عم الصمت المكان لثانية
بدت النظرة على وجه آرثر مثيرة للشفقة كثيرا
لكن تشانغ يونغ كان قد استدار بالفعل"لقد حذرتك." قال بهدوءٍ مميت، وهو يرفع سيفه مجددًا. "الآن، حان وقت حسابك."
أرسل تشانغ يونغ نصلا طائرا أسود و قطع عنق آرثر في هجوم واحد
فجأة ، ارتفع احساس الخطر الخاص بتشانغ يونغ و استدار بسرعة قاسما شظية جليدية طائرة نحوه
'هذه الهالة ، إنها ايسديث ، تبا ، قطع السببية جعلني أفقد أكثر من 80٪ من طاقتي'
عبس تشانغ يونغ فورا'ان كانت هنا فالآخرون...!'فكر تشانغ يونغ بالإحتمالية و لم يتمالك نفسه
"يا لسوء حظي!"قال تشانغ يونغ باستياء و لمعت حلقة روحه الرابعة و انطلقت أجنحة أرجواني خلفه
انطلق تشانغ يونغ بسرعة خاطفة بعيدًا عن ساحة المعركة، تاركًا جثة آرثر واقفًا وسط الدمار.
كانت أجنحته الأرجوانية تترك أثرًا متوهجًا في السماء بينما كان يندفع عائدًا نحو مقر الغارة الليلية. قلبه كان ينبض بسرعة
'أرجوك لا تجعل شعوري محقا'لمعت حلقات روح تشانغ يونغ الأربعة الأخرى و تمت تغطية جناحيه بألوان زاهية مختلفة و أصبح إثرها سرعته أكبر
أصبحت سرعته أكبر، مخترقًا الرياح كالسهم المنطلق. كل عضلة في جسده كانت مشدودة، وكل ذرة من طاقته الروحية تُستنفذ لتعزيز سرعته إلى أقصى حد، لقد بدأ يقترب من سرعة الصوت بشكل خطير
"يجب أن أصل في الوقت المناسب... يجب!"
في الأفق، بدأ يرى دخان يتصاعد من موقع القتال ، قلبه انكمش عند المنظر. 'لا... لا يمكن أن يكون قد فات الأوان!'
حلقات الروح الأربع حوله بدأت في الخفوت من استنفاذه لطاقته لكنه لم يبطئ.
بدلاً من ذلك، ضغط أكثر، مما جعل الأجنحة الأرجوانية تتوهج بضوء أكثر سطوعًا
أخيرًا، وصل إلى الموقع و لكنه وجد فقط حفرة عملاقة في المكان ، أطلق وعيه الروحي و بدأ بالتفتيش بعجل
بعد تجوله لقرابة النصف الساعة عثر على إشارات حياة في كوخ خشبي
حط بسرعة أمام الكوخ و دخل المكان بسرعة ، حينها رأى المجموعة جالسة في الداخل و هي تستريح
أكثرهم ضررا كان ليون التي فقدت ذراعا ، و لكن مع القدرة العلاجية للتيغو خاصتها ، لم تكن بالشيء الكبير ،
و ما تبقى كان مجرد إصابات خفيفة و سطحية على بقية الأعضاء
أخذ الجميع يتطلعون إلى تشانغ يونغ بدهشة عندما دخل فجأة، وجهه شاحب وعيناه تحملان نظرة مقلقة.
"تشانغ يونغ!" أكامي وقفت من مكانها. "ما الذي حدث؟ لماذا تبدو هكذا؟"
تنفس تشانغ يونغ بعمق، محاولاً تهدئة نفسه و هو يبتسم"انتم....بخير...جيد ، هوه ، تبا السفر الى هنا بسرعة ليس جيدا لقلبي حقا"
"أعتقد أنني بحاجة إلى الجلوس قليلاً..." قال تشانغ يونغ وهو يتمايل قليلاً على قدميه، فجأة شعر بالإرهاق الشديد بعد أن زال عنه التوتر و استهلاكه الشديد لطاقته
ماين اقتربت منه بسرعة وأمسكت بذراعه لدعمه. "أنت تبدو فظيعًا! ماذا حدث هناك؟"
سقط تشانغ يونغ على كرسي قريب، وجهه لا يزال شاحبًا. "لا شيء ، لم أتصور أن يتم خداعي من قبل ذلك الشخص و انتهى بكم الأمر الى قتال الجايغرز بالكامل ، لقد تمكنت من قتله و لكن ايسديث ظهرت و-..."
فجأة توقف تشانغ يونغ عن الحديث و اشتدت قبضته على صدره فجأة
عيناه اتسعتا بينما كان يحاول التقاط أنفاسه، لكن شيئًا ما كان يعوق تنفسه، شعر وكأن سكينًا من الجليد اخترق قلبه من الداخل
تشانغ يونغ؟!" صرخت ماين، وهي تمسك بكتفيه بقوة. "ماذا يحدث معك؟"
لم يستطع الرد ، رأسه انحنى للأمام بينما بدأ جسده يرتعش بعنف خطوط زرقاء داكنة بدأت تظهر على جلده، متفرعة مثل جذور شجرة شريرة
نشر على الفور تشي التناسخ عبر جسده و لكن طاقته الروحية كانت ضعيفة في هذا الوقت
امسك ذراع ماين و أجبر جسده على النهوض بالقوة و أخرجها معه من الكوخ
الهواء النقي كان ينعش رئتيه، لكن الألم في صدره لم يتوقف. الخطوط الزرقاء الغامقة على جلده كانت تنتشر بسرعة، وكأنها تلتهمه من الداخل
"ماين بسرعة ، انقلي لي طاقتك الروحية عبر طريقة تناغم الشمس و القمر"قال تشانغ يونغ على عجل، وهو يحاول التركيز على تنفسه
ماين لم تتردد. أمسكت بيديه بقوة، وعيناها تظهران القلق، لكنها أغلقتها بسرعة وبدأت في نقل طاقتها الروحية إليه عبر تقنية "تناغم الشمس والقمر".
تدفقت الطاقة الفضية (الين) من ماين إلى تشانغ يونغ، بينما استقبلها بتركيز شديد، محاولاً توجيهها لمواجهة تلك الخطوط الزرقاء التي تزداد شراسة
كان لديه مقاومة بعض الشيء لحالته الحالية بسبب مسار السم و مسار المعدن الذي يملكه
فسابقا في المقر الجديد ، كان قد طلب تشانغ يونغ من سوسانو بناء حجرة له على الجانب ، و قام بصهر عدد من المعادن و قام بغطس جسده به و بذلك امتلك "الجسد الذي لا يتزعزع" لمسار المعدن و بالتالي تم استبدال عظامه البشرية بعظام من المعدن ،و لكن هذا أيضا عنى أن أي ضربات بالبرق ستحمل ضعف الضرر نحوه
ماين ضغطت على يديه أكثر، طاقتها الروحية تتدفق بغزارة"خذ قدر ما تحتاج"
لكن فجأة، توقفت الخطوط الزرقاء عن الانتشار، ثم بدأت تتراجع ببطء، تشانغ يونغ شعر ببعض الراحة، لكنه كان يعرف أن هذا مؤقت
"جيد ، الآن أنا أفضل"تنفس تشانغ يونغ الصعداء أخيرا ، ثم ابتسم
"ماذا كان ذلك على أية حال"سألت ماين بينما كان حاجباها منعقدان ، لم تستطع الشعور سوى بأن تشانغ يونغ يخفي شيئا
"ربما هذه إصابة حصلت عليها خلال القتال"ابتسم تشانغ يونغ بزيف لم يكن لديه أي نية لإدخالهم لهذا
نظرت ماين إليه بصمت ، لم تقتنع بما قاله إطلاقا
بعد لحظة من الصمت، نظر تشانغ يونغ إلى يده حيث كانت ماين لا تزال ممسكة بهما بإحكام. ابتسم بخفة وهو يرفع حاجبيه.
"هل تنوين الاحتفاظ بيدي إلى الأبد؟" قال بنبرة ساخرة
ماين فوجئت لثانية قبل أن تدرك الموقف، ثم أفلتت يديه فجأة كما لو كانت تحترق، وخدّها يتحول إلى اللون الوردي. "هذا...لا تهتم به!"
تشانغ يونغ ابتسم بهدوء بينما كان يشاهد خجل ماين، لكن فجأة سمع صوت خطوات سريعة تقترب.
التفت ليرى لوبوك يهرع نحوهم، وجهه شاحب وعيناه واسعتان"تشانغ يونغ أنت هنا بالفعل ، هذا جيد ، لدي تقرير للآنسة ناجيندا"
بعد العودة الى داخل البيت ، أعلم لوبوك أن تشيلسي ذهبت خلف كورومي بمفردها بعد قتلها لبولس
"رئيسة ، سأذهب خلف تشيلسي لوحدي"قال تشانغ يونغ بنظرة حازمة ، لم يستطع التخلي عن هذه الفرصة للحصول على روحها
ناجيندا أخذت نفثًا عميقًا من سيجارتها قبل أن ترد: "لن تذهب وحيدا ، تاتسومي ، أكامي ، ستذهبون ثلاثتكم للحاق بتشيلسي و حمايتها"
"علم!"قال تاتسومي و هو يحمل سيفه ، وسرعان ما خرج الثلاثة فورا من المنزل و انطلقوا بسرعة
بعد أن غادر تشانغ يونغ وتاتسومي وأكامي المنزل ، انطلقوا عبر الغابة الكثيفة باتجاه الموقع الذي ذكره لوبوك
قفز تشانغ يونغ يونغ بين الأشجار ، و لم يكن متأكدا من الوضع بنفسه
تنهد بهدوء"آسف يا رفاق"
ارتفعت حلقة تشانغ يونغ السوداء و بدأ دخان أسود يحيط بجسده لزيادة قدرته البدنية ، تماما كما أطلق تشي الموت عبر جسده و استخدم اندفاع التنين المظلم و دعمه بطريق الرياح
اندفع تشانغ يونغ عبر الأشجار بسرعة خاطفة، تاركًا وراءه أثرًا من الضباب الأسود. تاتسومي وأكامي كافحا لمواكبة سرعته، لكنهما لم يتمكنا من اللحاق به تمامًا.
انتظر! لا تتقدم وحدك!" صرخ تاتسومي، حتى مع استخدامه لانكورسيو ، لم يستطع اللحاق به
في غضون نصف ساعة من الركض ، كان قد وصل الى منطقة عالية ، حيث أصبح من الممكن ملاحظة مدينة في المقدمة
(تم تفعيل التجسيد الوهمي و تم استخدام 20٪ من المقياس)
على الفور خرج تشانغ يونغ من جسده و اندفع جسده الشفاف الى اليسار بينما انطلق جسده هو الى اليمين
كانت هذه مرحلة جانبية لقدرة التجسيد الوهمي
لو نظر أحد الى جسد تشانغ يونغ فقد كان واعي تماما ، و لكن عن قرب ، كان مستواه قد انخفض الى 27 ، أي نصف مستواه الحالي ، كان هذا مقابل البقاء واعيا ، و عندما يبطل تأثير التجسيد الوهمي ، سيستعيد مستواه
سرعان ما وصل تشانغ يونغ الى حقل زهور و عثر فورا على كورومي التي كانت تطارد تشيلسي
سحب تشانغ يونغ تجسيده الوهمي و شاهد ما يحدث
هاجم أحد دمى ياتسوفوسا الذي يدعى ناتالا فورا تشيلسي و قطع ذراعها
و أطلقت الدمية الأخرى دويا طلقة اخترقت معدة تشيلسي و سقطت أرضا
و قام في النهاية ناتالا بتثبيتها أرضا ممسكا بعنقها بقوة و على وشك قطع رأسها
'ستموت بسبب فقدان الدم'فكر تشانغ يونغ كما أرسل نصلا من طاقة السيف نحو ناتالا
قفز ناتالا بسرعة و تفادى الهجوم بالتفافة في الهواء و طارت كرات نارية نحوه و تراجع نحو كورومي لحمايتها
في نفس الوقت أطلقت دويا على تشانغ يونغ ، و قام الأخير بالتفادي بسرعة و استخدم مسدسه الخاص للإطلاق و اختراق رأسها
تفادت دويا بسرعة و بدأت بالركض و الإطلاق على تشانغ يونغ
ذكرى الجليد الأبدي - تجميد الأرض
ارتفعت جدران جليدية حول تشانغ يونغ و تشيلسي
اقترب تشانغ يونغ منها بهدوء و انحنى "للأسف ، كانت نهايتك مأساوية...تشيلسي ، أقل ما أقدر عليه هو إعطائك بعض السلام"
مسار الخلاص - نور الخلاص
انبعث ضوء ذهبي دافئ من يد تشانغ يونغ، ينساب مثل سائل الشمس فوق جسد تشيلسي الجريح.
تشيلسي نظرت إلى السماء بعينين متسعتين، تتنفس ببطء. "هذا... ما هذا الشعور؟" همست بصوت ضعيف.
"هدية أخيرة." قال تشانغ يونغ بهدوء، بينما كان الضوء يحيط بها كحضن دافئ. "لن تشعري بالألم بعد الآن."
في تلك اللحظة، شعرت تشيلسي كما لو أن كل ثقل العالم قد رُفع عنها.
ذكرياتها ، من لحظات الفرح إلى الألم ، تدفقت أمام عينيها كفيلم يعاد تشغيله بسرعة، لكن دون أي ألم. ابتسمت، وهي تشعر بسلام لم تعرفه من قبل.
"...آسفة...تاتسومي..." همست، وعيناها تبدأان في الإغلاق ببطء
وبينما كان الضوء الذهبي يختفي، انطفأت أنفاسها الأخيرة بابتسامة على وجهها
و امتص تشانغ يونغ روحها بشكل ناجح
[تم امتصاص الروح المدعوة "تشيلسي" بنجاح ، عدد الأرواح الممتصة (3/14)]
رفع تشانغ يونغ رأسه فجأة عندما سمع صوت انفجار خلفه ، الجدار الجليدي قد تحطم.
ناتالا ودويا تقدما نحوه بسرعة، بينما وقفت كورومي في الخلف، عيناها تومضان بالغضب
ابتسم تشانغ يونغ ببرود"اوه اوه ، هل أثار تدخلي غضبك؟ ، يا لك من ساذجة ، أنا مغادر من هنا"
اختفى تشانغ يونغ فجأة من المكان ، و انتظر نحو الساعة و نصف قبل أن يصل كل من تاتسومي و ماين ، و قد بدأت تمطر بغزارة
"تشانغ يونغ! هل عثرت عليها"سأل تاتسومي على عجلة من أمره
مع ذلك هز تشانغ يونغ رأسه "مشطت المنطقة المحيطة ، ليس هناك أثر لها"
أمسكت أكامي بذقنها و هي تفكر"على حسب تشيلسي ، ربما تكون قد ذهبت الى البلدة القريبة بالفعل"
"إذا ، سأختفي و أذهب الى البلدة"قال تاتسومي و هو يفعل درع انكورسيو
"كن حذرا"قالت أكامي مع نبرة قلق
أماء تاتسومي و انطلق نحو البلدة ، بينما بقي تشانغ يونغ يحدق بشكله المختفي ، حسب المسار، سيكون رأس تشيلسي معلقا على العمود في المنتصف
'هذا سيكون قاسيا عليه ، و لكن ، هكذا يجب أن تحصل الأحداث ، مهما حدث ، علي أن أحصل على النهاية الآمنة'
...
عندما عاد تاتسومي ، كانت نظرته مكسورة ، لقد رأى رأس تشيلسي معلقا في المدينة حيث شاهدها العديد من السكان
لكن حتى لو رحل فرد من الفريق ، كان لا بد من اكمال المهمة
في اليوم التالي لما حدث ، وصلت المجموعة الى مدينة كيوكروتش ، موطن المنظمة الدينية
تجول تشانغ يونغ في السوق برفقة ماين ، كانت مهمة اليوم فقط إستطلاع المنطقة
كان السوق مزدحمًا بالناس، الأصوات المتنافرة للبائعين والمشترين تملأ الهواء، ورائحة التوابل والأطعمة تختلط مع رائحة الزهور المعروضة على الأرصفة
تشانغ يونغ سار ببطء بجانب ماين، عيناه تمسحان المكان بحذر
"هاه ، هناك فرق كبير بين شوارع العاصمة الكئيبة ،و هذا المكان"قال تشانغ يونغ وهو يشير إلى الألوان الزاهية والأجواء الحيوية حولهم
"حتى لو كان الجو مريحا لا ترخي دفاعك ، قد يكون الحايغرز قريبين و يوزعون منشورات المطلوبين عنا"قالت ماين بينما تسير بتوتر خانق
ابتسم تشانغ يونغ وهو يلتقط تفاحة من إحدى البسطات ويدفع ثمنها"إذا لا تتصرفي كشخص مطلوب"قال وهو يعطيها التفاحة. "و بما يبدو بإنجازك الحالي ، ينبغي أن لا يشكل أعضاء الجايغرز أي مشكلة لك...حسنا ، باستثناء ايسديث"
نظرت ماين إليه بدهشة، ثم أخذت التفاحة بتردد. "تبدو أكثر حيوية ، تبتسم أكثر من المعتاد"
ضحك تشانغ يونغ بخفة. "بالطبع ، لما لا عندما أذهب مع أختي الصغيرة"
"أخت صغيرة؟"عقدت ماين حاجبيها باستغراب
تفاجأ تشانغ يونغ من زلة لسانه عندما أدرك كلماته و هز رأسه فورا و اختفت معها ابتسامته"لا شيء ، لم أقل أي شيء"
نظرت إليه بعينين ضيقتين، ثم عضت التفاحة بقوة. "أنت تتصرف بغرابة"
'انسى امر كل هذا ، ماذا كان الحدث القادم ثانية؟'أمسك تشانغ يونغ بجبهته و هو يستخدم استذكار الشيطان السماوي و مكتبة الغوامض
'همم؟ ، لما لا أتذكر شيئا؟ ، متأكد من أني أمتلك معلومات ، أين هي؟!'اتسعت عيناه للحظة
لماذا لا يستطيع تذكر الأحداث القادمة؟ هل كان هذا تأثيرًا من مواجهته مع آرثر؟ أم أن هناك شيئًا آخر يحدث؟
هذا بالتأكيد لم يكن الوقت المناسب ليفقدها ، ان حدث ذلك ، قد لا يستطيع تحمل العواقب
"دعنا نذهب تاليا إلى الضواحي شمال المنطقة،" اقترحت ماين بهدوء
أماء تشانغ يونغ برأسه و لحق بها عبر الزحام
بعد ساعة من التجوال، وصلا إلى ضواحي المدينة الشمالية،و بعد التجول قليلا قررا أخذ استراحة
جلسا في منطقة قريبة بينما كان ينظر تشانغ يونغ الى المدينة من بعيد ، لم يمضي وقت طويل منذ اختراق تشانغ يونغ بمهارة عيون الشيطان الأرجوانية الى عالم التفاصيل
مما يجعل الرؤية محسنة أكثر و حاليا ، أمكنه رؤية الأزقة بوضوح ، و العائلات من النوافذ في منازلهم
ثم حول تشانغ يونغ نظره نحو ماين ، لقد تخطت بالفعل مرحلة السيد و على وشك الإختراق الى مرحلة سيد كبير ، سرعة الإختراق هذه كانت لا تصدق
'كل هذا الإنجاز في عالم شحيح ، لو كانت في العالم الرئيسي لكانت بالفعل احدى ألمع التلاميذ في الطوائف' لم يستطع تشانغ يونغ سوى أن يحسدها قليلا
"قولي ماين ، هل أبدو كوغد مجنون؟"قال تشانغ يونغ و هو يخدش وجهه
ماين رفعت حاجبها"وغد؟ أجل ، مجنون؟ ليس كذلك حقا"
تشانغ يونغ ضحك بصوت خافت، ثم أدار وجهه نحو الأفق. "حسنًا، هذا مريح بعض الشيء."
ساد صمت قصير بينهما، قبل أن تسأل ماين بتردد: "لماذا تسأل؟"
التفت تشانغ يونغ إليها، عيناه الزرقاوان تعكسان ضوء الشمس. "لا شيء جدي ، لكني أحيانا قد أفقد مسمارًا أو اثنين من دماغي ، و لنقل أن هذا لم يكن شعورا مريحا"
قالت ماين بجدية"اوه حقا ، يفسر هذا الكثير ، لكنك لست مجنونًا... فقط غريب بعض الشيء."
"هذا حقا ليس-"توقف تشانغ يونغ فجأة و التفت عندما أحس بحضور خلفه، ووجد رجلًا طويلًا نحيفًا يرتدي قلادة رمز طريق السلام حول جبهته، وشعره الأبيض الطويل يتمايل مع النسيم ، و خلفه كان قد تبعه بضعة حراس
كانت عيناه الدافئتان تنظران إليهما بابتسامة لطيفة"آه ، آسف على القدوم بلا إذن ، و لكني لم أستطع الوقوف و المشاهدة فقط"
صوته كان ناعمًا ودافئًا، كنسيم خفيف يحمل راحة غريبة، لكن عينيه، رغم ابتسامته الهادئة، كانتا تنظران إلى تشانغ يونغ بشكل غريب
"هل انت...المنشئ لطريق السلام!؟"قالت ماين بنبرة متفاجئة
أماء القائد بهدوء"أجل ، أقوم أحيانا بجولات لتفقد أتباعي في الضواحي"
نظر تشانغ يونغ نحوه و انحنى قليلا"انه شرف مقابلة القائد شخصيا"
ابتسم القائد بتعاطف "لا داعي للرسميات ، من فضلك ، لقد أتيت هنا لسبب"قال ببساطة، ثم أدار وجهه نحو ماين"أنتِ... لديكِ هالة نقية، كضوء الشمس في يوم صافٍ. لكن..."
توقف، ونظر إلى تشانغ يونغ مرة أخرى، وهذه المرة كانت عيناه تحملان شيئًا أشبه بالحزن.
"أنت محاط بأشياء كثيرة... كارما سوداء، أشباح، وحقد ، هذه أول مرة أراه ، و لكن الأمر أشبه بكونك منبوذا من السماء"
ماين تجهمت على الفور، اجتمع يدها لتشكل قبضة "ماذا تقصد؟"
لم يبتسم هذه المرة ، و لكن تعبيره أظهر تعاطفا"أنصحكِ ألا تتعلقي به، كل من يقترب منه سيجد التعاسة حتمًا. إنه كالظل الذي يبتلع كل نور حوله ، انا لا أعني أي إسائة"
تشانغ يونغ لم يبد أي رد فعل، فقط أدار عينيه الزرقاوين نحو الأفق مجددًا، وكأنه لم يسمع شيئًا، لم يكن كلامه مخطآ تماما ، منبوذ من السماء ، هذا شيء كان يتماشى مع حاله بشكل مثير للسخرية
لكن ماين قفزت على قدميها، عيناها تومضان بالغضب"من تظن نفسك لتتحدث بهذا الشكل؟!"
القائد لم يتراجع، لكن نظراته أصبحت أكثر حزنًا"أنا آسف. لكنني لا أستطيع أن أرى أحدًا يُجر نحو الهاوية دون تحذيره."
قبل أن تتمكن ماين من رد آخر ، تحدث تشانغ يونغ فجأة"سيادة القائد ، يمكنك المغادرة ، و بالنسبة لما قلته...سأفكر في الأمر"
أماء القائد بهدوء "أنا آسف على حالتك ، و لأني لا أستطيع مساعدتك بالشكل الكافي" ثم استدار و غادر المكان برفقة أتباعه
الصمت ساد بينهما لثوانٍ، قبل أن تلتفت ماين إلى تشانغ يونغ بغضب محبَط"ألم يكن عليك أن تقول شيئًا آخر؟!"
رفع تشانغ يونغ كتفيه بلا مبالاة."ماذا تريدينني أن أقول؟ كلامه صحيح."
"صحيح؟!"صوتها ارتفع بشكل غير مقصود، تشانغ يونغ لم يحاول حتى أن يجادل بشأن هذا "أنت تقول هذا بجدية؟"
لم يجبها، فقط نهض من مكانه، و التراب التصق بملابسه و بدأ بنفضها "ليس هناك داعي لخوض حديث عن هراء ، دعينا فقط نعود الى الجميع"
في هذه الأثناء ، كان ما يزال قائد طريق السلام يحدق بهم من الخلف'أتمنى أن ينجح ، رغم كل تلك الأشياء ، لديه قدر لمواجهة المصير ، بعد كل شيء ، هو نجم السماء المظلم'