بعد انتهاء العشاء، شكر الفريق الشيخ وعائلتهم وعادوا إلى البيت الصغير الذي خصص لهم، بمجرد إغلاق الباب، اجتمعوا معًا في الغرفة الرئيسية

"هناك شيء خاطئ في هذه القرية." قال وانغ في بصوت منخفض، عيناه تلمعان في الظلام. "الشيخ وأهل القرية كانوا متحفظين أكثر من اللازم."

سو مينغ الذي كان يتكئ على الجدار بذراعيه متقاطعتين، أومأ برأسه. "لقد لاحظت ذلك أيضًا. حتى القرى المنعزلة عادة ما تكون أكثر ترحيبًا بالمسافرين"

"وماذا عن الضباب؟" أضافت ليو يان وهي تجلس على حصيرة على الأرض. "لقد اختفى فجأة ، و هذا غير طبيعي بحد ذاته"

كان تشانغ يونغ جالسًا في الزاوية،بيمما مونا كانت نائمة بسلام على السرير

نظر إلى الرفاق، عيناه الحمراوان تبدوان أعمق في الظلام

"المصفوفة كانت حقيقية." قال بهدوء. "لكن اختفاءها المفاجئ لم يكن طبيعيا ، ثم أتتذكرون مالذي قاله الشيخ؟ "لا تتجولوا في القرية ليلا" كيف يمكن تفسيره"

وانغ في حك ذقنه متفكرا "هل تعتقد أن القرية نفسها هي مصدر الخطر؟ أم أن هناك شيئاً آخر يختبئ هنا؟"

ابتسم تشانغ يونغ بهدوء"هناك طريقة واحدة للمعرفة ، سأكسر القواعد"

كان الجميع يعلمون أن هذا يعني المخاطرة، لكنهم أيضًا علموا أن تشانغ يونغ نادرًا ما يتخذ قرارات غير محسوبة

"سأذهب وحدي." استمر تشانغ يونغ، عيناه الحمراوان تومضان بتصميم"لو لم يكن هناك شيء في القرية ، فأسوأ ما سيكون هو عقاب من القرية ، هذا فقط"

احتج الآخرون في البداية، خاصة وانغ في الذي أصر على مرافقته

لكن تشانغ يونغ أقنعهم بأن وجود شخص واحد سيكون أقل لفتًا للانتباه، وأنه إذا لم يعد بحلول منتصف الليل، فعندها يمكنهم البحث عنه

كانت القرية مغمورة في صمت ثقيل، تنقطع فقط بصوت حشرات الليل ونقيق الضفادع البعيد. القمر، الذي كان بدرًا وكاملاً، ألقى ضوءًا فضيًا على الأزقة الترابية، مما جعل المشهد يبدو ساحرًا ولكنه غير مريح في نفس الوقت

تحرك تشانغ يونغ بحذر، متجنبًا المناطق المضاءة جيدًا بضوء القمر ، كانت حواسه في حالة تأهب قصوى

باستخدام حواسه الخمسة من فن الرغبات الستة ، كان الوضع عاديا ، و حتى بتفعيل العين السماوية

لم يكن هناك شيء غير طبيعي ، و هذا نفسه لم يكن طبيعيا ، على الأقل ، يجب وضع بعض الحراسة ، و لو بجوار الضيوف الأجانب مثلهم ، و لكن المكان كان فارغا

بعد التأكد من أن لا أحد في المكان خرج بهدوء "غريب ، لا وجود لأدنى أثر بالحركة"

ثم بدأ بالمشي و فجأة تعثر بشيء قرب قدمه ، سرعان ما أمسك نفسه قبل أن يسقط و نظر للأسفل

كان هناك طفل صغير واقف أمامه ، و يبدو في الثالثة او الرابعة مع تعبير فضولي على وجهه

"مالذي تفعله في هذه الساعة يا صغير؟"قال تشانغ يونغ مع ابتسامة

لكن فجأة انقلب وجه الطفل الفضولي الى ابتسامة شرهة ، و ظهرت ثلاثة أسنان متفرقة في فمه ، سنان في الأعلى و واحدة في الأسفل ، و المسافة بين كل واحدة متباعدة جدا

"لقد كسرت القواعد أيها الأخ"قال الطفل مع تلك الابتسامة كما علق اصبعه في فمه

"اوه ، لا داعي لأن تخبرني ، كنت أبحث عن الحمام فحسب" قال تشانغ يونغ بابتسامة

"الأخ الأكبر...كاذب!"فجأة التوى رأس الطفل و انقلب للأسفل ، كما لو لم يملك عنقا

قفز تشانغ يونغ للخلف بسرعة و شاهد المشعد بعينين واسعتين ، انقلب الطفل على ظهره و سار على أطرافه الأربعة بينما تمدد عنقه كالسحلية نحو الأعلى و انفصل عن جسده و ارتبط به عن طريق وشاح حريري أحمر

انطلق الكائن نحو تشانغ يونغ بسرعة مذهلة، رقبته الممتدة تلوح في الهواء مثل ثعبان ، الأسنان المتفرقة في فمه تكبر فجأة، مشكلة فمًا دائريًا مليئًا بالأسنان الحادة

لم يتردد تشانغ يونغ. سيف تشي الموت ظهر في يده في لمحة، وضرب بسرعة نحو الرقبة الممتدة.

صوت قطع نظيف. الرقبة الممتدة انقطعت، لكن بدلاً من الدم، تدفقت مادة سوداء لزجة منها. الرأس المقطوع سقط على الأرض لكنه استمر في الضحك، بينما الجسد ترنح للخلف ثم سحب الرأس عن طريق الوشاح و ركض بعيدا

لاحقه تشانغ يونغ بلا هوادة حتى الغابة التي قدموا منها

"تسك ، هذا الوغد...لن تهرب!" قفز تشانغ يونغ خلفه و استمر بالملاحقة

في صباح اليوم التالي ، كانت القرية مغطاة بضباب أبيض خافت ، جلس رجل عجوز على الأرض برداء أصفر

ثم بهدوء وقف و بدأ بالسير بعيدا"همم ، يا له من يوم جيد"

ثم لاحظ الجانب الشرقي من القرية و كان المنزل مليئا بالسكان "هذا غريب ، هل كان هنا سكان جدد في القرية؟ لم يخبرنا الزعيم عن أي شيء"

استدار الرجل العجوز بردائه الأصفر متجهاً نحو المنزل الشرقي

خطواته كانت بطيئة ومدروسة، لكن عينيه كانتا حادتين تتفحصان المكان. كان يشعر بالفضول حيال ما يحدث

داخل المنزل، كان وانغ في وسو مينغ وليو يان وليو يين في حالة تأهب ، لقد اختفى تشانغ يونغ و لم يعد بعد

"الأخ الأصغر لم يعد." قال وانغ في بصوت هادئ لكنه قلق. "لا يمكنني الشعور به على الإطلاق من خلال وعيي الروحي"

سو مينغ، الذي كان واقفاً عند النافذة يحدق في الضباب الصباحي، أومأ ببطء "علينا الذهاب للبحث عنه ، لا أهتم لما قاله ، يجب أن نجده"

في تلك اللحظة، دق الباب.

دق... دق... دق...

كانت الطرقات بطيئة ومنتظمة، بدا أن الشخص خارج الباب ليس في عجلة من أمره

"من هناك؟" سأل وانغ في.

"أنا تشو فانغ، أحد شيوخ القرية." جاء الرد بصوت رجل عجوز. "أتيت للترحيب بالضيوف الجدد."

فتح وانغ في الباب بحذر ليجد الرجل العجوز بردائه الأصفر واقفاً بالخارج ، كان يبدو هادئاً وودوداً، لكن هناك شيئاً في عينيه جعل وانغ في يشعر بعدم الارتياح

نشكرك على ترحيبك، أيها الشيخ." قال وانغ في بأدب. "لكن للأسف، نحن على وشك المغادرة."

اهتزت زوايا فم تشو فانغ قليلاً في ابتسامة خفيفة. "المغادرة؟ لكن الضباب في الصباح كثيف جداً. من السهل أن تضيعوا. لماذا لا تبقون لفترة أطول؟"

"نحن نقدر كرم ضيافتكم، لكن علينا المضي قدماً." تدخل سو مينغ، صوته حازم

"أنا أرى ، أتفهم الأمر ، سأترككم إذا"استدار تشو فانغ و بدأ بالسير بعيدا تماما كما حدث هذا تحرك ظل خفيف بين الأزقة بسرعة ، بصوت حفيف كالحشرات

تبادل الأربعة نظرات شك ، اختفاء تشانغ يونغ والزيارة الغريبة للرجل العجوز بردائه الأصفر جعلتهم يشعرون أنهم في فخ

"علينا الخروج من هنا الآن." قال وانغ في بصوت حازم. "هذا المكان ليس آمنًا."

أومأ سو مينغ موافقًا بينما كان يعد سيفه الذهبي. "أوافق. لكن ماذا عن تشانغ يونغ؟"

"سنبحث عنه أثناء خروجنا." أجابت ليو يان محاولة إخفاء قلقها. "لا يمكننا البقاء هنا في مكان واحد"

حزم الفريق أمتعته السريعة وخرجوا من المنزل بحذر. الضباب الصباحي كان لا يزال كثيفًا، محدًّا من رؤيتهم لأكثر من بضعة أمتار

الشوارع كانت فارغة بشكل غير طبيعي، كما لو أن القرية بأكملها قد تم إخلاؤها

تماما كما كانوا يفكرون بذلك ، ظهر ظل صغير أمامهم ، كان ذلك طفلا صغيرا لا يتجاوز عمره الخمس سنوات، بشعر أسود وعينين واسعتين تلمعان ببراءة

كان يرتدي ملابس بسيطة من القطن، ويحمل في يده دمية محشوة بالخرق

"أين تذهبون أيها الضيوف؟" سأل الطفل بصوت نقي وحاد، لكن نبرته كانت تحمل نضجاً لا يتناسب مع عمره. "الضباب كثيف في الصباح. من السهل أن تضيعوا"

توقف وانغ في فجأة، ويده تلامس خنجر الكم الخاص به ، كانت حواسه تخبره أن شيء ما خاطئ معه

"نحن نشكرك على اهتمامك، أيها الصغير." قال وانغ في محاولاً أن يبدو هادئاً. "لكننا يجب أن نذهب. لدينا موعد مهم."

اهتزت زوايا فم الطفل في ابتسامة أوسع، مكشرة عن أسنان بيضاء صغيرة. "لكن تشانغ يونغ ينتظركم. لماذا تتسرعون في المغادرة؟"

"...!"

تجمدت المجموعة في مكانها ، قبل أن يستدير رأس الطفل للأسفل تماما و يصبح معكوسا ، ثم فتح فمه و بدأ الجانب الداخلي لوجهه يصبح بالخارج و الخارج أصبح في الداخل

أشبه بتقشير موزة

كان المشهد مروعاً وغير طبيعي ، الوجه الذي انقلب للخارج كان مغطى بأنسجة عضلية حمراء متشابكة وعينان بيضاويتان بلا بؤبؤ

الفم المقلوب كان يبتسم ابتسامة عريضة مليئة بأسنان حادة

"تشانغ يونغ أصبح واحداً منا الآن." همس الصبي بصوت ميكانيكي. "لماذا لا تنضمون إليه؟"

في تلك اللحظة، انطلق سو مينغ إلى الأمام، سيفه الذهبي يلمع في الضباب. "ابتعد عن طريقنا!"

لكن قبل أن يصل السيف إلى الصبي، تدخل الرجل العجوز تشو فانغ فجأة من الضباب، يده الممتدة تمسك بنصل السيف بسهولة مذهلة

"الضيوف، هذه ليست طريقة مناسبة لمعاملة مضيفيكم." قال تشو فانغ بهدوء، عيناه تلمعان بضوء أصفر خافت

كان وانغ في وليو يان وليو يين في حالة تأهب قصوى، ظهرت أسلحتهم في أيديهم. لكنهم كانوا محاطين الآن - من كل اتجاه، بدأ سكان القرية يظهرون من الضباب. رجال، نساء، أطفال، جميعهم يبتسمون تلك الابتسامة المقلوبة نفسها

"ما الذي فعلتموه بتشانغ يونغ؟" سألت ليو يان بصوت غاضب

ابتسم تشو فانغ. "لم نفعل شيئاً. لقد وجد ببساطة مكانه الحقيقي. مثلكم جميعاً ستفعلون."

بدأ سكان القرية في التقدم نحوهم ببطء، وجوههم المقلوبة تبتسم بتلك الابتسامات الشنيعة

...

جلس الشيخ تشو فانغ على كرسيه المتحرك بهدوء و هو يحدق بالسماء الزرقاء "هممم ، يا لها من حياة خالية من الهموم"

من بعيد، ركض أحد سكان نحو الشيخ "الشيخ تشو! الشيخ تشو! لقد عادت مجموعة الصيادين، وجلبوا معهم غنائم وفيرة!"

ابتسم تشو فانغ، تظهر تجاعيد وجهه بشكل أوضح. "هذا خبر سار. دعهم يضعون الغنائم في الساحة المركزية. سنقوم بتوزيعها بعد الظهر."

"حاضر، الشيخ!" انحنى الرجل ثم انطلق مرة أخرى.

وقف تشو فانغ من كرسيه نحو الساحة المركزية للقرية. كانت الشمس قد ارتفعت الآن، مبعثرة الضباب الصباحي، وكاشفة عن قرية هادئة ومنظمة

المنازل ذات البلاط الأزرق كانت مرتبة بأناقة، والأطفال يلعبون في الأزقة، والنساء يعملن في الحقول الصغيرة حول القرية، كل شيء بدا طبيعيًا ومتناغمًا

عندما وصل إلى الساحة، كان مجموعة من الصيادين قد تجمعوا بالفعل، مع أكوام من اللحوم الطازجة والجلود موضوعة على الأرض

كان قائدهم، رجل ضخم الجثة يدعى دا تشون، يتفقد الغنائم بفخر

"الشيخ!" انحنى دا تشون عندما رأى تشو فانغ. "لقد كان الصيد وفيرًا هذا الأسبوع. الوحوش في المنطقة أصبحت أكثر جرأة، لكننا تمكنا من اصطياد ما يكفي لإطعام القرية لأسابيع."

"عمل ممتاز، يا دا تشون." نظر تشو فانغ إلى الغنائم برضا. "لكن تذكر، لا تصطادوا أكثر من حاجتنا. يجب أن نحافظ على التوازن مع الطبيعة."

"فهمت أيها الشيخ." أومأ دا تشون بجدية.

بينما كان يشاهد توزيع الغنائم، فكر تشو فانغ في الماضي. قبل سنوات عديدة، عندما كان شابًا، كانت هذه الأرض مكانًا خطيرًا ومليئًا بالوحوش

ولكن أسلافه بنوا هذه القرية من لا شيء، محولين أرضًا قاحلة إلى موطن آمن

لمح العجوز فجأة جسد خنزير مغطى ببقع دموية ، و اقترب منه بهدوء"هل قمتم بصيد هذا بالسهام؟"

"للإجابة على الشيخ ، نعم فعلنا ، حاولنا عدم الإضرار بالجلد قدر الإمكان"انحنى داتشون و هو يجيب

"هكذا إذا" اقترب الشيخ تشو من الخنزير أقرب و فجأة تداخلت صورة الخنزير مع جسد ما مليء بالحفر الحمراء قبل أن يعود المشهد ليكون طبيعيا

أمسك العجوز تشو فانغ فمه و شعر برغبة في التقيؤ ، هز رأسه محاولاً طرد هذه الأفكار المزعجة.

"الشيخ، هل أنت بخير؟" اقترب دا تشون بقلق.

"نعم... نعم، أنا بخير." تنهد تشو فانغ. "مجرد دوار بسيط. استمروا في العمل."

عاد إلى منزله بخطوات متثاقلة. هذه النوبات كانت تتكرر مؤخراً، رؤى غريبة تظهر له بين الحين والآخر

عندما دخل الى المنزل ، أخذ قسطا من الراحة على سريره ، ثم تحولت نظرته الى رأس ظبي كان قد قام باصطياده عندما كان أصغر سنا و مليئا بالحيوية و الرغبة في استكشاف الحياة

لكن فجأة تداخلت صورة رأس الظبي مع رأس طفل صغير ، و بدا الرأس البشري معلقا بدل رأس الظبي "أخي...."

في لحظة غضب نهض العجوز و ألقى برأس الظبي من النافذة"تبا! لما لا تتوقف عن إزعاجي!"

صدره كان يعلو ويهبط بسرعة، وعيناه كانتا واسعتين من الرعب والغضب، هذه الرؤى... هذه الذكريات الغريبة... كانت تزداد قوة وتكرارا

ثم اشتعل المنزل بالكامل في اللهب ، لهب أحمر انتشر عبر الجدران و السقف و انبعثت منه حرارة مهولة

خرج الشيخ تشو فانغ مذعورًا من منزله المحترق، صدره يعلو ويهبط بسرعة بينما كان الدخان الكثيف يحجب رؤيته

"النجدة! النجدة!" صرخ بأعلى صوته، لكن صوت النيران كان أعلى من أي شيء آخر

نظر خلفه الى النيران في رعب قبل أن يلاحظ شيئا ، جسدين -او بالأحرى ظلين- وسط اللهب

'من هؤلاء...لما أرغب بإنقاذهم بشدة'

دون تردد، وبقوة لم يعرفها منذ سنوات، اندفع مرة أخرى داخل المنزل المحترق ، الدخان الكثيف يكاد يخنقه، والحرارة تحرق جلده، لكنه واصل التقدم.

ثم بجسده العحوز لم يستطع سوى حمل جسد واحد في ذراعيه وهرع خارجًا، بينما كانت النيران تلاحقه كأنها حية

انفجر خارج المنزل وسقط على الأرض، الجثة ما زالت بين ذراعيه. سعل بشدة وهو يحاول استعادة أنفاسه، وعيناه تدمعان من الدخان

نظر إلى الجسد الذي أنقذه ، و قد كانت فتاة شابة ، بشعر أسود طويل و ملابس عادية....و لكن نصف جسدها محترق

"أنا اسفة....تشانغ يونغ"صدر صوت ضعيف من الفتاة

تشانغ يونغ؟ من هذا؟

لما يؤلمني قلبي الى هذه الدرجة؟

لما؟

لما يجب أن أعاني!

في لحظة تذكر تشو فانغ كل شيء ، جمع كل شيء معًا، وأدرك على الفور ما حدث

فجأةً، امتلأ وجهه المُرتبك بالعداء وهو يصرخ بغضب: "أنا لستُ عجوزًا لعينًا ! أنا تشانغ يونغ!"

2025/11/05 · 19 مشاهدة · 2033 كلمة
نادي الروايات - 2025