سرعان ما تمت دعوة المجموعة الى مأدبة أقيمت في الخيمة الرئيسية
عند دخولهم الخيمة الرئيسية، وجدوا طاولة طويلة مغطاة بأطباق متنوعة. جلس زعيم العشيرة ميو هان كوان في المنتصف، مع ميو هان لي ، ابنه و السيد الشاب للعشيرة والشيوخ على جانبيه.
"أهلاً بضيوفنا الكرام!" رحب ميو هان كوان بحرارة. "اجلسوا من فضلكم."
جلس تشانغ يونغ ورفاقه، مع تشين يوي التي جلست بعيدا قليلا عنهم
"نشكركم على كرم ضيافتكم، أيها الزعيم." قال تشانغ يونغ بانحناءة خفيفة.
"لا داعي للشكر." قال ميو هان كوان مبتسماً. "عشيرة ميو دائماً ترحب بأصدقائنا من عشيرة تشينغشي."
بدأت المأدبة، وكان الجو في البداية ودياً. لكن تشانغ يونغ لاحظ أن ميو هان لي، ابن الزعيم، كان يرمق تشين يوي بنظرات مملوءة بالاهتمام
"الطعام لذيذ حقا يا زعيم العشيرة و نحن ممتنون لإستضافتنا و إيوائنا هنا" قال تشانغ يونغ بلطف و هو ينحني مرة أخرى
"هاها لا داعي لشكرنا ، لقد مننتم علينا و أعطيتونا شرف إيواء أشخاص عظماء من نسل العنقاء الثلجية ، خيمتي لم تشعر بسعادة أكبر قط"قال ميو هان كوان كما ربت على صدره
أماء بقية الشيوخ بالإيجاب
لم يستطع ميو هان لي سوى الإستدارة نحو تشانغ يونغ و سأل "الأخ الأصغر ، إذا سمحت لي أن أسأل عما حدث لعشيرتكم ، إذا كان هناك ما يمكننا فعله ، سنساعدكم"
كان كلام ميو هان لي في محله ، على الرغم أنه كان من غير اللائق السؤال عن هذا الحادث لأن هذا كان أشبه بوضع الملح على الجرح
و لكنه أظهر أن الغاية كانت جيدة ، و الذي أظهر بطولة الجيل الشاب ، كونه السيد الشاب للعشيرة جعله ذلك وجه العشيرة و على العشيرة تحمل كلماته
"آه..." توقف تشانغ يونغ عن الأكل فجأة، وعيناه الحمراوان أصبحتا رطبتين قليلاً. "لقد كانت مأساة مروعة...
وضع الملعقة ببطء، وصوته ارتعش قليلاً "في تلك الليلة ، لم يكن أحد يدري ما حدث ، ظهر شخص ملثم ، و حوله...لم يكن هناك سوى أمواج من اللهب الأرجواني الذي التهم القرية ، لم يميز بين كبير و صغير رجل او امرأة ، الكل قد احترق" فجأة توقف تشانغ يونغ و بدأت الدموع تنهمر من عيونه
لم يستطع الآخرون مواكبة موهبة تشانغ يونغ في التمثيل ، لذلك أحنوا رؤروسهم و أظهروا علامات الحزن فقط
سحب تشانغ يونغ مخاطه و قال"ضحى بعض الشيوخ بحياتهم لحماية الجيل الشاب للعشيرة ، و أثناء الهرب و بسبب هجوم الوحوش ، افترقنا عن مجموعتنا ، و لم يبقى سوى نحن"
توقف تشانغ يونغ فجأة، وانهمرت الدموع من عينيه الحمراوين. "لم أستطع فعل شيء... أنقذت من قبل الشيوخ الذين أخفوني مع الآخرين... لكن... لكن..." ارتعش صوته ولم يستطع إكمال الكلام
المشهد في الخيمة أصبح ثقيلاً. حتى ميو هان كوان بدا متعاطفاً للحظة، لكن لمحة من الشك لا تزال في عينيه.
تشين يوي، التي كانت صامتة طوال الوقت، نظرت إلى تشانغ يونغ بتعبير معقد
كانت تعلم أنه يمثل، لكن ذكرى الدمار الحقيقي جعلت عينيها تدمعان أيضاً دون وعي منها.
"آه، هذه مأساة حقاً." قال ميو هان كوان بهدوء "أيها الخدم ، قدموا النبيذ"
بعد لحظة، جاء الخدم بأباريق نبيذ فاخرة وأكواب منحوتة بدقة. ملأ ميو هان كوان الكؤوس بنفسه
"لنشرب نخب أرواح شيوخ عشيرة تشينغشي الشجعان." رفع ميو هان كوان كأسه. "ولنتمنى لضيوفنا مستقبلاً أفضل."
شرب الجميع، لكن تشانغ يونغ لاحظ أن ميو هان لي لم يشرب. بدلاً من ذلك، كان يحدق في تشين يوي بنظرة غريبة
بعد المأدبة، دعا زعيم العشيرة إلى اجتماع آخر في خيمته الخاصة. هذه المرة، كان الحضور مقصوراً على كبار الشيوخ وابنه ميو هان لي.
"ما رأيكم في قصتهم؟" سأل ميو هان كوان بصوت منخفض.
أحد الشيوخ الكبار حكّ ذقنه. "القصة تبدو منطقية، لكن هناك شيء غير واضح. ذلك الشاب ذو العينين الحمراوين... أشعر بأن هناك شيء خاطئ معه"
رفع الشيخ الثالث للعشيرة يده و قال "إذا كان هناك شكوك ، لنرسل طائر الجناح الفولاذي الخاص بميو كانغ هي الى موقع عشيرة تشينغشي للتقصي ، بناء على النتائج سنعرف ما حدث"
كان طائر الجناح الفولاذي طائرا متخصصا في الإستطلاع ، عن طريق ارتباطه بشخص ما يمكنه أن يتشارك الرؤية معه من على بعد مسافة ، كان يمكن لهذا الطائر من الرتبة الرابعة تجاوز حاجز الخمس مئة كيلومتر في الساعة
فكرة ممتازة." قال أحد الشيوخ وهو يهز رأسه موافقاً. "ميو كانغ هي هو أفضل خيار لدينا للاستطلاع. طائر الجناح الفولاذي الخاص به يمكنه الوصول إلى قرية تشينغشي والعودة في غضون أيام قليلة."
في هذه الأثناء، عاد تشانغ يونغ إلى خيمته في شكل طيفي. بمجرد عودة روحه إلى جسده، فتح عينيه ببطء و بدأ بالتفكير
'حسنا ، لحسن الحظ أن ما قلته كان مطابقا لما حدث تقريبا ، أرجح أن أقصى مدة نستطيع البقاء فيها مدعين أننا ننتظر الشيوخ هي أسبوع و نصف ، و ان حاولنا الهرب خلال ذلك ، نكشف بأننا كذبنا'
كان تشانغ يونغ مرعوبا بشكل خاص من هذه العشيرة ، لم يكن هناك سوى زعيم العشيرة الذي وصل الى رتبة مبجل من الرتبة الأولى ، و لكن الشيوخ كانوا جميعا في رتبة السلف الطبقة الثامنة حتى العاشرة ، لو قرروا محاصرتهم و الهجوم عليهم سيهلكون ، بدون ذكر أن هذا وادي ، بين جبلين و لكنه مغلق التضاريس ، مما يترك فقط ثلاثة مسارات للهرب ، المدخل ، و الطريق عبر الجبلين و الذي بالطبع تم حراستهم بشدة جميعهم
فتح تشانغ يونغ نافذة المخزن و نظر الى قارورة دماء العنقاء بعمق و بدأ يفكر 'أجل ، أحتاج الى بعض المواد و سأستطيع إعادتنا الى منزلنا ، و لكن حاليا يجب التركيز على النجاة'
لم يستطع تشانغ يونغ سوى أن يتردد في استخدام دماء العنقاء و اكتساب السلالة
في المرة السابقة عندما ابتلع سلالتي التنين و النمر ، كان هناك تعارض وحشي ، و كان يخشى الآن أن يكون هناك تعارض أعلى بما أن العدد سيصبح ثلاثة ، هذا بدون احتساب دماء الجليد و النار السامة
لقد وجد أن امتصاص دماء العنقاء بعد إيجاد دماء السلحفاة السوداء شوان وو سيكون أكثر منطقية
فقد كانت السلحفاة الأكثر توازنا بين البقية و هي من ستدعمه لإستقبال سلالة العنقاء
'ثم ، بما أن لدي خمسون مسارا آخر من مساراتي ، علي أن أكون أكثر انتقائية ، ثم إذا ، سأختار مسار التنين و مسار النمر كي أستفيد من سلالتي الى أقصى حد'
لكن هذه الأفكار كانت للمستقبل البعيد. الآن، كان عليه التركيز على كيفية النجاة من الموقف الحالي.
لم يرد أن يستخدم وعيه الروحي حاليا كي لا يستهلك طاقته العقلية ، حيث أن كل ذرة كانت ضرورية في الوقت الحالي
و بسبب ذلك توجب عليه الاستطلاع ، استطلاع أماكن الحراس و مواعيد الحراسة و من يحرس و ما هو مستواهم و قوتهم
في اليوم التالي، أيقظتهم أصوات الطبول والضجة خارج الخيمة. عندما خرج تشانغ يونغ ورفاقه، وجدوا المعسكر في حالة من الفوضى المنظمة. كان الجميع يستعدون لشيء ما.
سأل سو مينغ أحد حراس عشيرة ميو: "ما الذي يحدث؟"
الحارس أجاب بفخر: "انه حدث الصيد لعشيرتنا! جميع المحاربين يشاركون في رحلة صيد جماعية لتأمين المؤن للشتاء"
اهتم تشانغ يونغ فوراً. هذه قد تكون هذه فرصة لجمع معلومات أكثر عن المنطقة المحيطة
قرب منتصف النهار، دعاهم ميو هان لي إلى المشاركة في الاحتفالات التي تسبق رحلة الصيد. كان يرتدي ملابس صيد فاخرة وبدا متحمساً.
"أصدقاؤنا من تشينغشي، لم لا تنضمون إلينا في الصيد؟" قال ميو هان لي مبتسماً. "سأكون سعيداً لأريكم مناطق الصيد في هذا المكان"
نظر تشانغ يونغ إلى رفاقه ثم أجاب: "نشكرك على الدعوة الكريمة. سنكون سعداء للمشاركة."
انقسمت مجموعة الصيد إلى عدة فرق. وُضع تشانغ ورفاقه في فريق ميو هان لي، الذي ضم أيضاً عددا من أفضل صيادي العشيرة
كانت هذه خطوة حذرة منهم ، كان يمكن مراقبة المجموعة في منافسة الصيد و السماح لكل من تشين يوي و ميو هان لي بأن يصبح أقرب ، هذا بالطبع لولا أن تشانغ يونغ كان يعترض لقائهم
و استمر الأمر لمدة خمسة أيام كاملة
في الخيمة الرئيسية لعشيرة ميو ، كان بقية الشيوخ مشغولين بحدث الصيد و البحث
مما ترك ذلك فقط الزعيم و ابنه و الشيخ الأكبر في هذا الإجتماع المغلق
"الأب ، ذلك الرجل المدعو تشانغ يونغ يعرقل كل تقدمي" تذمر ميو هان لي "إنه لا يسمح لنا حتى بالإقتراب بدون أن يقف بيننا"
ميو هان كوان نظر إلى ابنه بعينين حادتين. " هذا طبيعي ، كناجين من هجوم ، أولوياتهم هي إعادة بناء عشيرتهم ، و المحافظة على النسل الرئيسي ضروري، تشانغ يونغ ذلك الشخص ليس بسيطاً، يمكنه أن يشعر بأن هناك شيئاً خطأ."
الشيخ الأكبر، رجل عجوز بعينين ضيقتين مثل الفئران، أضاف: "الزعيم محق. الأفضل أن ننتظر عودة ميو كانغ لي من مهمة الاستطلاع. عندما نعرف الحقيقة، سنتمكن من التصرف بشكل مناسب."
أماء ميو هان كوان برأسه بالموافقة قبل ان يلتفت نحو ابنه "ثم ألاحظت أي شيء بخصوص المجموعة؟"
ميو هان لي فكر للحظة ثم قال: "المجموعة غريبة حقاً. ذلك التشانغ يونغ يشعرني بعدم الارتياح، ، لا يمكنني تحديد مستواه بالضبط كما أنه لا يطلق أي هالة طاقة ، الأمر أشبه بأنه لا يملكها ، و لكنه كان قادرا على الإطاحة بخنزير فرو مشتعل بالغ من الرتبة الرابعة بيديه العارتين"
وأيضاً..." تردد قليلاً. "تلك الفتاة الصامتة تجعلني أشعر كما لو أني مراقب من جميع الإتجاهات ، أما الفردان الآخران فبديا متزمتين حيث لم ينطقا بكلمة واحدة"
ميو هان كوان حك ذقنه مفكراً. "همم... هذا يعني بأن كل فرد منهم قد تلقوا تدريبا صارما ، لكن الأهم الآن هو التحقق من قصة تدمير قرية تشينغشي."
في تلك اللحظة، دخل رسول إلى الخيمة بانحناءة. "زعيم العشيرة، ميو كانغ هي تلقى أخبارا!"
"ادخله حالاً!" أمر ميو هان كوان.
بعد لحظات، دخل رجل نحيل يرتدي ملابس جلدية عيناه كانتا متعبتين، لكنهما تلمعان بالإثارة
"زعيم العشيرة، لقد تحريت عن الأمر" قال ميو كانغ هي بصوت متعب لكن متحمس. "وما رأيت كان... مذهلاً."
"تكلم!" أمر ميو هان كوان
"قرية تشينغشي... دمرت بالكامل." قال ميو كانغ هي وهو يهز رأسه. "لم يبقَ سوى الرماد والأطلال. آثار حريق هائل في كل مكان و لا حتى المنازل بقيت على حالها ، و لم يبدو أن هناك جثثا محترقة ، و بمرور الوقت ، أخشى أن حتى آثار الأقدام قد محيت و بذلك لا يمكنني تعقب الناجين الآخرين"
"لكن الأهم..." توقف ميو كانغ هي للحظة، عيناه تتسعان قليلاً. "وجدت آثاراً لطاقة غريبة في المنطقة. ليست نيراناً عادية، بل شيء... شيطاني، كما وصفوا. طاقة أرجوانية تلتهم كل شيء."
تجمد ميو هان كوان في مكانه، ثم جلس ببطء على كرسيه. "إذاً... قصتهم صحيحة."
ساد صمت ثقيل في الخيمة. حتى الشيخ الأكبر بدا مرتبكاً للحظة. لم يتوقع أي منهم أن تكون قصة تشانغ يونغ حقيقية بهذا القدر.
ثم في لحظة ظهرت ابتسامة كما ومضت فكرة في عقل ميو هان كوان "قد تكون هذه نعمة على شكل نقمة"
"أجل ، انها نعمة بلا شك." قال ميو هان كوان ببطء، وعيناه تلمعان بذكاء خبيث"لو كان ما قاله ذلك الفتى تشانغ يونغ سابقا صحيح ، فماذا سيكون هدف عشيرة مدمرة؟ سيكون ذلك إعادة بنائها! و لذلك كان يلتصق بجانب تشين يوي و ذلك للسماح لعشيرته بالنهوض مرة أخرى ، و لم يرد أن يفصح عن موقع لقاء الشيوخ ، مما يعني أنه من المحتمل القدوم الى هنا"
لمعت عيون الشيخ الأكبر بفهم عميق "هذا يعني أنهم يملكون بالفعل معلومات حول ينبوع التشي في هذه المنطقة!"
كان أساس الطوائف و العشائر في هذا العالم هو ينبوع التشي ، تماما كما في طائفة النجم و العديد من الطوائف ، و لكن هذه لم تكن قاعدة ضرورية
فمثلا ، لم يتواجد ينبوع في منطقة عشيرة تشينغشي ، ، فتقنياتهم كانت تعتمد على المنطقة بدلا من الموارد كهذه
و لكن الماضي هو الماضي و الحاضر هو الحاضر ، كي تستمر عشيرتهم كان عليهم استغلال كل ما يمكنهم كي يرتفعوا مرة أخرى
كانت عشيرة تشينغشي تعيش في المنطقة لفترة طويلة و بالتالي لو كان هناك من يملك معلومات حول ينبوع التشي ، فهو هم
ينبوع التشي كان ضروريا لعشيرة ميو ، و ذلك كان السبب الرئيسي من مكوثهم في هذا المكان
"و الآن هناك سبب محدد للتحرك ، كالسيدة الشابة لعشيرتها ، لا بد من أن تشين يوي تعلم شيء ما" قال ميو هان لي بحذر" سيكون علينا أولا أن نفرق تشانغ يونغ و الآخرين عنها ، تشانغ يونغ هو العائق الكبير الوحيد ، بالنسبة للآخرين التخلص منهم أسهل"
" و هذه ليست الفائدة الوحيدة" قال الشيخ الأكبر بابتسامة خبيثة "إذا كانت عشيرة تشينغشي قد دمرت بالكامل، فهذا يعني أن تشين يوي هي آخر نسلهم. لو تزوجها هان لي، يمكننا المطالبة بكل أراضيهم ومواردهم."
لقد اتخذت الثلاثة قرارهم بالفعل ، لو أرادوا الوصول الى نتيجة ، سيكون عليهم إبعاد تشانغ يونغ عنهم