استيقظ ناوتو من نومه ، نهض برفق من الأرض و توجه بخطى ثقيلة نحو الكهف
كانت الشمس قد غابت والظلام يلف المكان. كانت الرياح تعصف بقوة وتحمل معها صوت الأشجار المتصارعة
دخل ناوتو الكهف الضخم الذي استخدمه كمأوى من عاصفة الرياح القوية. كان الظلام يلف المكان بشكل مرعب، ولم يكن هناك أي ضوء يعكس من جدران الكهف الصخرية. أصدرت الرياح صوتاً مخيفاً يتردد في الأنفاق الضيقة، مما أثار قلق ناوتو وجعله يشعر بالحذر.
بدأ ناوتو بتجهيز الكهف ، استخدم قطع الخشب والأغصان المتناثرة لبناء نار صغيرة في وسط الكهف.
ثم نشر بعض الأعشاب الرطبة على الأرض لتوفير مواد النوم المريحة، وأخرج جلد الغزال الميت واستخدمه كغطاء ليستخدمها في حالة البرد الشديد. كان يدرك أنه يحتاج إلى توفير ملجأ مريح لليلة واحدة على الأقل.
عندما انتهى من تجهيز المكان، جلس ناوتو قرب النار ليشعر بالدفء والأمان. كان يراقب النار وهي تلتهم الخشب وتطلق الشرارات اللامعة إلى الهواء. تأمل في أن النار ستبقى مشتعلة طوال الليل، معتمدًا على هذه اللهبة الصغيرة لإبعاد البرد والظلام.
كانت الرياح العاصفة تعصف بالخارج وتحمل معها صوت الأشجار المتصارعة، مما زاد من شعوره بالاسترخاء والحماية داخل الكهف. كان يستمع إلى ضوضاء العاصفة وهو مستلقٍ على الأرض، يشعر بالحنين إلى الأمان والهدوء.
أغلق ناوتو عينيه وترك نفسه يغوص في عالم الأحلام، حيث يمكنه الهروب من الظروف القاسية التي يواجهها في العالم الخارجي. في أحلامه،
في تلك اللحظة، نسي ناوتو الظلام والعاصفة والبرد، واستمتع براحة النوم في ملاذه الآمن داخل الكهف. و في الصباح التالي، استيقظ ناوتو على صوت الطيور الغناء خارج الكهف. كانت العاصفة قد تلاشت واستبدلتها أشعة الشمس الدافئة التي تسللت من فتحة الكهف. امتد ناوتو وتمددت عضلاته المتيبسة من النوم، .
بدأ بالوقوف بالإعتماد على ذراعه الوحيدة وبدأ بالمشي قليلا حتى خرج من الكهف مشاهدا للمنظر الذي أمامه
كانت الأشجار مبتلة بقطرات المطر والأرض مبللة تحت قدميه. لكن الهواء النقي والشمس الساطعة أعطته شعورًا بالحيوية والنشاط.
سار ناوتو عبر الغابة، متجاوزا الأشجار المتصارعة والأغصان المنحنية. كان يستمع إلى صوت الطيور وهي تغرد بسعادة .
فجأة، لاحظ ناوتو شيئًا غريبًا في الغابة. كان هناك برج قديم يظهر وكأنه يتجاوز الأشجار. شعر بالفضول ينتابه وقرر أن يستكشف هذا البرج.
وصل ناوتو إلى قاعدة البرج وبدأ في صعود السلالم الحجرية المتهالكة. كل خطوة كان يأخذها تجعله يشعر بالتوتر والإثارة.
"هذا المكان يبدو قديما ، لكن من يبني برجا في وسط الغابة "
كان ناوتو يفكر بالأمر حتى وصل إلى القمة، اكتشف أن البرج كان يحتوي على غرفة صغيرة مظلمة. دخل الغرفة بحذر ملاحظا تسلل الضوء من خلال النوافذ المكسورة، مما يلقي بظلال غامضة على الأرضية المغطاة بالبلاط القديم ،وجد جدارًا مزخرفًا بكتابات بلغة غامضة وغريبة. كانت الكتابات كما لو أنها تصور قصة لكن كان الأمر عديم النفع بالنسبة لناوتو كونه لا يفهمها
كان على الجانب الاخر من الغرفة رف كتب خشبي قديم يحمل كتبًا قديمة من مختلف الأحجام . كان يحمل رائحة من العفن والرطوبة ، قام ناوتو بأخذ كتاب عشوائي وقام بتصفحه لكن الكتاب كان بنفس لغة الكتابات على الحائط ، لذا قرر الإحتفاظ به حتى يتفحصه في وقت لاحق، لم يبقى شيء يمكن رؤيته في البرج سوى سرير ومكتب صغير ،لاحظ ناوتو شيئا أسفل السرير ، لذا بدأ بالبحث أسفله ووجد ورقة بعدما فتحها رأى خريطة أمسكها وأخذها معه ، لم يملك شيئا آخر ليفعله ، لذا هم بالمغادرة ، خرج من البرج و فتح الخريطة قام بدراسة التفاصيل الموجودة عليها. كانت الخريطة تظهر مسارًا محددًا عبر الغابة، مع إشارات وعلامات غريبة تشير إلى أماكن مختلفة. قام بمقارنة التضاريس والمعالم الموجودة في الخريطة
" بالواقع هناك تطابق ولا بد أن هذه النقطة في الطرف هي المخرج "
تفاجأ ناوتو قليلا كانت الخريطة تشير إلى وجود مخرج في نهاية المسار المحدد، وقرر أن يتبع الخريطة ويستكشف المنطقة المحددة.
بدأ ناوتو في السير عبر الغابة، متجاوزا الأشجار والأغصان، ويتجنب الحفر والعوائق. كان يستمع إلى صوت الطيور والحشرات،
بعد المشي لبضع ساعات نظر أمامه فإذا به يجد سلاسل جبلية. بدأ ناوتو غند قاعدة الجبل وبدأ بالتسلق ببطء وترقب.
مع مرور الوقت، بدأ الألم يتسلل إلى جسده. كل عضلة تؤلمه وكأنها تنزعج من هذا الجهد الشاق. كان التعب يتسلل إلى عظام، وكل خطوة تشكلت بصعوبة شديدة.
ومع ذلك، لم يستسلم. كان الهدف واضحًا أمامه، وكلما اقترب من القمة، زادت إصراره وعزيمته. كان يرغب في الوصول إلى القمة بأي ثمن.
وأخيرًا، و بعد ساعات طويلة من التعب والألم، وصل إلى قمة الجبل. كانت الإطلالة خلابة ومدهشة لكن الإطلالة على الجانب الآخر كان ضبابيا مما كان يعوق رأيته
بدأ ناوتو النزول بحذر، خطوة بخطوة، على مسار ضيق وملتوي عبر الصخور. كانت الصخور الانحدارية والتضاريس الوعرة تشكل تحديًا جديًا، ولكنه حافظ على تركيزه وتماسكه،كانت الرياح القوية تعصف بشعره
كان من الضروري اتخاذ قرارات حكيمة لتجنب المخاطر والوقوع في أي مشاكل. كان يقيم المسار والتحقق من الأماكن التي يمكنه الاحتماء فيها إذا لزم الأمر.
مع كل خطوة، تزداد الصعوبة . كان الوعي والتركيز الكاملين ضروريين لتجاوز التضاريس الصعبة و الخطيرة. كان يجب عليه الاحتراس من الصخور الانحدارية والحفر المخفية في الارض
بعد مدة ، تصاعد الضباب ذو الرائحة الكريهة مما جعل ناوتو يبدأ في السعال
مع مرور الوقت، تمكن من التكيف مع الظروف المتغيرة وأخذ الحذر اللازم في كل خطوة ينزلها،.
--------------
وصل ناوتو إلى الأرض، وضع قدمه المنتعلة لحذاءه المهترئ من التسلق والمشي على الأرض وأحس بحرارة خفيفة أسفلها ، استدار ناحية ناحية الأرض فكان أمامه مشهد جعله يشعر بالدهشة والاستغراب ، كانت أرضا سوداء قاتمة تمتد أمامه كان السطح متجعدًا ومتموجًا، مثل أمواج البحر الهائجة،كانت تبدو كأنها من عالم آخر مقارنة بالجهة الأخرى، مظلمة ومخيفة في نفس الوقت ،لم يكن هناك أي لون آخر يعكس الضوء، فقط اللون الأسود العميق الذي يلتهم كل شيء ، بدأ ناوتو في المشي على الأرض الجديدة ، كان يمشي بحذر ، كانت خطواته ثقيلة وحذرة حيث كان يشعر بالغرابة والخوف في نفس الوقت ، رغم أن الضباب يعيق رؤيته، كان الصمت يعم المكان ، لايوجد صوت إلا صوت خطواته وتنفسه الثقيل ، مع مرور الوقت يدأ يلا حظ تغيرا في الأرض السوداء حيث بدأ يلحظ علامات شقوق حمراء في الأرض ،فجأة بدأ هزة أرضية وانفتح شق عميق في الأرض حيث يتصاعد الدخان والرماد ، مما يخلق منظرًا مخيفًا وغامضًا.
وفي لحظة واحدة ،خرج كائن ضخم يشبه الحوت ، كان أشبه بمدفع ضخم على شكل بركان ، كان يبعث بهالة مظلمة وكأنه سيحرق كل ما حوله ويحيل كل شيء الى رماد ، تميز ببشاعة وغرابة تجعل الناظرين يرتجفون من الخوف. يتميز الكائن العملاق بجلد متين ومتيبس، وعيون حمراء متلألئة تنبعث منها الشرارات.
ناوتو كان يعلم أنه يجب أن يتصرف بسرعة قبل أن يتعرض للهجوم من قبل هذا الكائن الضخم. لكن جسده وعقله لم بفكر الا في شيء واحد ،
'اهرب'
بلا شك، عندما ظهر الحوت العنيف، انتشرت الحمم البركانية في الجو وهزت الأرض بشدة. وكانت هذه الظروف الخطيرة تلقي بظلالها على ناوتو.
ركض ناوتو بأقصى ما لديه
كان يتجنب الحمم البركانية ويحاول الابتعاد عن الهزات الأرضية. كان يشعر بالخوف والقلق، لكنه لم يستسلم واستمر في الجري.
بينما كان يركض، لاحظ ناوتو أن الحوت العنيف يتجه نحوه بسرعة كبيرة. علم أنه لا يستطيع هزيمته وأنه يجب عليه الابتعاد عنه بأسرع وقت ممكن.
بدأ يلف رأسه بحثا عن مكان آمن ووجد خندقا صغيرا، لم يفكر ناوتو كثيرا ودخله، واختبأ في زاوية مظلمة،بينما كان يختبئ، شعر ناوتو بالتوتر والقلق. كان يسمع صوت الحوت وهو يقترب، وكان يشعر بالحرارة المشعة من الحمم البركانية. كان قلبه ينبض بسرعة وكان يصعب عليه التنفس.
كانت بالنسبة له مرحلة بين الحياة والموت ، جلس في الركن وكله رعشة وخوف ، استمر في الصمود والانتظار، وهو يشعر بالخوف الشديد يتسلل إلى قلبه. كانت الدقائق تبدو كأنها ساعات، وكل ثانية تمر كانت تزيد من حدة خوفه. كان يعلم أنه في مواجهة حياة أو موت مع هذا الحوت العنيف.
وبينما كان ينتظر بصبر، شعر بالقلق يتسلل إلى كل خلية في جسده، وكان يعرف أنه يجب أن يكون جاهزًا للتصدي لأي هجوم قد يأتي. كانت عينيه تحاول أن ترصد أي حركة في المكان المظلم.
ولكن بدلاً من الهجوم المفاجئ، شعر بأن الحوت يبتعد ببطء. كان هذا الشعور مخيفًا أيضًا، لأنه لم يكن يعرف ما إذا كان الحوت يخطط للعودة ومهاجمته بلا رحمة. لكنه شعر بالتخفيف أيضًا، لأنه على الأقل لم يكن في خطر فوري.
خرج مسرعا وبدأ في الركض عبر الأراضي الملتهبة ليتخطى المكان بسرعة
، كان يجري بكل ما له من جهد
كان يشعر بالتعب والإجهاد، لكنه كان مصممًا على البقاء على قيد الحياة. كان يعرف أنه إذا توقف أو تراجع، فإنه سيكون في خطر كبير. استمر في الركض حتى وصل إلى منطقة آمنة.
جلس هناك حتى يلتقط انفاسه،
بعد الراحة لساعة قرر اكمال الطريق
بعد المشي لوقت طويل بدأ يلمح نهاية المنطقة