في سهل ثلجي أبيض ، انبثق ضوء أبيض من الأرض و ظهر ظل أسود في منتصفه

ثم ظهر سو مينغ و نزل على الأرض برفق ثم استدار ناحية المصفوفة"رفاق!"

في نفس اللحظة ظهرت ليو يان و تبعتها ليو يين بعد ذلك

بعد لحظات من انتقالهم عبر المصفوفة، وجدوا أنفسهم في سهل ثلجي شاسع، حيث كانت الرياح الباردة تعصف بلا رحمة. نظر سو مينغ وليو يان وليو يين حولهم بقلق

أين وانغ في و تشانغ يونغ ؟

في تلك اللحظة، اهتزت المساحة أمامهم قليلاً وظهر تشانغ يونغ فجأة، يسقط على الثلج بضعف

كان شاحبًا جدًا، وأنفاسه متقطعة، لكنه كان حيا زحف بسرعة و بدأ بنبش الثلج بشكل هيستيري بحثا عن مصفوفة النقل قبل أن تغلق"الأخ الأكبر...الأخ الأكبر!"

صرخ تشانغ يونغ بصوت مبحوح وهو يحفر في الثلج بيديه المرتعشتين، لكن المصفوفة كانت قد اختفت تمامًا. لم يتبق سوى الثلج البارد الأبيض

سو مينغ اقترب منه بسرعة ووضع يده على كتفه. "تشانغ يونغ، اهدأ! جراحك خطيرة!"

رفض تشانغ يونغ محاولة سو مينغ لإيقافه، واستمر في الحفر بيديه حتى تلطختا بالدماء "انت لا تفهم! الأخ الأكبر دفعني إلى المصفوفة وحطمها من الجانب الآخر! لقد بقي ليواجه ذلك الشيء بمفرده!"

تجمدت تعابير وجوه ليو يان وليو يين. لقد رأوا بقوة ذلك الرجل الغامض بأم أعينهم. حتى تشانغ يونغ وصل الى حافة الموت أمامه ، ما هي فرصة وانغ في في النجاة بمفرده؟

"ماذا"حدقت عينا ليو يان على اتساعها قبل أن يشعر عقلها بضربة كالمطرقة ، ليو يان انهارت تماماً، سقطت على ركبتيها في الثلج وهي تبكي بحرقة "هذا لا يمكن أن يكون صحيحًا...هو.."

وقفت ليو يين هناك في حالة صدمة ، قبل تظهر بعض العلامات الرطبة على عصبة عينها ، كانت عيناها رطبتين وهي تضغط على شفتيها بقوة لمنع نفسها

بدأ تشانغ يونغ بالحفر اكثر ، شعور العجز الذي لم يشعر به منذ فترة طويلة اجتاح قلبه مرة أخرى، لقد خطط لكل شيء، لكنه لم يتوقع أبدًا أن يضحي وانغ في بنفسه بهذه الطريقة

في الأصل لقد خطط ليضحي بنفسه ، كان ذلك الشخص يسعى خلفه هو ، فلما كان على وانغ في أن يدفع ثمن أخطائه!

سو مينغ اقترب وأمسك بذراع تشانغ يونغ بقوة. "توقف! حتى لو حفرت حتى تصل إلى الصخر، لن تعيده! المصفوفة دمرت!"

نظر تشانغ يونغ إلى سو مينغ بعينين حمراوين مليئتين بالألم والغضب. "لكنه... من أجلي...-" مع ذلك عندما نظر الى سو مينغ كانت عيناه مغرورقتين بالدموع كذلك

نظرة سو مينغ الحزينة والغاضبة في نفس الوقت أوقفته. كان الجميع يعاني ، ليس هو فقط

المنظر اخترق قلب تشانغ يونغ مثل السهام ، نظر إلى وجوههم قبل أن يصر على اسنانه لم يكن الألم حكرًا عليه. لقد فقدوا جميعًا شخصًا عزيزًا

سحب يده ببطء من قبضة سو مينغ 'قبل أن يمسك تشانغ يونغ بصدره ، شعر بأن صدره يضيق و أصبح من الصعب التنفس

'لماذا...'

في تلك اللحظة، لعنات جديدة بدأت تتكثف من الألم، ورموز سوداء جديدة بدأت تتشكل في روحه

'لماذا'

شعر تشانغ يونغ بحرقة شديدة ، ثم ارتفعت يده الى عنقه و بدأ بالضغط

'لماذا كان علي أن أكون حيا'

تشانغ يونغ كان يختنق، لم تكن يداه حول عنقه ، على الرخم من أنه يخنق نفسه بالفعل ، بل كان شعوراً كأن ثقلاً لا متناهيا يضغط على حلقه من الداخل.

الدموع انهمرت بصمت على خدوده، تختلط ببقع الدم على يديه. لم يبكِ بهذا الشكل منذ... منذ الأبد

منذ ذلك اليوم الذي فقد فيه كل شيء

'لا....لا يمكنني الموت الآن و إلا كل شيء سيكون بلا فائدة...تضحيته ستكون بلا فائدة'

ضغط تشانغ يونغ على ركبتيه و رفع جسده بصعوبة ثم استدار و نظر إلى رفاقه، نظرة كانت مزيجاً من اليأس و...شيئا آخر ، شيء أكثر ظلامية

"سو مينغ ، ساعد ليو يين ، سأحمل ليو يان ، لا يمكننا البقاء هنا...."

كان صوت تشانغ يونغ مبحوحاً ومليئاً بألم لا يحتمل، لكنه حمل في طياته إصراراً غريبا

نظر إليه سو مينغ بعينين حمراوين من الدموع، ثم أومأ ببطء

لم يكن هناك وقت للحزن، فالبرد القارس والرياح العاصفة كانت تهدد حياتهم جميعاً

رفع تشانغ يونغ ليو يان التي كانت تبكي بصمت، جسدها يرتجف من البرد والصدمة

حملها بحذر، بينما ساعد سو مينغ ليو يين التي كانت شاحبة الوجه

بدأوا بالسير عبر الثلوج العميقة، كل خطوة لهم كانت تغرق في الثلج ، رياح الشتاء تخترق ملابسهم الرقيقة

بعد ساعة من السير المتعب، ظهرت في الأفق ملامح كهف صغير في وسط اللاشيء ، لم يكن عميقاً، لكنه كافٍ ليحميهم من العاصفة الثلجية

"هناك!" صاح سو مينغ وهو يشير نحو الكهف

دخلوا الكهف الذي كان بارداَ لكنه كان أفضل من لا شيء.

وضع تشانغ يونغ ليو يان برفق على الأرض، بينما انزلقت هي إلى جانب الحائط الصخري

خيم الصمت في المكان مع عدم قدرة أي شخص على الحديث

وسط البحر الروحي لتشانغ يونغ ، تنهدت بينغ دي ببساطة"هذا كريه للغاية"

حدقت لينغ شي بالفراغ للحظة قبل ان تعود الى الشاشة"لا يمكننا فعل شيء حتى لو أردنا"

نظر موراساما الى يامي قبل أن يقول"هل فعلت شيئا ما الآن؟"

نظر يامي بعيدا و قال"مالذي يجعلك تقول هذا"

تقلصت نظرة موراساما نحوه كما كانت نظرته حادة"لا داعي للإخفاء ، تلاعبت بمشاعره مرة أخرى، أليس كذلك؟ في البداية كان الأمر الخوف و الآن ماذا؟"

أغمض يامي عينيه للحظة قبل ان يفتحهما ثانية" كل ما فعلته هو أني قللت رغبته في الإنتحار ، و إلا لو تركته لكان ناوتو ميتا عدة مرات بحلول الآن ، لكن لا تخبر الإثنتين"

في الكهف، كان الجو بارداً وصامتاً، لا يُسمع سوى صوت أنفاسهم المتقطعة وعويل الرياح في الخارج

جلست ليو يان منكمشة على نفسها، تارةً تبكي بصمت وتارةً تحدق في الفراغ , ليو يين كانت تجلس بجانبها، تمسك بيد أختها لكن تعبيرها كان خالي من أي تعبير

سو مينغ كان واقفاً عند مدخل الكهف، يحدق في العاصفة الثلجية خارجاً، قبضتيه مشدودتين

أما تشانغ يونغ، فكان جالساً في أعمق جزء من الكهف، ظهره على الحائط الصخري البارد

عيناه الحمراوان كانتا مفتوحتين لكنهما لا تركزان على شيء، كان يشعر بشيء داخله يتسع مع كل نفس ضيق

اللعنات الجديدة في روحه كانت تتراكم، و سرعان ما وصل عدد اللعنات الى مئة

للحظة أصبحت نظرة تشانغ يونغ أكثر صلابة قبل أن تلمع عينه الحمراء بوهج مختلف ، لقد فعل عينه السماوية

مع رؤيته لآلاف الأميال ، بعيدا عن الموقع الحالي ، كانت هناك قرية بعيدة بعض الشيء

نظر إلى رفاقه المتجمدين من الحزن والبرد، وتنهد بعمق.

"هناك قرية على بعد بضعة أميال من هنا." قال تشانغ يونغ بصوت أجش لكنه حازم. "يمكننا أن نجد ملجأ هناك."

استدار سو مينغ ببطء، عيناه كانتا حمراوين قليلا من الألم والتعب. "هل أنت متأكد؟"

أومأ تشانغ يونغ. "أجل إنها ليست بعيدة. إذا سارعنا، يمكننا الوصول بسرعة"

نهض تشانغ يونغ ببطء، متجاهلاً الألم في جسده. مشى نحو ليو يان وانحنى أمامها. "الأخت ليو يان، أعلم أنك حزينة، لكننا يجب أن نتحرك. الأخ الأكبر... لن يريد أن يراك هكذا."

رفعت ليو يان رأسها، عيناها منتفختان من البكاء. نظرت إلى تشانغ يونغ للحظة، ثم أومأت ببطء. كانت تعلم أنه محق

ساعد تشانغ يونغ ليو يان على الوقوف، بينما ساعد سو مينغ ليو يين، ثم خرجوا من الكهف إلى العاصفة الثلجية مرة أخرى

لم يكن من السهل تجاوز موت شخص كان يمثل جزئا كبيرا من حياتك ، الروابط لم تكن بسيطة ،و الألم لم يكن قليلا

كان السير في الثلج العميق مرهقاً، خاصةً مع إصابات تشانغ يونغ وحالة الجميع النفسية السيئة

لكن تشانغ يونغ قاد الطريق بثبات، مستخدماً عينيه السماويتين لتجنب المناطق الخطرة

استمروا في السير عبر الثلوج العميقة، حاملاً ليو يان كانت خطواتهم ثقيلة ومتثاقلة

بالنسبة لتشانغ يونغ كل حركة سببت ألماً حاداً في جسده

العاصفة الثلجية اشتدت، والرياح الباردة كانت تخترق وجوههم كالسكاكين

سو مينغ، الذي كان يحمل ليو يين من الجانب الآخر، بدأ يتعثر. "أنا... لا أستطيع..." سقط على ركبتيه في الثلج، تنفسه متقطع

تشانغ يونغ توقف ونظر إلى الوراء ، ثم سار و رفع الإثنين على ظهره و بدأ بالسير ، و سرعان ما انتهى بليو يان بنفس الحال

الآن كان يحمل ثلاثة أشخاص ، كان وزنه هائلاً، وخطواته تغوص بعمق في الثلج لكنه استمر في التقدم، إرادته هي كل ما بقي له ، ثم نشر تقنية العناصر الخمسة لفن النار لتدفئة جسده و أجساد البقية

بعد ما شعر بأنه سنوات، بدأت ملامح القرية تظهر عبر العاصفة. كانت مجرد ظلال خافتة في البداية قبل ان تبدأ في التوضح

انظروا... هناك." همس تشانغ يونغ بصوت بالكاد مسموع، قبل أن ينهار على ركبتيه

لكنه لم يستسلم. زحف للأمام، ما زال يحمل رفاقه. دماء تخرج من فمه وتتجمد على ذقنه، لكنه لم يتوقف ، ثم سقط أرضا وفقد الوعي

...

عندما فتح عيناه مرة أخرى ، استقبل بسطح خشبي فوق رأسه ، و لاحظ اختلافا في درجة الحرارة

كان المكان أدفئ قليلا

رفع جسده ببطء و لكنه شعر بخدر قوي ، كانت عضلات جسده تؤلمه بشدة

"استيقظت بالفعل؟"

حول تشانغ يونغ نظرته الى مصدر الصوت ، كانت هناك شابة أمامه ، بجلد أبيض ساطع بدا كما لو أن الشمس لم تسلط عليه يوما ، شعر أسود طويل امتد خلف خصرها،و عيون زرقاء جميلة ، و رداء شتوي أبيض جميل

لكن الوضع الذي كان فيه تشانغ يونغ ، كان مختلفا ، كان يفصل بينه و بين الفتاة قضبان فولاذية ، و يديه كانتا مكبلتين و كان هناك بخور يسبب الوهن و الضعف الجسدي

باختصار ، لم تكن هناك نوايا حسنة

"أين أنا؟" سأل بصوت أجش.

الفتاة ذات الشعر الأسود تقدمت خطوة، عيناها الزرقاوان تدرسانه بفضول. "في قرية تشينغشي. أنت ورفاقك تم القبض عليكم متعدين لمنطقتنا ، الآن تحدث ، هل انت جاسوس أرسلته القرية المجاورة"

"جاسوس؟" همس تشانغ يونغ بصوت أجش، محاولاً التركيز عبر الضباب الذي يغطي عقله. الأصفاد الحديدية ثقيلة على معصميه، ورائحة البخور الموهن تجعل من الصعب التفكير بوضوح. "لا... نحن مجرد مسافرين ضللنا طريقنا."

اقتربت الفتاة أكثر، عيناها الزرقاوان تضيئان في شبه الظلام. "مسافرون؟ في أسوأ عاصفة ثلجية هذا الموسم؟" ضحكت ساخرة، صوتها مثل جرس جليدي. "إليك تحذيري الأخير: اعترف بحقيقتك، أو سأجعل هذه الأصفاد تشعر وكأنها لعبة أطفال"

رفع تشانغ يونغ رأسه ببطء، عيناه الحمراوان تلتقيان بنظرتها "مجرد لعبة أطفال؟ يا فتاة انت لا تعرفين ما تقولينه"

"بل انت من ينفث الهراء" قالت الفتاة و هي تعقد يديها"بعد فحص جسدك وجدناه صلبا للغاية لذلك باستخدام البخور المخدر الذي يضعف الجسد مع الأصفاد التي تمنع الطاقة الروحية ، انت عديم الفائدة، لذلك اعترف الآن ، أو هل يجب أن أقتل أحد رفاقك أمامك لتعترف؟"قالت الفتاة بابتسامة ساخرة و واثقة

عندما سمع تشانغ يونغ ذلك اظلم تعبيره و أصبحت نظرته حادة" انهم مجرد بخور و أصفاد" رفع تشانغ يونغ ذراعيه المكبلتين و ارتفع لهب أرجواني حول ذراعيه و قام بإذابة الأصفاد

"م-ماذا؟!" صدمت الفتاة عند رؤية ذلك

وقف تشانغ يونغ بهدوء "لا يمكنك صنع سجن قوي بما فيه الكفاية لاحتوائي ضد إرادتي ، هذه الأصفاد عديمة النفع و يمكنني مغادرة هذا المكان في أي وقت أريد"

تقدم تشانغ يونغ نحوها و التهمت النيران الأرجوانية القضبان و أذابتها و عبر تشانغ يونغ خلالها

قفزت الفتاة للخلف بوضعية دفاعية"انت! أي نوع من السحر هذا؟!"

رفع تشانغ يونغ ذراعه و تجمع اللهب فوق يده"بما أن جسدي صلب لا يمكن قتلي بالطرق العادية ، يمكنك تهديدي بقتل أصدقائي ، و لكنك ستموتين قبل ذلك ، لذلك هل هناك ما يمكنك فعله حقا؟"

{مشكل بواسطة الظلام ، هدير مليء بالغضب متجلي من الألم، انتقام ملتوي ملعون ،كما تهمس الأرواح، كما يتحدث الصمت ،الرماد سيسقط ، و السماء ستركع ، الحركة المطلقة للهب الإبتلاع الشيطاني- الفناء الأبدي}

في تلك اللحظة انفجرت أمواج لا متناهية من اللهب الأرجواني في جميع الاتجاهات

استمر اللهب الأرجواني في الانتشار كموجة لا تُوقف، يلتهم كل ما في طريقه. الأكواخ الخشبية اشتعلت في لحظات، والأصوات المرعوبة انطلقت من كل اتجاه

الفتاة ذات الشعر الأسود وقفت متجمدة في مكانها، عيناها الزرقاوان تعكسان مشاهد الدمار وهي غير قادرة على تصديق ما يحدث

لكن تشانغ يونغ لم يهتم بها. تلاعب باللهب بسرعة البرق عبر القرية نحو المكان حيث كان رفاقه محتجزين

الأبواب الحديدية ذابت أمام لهيب الإبتلاع الشيطاني كما يذوب الثلج أمام النار لتحريرهم

"خطأك كان العبث معي"

2025/11/17 · 12 مشاهدة · 1890 كلمة
نادي الروايات - 2025