كان الظلام الذي وجد نفسه فيه مطلقاً، ثقيلاً، وكثيفاً لدرجة أنه شعر وكأنه يغوص في بحر من القطران

لم يستطع رؤية يديه أمام عينيه، ولم يسمع سوى دقات قلبه المتسارعة

لكنه حافظ على هدوئه، مدركاً أن هذا كان الجزء الأول من الاختبار

'اختبارك بسيط ، حتى لو فشلت في إنهاء الميراث بالكامل ، سيمكنك الحصول على بعض الفوائد ، و لكن مقدار ما تكسبه يعتمد عليك ، كل ما عليك فعله هو السير حتى نهاية الظلام'

بعد أن سمع تشانغ يونغ تعليمات العنقاء، أخذ نفساً عميقاً وبدأ في السير إلى الأمام في الظلام الدامس

لم يكن هناك ضوء، لا صوت، لا رائحة، لا شيء سوى الإحساس اللامتناهي بالفراغ من حوله

'لقد سرت من قبل عبر الأوهام ، و الطرق المليئة بالأشباح ، سيكون هذا الموقف بسيطا'

الأولى: ساعة. الثانية: يوم. الثالثة: أسبوع

لم يكن هناك طريقة لقياس الوقت هنا , حواسه الخمس أصبحت عديمة الفائدة واحدة تلو الأخرى

البصر كان أول الضحايا، ثم السمع، ثم الشم واللمس

حتى حاسة التذوق اختفت، وكأن لسانه قد تحول إلى قطعة خشب ميتة

'هاه ، أجل ، فقدان الحواس الخمسة ، لا يهم ، أنا معتاد على هذا ، هذا لا شيء' أكمل تشانغ يونغ السير

ثم شعر بأن هناك شيء خاطئ

قطرة ، قطرة

صوت تساقط قطرات أشبه بقطرات الماء ، و لكن هناك شيء غريب

لم يلمح أي شيء ، الأمر كما لو أن الصوت كان داخل وعيه

ثم بدأ يشعر ، لمس صدره و كان هناك بقعة دماء ، لا ، كان هناك حفرة بحجم القبضة في صدره

'مالذي؟....لا ، ليس هناك أدنى ضرر على حياتي ، انها خدعة' ذكر تشانغ يونغ نفسه

لكن حدث شيء غريب آخر ، يده اليمنى بدأت تصبح كالرمال و طارت عبر الهواء و اختفت

استمر تدهور جسد تشانغ يونغ ببطء لا يرحم. لم تكن مجرد يده اليمنى التي تحولت إلى رماد وتطايرت في الفراغ. فقد بدأت ساقه اليسرى تذوب كما لو كانت شمعة تذوب، تاركةً أثرًا من الغبار الداكن قبل أن تختفي في العدم.

كان الألم غريبًا ومبتذلًا. لم يكن هناك نبضات ألم حادة، بل كان إحساسًا بالتفكك، بالزوال، كما لو أن وجوده نفسه كان يُمسح ببطء

لكن الأسوأ من الألم كان الشعور بالعجز التام.

"هذا... غير منطقي!" حاول أن يصيح، لكن لا صوت خرج من فمه الذي بدأ هو الآخر يفقد شكله.

لم يكن هناك دماء، لا دموع، لا عرق، فقط تحول صامت وبطيء للجسد إلى لا شيء. رأى بأم عينيه أصابع قدميه تتبخر واحدة تلو الأخرى

شعر بإحساس غريب عندما بدأ جذعه ينهار من الداخل، كما لو أن أعضاءه تتحول إلى غبار

الأكثر إثارة للرعب كان أنه كان واعيًا تمامًا لكل لحظة من هذا التلاشي

وعيه، الذي كان ينبغي أن يكون أول ما يزول، بقي مقيدًا بهذا الجسد المتحلل، يشهد كل جزء منه يفقد شكله ويختفي

و لكن تشانغ يونغ كان ما يزال مصرا على أنه وهم

"مجرد وهم..." حاول أن يذكر نفسه، لكن الذكريات نفسها بدأت تتلاشى

كان يفقد ليس فقط جسده، بل كل ما جعله "تشانغ يونغ". كل لحظة فرح، كل ذكرى ألم، كل علاقة، كل إنجاز - كلها كانت تُمحى واحدة تلو الأخرى.

بدأ يشك في حقيقة وجوده. "هل كنت حقًا أم أن كل هذا مجرد حلم؟"

كان يتحول إلى لا شيء. إلى فراغ

"لا... هذا ليس وهمًا..." همست فكرة يائسة في وعيه المتبقي. "هذا حقيقي... أنا أموت..."

بدأ حتى وعيه بالتفكك. الأفكار أصبحت مشوشة، غير متماسكة. لم يعد يعرف من هو، أو لماذا هو هنا، أو ما الذي يحدث.

كل ما بقي كان شعورًا أساسيًا بالوجود، وهذا أيضًا كان يتلاشى.

في اللحظات الأخيرة قبل أن يختفي وعيه تمامًا، لم يعد هناك حتى خوف أو يأس. لم يعد هناك أي عاطفة على الإطلاق. فقط فراغ. فقط لا شيء

وفي هذا العدم، لم يعد هناك حتى أمل في أن هذا مجرد اختبار. لم يعد هناك حتى إمكانية للعودة.

كانت هذه هي الحقيقة المطلقة التي حاول العنقاء إخباره عنها - أن بعض الاختبارات لا يمكن تجاوزها، وأن بعض المصائر لا مفر منها.

ولأول مرة منذ بدء الاختبار، شعر تشانغ يونغ - أو ما تبقى منه - باليأس الحقيقي، الكامل، المطلق.

كان يأسًا جاء بعد فوات الأوان، بعد أن فقد حتى القدرة على الشعور به.

كانت هزيمة كاملة، نهائية، لا رجعة فيها.

وفي النهاية، قبل أن يختفي آخر ذرة من وعيه، لم يعد هناك حتى "هو" ليشعر بأي شيء

'لا....مهما كان...كان...'

اه ، بدأ وجود تشانغ يونغ يمحى ، و كان هذا غير متوقع للغاية ، لكن كان ما يزال هناك المزيد لتحقيقه

فتح تشانغ يونغ عينيه و هذه المرة كان خارج المدخل ، حدق في السماء فوقه ، و كان هناك شعور فارغ في قلبه

'تسك وغد محظوظ'ظهرت نظرة ازدراء في نبرة العنقاء 'في النهاية انت لست مرشحا مثاليا على الإطلاق ، قلب مليء باليأس و لا مجال للأمل فيه ، انت لا تستحق الحياة، لولا خيط الإرادة الأخير لديك لما استطعت الانسحاب ، انت لا تستحق تلك الفتاة الصغيرة'

لم يستطع تشانغ يونغ الإجابة ، بدا أن لسانه قد تجمد و غير قادر على النطق

'لو تعلم ، بفضل منحي لها لبعض من جوهر دم سلالتي استطاعت التحول ، و قد مرت بنفس الاختبار و نجحت ، و تعلم مالفكرة التي أبقتها متماسكة حتى النهاية؟ كان ذلك أنت! تبا ، لما كان عليه أن يكون شخصا يائسا عديم القيمة مثلك!'

كلمات العنقاء اخترقت تشانغ يونغ مثل سكين حاد ، استلقى هناك، عاجزًا عن الرد بشعور غريب

نظر إلى يديه وهما ترتعشان، أدرك كم كان واثقًا بشكل أحمق، مقتنعًا أنه يستطيع التغلب على أي شيء بقوة إرادته فقط

'همف ، حتى لو فشلت ، فقد حققت بعد التقدم ، لن اتنمر على الصغار ، خذ زجاجة الثلاث قطرات من دمي هذه ، أدنى مكافأة ممكنة لك'

ظل تشانغ يونغ مستلقيًا على الأرض لبعض الوقت، صامتًا ومستوعبًا كلمات العنقاء القاسية. الهواء البارد يدغدغ وجهه، لكن البرودة في قلبه كانت أعمق

لقد واجه الموت من قبل ، مرات أكثر مما يستطيع العد ، قاتل و قاتل ، و الآن هزم تماما ، في هذه اللحظة لقد فشل

رفع يده ببطء، ممسكًا بزجاجة الكريستال الصغيرة التي تحتوي على ثلاث قطرات من دم العنقاء ، قبل أن يضعها في المخزن

'كلماته لن تؤثر بي ، و لكنه محق في شيء واحد'

"أبي!"

جاء صوت كورو، مليئًا بالقلق. ركضت نحوه، عيناها الأرجوانيتان واسعتان ومليئتان بالدموع. "أنت... أنت بخير؟"

أجلس تشانغ يونغ نفسه ببطء، وشعر بدوار خفيف. ابتسم بصعوبة وربت على رأسها. "أنا بخير، كورو. فقط... متعب قليلاً."

نظر إليه الآخرون، وتعابيرهم خليط من القلق والتساؤل. لم يعرفوا ما حصل بالداخل ، كل ما رأوه هو جسد تشانغ يونغ يطير في الهواء عبر البوابة ، لكنهم عرفوا من هالة العنقاء ومن حالة تشانغ يونغ أن الأمور لم تكن على ما يرام

بعد لحظة من الصمت، قال وانغ في بصوت هادئ: "الأخ الأصغر، لا تلم نفسك الهزيمة شيء طبيعي في بعض الأحيان"

"أفهم هذا أيها الأخ الأكبر ،" قال تشانغ يونغ وهو ينهض. "لنغادر هذا المكان. لدينا الكثير لنفعله."

بينما كانوا يستعدون للمغادرة، نظر تشانغ يونغ مرة أخرى نحو البوابة الحجرية التي اختفت الآن، و كانت نظرته مختلفة هذه المرة ، بدت بعيدة

'بحر روحي...لقد أصيب بضرر ، سيكون علي تجميع الطاقة العقلية ببطء ، لحسن الحظ لدي طاقة كافية للإستمرار ، و الآن....التجول مع طفلتين سيكون خطيرا في هذه الأنحاء'

(يمكن للمضيف وضعها في فضاء الحيوانات الأليفة)

'أليس هذا غير ممكن منذ ان تحولت الى شكل بشري'

(ماتزال شارة الحيوانات الأليفة عليها ، و طالما هي كذلك مازال من الممكن وضعها في الفضاء)

أومأ تشانغ يونغ برأسه، ثم نظر إلى كورو"سأضطر لوضعك في فضاء الحيوانات الأليفة لفترة قصيرة حتى نخرج من هذه المنطقة الخطرة"

نظرت كورو إليه بعينين واسعتين، لكنها أومأت بفهم. "حسنًا يا أبي، لكن لا تتركني هناك لفترة طويلة!"

ابتسم تشانغ يونغ بلطف وربت على رأسها. "لن أفعل. إنها فقط للحفاظ على سلامتك"

بعد أن وضع كورو بأمان في فضاء الحيوانات الأليفة ، لم تستطع ليو يان سوى أن تعبس "كيف تملك قلبا لتضع فتاة صغير في حقيبة فراغية ، حتى لو كانت مخصصة للكائنات الحية!"

من ناحية الآخرين الشخصية ، ما قام به تشانغ يونغ كان قاسيا ، معاملة بشري كوحش روحي و وضعه في حقيبة فراغية للوحوش ، كان شيء غير انساني قليلا

و لكنهم لم يستطيعوا الاحتجاج حقا ، كورو كانت وحش روح اتخذ شكلا بشريا ، و الأهم هو أن المنطقة خطيرة ، ما حدث مع سالخ الأدمغة كان مجرد لمحة

"الأخت ليو يان، هذا إجراء مؤقت للسلامة." قال تشانغ يونغ بهدوء، عيناه الحمراوان تبدوان متعبتين. "عندما نصل إلى منطقة آمنة، سأخرجها فوراً"

أدرك وانغ في أن تشانغ يونغ كان تحت ضغط كبير بعد فشله في اختبار العنقاء. "هذا غير مهم ، المنطقة لا تزال خطرة، والأفضل أن نركز على الخروج من هنا بأسرع ما يمكن."

بدأ الفريق في التحرك مرة أخرى، متجهين بعيداً عن جبال العنقاء ، كان الجو بارداً والرياح تعصف

بينما كانوا يسيرون، كان تشانغ يونغ يصمت بشكل غير معتاد. عادةً ما كان يفكر في الخطوة التالية أو يخطط لشيء ما، لكن الآن كان عقله مشغولاً بكلمات العنقاء

'قلب مليء باليأس و لا مجال للأمل فيه...'

هل كان هذا صحيحاً؟ لطالما اعتقد تشانغ يونغ أنه كان واقعياً، ليس يائساً

لقد واجه العديد من المواقف الصعبة ونجا منها بفضل إرادته وتخطيطه

و لكن الآن انتهى كل شيء ، استغل كل فرصة متوفرة في الوقت الحالي من ذاكرة وو روشيان ، ان رغب بمزيد من الفوائد ، سيكون عليه الانتظار لفترة من الوقت

فالفرصة الأقرب مدة ستكون بعد خمسة عشر عاما

بعد عبور المنطقة بشكل آمن من عشرة أيام من السفر غير المتوقف في هذه المنطقة الفسيحة

ثم فجأة بينما كانوا يتنقلون ، ارتفعت نية قتل مهيبة موجهة نحوهم

ثقيلة كجبل، حادة كسيف، وكأنها تحددهم من مسافة بعيدة.

"احذروا!" صاح وانغ في فجأة

نظر تشانغ يونغ إلى اتجاه نية القتل، عيناه الحمراوان تضيئان ببرودة. "إنها قوية بالفعل، على الأقل ،رتبة الملك"

"ملك؟!" صرخت ليو يان. "كيف يمكننا مواجهة ذلك؟"

في هذه اللحظة، ظهر شخص فجأة في الجو فوقهم. كان رجلاً طويل القامة يرتدي رداءً أزرق، شعره الأسود الطائر يرفرف في الهواء مع لحية بيضاء طويلة و جلد رمادي مع علامات حمراء

كان يحمل في يده صولجانًا بلوريًا يتوهج بضوء أحمر ، وعيناه الباردتان تحدقان فيهم كما لو كانتا تنظران إلى جثث

عندما رأت مونا ذلك الشخص اتسعت عيناها و صرخت"العم دوك!"

"همف! كيف تجرؤون على احتجازها!"صدر صوت العم دوك كدوي الرعد

"أيها الشيخ، هناك سوء فهم." قال وانغ في بصوت عالٍ، محاولًا تخفيف حدة الموقف. "لم نحتجز هذه الفتاة، بل أنقذناها من منطقة خطيرة."

"كذب!" هز العم دوك رأسه، والصولجان البلوري في يده يتوهج بشكل ساطع. "أنا رأيت كل شيء! أنتم بشر خبيثون، اختطفتموها لتستخدموها كرهينة أو أسوأ!"

"أنت مخطئ!" قالت ليو يان بغضب. "لو أردنا إيذاءها، لكنا فعلنا ذلك منذ فترة طويلة!"

لكن العم دوك لم يستمع، رفع صولجانه، وبدأت الطاقة الروحية بالتكثف حوله، مشكلة دوامة من اللهب الأزرق. "أعيدوها لي الآن، وقد أترككم تعيشون!"

شعر أعضاء الفريق بالضغط الهائل. هذا الرجل كان حقًا في رتبة الملك، وقوته كانت ساحقة

"همف أيها العجوز الأحمق" صدر صوت آخر مع صوت صفعة و اختفى دوامة اللهب فورا

ظهرت امرأة في السماء بشعر أزرق و جلد رمادي ، و صفعت العم دوك فورا

لقد صفع مرتبة الملك!

تجمد الدم في عروق المجموعة ، مرتبة الملك تتعرض للصفع بهذه البساطة

"العمة مي!"صدر صوت مونا فجأة بفرح و هي تتقدم للأمام ، كان تعبيرها أكثر سعادة عندما رأت المرأة أكثر مما كان عندما رأت الرجل

نظرت العمة مي إلى مونا بعينين دافئتين، ثم التفتت نحو العم دوك بعينين قاسيتين. "أيها الأحمق! ألا ترى أنهم أنقذوها؟ لو كانوا يريدون إيذاءها، لكانت ماتت منذ وقت طويل! بالإضافة ماذا لو قمت بإيذائها!"

ارتبك العم دوك، لكنه لم يتراجع تمامًا. "كنت أنوي إخافتهم لتركها فقط، كما أنهم بشر! والبشر دائماً ما..."

"أغلق فمك!" قاطعته العمة مي بصوت حاد. "البشر ليسوا كلهم أشرارًا، حتى نحن البرابرة لسنا بريئين كذلك ، هل نسيت كيف ساعدنا ذلك الإنسان العجوز قبل عشرين سنة؟"

ساد صمت قصير. العم دوك بدا مترددًا، لكن الضغط الذي كان يحيط بهم بدأ يخف قليلاً.

استغل وانغ في هذه الفرصة. "أيها الشيخ، نحن حقًا لم نؤذيها. وجدناها ضائعة في منطقة الضباب، وقد وعدناها بأن نعيدها إلى أهلها."

نظرت العمة مي إلى وانغ في بتفحص، عيناها الذهبيتان تحدقان فيه بتركيز. "أنت القائد لهذه المجموعة؟"

"نعم ، و لكن أخي الأصغر هنا هو من اتخذ القرار لمساعدتها و لم أستطع رفض طلبه"قال وانغ في بثبات

نظرت العمة مي إلى تشانغ يونغ، عيناها الذهبيتان تتفحصانه بتقدير. "إذن أنت من قرر مساعدة مونا؟"

أومأ تشانغ يونغ برأسه بهدوء. "نعم. لم يكن من المنطقي ترك طفلة صغيرة تضيع في منطقة خطيرة مثل تلك ، بربرية أم لا"

ابتسمت العمة مي، وتجاعيد عينيها تدلت قليلاً. "قلب طيب، نادر بين البشر." ثم التفتت إلى العم دوك. "أرأيت؟ لو كانوا أشرارًا، لما اهتموا بطفلة بربرية ضائعة"

لم يبد العم دوك مقتنعًا تمامًا، لكنه خفض صولجانه. "ربما... لكنهم ما زالوا بشرًا. ولا يمكننا الوثوق بهم تمامًا."

"لا أحد يطلب منك الوثوق بهم." قالت العمة مي بهدوء. "لكن الامتنان فضيلة. لقد أنقذوا حياة الطفلة، وهذا يستحق بعض التقدير على الأقل."

ثم التفتت إلى المجموعة. "اسمحوا لي أن أقدم أنفسنا. أنا مي بياو، وهذا هو دوك يو يانغ نحن أوصياء على الصغيرة مونا"

انحنى وانغ في بأدب. "إنه لشرف مقابلتكم ، أنا وانغ في، وهؤلاء رفاقي ، سو مينغ، ليو يان، ليو يين، وتشانغ يونغ."

نظرت مونا إلى أوصيائها بعينين واسعتين. "العم دوك، العمة مي، هؤلاء الأصدقاء كانوا طيبين معي! لقد حمواني وأطعمني وساعدوني في العثور عليكم!"

تنهد العم دوك بعمق، ونظرة الشك في عينيه بدأت تذوب قليلاً. "أعتذر... لقد أخطأت في الحكم عليكم. في منطقتنا... التوتر بين البشر والبرابرة مرتفع، ومن السهل سوء الفهم."

"نفهم ذلك." قال وانغ في بلطف. "نحن نقدر اعتذاركم."

هبطت مي بياو نحوهم و مدت يدها نحو مونا"هيا ، علينا المغادرة"

لكن الطفلة الصغيرة تمسكت بيد تشانغ يونغ بشدة، عيناها الذهبيتان تلمعان بالتردد

"هل... هل سأراك مرة أخرى يا أخ تشانغ يونغ؟" همست مونا بصوت خافت.

نظر تشانغ يونغ إلى الفتاة الصغيرة ثم إلى الأوصياء، عيناه الحمراوان تبدوان أكثر لطفًا من المعتاد. "ربما، إذا قدر لنا ذلك"

كانت تلك كذبة ، بعد كل شيء ، لو ذهب تشانغ يونغ الى منطقة البرابرة سيعد خائنا للبشرية هذا لو لم يحاول البرابرة قتله

لكن مي بياو كانت تنظر إلى تشانغ يونغ بتعبير غامض. "أنت... مختلف عن البشر العاديين." توقفت للحظة، ثم قبلت كفها و أخرجت قلادة كانت مصنوعة من عظم منحوت بتقنية بدائية، لكنها كانت مميزة"خذ هذا كعلامة امتناننا. قد يساعدك في يوم من الأيام."

قبل أن يتمكن تشانغ يونغ من الرفض، طارت القلادة نحوه و ربطت نفسها حول عنقه ، ثم أمسكت بيد مونا برقة. "حان الوقت للعودة، يجب أن يكون والدك قلقًا للغاية."

نظر العم دوك إلى المجموعة مرة أخيرة، وعيناه تحملان نظرة أكثر تراخيًا. "إذا مررتم بأراضي البرابرة مستقبلا اسألوا عن قبيلة النمر الأحمر. ستكونون آمنين طالما تحملون تلك القلادة."

بعد لحظة، اختفى الثلاثة في ومضة من الضوء، تاركين المجموعة وحدها في الرياح الباردة

(تم انجاز المهمة ، تم تخزين المكافآت) ظهرت لوحة الإتمام أمام تشانغ يونغ

"حسنًا، كان ذلك... غير متوقع." قالت ليو يان وهي تتنهد بالارتياح.

"الأمر جيد، لقد انتهى بشكل جيد." قال وانغ في وهو يهز رأسه

لم يستطع تشانغ يونغ سوى أن يرفع حاجبه قليلا"مع ذلك ، الأخ الأكبر ، اكان عليك ان تبرزني أمامهم؟"

"اوه ذلك؟" قال وانغ في مع ابتسامة"سيكون الأمر مفيدا لك ، ربما تحتاج الى مساعدتهم ، قد تكون هناك فرصة وجود طريقة لإصلاح دانتيانك لديهم ، هناك فرصة جيدة"

فكر تشانغ يونغ في كلمات وانغ في ، دانتيانه المدمر كان عقبة كبيرة أمام تقدمه، رغم أنه يمتلك طرقًا أخرى للقتال، إلا أن إصلاحه سيعيد له قوته الحقيقية

"ربما." قال تشانغ يونغ بهدوء. "لكن هذا ليس أولويتنا الآن الأهم هو مغادرة هذه المنطقة"

أومأ الآخرون موافقين. كانوا لا يزالون في منطقة جبلية خطرة، والبقاء هنا لفترة طويلة كان محفوفًا بالمخاطر

2025/11/11 · 13 مشاهدة · 2514 كلمة
نادي الروايات - 2025