بعد أيام من السفر، وصلوا أخيرًا إلى حافة المنطقة الجبلية وبدأوا يرى معالم الأراضي البشرية في الأفق
المشهد من حولهم بدأ يتغير، من الطبيعة القاسية والجبال الشاهقة إلى تلال أكثر لطفًا ومساحات خضراء.
"أخيرًا!" قالت ليو يان وهي تتنهد بارتياح. "كادت هذه الرحلة تنهينا"
نظر وانغ في إلى الأفق حيث بدأت ملامح الحضارة البشرية تظهر "حسنا ، حسب الخريطة ، مازال أمامنا مسافة عشرين كيلومترا للوصول الى مدينة السمكة الزرقاء"
"أعلينا الركض بالسرعة الكاملة حتى نصل بسرعة؟"اقترحت ليو يان
بعد كل شيء ، كانت رتبة السلف أقوى من البشري العادي بدرجة كبيرة ، لو قاموا بالسفر بواسطة السيف الطائر سيصلون في أقل من خمس دقائق ، كانت سرعة السيف الطائر القصوى بواسطة رتبة سلف كانت أكثر من ثلاث مئة كيلومتر في الساعة
هز تشانغ يونغ رأسه. "لا، من الأفضل أن نسير على الأقدام ، قد نلفت الانتباه إذا طفنا فوق المدينة، أكثر ما أخشاه هو أن تأتي المتاعب من تلقاء نفسها نحونا"
كان متحفظًا بشكل طبيعي، في مكان واسع كان هناك العديد من المتغيرات
أومأ وانغ في موافقًا. "الأخ الأصغر محق ، سيكون من الأفضل اختيار الطريق الأكثر أمنا"
لم تستطع ليو يان إلا التذمر"اغغغ ، كم أكره عندما تكونان محقين"
استمروا في التقدم على الأقدام، منحدرين من الجبال باتجاه السهول المنخفضة حيث تقع مدينة السمكة الزرقاء
مع انحدار التضاريس، أصبح الطقس أكثر اعتدالاً، وبدأت علامات الحياة البشرية تظهر تدريجياً.
ظهرت مزارع صغيرة متناثرة، ثم طرق ترابية، وأخيراً، طريق معبد واسع يؤدي إلى المدينة.
بعد ساعتين من السير، وقفوا على تلة مطلة على المدينة. كانت أسوار مدينة السمكة الزرقاء مرتفعة ومتينه
كانت حركة المرور على الطرق المؤدية إلى البوابة مزدحمة بالقوافل والمسافرين، مما يدل على أن المدينة كانت مزدهرة
أخيراً، حضارة." قالت ليو يان وهي تنظر إلى المشهد بنظرة مرتاحة. "بعد كل تلك الأسابيع في البرية، أشعر وكأنني وحش."
ابتسم سو مينغ قليلاً مع لمحة سخرية"لا تقلقي أيتها الأخت الكبرى ،مظهرك الحالي لا يختلف كثيراً عن الوحوش."
"لماذا أنت...!" احمرّ وجه ليو يان غضباً وأرادت أن ترد، لكن وانغ في تدخل.
"كفاكم، لا تتشاجروا عند أبواب المدينة." قال وانغ في بهدوء وهو يشير إلى حراس المدينة الذين كانوا يراقبون الداخلين والخارجين بدقة
بينما كانوا يقتربون من البوابة الرئيسية، لاحظوا حراس المدينة يرتدون دروعا مع رماح في أيديهم
كانوا يفحصون المسافرين الداخلين بعناية، لكن دون مبالغة.
عندما وصلوا إلى مقدمة الصف، تقدم حارس وأشار إليهم. "من أين أنتم، وما هو غرض زيارتكم لمدينة السمكة الزرقاء؟"
تقدم وانغ في إلى الأمام وأجاب بأدب. "نحن مجرد رحالة ، جئنا للحصول على بعض المؤن و الراحة"
نظر الحارس إلى المجموعة بتفحص، ينظر الى مظهرهم ثم شعر بمستوى عالٍ من التدريب "مسافرون، أفهم. هل ستبقون طويلاً؟
"ليس طويلاً، بضعة أيام فقط كأقصى حد" أجاب وانغ في بسلاسة.
أومأ الحارس ورحب بيده. "رسوم الدخول عشرة أحجار روح للشخص الواحد"
دفع وانغ في الرسوم دون تذمر، كانت الإجراءات روتينية، مما يشير إلى أن المدينة كانت منظمة وآمنة
بعد عبور البوابة، وجدوا أنفسهم في شارع رئيسي مزدحم. كانت المحلات التجارية تصطف على جانبي الطريق، والباعة المتجولون يعلنون عن بضائعهم، ورائحة الطعام اللذيذة تفوح من المطاعم. كان التناقض صارخاً مع البرية القاسية التي مروا بها
"أولاً، دعونا نجد نزلاً." اقترح وانغ في. "نحتاج إلى مكان لنرتب أنفسنا به."
بعد استشارة بائع محلي، وجدوا نزلاً لطيفاً اسمه "راحة المسافر"، كان فناءه الداخلي هادئاً ونظيفاً، والغرف مناسبة. بعد الاستقرار، اجتمعوا في غرفة وانغ في
"الآن بعد أن دخلنا المدينة بأمان، ما هي خطتنا التالية؟" سألت ليو يين بصوتها الهادئ.
نظر وانغ في إلى تشانغ يونغ. "الأخ الأصغر، ما رأيك؟ أي خطوة جديدة أنت مقدم عليها كلي آذان صاغية"
"حقا؟ يا رفاق أنتم حقا لا تمانعون أي منطقة أذهب إليها ، ستأتون معي هاه؟"قال تشانغ يونغ كان هناك لمحة تذمر و امتنان في نفس الوقت
وانغ في ابتسم بتراخٍ. "بالطبع، كما أن السفر معك مميز بطريقة ما ، عدى الجزء حيث نكاد نموت"
هزت ليو يان كتفيها بلا مبالاة"حسنا ، ليس الأمر كما لو أنه ليس طبيعيا أن يكون الخارج خطيرا و لكنها تجربة مثمرة"
"حسنًا، بما أن الأمر كذلك..." همس تشانغ يونغ، ثم رفع رأسه فجأة، وعيناه الحمراوان تتقدان بثقة مألوفة"سنذهب الى الوادي القرمزي!"
"الوادي القرمزي؟" تبادل الجميع نظرات فضولية كان الوادي القرمزي منطقة آثار ، و عادة ما يذهب الباحثون نحوها لمحاول الاستكشاف ، و لكن بسبب حادث طبيعي ، أصبح الأشخاص غير المدربين غير قادرين على النجاة من ذلك المكان
و بالتالي مع مرور الوقت تم نسيانه و أصبح مهجورا ، و قلة قليلة ستذهب الى هناك ، بعد كل شيء ، لم يكن هناك موارد ذات قيمة او تستحق المخاطرة
"بالضبط." ابتسم تشانغ يونغ بشكل متكتم. "لدي شعور بأننا سنجد هناك شيئًا مثيرًا للاهتمام."
بعد تقرير الوجهة القادمة تفرقت المجموعة ، ثم اقترب تشانغ يونغ من ليو يان "اممم ، الأخت الكبرى قد.أحتاج مساعدتك في شيء ما"
رفعت ليو يان حاجبها بفضول. " مساعدتي؟ مالأمر"
خدش تشانغ يونغ مؤخرة رأسه قليلا "الأمر هو...."
....
في إحدى متاجر المدينة
كان المتجر مليئًا بلفات القماش المزركشة والملونة، من الحرير الناعم إلى القطن المريح
و دخل كل من تشانغ يونغ و ليو يان رفقة كورو الى المتجر
"مرحبًا! كيف يمكنني مساعدتكم اليوم؟" رحبت بهما صاحبة المتجر بحرارة.
"نحن نبحث عن بعض الملابس المناسبة لهذه الصغيرة," أجابت ليو يان وهي تشير إلى كورو التي كانت تختبئ بين ذراعي تشانغ يونغ
لم تكن كورو معتادة على جسدها البشري بالكامل مما تسبب في صعوبة في المشي بالنسبة لها
"آه، بالتأكيد!"
بدأت ليو يان وصاحبة المتجر في عرض العديد من التصاميم
بينما كانا منشغلتين، وقفت كورو بجانب تشانغ يونغ، ممسكة بزمام ردائه بإحكام
"أبي... كل هذه الأقمشة جميلة" همست كورو بصوت خافت.
اختر ما يعجبك، كورو," شجعها تشانغ يونغ بلطف.
بعد بعض التردد، بدأ فضول كورو الطبيعي يغلب على خجلها. بدأت تلمس الأقمشة الناعمة بعينين متلألئتين.
"هذا... جميل," أشارت إلى قطعة من الحرير الأرجواني منقوش عليها زهور الكرز
ابتسمت ليو يان بفرح عندما رأت كورو تظهر اهتمامًا أخيرًا. "ذوق رائع! اللون الأرجواني يناسبك"
أخذت صاحبة المتجر القماش وبدأت تقيسه على كورو ، في لحظات تم الانتهاء من صنع رداء أرجواني جميل ، ارتدته كورو بمساعدة ليو يان
الرداء كان من حرير أرجواني ناعم منقوش عليه زهور الكرز الباهتة، مع أكمام واسعة وحزام حريري ذهبي يلف الخصر
شعرها الأرجواني الطويل تساقط على كتفيها بإطار الرداء الأرجواني، وعيناها الأرجوانيتان تتلألآن بالفرح والدهشة
"أبي... كيف أبدو؟" دارت كورو ببطء، محاولة التعود على الشعور بالملابس الجديدة.
أمسك تشانغ يونغ قلبه للحظة'تبا ، تبدو لطيفة للغاية ، أنا على وشك الإصابة بنوبة قلبية'
"أنت... ظريفة للغاية" قال تشانغ يونغ بصوت ناعم غير معتاد، كما رفع إبهامه ، كان من الصعب مقاومة الرغبة في الإعتزاز بها
أضاءت عينا كورو أكثر، وبدأت تدور ببطء، مما جعل الرداء يتطاير قليلاً مثل زهرة تتفتح. "أحب هذه الملابس! شكراً لك ،أختي الكبرى ليو يان."
ليو يان شعرت بأن قلبها بذوب في لحظة "أه انها ظريفة للغاية"ثم نكزت ليو يان جانب تشانغ يونغ بمرفقها"هاي الأخ الأصغر من الأفضل ألا تسيء معاملتها ، لا تسمح لها بأن تكبر لتصبح مثلك"
"مثلي؟" ضحك تشانغ يونغ، ثم نظر إلى كورو التي كانت تدور بسعادة مثل فراشة أرجوانية. "لا تقلقي، سأحرص على أن تكبر لتصبح أفضل مني"
بعد شراء عدة مجموعات من الملابس والأحذية والمستلزمات الأخرى لكورو، غادروا المتجر.
تنهدت ليو يان بارتياح"هيه ، مرة وقت منذ آخر مرة تسوقت فيها هكذا ، أعتقد انه كان منذ كنت فتاة صغيرة ، مع ذلك يجب أن أعتذر عن الإسراف في الشراء ، لا يمكنني أن آخذ ميزانية كهذه من أخي الأصغر"
هز تشانغ يونغ رأسه"لا داعي ، هذه الأموال ليست بالشيء الكبير منذ أنه لكورو ، كما أنك ساعدتني بالفعل لذلك نحن متعادلون على ما أعتقد؟"
سخرت ليو يان بهدوء"متعادلون؟ ذكرني كيف قمت بإنقاذنا في جبل العنقاء؟"
ضحك تشانغ يونغ بشكل مرير. "لا تذكري لي تلك التجربة ، و حتى و لو ، صادف الأمر أني محظوظ كفاية لكي لا أتأثر"
"محظوظ؟"قالت ليو يان كما دحرجت عينيها"هل ستسمي كل ما صادفناه في الطريق حظا؟ تشانغ يونغ ، قد لا نسألك و لكننا لسنا أغبياء"
تنهد تشانغ يونغ و هز رأسه بابتسامة مريرة"حسناً، أنت محقة ، لكن حتى لو أردت شرحه فهو غير قابل بالتصديق"
أومأت ليو يان برأسها، ولم تضغط أكثر ، كل شخص كان لديه أسراره، وكان هذا محترما ، نظرت إلى كورو التي كانت بين ذراعي تشانغ يونغ قبل أن تقول"بالتفكير بالأمر ، اسم كورو ليس حقا مناسبا لفتاة"
رفع تشانغ يونغ حاجبيه: "ألا يعجبك الاسم؟"
"إنه اسم جيد، لكن..." أومأت ليو يان نحو كورو التي بدت الآن كأميرة صغيرة براقة، "كورو سيكون مناسبا لو مازالت وحشا روحيا ، و لكن لديها شكل بشري الآن صحيح؟"
فكر تشانغ يونغ للحظة. كانت محقة. الاسم "كورو" كان مناسبًا عندما كانت وحشا روحيا ، لكن الآن بعد أن أصبحت في شكل بشري، ربما تحتاج إلى اسم أكثر ملاءمة
"ما الاسم الذي تقترحينه؟" سأل تشانغ يونغ.
حدقت ليو يان في كورو لفترة "كيف عن لينغ؟ تعني الرقة والجمال. أو يان، أو... زيهوا ، ألست الأب هنا؟"
همس تشانغ يونغ الاسم مرة أخرى"لينغ...." ثم نظر إلى كورو، "ما رأيك؟ هل تريدين اسمًا جديدًا؟"
رفعت كورو رأسها و نظرت إلى تشانغ يونغ بعينين واسعتين: "اسم جديد؟"
"نعم، منذ أنك بشرية الآن ، لما لا تحظين باسم عادي" ابتسم تشانغ يونغ بلطف.
"لكن... كورو هو الاسم الذي أعطانيه أبي." قالت كورو بصوت خافت، عيناها الأرجوانيتان تبدوان مرتبكتين قليلاً. "أنا أحب هذا الاسم."
ضحك تشانغ يونغ وربت على رأسها بلطف. "حسناً، سنبقيه كما هو. كورو اسم جميل."
ابتسمت كورو بفرح وأمسكت بيد تشانغ يونغ بقوة.
التفتت ليو يان نحو تشانغ يونغ بابتسامة عريضة. "إذا ماذا عن جعله أكثر قابلية ، بجعله كورويونا"
كورويونا؟" تردد تشانغ يونغ في نطق الاسم الجديد، ثم نظر إلى الفتاة الصغيرة التي بين يديه"ما رأيك؟ هل يعجبك الاسم كورويونا؟"
أضاءت عينا كورو الأرجوانيتان. "كورو... يونا... إنه جميل! أحب ذلك!"
بينما كانوا يمشون في الشارع، لاحظ تشانغ يونغ أن الناس بدأوا يتطلعون إليهم بفضول
أب وسيم مع ابنة جميلة بين ذراعيه ، جعلهم ذلك لافتين للنظر، كان ذلك منظرا يحسد عليه الكثيرون
"أبي، الجميع ينظر إلينا"، همست كورويونا وهي تتشبث بذراع تشانغ يونغ.
"لا تقلقي، انهم فقط فضوليون"، أجاب تشانغ يونغ بهدوء بينما كان يتابع السير في الشارع الرئيسي.
بعد العودة للنزل ، دخل تشانغ يونغ الى غرفته و وضع كورويونا على السرير و جلس على حافته"إذا كورويونا ، قد يكون هذا متسرعا قليلا ، و لكن سيكون علي أن أشرح بعض الأشياء منذ أنك بشرية الآن"
نظرت كورويونا إلى تشانغ يونغ بعينين واسعتين مليئتين بالاهتمام، وهي تجلس على السرير وقدميها الصغيرتين تتأرجحان. "ما الأمر يا أبي؟"
جلس تشانغ يونغ أمامها بجدية. "كونك بشرية يعني أن عليك تعلم الكثير من الأشياء الجديدة. كيفية التصرف، كيفية التحدث مع الآخرين، وكيفية حماية نفسك."
"لكنني ما زلت أستطيع استخدام قواي، أليس كذلك؟" سألت كورويونا بقلق.
أومأ تشانغ يونغ"بالطبع ، و لكنك ستكونين مختلفة عن الآخرين في طريقة التدريب"
أمائت كورويونا بحماس"امم ، أفهم يا أبي ، لقد أخبرني المعلم بالفعل حول اختلافات الوحوش الروحية و البشر"
ارتفع حاجب تشانغ يونغ قليلا"اوه ، دا مينغ فعل هذا؟"
هزت كورويونا رأسها"قال المعلم ان البشر يحصلون على حلقاتهم الروحية من الوحوش كل عشر مستويات ، بينما يستطيع الوحوش الذين يتحولون تكثيفها بأنفسهم صحيح؟"
تفاجأ تشانغ يونغ قليلا ، ثم ابتسم ، دا مينغ كان معلما أكثر من كفء بالنسبة لها ، و يبدو ان كورو قد اتخذت قرارها بالتحول الى شكل بشري منذ زمن طويل
"صحيح" هز تشانغ يونغ رأسه "هذه إحدى مزايا كونك وحشا روحيا متحولا ، بالإضافة الى روح كاملة فطرية ، مما يجعل تدريبك سهلا للغاية ، و ما ينقصك الآن هو تقنية صقل ، سمتك هي الفراغ لذا تقنية العناصر الخمسة لن تناسبك ، سأعطيك تقنية الدورة الكبرى للطاقة الروحية و لكن....انت لا تجيدين القرائة او الكتابة"
نظرت كورويونا إلى تشانغ يونغ بعينين واسعتين، ثم أومأت برأسها ببعض الخجل. "نعم... لم أتعلم ذلك بعد."
تنهد تشانغ يونغ بلطف. "لا بأس، سأعلمك بنفسي. لكن في البداية، سأشرح لك تقنية الدورة الكبرى للطاقة الروحية شفهيا و أريدك ان تحفظيها عن ظهر قلب"
جلس تشانغ يونغ بجانبها على السرير. "أغلقي عينيك وتصوري أن هناك دوامة من الطاقة داخل جسدك. هذه الطاقة تتحرك مثل نهر عظيم..."
بينما كان يشرح، لاحظ تشانغ يونغ أن كورويونا كانت تلتقط المفاهيم بسرعة مذهلة ، كوحش روحي سابق، كان لديها شعور كامل بالإنغماس في الطاقة الروحية
بعد ساعة من الشرح والتوجيه، فتحت كورويونا عينيها متوهجة. "أعتقد أنني فهمت! يمكنني أن أشعر بالطاقة تتحرك بداخلي."
ابتسم تشانغ يونغ بفخر. "أحسنت! أنت تتعلمين بسرعة." ثم نظر إلى النافذة ولاحظ أن الشمس بدأت في الغروب. "لنأخذ استراحة الآن. غداً سنبدأ دروس القراءة والكتابة."
بعد البقاء في المدينة لمدة تصل الى حوالي الثلاثة أيام ، كانت المجموعة جاهزة
كان تشانغ يونغ قد قام بإعادة كورويونا الى فضاء الحيوانات الأليفة للوقاية
ثم بعد السفر لمدة سبعة أيام متتالية وصلوا الى بداية مدخل الوادي القرمزي
"المنطقة هنا تشعرني بعدم الارتياح." قال سو مينغ وهو يتطلع حوله بحذر
كان تشانغ يونغ صامتاً، عيناه القرمزيتان تمسحان المنطقة بتركيز ، كان هناك قلق في قلبه وكأن شيئًا ما سيحدث
نظر تشانغ يونغ الى رفاقه"يا رفاق ماذا عن التراجع ، لم أعد مهتما ب-"
فجأة و بشكل غير متوقع انشق الفراغ خلفهم تماماً كما تنشق القماش ، تماما كما تشكلت حفرة سوداء في الفضاء
من داخل هذه الفجوة، خرج شخص.
كان مظهره عادياً بشكلٍ مخيف. طول متوسط، ملامح باهتة يصعب تذكرها حتى في اللحظة التي تنظر فيها إليه. كان يرتدي بدلةً سوداء بسيطة، لا تطوى حتى بشكل متقن، كما لو أنه ارتداها للتو دون اهتمام. لكن ما جعل الدم يتجمد في عروق الجميع كان عينيه
عينان قرمزيتان، بلا بؤبؤ، تشعان بضوء بارد وميت. نظرة تلك العينين كانت كافية لدب الرعب في روح الشخص
"وجدتك"حدق الرجل و تحدث بصوت عديم الحياة
صرخت غرائز تشانغ يونغ جميعها بضرورة الركض و الهرب الى آخر العالم!
أجبر جسده على التحرك و رفع فأس شق الجبال و أرجحها بقوة نحو الرجل
بنقرة خفيفة ، حطم الرجل الفأس الى قطع صغيرة"كنت أكثر متعة سابقا"
رفع الرجل يده و تحرك بسرعة كبيرة و ضرب صدر تشانغ يونغ بقوة محطما قفصه الصدري و سحق قلبه تحت الضغط
شعر بقفصه الصدري ينهار، وأضلاعه تتكسر مثل أعواد الثقاب، وقلبه يتمزق تحت القوة الهائلة. تناثرت الدماء من فمه، ورأى العالم من حوله يبدأ في الدوران والاختفاء
طار جسده بعيدا قبل أن يمسك به وانغ في في منتصف الهواء و أمر "الجميع فليركض!"
لم يكن هناك وقت للتفكير ، صرخة وانغ في كانت مليئة بإلحاح اليأس، مما دفع الجميع للتحرك فورًا
"اوه ، الهرب؟ يبدو ممتعا ، لديكم دقيقة واحدة للهرب ، لجعل هذا أكثر متعة"قال الرجل كما عقد ذراعيه خلف ظهره
وانغ في حمل جسد تشانغ يونغ المدمى بينما كان يركض بأقصى سرعة، دم تشانغ يونغ يلوث ردائه "لا تمت! تمسك!"
سو مينغ كان في المقدمة، سيفه الذهبي يقطع طريق الهروب. ليو يان وليو يين في المؤخرة، وجوههما شاحبة
في أحضان وانغ في، كان جسد تشانغ يونغ يهتز بعنف. عيناه الحمراوان تفتحان بصعوبة، وأنفاسه متقطعة. "اتركني... اهربوا وحدكم..."
"مستحيل!" رفض وانغ في بحزم.
نظر تشانغ يونغ الى الخلف بزاوية عينه بصعوبة'انه هو....جسدي...قلبي مضغوط بالعظام التي تحطمت...تبقت ثواني على تحولي الى جثة ، حتى لو مت ، سأعود لكن...علي النجاة'
كما لو أن إرادته انبثقت من قلبه ، ظهر ظل غريب في روحه ، شكل كروي مع سائل دموي في الوسط ،
عش الدم!
أطلق عش الدم خيوطا حريرية قرمزية في كامل أنحاء جسد تشانغ يونغ و بدأ يحيط القلب و سرعان ما ابتلعه
تم وصل كل عضلة و خلية في جسده بواسطة العش
أخذ تشانغ يونغ نفسا عميق و بدأ جسده في الإرتعاش ، كان الشعور كآلاف الإبر التي تخترق أعصابه و أوردته
ببساطة كان عش الدم يغزو جسده
جسده لم يتم إصلاحه ، كانت عظامه لا تزال مكسورة و لم يعد يشعر بقلبه ، و لكن خسارة حياته بسبب إصابة قلبه لم تعد موجودة
رفع تشانغ يونغ رأسه بصعوبة ، شعر كما لو كان سيغيب عن الوعي في أي لحظة ، و لكنه حارب ذلك بشدة
لو فقد الوعي فهم جميعا هالكون
على الفور أطلق العنان للعيون السماوية لمساحة كاملة لدرجة أنه اقترب من تغطية الوادي بأكمله و رأى كل شيء
تمتم بصوت كاف كي يسمع"الأخ....وانغ....حطم....الجدار الشرقي الغربي...ادخل الأطلال...المهجورة"
بعد أن سمع وانغ في كلمات تشانغ يونغ الضعيفة، لم يتردد ، أرسل كفا عملاقا من الطاقة و حطم الجدار المطلوب ،وكشف عن عن ممر سري مؤدي إلى أطلال مهجورة
"ادخلوا الآن!" صاح وانغ في وهو يندفع إلى الداخل حاملًا تشانغ يونغ.
تبعه سو مينغ وليو يان وليو يين بسرعة. بمجرد دخولهم جميعًا، استخدم سو مينغ سيفه لإسقاط الصخور فوق المعبر، محاولًا إخفائه
في الخارج، سمعوا صوت خطوات الرجل الغامض وهو يقترب ببطء. "مثير للاهتمام... هل تختبئون مثل الفئران؟"
داخل الأطلال المهجورة، كان الظلام يخيم، ورائحة العفن والرطوبة تفوح في الهواء. كان المكان يبدو مثل معبد قديم أو قصر مدفون تحت الأرض لقرون.
"الأخ وانغ...ضعني أرضا"قال تشانغ يونغ بصوت ضعيف
وضع وانغ في تشانغ يونغ برفق على الأرض، قلقه واضح على وجهه. "كيف حالك الآن؟"
كان تشانغ يونغ يتنفس بصعوبة، لكن لون وجهه تحسن قليلاً. "مازلت على قيد الحياة... لكنني لا أستطيع الحراك كثيرا"
زحف تشانغ يونغ قليلا قليلا للأمام و شعر بالأرض بأصابع يده ، لقد كان محقا "هناك طريقة للنجاة"
نظر إليه وانغ في والآخرون بنظرات مليئة بالأمل والتساؤل. كيف يمكن لمكان مهجور مثل هذا أن يوفر ملاذاً من ذلك الكائن المرعب؟
أشار تشانغ يونغ بضعف نحو جدار في الزاوية. "هناك مصفوفة نقل ، إنها قديمة جداً وبالكاد تعمل، لكنها قد تنقلنا بعيدا"
قلب تشانغ يونغ يده و أخرج قلادة شامبالا 'هذه المصفوفة هي مصفوفة نقل ، لا تعمل سوى باتجاه واحد ، لو استخدمت قوانين شامبالا المكانية و استطعت إعادة ضبط المصفوفة و جعلها مصفوفة الهروب الوحيد و لكن المنطقة حيث سنظهر بها ستكون على الأغلب في المكان الآخر'
أخرج تشانغ يونغ القلادة ووضعها في مركز المصفوفة. فجأة، انفجرت القلادة بضوء أبيض ساطع، وبدأت المصفوفة في الاهتزاز والطنين.
"أسرعوا!" قال تشانغ يونغ بصوت مبحوح، بينما كان يحاول تثبيت قلادة شامبالا في مركز المصفوفة باستخدام ما تبقى من قوته. "المصفوفة غير مستقرة...لن تدوم طويلا"
بينما كان الضوء الأبيض يتكثف، سمعوا صوت الرجل الغامض وهو يفتح الصخور عند المدخل بسهولة مروعة. "حان وقت انتهاء اللعبة."
"انطلقوا الآن!" صاح تشانغ يونغ بأقصى ما يستطيع"سألحق بكم لاحقا
قفز سو مينغ إلى مركز المصفوفة، تبعه ليو يان وليو يين على الفور و اختفوا
استدار تشانغ يونغ نحو وانغ في و صرخ "الأخ الأكبر أسرع و ادخل-"
مع ذلك في تلك اللحظة تم دفع تشانغ يونغ داخل المصفوفة من قبل وانغ في
"الأخ الأصغر ، لا تخطط للتضحية بنفسك لتنقذنا ، كأخيك الأكبر ، أنا من يجب عليه حمايتكم"
ابتسم وانغ في بهدوء ، كانت شفتاه ترتفعان برفق، تنحنيان في قوس ناعم ، عيناه كانتا ناعستين، دافئتين، تشعان بطمأنينة كمن يؤدي واجبه بكل بساطة ، كان تعبيره مسالما حتى النهاية ،كان ذلك ، لأن ذلك ببساطةكان ما يجب أن يفعله كأخ أكبر
لم يكن هناك ألم أو ندم، فقط وعي صامت بأن هذه قد تكون آخر نظرة ، آخر مرة قد يراهم مرة أخرى
لكنه قبل ذلك بكل رضى ، طالما هم أحياء ، لا يهم أي شيء آخر
"الأخ الأكبر!"صرخ تشانغ يونغ كما اختفى في الضوء الأبيض
رفع وانغ في سيفه و حطم المصفوفة تماما ، في نفس اللحظة تحطم الجدار الى قطع و دخل الرجل "اوه ، تضحي بنفسك لتنقذهم؟ يا لنبل"
ألقى وانغ في بردائه و بعيدا و مزق جلد يديه مما سمح لسوائل و غازات السامة بالخروج"وظيفتي كالأخ الأكبر هو ضمان سلامة إخوتي الأصغر ، حتى لو كلفني حياتي ، لذلك مسعاك خلف أخي الأصغر ، سينتهي هنا!"