لدي ما أقوله لكل المتابعين الأوفياء، لذا لاتنسوا قراءة الملاحظة في آخر الفصل.

في المدينة.

كانت المسافة بين مدينة 'جيرغيلان' من مملكة 'زيوس' ومملكة الإيلف 'فوميونت' قصيرة نوعا ما، لقد بلغت رحلة نصف يوم بالعربة.

لم يستخدم جول السحر لتسريع الأحصنة، بل فضل الراحة داخل العربة وترك شيرالك يقود العربة. شيرالك كان رجلا في الأربعينات من عمره، شعره بني مائل للإحمرار، ملابسه كانت ملابس مرتزقة عادية، وعلى جنبه يحمل سيفا عاديا، فوق عينيه البنيتان كانت ندبة صغيرة تميزه، مظهره لم يكن مميزا بأي طريقة لكنه كان عاديا.

طوال الطريق كانا يقابلان مختلف الوحوش القوية. في البداية كان جول ببساطة إما يقوم بحرقها، صعقها، تجميدها، أو حتى دفنها بالنيازك، لكن عندما أخبره شيرالك عن جودة وغلاء أثمان بعض أعضائها كالأجنحة، الجلود، الريش وحتى قرون بعضها، قرر جول قطع رقابهم فقط وتخزينهم في مخزنه.

حاليا كان جول نائما في العربة ليوقضه صوت شيرالك المتحمس على كرسي القيادة.

" سيدي! لقد وصلنا مدينة جيرغيلان، قريبا سنكون أمام البوابات!".

قال شيرالك بحماسة، لقد تغيرت نظرته لجول من غضب ورعب إلى تقدير عميق واحترام، وخاصة بعدما رأى قدرة جول وقوته أثناء القضاء على الوحوش التي لا يستطيع سوى النخبة الوقوف في قتال متكافئ حتى معها.

" همم؟ بهذه السرعة؟".

-" نعم! سيدي! من أجل عبور البوابات تحتاج لدفع رسوم، لكن لو كنت تنتمي لنقابة المغامرين أو التجار فلا تحتاج لفعل ذلك، هل أنت تنتمي لأي منهما؟".

-" نقابة؟ لا، ماذا عنك؟".

-" أنا كذلك لا أفعل، أنا أنتمي لنقابة اللصوص، نقوم بعمليات الخطف والسرقة، لذا لا يتم منحنا ميزات النقابتين السابقتين".

-" نقابة اللصوص؟ أما تزال موجودة؟".

دار الحوار بين الإثنان، كان جول ينظر للمنظر خارجا بعينه الخضراء المتعبة والباردة بينما شيرالك يقود الأحصنة والعربة.

في الخارج كان المنظر هادئا وجميلا؛ مشهد السهل يمتد على مرمى البصر، عدى عن الطريق الترابي الذي سارت فيه العربة، بعيدا قليلا كان يمكن لجول رؤية غابة، لم تبدو عظيمة كغابة الإيلف لكن لا بأس بها بالنسبة للبشر. في أفق الطريق الترابي كانت تبدو عدة عربات مختلفة الأحجام والأشكال، بعضها تبدو عادية وأخرى يحيطها رجال يحملون أسلحة مختلفة. في مقدمة الطريق كان يمكن لجول رؤية سور مرتفع تبدو خلفه عدة بنايات، وأسفل السور كانت توجد بوابة يحرسها عدة رجال يرتدون زي فرسان.

" مالذي تعنيه ياسيدي؟!".

سأل شيرالك فجأة ردا على سؤال جول، لم يرد هذا الأخير مباشرة، نظر للأفق بعين فارغة، من يعلم ما قد يفكر فيه؟ (أنا أعلم، لكني لن أخبركم، هيهيهيهي * ضحكة شريرة*).

" لا شيء، زد من سرعة العربة قليلا!".

-" أمرك!".

رفع شيرالك من سرعة الأحصنة بعد أمر جول.

" تفعيل المهارات!... التمويه!".

قال جول بصوت منتظم يفعل إحدى مهاراته، لتبدأ بعدها النوافذ المختلفة بالظهور أمام جول.

تم تفعيل المهارة:التمويه!.

إختر نوع التمويه!.

" التمويه الشخصي!".

تم إختيار التمويه الشخصي!

تخيل شكل التمويه!

بعدما ظهرت النافذة الأخيرة، أغلق جول عينيه وأخذ يشكل منظره الشخصي.

وفجأة أخذت عدة جزيئات مختلفة الألوان تلف حول جسده لتبدأ بعدها عدة تغيرات بالحلول على جسد جول.

صار طوله وبنيته يتغيران، شعره الأبيض الجميل والخصلات الحمراء التي زينته صارت أكثر قتامة، حتى عينيه كتنتا تتغيران عندما فتحهما جول.

" سيدي؟ هل قلت شيئا؟".

سأل شيرالك عندما سمع كلام جول وهو يفعل مهارته، لذا أدار رأسه نحو جول داخل العربة.

" ه-هيه!؟ م-من أنت؟ أين سيدي؟!".

بوجه مصدوم صرخ شيرالك وهو يرى ذلك الشخص الغريب الجالس داخل العربة.

شاب وسيم بدى في الثامنة عشر، بنية جسدية ممتازة، شعر أسود قاتم، عينان رماديتان باردتان ترسلان شعاعا قاتلا. مظهره الوسيم بإمكانه أن يسحر أي فتاة.

حتى شيرالك لم يفر من شبكة جاذبية الشاب أمامه، لقد بهت فيه قليلا قبل أن يعود للسؤال.

" م-من تكون ياهذا؟! أي سيدي؟!".

-"* تنهد* إلغاء التمويه!".

تنهد جول وقال بصوت غليض، لقد تغير كل شيء فيه حتى صوته، لا يهم كيف تحاول لا تستطيع الربط بين الإثنان إطلاقا.

بعدما قال جول آخر كلمتين، أخذت الأضواء مجددا في الطوفان حوله، لكن هذه المرة بدى أنها تخرج من جسده، أغمض شيرالك عينيه قليلا ليفاجأ بعدها بالشخص الجالس بنفس الوضعية والذي ينظر له بنفس النظرة الباردة.

" هوواااه! سيدي! هذا أنت حقا! لقد تفاجأت عندما رأيت أحدا آخر، بدوت مختلفا تماما".

قال شيرالك وهو يظهر وجها مصدوما ومتحمسا عندما عاد جول لهيئته الحقيقية.

-" هذه الشهادة منك تكفي...تمويه!".

-" هههه... لقد أخجلتني، لكن سيدي...لما غيرت شكلك هكذا؟ لا أعتقد أنك معروف في هذه المدينة، أو هل -ربما- تختبئ من أحد ما؟".

بعدما عاد جول لتمويهه تقدم وجلس قرب شيرالك في مقعد القيادة وأجاب على سؤال هذا الأخير.

-" ليس كذلك، ما رأيك بلون شعري وعيني؟ وهل تعتقد أن النقابات تقبل من هم دون الخامسة عشر؟".

-" في الواقع أنت محق، نقابة التجار تفرض قانونا صارما على أن من ينضم لهم عليه أن يكون قد تجاوز سن الرشد، بينما نقابة الصيادين تقبل من تفوق أعمارهم الخامسة عشر. لكنك صرت تبدو في الثامنة عشر، هل تنوي الإنضمام لنقابة التجار؟".

-" ليس تماما، ستكون نقابة المغامرين هدفي، إخترت الثامنة عشر حتى لا أبدو مشكوكا فيه".

-" هكذا إذن، لكن سيدي...صرت تبدو وسيما حقا!".

-" همم... وسيم؟".

رفع جول يده وتلمس بها خصلة من شعره الأسود أمام عينيه بينما يفكر، في الحقيقة...مظهره الحالي هو نفس مظهره في حياته الثانية، لقد وصفه شيرالك بالوسيم، هل كان يبدو وسيما في حياته الثانية؟ لا يذكر جيدا بما أنه لم يهتم يوما كيف يبدو، بل ربما حتى المرآة لم ير فيها وجهه.

توقف جول عن التفكير بذلك وتابع النظر نحو الأمام بينما يقتربون للمدينة أكثر فأكثر.

" تبدو الحراسة مشددة اليوم!".

قال شيرالك فجأة عندما صار منظر الحراس وهم يفتشون إحدى العربات واضحا.

-" لما ذلك؟".

-" ربما بسبب أن تاجرا رفيع المكانة سيزور المدينة اليوم".

-" همم؟ بالحديث عن ذلك، كيف كنت تنوي دخول المدينة بالنساء لو لم أوقفك؟".

-" أه! في الواقع...بما أنه كان طلب لورد المدينة فقد منحنا تصريحا خاصا لمثل هذه الحالات".

-" هل مازلت تملكه؟".

-" أجل، هو عندي، هل تريد تفحصه؟".

-" دعه لديك وأدخلنا المدينة عبره!".

-" أمرك!".

بعدما سأل جول عن التصريح، تلمس شيرالك ملابسه عند صدره ليخرج التصريح، لكنه عزف عن ذلك بعد أمر جول.

" هل أنتم تنتمون لنقابة التجار أم المغامرين؟".

عندما توقفت عربة جول أمام البوابة المغلقة، تحدث حارس مع شيرالك بعدم صبر وهو ينظر للطوق على رقبته، فرد شيرالك سريعا.

-" آه! لسنا كذلك".

-" رسوم دخول المدينة هي مئة برونزية!".

-" هل ارتفعت لهذا القدر في يوم واحد؟ لقد كانت عشرون برونزية بالأمس".

-" يالك من عبد وقح! لا أعتقد أن الأمر يعنيك حتى تسأل عنه، أنت هناك! أنت سيده صحيح؟ إن كنت تملك المال الكافي لشراء هذا العبد الوضيع، فلتدفع سريعا أو انصرف من هنا!".

بعدما سأل شيرالك، تغيرت نظرة عدم الصبر على وجه الحارس لتصير غضبا واشمئزازا بينما يحدث جول بصيغة الأمر.

" هم؟...مذا...قلت؟".

فتح جول عينيه ونظر للحارس بشكل مرعب بينما يسأل، أيجرؤ هذا الصغير على التحدث مع حاكم هذا العالم الأعظم بهذه الطريقة؟ عندما كنت الملك الآرثر هل كان جد جدك موجودا حتى؟.

لقد رأى جول نفسه يقفز على هذا الحارس ويعذبه بينما يسأله تلك الأسئلة التي دارت في عقله. لكن ما أعاده لوعيه كان شيرالك الذي يتحدث بابتسامة متكلفة ليحاول تهدئة جول عندما علم نيته.

" ل-لا بأس سيدي! رجاءا لاتلوث يديك بهذا الإنسان الوضيع! سأتولى أنا أمره!".

-" همف!..."

أطلق جول تنهيدة مكتومة عندما تذكر أنه لم يعد آرثر بعد الآن وقرر ترك شيرالك يهتم بالأمر، لو تصرف كما أراد حقا لكان الأمر ليصير مزعجا على جول الذي يبتغي بعض الراحة والهدوء.

" مالذي تقوله أيها العبد القذر؟ أتجرؤ على نعتي بالوضيع؟ حتى الموت لن يكفيك لتكفر عن هذا الذنب!".

-" أنت! يبدو أنك لازلت لا تعلم من يكون سيدي، اللورد بتفسه كان يرتعش بمجرد حضور سيدي أمامه، ".

صار حضور شيرالك مرعبا وهو ينظر للحارس بعين دنيوية بينما يكذب بشأن حقيقة جول، وبالتأكيد تأثر الحارس عند ذكر لورد مدينته.

-" م-...".

-" نحن نملك تصريحا خاصا بالدخول والخروج كيفما نشاء، إن كنت تقدر حياتك...فافتح البوابة ولاتجادل!".

-" ن-...س-سوف أحتاج لفحص التصريح بنفسي، -'فكيف يمكن لشخص يخشاه اللورد أن يسافر وحيدا في عربة فقيرة كهذه؟'- ".

-" *تنهد* لا بأس، خذ!".

تنهد شيرالك وهو يخرج ورقة ملفوفة من ملابسه حينما هدأ، مباشرة عندما تفحصها الحارس تغيرت تعابير وجهه لتبدي نوعا من الخوف. فقال هذا الأخير لجول بتوتر بينما يشير لبقية الحراس لفتح البوابة.

" أنا...أنا آسف سيدي! لم أعلم أنك بتلك الأهمية، رجاءا فلتصفح عن ذنبي!".

-" لا بأس! سيدي لا يملك الوقت ليرد على أمثالك".

بدل جول، رد شيرالك بنفس النظرة للحارس.

-" ب-بالتأكيد، أتمنى لكم يوما سعيدا!".

-" نحن لا نحتاج تمنياتك!".

-" أمرك!".

ألقى جول نظرة أخيرة على وجه الحارس بينما العربة تتقدم، نظرة الحقد والغل التي كان الحارس يبديها لشيرالك وحتى جول، بالنسبة له هو الحارس الذي تم اختياره بين مئات الشباب يجرؤ مجرد عبد على الكلام معه بهذه الطريقة؟.

أعاد جول نظرته للأمام، المنظر تغير تماما بالداخل، كانت المدينة تبدو حيوية ومزدهرة، التجارة بالتأكيد منتشرة هنا، لكن...شعر جول بذلك.

' أمر غريب يجري بهذه المدينة!'.

فكر جول، كانت تعابير الناس غريبة ومعقدة، ذلك أثار فضول جول.

" سيدي! لا يسمح للعربات بالتجواب داخل المدينة، سيتحتم علينا ركن العربة في مكان ركنها".

تحدث شيرالك فجأة وقطع تفكير جول بينما يوقف العربة.

" إفعل ما عليك!". رد جول وهو يقفز من المقعد.

-" بالتأكيد! هل لديك خطة بما ستفعله؟".

-" سأذهب للنقابة".

-" إذن سأركن العربة وأتبعك سريعا".

-" لا حاجة!".

-" مذ-!".

-" تقييم...فحص...تفكيك!".

قال جول بانتظام بينما يشير بكفه للطوق على رقبة شيرالك. فتفكك وسقط جزئين منفصلين على الأرض، أمر كهذا من المفترض أن يكون أكبر سعادة لشيرالك، لكنه صار مصدوما ومرعوبا.

-" س-سيدي؟ مالذي...يعنيه هذا؟".

-" شيرالك! أنا أعتقك من العبودية!".

-" ه-هيه!؟ سيدي؟ لماذا؟ هل فعلت ما أثار غضبك؟ هل... لأنني كثير الكلام؟ سيدي! أرجوك، أعدك أنني لن أتكلم إلا بما تريده! أرجوك إصفح عني ياسيدي! أرجوك!".

-" مالذي تعنيه؟".

-" عندما يعتق أحد عبده فهذا يعني أنه لم يعد في حاجته لذا يقتله، سيدي إن فعلت ما أغضبك عاقبني كما تشاء لكن-".

-" شيرالك! أنا لست في حاجة عبد يتبع أوامري!".

-" س-سيدي!".

-" لكن...لا بأس بصديق يتبعني بإرادته!".

-" هاه؟!".

-" لا أريدك أن تكون عبدا لي، لذا كن صديقا فقط!".

قال جول بابتسامة هادئة بينما يربت عالى كتف شيرالك، ذلك التصرف صدم شيرالك، جول ولأول مرة يبتسم له، ليست ابتسامة مرعبة ولا مزيفة لقد شعر حقا بدفئها، دون أن يدري بدأت الدموع تنهمر على وجهه، لقد دعاه جول ليكون صديقا له، هذا كان أكثر سعادة له من أن يتحرر من العبودية، لقد بكى بابتسامة وصوت مكتوم.

" أنا مغادر! أنت حر فيما تفعله بعد الآن".

-" شكرا لك، سيدي!".

نزل شيرالك وحمل قطعتي الطوق بينما ينظر لظل جول المغادر، قرر الإحتفاض بهما كدليل يذكره بجول.

سار جول في أنحاء المدينة بين الناس وعربات التجار، كان قد سأل من قبل شخصا عن مكان نقابة المغامرين، لذا سار مباشرة نحو أحد المباني الكبيرة التي كانت تبدو من بعيد شامخة.

توقف جول فجأة أمام أحد المتاجر، كان متجر أسلحة، لقد فكر في ذلك؛ من قبل كان قد اشترى خنجرين من حداد إيلف، لكن مهارة الإيلف في الحدادة لاتصل لمستوى البشر، وكذلك البشر لا يرقون لقدرة الأقزام، لذا قرر شراء أسلحة أخرى، وفوق كل شيء، هو قد اختار الخناجر حتى تلائم جسده الصغير سابقا، لكنه الآن بجسد شاب قوي، لذا عليه تغيير نوعه.

دخل جول مباشرة للمتجر يتفقد الأسلحة، تفقد الأسلحة المختلفة من سيوف، فؤوس، خناجر وحتى القوس والسهم، لكن أي منها لم تثر اهتمام جول.

الأداة: سيف طويل.

الإسم: السيف الطويل.

Bالرتبة:

التأثير: زيادة إحصائيات القوة ب5 .

الوصف: سيف طويل صنعه نصف قزم بعرق جبينه، السيف داخله يحمل إرادة قتال قوية، ليخرج كل قدراته عليه أن يعترف بمستخدمه.

فجأة تحركت عينه لتثبت على سيف ضخم، سيف طويل لا يستعمله غير ضخام البنية، كان بطول جول تقريبا حتى وهو معلق على الجدار، كانت توجد العديد من السيوف تشبهه، لكن لسبب ما جول قد تحرك لا إراديا نحوه، قرر معرفة السبب لذا فعل مهارة التقييم ولاحظ.

تمعن جول قليلا في نافذة التقييم، سيف من الرتبة 'بي' نادر حقا، ليس هذا وحسب بل أن الحداد الذي صاغه نصف قزم، هو بالتأكيد يستحق أن يشتريه جول.

مد يده ليمسكه، وما إن حمله حتى شعر بكتفه تخلع.

' ثقيل!'.

كان ثقيلا حقا بالنسبة لسيف طويل، قوة جول كافية لرفع مبنى صغير بيد واحدة، لكن مثل هذا السيف قد جعله يشعر بألم في كتفه؟ بالتأكيد هو ليس عاديا. اتخذ جول قراره وقرر شراءه، هو مايزال يحتفض بالمال من قبل تسع سنوات، والمبلغ الذي لديه لا يستهان به، لذا ليس عليه أن يفكر بشأن المال لفترة من الوقت.

" أيها البائع! سأشتري هذا!".

وقف جول أمام منصة البيع وطلب من الرجل الواقف هناك.

تعابير البائع المملة تغيرت تماما حينما رفع جول السيف أمامه، السيف الذي لم يستطع أحد حمله يحمله شاب ضعيف وبيد واحدة؟ أمر كهذا بالتأكيد سيثير حفيضة البائع، هذا السيف الذي قرر أنه سيتخلص منه لأن لا أحد أراد شراء سيف صعب المراس كهذا، شخص ما...لا، ليس شخص ما فقط، بل شاب واهن يرغب به؟.

" أيها البائع؟".

أعاد صوت جول المستفسر البائع إلى الواقع فقال بصوت مرتبك.

" ت-ت-تشتريه؟ هل...هل أنت واثق؟".

-" لما؟ أليس للبيع؟".

-" ل-لا، لكن... لا أحد يستطيع حمله لذا لم يشتروه، هل أنت واثق أنك تستطيع حمله جيدا؟".

-" أجل، لا بأس به، بدأت أعتاد عليه، كم ثمنه؟".

-" ث-ثمنه؟ إنه فضية واحدة".

-" لا بأس! إليك الثمن، أه! أريد بيع بعض الأسلحة لك إن أردت شراءهم!".

-" أجل، أنا سأشتريهم إن كانوا يستحقوا ذلك!".

-" هاهم!".

بعد أن قترح جول، وافق البائع، فأخرج جول من مخزنه تلك السيوف التي كانت لرجال شيرالك، قبل أن يحرق جثثهم قام خفية بتخزين جميع أسلحتهم. ومكانها وضع سيفه الجديد.

تفاجأ البائع من كيف أن الأسلحة خرجت من اللامكان، قدرة التخزين نادرة جدا، وليس هذا فحسب، الأسلحة التي أخرجها جول كونت تلة صغيرة، لكن لمن يملكون قدرة التخزين يستطيعون تخزين سيف واحد، وسيفين إن كانت القدرة أكبر. حاول البائع تمالك نفسه وفحص الأسلحة.

" كل واحد منها يكلف مائة برونزية، مارأيك؟".

-" لا بأس لدي، رجاءا فلتسرع!".

وافق جول على الثمن الذي أعطاه البائع، وبعد تسلمه غادر المحل باتجاه النقابة.

داخل النقابة كانت كما يمكنك تخيلها من القصص ( الحقيقة تخيلها من الأنمي والمانجا، هاهاههه) ، العديد من الرجال الضخام مع السيوف والأسلحة الكبيرة، آخرون كانوا يرتدون عباءات كما يرتديها الساحر وهم يحملون صولجنات مزينة أعلاها بأحجار كريمة مختلفة الألوان. لم يكن الرجال هم الوحيدين هناك، بل تواجدت عدة نساء بملابس المغامرين ويحملن أسلحة مختلفة وعصي سحرية.

على أحد الجدران حيث وقف العديد من الناس، كان يوجد لوح عليه عدة أوراق، كان لوح المهمات. كل من وقف هناك إلا وبعد تفكير قليل أخذ ورقة ما واتجه لما يشبه المكتب، كان كمكتب الإستقبال وداخله وقفت شابة جميلة المظهر، شعرها الأشقر لفته ككرة في خلف رأسها، عيناها كانتا سماويتان، بجانبها كانت توجد شابة أخرى بنفس تصفيفة الشعر، لكن شعرها كان مائلا للإسوداد، كلتا الشابتان كانتا تفحصا من الأوراق كلما أحضرها شخص أو جماعة ما.

فجأة فتح باب النقابة الخشبي بقوة، نظر الجميع للداخل، كل النساء دون استثناء توردت خدودهن، الرجال بهتوا في البداية، ثم تغيرت تعابير بعضهم لتصير نظرات البغض تعلوا وجوههم.

بالتأكيد، من يمكنه أن يسبب هذا، لن يكون أحد غير جول. تحرك شعره الأسود مع نسمة الهواء التي تسبب بها سيره المباشر نحو مكتب الإستقبال، الشابة الشقراء كانت تكتب على عدة أوراق أمامه، حتى نخزتها الأخرى لترفع رأسها عندما كان جول قد وصل أمامها.

توردت وجنتاها وهي تنظر لتعبير جول البارد نحوها، حتى لو كانت نظرته باردة وميتة فهو مايزال وسيما حقا.

" المعذرة؟".

عندما أعادتها كلمة جول للواقع، أدركت أنه قد كلمها عدة مرات لكنها كانت غارقة في جمال وجهه.

-" ه-هيه!؟ أ-أنا؟!".

-" لقد سألتك عدة مرات، هل ستجيبينني؟".

-" ه-هيه؟ س-س-س-س-سألتني؟...ه-هذا مستحيل! أنا...لا يمكن! ن-نحن...لم نتعرف على بعضنا جيدا حتى! كيف سأجيبك سريعا؟".

تعجب جول من ارتباك موضفة الإستقبال، لقد تمادت في أفكارها ووجهها يصير محمرا أكثر فأكثر، عندما قال لها جول 'لقد سألتك' أخذتها أفكارها لمنحى آخر تماما، لقد (ㅇ ㅡㅇ) ضنت أن جول تقدم لها.

" نتعرف؟ هل أحتاج للعلاقات من أجل التسجيل؟".

-" هاه؟ ت-تسجيل؟ اعذرني سيدي ولكن...ماكان سؤالك؟".

-" لقد سألتك إن كان بإمكاني التسجيل كمغامر!".

-" أنا...أنا آسفة حقا على ماقلت سابقا سيدي، لقد أجهدني العمل ولم أصغ لسؤالك بشكل جيد!".

-" هكذا إذن! لا مشكلة لدي، هل هذا يعني أن باستطاعتي التسجيل دون الحاجة لعلاقات؟".

-" ب-بالتأكيد! إذن، كيف تريد التسجيل؟".

-" همم؟".

-" هل ترغب بالتسجيل كمبتدئ أم كمصنف؟".

-" هلا تشرحين لي أكثر!".

-" عند التسجيل كمبتدئ ستبدأ من التصنيف ' إي' ثم ترفع رتبتك بعد شهر بالقيام بمهمتين على الأقل في يوم واحد -تتلاءم ورتبتك-، لكن عند التسجيل كمصنف، ستجري لك النقابة إختبارا خاصا تتحدد فيه رتبتك على حسب مستواك، أي نوع ستختار؟".

-" همم... مصنف، ومبتدئ؟".

وضع جول يده على ذقنه مفكرا بعد شرح الموضفة الواضح والبسيط، الرتبة إي أدنى الرتب، وبالتالي المهام التي تلائمها ستكون بسيطة وضعيفة، وجول لا يملك كل الوقت ليرتفع ببطء.

" سأختار التسجيل كمصنف!".

-" بالتأكيد، سأسجلك الآن كمبت- هاه؟ م-مالذي قلته؟".

تصرفت الموضفة بابتسامة وقالت كما لوكانت متوقعة إجابة جول، لكن عندما عادت كلماته تدور في رأسها، تفاجأت ورفعت رأسها بدهشة نحوه.

" س-سيدي، هل أنت متأكد؟ إختبار النقابة ليس بتلك السهولة، التسجيل كمبتدئ سيكون أفضل لك بما أنك تبدو صغيرا، المصنفين مغامرين ذو مستوى عالي حقا".

-" لا بأس! ".

كان قرار جول قطعيا، لا يهم إن كان الإختبار بهذه الصعوبة جول واثق من قوته، وحتى إن كان أصعب مما يستطيعه جول فذلك سيحمسه أكثر فقط.

" مهلا أيها الشاب! لا يجب على وسيم مثلك أن يؤذي وجهه، يبدو أنك جديد في هذا المجال، لذا دعني أسديك نصيحة، لا تستخف بنا فقط لأن وجهك جميل قليلا!".

فجأة تقدم رجل ضخم قبيح وقال بنوع من الغضب بينما يربت على كتف جول.

-" لا أضن أنني قد قلت أنني أستخف بكم!".

رفع جول نظرته الباردة نحو الرجل الواقف خلفه بينما يتحدث بصوت غليض،تفاجأ الرجل من تصرف جول فضغط بيده الضخمة على كتف جول بينما يتابع كلامه بنفس الأسلوب.

-" إسمع! فقط كونك جميلا قليلا لا يجعل هذا العالم متمحورا حولك، لقد شاركت بنفسي في تحدي النقابة لكنني خرجت منه حيا بالكاد".

-" لم أسألك عن رأيك، أيتها الآنسة! رجاءا فلتخبريني كيف يمكنني التسجيل!".

تجاهل جول كلام الرجل وعاد ليحدث الموضفة المرعوبة بينما يبعد يد الضخم عن كتفه.

-" اللعنة عليك أيها الشقي المغرور! أتجرؤ على تجاهلي؟".

غضب الضخم حتى باتت عروقه تظهر منتفخة تحت جلده، وبينما يقول آخر جملة وجه لكمة لجول الذي كانت الموضفة تشرح له حول التسجيل، لكن...

* بوووم *.

تغير المنظر ليصدم جميع من كان في النقابة بعد صوت الصدم الكبير سابقا.

كان الضخم ملقيا على ظهره فوق الأرض، وجول كان ينظر له بعين دنيوية واقفا عند رأسه. ما حدث أنه عندما كان الضخم على وشك لكم جول، غير هذا الأخير مسار قبضته وحول قوة جسد الضخم نحوه وبذلك رماه على الأرض، حتى عندما حاول النهوض لم يستطع تحريك ساكن من جسده.

" كما سبق وقلت، لم أسألك عن رأيك، لذا لتبعد وجهك القبيح من أمامي الآن!".

قال جول بينما ينخفض والنظرة التي على وجهه تصير مرعبة أكثر فأكثر وهو ينظر نحو الضخم.

إرتعش الضخم على إثر نظرة جول، تجاهله جول ووقف ليعود ويكلم الموضفة. فوقف الضخم بصعوبة من خلفه وابتعد، إرتعشت الموضفة حين نظرت مباشرة لعينيه جول، فأغمض هذا الأخير عينيه قليلا وعندما عاد لفتحهما تغيرت نظرته من مرعبة وقاتلة لتصير باردة ومملة.

" إذن، هل يمكنني؟".

-" إيه؟ آه، أ-أجل التسجيل، ب-بالتأكيد تستطيع، غدا سنجري الإمتحان لعدد من المتقدمين، إن كنت ترغب، فتعال باكرا عند الدقة الثانية للجرس".

-" فهمت، شكرا لك على تعبك!".

بعدما وضحت الموضفة شكرها جول وغادر بينما جميع الأنظار بأنواعها المختلفة من إعجاب، حقد وغضب موجهة نحوه، لكنه تجاهلها ببساطة وغادر.

حل الليل بالفعل، وجول...كان الآن متواجدا في إحدى الحانات، كانت مكتضة بالناس، أصوات الضحك والشجارات كانت تملأ المكان، كان على جول إيجاد مكان للمبيت، وأكثر من هذا، الطعام! الطعام كان أكبر أولويات جول الآن. جلس على إحدى الطاولات وقرأ قائمة الطعام.

تقدمت نحوه فتاة شابة بدت في مثل سنه (الثامنة عشر)، شعرها كان بنيا قصيرا، وعيناها الجميلتان كانتا بمثل اللون، كانت ترتدي ثوبا طويلا بمختلف الألوان. مثلها كمثل أي فتاة، فقد سحرتها وسامة جول، وصلت أمامه بينما تمسك في يدها ورقة وقلما وتحدثت بارتباك وخدين متوردين لتسجل طلب جول.

" م-مرحبا بك أيها الزبون، هل قررت ما ستطلبه؟".

-" آه! أجل، شكرا لك. سأطلب...اللحم واللحم، والمزيد من اللحم، أه، والمزيد من اللحم رجاءا!".

-" إيه؟ ال-لحم...فقط؟!".

-" أجل، ورجاءا تجنبي الخضر، ولابأس بقليل من الماء".

تحدث جول وطلب اللحم والمزيد من اللحم بوجه جاد جعل الشابة تتفاجأ من إصراره الغريب على اللحم.

حسنا، لن يحزر أحد ما عاشه جول خلال تلك السنين التسعة من كابوس النباتات، لقد عاش أقل من عقد يتناول سوى النباتات. الإيلف، تلك الكائنات المعروفة بمحبي النباتات، بالتأكيد سيقدسوا النبات على أي طعام آخر، جول لم يدرك أنه سيقضي تلك السنين بأكملها يعيش معهم، لذا فقد استنفذ مخزونه من الأرانب المقرنة في سنة واحدة، وعلى الرغم من استمراره بالصيد لم يصد حيوانا، ولا حتى وحشا واحدا صالحا للأكل. لو كان أي بشري أو شيطان آخر لمات من أول سنة، لكن لأن جول ربع إيلف، فقد ساعده ذلك على التحمل ثماني سنوات أخرى...بطريقة ما.

والآن عندما سنحت له الفرصة، بالتأكيد لن يرى أي خضر أو نباتات على طبق مجددا، اللحم...الحلم الذي لطالما راود جول خلال تلك السنوات، سيتحقق الآن.

إرتعش جول وهو يتذكر تلك الأوقات التي أجبر فيها على تناول الأعشاب وأوراق الأشجار، حتى عندما حاول تعليم الطباخ إعداد الحلويات المختلفة، إستعمل النباتات المختلفة. كان كابوسا لم يرغب جول بتذكره مجددا.

عادت الشابة بعد مدة عندما أخذت طلب جول، لم تكن وحدها، كانت سيدة أخرى تشبهها قليلا تسير من خلفها، بدى واضحا أنها والدة الفتاة، كلتا الإثنتان كانتا تحملان أطباقا كبيرة طغى عليها اللون البني، لون اللحم المطهو.

فتح جول فمه لا إراديا وهو ينظر للحم، بل وحتى قد سال منه اللعاب وهو يتأمل اللون البديع ويشم طباهجه (رائحته) التي دغدغت أنفه.

" تفضل أيها الشاب! لكن هل أنت بخير مع هذا؟ لا أعرف أسبابك لكني واثقة أن كثرة اللحم ستؤذي معدتك!".

تحدثت السيدة بابتسامة وهي تضع الأطباق أمام جول، ثم تحدثت بنبرة قلقة.

-" همم؟ أه لا تققي بثأن لالك *لا تقلقي بشأن ذلك* !".

تفاجأت السيدة وهي ترى جول يرد عليها وفمه ممتلئ بالفعل باللحم.

-" ياري ياري! يبدو أنك ستكون زبونا صعب المراس، تمتع بوجبتك!".

تنهدت السيدة وقالت بينما تجذب ابنتها التي ابتسمت من منظر جول.

-" أممأ *صوت بلع*! سيدتي المزيد رجاءا!".

لم تخطو السيدة خطوة أخرى حتى ناداها جول بعدما أصدر صوت بلع.

-" م-!".

أدارت السيدة رأسها لتسأل، لكنها لم تبدأ سؤالها بعد حتى تفاجأت من ذلك المنظر؛ كانت الطاولة أمام جول مليئة بالأطباق الفارغة، الصحون جميعها كانت تلمع كما لو أنها نضيفة، وعلى بعضها عظام بدون أي أثر للحم.

-" هذا جيد، إن أردت المزيد، عليك أن تكون مستعدا للدفع!".

-" هه! المال لا يشكل مشكلة بالنسبة لي!".

-" جيد، جيد جدا! أرني ما تستطيع معدتك تحمله. زوجي! لدينا زبون صعب هنا، إستعد لأطباق لحم قوية!".

ظهرت شرارات التحدي بين السيدة وجول، ثم نادت السيدة نحو داخل المطبخ.

بعد فترة كان الناس في الحانة يبدون وجوها مصدومة بينما ينظرون في اتجاه واحد، المقصود من النظرات كان جول بالطبع، الطاولة أمامه لم يظل فيها مكان واحد غير مكوم بالصحون الفارغة، كانت السيدة وابنتها ينظرون لجول بوجه متفاجئ، السيدة خصيصا كان وجهها يبدي رعبا أكثر منه فجأة وصدمة.

تنهد جول قبل أن يقف من مقعده ويمد يده في الهواء.

-" هوااه! كانت وجبة شهية!".

-" جديا، ماخطب معدتك؟!".

-" أووه، أنا أملك جهازا هضميا فولاذيا!".

رد جول على سؤال السيدة بينما يربت على معدته.

-" يبدو أن ما تناولته من قبل شيء مخيف حقا، فقط بالتفكير أنك تناولت مايطعم عائلة نبيلة وكبيرة لشهر في لمح البصر".

-" صدقيني ياخالة! عشت كابوسا حقيقيا، كم ثمن الطعام؟".

-" لنرى، اللحم...والمزيد من اللحم...كل ذلك يساوي قطعتين برونزيتين".

-" فقط؟ أعتقد أن هذا الطعام اللذيذ يستحق المزيد".

قال جول بينما يخرج من جيبه قطعتين برونزيتين وكأنهما لا شيء، أمسكتهما السيدة بعناية خوفا من أن يهربا.

-" أه! هل توجد لديك أي غرف فارغة؟".

-" أجل توجد، هل تريد الحجز؟".

-" نعم رجاءا، كم ثمن الليلة الواحدة؟".

-" مائة دياليس للغرفة العادية، ومائتان للغرف الخاصة، إن كنت تريد تثمين الطعام معها فتزيد بخمسون دياليس، مذا ستختار؟".

-" غرفة عادية، ولا داعي لتثمين الطعام، سأقضي معضم أيامي في الخارج تقريبا!".

-" كما تشاء، ستقودك ابنتي روكسي لغرفتك".

بعدما تمت العملية، أشارت السيدة على ابنتها ونادتها بروكسي، أومأت هذه الأخيرة وقادت جول للغرفة.

عندما كان داخلها، تأملها قليلا بينما يظهر وجها راضيا، وخاطب روكسي الواقفة أمام الباب.

" آنسة روكسي، صحيح؟".

-" أه! لا بأس بروكسي فقط!".

-" إذن روكسي، أشكري الخالة بدلا عني، وأيضا هلا أوصلت طلبي إليها بأن تجهز لي أطباق اللحم غدا قبل الدقة الثانية للجرس؟".

-" تجهز؟ هل ستخرج باكرا غدا؟".

-" آه! أجل".

-" هل تريد مني إيقاضك عندما يحين الوقت؟".

-" أيمكنك؟ تلك ستكون خدمة كبيرة لي حقا".

-" بالتأكيد! سأغادر الآن إن لم يكن لديك طلب آخر! ".

-" أه! في الواقع لدي سؤال".

-" سؤال؟ ما هو؟".

-" لاحظت أن تصرفات أهل المدينة غريبة، وخاصة عندما يتم ذكر اللورد، هل هناك سبب ما؟".

-" آه! بخصوص ذلك، يبدو أنك غريب عن هنا لذلك لا تعلم. السبب أن لورد المدينة يفرض قوانينا قاسية يجبر على تحملها كل من لا يملك صلة قرابة معه أو مع أي نبيل آخر، يفرض ضرائب قاسية على الجميع، ويجبر كل فتاة بلغت سن الثامنة عشر على الزواج منه لمدة شهر واحد، ويمارس معها أبشع أنواع التعذيب الجسدي".

-" لحظة! الثامنة عشر؟ أهذا يعني؟-".

-" أجل عندما أبلغ الثامنة عشر الأسبوع القادم، سيحين دوري".

-" ألا يمكنك الرفض بكل بساطة؟".

-" كلا! إن فعلت ستجبر عائلتي على عيش أسوء أنواع الحيوات".

-" أليس ساديا مجنونا فقط؟ لما تجبرون على تحمل هذه الحياة؟ لو اتحد جميع السكان لتمكنتم من قمعه".

-" حتى لو اتحدنا، لن نستطيع التأثير عليه لأنه يملك نبيلا قويا يدعمه".

-" فهمت!".

-" هل لديك المزيد من الأسئلة؟ ".

-" أه! لا".

-" سأغادر إذن بعد إذنك!".

-" أجل، شكرا لك مجددا! ".

-" العفو! ".

بعدما شرحت الشابة روكسي بوجه كئيب غادرت الغرفة، سار جول بنفس الوجه البارد وجلس على السرير، حرك كفه بمهل فوقه وتعابيره تصير معقدة.

-" ذلك يعيد لي الذكريات!". (ناتسكا شي ناه! باليابانية).

فجأة عادت تعابير جول العادية، وقال بوجه مفكر.

-" أوه! بالحديث عن الذكريات، السيف! ".

رفع جول يده أمامه وكأنه على وشك القبض على شيء ما، ليظهر بعد ذلك شكل وهمي ثم أخذ يتشكل ممتدا من يده بشكل أفقي. كان السيف الطويل الذي اشتراه سابقا.

أعاد فتح نافذة التقييم وتأمل عبارة <إرادة القتال>. الأسلحة التي تملك إرادة للقتال نادرة جدا في أراضي البشر نظرا لأن الكائنات الوحيدة التي تصنعها هي الأقزام. لكنه الآن كان يمسك بيده واحدا اشتراه من متجر بسيط.

غير جول نظرته نحو عبارة الوصف: <يختار مستخدمه>، معروف عن الأسلحة التي تملك إرادة قتال أنها لا تظهر كامل إمكانياتها، فإنها تختار المستخدم الذي يناسبها، وعندما تفعل ذلك فإنها تظهر إنجذابا نحوه على خلاف البقية، وبما أن السيف لم يتفاعل مع جول فخذا يعني أنه لم يختر جول كمستخدمه.

" تختارين مستخدمك؟ لا أضن ذلك!".

ارتفعت شفتي جول لتظهر ابتسامة مرعبة، وبينما هو يقول آخر جملة...كانت نسمة هواء بدأت تخرج من يده التي أمسك بها السيف.

" لنجعل المستخدم هو الذي يجبرك على إختياره!".

قال جول بنبرة مرعبة حين صارت النسمة رياحا قوية، أصدر السيف صوتا مزعجا بينما صار يرتعش في يدي جول.

" لا أضن ذلك! إن لم ترد أن تكسر فلتتقبل مصيرك!".

بعدما قال جول ذلك، خف ارتعاش السيف قليلا إلى أن توقف. صارت ابتسامة جول واسعة وهو يرى تلك النافذة تظهر أمامه.

لقد سيطرت على الغرض -سيف طويل- بنجاح!.

لقد استحققت اللقب: سيد السيوف!.

لقد ارتفعت إحصائيات القوة ب5.

لقد بلغ مستوى مهارات السيوف الحد الأقصى.

" هووه! كل هذه الميزات؟، لا بأس بك كسيف!".

علق جول وهو يرى تلك النافذة.

لقد حصلت على مهارة: هيمنة الملك!.

المهارة التي كان يملكها الملك الأسطوري، تمكنك من السيطرة على أي أداة، كلما ارتفع مستوى المهارة، كلما تستطيع السيطرة على الكائنات الحية والتحكم بإرادتها.

النافذة التي ظهرت فجأة أمام جول، كانت صدمة حقيقية، <هيمنة الملك>! صارت عيني جول فارغتان وهو يتذكر هذه المهارة. لم يخطئ النظام بوصفها، لقد كانت أكثر المهارات التي اعتمد عليها جول في حياته الأولى ليصل لما كان عليه؛ الملك الأسطوري، الملك آرثر.

محى جول تلك الذكريات التي عادت إليه، وعادت عينيه لحالتهما الطبيعية.

" لننس الأمر، لم أعد آرثر بعد الآن، أنا جوليان فون فيلدمينت الآن، لذا لأكن كذلك!".

أظهر جول ابتسامة مريرة، من يعلم ما كان يخفيه ماضيه، ماضي وحقيقة الملك آرثر، (الحقيقة أنا نفسي ما أعرف).

" كشف الحالة!".

قال جول عندما هدأ، لتظهر بعد صوت دينغ نافذة حالة جول.

الحالة:

الإسم : جوليان فون فيلدمينت، العمر:14 سنة، المستوى:171، القوة:2505، السرعة:2491، الخفة:2400، التحمل:2050، الذكاء: غير محدود، الحكمة:2000، المانا: 2659، العناصر:11 .

الألقاب : الإبن المعجزة، الإبن الثالث لعائلة الدوق فيلدمينت، سيد السيف، سيد السحر.

المهارات: غير محدودة.

القدرات : غير محدودة.

الحالة الجسدية: ممتازة.

الحالة النفسية : ممتازة.

المهارات والقدرات المفعلة:التمويه، النظام.

تمعن جول قليلا في نافذة حالته، إحصائياته الحالية خارقة بالنسبة للبشر العاديين، ومستواه ضعف ماكان عليه -بثلاث مرات- عندما واجه بارتاس قبل تسع سنوات، لكن ذلك لم يجعله يفكر بالتوقف عن أن يصير أقوى ولو للحظة واحدة.

جول كان قد بدأ من الصفر قبل تسع سنوات، بينما بارتاس كان بالفعل في المستوى 200، وهذا يعني أن بارتاس كان يصير أقوى في كل لحظ تمر، ولا ننس أن بارتاس كان حينها يتبع أوامر شخص آخر، ذلك أكد فقط أن جول ضعيف، ضعيف للغاية فقط، لذا إن عاد جول الآن لعائلته مباشرة، فإنه لن يملك الوقت ليرتقي بالمستوى.

رفع جول قبضته أمامه وشدها، هدفه قد تغير، عندما كان في حياته الأولى هدفه كان واضحا...الأقوى! وقد حققه. في حياته الثانية...الأذكى والأقوى مجددا. في حياته الثالثة، كان يريد الراحة، لقد حقق من الإنجازات ما يكفيه في كلتا حياتيه السابقتين، لذا الراحة والعيش بطبيعية سيكون رائعا. لكن الآن... لم يعد بإمكانه التفكير في هذا مجددا.

"*تنهد*! جديا أمي! أكان عليك أن تملكي ماضي كهذا؟".

تنهد جول بابتسامة، لقد أخفت والدته ماض غريبا. المجلس، الناب الأحمر...والناب الأسود، كلما حاول جول التفكير في ذلك إلا وزادت أسئلته.

مالذي تخطط له الشياطين بحق الجحيم؟ من يكون الناب الأسود؟ ولما يريدون أمي؟.

وقف ووضع السيف جانب السرير واستعد للنوم بينما يفكر في خطوته القادمة. ( تلك أنا التي أفكر في الفصل القادم :( ).

ㅡㅡㅡㅡㅡㄱㅅ ㅇ ㅡㅡㅜㅅㅜㅡㅡㅡㅡㅡ

إنتهى الفصل ~ ~

آمل أن يعجبكم.

ㅜㅡㅜلدي خبر سيء في الواقع ، تم قطع النت في البيت بسبب...

أخشى أنني لن أتمكن من النشر قريباً. لكن آمل ان لا توقفوا عن دعمي.

لقد كتبت هذا الفصل الطويل تحسبا. لذا آمل ان يرقى لمستوى تطلعاتكم.

دعواتكم لي بالنجاح إن شاء الله.

^-^

أيضا...إقترحوا علي إسما حركيا ليستعمله جول كمغامر. ........

2020/02/23 · 726 مشاهدة · 4887 كلمة
Abir Bell
نادي الروايات - 2024