عندما وجد ناوتو نفسه في نهاية المنطقة البركانية ،لمح الخط الأبيض وسط الأرض السوداء، شعر بتوتر يتصاعد داخله. كان يعلم أن هذا الخط شيئًا غير طبيعي، شيئًا يختلف عن اي شيء يعرفه. ومع ذلك، قفز فوقه بحذر، محاولا عدم لمسه.
لكن عندما وضع قدمه على الجانب الآخر من الخط، ط تغير مفاجئ في الجو. كأن الزمان توقف في مكانه، شعر ناوتو بالحرارة الحارقة تتلاشى والحمم البركانية تنحسر. استبدلتها هدوء غامض وبرودة شديدة. لقد تحولت الأرض فجأة إلى منطقة متجمدة.
(ماهذا بحق الجحيم؟!)
ناوتو شعر بذهول ورعشة في نفس الوقت. كان قبل قليل في منطقة مليئة بالحرارة والنشاط البركاني، ولكن الآن وجد نفسه في مكان مختلف تمامًا. الهواء البارد يتسلل إلى جسده، مما يجعله يرتجف بشدة. كان يحاول جاهدًا التأقلم مع هذا التغيير المفاجئ، ولكنه شعر بالاضطراب والحيرة.
المناظر الجليدية المحيطة به كانت جميلة وفي الوقت نفسه مرعبة.
وجد ناوتو نفسه محاصرًا في هذا العالم المتجمد، حيث تساقطت الثلوج الكثيفة من السماء وغطت الأرض ببياضها الناصع. الرماد الساخن الذي كان يغلي للتو قد تحول إلى مياه تجمّدت في لحظة.
كانت الرياح العاصفة تعصف بكل قوة، مما يجعل الهواء أكثر برودة. ظل ناوتو يتجمد ويكفّ عن التنفس، حيث كانت درجات الحرارة تنخفض بشكل مذهل. ملابسه الخفيفة لم تكن كافية لحمايته من هذا البرد الشديد.
بدأ ناوتو في الجري بحثا عن مأوى, يجري بسرعة بين المناظر الجليدية الجميلة، يحاول العثور على أي مكان يمكنه أن يحمي نفسه فيه من هذه الظروف القاسية, وسط هذه المنطقة المتجمدة ، يجد ناوتو مخبأً صغيرًا، يستخدمه للحماية من الرياح القوية والثلوج الكثيفة. جلس ناوتو في المخبأ ويحاول أن يستعيد دفئه حاضنا نفسه بهدوء ،وسط الصمت القاتل، بدأ ناوتو يتذكر الأحداث التي أوصلته إلى ما هو عليه
بعد بضع ساعات من الانتظار، توقفت العاصفة وهدأت الرياح. خرج ناوتو من المخبأ وشاهد المناظر الجميلة التي تحيط به. شعر بالدهشة والإعجاب بجمال الطبيعة رغم قسوتها
واصل ناوتو مسيرته عبر الأراضي المتجمدة، وهو يتخطى الثلوج الكثيفة والجليد المتجمد. كانت الرياح القوية تعصف بشعره، وكانت البرودة القارسة تخترق ملابسه وتلامس بشرته. ومع ذلك، كانت رغبته في استكشاف هذه البيئة القاسية تدفعه للمضي قدمًا.
وفيما يتقدم، بدأ يلاحظ بصمات كبيرة في الثلج، تشير إلى وجود حيوانات بالقرب، وقرر أن يتابع تلك البصمات لمعرفة ما هي الكائنات التي تعيش في هذه المنطقة القاسية.
بعد مدة قليلة من المشي، وصل إلى منطقة مفتوحة تطل على بحيرة متجمدة. وهناك، ظهرت له مناظر خلابة للثلوج البيضاء المتلألئة والجليد الشفاف الذي يعكس أشعة الشمس، مما يضفي مشهدًا ساحرًا.
وبينما كان يستمتع بالمنظر، لاحظ حركة بطيئة في الزاوية البعيدة من البحيرة. حينها، ظهرت الدببة القطبية ، وهي تتجول ببطء على الجليد المتجمد. كانت تبدو ضخمة ومهيبة، مع فروها الأبيض الكثيف وعينيها الزرقاوتين التي تلمعان في ضوء الشمس.
وفي لحظة مفاجئة، ظهرت أمامه مجموعة من الدببة الضخمة، متجمعة حول فريستها المفضلة، وهي فقمة صغيرو مكسورة العظم. تحجبت الدببة بشراهة وعدوانية، مع أنيابها الطويلة ومخالبها الحادة. وبدأت في الإلتهام ، لكن لحم الفقمة لم يكن كافيا ، تراجع ناوتو من المكان ، وعن طريق الخطأ كسر غصن شجرة موجود على الأرض، التفتت الدببة ولمحت ناوتو ، بدون تفكير انقبضت عضلات ناوتو و بدأ بالجري ،في منطقة ثلجية متجمدة، كان ناوتو يركض بسرعة عالية وهو يحاول الابتعاد عن دببة قطبية ضخمة تلاحقه. كان يشعر بالخوف والذعر وكان يعلم أنه في خطر حقيقي.
الدببة القطبية كانت تتجاوزه بخطى ثقيلة وتنبح بصوت مخيف. كانت أنيابها الحادة تلمع في الثلج المتساقط، وكانت عيونها تلمع بشراسة. كان ناوتو يدرك أنه لا يمكنه الاستمرار في الجري لفترة طويلة، لذا قرر البحث عن مكان آمن للاختباء.
وجد ناوتو مغارة صغيرة في جانب الجبل وسارع إلى الدخول فيها. كانت المغارة مظلمة وباردة، لكنها كانت مكانًا آمنًا يمكنه أن يختبئ فيه من الدببة المفترسة. انتظر هناك لبضع ساعات، متأكد من أن الدببة قد غادرت المنطقة.
" لقد تعبت ، لقد تعبت من الإختباء والهرب لماذا يجب أن أهرب دائما ، ضعفي هو السبب لو كنت قويا لما هربت"
قال ناوتو وهو يشعر بالضعف والإحباط
نهض ناوتو وخرج من الكهف ، قام بوضع الرمح في أحد شقوق الكهف الخارجية
(مالذي يفعله المضيف ؟)
"فقط انتظر وسترى"
توجه ناوتو نحو احد اصوات زئير الدببة ، لحق ناوتو أحد الدببة التي طاردته ، و قام برمي حجر حتى يصيب عين الدب القطبي.
انفجر الغضب في عين الدب، وهو يصدر أصواتاً مخيفة من الألم. يحاول الدب ملاحقة ناوتو، لكنه لا يستطيع رؤية جيداً بسبب إصابته. يبدأ في التجول بشكل غير منتظم، ويرفع صوته في ألم شديد.قام ناوتو بالجري باتجاه الكهف الذي وجده ويقف أمام الرمح ، والدب القطبي يجري مندفعا نحوه
فجأة، قفز الدب باتجاه ناوتو بسرعة هائلة.و قبل لحظة من اصطدام ناوتو بالدب ،قفز ناوتو إلى الجانب مما تسبب باختراق الرمح مباشرة نحو رأس الدب ،توقف الدب فجأة وسقط على الأرض، يتنفس بصعوبة ويصدر أصواتًا مكتومة من الألم، نزع ناوتو رمحه من الشق و سدد الضربة القاضية على الدب
(هل يريد المضيف الموت؟ هل تدرك ان مجرد خطأ بسيط قد يقضي عليك)
تنهد ناوتو"اعرف لكن لو لم افعل هذا لبقي الأمر عقدة في قلبي"
(انت غبي )
"أعلم "
قام ناوتو بسلخ جلد الدب ولف جسده به ،حتى تدفأ ،وضع لحم الدب في المخزن وانطلق في طريقه، و
الرياح العاصفة تعبث بشعره و
أنظاره تجول بحثًا عن أي مؤشر على أي أمل أو علامة على المخرج في هذا العالم المجمد. تتراقص حبيبات الثلج حوله مثل جواهر بيضاء،
في كل ثانية، يرسم خياله التفاؤل في عقله. متقدما وقد بدأ يفقد الأمل في العودة ، رغم ذلك استمر في المشي
، بدون توقف كأنه أصبح وعاء فارغا
وسط الثلج الذائب والرياح العاصفة، استمر ناوتو في مسيرته الشاقة، حاملاً معه جلد الدب كدرع يحميه من قسوة الطقس. ومع كل خطوة، شعر بالتعب ينتاب جسده والآلام تنتاب أعضائه المرهقة.
تسللت الشكوك والأفكار السلبية إلى عقله، وهو يتساءل إن كان النظام يحاول القضاء عليه لكنه رفض أن يستسلم للشكوك والخوف، وقرر مواصلة السير نحو مصيره المجهول.
على الرغم من أن الوجبات القليلة المتبقية قد بدأت تنفد، إلا أنه استمر في إدامة قوته الباقية وفي هذا الصمت البارد، تصبح الثلوج المتساقطة مصحّة لتصفية أفكاره وتهدئة روحه المضطربة.
مع مرور الوقت، تتآكل قواه الجسدية، وجد صعوبة في الحفاظ على الدفء وسط الثلوج المتساقطة. مع كل خطوة يأخذها، تزداد رحلته صعوبة.
يجد ناوتو نفسه يسعى لشمس لا تشق الغيوم السميكة، وهو يعبر عبر المناظر الطبيعية المروعة. يتردد صدى صوته خلال الأرجاء الساحلية المهجورة، شاعرا أنه كائن بلا هدف.
استمر بالمشي حتى وصل إلى نهاية طريقه كان أمامه هاوية سوداء كما لو لا قعر لها ولم يكن هناك جانب آخر للعبور إليه ، بدا على ناوتو الحيرة
"هل أخطأت الطريق"
(لا ، الطريق صحيح، عليك النزول أيها المضيف )
تنهد ناوتو بعمق "سأندم على هذا"
بدأ ناوتو بالنزول وضع قدما تلو الأخرى برفق بحثا عن أي حفر ليتشبث بها ، وفي الموضع الأول تحطم الموضع و اختل توازن ناوتو وسقط في الهاوية