في اليوم التالي، عند شروق الشمس ،كان المخيم بأكمله مستيقظا.
بعد فترة من الزحام والصخب ، استأنفت القافلة رحلتها
بدأ الرفاق واجباتهم كحراس. تم توزيعهم على مواقع مختلفة في القافلة
و لكن الشيء المشترك ، كان أن موقعهم كان بعيدا عن مكان مقصورة شو يانران ، كان هذا من الواضح تدبير تشو يانغ
بينما كانت القافلة تتحرك عبر الغابة الكثيفة، شعر تشانغ يونغ بوجود يقترب منه
استدار ليجد العم تاي يقف على بعد خطوات، نظراته الحادة تدرس تشانغ يونغ كما لو كانت تحاول اختراق أسراره
"أيها الشاب ناوتو، هل يمكنني التحدث معك لحظة؟" قال العم تاي بصوته الهادئ الذي يحمل وراءه سلطة خفية
أومأ تشانغ يونغ موافقاً وابتعد قليلاً عن بقية الحراس. سار الاثنان جانبا بعيدا عن ضجيج القافلة
"أرجو ان تكونوا قد استرحتم بما فيه الكفاية" قال العم تاي كما ربت على كتف تشانغ يونغ
انحنى تشانغ يونغ فورا "بالطبع ، شكرا للطفكم الكبير نحونا"
مع ذلك لوح العم تاي بيده "لا داعي للإنحناء في كل مرة ، و لكن هناك شيء يحيرني"
هز تشانغ يونغ رأسه "بالطبع ، إن أمكنني ، سأجيب على سؤال السيد"
حك العم تاي ذقنه قليلا قبل أن يسأل "أرجو أن لا تأخذ الأمر بشكل شخصي ، و لكني هل لي أن أسأل عن وجهتكم ، و كيف انتهى بكم الحال هنا، مع قوتكم ، لا أظن أن الكثيرين سيستطيعون إذائكم ، أنا أسأل في حال كان هناك وحش حتى نستطيع أخذ احتياطاتنا"
لم يصدق تشانغ يونغ كلمة واحدة قالها ، على الأغلب كان يحقق فيهم ، منذ أنه أنقذهم ، فهم بالطبع لن يشكوا فيه ، و استطاع تشانغ يونغ أن يراهن أنه سأل او سيسأل الآخرين نفس السؤال ، لو كانت الإجابة نفسها ، فالشكوك ستقل قليلا و لن يبقى سوى المراقبة
لحسن الحظ ، كان تشانغ يونغ قد اتفق مع البقية على قصة محددة و ماضي محدد ، إذا لم تكن هناك زلة لسان ، سيكونون بخير
الأمر فقط أننا في مهمة لطائفتنا ، و لكنها تعد سرية" للغاية ، أخشى أني لا أستطيع إخبارك" أجاب تشانغ يونغ بسلاسة، كان إرجاع أصلهم أكثر سلاسة الى طائفة مبررا كافيا لمستواهم المرتفع، و إبقاء المهمة سرية كان طريقة لضمان تفسير مناسب ، منذ أن تشانغ يونغ لا يعلم الكثير عن هذه القارة "أما عن كيفية انتهاء بنا المطاف هنا... فقد تعرضنا لهجوم من قبل مجموعة من صيادي الكنوز الذين كانوا يطاردوننا منذ أيام. بالكاد نجونا منهم، ولهذا كنا في حالة منهكة عندما أنقذتنا"
نظر العم تاي إلى تشانغ يونغ بعينين حادتين، كما لو كان يحاول تمييز صدق كلماته. "صيادو كنوز... هذا يفسر الكثير." قال بهدوء، لكن شكوكه لم تختف تمامًا.
و بالطبع كانت هذه حجة جيدة ، منذ أنه لو كان قتالا على كنز عالي المستوى ، فبالطبع ، حتى لو كان مستواهم عالي ، فمن المستحيل مقاومة مجموعة كبيرة من الأشخاص
تشانغ يونغ احتفظ بابتسامة خفيفة على وجهه، لكن أعصابه كانت مشدودة ، لم يستطع المخاطرة و الهرب من القافلة ، في أسوأ الأحوال ، سيكون عليه أن يعزل و يقتل هذا العجوز ، و لكن فعل هذا بوقت قصير من انضمامه لن يكون سوى وجعا في الرأس و يجذب الشبهات
"أتفهم الحاجة إلى السرية." قال العم تاي أخيرًا، مع تلميح من التفهم في صوته. "لكن اسمح لي بسؤال واحد آخر، من فضلك. طائفتكم... أي نوع من الطوائف هي؟ حتى نعرف كيف نتعامل معكم بشكل مناسب."
كان هذا سؤالًا محفوفًا بالمخاطر. معرفة تشانغ يونغ بطوائف هذه القارة كانت ضئيلة جدًا. أي اسم قد يختلقه قد يكون لطائفة غير موجودة، أو أسوأ من ذلك، لطائفة معادية.
"طائفتنا معزولة." أجاب تشانغ يونغ بحذر، متجنبًا تقديم اسم محدد. "نحن نفضل عدم الكشف عن هويتنا ، كان هذا طلب زعيم الطائفة ، فهو كان يفضل شيئا يسمى 'التواري عن الأنظار حتى يصبح الشخص قويا'"
لم يبدُ العم تاي مقتنعًا، لكنه لم يضغط أكثر ، بعد كل شيء ، كانت تميل بعض الطوائف الى البقاء متوارية عن الأنظار
و بالخصوص ، الطوائف العريقة ، و إذا كانت واحدة تقف خلف هذه المجموعة ، سيكون وضعا مزعجا إن أسائوا إليهم
'لا استطيع فقط السماح له بسؤالي ، علي استخراج معلومات منه بأسئلة غير مباشرة ، كل ما كان أقل كان أفضل' فكر تشانغ بعمق
لم يكن بإمكانه إعطاء سؤال مباشر ، او سؤال أحد الحراس ، لأنه ببساطة لم يملك ثقة كافية من الطرف الآخر به
"السيد تاي، أتساءل..." بدأ تشانغ يونغ بتظاهر بالفضول"إلى أين تتجه هذه القافلة ، و من أين ستمر؟"
ابتسم العم تاي، مستغلاً الفرصة لجمع معلومات أيضاً. "نحن متجهون إلى مدينة تيانشوي، إحدى المدن الرئيسية في إقليم يونلانغ. سنمر عبر عدة قرى صغيرة وبلدات تجارية في الطريق"
"الرحلة الى تيانشوي ستسغرق فترة ، إذا سارت الأمور بسلاسة، يجب أن نصل قبل انتهاء فصل الشتاء"
شكراً لك على هذه المعلومات، السيد تاي." قال تشانغ يونغ بأدب. "سنبذل قصارى جهدنا لكي نكون حراساً جديرين بالثقة خلال الرحلة."
ابتسم العم تاي، لكن عينيه بقيتا حادتين. "أنا متأكد من ذلك. الآن، إذا سمحت لي، لدي واجبات أخرى يجب أن أؤديها."
بعد أن غادر العم تاي، عاد تشانغ يونغ إلى موقعه، عقله يعمل بسرعة 'حسنا ، هذا سيكون وقتا عصيبا نوعا ما'
استقرت القافلة في مسيرها عبر الغابة الكثيفة
وفي الوقت نفسه، داخل المقصورة في منتصف القافلة، كان تشو يانغ والعم تاي يجلسان مع شو يانران وخادمتها الشخصية شياو كويو
"السيدة، أعتقد أننا يجب أن نكون حذرين من تلك المجموعة الجديدة." قال تشو يانغ بصوته الهادئ الذي يحمل نبرة قلق متعمدة.
رفعت شو يانران عينيها من الكتاب الذي كانت تقرأه. "لماذا تقول ذلك؟ لقد تصرفوا بأدب منذ انضمامهم."
لقد تصرفوا بأدب، هذا صحيح." قال تشو يانغ بهدوء، "لكن ألا تجدينه غريباً أن يظهر أربعة ممارسين من رتبة السلف فجأة في وسط الغابة، في حالة منهكة"
حدق العم تاي في تشو يانغ ، نظرته كانت حادة 'هذا الرجل....إنه يبحث عن أي فرصة للتخلص منهم ، أنا لا أثق به بتاتا ، قد يكون هو أسوأ خيار مقارنة بتلك المجموعة'
تحدث العم تاي فجأة "أجل قد يبدو هذا مشكوكا ،و لكني سألتهم جميعا نفس السؤال و كانت إجابتهم جميعا هي نفسها ، سأقول ، لدى البقية عيون شخص صادق طيب ، و لكن المشكلة كانت في المدعو ناوتو فحسب"
تابع العم تاي، حاجباه يعقدان في تفكير عميق. "عندما تحدثت معه، كانت إجاباته سلسة جدًا... مُعدة مسبقًا. يشعرني بأنه يخفي شيئا"
شو يانران هزت رأسها بلطف، عيناها العسليتان تبدوان متعاطفتين. "ألا يمكن أن يكونوا حقًا في مأزق ويحتاجون مساعدتنا؟ ربما هم فقط حذرون، مثلنا تمامًا. لا يجب أن نحكم على الناس بسوء الظلم دائمًا."
تشو يانغ أطلق تنهيدة خفيفة، محاولًا إظهار الاهتمام. "سيدتي، طيبتك هي صفة حميدة. لكن في هذا العالم، للأسف، هناك من يستغلون هذه الطيبة. ناوتو هذا... هناك شيء في عينيه... شيء بارد وحاد. إنها ليست نظرة شخص عادي."
الخادمة شياو كويو، التي كانت صامتة حتى الآن، همست بصوت خافت، "السيدة، ربما يكون السيد تشو يانغ محقًا. تذكرين ما حدث في مدينة بيونغ يانغ العام الماضي؟ مجموعة من المسافرين انضموا إلى قافلة ثم سرقوها من الداخل."
"لكن هؤلاء... لا يبدون مثل اللصوص." أصرت شو يانران. "العم تاي ، ألم تقل أنك راقبتهم خلال اليوم و هم في خضم مهامهم؟ كيف كان ادائهم"
العم تاي أومأ ببطء، عيناه الحادتان لا تزالان تحملان شيئًا من الحذر. "في الحقيقة، كان أداؤهم ممتازًا. ناوتو يتمتع ببصر حاد بشكل غير عادي، فقد اكتشف تهديدات عدة قبل أن يلاحظها الحراس الآخرون. كما أن ردود أفعاله سريعة وحاسمة."
قال تشو يانغ: "وهذا بالضبط ما يثير قلقي! شخص بمثل هذه المهارات، كيف يمكن أن يجد نفسه في مثل ذلك المأزق البائس؟ إنه لا يتطابق مع الصورة."
"و لكن هذا ليس كل شيء" قال العم تاي كما ضاقت نظرته "في البداية ، كان هناك شيء غريب ،و لكن بعد أن ركزت ، لم أستطع سماع نبضه لمعرفة ان كان يكذب أم لا ، لقد بدا قلبه متوقفا ، و بدا أن هناك صعوبة في التنفس و هذا راجع الى ضرر بالرئة ، إصابات كهذه لا يمكن تزويرها"
شو يانران فكرت للحظة قبل أن تقول: "إذا كان مصابًا بضرر في الرئة، فهذا يعني أنه كان صادقًا على الأقل بشأن تعرضهم للهجوم. ربما هم حقًا بحاجة للمساعدة."
تشو يانغ هز رأسه، محاولًا إقناعها: "سيدتي، حتى لو كانوا صادقين بشأن تعرضهم للهجوم، فهذا لا يعني أن نواياهم حسنة. قد يكونون هاربين من العدالة، أو ربما خائنين من طائفتهم."
العم تاي أضاف: "الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن ناوتو هذا يبدو وكأنه القائد الحقيقي للمجموعة، رغم أنه الأصغر سنًا. هذا النوع من القيادة الطبيعية لا يأتي إلا من خلفية قوية أو تدريب مكثف."
شو يانران أومأت ببطء، عيناها العسليتان تبدوان أكثر جدية الآن. "أتفهم مخاوفكم جميعًا. لكنني ما زلت أعتقد أنه من الظلم الحكم عليهم دون دليل قاطع. دعونا نراقبهم عن كثب، ولكن دون أن نظهر عدم ثقتنا بهم. إذا أظهروا أي سلوك مشبوه، سنتخذ الإجراءات اللازمة."
تشو يانغ أدرك أن هذا هو أفضل ما يمكنه الحصول عليه من موافقته. "حسنًا، سأقوم بمراقبتهم عن كثب"
العم تاي وافق"سأقوم أنا شخصيًا بمراقبة ناوتو. أريد أن أعرف المزيد عن تقنياته وخلفيته."
و هكذا ببساطة مرت سبعة أيام بسلاسة
بينما كانت القافلة تتقدم عبر الغابة، كان تشانغ يونغ واعياً تماماً للمراقبة التي يتعرض لها هو ورفاقه
أمكنه أن يشعر بنظرات العم تاي الحادة عليه من حين لآخر، وكان يعلم أن تشو يانغ كان يحوم حولهم مؤخرا
في المساء، بينما كانت القافلة تخيم في منطقة مفتوحة، اقترب تشو يانغ من تشانغ يونغ وهو يحمل وعاءً من الطعام الساخن.
"لقد أبليت بلاءً حسناً اليوم." قال تشو يانغ بابتسامة ودية، لكن عينيه كانتا تراقبان تشانغ يونغ بدقة. "أعتقد أن حظنا كان جيداً بانضمامكم إلينا."
"الشكر لك على استضافتكم." رد تشانغ يونغ بأدب، قبل الوعاء بيديه. "نحن فقط نقوم بواجبنا."
جلس تشو يانغ بجانبه، متظاهراً بالرغبة في الدردشة" في البداية سأعتذر عما بدر مني في لقائنا الأول ، أرجو ألا تأخذ هذا الى القلب"
ابتسم تشانغ يونغ نحوه "لا داعي لذلك ، أنا أتفهم ، من الصعب اكتساب الثقة مع شخص لا تعرفه"
"خاصة في عالم خطير مثل هذا." أكمل تشو يانغ، مع تلميح موافقة في صوته. ثم انحنى إلى الأمام قليلاً، وخفض صوته. "بالحديث عن ذلك، لقد لاحظت أن أسلوب قتالك فريد جداً. لا يشبه أي من الطوائف التي سمعت عنها في إقليم يونلانغ. هل يمكنني أن أسأل من أين تعلمته؟"
"معظم تقنياتي هي من ابتكاري الخاص." أجاب تشانغ يونغ بحذر. "لطالما فضلت التكيف مع الظروف بدلاً من الالتزام بأسلوب ثابت."
"من ابتكارك؟" رفع تشو يانغ حاجبيه، معبراً عن إعجاب مصطنع. "هذا مثير للإعجاب حقاً. تبدو أصغر مني و لكنك تملك موهبة استثنائية كفاية لتطوير أسلوبك الخاص ، أنا أغار منك"
نظر تشانغ يونغ الى الطعام في يده ، بينما كان في أغماقه عابسا 'هذا الوغد يحاول التلاعب بي ، هذا القمامة عديمة القيمة يعتقد أني سهل المنال؟ أنت محظوظ أني لا أخطط للبقاء في القافلة لوقت طويل'
رفع تشانغ يونغ يده و لفها حول عنقه"لا تكن هكذا ، على الرغم من أنني قد أكون جيدا و لكني لست جيدا بقدرك ، أنا لا أستحق هذا الإطراء." قال تشانغ يونغ بتواضع مصطنع. "في النهاية، كل ما يهم هو أن نؤدي واجبنا بشكل جيد."
تشو يانغ ابتسم، لكن عينيه لم تبتسم. "بالطبع، بالطبع."
ابتسم تشانغ يونغ بشكل واسع "ماذا عن أن أشاركك سرا صغيرا؟"
اهتم تشو يانغ على الفور، وانحنى أقرب. "سر؟"
"أجل" أماء تشانغ يونغ كما اقترب منه "استمع جيدا أنا...أحب شرب النبيذ
لم يخف تشو يانغ خيبة أمله للحظة، لكنه سرعان ما استعاد ابتسامته المصطنعة. "آه، إذن لدينا اهتمام مشترك! يجب أن نشرب معاً مستقبلا"
"بالتأكيد." وافق تشانغ يونغ ببرود، وهو يعلم أن هذا مجرد جزء آخر من محاولات تشو يانغ لجمع المعلومات.
بعد أن غادر تشو يانغ، مع معرفته بعدم وجود أحد ، اختفت ابتسامته تماما كما حدق في النافذة الزرقاء أمامه
(مو فوتشو: في الطبقة الأولى من مرحلة السلف ، تم تدمير عشيرته و تم إنقاذه من قبل شخص لورد السماء العميقة و تم توكيله بمهمة استدراج السيدة الشابة تشانغ شيو شان ، حاليا لديه خطط لإستغلال المضيف)
تشانغ يونغ حدق في النافذة الزرقاء، وعيناه الحمراوان تضيئان بضوء بارد. المعلومات التي قدمها النظام كانت مروعة. هذا التشو يانغ لم يكن مجرد شخص حذر، بل كان عميلاً مكلفاً بمهمة خطيرة
"لورد السماء العميقة..." همس تشانغ يونغ فقد تعرف على هذا الاسم ، و بدا ، على ما سياق ما يحدث ، أن هذا اللورد هو الزعيم الأخير لهذه القارة أو ما شابه
ليس فقط أنه تحكم بقبيلة ميو، بل أنه يسعى خلف عضو عائلة تشانغ
ثم راجع تشانغ يونغ الكلمات قبل أن تتسع عيناه ، تشانغ؟!
لم يستطع إخفاء صدمته على الإطلاق ، تشو يانغ لم يكن اسمه الحقيقي ، و كان يسعى خلف السيدة الشابة تشانغ شيو شان؟!
حتى الآن ، بدا من تصرفات هذا الرجل أن الشخص الذي يهتم به كان السيدة الشابة شو يانران ، و هذا يعني شيئا واحدا ، كان هذا الإسم مزورا!
'عشيرة تشانغ ، تواصلت معهم في وقت أبكر من المتوقع ، و لكن هكذا أيضا ، قد يكون هذا حظا جيدا ، قد تكون هذه الفتاة بطاقتي لضمان ألا يقطع رأسي'