية؟!'لعن تشانغ يونغ و هو يشعر بالتمزق

"غه... آه!" انحنى تشانغ يونغ على ركبتيه، يداه تضغطان على صدره

انفجر ألم لا يوصف في صدر تشانغ يونغ، كأن سكينا حامية تُغرز بين ضلوعه. عروقه انتفخت وتحولت إلى اللون الأسود

دم أسود قاتم تدفق من فم تشانغ يونغ وأنفه. شعر وكأن قلبه يُسحق بين فكي وحش، بينما اتخذ الشينغو الجانب الأيمن من صدره و ارتبط بالعروق مما جعله يتشكل ققلب جديد

القلب الجديد نبض بقوة غريبة في الجانب الأيمن من صدره

ارتفع تشانغ يونغ فجأة، عيناه تشعان بضوء أحمر قاتم

شعر بقوة غير مسبوقة تتدفق في عروقه، كأن دماء مصنوعة من نار تسري فيه

تشانغ يونغ أغمض عينيه، يستمع إلى دقات القلبين في صدره. الأيسر ينبض بثبات، بينما الأيمن يدق كطبول الحرب، كأنه يستعد دائمًا للقتال

تنهد بهدوء و نظر الى الدكتور "حسنا ، لقد انتهيت هنا ، أنا مغادر"على الفور استخدم تشانغ يونغ المسار المحير لخطوات الشبح و غادر المكان انتقل الى الجبال بسرعة و أخذ لنفسه مكانا في كهف

أمسك الدماء و بدأ بسكبها على الأرض 'هذا كريه الرائحة ، محاولة استدعاء ذلك الوغد مزعجة'

ثم بدأ بالقاء التعاويذ

"يصعد قمم الجبال ، يعمق في البحار ، يلقي الرغبات ،و يصعد فوق السماء يلتهم الحيوات و يغذي العروق ، يعود للأصل ، و يدمر المجد...."

بدأت دماء الألف سجين تغلي في الدائرة المرسومة. الرموز على الجدران اشتعلت بلون أحمر قاتم، والكهف كله اهتز كما لو أن الأرض نفسها ترتجف خوفًا

فجأة، ارتفعت أعمدة من الدم من الدائرة، و التصقت بالسقف ، ثم انشقت الأرض أسفل الدائرة و تصاعد اللهب

مسار اللعنات-وسم الاستدعاء

صعد لهب من الحفرة و ظهر ظل في وسط تلك النيران

ثم خرج الظل من اللهب و كان على هيئة وحش، بجلد أحمر و عيون سوداء و قرنان على رأسه مع ذيل حاد خلفه

"اوه ، يا لحظي ، لم يستدعني بشري منذ وقت طويل ، مالذي ترغب به ، القوة ، المال ، الشهرة ، النساء؟ اطلب و لكن عليك دفع الثمن في المقابل"ضحك الوحش بشكل وحشي ماكر

نظر تشانغ يونغ بسخرية و خيبة أمل "إذا مع مستواي أستطيع استدعاء هذا الوغد منخفض المستوى"

"مالذي تقوله أيها البشري ، كيف تجرؤ على التصرف بهذه الطريقة المتعالية-"بدا الوحش منزعجا بشدة

لكن تشانغ يونغ قطع كلامه"اخرس ، أمازال أسموديوس مسؤولك؟ أحضر ذلك الوغد الى هنا"

صمت ثقيل ساد الكهف بعد كلمات تشانغ يونغ.

الوحش الأحمر الصغير حدق به بعينين متسعتين، فمه المليء بالأسنان الحادة انفتح قليلاً ثم أغلق

"أ-أسموديوس؟" همس الوحش بصوت مرتجف"أنت... من أنت حتى تعرف اسم السيد العظيم؟"

ابتسم تشانغ يونغ ببرود، عيناه الزرقاوان تتوهجان في الظلام. "أنا متعاقد ذلك الوغد الملعون الآن أسرع وأحضره هنا قبل أن أمزق روحك إرباً."

ارتعش الوحش الصغير كما لو أن رياحاً جليدية مرت عبر جسده. "ح-حاضر! فقط لا تؤذيني!"

انفجر عمود من النيران السوداء فجأة في منتصف الكهف، ألسنة اللهب تتشكل إلى صورة بوابة حمراء ضخمة.

من بينها خرج وحش أطول بثلاثة أضعاف من سابقه، بجلد أسود قاتم وعيون ذهبية تشع بذكاء خبيث

من تجرؤ على استدعاء أسموديوس العظيم؟" صرخ الوحش بصوت يشبه احتكاك المعادن.

ثم وقعت عيناه على تشانغ يونغ و اتسعت عيناه"هذه الروح؟! انت ذلك الوغد تشانغ يونغ ، مستحيل ، لقد مت أثناء تطوير حجر الدم"

شخر تشانغ يونغ ببرود"يا لك من أحمق ، لست نفس ذلك الشخص"

ضحك أسموديوس بصوت أجش بينما تلتف ألسنة اللهب السوداء حول جسده الضخم "تشانغ يونغ... ، كم من الوقت مر منذ أن رأيتك آخر مرة؟"

تشانغ يونغ لم يبدُ منزعجًا. "طويل بما يكفي لأن تنسى من تتحدث إليه. لدي عرض لك."

رفع أسموديوس حاجبه "عرض؟ منك؟ هذا جديد. عادة ما تناديني فقط لتطلب توجيها ، ماذا هناك؟ إبادة قبائل؟ بناء كومة جثث؟ أم نوع جديد؟"

عقد تشانغ يونغ ذراعيه "حسنا ، أريد فتح أرواحي القتالية ، عادة سيكون ذلك سهلا ، و لكن لا أمتلك موارد كافية في هذا العالم"

"اوه" امسك اسموديوس بذقنه"أستطيع أن أرى ، لكن تريد ذلك؟ و ليس تقوية نفسك او التعامل مع تلك "القنبلة" داخلك؟ ، لدي عرض لك ، أبرم عقدا جديدا معي و سوف-"

"اخرس قليلا"نظر تشانغ يونغ بانزعاج"كما لو أني لا أعرف ما تخطط له ،أيها الوغد الدنيء ، في المقابل ، أريد بيع العقد القديم بيننا"

صمتٌ ثقيل ساد الكهف بعد كلمات تشانغ يونغ. حتى أسموديوس، بدا مندهشاً للحظة.

بيع العقد؟" همس أسموديوس، عيناه الذهبيتان تومضان بشراسة. "أنت تعلم أن هذا مستحيل. روحك ملزمة بالعقد حتى بعد الموت!"

دحرج تشانغ يونغ عينيه"لا أهتم أيها الوغد ، جعلتني أقوم ببعض المهمات في تلك الحياة من أجلك كقتل اتباع الملوك الآخرين ، لا تخبرني أنك تريد مني اخبار لوسيفر بهذا ، هيهي ، سيكون مضحكا مشاهدتك تعاني"

أصبح الجو في الكهف ثقيلاً للغاية بعد تهديد تشانغ يونغ.

حتى الوحش الصغير الذي استدعاه في البداية ارتجف وانكمش في الزاوية، خائفاً من أن يصبح ضحية لغضب أسموديوس.

أما أسموديوس نفسه، فلم يبدُ غاضباً كما توقع تشانغ يونغ. بدلاً من ذلك، بدأ يضحك. ضحك عميق ومخيف يهز الكهف بأكمله.

"هههه... آه، تشانغ يونغ، لم تتغير أبداً! لكني لا أصدق أنك قررت خدمة حكام العوالم!" قال أسموديوس بينما تلاشت النيران السوداء حوله قليلاً. "حسناً، لنكن عمليين. ماذا تريد بالضبط؟"

نظر تشانغ يونغ إلى الوحش الأسود بعينين لا تعكسان أي خوف"هل أنت أصم؟ أريد فتح أرواحي القتالية"

جذب أسموديوس لحيته بهدوء"اوه ، هذا يكفي إذن لسداد سنوات خدمتك ، و لكن هذا خارج نطاق قدراتي ، ان أردت هذا أنت تحتاج الى ذلك الوغد بيليال"

تشانغ يونغ لم يبدُ منزعجًا من كلام أسموديوس

"بيليال؟ ذلك الوغد المتعجرف؟" ضحك تشانغ يونغ بسخرية. "حسنًا، إذا كان هو من سيُنهي هذه المعاملة، فأحضره هنا."

أومأ أسموديوس ببطء، ثم رفع يده ذات المخالب السوداء. فجأة، انفتحت بوابة أخرى من النيران القرمزية في منتصف الكهف، وهذه المرة كانت أكثر اتساعًا وإرهابا

من بين اللهب، خرج وحش أطول بمرتين من أسموديوس، بجلد أبيض شاحب وعينين زمرديتين تشعان بذكاء قديم.

"من تجرأ على استدعائي؟" قال بيليال بصوته الناعم و لكن نية قتله واضحة

ثم وقعت عيناه على تشانغ يونغ، وارتسمت على شفتيه ابتسامة باردة"آه... تشانغ يونغ. لم أتوقع رؤيتك مجددًا."

"تبا لكليكما"تنهد تشانغ يونغ و لم يضيع الوقت. "بيليال، لدي عرض لك."

رفع بيليال حاجبه الأبيض. "عرض؟ منك؟ هذا مثير للاهتمام. عادةً ما تكون طلباتك مزعجة كتلك المرة عندما طلبت معرفة أركان الجحيم و تلك الأشياء"

"يكفي تذكرا للترهات ، أريد فتح أرواحي القتالية." قال تشانغ يونغ بصراحة. "وأنا على استعداد لدفع الثمن"

ضرب بيليال صدره بيده البيضاء، ضاحكًا. "فتح الأرواح القتالية؟ هذا ليس شيئًا يُمنح بسهولة، حتى لشخص مثلك ، و مع قيود هذا العالم و امتلاكك لثلاثة ، يمكنني فتح واحدة فقط"

توقف، ثم اقترب من تشانغ يونغ بخطوات بطيئة. "لكن هذا فقط إذا كنت مستعدًا للتخلي عن شيء ذي قيمة... فقد نتمكن من التوصل إلى اتفاق."

"ما الذي تريده بالضبط؟" سأل تشانغ يونغ، عيناه تضيئان في الظلام.

ابتسم بيليال، وكشف عن أسنان حادة. "روحك، بالطبع. لكن ليس بالطريقة التي تعتقدها. أريد... حق الامتياز عليها ، لم تمتلك بنية الحياة و الموت في السابق و لكن الآن انا أرغب بها ، اعمل عندي"

ساد صمت ثقيل في الكهف بعد كلمات بيليال. حتى أسموديوس بدا مندهشاً من جرأة العرض.

تشانغ يونغ لم يتردد. "روحي؟ أنت تعرف أنني لن أوافق على هذا."

ابتسم بيليال، عيناه الزمرديتان تومضان بخبث. "ليس بالكامل، بالطبع. فقط... حق الوصاية عليها بعد موتك. سأكون مالكك"

رفع تشانغ يونغ حاجبه. "أي أنك تريد أن تصبح سيدي في العالم السفلي؟ هذا مثير للسخرية."

"ليس سيداً... شريكاً." همس بيليال. "سأفتح لك روحك القتالية الأولى، وسأضمن لك الحماية في العالم السفلي عندما تذهب الى هناك ، لكن في المقابل ، ستسمح لي بإلقاء نظرة عبر تلك الطريقة التي سمحت لك برؤية حيواتك"

فكر تشانغ يونغ للحظة. الروح القتالية كانت ضرورية لخطته، لكن بيليال لم يكن وحشا عاديا ، كان عمره بقدم الزمن على الأغلب

و هو أيضا جشع ، كان لديه تعطش عظيم للمعرفة و كانت تقنية تشانغ يونغ مثالية لإرضاء شغفه

"وما الذي يمنعك من خداعي؟ أنت تعرف أنني لا أثق بك."

ضحك بيليال. "لأننا سنوقع عقدا بالروح ، أنت تعرف أن لا أحد يمكنه خرق العقود الموقعة بأرواحهم البدائية"

اومأ تشانغ يونغ بهدوء ، في الحالة العادية لن يوقع أي شخص عقدا بروحهم البدائية ، و لكن بدا بيليال راضيا للغاية

"تسك ، وغد متغطرس مدعي المعرفة"دحرج أسموديوس عيونه بانزعاج بينما توقف الدم في عروق الوحش الأصغر

"لنبدأ ، منذ أني أستطيع فتح واحدة سأفتح روحي القتالية الأساسية ، شجرة الحياة"قال تشانغ يونغ على عجل

انفجرت دائرة الدم في الكهف بضوء قرمزي غامق. بيليال رفع يديه، وكلمات قديمة تدفقت من فمه بلغة الوحوش

أحاطت النيران القرمزية تشانغ يونغ، تتسلل إلى جسده عبر الجروح والمسام. شعر وكأنه يُغمر بالحمم

فجأة انفتحت كل مسارات الطاقة في جسده ، و رفع كفه حيث ظهر وهج أخضر ذهبي ، و ارتفعت شجرة الحياة الألفية في يده

بيليال وأسموديوس حدقا في الشجرة بدهشة واضحة. حتى هذين الشيطانين العتيدين لم يريا مثل هذه القوة من قبل.

"هذه ليست مجرد روح قتالية عادية" قال بيليال بصوت مبحوح"انها تبدو كشجرة العالم"

ابتسم تشانغ يونغ و أطلق حلقاته الروحي و لكن لم تظهر سوى الحلقة المئة سنة و الألف سنة الخاصة به "لا بأس ، لا بأس"

ثم. استدار نحو الإثنين"حسنا ، انتهت مهمتكما يمكنكما الرحيل"

"هراء!"قفز اسموديوس و ظهر فوق كتف تشانغ يونغ الأيمن في شكل صغير"أريد أن أشاهد ، الآن بعد أن عدت ، يمكنني أن أشعر بالإثارة مرة أخرى"

اقترب بيليال و تنهد"انت تتصرف كطفل ، أسموديوس"ثم وقف على كتف تشانغ يونغ الأيسر و ابتسم بسخرية"سأبقى كذلك للمشاهدة"

"انتما الإثنان وغدان حتى النهاية"ضحك تشانغ يونغ بسخرية و بدأ يمشي خارجا

2025/07/28 · 20 مشاهدة · 2747 كلمة
نادي الروايات - 2025