بعد السفر لعدة أميال ، كانت المجموعة قد غادرت المنطقة الثلجية ، و لكن الجو الشتوي كان مايزال مستمرا
حاليا كانوا في منطقة غابوية جالسين في الكهف مع شخص آخر ، كان ذلك الفتاة التي هددت تشانغ يونغ مسبقا و هي الآن مقيدة بالحبال
بعد استجوابها حصلوا على بعض المعلومات
الأول و الأكثر صدمة ، هذه لم تكن قارتهم!
كانت قارتهم هي قارة تيان شوان ، و لكن القارة التي هم عليها حاليا هي قارة تيان شو
لم يستطع تشانغ يونغ التفكير سوى ان القصة من السجلات التي يمتلكها تيان هوا كانت حقيقية
الفتاة التي تم الامساك بها كان اسمها كان تشين يوي، وهي ابنة زعيم قرية تشينغشي
كانت تعتقد أنهم جواسيس من قرية مجاورة بسبب التوترات الإقليمية المتصاعدة
بدا أن هذه المنطقة تعاني من نزاع على موارد الصيد والمناجم
تشانغ يونغ نظر إلى تشين يوي المقيدة بعينين حادتين "هذا يفسر الأمر ، ولكني لست متعاطفا معكم ، و لا أشعر بأي ندم"
تشين يوي، التي كانت تتصرف بغرورة سابقًا، بدت عدائية تجاههم "همف لقد دمرت عشيرتي بأكملها سوف أقتلك و أقدم رأسك لأرواح عشيرتي!"
تشانغ يونغ لم يرد، مجرد رفع حاجبه قليلاً مع تعبير يقول 'هل هناك خطب ما بعقلها؟'
ليو يان، التي كانت قد استعادت بعضاً من قوتها، تقدمت للأمام. "أنتِ من بدأتِ بالتهديد أولاً! نحن لم نؤذِ أحداً، بل كنا نريد أن نحتمي من العاصفة ثلجية و جئنا بسلام بدون أي نية عدائية."
تشين يوي بصقت على الأرض. "سلام؟ مع تلك القوة الشيطانية؟ أنتم مجرد وحوش متنكرين!"
حفر تشانغ يونغ أذنه مع تعبير بارد"الأخت الكبرى ، لا داعي للنقاش ، علينا مغادرة المكان ، بما ن عشيرتها مدمرة و الجميع توفي ، فلا مكان لها لتعود إليه"
تشين يوي نظرت إلى تشانغ يونغ بعينين مليئتين بالكراهية واليأس، لكنها لم تنطق بكلمة
كانت تعلم أنه محق – لقد دمر قريتها بالكامل، ولم يعد لديها مكان تعود إليه.
سو مينغ، الذي كان يراقب من بعيد، اقترب منهم. "ماذا سنفعل بها؟"
أمسك تشانغ يونغ بذقنه و هو يفكر ، حاليا في منطقة نائية لا يعرفون عنها شيئا ، سيحتاجون الى موجه
"حاليا سنبقيها معنا ، سنحتاجها"
نظرت تشين يوي إليهم بعينين متعجرفتين، لكن لم يكن هناك خيار أمامها
بعد أن استراحوا قليلاً، بدأوا في التحرك مرة أخرى
بينما كانوا يسيرون، لاحظ تشانغ يونغ أن تشين يوي كانت ترمقه بنظرات حادة بين الحين والآخر
كان يعلم أنها تخطط لشيء ما، لكنه لم يهتم. في النهاية، كانت مجرد فتاة واحدة في عينيه، وقوتها لا تُذكر مقارنة به
"سنحتاج إلى معلومات أكثر عن هذه المنطقة"، قال تشانغ يونغ وهو يلتفت نحو تشين يوي. "أخبرينا عن المدن الكبرى هنا وأي المناطق يجب تجنبها."
تشين يوي أطلقت ضحكة ساخرة. "لماذا يجب أن أساعدكم؟ أنتم مدمرو قريتي!"
في تلك اللحظة، تدخلت ليو يان. "استمعي، نتفهم غضبك، لكننا لم نكن نريد أي من هذا، انتم قيدتونا بدون حتى الإستماع إلينا ،و حتى محاولة أذيتنا ، وكل ما فعله تشانغ يونغ كان دفاعاً عنا."
انسي الأمر أيتها الأخت الكبرى"قال تشانغ يونغ و هو يقترب منها نية القتل تلمع في عينيه"السبب وراء بقائك حية هو أنك ذات فائدة لنا ، إذا لم تكوني ذات فائدة، فأنت إذا حمل زائد و من السهل التخلص منك"
نظرت تشين يوي إلى نظرة تشانغ يونغ الباردة والمميتة و رجفت ،حيث ارتعش جسدها
لقد رأت الدمار الذي سببه هذا الرجل، وكانت تعلم أن تهديداته ليست فارغة ، ابتلعت ريقها بصعوبة، وصوتها ارتعش قليلاً عندما أجابت.
"هناك... مدينة كبيرة مدينة تبعد مسافة شهر عن هنا تدعى لاوتيون، إنها مدينة يحكمها النبلاء من عائلة مورونغ"
"عائلة مورونغ؟" توقف تشانغ يونغ عن التقدم، مهتماً. "أخبريني المزيد."
"هم... عائلة قوية. لديهم العديد من الممارسين الأقوياء. المدينة محمية بجدران عالية، ويقال إن الشيخ العظيم وصل إلى رتبة الملك." كانت كلمات تشين يوي سريعة بعض الشيء، كما لو كانت تخشى أن يفقد تشانغ يونغ صبره
تشانغ يونغ أومأ برأسه، عيناه الحمراوان تومضان بتفكير عميق. "رتبة الملك... هذا مثير للاهتمام." ثم نظر إلى تشين يوي. "وما هي القوى الأخرى في هذه المنطقة؟"
تشين يوي ترددت للحظة، لكن نظرة تشانغ يونغ جعلتها تستمر. "هناك أيضاً اتحاد التجار الأصفر، و طائفة جناح العنقاء في جبال الجنوب، ورهبان المعبد الثلجي... لكن عائلة مورونغ هي الأقوى في هذه المقاطعة"
بعدما قالت ذلك استدار تشانغ يونغ و أكمل السير و هو يفكر 'حسنا ، هذا جيد لكن أقرب مدينة يمكننا الحصول على معلومات منها تبعد شهرا ، إذا ليس لدينا خيار سوى-'
تم فجأة قطع تفكير تشانغ يونغ ، حيث طارت صور ظلية أمامه
خرجت مجموعة من الأشخاص يقدرون بالخمسة من بين الأشجار، يرتدون ملابس صيد أنيقة من الفراء والجلود. قادهم رجل وسيم بشعر أشقر وعينين ذهبيتين حادتين، يبدو في أواخر العشرينات من عمره
"مجموعة ؟" صدم القائد قليلا عند رؤيتهم
توقفت نظرته عليهم الواحد تلو الآخر ، هؤلاء الأشخاص أمامه كانوا فقط في رتبة المعلم ، و عندما نظر عن كثب كان الأعلى مستوى في المجموعة هو فتاتان جميلتان توأمتان ، و ملابسهم جميعا لم تكن بسيطة
ثم كانت هناك فتاة جميلة أخرى مع فتيين آخرين ، واحد كان وسيما و الآخر كان فوق العادي بقليل
مع مستوى هؤلاء و مظهرهم ، كان من المتوقع أن يكونوا تلاميذ بعض القوى عالية المستوى
لكن عندما دقق في المجموعة رأى الفتاة الأقل مستوى بينهم قبل أن تلمع عيناه
"اوه ، لم أتوقع مقابلة ملكة جمال عشيرة تشينغشي هنا ، آسفون على وقاحتنا"
الكلمات خرجت من فم القائد الأشقر ببرودة، لكن عينيه الذهبيتين كانتا تلمعان بفضول وحذر
رفاقه المنتشرون خلفه بدوا متوترين، أيديهم تقترب من أسلحتهم ببطء
بسرعة أرسل تشانغ يونغ سرا خيطا من الطاقة العقلية و قام بفك القيد بخفة دون ملاحظة أحد ثم تقدم للأمام و انحنى
"تحياتنا للأخوة ، نحن لاجئون من قبيلة تشينغشي"
ارتفعت حاجبا القائد الأشقر قليلاً. "لاجئون؟" نظرة الشك في عينيه الذهبيتين ازدادت "قبيلة تشينغشي ليست بعيدة عن هنا. لماذا تهربون إلى هذه المنطقة النائية؟"
نظر تشانغ يونغ بعيدا للحظة ، بتعبير عن الحسرة رفع نظرته بتثاقل نحوهم "لقد تم مباغتة قريتنا و تدميرها ، و هربت مجموعة منا برفقة الشيوخ من المكان ، لولا الشيوخ ، لكنا هلكنا في ذلك المكان"
اتسعت عينا القائد للحظة 'شيوخ؟! هذا ليس جيدا'
ثم سأل"هل هذا يعني أن شيوخكم معكم؟"
هز تشانغ يونغ رأسه "لا ، لقد افترقنا عنهم ، لكننا على الأغلب سنلتقي ثانية ، منذ أننا لدينا وجهة محددة"
ضاقت عينا القائد للحظة ، وجود الشيوخ سيسبب مشكلة لهم حتما ، لم يستطع سوى السؤال"من الجيد سماع ذلك ، و لكن إلى أين أنتم متوجهون"
"هذا..." نظر تشانغ يونغ بعيدا "لا أستطيع إجابتك عنه ، إنها مسألة تخص العشيرة"
لم يحتج تشانغ يونغ إلى الإكمال ، كان يمكن له التخمين بما سيحدث ، و ذلك جعله يقلق أكثر
''لا يمكنني التسرع ، لو قمت بقتلهم هنا سنكون أعداءا غير مرغوب فيهم ،يمكننا دعوتهم بما أن ملكة جمال عشيرتهم معهم في أسوأ الأحوال يمكننا اتخاذها كرهينة، ثم من الأفضل ترك الأمر لزعيم العشيرة لتقرير ما سيحدث'
ثم ابتسم القائد فجأة، والدفء الزائف يملأ عينيه الذهبيتين. "بما أنكم لاجئون، ولم يعد لديكم مكان تذهبون إليه، لم لا تزورون عشيرتنا؟ عشيرة ميو دائماً ترحب بالضيوف"
كان تشانغ يونغ حذراً. "عشيرة ميو؟ لم أسمع بها من قبل."
"نحن عشيرة رحالة ، كان لدينا تعاملات في السابق مع قرية تشينغشي ، لقد اعتنت بنا قريتكم منذ فترة طويلة لذلك من واجبنا رد المعروف ، أنا أصر"قال القائد كما لو أن ما قاله بديهي
لم يستطع تشانغ يونغ سوى التفكير ' أي شخص طبيعي ، سيوافق ، و لكني أشم رائحة مكيدة ، قد تكون كذبة كون الشيوخ قريبين جيدة ، و لكن ما من شيوخ سيظهرون ،و ان لم يظهروا قد يتم التخلص منا ، أحتاج لبعض الوقت لاستعادة طاقة عقلية كافية من أجل تعويذة سفر روحية ، و ذلك خيار أفضل من الانتظار لاستخدام قدرة لهب الابتلاع الشيطاني'
أدرك تشانغ يونغ ذلك ، على الرغم من مضي أيام منذ استخدام لهب الابتلاع الشيطاني ، إلا أنه يستهلك الطاقة العقلية الى حد الجفاف ، و كان التأثير أكبر بما أن الطاقة العقلية كانت نقية و من بحر الروح المقدس
و استعادة الطاقة العقلية المقدسة أبطأ من العادية ، و لكن فائدتها قصوة
و بالاحتمالات التي يمتلكها ، لم يستطع سوى أن يتخذ خيارا
"نشكرك على كرم ضيافتك." قال تشانغ يونغ بأدب. "سنقبل دعوتك بامتنان."
ابتسم القائد الأشقر بشكل أوسع. "ممتاز! أنا ميو زيهان. دعني أرشدكم إلى عشيرتنا"
بينما كانوا يسيرون خلف ميو زيهان ورفاقه، تبادل تشانغ يونغ نظرة مع سو مينغ. كلاهما يعلم أنهم يدخلون عش الذئب، لكنهم لم يكونوا لديهم خيار أفضل حالياً
لكن كان هناك شيء واحد لا يمكن التحكم به ، تشين يوي
هذه الفتاة لو تم تركها بمفردها مع أي فرد من عشيرة ميو ، بالتأكيد ستخبرهم الحقيقة و لن يمكن لتشانغ يونغ سوى التحسر على ما يحدث
بعد ساعة من السير، وصلوا إلى معسكر عشيرة ميو.
كان عبارة عن مجموعة من الخيام الكبيرة المزينة برموز قبيلة على شكل ذئاب، منتشرة في وادي محمي بين الجبال و هذا الوادي كان مليئا بالأشجار الغابوية
بالتأكيد ، كان أشبه بمكان اختباء بدلا من قول أنه مكان عشيرة
و لكنهم كانوا رحالة ، و لم يبقوا في مكان واحد ، و بالتالي للدفاع عن مناطقهم ، كان العدو الأول هو الوحوش الروحية ، كان المكان جيدا للإختباء
"ها قد وصلنا." قال ميو زيهان وهو يفتح باب أكبر خيمة. "ادخلوا، واستريحوا. سأخبر زعيمنا بقدومكم."
دخل تشانغ يونغ ورفاقه إلى الخيمة، ليجدوها مفروشة بسجاد فاخر ووسائد مطرزة
و رائحة البخور الثقيلة تفوح في الهواء
ما إن دخلوا حتى أغلقت أبواب الخيمة خلفهم، ليو يان نظرت إلى تشانغ يونغ بقلق. "هل هذا فخ؟"
"احتمال كبير"قال تشانغ يونغ بحذر"كيف هي حالتكم؟"
هز سو مينغ رأسه "شيء غريب ، التشي في هذه المنطقة مختلف ، ولا يتطابق مع التشي الفطري الخاص بنا ، لا يمكننا استعمال قدراتنا بنسبة 100٪ ، نحتاج لبعض الوقت حتى نعتاد عليه"
"فهمت ، و لكن لا تقلقوا ، ينبغي ألا نواجه مشكلة في الوقت الحالي، لكن طوال فترة تواجدنا هنا ، لا تتركوا تشين يوي بمفردها" قال تشانغ يونغ كما جلس متقاطع الأرجل في أحد أركان الخيمة
ثم أغلق عينيه ، و قام بتفعيل قدرة التجسيد الوهمي و سرعان ما غادر جسده و ظهر بشكل طيفي
"اوه ماهذا؟" لم تستطع ليو يين سوى أن تعبر عن تفاجأها
"أختي ماذا هناك؟" استدارت ليو يان نحوها وسألت بقلق
"يمكن لليو يين أن تراني؟" تفاجأ تشانغ يونغ للحظة
أمائت ليو يان بهدوء "لا تقلقي أختي ، ليس هنا شيء مهم" قالت بينما هي ماتزال تنظر نحو تشانغ يونغ و رفعت إبهامها نحوه
ارتفع حاجب تشانغ يونغ قليلا ، سرعان ما أدرك ، مالم يتواجد أشخاص يملكون روحانية عالية فلن يلاحظه أحد بسهولة
و من هذه الناحية ، ليو يين بعيون القدر ، أكثر من مناسبة لتراه
لم ينشغل تشانغ يونغ بهذا كثيرا، بعد كل شيء كانت ليو يين فقط
طاف خارج الخيمة و توجه الى الخيمة الرئيسية حيث من المفترض ان يتواجد زعيم العشيرة
داخل الخيمة الرئيسية، كان ميو زيهان يتحدث أمام مجموعة من الشيوخ و أمامه في المقدمة جلس رجل أكبر سناً ذو لحية بيضاء طويلة وعينان حادتان كالصقور. كان الرجل جالساً على وسادة مرتفعة، محاطاً بعدة حراس شخصيين.
"و هكذا يا زعيم العشيرة قمت بإحضارهم إلى هنا"قال ميو زيهان بينما كان ينحني بخضوع
"كان هذا الخيار الأكثر منطقية ، أحسنت قائد زيهاو" ابتسم زعيم العشيرة قبل أن ينظر ناحية الشيوخ "في هذه الحالة لا يمكننا معاملتهم بشكل سيء ، أخشى أن يكون لعشيرة تشينغشي نفس مسعانا"
تحدث أحد الشيوخ على الجانب بينما يجذب لحيته "لا يمكننا الفشل في المهمة و تخييب أمل لورد السماء العميقة و لورد شبح الدم"
ثم تحرك أحد الشيوخ على الجانب الآخر بلحية سوداء و رأس أصلع "أليسوا مجرد مجموعة من الناجين ماذا عن ابتلاعهم جميعا إضافة لشيوخهم و أفرادهم"
لكن الزعيم هز رأسه بحزم. "لا، الخطر كبير جدًا. لا نعرف قوة شيوخهم. لكن محاولة جذب ملكة جمال عشيرتهم ستكون خطوة جيدة حتى في أسوأ الأحوال ، سيتولاها ابني شخصيا ، قدرات عشيرة تشينغشي في فنون الجليد استثنائية لسبب معين بعد كل شيء"
استمع تشانغ يونغ بعناية من ظله الوهمي، عقله يعمل بسرعة.
يبدو أن عشيرة ميو لديها خطط خاصة لعشيرة تشينغشي ، و لكن ما أثار حيرته ، كان ذانكما الشخصين الذين ذكروهما
و لكن كان يمكن لهذه الأشياء الانتظار
أما في الوقت الحالي ، فكان عليه التصرف