في تلك اللحظة شعر تشانغ يونغ بشكل مختلف، في لحظة كان قد ظهر شكل طيفي أمامه ، بلون زهري و أحمر مشع ، متخذا شكل سو مينغ
مسار القوة - القبضة السماوية
بدا عقله صافي للغاية و هو يحدق به أمامه ، و لقد فهم شيئا عن نفسه
لما رغم أن تشانغ يونغ كان لديه الإرادة لكي يعود الى الحياة ،لم يتمكن حقا من تفعيل هذه القدرة سوى الآن
لقد أنشأ عدة علاقات مع الآخرين حتى الآن ، و لكنه لم يملك أي إيمان حقيقي بها بنفسه
فإذا كان ضعيفا و عديم الفائدة ، لن يرغب أي منهم بأي علاقة معه ، الأمر يرجع الى "موهبته"
فإذا لم يملك موهبة ، لم يكن ليقبل في شريك و يستمر مع أعضاء شريك ، إذا لم يمتلك الموهبة ، فلن يتم قبوله في قمة السكينة ، كل شيء كان سيكون كالحلم إذا لم يمتلك الموهبة ، ففي النهاية ، لما سيضيعون وقتهم على شخص عديم الفائدة
و بسبب ذلك الشعور فكل تلك "العلاقات" التي هو نفسه لم يعترف بها لم تعد "علاقات" ، و بالتالي لم تتم العملية ، و نفس الأمر كان حتى مع الغارة الليلية
لم يقبل العلاقات بنفسه ، فكيف ستكون كافية ليصل الى هذه المرحلة
لم يبدأ بالإيمان بهذه العلاقة سوى الآن فقط ، و أما السبب الذي جعل طيف سو مينغ يظهر بدلا عن غيره حتى الآن ، كان سببا بسيطا
من بين كل العلاقات التي لم يعرف فيها تشانغ يونغ كيف يشعر ، من بينهم جميعا ، كانت علاقته مع سو مينغ الأكثر وضوحا
لقد كانوا إخوة ، و بشكل ما ، شعر تشانغ يونغ بأنه على عكس تلك العلاقات التي حدثت بسبب موهبته ، سو مينغ كان الأكثر تقبلا ، فقد شاهد تشانغ يونغ في ضعفه ، و مع ذلك مايزال يختار أن يؤمن به و يدعمه كـ"أخ"
لذلك أجل ، من بين جميع من قابلهم ، كانت علاقته مع سو مينغ خالية من أي عقبات في قلبه
ابتسم تشانغ يونغ كما ابتسم بهدوء و هو يحدق في جميع الرفاق ، استدار نحوهم و انحنى"شكرا لكم على كل لحظة و مساعدة منكم لي"
بدأت الأوهام تبتسم بلطف و بدأوا يتداخلون مع بعضهم و يجتمعون جميعا و يشكلون "تشانغ يونغ"
ابتسم تشانغ يونغ عند رؤيته لنفسه "لم أتخيل أن أراك هنا"
ابتسم "تشانغ يونغ" كذلك و هز رأسه"لكي تستطيع أن ترى نفسك ، أخذك وقت طويل أليس كذلك؟"
هز تشانغ يونغ كتفيه بلا مبالاة"ليس لدي أدنى تعليق على ذلك ، إذا ، ماذا الآن؟"
لوح "تشانغ يونغ" بيده بلا معنى"اوه بسيط ، عليك الآن التخلص مني"
ضحك تشانغ يونغ بسخرية"هذا سخيف ، أنت مصنوع من تشي الموت ، التخلص منك هو مثل القول "تخلص من الموت" و هذا هراء"
ضحك "تشانغ يونغ" من قلبه"هذا مختلف ، أنا لست مصنوعا من تشي الموت ، أنا جزء منك"
ارتفع حاجب تشانغ يونغ قليلا"هذا صحيح جزئيا ، لكن هل هذا يعني أني تقبلت نفسي و أتخلص من شعور الذنب الطويل"
مع ذلك هز "تشانغ يونغ" رأسه "لا ، أنت تقبلت جزئا منك فقط ، الجزء الذي لم يدعك تتقبل الآخرين ، مازال أمامك طريق طويل للتخلص من الذنب"
تنهد تشانغ يونغ و هو يعقد ذراعيه"كان علي توقع هذا ، ليست هناك مشكلة تحل مرة واحدة"
ربت "تشانغ يونغ" على كتفه"مهلا ، لا تكن قاسيا على نفسك ، في السابق كنت ساذجا و أحمقا ، و لكن الآن ، يمكنك أن تتقبل جزئا من نفسك ، هذا فوز للجميع صحيح؟"
لم يستطع تشانغ يونغ إلا أن يحدق بنفسه"أجل ، أيها الوسيم المغرور"
ابتسم "تشانغ يونغ" و ربت على كتف تشانغ يونغ"على الأقل سأقول ، تهانينا على ما أنجزته"
مع تلك الكلمات بدأ "تشانغ يونغ" في الإختلال و اخترق جسد تشانغ يونغ الى حيث ينتمي و عندما نظر تشانغ يونغ خلفه ، تعرف على ماذا تم تهنئته
خلفه تماما ، و بدون أدنى وعي ، تم إنشاء سيف ضخم بدا قادرا على اختراق السماء بهجوم واحد ، كان السيف مكونا بشكل تام من تشي الموت ، و لكنه لم يكن أي تشي موت ، بل واحد نقي بشكل خاص
هذا السيف وحده كان مساوي في القوة لرتبة مبجل
رفع تشانغ يونغ السيف و يجعله يتقلص الى حجم سيف عادي و بدأ بتدويره في يده "لقد وصلت الى براعة عالية بالتأكيد ، هذا السيف ، أستطيع إنشائه في كل مرة ، سأسميه 'سيف الذات' اسم طفولي بعض الشيء و لكن....يستحقه"
'لقد فهمت حقا ما حاولت يوني شرحه في ذلك اليوم ، لا يجب معاملة تشي الموت كالطاقة الروحية ، إذا أردنا النظر إليها بشكل موضوعي ، الطاقة الروحية يمكنها ان تكون صلبة و الحجارة الروحية الدليل ، و يمكنها أن تكون سائلة ، و ينبوع التشي هو الدليل ، و يمكنها أن تكون غازية و الطاقة بين السماء و الأرض هي الدليل
إذا لم يكن يعامل تشي الموت كالطاقة الروحية، فإذا تشي الموت ليس مادة ، تشي الموت....من الأغلب انه وجود حي ، 'الموت حي' هاتان الكلمتان تضادان بضعهما بشكل واضح' تأمل تشانغ يونغ بعمق
"حسنا ، لقد حققت إحدى غاياتي ، و لكن بالنسبة الى طيف سو مينغ...هاه ، قدرته هي القطع؟ أهذا يعني أنه يحول القبضة الى سيف حاد؟ هذا مثير نوعا ما"
ابتسم تشانغ يونغ على هذا ، كانت لكل طيف سمته الخاصة ، فخير مثال هو هيو تشيانغدا ، فنظر لبنية مسار القوة فهو حتى الآن سيد مسار قوة خام الوحيد النقي
طيف الدب ان يتميز بقدرة الصفع ، و السلحفاة بالدفاع ، و التنين بسرعة الإنقضاض ، و النمر بالمخالب الحادة ، و الخنزير الأفضل للإندفاع
امتدت مجسات الظل حول جسد تشانغ يونغ و بدأ بإطلاقها الواحد تلو الآخر
"واحد اثنان....عشرون...ثلاثون ، أجل ، الآن ، بعد أن أدركت أن تشي الموت هو جزء من "نفسي" يمكنني فقط..."
في لحظة بدا أن جزئه السفلي تحول بالكامل ليصبح من المجسات ، و أصبح جزئه العلوي هو الجانب البشري الوحيد فيه ، ما عدا وجهه ، حيث أن نصف وجهه كان بشريا ، والنصف الآخر...كان مغطى بالظلام و في منتصفه كان هناك ثلاث أعين إضافية
"أجل ، تأكدت ، تشي الموت أشبه بالوجود الحي ، أو بالأحرى أنا ما أجعله حيا"
أرجح تشانغ يونغ مجساته الى داخله ثم استدعى طيف سو مينغ ، ثم حول نظره الى روح عملاقة تقترب
نظر الى طيف سو مينغ و ابتسم"تريد تجربة قوتك؟"
قفز تشانغ يونغ في الهواء نحو العملاق و أرجح قبضته بقوة ، و سرعان ما رفع طيف سو مينغ سيف واحد بذراع تشانغ يونغ و اخترق معدة العملاق محدثا ثقبا في منتصفه
الوحش عوى بصوت مزق الضباب، لكنه لم يتراجع—بدلاً من ذلك، بدأ جسده يتجمع من جديد.
"ليس بعد أيها الوغد"ابتسم تشانغ يونغ كما ظهر سيف الذات فوق رأسه و بحركة من يده سقط السيف على العملاق و قطعه إلى نصفين متطابقين تماماً
بدأ الدخان الأسود للروح العملاقة يتطاير نحو السماء، لكن تشانغ يونغ لم يكن راضياً بعد
رفع يده، وتشي الموت تجمع في راحة كفه، مشكلاً كرة سوداء و بدأ بضغطها
"الطاقة الروحية ، لديها ثلاثة حالات ، صلب و سائل و غاز ، ثم...هناك الحالة الرابعة ، البلازما ، و أفضل حل لذلك هو التأين ، جعل ذرات تشي الموت تفقد الإلكترونات تحت تأثير الطاقة...."
تشانغ يونغ ضغط الكرة السوداء بين يديه بقوة، وشعر وكأنه يحاول سحق صخرة بين راحتيه. تشي الموت بدأ يهتز بعنف ، و بدأ يتحول شكله ليبدو غريبا ، حيث تحول اللون الأسود لتشي الموت ليبدو كما لو أن هناك ضوئا ينشأ في منتصفه
كأن نجماً أسود صغيراً قد ولد بين يديه ، الهواء حوله بدأ يترنح، وتشي الموت الموجود في الهواء انجذب نحو الكرة المتوهجة
"هذا..." همس تشانغ يونغ، عيناه الزرقاوان تعكسان الضوء الغريب المنبعث من بين أصابعه
الكرة السوداء المتوهجة كانت تطلق شرراً مظلما كل شرارة ، و سرعان ما تشكلت على شكل نجمي خماسي الأضلاع ، و بدأت الرؤوس في إطلاق الشرر بشكل لا يمكن التحكم فيه
"تبا!"لعن تشانغ يونغ و قذف النجمة بين يديه بعيدا نحو العملاق
انفجرت النجمة السوداء عند اصطدامها بالروح العملاقة، مطلقةً موجة صادمة من الضوء المظلم الذي مزق الوحش إلى ذرات متناثرة ، لم يبقى هناك أي أثر على بقائه حيا
"آه...أظن أنني صنعت قنبلة تشيرنوبل عن طريق الخطر"ابتسم تشانغ يونغ بشكل ساخر و هو يحدق بالحفرة التي أنشأها
كانت بعمق العشرة أقدام ، و كان هذا من مجرد تجميع عشوائي لتشي الموت و محاولة تطبيق نظرية المادة عليه ، و انتهى به الأمر الى إنشاء ما هو أشبه بقنبلة صغيرة ، لو استطاع تشانغ يونغ تكثيفها أكثر ، فالقوة ستكون هائلة ، حتى المبجل ربما لن ينجو من هذا الضرر
حتى الآن ، لم يستطع تشانغ يونغ يوما هزيمة مبجل في عالمه ، و لم يستطع سوى لعب الحيل ، أو قتلهم في لحظة ضعفهم ، عندما يعود ، قد يكون اول شخص بدون أي قاعدة تدريب قادر على هزيمة مبجل، ستكون أسطورة!
ابتسم تشانغ يونغ على هذا الإكتشاف ، ثم سار بهدوء نحو كهفه و جلس في وضعية اللوتس"لا يمكنني أن أرضى عن نفسي بهذه السهولة ، الآن بعد ان استقر الوضع ، سأنشئ نية الرمح الخاصة بي و نية القوس ، النوايا تعمل عن طريق الدانتيان الأوسط و بالتالي يمكنني استخدام حتى في العالم الرئيسي"
داهل الكهف ، أغلق تشانغ يونغ يونغ عينيه ، و جعل راحتيه تلتقيان مكونتين دائرة أمام الدانتيان الخاص به - او موقعه في الجسد البشري
ثم بدأت رياح خفيفة تحيط به ، و ظهر فجأة نمط رمح على صدره ، بالتحديد فوق موقع الدانتيان الأوسط في الجسم
في لحظة سمح للرياح أن تحمل وعيه ، و دون إرادته ، وجد أنه وصل الى مكان غريب ، كان هناك ظلال طويلة و رقيقة أشبه بالرمح ، و كان العدد الموجود أمامه يقدر بالملايين
تحرك وعي تشانغ يونغ للأمام ، لم يكن سريعا و لا بطيئا و لكن جسده كان يتم سحبه بينهم ، مع الإقتراب بدرجة كافية أمكنه ملاحظة ظلال تقف فوق الرماح ، بدت ظلال أشخاص
و في لحظة توقف تشانغ يونغ و شعر بأنه يقف على مسطح مائي كما ابتسم ، لقد جاء الى هذا المكان في إحدى حيواته ، في حياة مسار الرمح و تعرف على المكان
تماما كما كان هناك بحر لداو السيف ، كان هناك بحر لداو الرمح كذلك ، و الآن كان هناك شيء عليه فعله ، التقدم للأمام ، كلما زاد عدد خطوات تشانغ يونغ ، كلما نية السيف التي سيشكلها أقوى
ابتسم تشانغ يونغ و بدأ بالمشي خلال بحر الرمح ، و مع تدربه لنحو العشرين سنة على الرمح ، تخطى بسهولة المستوى الأول و الثاني و ذهب مباشرة الى الثالث
حسب ما يتذكر تشانغ يونغ ، في مسار الرمح من حيواته ، انشأ نية رمح من المستوى السادس ، و اخترق عبر عالم إرادة الرمح و لكنه في النهاية مات مدافعا أمام البوابة السماوي لقصر السماء العميقة بينما كان يهرب كافة التلاميذ
بصراحة كان تشانغ يونغ في تلك الحياة رجلا نزيها ،و بعيدا كل البعد عن نفسه الحالية
ربما في هذه الحياة كان هناك أمل للوصول الى نية الرمح من المستوى التاسع ، و ربما أعلى حتى
واصل تشانغ يونغ سيره عبر بحر الرماح، كل خطوة كانت تزيد من إحساسه بالتوافق مع طاقة الرمح التي تحيط به
الظلال التي وقفت فوق الرماح بدأت تتحرك، وكأنها تعترف بوجوده، بعضها حتى التفت نحوه، عيونها الخالية من الملامح تحدق فيه بفضول
سرعان ما وصل تشانغ يونغ الى المستوى الخامس ، عيناه تركزان على الأفق حيث بدا البحر لا نهائياً
مر تشانغ يونغ بجانب الظلال ، و عند وصوله الى المستوى السادس بدأ مستوى تقدمه يتراجع ، و كانت خطواته أبطأ
'هل من المقدر أن لا أتجاوز ما حققته في حياتي الماضية؟ لن أقبل هذا؟'
تشانغ يونغ توقف فجأة، عيناه الزرقاوان تشتعلان بتصميم متجدد. "لا... هذه المرة ستكون مختلفة." همس لنفسه، صوته يحمل ثقة لم تكن موجودة من قبل.
رفع يده، وتشى الموت بدأ بالتدفق حوله، مشكّلاً رمحاً طويلاً أسود اللون في قبضته. "لقد قبلت نفسي... وهذا يعني أنني قبلت كل حياتي الماضية، بما في ذلك تلك التي كرستها للرمح."
هذا الرمح الذي كان يحمله ، لم يكن رمحا حقيقيا ، بل مجرد تشكيل لإرادته
"المستوى السادس لم يكن نهايتي... لقد كان مجرد بداية." تقدم تشانغ يونغ بخطوة ثابتة إلى الأمام، وهذه المرة كانت قدماه لا تغوصان في الماء، بل بدا وكأنه يمشي على سطحه
"الفهم الحقيقي للرمح ليس في التقنية... بل في الروح." قال وهو يتقدم، عيناه مغلقتان الآن، يعتمد على حواسه الأخرى. "الرمح هو امتداد للإرادة وهو تعبير عن العزيمة التي لا تلين."
ثم فجأة، فتح عينيه، كان قد وصل إلى منطقة جديدة في البحر، حيث الرماح هنا كانت أكثر بريقاً وقوة، ومصنوعة من مواد غريبة لم يرها من قبل.
"المستوى السابع..." همس وهو يحدق في موطئ قدمه الحالي ، ثم أخذ موطأ قدم آخر
لكن توقف فجأة شخص في المقدمة ، لقد قفز قلب تشانغ يونغ
لقد كان هذا الرجل كرة أخرى ، حارس بحر الرمح
كان الشخص مُغطى بضوء لامع، مما جعل من الصعب رؤية مظهره الحقيقي
التفت لينظر إلى تشانغ يونغ وقال: "انه أنت مرة أخرى!"
قال تشانغ يونغ بحذر: "هل من الممكن أن الكبير يعرفني؟"
كان الشكل الغامض صامتا لفترة
انتظر تشانغ يونغ بتوتر
"انت...انه انت حقا ، حياتك الماضية كسيد رمح كانت قصيرة ، و كنت موهبة ثمينة ، لقد تناسخت مرة أخرى ، هذا ما لم أتوقعه" هز الشكل رأسه باهتمام
أجاب تشانغ يونغ"هل تعرف علي الكبير رغم ذلك؟"
هز الشكل رأسه"على الرغم من أن الأنهار السماوية هي نسخ دنيئة المستوى من نهر القدر ، إلا أنه من الممكن معرفة من جاء إلى هنا من قبل ، لقد تجاوزت رمحك السابق بالفعل ، وصلت الى المستوى السابع ، بقدر ما أريد أن أسمح لك بالإستمرار ، لكنك ستنفجر إذا خطوت أكثر"
أجاب تشانغ يونغ في حيرة"نهر القدر؟ هل شيء كهذا موجود؟ و مالذي تقصده بأن هذا النهر هو نسخة دنيئة بالإضافة الى الأنهار الأخرى؟"
ضرب الشكل جبهته و تنهد " بالطبع من تظن أنه يسير مصائر الكون؟ أختك؟ بالطبع هناك القدر ، و هو ما يسيطر على إرادة العوالم ، أو كما تعرف في عالمك باسم "السماء" ، انسى الأمر ، اسمح لهذا الموقر بشرح بنية القدر لك أيها السفيه"
تفاجأ تشانغ يونغ باللهجة العدوانية في حديث الشكل "احم ، تقدم أيها الكبير"
بدأ الشكل شرحه"تماما كما يولد الإنسان ، فهو لديه مصير واحد صحيح؟ و هو الموت ، و هذا لأنه ينجذب نحو هذا القدر ، و حتى الحكام ليسوا محميين من مصير كهذا ، بل يمكنهم فقط "تأجيله" ، و بذلك ، لا يكون الطريق دائما "من" و "الى" ، بل هناك ايضا "عبر" و "سبب" و "نتيجة" ، باختصار ، تلك العوامل الأخرى ، هي أشياء مؤثرة في قدر الفرد ، و هذا أيضا يعني أن قدر الفرد ليس مرتبطا فقط ب "نفسه" بل بالآخرين أيضا"
أمسك تشانغ يونغ بذقنه و هو يحلل كلامه"إذا المسار واحد ، و لكن العوامل التي خلاله هي المختلفة ،و لكن النهاية واحدة ، أشبه بجذب الشخص ، كالعثة نحو النار"
أماء الشكل "بالضبط ، ما سيحدث ، سيحدث لا محالة ،و لكن قول أن هناك مسار واحد ، ليس صحيحا بالتحديد ، تماما كما تجذب جاذبية الكواكب الأجسام ، هل تقول أن كل الأجسام ، مصيرها الإصطدام بالكوكب؟"
هز تشانغ يونغ رأسه"لا ، و هذا يعني أن الهروب من القدر ممكن!"
نقر الشكل على جبهة تشانغ يونغ بقوة"ليس تماما! ، يمكنك أن "تؤجله" و ليس الهروب منه! زيادة طول العمر هو فقط طريقة لذلك"
أمسك تشانغ يونغ مكان الإصابة"و لكن إذا أردت الهروب منه؟ هل هذا ممكن؟"
تنهد الشكل"أنت لم تفهم ،للهروب من القدر ، عليك إما أن لا تظهر فيه أي لا تظهر من الأساس أو تخرج منه ، لكي لا تظهر فيه هو شيء لا يمكنك فعله ، منذ أنك هنا أمامي ، و لكي تخرج من القدر يجب أن تملك قوة كافية ....في الحقيقة ، كان هناك معلومات عن أشخاص ابتعدوا عن القدر ، أو بالأحرى ، القدر يكرههم و لكنهم شيء لا يمكن إيجاده ، بالأحرى ، حتى أنا لم أقابلهم من قبل ، انهم نادرون"
أماء تشانغ يونغ بهدوء ، فقط كم كانت قوة هؤلاء حتى يكرههم القدر"فهمت ، إذا القدر هو شيء مثل هذا ، و بخصوص الأنهار؟"
أومأ الشكل الغامض برأسه، وامتدت يده لترسم صورة في الهواء باستخدام الضوء. "تخيل أن الكون عبارة عن نسيج ضخم من الخيوط المتشابكة. كل خيط يمثل حياة، وكل عقدة تمثل حدثاً مصيرياً."
"نهر القدر الذي نتحدث عنه هو مجرد واحد من هذه الأنهار." استمر الشكل، عيناه تلمعان بالمعرفة القديمة. "هناك أنهار أخرى -نهر السيف ، نهر القوس ... لكن نهر القدر هو الأقوى تأثيراً."
"الأنهار السماوية التي ذكرتها هي مجرد فروع صغيرة من هذا النهر العظيم المدعو بالقدر و المسير بالداو" أشار الشكل إلى الرماح المحيطة. "هذا المكان - نهر الرمح - هو أحد هذه الفروع. كل رمح هنا يمثل إرادة مستخدم رمح عبر العصور."
تشانغ يونغ حدق في الرماح من حوله، مبتلعاً هذه المعلومات الجديدة. "إذاً... لماذا تقول أنها 'نسخ دنيئة'؟"
ضحك الشكل ضحكة عميقة. "لأنها مجرد انعكاسات باهتة للحقيقة الأصلية. مثل النظر إلى القمر المنعكس في بركة ماء بدلاً من النظر إلى القمر نفسه في السماء."
أماء تشانغ يونغ برأسه"إذا ، عن نية رمحي..."
رفع الشكل يده و ظهر رمح صغير من الطاقة فوق كفه "نية الرمح التي كونتها هي نية رمح ذبح التنين ، و قصيدة فهمك هي [لا انحناء في الإرادة ، تهمس الرياح عبر خشب الدردار،رقصة من الحديد والهدف، قدم متجذرة في الجبال ، نفس واحد، حركة واحدة، لا فكر بين الجسد والفولاذ ، الرمح يصبح الروح و التنين يقيد و يخضع و ينتظر الذبح] هل وصلت الى فهم؟"
تشانغ يونغ حدّق في الرمح الصغير الذي يدور فوق كف الحارس، الكلمات التي نطق بها ترنّ في أذنيه كجرس قديم. شعر وكأن كل مقطع يهز شيئاً عميقاً في روحه.
"لا انحناء في الإرادة..." همس تشانغ يونغ، عيناه مغلقتان وهو يستعيد ذكريات كل ضربة رمح قام بها في حياته الماضية والحالية. "تهمس الرياح عبر خشب الدردار..."
في تلك اللحظة اتسعت عيناه بشدة"صحيح ، الغرض من مراحل المسار الثلاثة ، الجسد و القلب و الروح ، لم تكن ترمي الى الجسد البشري ، بل الى الدانتيانات الثلاثة! كل مرحلة مرتبطة بدانتيان معين ، لذلك فالمراحل الثلاثة هي إيقاظ لهم و مرحلة النية هي جمعهم جميعا!"
طار الرمح الصغير من يد الشكل و اخترق وعي تشانغ يونغ ، عندما فتح عينيه كان قد عاد الى مكانه في هيلهايم