في اليوم التالي تم جمع فرقة الصيد و لكن كان هناك تغيير طفيف ، حيث تم استبدال أحد أعضاء الفرقة بفتاة جميلة بشعر بني وعينين خضراوين

"دعوني أقدم لكم أحد أفراد عشيرتنا ، هذه ميو باي لين ، هي هنا بالنيابة عن أخيها باي شو بعد ان تم إصابته في مهمة الصيد السابقة"قدم ميو هان لي بفخر

ميو باي لين انحنت بلطف، بينما كانت هناك ابتسامة معلقة على شفتيها"لقد تشرفت بلقاء الأسياد الشباب من قبيلة تشينغشي"

كان تشانغ يونغ حذراً على الفور. إدخال عضو جديد في الفريق، خاصة امرأة شابة جميلة، كان خطوة واضحة لتغيير ديناميكية المجموعة.

'كما توقعت بدأوا بالتحرك ضدي ، قد يتخذون إجرائات قاسية لو لم أنفتح'

"لا داعي للتصرف بأدب منذ أننا سنكون في ذات الفريق" قال تشانغ يونغ بأدب، لكن عيناه الحمراوان كانتا تراقبان كل حركة.

بدأت رحلة الصيد كالمعتاد، لكن تشانغ يونغ لاحظ أن ميو باي لين كانت تحاول باستمرار الاقتراب منه والتحدث معه، بينما كان ميو هان لي يركز اهتمامه على تشين يوي.

"أيها الأخ تشانغ، هل صادفت من قبل وحش روحي ثلجي في منطقتكم؟" سألت ميو باي لين بصوت ناعم بينما كانوا يسيرون عبر الغابة

تشانغ يونغ أدار رأسه نحوها، عيناه الحمراوان تبدوان هادئتين لكنهما متيقظتين. "نعم، في منطقتنا الثلجية، الوحوش الروحية الثلجية شائعة. لماذا تسألين؟"

ابتسمت ميو باي لين بشكل جذاب. "مجرد فضول. أخي باي شو كان يحكي دائما عن قتال الوحوش الضخمة من النوع الثلجي ، لذلك كنت أتساءل إذا كانت تقنيات الصيد في منطقتكم تختلف عن تقنياتنا."

هز تشانغ يونغ رأسه. "لا أعتقد ذلك. أساسيات الصيد واحدة في كل مكان."

في تلك اللحظة، سمعوا صوت تحذير من ميو هان لي. "انتبهوا! قطيع من غزلان الجليد!"

ظهر قطيع من الغزلان البيضاء فجأة من بين الأشجار، تتحرك بسرعة مذهلة

كانوا جميلين لكن خطيرين، بقرون حادة كالسيوف وعيون حمراء متوهجة

تشانغ يونغ تفاعل على الفور، و لوح بقدمه محطما جذع شجرة مما جعلها تسقط بشكل أفقي بينهم و بين القطيع

الغزلان اصطدمت بالجذع وسقطت بعضها، مما أعطى الفريق فرصة للهجوم

"أحسنت أيها السيد شاب تشانغ!" صاح ميو هان لي وهو يطلق سهامه نحو الغزلان الساقطة

بينما كان الفريق منشغلاً بمواجهة قطيع غزلان الجليد، استغل تشانغ يونغ الفرصة لمراقبة ردود فعل الجميع. لاحظ أن ميو باي لين كانت تتصرف بمهارة فائقة في القتال، لكنها حافظت على مسافة آمنة منه، وكأنها تختبر قدراته من بعيد

'حذرة كذلك ، هذه الفتاة ليست بسيطة ، و بالتالي لا يمكن استعمالها كبيدق شخصي لي ، و إلا لكان الحصول على عميل مزدوج سهلا'

فجأة، سمع تشانغ يونغ صوت حوافر ثقيلة تندفع من الخلف

استدار بسرعة ليرى غزالاً ثلجياً ضخماً، أكبر بكثير من الآخرين، يندفع مباشرة نحو ميو باي لين التي كانت منشغلة بمواجهة غزالين آخرين

كان ذلك ملك غزلان ثلجية من الدرجة الخامسة

"انتبه!" صاح تشانغ يونغ.

لكن الغزال الضخم كان سريعاً جداً. قرونه الحادة كانت على بعد خطوات فقط من ظهر ميو باي لين التي لم تنتبه للخطر

بسرعة البرق، تحرك تشانغ يونغ ، حتى بدون طاقة روحية كان سريعا جدا، هذا فقط بالاعتماد على قوة جسده الخام فقط

قفز إلى الأمام ودفع ميو باي لين بعيداً عن مسار الغزال، ثم استدار لمواجهة الوحش بيديه العاريتين

اصطدم الغزال الضخم بتشانغ يونغ، لكن المفاجئ أن تشانغ يونغ لم يتراجع. بدلاً من ذلك، أمسك بقرني الغزال بقوة، وأقدامه غاصت في الثلج من شدة الاصطدام

مستحيل!" همس أحد صيادي عشيرة ميو مندهشاً.

كان الغزال الضخم يزن مئات الكيلوجرامات ويتحرك بسرعة هائلة، لكن تشانغ يونغ أوقفه بيديه فقط.

تشانغ يونغ لم يهتز، عيناه الحمراوان تومضان بتركيز، ثم قام بحركة مفاجئة

لف جسده واستخدم قوة الغزال نفسه ليقذفه بعيداً. اصطدم الغزال الضخم بشجرة قريبة بقوة وسقط على الأرض غير قادر على النهوض.

"مذهل! لقد أوقف ملك غزال ثلجي عملاق بيديه فقط!"

"ما هذه القوة الجسدية!"

ابتسم ميو هان لي سرا تحت تعبيره المعقد ، لقد.كان يسير الأمر حسب الخطة

ميو باي لين نهضت بسرعة وتقدمت نحو تشانغ يونغ. "شكراً لك... لقد أنقذت حياتي."

أدار تشانغ يونغ رأسه بعيدا بدون أن ينظر إليها ، و لكن مع صوت سقوط قطرات ، بدأت بقع حمراء تظهر على الثلج ، كانت ذراعاه مصابتين و تنزفان

"السيد الشاب تشانغ ، ذراعاك!"قالت ميو باي لين مع نبرة ذعر

تشانغ يونغ نظر إلى ذراعيه المصابتين بتعبير غير مبال. "إنها مجرد خدوش سطحية."

لكن ميو باي لين أصرت على فحص الجروح. "لا، أنت تنزف بشدة! دعني أعالجك ، لدي معرفة بالأعشاب الطبية"

بينما كانت تعالج جروحه، لم يستطع تشانغ يونغ سوى رفع حذره للحد الأقصى

حسب ما تم إخبارهم كانت منطقة الصيد الحالية الخاصة بهم تحتوي على وحوش الدرجة الرابعة و ما أقل فقط ، و لكن فجأة ظهر وحش من الدرجة الخامسة؟

بالطبع كان يمكنهم لوم ضعف الكشف او أن ظهوره لم يكن منطقيا ، و لكن الأمر واضح ، هذا الوحش لم يكن سابقا هنا ، و انما تم إرساله

و كان موجها مباشرة نحو ميو باي لين لا غير ، لو كانت تعلم بالأمر ، فهل هي تملك مثل هذا الولاء العميق لكي توافق على خطة انتحارية؟ لهذا الحد هم مستميتون لتحقيق هدفهم

لم يعرف تشانغ يونغ أكان عليه الشعور بالرهبة أم الإعجاب بمثل هذا الأداء

"السيد الشاب تشانغ، يجب أن تعود إلى المعسكر للراحة." اقترحت ميو باي لين بنبرة قلقة. "هذه الجروح ليست بسيطة كما تعتقد."

نظر تشانغ يونغ إلى ذراعيه ثم إلى وجهها المليء بالقلق الظاهري. كان يعلم أن هذه كانت جزءاً من الخطة - عزله عن تشين يوي تحت ذريعة العناية الطبية

"لا داعي للقلق." قال تشانغ يونغ ببرودة. "جسدي يتعافى بسرعة."

لكن ميو هان لي تدخل: "لا، باي لين محقة. يجب أن تعود للراحة. سنستمر في الصيد"

كانت هذه هي الخطوة التالية - فصل تشانغ يونغ عن المجموعة الرئيسية، وترك تشين يوي بدون حمايته المباشرة

أدرك تشانغ يونغ أنه إذا قاوم الآن، فسيكشف أنه يعرف خططهم ، لا إنهم يعرفون أنه لن يتنازل عن تشين يوي ببساطة ، و بذلك كانوا مستعدين للتضحية بميو باي لين

مع ذلك حتى لو غادر هو ، فسيبقى البقية للإعتناء بالموقف ، و بالتالي لم يكن عليه أن يقلق كثيرا

"حسناً، إذا أصررتم." قال تشانغ يونغ بهدوء، متظاهراً بالاستسلام

"هذا جيد ، على السيد الشاب تشانغ يونغ العودة لتلقي العلاج المناسب ، باي لين ، رافقي السيد الشاب" قال ميو هان لي بنبرة رسمية

ميو باي لين أومأت برأسها بجدية، ثم التفتت إلى تشانغ يونغ بعينين تفيضان بالقلق المصطنع. "هيا بنا، أيها السيد الشاب تشانغ. يجب أن نعالج جروحك قبل أن تتفاقم."

تشانغ يونغ لم يبد أي اعتراض، بل سار خلفها بهدوء بينما كان عقله يعمل بسرعة , نظر نحو سو مينغ و هز رأسه قليلا و قابله سو مينغ بهزة خفيفة

طالما يهتم الآخرون بالأمر كل شيء على ما يرام ، لكنه كان يحتاج إلى الوقت لاستعادة طاقته العقلية. هذه العزلة قد تكون في صالحه

"أيها السيد الشاب تشانغ، هل تؤلمك جروحك كثيراً؟" سألت ميو باي لين بنبرة تعاطف مصطنعة.

"لا شيء يستحق الذكر." أجاب تشانغ يونغ ببرودة، عيناه الحمراوان تمسحان المنطقة المحيطة بتركيز.

عندما وصلا إلى الخيمة الطبية ، استدار تشانغ يونغ نحوها و قال "هذا يكفي ، ، يمكنني الاعتماد على نفسي"

ميو باي لين ترددت للحظة، ثم ابتسمت بلطف. "كما تريد، أيها السيد الشاب تشانغ. سأكون بالخارج إذا احتجت أي مساعدة."

بمجرد إغلاق الباب، جلس تشانغ يونغ على الأرض وأغلق عينيه. كان يعلم أن الوقت أصبح محدودا

لقد أصبحت نواياهم واضحة الآن - عزله عن تشين يوي كانت الخطوة الأولى في خطتهم

'يجب أن أستعيد طاقتي العقلية بأسرع ما يمكن.' فكر تشانغ يونغ وهو يبدأ في تشغيل تقنية حقيقة الحلم الأبدي

في نهاية ذلك اليوم زار زعيم العشيرة تشانغ يونغ شخصيا في الخيمة

"أيها الشاب تشانغ، سمعت أنك أصبت أثناء إنقاذ باي لين." قال ميو هان كوان بنبرة أبوية دافئة. "عشيرة ميو ممتنة لشجاعتك."

فتح تشانغ يونغ عينيه ببطء، مظهراً تعبيراً متعباً. "كان ذلك واجبي فقط، أيها الزعيم."

جلس ميو هان كوان بجانبه، نظراته تفحص جروح تشانغ يونغ التي كانت تلتئم بسرعة مذهلة."يسعدني أن الإصابة ليس خطيرة."

"يعود الفضل لتدريب العشيرة" قال تشانغ يونغ بتواضع مصطنع.

"في الواقع، جئت لأخبرك أننا قررنا مساعدتكم في إعادة بناء عشيرة تشينغشي." قال ميو هان كوان فجأة "أين هم شيوخكم يا فتى؟ لقد مضت فترة طويلة منذ أن قلت أنكم افترقتم عنهم"

"هذا...كان من المفترض أن يكونوا هنا بالفعل ، هل من الممكن أنهم واجهوا مشاكل؟" قال تشانغ يونغ بلمحة ذعر و قلق

ربت زعيم القرية على كتفه بابتسامة عندما لاحظ ردة فعل تشانغ يونغ"لا تقلق ، نحن نعدكم بأن عشيرتنا لن تغادر حتى تساعد عشيرة تشينغشي على الإستقرار و إعادة بناء نفسها"

أماء تشانغ يونغ كما ظهر ضوء من الإمتنان في عينيه "هذا أكثر مما نستحق ، نحن ممتنون للغاية!"

هز الزعيم رأسه "لا تقلق ، لقد أتيت اليوم لأمنحك حبة علاجية من الدرجة الرابعة ، لقد كان خطأنا لنقص الإستكشاف في تلك المنطقة و عدم ملاحظة وجود وحوش من الدرجة الخامسة"

قدم ميو هان كوان حبة بلورية زرقاء متلألئة لتشانغ يونغ. كانت تشع بضوء ناعم ورائحة عطرية تفوح منها، مما يشير إلى قيمتها العالية.

تشانغ يونغ قبل الحبة بأدب، لكنه كان حذراً للغاية. "أنتم كرماء جداً، أيها الزعيم."

بعد أن غادر ميو هان كوان، فحص تشانغ يونغ الحبة بعناية. باستخدام عينيه السماويتين، تفحص تركيبها الداخلي. كانت حبة علاجية حقيقية، لكنها تحتوي أيضاً على مادة شفافة عديمة الرائحة - مادة مخدرة تهدف إلى إبقائه ضعيفاً وغير قادر على المقاومة

استطاع تشانغ يونغ أن يحزر خطتهم بنحو 60٪ الآن ، و الحقيقة ، لم يأتي هذا الرجل فقط للحبة العلاجية ، بل أراد تخويف تشانغ يونغ ، و الحبة العلاجية ، كانت ستعالجه و تجعله يشعر بالوهن ، و هذا كان كافي لإبعاده عن الصورة

'همم، يريدون إضعافي تماماً.' فكر تشانغ يونغ وهو يخبئ الحبة دون تناولها. 'يجب أن أتظاهر بالضعف ، هذا يعطيني وقتا للتركيز على تجميع الطاقة العقلية الكافية'

في اليوم التالي، بدأ تشانغ يونغ في التصرف بشكل أضعف، متظاهراً بأن الحبة أثرت عليه. سمح لنفسه بأن يبدو شاحباً ومتعباً، وحركاته أصبحت أبطأ ، لم يكن من الصعب التظاهر

ميو باي لين زارته عدة مرات، وكل مرة كانت تظهر المزيد من القلق المصطنع

و لكن الرفاق كانوا يعطونه تفاصيل و معطيات ما يحدث في الخارج

في اليوم الثالث من تظاهر تشانغ يونغ بالمرض، لاحظ أن نشاط عشيرة ميو قد ازداد بشكل ملحوظ حتى من داخل الخيمة

ثم قرر الخروج من مكانه ، حاليا ، كان لديه ما يكفي لأجل تقنية سفر روحي واحدة

في تلك اللحظة ، لاحظ وجودا يتحرك قي مرمى بصره ، كان ذلك ميو هان لي ، و كان يمشي ناحية....

تشين يوي كانت جالسة وحدها!

تشين يوي كانت جالسة وحدها أمام نار المخيم الهادئة ،كانت عيناها تفكران في شيء بعيد. لم تلاحظ اقتراب ميو هان لي حتى وقف خلفها مباشرة

لم يكن تشانغ يونغ سيسمح لأي تخريب أن يحدث في مخططه!

اقترب تشانغ يونغ منهم بسرعة

"أليس الجو بارداً هنا؟" قال تشانغ يونغ فجأة، مقطباً حاجبيه وهو يقترب. "الأخت تشين يوي، ألا تخشين أن تتعرضي لنزلة برد؟"

انتفضت تشين يوي، ونظرت إلى تشانغ يونغ بعينين واسعتين. كان ميو هان لي قد اقترب بالفعل لدرجة أنه كان على بعد خطوات قليلة منها فقط ، و كان هذا آخر ما سيسمح بحدوثه

"أيها الأخ تشانغ، لماذا أنت هنا؟" قال ميو هان لي، محاولاً إخفاء انزعاجه. "ألم يُطلب منك الراحة؟"

"لقد تحسنت حالتي." قال تشانغ يونغ ببرودة، عيناه الحمراوان تتألقان بضوء خافت.

كانت النظرة التي ألقاها على ميو هان لي واضحة - ابتعد عنها.

ابتسم ميو هان لي بشكل متكتم، لكن عينيه كانتا باردة. "أتفهم ذلك تماماً. لكنني كنت فقط أحاول رعاية ضيوفنا الكرام."

"رعايتك موضع تقدير." قال تشانغ يونغ، صوته يحمل نبرة قطع. "لكنني أعتقد أن الأخت تشين يوي تفضل صحبة شخص من عشيرتها"

ساد صمت ثقيل بين الثلاثة. كانت تشين يوي تنظر إلى تشانغ يونغ بعينين معقدتين، لم يكن يجب أن تسمح لأي مشاعر بالظهور عليها ، و لا حتى القليل ان أرادت الانتقام

ابتسم ميو هان لي ببرودة. "حسناً، إذا كنت مصراً." ثم التفت إلى تشين يوي. "سنواصل حديثنا لاحقاً، أيتها السيدة تشين."

بعد أن غادر ميو هان لي، جلست تشين يوي بجانب النار مرة أخرى، متجنبة نظر تشانغ يونغ

جلس تشانغ يونغ بجانبها ، وكانت نظراته شديدة نحوها و همس بصوت كافي لتسمعه" كان هذا قريبا ، من الجيد أنك لم تخبريه بأي شيء ، أو هل تريدين من عشيرة ميو أن تنتهي مثل عشيرة تشينغشي؟"

تشين يوي ارتجفت، عيناها الذهبيتان تتسعان من الصدمة والغضب و لكنها كتمت كل ذلك ، مما جعل تشانغ يونغ يتفاجأ

ثم ظهر تعبير غريب ، برزت أسنانها و هي تبتسم ، لم تكن ابتسامة عصبية ، بل كانت أشبه بابتسامة فوز "أجل ، لقد دمرت قريتي ، و لكني أتسائل ، هل يمكنك حقا النجاة هذه المرة؟"

توقف حبل أفكار تشانغ يونغ للحظة قبل أن تصرخ غريزة الخطر داخله

في تلك اللحظة ارتفعت نية القتل من كل مكان من حولهم، فجأة، أحاط بهم عشرات من محاربي عشير ميو مسلحين

في المقدمة وقف ميو هان كوان و هان لي ومعه عدة شيوخ، وجميعهم ينظرون إلى تشانغ يونغ بنظرات قاتلة.

"اللعنة عليك أيتها الحقيرة!" لعن تشانغ يونغ كما ضرب مؤخرة عنقها بقوة جعلتها تفقد الوعي بسهولة و حملها و هرب!

تشانغ يونغ حمل تشين يوي الفاقدة للوعي على كتفه بسرعة البرق، بينما كانت عيناه الحمراوان تمسحان الموقف المحيط به

كان محاطاً تماماً - عشرات المحاربين المسلحين، مع ميو هان كوان وابنه والشيوخ في المقدمة

"الجميع، هاجموه معاً! لا تدعوه يهرب!" صاح ميو هان لي

ضغط تشانغ يونغ الهواء أسفل قدميه و انطلق مسرعا في الهواء كالرصاصة

الرياح صفرت في أذنيه بينما كان يحاول تجنب السهام و الهجمات التي أطلقت نحوه.

لكن تشانغ يونغ كان سريعاً جداً. باستخدام قوة جسده الخام فقط، قفز من موقع إلى آخر، متجنباً الهجمات بمهارة مذهلة. عيناه الحمراوان تومضان بتركيز شديد، يحسبان كل حركة.

فجأة، ظهرت شبكة طاقة ذهبية في السماء، محاولة الإمساك به. كانت مصفوفة حبس أعدتها عشيرة ميو مسبقاً.

"إنتهى أمرك!" قال أحد الشيوخ مبتسماً بشماتة.

مع ذلك قبض تشانغ يونغ على قبضته و أرسل لكمة من تشي الموت عبر الهواء ، مما أبطل الشبكة فورا

"مستحيل! هذه الشبكة يمكنها تحمل هجمات من رتبة مبجل!" صاح الشيخ مذعورا

"تشانغ يونغ!"سمع تشانغ يونغ صوتا يناديه فجأة ، ثم أدار رأسه ، و في نفس الوقت كان رفاقه يركضون كذلك ، و خلفهم تمت ملاحقتهم من قبل مجموعة حراس

كان الوضع كارثياً. محاصرون من كل اتجاه، مع عشيرة ميو بأكملها ضدهم. حتى مع قوة تشانغ يونغ، كان الهروب يبدو مستحيلاً.

لكن تشانغ يونغ لم يستسلم. عيناه الحمراوان تومضان بضوء جنوني ، رفع قبضته و أرسل كفا من تشي الموت نحو الحراس مما جعلهم يطيرون بعيدا قبل أن يحط بجانب رفاقه "أسرعوا ، اصعدوا على طول سفح الجبل"

سو مينغ لم يتردد، كما لم يفعل التوأم ، وبدأوا بالتسلق بسرعة. تشانغ يونغ كان في المؤخرة، يدافع عنهم ضد الهجمات المتتالية

"لا تسمحوا لهم بالهروب!" صاح ميو هان كوان غاضباً. "أطلقوا سهام الظل!"

من الخلف، أطلق الرماة سهاماً سوداء تتوهج بضوء شرير. كانت هذه السهام مصممة خصيصاً لاختراق الدفاعات

تشانغ يونغ استدار بسرعة وأنشأ درعاً من تشي الموت ، و الذي. قام بالصد ثم بدأ يركض مرة أخرى

لم يكن هناك خيار كان عليه أن يستخدم السفر الروحي هنا و الآن

في هذه الأثناء بدأت تشين يوي تستعيد وعيها تدريجيا، وعيناها الذهبيتان تفتحان ببطء

عندما أدركت الوضع، حاولت المقاومة، لكن تشانغ يونغ ضغط على نقاط الوخز في جسدها، مما جعلها عاجزة عن الحركة

"لا تفكر في النجاة اليوم تشانغ يونغ! سأنتقم لعشيرتي و لن تستطيع الهروب"

مع ذلك كانت نظرة تشانغ يونغ باردة كما ابتسم و نظر خلفه حيث كان ميو هان لي يطارده مع المجموعة و كانوا على وشك اللحاق بهم

"حسنا ، أنا أتسائل بشأن هذا"

"ماذا؟"

ثم في لحظة ارتفعت ذراع تشانغ يونغ كما قذف تشين يوي نحو هاوية الجبل لتسقط لتلقى حتفها

صرخت تشين يوي بصوت مبحوح من الرعب بينما كانت تسقط نحو الهاوية، عيناها الذهبيتان تتسعان من الصدمة والذهول

لم تتوقع أبداً أن يلقي بها تشانغ يونغ بهذه الطريقة

"لا!" صاح ميو هان لي من الخلف، عيناه تلمعان بالذعر.

في لحظة يأس، قفز ميو هان لي نحو الحافة، ممداً ذراعيه في محاولة يائسة للإمساك بها. تمكن من إمساك معصمها في اللحظة الأخيرة، لكن زخم السقوط جذبهما معاً نحو الحافة

"السيد الشاب!"صرخ الحراس كما هبوا لمساعدة سيدهم الشاب

في هذه الأثناء، استغل تشانغ يونغ هذه الفرصة الذهبية. بينما كان الجميع مشغولاً بمشهد الإنقاذ، رفع يده اليسرى و ظهرت رموز تعويذة السفر الروحي في الهواء بسرعة البرق

أنامله تركت آثاراً من الضوء الأرجواني في الهواء

"الآن!" همس تشانغ يونغ بصوت حازم.

انفجرت التعويذة بضوء أرجواني ساطع، يلف تشانغ يونغ ورفاقه و تحولوا الى ضوء يخترق السماء

ثم انقلب العالم من حولهم، ووجدوا أنفسهم في مكان آخر تماماً

عندما استقرت أحاسيسهم، وجدوا أنفسهم في غابة كثيفة على جانب جبل. كان الجو بارداً، لكن ليس بقسوة معسكر عشيرة ميو

أين... أين نحن؟" سألت ليو يان وهي تنظر حولها بذهول

رفع تشانغ يونغ نظره نحو السماء كما كان يقرأ التغيرات المحيطة

"حسنا ، بطاقتي المنخفضة استطعت إنشاء تعويذة من الدرجة الثالثة ، لذلك أقول أننا على بعد 1000 كيلومتر عنهم ، ينبغي أن تعجبهم هديتي" قال تشانغ يونغ كما ظهرت ضحكة صغيرة على وجهه المتعب

في نفس اللحظة، في معسكر عشيرة ميو...

كان ميو هان لي ومجموعة الحراس سحبوا تشين يوي من على حافة الهاوية

فجأة بدأت ورقة صفراء ملصقة على ظهر تشين يوي باللمعان ، ثم في لحظة

بووووم!

انفجار هائل اهتزت له الأرض، شظايا صخور وحطام تطايرت في كل اتجاه. الدخان والغبار غطى المنطقة بأكملها، وأصوات الصراخ والأنين انبعثت من بين الأنقاض.

عندما بدأ الغبار يستقر، ظهر مشهد مروع. كانت الحافة التي كان يقف عليها ميو هان لي ومجموعة الإنقاذ قد انهارت تماماً. جثث الحراس متناثرة هنا وهناك، بعضها مشوه بشدة من قوة الانفجار

الابن!" صرخ ميو هان كوان وهو يندفع نحو الحطام، وجهه شاحب من الرعب. "أنقذوا ابني! أنقذوا السيد الشاب للقبيلة!"

لكن كان الوقت متأخراً جداً. عندما أخرجوا ميو هان لي من تحت الأنقاض، كان قد فقد الكثير من الدماء وكان يتنفس بصعوبة بالغة

"أبي... أنا... آسف..." همس ميو هان لي بصوت بالكاد مسموع، دماء تملأ فمه. جسده كان مشوهاً بشدة، ذراعاه مكسورتان وصدره غارق إلى الداخل.

ميو هان كوان حمل ابنه بين ذراعيه، يداه ترتعشان من الصدمة والألم. "لا تتكلم، ابني. احفظ قوتك"

لكن ميو هان لي استمر في الهمس، عيناه تلمعان بألم لا يطاق. "تشانغ يونغ... خدعنا جميعاً..."

ثم أغلق عيناه للأبد، ورأسه سقط إلى الخلف. لقد مات

صرخة ميو هان كوان من الألم اخترقت السماء. "لا! ابني!"

الشيوخ والحراس وقفوا صامتين، وجوههم شاحبة من الصدمة. لم يتوقع أي منهم أن تنتهي الأمور بهذه الطريقة المأساوية

....

"لقد وضعت تعويذة انفجار عليها!" لم تستطع ليو يان إلا أن تصدم في هذه اللحظة

تشانغ يونغ كان يجلس على الأرض يتنفس بعمق، وجهه شاحب من استهلاك الطاقة العقلية الهائل. "كانت خطة طوارئ... لم أكن أعلم أنها ستنجح بهذا الشكل."

سو مينغ نظر إلى تشانغ يونغ بعينين تحملان إعجاباً مختلطاً بالرعب. "لقد قتلت وريث عشيرة ميو... هذا يعني أننا الآن أعداء لا يمكنهم العيش تحن نفس السماء."

"و لذلك علينا التحرك ، سيرغب زعيم القبيلة في الإنتقام و بلا شك سيبلغ عنا في المدينة ، و لذلك علينا الإختفاء و تغيير هويتنا و مظهرنا"

رفع تشانغ يونغ كومة من الطين في يده و بدأ بتلطيخ شعره الأبيض الطويل به ، متبعاً خطته بسرعة وحسم

"الجميع، غيّروا مظهركم فوراً. استخدموا الطين والأعشاب لتغيير لون الشعر والبشرة ، و سنغير أسمائنا كذلك ، و سأستخدم نقاط الوخز بالإبر لتغيير شكل وجهنا قليلا"

تشانغ يونغ نظر إلى المجموعة بعينين جادتين "من الآن فصاعداً، أنا 'ناوتو' تجنبوا استخدام أسمائنا الحقيقية."

2025/11/27 · 10 مشاهدة · 3097 كلمة
نادي الروايات - 2025