بعد انتهاء ذلك الشهر في الأرض المقدسة ، تجمعت سحب رمادية فوق السماء

ثم في لحظة

غررر!

ضرب الرعد في السماء ،واهتزت الأرض بقوة لم تكن هذه ظاهرة طبيعية بالتأكيد

ضرب البرق في منطقة معزولة في الأرض المقدسة ، و من كان في ذلك المكان ، كان تشانغ يونغ ، و لكنه لم يكن يتدرب

كانت السحب الرمادية تتكثف فوق الأرض المقدسة، والبرق يتقاطع في السماء مثل ثعابين غاضبة

الهواء أصبح ثقيلاً بالطاقة المدمرة، والأرض تحت أقدامهم بدأت تهتز بقوة

برز شعلة من اللهب الأرجواني أمام تشانغ يونغ و في وسطها كان هناك ثلاثة سيوف

"قليلا بعد ، سأصقل هذه الأسلحة قليلا بعد" كانت نظرة تشانغ يونغ حادة

حضور البرق السماوي لم يعني سوى أن الأسلحة التي يصنعها من الرتبة السماوية ، لكن عند النظر عن كثب ، ما صنعه تشانغ يونغ كان فقط سيفا واحدا في الرتبة السماوية مع سيفين آخرين

بعد أن استقرت الأجواء قليلاً، نظر تشانغ يونغ إلى السيوف الثلاثة التي صقلها بتركيز شديد

كان السيف الرئيسي يتوهج بضوء أرجواني خافت، بينما كان السيفان الآخران يلمعان ببريق أقل لكنهما لا يقلان قوة

ابتسن تشانغ يونغ برضا" أخيراً... لقد اكتملت. هذه السيوف"

فجأة، ظهر بينغ بينغ بقلق شديد ، و هو يلوح بذراعيه في ذعر "سيدي! البرق السماوي الذي اجتاح الأرض المقدسة... لقد سبب بعض الأضرار في المنطقة الشمالية"

أماء تشانغ يونغ برأسه "أعرف هذا ، انه قريب من الجبل الفولاذي الأحمر ، قم باحضار سو مينغ"

لم يستغرق الأمر سوى لحظات حتى ظهر سو مينغ، شعره متطاير وعيناه متقدتان بوهج حاد "لقد استدعيتني؟ لقد شعرت بهزة عنيفة."

أشار تشانغ يونغ إلى السيوف الثلاثة العائمة أمامه"لقد حان وقت تحديث سلاحك" ثم مد يده نحو سيف كريستالي بوهج أرجواني ، لكنه بدا مكسورا ، حيث كانت هناك شقوق لا متناهية عليه

امسك سو مينغ السيف و نظر اليه باستغراب "هذا...استعملت قرن الغزال؟ و لما هو متشقق؟"

"انه سلاح من الرتبة السماوي" قال تشانغ يونغ بلا مبالاة و هو يحفر أذنه "و هو كنز دارما كذلك"

سقط فك سو مينغ من الصدمة "ماذا؟! ، كيف...مالذي ، هاه؟؟"

كنوز الدارما كانت كنوزا نادرة ، تتطور بجانب المستخدم و ترتبط بروحه ، بعد ذلك لن ينفصلا ما لم يتم تدمير السلاح

بعد أن استوعب سو مينغ الصدمة، نظر إلى السيف المتشقق في يده بتعجب مختلط بالرهبة. "سلاح دارما من الرتبة السماوية... ولكن لماذا يبدو هشًا إلى هذا الحد؟"

ابتسم تشانغ يونغ وهو يمد يده ليمسك السيفين الآخرين. "المظهر قد يخدع. هذا السيف مصنوع من قرن غزال قوس قزح و ورق القلب البلوري ، ممزوجًا بمواد أخرى من الأرض المقدسة ، لقد.كنا نسافر عبر الأماكن السابقة كي أصنع هذا لك ، التشققات التي تراها هي قنوات لتوجيه الطاقة الروحية ، جربه"

بعد أن أمسك سو مينغ بالسيف البلوري المتشقق، شعر بثقل غير متوقع ونبض قوي للطاقة بداخله. بينما كان يحاول حقن القليل من التشي، اهتز السيف فجأة وانقسم إلى آلاف الشظايا البلورية الدقيقة التي تتلألأ بألوان قوس قزح، معلقة في الهواء مثل سرب من اليعاسيب المتوهجة

اتسعت عينا سو مينغ من الدهشة"هذا... إنه يتحكم في الشظايا عبر الطاقة العقلية!"

ابتسم تشانغ يونغ بفخر"سيف قوس قزح ، يمكن لشظاياه اختراق أي دفاع، وتشكل أنماط هجوم لا تحصى. والأهم..." ثم غمز تشانغ يونغ"أنه ينمو معك"

ثم حمل تشانغ يونغ السيفين الآخرين في كل ذراع ، في يده اليمنى أمسك بسيف لينغ شي ، قام بإذابة سيف الامبراطور كوان لينغ و استخدمه لتقوية سيف لينغ شي أكثر ، و الآن ، كان أفضل رونقة و جمالا

"هذا ما أدعوه بالتحديث"قالت لينغ شي بحماسة

في اليد الأخرى ، كان هناك سيف فضي ، هذا السيف كان خاصا ، باستخدام معرفته عن التيغو ، استطاع تجميع ياتسوفوسا و انكورسيو و غراند شاريوت في سيف واحد

باستخدام قدرات الغراند شاريوت و انكورسيو ، استطاع تشانغ يونغ منع انكورسيو من امتصاص مالكه ، مع ابقاء قدرة التطور ، و باستخدام ياتسوفوسا ، استطاع اضافة قدرة أخرى

"سأسميه ، التنين التوأم ، منذ أنه يتكون من انكورسيو و غراند شاريوت بشكل أساسي"ابتسم تشانغ يونغ في نفسه قبل أن يعيد سيوفه الى المخزن

ثم استدار تشانغ يونغ نحو سو مينغ "اجمع الإخوة سنستعد لمغادرة الأرض المقدسة"

أماء سو مينغ برأسه و غادر لينادي الجميع ، في هذه الأثناء أخرج تشانغ يونغ بلورة صغيرة

في الأصل كان هناك شقوق عليها ، و لكن بعد ان تم اصلاحها بالتراب الغامض من الأرض المقدسة ، تم اصلاحها

ادخل تشانغ يونغ وعيه الى داخل البلورة ثم خرج ضوء منها

و في لحظة ، ظهرت روح المكتبة العظيمة بياتريس

بياتريس فتحت عينيها ببطء، نظرة ارتباك عميقة في عينيها ، توجهت نظرتها نحو تشانغ يونغ الذي يقف أمامها، ثم نظرت حولها إلى البيئة الغريبة للأرض المقدسة

كان صوتها مترنحا مليء بالارتباك والضعف"أين... هذا المكان؟ لماذا... لم أمت؟ ومن أنت؟" ثم بعد التحديق في تشانغ يونغ لفترة لاحظت هالته و تعرفت عليه فورا"أنت... ذلك الشخص الذي... لا، هذا مستحيل"

اقترب تشانغ يونغ منها و قرفص الى مستوى رؤيتها "أجل ، أعرف ، لا تقلقي ، لقد أصلحت كريستالتك ، لن أؤذيك ، أعرف أن لديك الكثير من الأسئلة لكن الأمور ليست كما تعتقدين."

بياتريس تراجعت خطوة، عيناها تتسعان بالارتباك والألم "كيف تجرؤ... كيف تجرؤ على التحدث عن ذلك؟ لقد دمرت كل شيء! آرثر كان..."

نظر تشانغ يونغ إليها بلطف ، بعد كل شيء ، هي كانت مخدوعة ، و ليس خطأها ، ثم قال بحزم"ماذا كان؟ أمازال مهما لك بعد أن حاول رميك و التسبب بموتك؟ و انت تعلمين أني لو أردت حقا التخلص منك ، لكنت فعلت ذلك ، لكني بدلا من ذلك ، أصلحت كريستالتك ، لما سأفعل هذا برأيك؟"

بياتريس تجمدت للحظة، عيناها تتأرجحان بين الغضب والحيرة، ذكريات آرثر وهو يدفعها لمواجهة الضربة لا تزال حية في ذهنها

"ذلك... ذلك كان..."

"كان محاولة يائسة من رجل يعرف أنه مهزوم."قال تشانغ يونغ بصوت هادئ لكنه حازم"استخدمك كدرع بشري في اللحظة الأخيرة. هل هذه معاملة 'ذلك الشخص'"

كلمات تشانغ يونغ تضرب مثل السهام، كل واحدة منها تصيب هدفا ، و هذا كان ضروريا ، كان عليه تحطيم كل فكرة في عقلها عن آرثر قبل أن يكسبها الى صفه

تراجعت بياتريس خطوة أخرى، لكن غطرستها تبدأ في التصدع ، صوتها كان يرتجف "هذا....كيف...كيف لك ان تعرف؟ انت....أيضا قمت..."

تنهد تشانغ يونغ و مد يده نحوها" إذا استخدمي استنزاف المانا"

اتسعت عينا بياتريس قليلا ، كيف له أن يعرف؟

على عكس معظم الأرواح، لا تمتص بياتريس المانا من الجو ، بل تحصل عليها من الكائنات الحية، بلمس شخص ما، تستطيع بياتريس امتصاص المانا المخزنة في جسده، مما يعزز مخزونها من المانا

سيشعر الشخص المتأثر بهذه التقنية بالإرهاق الجسدي إذا استُنزف ما يكفي من مانا

لكن الأهم ، بامتصاص مانا شخص ما، تستطيع بياتريس أيضًا معرفة ما إذا كان لدى الهدف نوايا عدائية تجاهها أم لا

و بالتالي عرض تشانغ يونغ لهذا يعني كشف نفسه لها ، و لكن الأهم كان هو كيف عرف ان هذا ، كانت هذه ميزة خاصة بها لكونها روحا اصطناعية

مد تشانغ يونغ يده نحوها "من نظرتك اقول أنك متفاجأة ، سأشرح لك كل شيء فيما بعد"

ارتجفت بياتريس قليلاً ثم مدت يدها بتردد ، عندما لمست يد تشانغ يونغ، توهجت أصابعها بضوء أزرق خافت

فجأة اتسعت عيناها بصدمة طفيفة "انت...لا تحمل أي نية عدائية....لكن... كيف عرفت عن قدرتي؟"

ابتسم تشانغ يونغ و فتح فمه ، ثم بدأ بالكشف عن كل شيء ، من كل ما تحتاج بياتريس الى معرفته عن ماضيها الحقيقي

اتسعت عينا بياتريس خلال ذلك و بدأت تبكي ، نظر تشانغ يونغ إليها و لم يقم سوى بالتنهد ، ثم سحب الكريستالة "يمكنك العودة الى الداخل ، ستحتاجين وقتا لاستيعاب كل شيء"ربت تشانغ يونغ على رأسها بلطف

هزت بياتريس رأسها ثم أعادها تشانغ يونغ الى الكريستالة

ثم شعر بوجود الآخرين يقتربون. التفت ليرى وانغ في وليو يان وليو يين يقتربون، بينما كان سو مينغ يمشي خلفهم

لاحظ الجميع التغير في هالة تشانغ يونغ؛ لقد أصبحت أعمق وأكثر غموضًا، كما لو أن وعيه أصبح أوسع لدرجة أنهم شعروا أن وعيهم الخاص كان ينضغط

"الأخ الأصغر، هل كل شيء على ما يرام؟" سأل وانغ في بحذر، ملمحًا إلى البلورة التي اختفت في يد تشانغ يونغ.

"كل شيء على أحسن حال، أخي الأكبر وانغ." ابتسم تشانغ يونغ بطمأنينة. "لقد حلت بعض الأمور القديمة فحسب. الأهم الآن هو خطوتنا التالية."

"هل نحن مستعدون لمغادرة الأرض المقدسة؟" سألت ليو يان بحماس، نظرتها تتفحص التغيرات في المكان من حولهم.

منذ اتباعهم لتشانغ يونغ و هم يجنون المكاسب ، لدرجة جعلتهم يشعرون أن تشانغ يونغ هو مغناطيس للفرص ، و بذلك أصبحوا يتبعونه ، من يعرف ما نوع الفرص الذي سيجصلون عليها تاليا

نظر تشانغ يونغ الى تعبيراتهم قبل أن يسخر داخليا ، ثم أجاب "أجل." أومأ تشانغ يونغ. "لقد قضينا وقتًا ثمينًا هنا، وحان الوقت لمواصلة رحلتنا"

"إلى أين نتجه بعد؟" تساءلت ليو يين بصوتها الهادئ.

نظر تشانغ يونغ نحو الأفق، حيث تلتقي سماء الأرض المقدسة بغيومها الذهبية "حسنا لنرى ، الوجهة القادمة ، ستكون جبال العنقاء"

اتسعت أعين الجميع فورا ، جبال العنقاء كانت المنطقة التي تناقش حولها المؤرخون حول مكان سقوط العنقاء

من حكايات سلف البشرية

كان يحكى أن العنقاء قام بملاحقة الغراب الذهبي عاليا في السماء

و لكن وهج الشمس كان حارقا ، مما تسبب في أن يعمى ، عندما فتح عينيه مرة أخرى كان قد تغير كل ما حوله ، كان جالسا على الأرض

كان له قدمان و يدان ، و أجنحة صفراء تمتد خلف ظهره ، كان لديه جسد بشري

عندما عرف حالته ، شعر بسخط عارم ، نظر الى الشمس و أشار إليها

"مالذي تفعلينه أيها الشمس ، لما حولتني الى شكل بشري!"تحدث العنقاء بازدراء

لكن الشمس أضائت في ومضة "مالأمر أيها العنقاء ، ألم تعد ترغب في ملاحقتي؟"

شخر العنقاء ببرود "من قال هذا؟ بل سألاحقك و أتغلب على الغراب"

أضائت الشمس مرة أخرى و هي تتحدث "إذا ، من الأفضل أن تبدأ التقدم ، الغراب على وشك أن يصل"

اتسعت عينا العنقاء ، و لكن قبل أن ينطلق ، وقف و هو يفكر ، كيف يمكنني الطيران الى هناك؟

ثم نظر الى أجنحته ، و لكنه لم يتمكن من الطيران في جسد بشري

ثم بدأ يمشي في خطة في عقله ، ذهب الى قمة أعلى جبل في القارة و حدق في الأفق أمامه

"احذر من ان تسقط ، المسير هو بلا رجعة" ظهر صوت بجانب العنقاء ، تماما كما نظر ناحية الصوت رأى رجلا عجوزا ، كان لديه جلد بني ، و وشوم حمراء على جسده الوهن

لقد كان من قبيلة البرابرة

"و ما شأنك أنت؟"نظر العنقاء إلى العجوز بازدراء

"بالتأكيد ليس من شأني ، و لكني أظنها حماقة أن ترمي حياتك بلا هدف ، ألا توافقني؟" ابتسم العجوز بهدوء

تقدم العنقاء نحو الحافة و نشر أجنحته ، و تماما كما استعد للإقلاع ، سمع صوت العجوز

"لا تحلق عاليا و إلا ستحترق ، و لا تحلق في ارتفاع منخفض أو ستموت ، أجساد البشر لم تخلق للطيران"

أماء العنقاء و قبل نصيحة العجوز

و لكن عندما قفز العنقاء و بدأ بالطيران عاليا نحو السماء و اجنحته امتدت عاليا و حلق بعيدا

عندما نظر الى العالم أدناه ، حدث شيء غريب ، لقد أعجب بالمنظر

و لكنه أدرك كلما طار بشكل منخفض كلما قل المنظر ، و كلما حلق بشكل عالي ، كان المنظر أفضل

و فجأة لم يعد يبالي بموقعه و لذلك طار عاليا مباشرة في مواجهة الشمس

حلق عاليا و كما حذره العجوز ، بدأت أجنحته تحترق ، كان يعلم بالفعل ، مساره كان متهورا و خطيرا

و لكنه استمر في التحليق ، و لم يعد يستمتع بالهدف ، بل بالمنظر حتى لو أدى هذا الى تدميره الخاص

ثم احترقت اجنحة العنقاء بالكامل و بدأ بالسقوط ، و لكن كان هناك شعور غريب بالرضى داخله

الأمر الذي حفز الشمس على الرد "مالأمر أيها العنقاء ، ألم تعد ترغب في ملاحقتي؟"

لكن كان هناك ابتسامة على وجه العنقاء"أجل ، أرغب بملاحقتك"

ردت الشمس ، كانت نبرتها غير واضحة"الغراب مازال يتقدمك"

لكن العنقاء لم يصرخ او يرتعب ، بل ضحك"ملاحقة الشمس ، كان ذلك خيار الغراب ، و ليس لدي اهتمام به ، صحيح أنه يمكنني المشي على مسار الآخرين ، و لكن الطريقة الوحيدة لكي يكون مساري ، هي أن أتجاوزهم"

في لحظة ، العنقاء تخلص من كل الغيرة التي امتلكها ناحية الغراب ، لم يكن يغار منه ، بل كان يتطلع إليه

لأنه أراد أن يعطي لحياته معنى ، فما فائدة الحياة؟

الحياة هي رحلة ، و لكن في ملاحقة الأهداف ، يركز العديدون على الهدف فحسب ، بينما ما كان مهما ، هو الرحلة التي أدت الى ذلك الهدف

أراد العنقاء الوصول الى هدفه ، و لكنه فشل و مات ، هو لم يكن يريد أن يموت ، و لكنه لم يخف منه قط ، و لم يندم حتى مماته

2025/10/31 · 8 مشاهدة · 2012 كلمة
نادي الروايات - 2025