أعتذر حقا عن التأخير. لكن ظروفي الصحية سيئة (لاتقلقوا ليست كورونا، مجرد وعكة صحية)

لاتنسوا الملاحظة آخر الفصل!

إنها مهههههههههممممممممممممة!!!

بالمناسبة: مؤلفة=فتاة. ليكن في علمكم أنني مؤلفة!!!

اختبار المصنفين(2)

تردد صوت وقع خطوات الأقدام على أرض حجرية. كانت لثلاث أجساد تتقدم على طول ممر حجري بالكامل، الممر كان بارتفاع قدره ستة أمتار وعرضه ستة كذلك.

في الخلف كان جسدين صغيرين نوعا ما يسيران بينما يمسكان بيدي بعضهما البعض، كانتا تلك الفتاتين من مجموعة المتقدمين لاختبار المصنفين سابقا. بملابس بنفسية مبهرجة وشعر أسود قصير حتى كتفيهما وعينان بنفسجيتان داكنتان، وقبعة ساحرات طويلة وعصى سحرية؛ تشابهت الفتاتان كثيرا، وبما أنهما بدتا مراهقتين، فقد كانتا في السادسة عشر. كان واضحا كثيرا أنهما توأم، حتى من خلال اسميهما؛ 'شيا' و'ميا'.

في المقدمة عنهما كان جول يسير بسرعة متوسطة ليواكبهما بينما يحمل في إحدى يديه مشعلا لينير دربهم في هذا الظلام.

كان واضحا على الفتاتين الرعب والخوف بينما يمسكا بيدي بعضهما ويتفقدا محيطهما بتمعن.

' يبدو أن هذه أول مرة لهما داخل زنزانة، سيكون الأمر مزعجا. على أي حال! زنزانة؟ ذلك يعيد الذكريات، لقد أنشأت معضمها بنفسي كاختبار لقوتي وخبأت فيها بعضا من أغلى كنوزي'. ( المؤلفة: كان هذا أنت!؟!؟!؟!).

فكر جول في البداية بينما يظهر وجها مملا وهو يعتبر الساحرتين -اللتان معه- إزعاجا. ثم تغير تعبيره ليظهر ابتسامة دافئة نوعا ما وهو يتذكر مقتطفات من حياته الأولى.

' هذه الزنزانة أيضاَ من صنعي، ماذا كان الكنز في النهاية؟ بما أنني صنعتها من الرتبة *أف* فقد نسيتها تقريبا. لنجرب التقييم!'.

مسح جول كفه على جدار الممر بينما يحاول التذكر.

' تقييم!'.

فكر جول وهو يتفحص الجدار، لتظهر بعد صوت رنة نافذة تصف فيها الهدف.

التقييم:

الغرض: زنزانة من صنع الملك آرثر.

الرتبة: الرتبة *سي*

الوصف:زنزانة من الرتبة *سي*، ذات ثلاثين طابق، صنعها الملك الأسطوري وأخفى فيها واحدا من أعلى الكنوز قوة 'الخنجر المزدوج'.

' الرتبة*سي*؟ أذكر تماما أنها كانت الرتبة الأدنى *أف*، هل تطورت أم ماذا؟'.

فكر جول بحيرة وهو يقرأ التقييم، إنه يذكر تماما بأن الرتبة كانت *أف*، وأي مغامر من الرتبة *دي* -من حياته الأولى- يستطيع تصفيتها بالكامل.

لكن الآن مهارة التقييم تظهر بأن رتبة الزنزانة هي *سي*، هل يعقل أنها تطورت؟. بعد كل شيء كانت هناك حالات مماثلة حيث تصير وحوش الزنزانات أقوى فترتفع رتبتها. كان هذا الخيار الوحيد الذي طرأ على بال جول.

ولكي تبعد الغموض، رن فجأة صوت دينغ في عقل جول لتتحدث مهارة الحكيم.

[ بعد إنخفاض مستوى القوة في العالم، تغيرت معها عدة معايير، منها معايير القوة، ومن ذلك تغير معيار الرتب لتصير الرتبة الأدنى في السابق بقوة رتبة متوسطة].

سمع جول ذلك الكلام السابق بتمعن، تفهم جول إنخفاض القوة وتغير المعايير بعد مرور ذلك الزمن الطويل، لكن أن تنخفض لهذه الدرجة الكبيرة...لا يزال الأمر يبدو غير منطقي لجول مهما فكر فيه، إن استمر الأمر على هذا الوضع فإن السحر سيختفي.

وبوصوله عند هذه النقطة، ألم يكن السحر شيئا مستحيلا في حياته الماضية؟، قد تتحول الأوضاع مثلها، وبالمقابل قد تتطور أوضاع التكنولوجيا والعلوم.

' ألا يعني هذا أن السحر قد كان موجودا في وقت ما، ومع تقدم الوقت صار غير معروف؟ وأقصى نسبة لقوته في ذلك الزمن هي التشي عند الصينيين؟...هل يعقل...أن يكون العالم في حياتي الثانية هو مستقبل هذا العالم؟!'.

ودون أن يدرك، أخذ منحى أفكار جول يتغير قليلا قليلا. فكرة أن حياتيه السابقتين كانتا في نفس العالم وفي أزمنة مختلفة سيطرت على باله.

' وبالنسبة لمساحة الأراضي فهي متقاربة؛ مساحة القارة العظمى بمثل مساحة آسيا وأوربا تقريبا، ومساحة قارة مملكة دي بورغو التي هي موطن جول بمثل مساحة إفريقيا، وقارة الشياطين بمثل مساحة أمريكا. لكن...الأجنسة الأخرى المختلفة لم تعد موجودة، لا! بل توجد الحيوانات، والوحوش من هذا الزمن تشبه قليلا الحيوانات الموجودة هناك. إذن الفكرة الثانية قد تكون صحيحة. هذا يعني...أن تخلف السحر...خلفه بعض الأيادي!'.

أخذت أفكار جول تتشعب تدريجيا حتى وصل للنتيجة الأخيرة. وضع يده على ذقنه بتعبير مفكر.

' أيها الحكيم! مارأيك بالفكرة السابقة؟'.

وكالعادة عاد جول للإستعانة بالحكيم عله يجد الإجابات، وعله لايفعل. لكن الرد كان مختلفا عما توقع.

[ مستوى المستخدم الحالي غير كافي للعثور على الأجوبة!].

" ماذا؟".

كان ذلك صادما بالفعل، هذا مالم يكن بالحسبان. وضع جول في باله أن الحكيم لن يجيب، وقد يجيب بالقول أنه لاتوجد إجابات، لكن أن تقول أن مستواه لايكفي... جعلته يهتف ب'ماذا؟!' عاليا حتى تردد صوته في الممر.

عندما أدرك جول أنه قد قال ذلك عاليا، كان الأوان فات على الشرح للفتاتين اللتين تظهران تعابيرا متعجبة.

" أ-أنا...لقد كنت...".

عندما حاول الشرح بتعابير شبه مرتبكة، رن ذلك الصوت -الذي اعتبره منقذه- في عقله؛ صوت الإشعارات.

لقد تم اكتشاف نية قتل موجهة نحو المستخدم.

المصدر: ذئاب الرمال.

كان ظهور ذئاب الرمال في وقته كما فكر جول، سريعا اتخذ وضعية القتال بينما يمسك السيف الكبير على ظهره بيد واحدة وهو ملتفت نحو الأمام.

" إحذرا! هناك وحوش!".

قال جول للفتاتين محذرا، فانتفضتا بينما تفحصان المنطقة بارتباك، وتتحدثا تواليا.

" م-ماذا؟! أين؟ لا أشعر بهم إطلاقاً!".

' تعزيز الحواس!'.

سرا، نشط جول إحدى مهاراته.

" هل أنت متأكد؟ لا أرى ولا أستشعر شيئا! ".

-" نعم أنا متأكد! هناك 17، لا! 20، عشرون ذئب رمل على بعد مائة متر، ويتقدمون نحونا بسرعة خمسة أمتار في الثانية".

وأصر جول عندما هتفت الفتاة الأخرى.

" ذئاب رمال؟! وسيصلون بعد عشرين ثانية؟".

-" تهيآ! بعد خمسة عشر ثانية سأهجم!".

-" نحن سندعمك من مكاننا! تجهزي شيا!".

-" ع-علم!".

عندما قال جول المعلومات السابقة بالتفصيل، شدت إحدى التوأمين -ميا- على الصولجان في يدها وأمرت أختها بعدما تخلصت من رعبها، فردت هذه الأخيرة محاولة جمع رباطة جأشها.

بعد مرور الوقت المحدد ظهر أمامهم أول فرد من العدو، مخلوق كبير الحجم (أكثر قليلا من الأسد) بهيئة ذئب كبير بني الفراء، وعينان حمروان تشعان تعطشا للدماء.

" الآن!".

" إيه!؟".

بينما ماتزال الفتاتان تجهزان تعاويذهما السحرية، قال جول معلنا الإشارة بينما ينقض على قطيع الذئاب الذي تجمع لاحقا.

بسرعة لا تراها العين، كان جول يندفع بينما يسحب السيف على ظهره بيد واحدة. عندما لا تزال الوحوش أمامه لم تدرك شيئاً، كان جول قد وصل بالفعل أمام أول واحد، وبضربة سيف أفقية واحدة قطعت الذئب أمامه نصفين.

لكن ذلك الذئب لم يكن أول وآخر ضحية، فكامل القطيع ودون استثناء قد قطعوا نصفين علوي وسلفي دون أن يدركوا حتى سبب موتهم.

كانت التعابير على وجه الفتاتين متحجرة ومصدومة، لكن جول هو الآخر لم يكن مستثنى. هل كانت هذه فعلته؟

تساءل جول، بينما يحول نظرته نحو السيف الذي لم تجد دماء الوحوش وقتا لتلوثه.

' إما أن الذئاب مستواها منخفض جداً، وإما أن السيف حاد جدا!'.

فكر جول بتعبير شبه مصدوم، ثم فعل التقييم على الجثث أمامه. وكانت النتيجة وحشا ذو رتبة *سي* وبمستوى يفوق الخمسين.

' بالتأكيد...السيف حاد أكثر من اللازم'.

" إيييييه!؟!!".

فجأة صدر صوت صراخ متفاجئ بوضوح، كان مصدره كلتا الشقيقتان. بالتأكيد كان المشهد الأخير صادما جدا لهما، مباشرة بعد هذه الصرخة، سارعا نحو جول لتبدأ عاصفة الأسئلة عليه.

" مهلا! مهلا! مهلا! مالذي حدث هنا؟!".(ميا)

" كيف فعلت هذا بحق الجحيم؟!".(شيا)

-" ه-هذا... إنه...صدفة! صحيح، صد-".

-" كيف بحق الجحيم تكون صدفة؟! لا تعبث معنا!".(ميا)

" لقد قطعت عشرون ذئب رمل في ضربة واحدة!، دعنا لانتحدث عن هذا، حتى أن قوة واحد منهم تكاد تساوي قوتنا".(شيا)

-" إن...الفضل في هذا يعود للسيف، هو مصنف في الرتبة *+بي* لذا...".

-" *+بي*؟... هل هذا حقيقي؟".(ميا)

-" ب-بالتأكيد! ".

" هممم!؟".

كلما ناقشت الفتاة المدعوة ميا، تابعت خلفها أختها شيا، حتى أنهما كانتا متزامنتان في العديد من المرات. وكلما حاول جول الشرح بطريقة ما، أصرتا بعدة حجج. وفي الأخير عندما أرجع السبب للسيف، رمقته ميا بنظرة مشككة بينما هو يصر بقطرات عرق كبيرة على وجهه.

"* تنهد* ليس وكأن حجة أخرى ستغير من الزمن، على أي حال لنتابع مسيرتنا!".

بعد تنهيدة مستسلمة أطلقتها ميا، أعطت أمرها ليتابعوا طريقهم.

'*فيووه*! علي أن أسيطر على نفسي أكثر المرة القادمة، لقد علقت مع إزعاج حقيقي'.

بعدما تنفس جول الصعداء، تابع سيره أمام الفتاتان بينما يذكر نفسه، كيف وصل الحال لأن يعلق معهما؟ علينا أن نعود للخلف لنتبين ذلك!.

بعدما أعطى زعيم النقابة تعليماته بشأن الإختبار، تم تقسيمهم جميعا بشكل ثنائي. لقد كان ذلك الشاب الذي اعتبر نفسه وسيما (مارك) مع الكاهنة ديفا في ذات الفريق، الضخم صاحب الفأس (باران) كان مع الرجل المجهول صاحب القلنسوة. وفي الأخير بما أنه قد تبقى ثلاث أشخاص فقط، فقد جعلوا الآنستين الساحرتين في ذات الفريق مع جول، ولأن السحرة ذوو قتال بعيد المدى فأفضل خيار هو أن يكونوا مع جول المختص في قتال قريب المدى.

ومضمون الإختبار بشكل واضح كان تصفية طابق زنزانة، كل فريق مما سبق كانت مهمته القضاء على مائة وحش كجزء أولي من الإمتحان، وهذه المهمة كانت في الطابق الثامن عشر لجميعهم، عدا عن فريق جول فقد كانت مهمتهم القضاء على نفس العدد من الوحوش في الطابق التاسع عشر (لأنهم فريق من ثلاث أعضاء).

أما الجزء الثاني والأخير من الإمتحان كان القضاء على زعيم الطابق التاسع عشر. بعمل مشترك بينهم جميعا (المغامرين التسعة).

ولتفادي احتمالية الغش، فقد تم إتباع كل فريق منهم بوحش سحري مستدعى، وحش يشبه مقلة العين تطير بأجنحة وهي بحجم القبضة، يقوم على تسجيل ونقل الصور إلى اللوح السحري الذي يشاهده كل من بالنقابة، كان هذا الوحش الذي استدعته الموضفة آيلا باعتبار فئتها المستدعي.

رفع جول حافة بصره نحو ذلك الشيء الذي يتحرك خلفهم بحفة، كان يطير بعيدا عنهم بعشرة أمتار وعلى ارتفاع خمسة. رغم أنه لا يمانع، إلا أن جول يكره أن تتم مراقبته وتتبع حركاته، يشعر بذلك أنه مقيد.

ㅡㅡㅡ

في جانب آخر. كان مارك والكاهنة يتقدمون في ممر مختلف عن طريق جول، وليستغل الفرصة جيدا، لم يترك مارك مجالا واحدا دون أن يبرز فيه محاسنه في محاولة كسب قلب ديفا. لكنه رغم ذلك لم ينس مهمته، بل أتمها على أكمل وجه وقام بإبادة كل وحش يقترب، وفي حال إذا جرح أو تعرض ﻷذى، تكون ديفا متجهزة بالفعل لمعالجته من بعيد باعتبار خاصية الكاهن هي المعالجة.

كان تقدمهما ملحوظا فعلا.

في المقابل، من جانب عملاق العضلات، فكلما تعرض لهم وحش إلا وتصدى له باران سريعا بفأسه الضخمة. حتى أنه لم يترك مجالا واحدا ليظهر فيه الشخص المجهول علامة على هويته ولا قوته.

ㅡㅡㅡ

عند العودة لجول، فكلما واجهتهم وحوش يقضي عليها جول جميعها بضربة واحدة دون أن تتسنى الفرصة للفتاتين ليظهرا قوة سحرهما.

-" مهلا يا أسود!".

فجأة صرخت الشقيقة ميا مخاطبة جول بينما تتقدم بنوع من الغضب البادي على وجهها.

-" أ-أسود؟!".

-" نعم هذا أنت! منذ بداية الإختبار لم تترك لنا مجالا واحدا لنقضي على وحش، الهدف من هاذا الإختبار هو إظهار قدراتنا حتى نصنف في رتبة عالية بدلا من البداية من الحضيض. لكنك لاتنفك تظهر قوتك".

-" أ-أنا...".

-" * تنهد* على أي حال، في المرة القادمة التي يظهر فيها وحش، فبخلاف تعرضنا للأذى لاتتدخل!".

-" ح-حسنا، وبالحديث عن ذلك...هناك وحش قادم!".

بعد النقاش الحاد -من طرف واحد- قال جول في الأخير بينما يشير نحو المقدمة المظلمة.

-" و-وحش؟ م-ماهو؟".

-" عنكبوت ظخم، أرملة الجحيم! عدو واحد!".

-" إيه؟! كيف يعقل أن تكتشفها؟ إن هذا النوع من الوحوش من المستحيل كشفه مالم يظهر أمامك!".

بعدما فصل جول المعلومات، تصرفت ميا بدهشة مجددا بينما تسأل جول، لكن هذا الأخير رفع عينيه متجنبا نظرتها الحادة.

" فليكن! شيا بما أنه عدو واحد وهو أرملة الجحيم، فسأهاجم أولا وأحرقها، بعد ضعف قشرتها الخارجية هاجمي باستعمال صخور حادة!".

-" ع-علم! ".

بعد إعطاء التعليمات اللازمة شدت ميا وأختها على العصاتين السحريتين في يديهما واستعدتا.

ترقبت عين ميا البنفسجية المنطقة أمامها بتمعن بعدما عاد جول خلفهما. بعد عدة ثواني من مرحلة جس النبض دخل ذلك الكيان القبيح نطاق نظرهم. جسد عنكبوت، لكنه أكبر، بحجم سيارة ربما. سار العنكبوت على أطرافه الثمانية الرقيقة بخفة على الأرض دون إصدار صوت واحد حتى.

كان وجه التوأم متشنجا حقاً ومرعوبا، لكن ميا شدت على عصاها وصرت على أسنانها حين رفعت يدها الخاوية نحو السماء أولا ثم أمامها بينما تلمع عينيها.

" أنا أناديكي من أعماق الجحيم!...".

' م-م-ماذا؟!'.(جول بوجه مصدوم)

"... لبي ندائي، وأحرقي عدوي! مدفع الحمم!".

بينما كانت شيا ترتل تلك الجمل السابقة بنوع من الجدية، ظهرت دائرة سحرية كبيرة أمام كفها الموجهة نحو الوحش. وعندما قالت آخر كلمات حركت العصى السحرية الطويلة في يدها الأخرى ولمست بها مركز الدائرة، ومع هتافها ل'مدفع الحمم'، نبعت نيران حمراء قوية كالشلال من الدائرة لتهاجم العنكبوت الذي لم يتمكن من المراوغة ولا من تجنب الهجمة.

' أوه!'.

أظهر جول وجها متفاجئا بينما يرى قوة النيران الكبيرة المندفعة من تعويذة ميا. بعد توقف النيران بعد مضي عدة ثواني، إستمرت النيران تأكل الوحش داخلها.

" الآن، شيا! ".

أمرت ميا مجدداً بعد توقف سحرها، وكذلك فعلت شيا نفس الشيء، لكنها جلست بركبة واحدة على الأرض ورتلت عدة كلمات هي الأخرى، لترتفع -بعدما أنهت الدائرة على الأرض- عدة صخور كبيرة وحادة كما الرماح.

" هياااه!".

صرخت شيا لتنطلق الصخور سريعا نحو العنكبوت المشتعل.

" ليس بعد، المزيد شيا!".

-" حاضرة!".

أصرت ميا مجددا بينما تعود لترتيل التعويذات وتهاجم بسحر النار مجددا، كلما زادت ميا من شدة لهبها، رفعت شيا حجم وعدد الصخور التي تهاجم بها.

' أوه! هما قويتان حقا، لو كنت هاجمت بسيفي لأخذ الأمر مني عدة ضربات! لكن... ماهذه العبارات الغريبة سابقا؟ لبي ندائي؟ هذا مححححرج! ألا يمكنهما فعل الأمر بطبيعية أكثر؟'.

بعدما امتدح جول الفتاتان، عاد لتذكر تلك الكلمات مجددا واصفا إياها بالمحرجة.

' لا يمكنني تخيل نفسي أفعلها!'.

احمر وجهه جول خجلا بينما يحاول التفكير أنه يقوم بها، لكنه محا تلك الفكرة سريعا وعاد لمراقبة المعركة.

بعد توقف هجوم الفتاتين ظهر خلفه كتلة سوداء مدفونة تحت عدة صخور.

" فيوه! لقد فعلناها شيا!".

-" أجل!".

ضربت الفتاتان كفيهما عاليا بينما تحتفلان بفوزهما (الهاي فايف).

" لكن...ألم تبالغا؟ لقد صارا رمادا فعلا!".

علق جول بينما ينكب على الكتلة المتفحمة ويرفع صخرة ليتفحصه.

" لا أريد سماع هذا منك!".

-" أ-...".

-" على أي حال، هذا النوع من الوحوش ذكي، عندما يشعر أنه مهدد يتظاهر بالموت، وبينما أنت تحتفل بنجاحك قي قتله يطعنك في ظهرك بالمعنى الحرفي! لهذا لا يجب أن نتهاون أبدا!".

-" همم!".

أومأ جول وهو يسمع شرح ميا، إنها ذكية حقا، سبق لجول وأن علم بهذه المعلومات بالفعل (بما أنه هو من وضع الوحوش الموجودة هنا سابقا)

" لنستمر!".

وقف جول وأمر والمشعل في يده ليتابعوا تقدمهم.

بعد عدة مواجهات مع مختلف الوحوش الذين تولت الفتاتان أمرهم.ㅡㅡ

كانوا الآن يقفون أمام وحش يشبه الخنزير، لكن جلده بدا مدرعا وعلى رأسه عدة قرون، كان بحجم أسد بالغ ربما.

" إنه خنزير مدرع!".

كانت ميا تقف مواجهة له وعلى جانبها شيا، كانتا تتنفسا بعمق وسرعة، واضح أنهما متعبتان.

" واثقتان أنكما لا تريدان مساعدتي؟".

فجأة قال جول الواقف خلفهما على بعد خمسة أمتار.

" لا! الوحش رقم مائة! نحن سنتولى أمره!".

-" كما تشائين!".

وأصرت ميا، فتوقف جول عن محاولة دعمهما بينما يطوي ذراعيه ببعضهما.

' لا بأس إن أرادتا ذلك، لكنهما استنفذتا معظم المانا لديهما، كما أن الوحش يفوق مستواهما تقريبا'.

فكر جول بينما يتابع القتال المستمر بين الفتاتين والوحش.

ميا في المستوى 69، بينما شيا في 67 . أما الوحش فقد بلغ 71 .

* بوووم-بوووم-بوووووم*!!

عند العودة لساحة المعركة، فقد كانت ميا تطلق قذائف نارية واحدة تلو الأخرى ومع كل واحدة تلمس الوحش تنفجر بقوة مدوية.

كانت النيران تلتهم الوحش عندما توقف التوأم عن مهاجمته، بعد عدة لحظات إختفى اللهب تاركا خلفه جثة سوداء تماما.

" واااي! لقد نجحنا! لقد فعلناها يا أختي!".

" ههههه! بالتأكيد سننجح يا شيا! ".

إحتضنت الشقيقتان بعضهما بينما تحتفلان بهذا الفوز. لكن الفرحة لم تدم طويلا.

فجأة تلك الجثة المحترقة تحركت قليلا، ليندفع الخنزير فجأة سريعاً بينما الفتاتان غافلتان عنه.

" إحذري! أختي!".

صرخت شيا فجأة عندما لاحظت الحركة الغريبة وكرد فعل غريزي سارعت في محاولة إحتضان أختها. بينما هذه الأخيرة لاتزال غير مدركة حقا لما يجري.

* فوووش*

صارت الحركة بطيئة نوعا ما، كانت ميا ماتزال تحاول الإلتفات لتفهم تحذير أختها، وبينما هي تلتفت بتلك الحركة البطيئة مر على جانب خدها كتلة بحجم القبضة، تسببت سرعتها في خدش خد ميا وقطع بعض الخصلات من شعرها الأسود الحريري.

تلك الكتلة ، والتي كانت حجرا طارت سريعا نحو جمجمة الخنزير، وبالتحديد على جبهته.

عادت السرعة إلى طبيعتها فتفجرت الدماء من جبهة الوحش. كانت القوة كبيرة جدا لدرجة أنها قذفت الوحش معها طائرا على بعد نحو 100متر.

كان الوضع مايزال ضبابيا قليلا للتوأم، عندما أدركتا ما حدث التفتتا -بينما شيا تحضن أختها- نحو جول.

كان واقفا بوضعية الرامي بعدما يرمي الكرة بينما وجهه مايزال يظهر الهدوء.

" حسنا!".

قال جول بعدما عاد لوضعيته الطبيعية -واقفا-.

" م-ما-كان...هذا؟ !".

بصدمة تعلو وجهها سألت ميا بنوع من الدهشة. كان صادما حقا، لم تفهم شيئاً مما حدث. يبدو أن الوحش كان سيهاجمها، لكن في اللحظة التي عاد فيها نطاق نظرها كانت رأسه (أي الوحش) تنفجر دماء، بل وحتى إنه قد طار للخلف على بعد عدة أمتار. من الطبيعي لها أن تصدم.

" مالذي تقصدينه؟ لقد قذفت الوحش بصخرة فقط!".

-" ف-فقط؟ قذفته...بصخرة!؟".

تحدث جول بوجه جدي، حتى صارت ميا تشكك في حسها السليم.

' لا مهلا! إنه هو الذي لا يملك حسا سليما ولا منطقيا'.

بنظرة غريبة نحو جول فكرت ميا بينما تذكر نفسها.

" أه! أختي، وجهك! هناك جرح في وجهك!".

بنبرة قلقة صرخت شيا بينما تتفحص وجه شقيقتها، فرفعت هذه الأخيرة يدها ومسحت الدماء السائلة على خدها.

" لقد كنتما مهملتين! رغم أنك حذرتني بشأن العناكب سابقا إلا أن هذا لايعني أن تخفضي من حذرك تجاه باقي الوحوش، وبخاصة منها القوية والكبيرة، لأن هناك حالات تهيج فيها على الرغم من وقوفها على حافة الموت. شفاء!".

تحدث جول برسمية ناصحا وهو يقترب نحو ميا، وعندما وصل أمامها وضع كفه على خدها المجروح وهمس بشفاء.

لكنه لم يدرك أن وجه الفتاة الصغيرة يصير محمرا خجلا عنما لمس جول خدها، في تلك اللحظة صارت الخلفية حول جول تشع بالألوان في عيني ميا.

' م-ما هاذا؟ إنه يتوهج! لما يبدو مختلفا؟ هل...هذا الحب؟'.

فكرت ميا بخدين متوردين وهي ترى الشاب الواقف أمامها كملاك.

" حسنا! خدك بخير، بما أن هذا كان آخر وحش، علينا الإسراع للإختبار الأخير وإلا سنكون متأخرين".

-" أه! آه أ-أجل! ل-لنذهب شيا!". ' يستحيل أن يكون حبا، لقد تفاجأت فقط لأنه لمس وجهي!'.

بعدما تحدثت ميا كالربوت بوجه متورد، عادت لذكير نفسها بينما تسحب اختها من يدها.

" أختي؟".

تعجبت شيا من أمر شقيقتها التوأم، وكذلك فعل جول الذي تابع سيره خلفهما.

ㅡㅡㅡ

عندما وصلوا نهاية الممر قابلهما باب ضخم حقا، كان من الواضح أنها غرفة زعيم هذا الطابق.

" هل علينا أن ندخل؟".

قالت شيا وقطعت الصمت. فردت عليها ميا سريعا.

" لا قطعا! طالما أن الباب مغلق هذا يعني أن لا أحد وصل قبلنا، لذلك علينا انتظار البقية لنهزمه معا!".

وشرحت ميا باختصار، فأومأت شيا متفهمة. في ذلك الحين كان جول ينظر نحو الباب بوجه معقد. تقدم نحو الباب العملاق ووضع يده عليه.

' يبدو أن رأسك صارت كبيرة أيها النمر العملاق. أذكر أنك كنت ترتعش تحت يدي عندما أمسكتك سابقاً. ولأنه لم يوجد رجل واحد لايستطيع هزيمتك قبل مائتي سنة؛ فلطالما كان وجهك كئيبا. لكن الآن العديد من الرجال مجتمعون عليك'.

فكر جول بينما يظهر ابتسامة دافئة وهو يتذكر الماضي.

" يو! يبدو أنكم وصلتم أولا هاه؟".

فجأة صوت مغرور تردد تزامنا مع صوت وقع الأقدام. توقفت ميا عن الشرح لأختها والتفتتا نحو مصدر الصوت.

كان مارك بصحبة الكاهنة يتقدمون نحوهم بابتسامات.

" أوه! الأخت ديفا، هل أنت بخير؟ لم يفعل لك هذا المغرور شيئاً، صحيح؟".

وسارعت ميا نحو ديفا تطمئن على حالها.

" م-مهلا! يستحيل أن أمسها بسوء! ماذا تضنينني؟".

-" حسنا، زير نساء، مهووس حقير، المغرور، النرجسي! هل أكمل؟".

-" ع... على أي حال، لم يفعل لكما ذلك الرجل هناك شيئا كذلك، صحيح؟".

عندما لم يجد مارك مايدافع به عن نفسه، اتجه للهجوم على جول الواقف قرب الباب بينما يشير نحوه. فرفع جول سبابته نحو وجهه بتعبير بارد وكأنه يسأل 'أتقصدني؟'.

-" مالذي تعرفه عنه؟! إن الأسود شاب شريف وشهم، لايسمح حتى بذرة غبار واحدة لتأذينا!".

' لقد تمت دعوتي بالأسود مجددا'.

بينما ميا تدافع عن جول بوجه متورد نعتته بالأسود مجددا، بدى أن هذا اللقب سيتبعه.

ابتسمت شيا وضحكت بصوت مكتوم على أختها التي انخرطت في المعركة الكلامية مع مارك.

بينما الوضع مايزال مستمرا هكذا، تردد صوت وقع خطوات غليض هذه المرة. ترقب الجميع دون استثناء أحد الممرات التي صدرت منه.

بدى الصوت كما لو أنه لوحش عملاق، لكن ماظهر خلفه كان باران بوجه دافئ، وذلك الرجل الغامض.

" باران!".

صرخ مارك وديفا والتوأم في وقت واحد، مسرورين بهذا الضخم وبادروا بالإطمئنان على حاله، من الواضح أن علاقتهم معه جيدة.

كلما تجمعوا حول باران يسألونه، كان الرجل الغامض يبتعد ببطئ وخفية عنهم.

جول الذي ما يزال واقفا عند الباب كان يراقبه. لم يهتم به جول من قبل، لكنه لاينفك يظهر تصرفات غريبة وهدوءا لا مثيل له.

ودون أي مزيد من الإنتظار فعل جول فحص الحالة، وتمعن في تلك المعلومات.

' المستوى 86، الفئة سيافة، الألقاب: سيدة السيف، مغامرة من الرتبة * أي*!... فهمت! يبدو أن النقابة قد أرسلت مغامرة من الرتبة * أي*لتقيم القدرات وفي حال حدوث خطر ما'.

إستنتج جول من ما سبق أن هذه مغامرة فريدة بما أنها من الرتبة * أي *، وقد تسللت كممتحنة لتقيم قدراتهم في الجزء الثاني من الإختبار.

" حسنا! بما أننا جميعا هنا، لندخل غرفة الزعيم!".

أمر مارك بينما يتقدم نحو الباب ليدفعه وخلفه الجميع.

" أحسنتم عملا بوصولكم لهنا!".

مباشرة بعد دخولهم للغرفة الصخرية العملاقة تردد صوت قوي في آذانهم، لدرجة جعلتهم -باستثناء جول- يرتعشون ويظهروا وجها متجهما.

خرج من بين الظلال جسد عملاق لوحش، كان بطول عشر طوابق، فروه كان أبيضا مخططا بالأسود، وجه نمر وجسد عضلي عملاق.

" لنفعلها! ".

وسريعا أصدر مارك الأمر بينما يسحب سيفه ويستعد للهجوم.

اتخذت الفتاتان وضعية الإستعداد وشرعتا في ترديد التعاويذ. في حين وقف باران بشموخ كدرع لهم. وكذلك استعدت الكاهنة. بينما المغامرة المتنكرة لم تحرك ساكنا وشاهدت بصمت.

عند العودة لمارك، كان قد وصل بالفعل أمام الوحش وبقفزة علوها ثلاث أمتار هجم بسيفه على ساق الوحش.

'همم... تكتيك لا بأس به! '.

علق جول بينما وقف عند الباب يشاهد.

مباشرة بعد هجوم مارك قفز بعيدا ليتجنب هجوم الوحش، بعد تلويحة قوية بمخالبه زأر بقوة مستخدما للسحر، فثارت رياح قوية داخل المكان، الرياح القاطعة توجهت بسرعة نحو التوأم، لكن كان باران مستعدا لها، وقف أمام الهجوم بفأسه الضخمة ومنعه عنهما. (أي الهجوم) لكنه دفع للخلف عدة أمتار.

فرغم قوة باران إلا أنه أضعف من الوحش ذي الرتبة التي تفوق 90، في حين كان هو والبقية أقل بحوالي 30 مستوى، ربما لذلك أرسلوا المغامرة ذات المستوى 80 لتجنب أي خسائر غير مرغوب فيها.

بحافة عينه لمح جول تلك المغامرة واقفة دون حراك على جانبه الأيسر وبعيدا عنه بمترين. عاد بنظره لساحة المعركة حيث يستمر هجوم مارك عن قرب والتوأم عن بعد، في حين يدافع باران، وتتدخل الكاهنة لتشفيهم وتساعدهم على استرجاع قوتهم.

" ألن تقاتل وتساعدهم؟".

فجأة جذب انتباه جول صوت أنثوي قريب، عاد بنظره نحو المغامرة بتعبير كسول.

" لا أضن! ".

- " ذلك لن يضمن لك مرتبة مرتفعة"

-" همم...سأتدخل عند حاجتهم إلي!".

-" ...".

عندما أدلى جول بآخر تعليق توقفت المغامرة عن الكلام. بدت أنها ليست من النوع الثرثار، ذلك وفر على جول الكثير من الجهد والوقت.

* بوووم *

عند العودة لساحة المعركة، كان مارك قد قذف بقوة على أحد الجدران، كان ينزف من عدة أماكن من جسده، بدى تماما في حال يرثى لها ركضت ديفا سريعا نحوه وشرعت في معالجته، لكن بدى الوضع بطيئا.

" كيف حاله أيتها الكاهنة؟".

صرخ باران الذي كان يصد مخلب الوحش بتعبير متألم ومتعب.

-" سيء! لا يمكنني علاج كامل جراحه، لقد فقد الكثير من الدماء!".

وردت ديفا بخوف بينما هي تجلس عند مارك وتبسط كفيها المشعتان بضوء ذهبي فوقه.

لم يشفى سريعا كما يحدث عندما يستخدم جول سحر الشفاء، لكنه بعد فترة قصيرة سعل الدماء، كان من الواضح أن قوة الكاهنة لا بأس بها بالنسبة لجول.

مجددا، شن الوحش هجوما آخر، هذه المرة كانت أقوى من سابقتها، رفع باران الدرع أمامه محاولا التصدي للهجوم، لكن محاولته باءت بالفشل، وبمقابل ذلك تحطمت الفأس قطعا.

صار تعبير باران الثابت عادة مصدوما بينما القطع المحطمة من دعه تتطاير أمامه.

" م-مستحيل!!...".

لكن هجوم الوحش لم يتوقف عند هذه اللحظة، حرك كفه الكبيرة وبسط مخالبه، لوح بها بسرعة جنونية نحو باران.

" هذا سيء!".

بوجه جميل ومندفع يظهر غضبا وقلقا في الوقت ذاته، تحركت المغامرة ذات الرداء الأسود، سرعة اندفاعها أزالت الرداء عن وجهها فبدى شعرها البرتقالي المصفر.

بسرعة خطواتها وصلت أمام باران لتعترض الهجوم بسيفها الطويل الرقيق، ربما لأن مستواها منخفض أو ربما لأنها تعرضت لهجوم مباغت دون استعداد، لكنها كانت ضعيفة حقا لدرجة قذفت فيها العديد من الأمتار للخلف.

عندما استقرت أخيرا، وهنت ركبتيها وسقطت جالستا بينما يديها تنفجران بالدماء وتتدليان أرضا.

" سحقا! لقد أخفضت من دفاعي!".

التفت الجميع نحوها بتعابير مندهشة وقلقة، حاولت استجماع نفسها للوقوف، لكنها سقطت بينما ترتعش.

" م- محال! لما...لايمكنني الوقوف؟ لما...أرتعش هكذا؟".

كان وجه المغامرة يبدي صدمة كبيرة، بل وحتى أن الدموع قد صارت تنهمر على وجهها.

" ياإلاهي، ياإلاهي! لقد أرعبك الوحش بالفعل؟ هل أنت واثقة أنك مغامرة؟".

بينما الكل مرعوب، تردد تعليق ساخر في الجو، كان جول يسير باسترخاء بينما يديه خلف رأسه.

" ذ-ذلك...غير ممكن! لا يمكنني الخوف...من الوحش!".

بينما تحمل المغامرة نفسها على الوقوف، كانت تنفي كلام جول.

*غررر...*

عندما رفعت المغامرة وجهها المصر بينما تكتم نفسها، أصدر الوحش ذلك الصوت بنظرة قاتلة وأنياب بارزة.

" * إيييك*!".

ارتعبت المغامرة وسقطت بعدما تراجعت.

" لقد صرت مزعجا حقا، يبدو أن الغرور تملكك بعد هزيمة حفنة من الضعفاء".

تحدث جول بنبرة متعالية عندما وصل أمام الوحش، لايزال يضع يديه خلف رأسه. فرد عليه الوحش بذلك الصوت الأجهش البشع.

" همم... يالها من كلمات كبيرة بالنسبة لمجرد بشري!".

-" صرت أشعر بالندم لجلبك هنا من البداية".

-" مالذي..؟ جلبي هنا؟ ليكن في علمك أيها البشري الدنيء...من جلبني هنا كان كائنا أكبر من مفهومك-".

-" أجل أجل، فهمت! إن كنت ستهجم فافعلها سريعا! لا أملك اليوم بطوله".

-" أتجرؤ على التقليل من شأني أيها البشري اللعين؟! لنرى كلماتك الأخيرة قبل موتك!".

-" لا تزال تثرثر؟".

حك جول خلف رأسه بوجه غير صبور، أمسك قبضة السيف على ظهره وأختفى فجأة من مكانه تاركا ضبابا أسود.

بينما الوحش لا يزال متفاجئا من ذلك كان جول قد ظهر مجددا خلفه، وبتلويحة سيف سريعة شق على كاحل الوحش. كان هذا الأخير على وشك السقوط على وجهه، لكن ركلة جول الذي ظهر أمام وجهه حرفته عن مساره فجعلته يلتف بقوة حتى سقط في الإتجاه المعاكس على ظهره.

لم يستجمع النمر ما حدث معه بعد، حتى ظهر جول مجددا فوق رقبته وإحدى قدميه على ذقنه.

كشر النمر عن أنيابه بنوع من الرعب، في حين وقف جول هناك بمهابة والسيف في يده موجه ناحية عيني الوحش.

" م-مستحيل! مالذي حدث؟ لما لا يمكنني تكثيف سحري؟".

-" أوه! تقصد المانا؟ لقد كبحتها بكل بساطة!".

قال جول حينما رفع يده الأخرى وصار ذلك الضباب الأسود يحوم فوقها كما اللهب الأسود.

" م... هذه الطاقة المشؤومة؟! أ-أنت شيط-".

بعدما امتدح جول الفتاتان، عاد لتذكر تلك الكلمات مجددا واصفا إياها بالمحرجة.

' لا يمكنني تخيل نفسي أفعلها!'.

احمر وجهه جول خجلا بينما يحاول التفكير أنه يقوم بها، لكنه محا تلك الفكرة سريعا وعاد لمراقبة المعركة.

بعد توقف هجوم الفتاتين ظهر خلفه كتلة سوداء مدفونة تحت عدة صخور.

" فيوه! لقد فعلناها شيا!".

-" أجل!".

ضربت الفتاتان كفيهما عاليا بينما تحتفلان بفوزهما (الهاي فايف).

" لكن...ألم تبالغا؟ لقد صارا رمادا فعلا!".

علق جول بينما ينكب على الكتلة المتفحمة ويرفع صخرة ليتفحصه.

" لا أريد سماع هذا منك!".

-" أ-...".

-" على أي حال، هذا النوع من الوحوش ذكي، عندما يشعر أنه مهدد يتظاهر بالموت، وبينما أنت تحتفل بنجاحك قي قتله يطعنك في ظهرك بالمعنى الحرفي! لهذا لا يجب أن نتهاون أبدا!".

-" همم!".

أومأ جول وهو يسمع شرح ميا، إنها ذكية حقا، سبق لجول وأن علم بهذه المعلومات بالفعل (بما أنه هو من وضع الوحوش الموجودة هنا سابقا)

" لنستمر!".

وقف جول وأمر والمشعل في يده ليتابعوا تقدمهم.

بعد عدة مواجهات مع مختلف الوحوش الذين تولت الفتاتان أمرهم.ㅡㅡ

كانوا الآن يقفون أمام وحش يشبه الخنزير، لكن جلده بدا مدرعا وعلى رأسه عدة قرون، كان بحجم أسد بالغ ربما.

" إنه خنزير مدرع!".

كانت ميا تقف مواجهة له وعلى جانبها شيا، كانتا تتنفسا بعمق وسرعة، واضح أنهما متعبتان.

" واثقتان أنكما لا تريدان مساعدتي؟".

فجأة قال جول الواقف خلفهما على بعد خمسة أمتار.

" لا! الوحش رقم مائة! نحن سنتولى أمره!".

-" كما تشائين!".

وأصرت ميا، فتوقف جول عن محاولة دعمهما بينما يطوي ذراعيه ببعضهما.

' لا بأس إن أرادتا ذلك، لكنهما استنفذتا معظم المانا لديهما، كما أن الوحش يفوق مستواهما تقريبا'.

فكر جول بينما يتابع القتال المستمر بين الفتاتين والوحش.

ميا في المستوى 69، بينما شيا في 67 . أما الوحش فقد بلغ 71 .

* بوووم-بوووم-بوووووم*!!

عند العودة لساحة المعركة، فقد كانت ميا تطلق قذائف نارية واحدة تلو الأخرى ومع كل واحدة تلمس الوحش تنفجر بقوة مدوية.

كانت النيران تلتهم الوحش عندما توقف التوأم عن مهاجمته، بعد عدة لحظات إختفى اللهب تاركا خلفه جثة سوداء تماما.

" واااي! لقد نجحنا! لقد فعلناها يا أختي!".

" ههههه! بالتأكيد سننجح يا شيا! ".

إحتضنت الشقيقتان بعضهما بينما تحتفلان بهذا الفوز. لكن الفرحة لم تدم طويلا.

فجأة تلك الجثة المحترقة تحركت قليلا، ليندفع الخنزير فجأة سريعاً بينما الفتاتان غافلتان عنه.

" إحذري! أختي!".

صرخت شيا فجأة عندما لاحظت الحركة الغريبة وكرد فعل غريزي سارعت في محاولة إحتضان أختها. بينما هذه الأخيرة لاتزال غير مدركة حقا لما يجري.

* فوووش*

صارت الحركة بطيئة نوعا ما، كانت ميا ماتزال تحاول الإلتفات لتفهم تحذير أختها، وبينما هي تلتفت بتلك الحركة البطيئة مر على جانب خدها كتلة بحجم القبضة، تسببت سرعتها في خدش خد ميا وقطع بعض الخصلات من شعرها الأسود الحريري.

تلك الكتلة ، والتي كانت حجرا طارت سريعا نحو جمجمة الخنزير، وبالتحديد على جبهته.

عادت السرعة إلى طبيعتها فتفجرت الدماء من جبهة الوحش. كانت القوة كبيرة جدا لدرجة أنها قذفت الوحش معها طائرا على بعد نحو 100متر.

كان الوضع مايزال ضبابيا قليلا للتوأم، عندما أدركتا ما حدث التفتتا -بينما شيا تحضن أختها- نحو جول.

كان واقفا بوضعية الرامي بعدما يرمي الكرة بينما وجهه مايزال يظهر الهدوء.

" حسنا!".

قال جول بعدما عاد لوضعيته الطبيعية -واقفا-.

" م-ما-كان...هذا؟ !".

بصدمة تعلو وجهها سألت ميا بنوع من الدهشة. كان صادما حقا، لم تفهم شيئاً مما حدث. يبدو أن الوحش كان سيهاجمها، لكن في اللحظة التي عاد فيها نطاق نظرها كانت رأسه (أي الوحش) تنفجر دماء، بل وحتى إنه قد طار للخلف على بعد عدة أمتار. من الطبيعي لها أن تصدم.

" مالذي تقصدينه؟ لقد قذفت الوحش بصخرة فقط!".

-" ف-فقط؟ قذفته...بصخرة!؟".

تحدث جول بوجه جدي، حتى صارت ميا تشكك في حسها السليم.

' لا مهلا! إنه هو الذي لا يملك حسا سليما ولا منطقيا'.

بنظرة غريبة نحو جول فكرت ميا بينما تذكر نفسها.

" أه! أختي، وجهك! هناك جرح في وجهك!".

بنبرة قلقة صرخت شيا بينما تتفحص وجه شقيقتها، فرفعت هذه الأخيرة يدها ومسحت الدماء السائلة على خدها.

" لقد كنتما مهملتين! رغم أنك حذرتني بشأن العناكب سابقا إلا أن هذا لايعني أن تخفضي من حذرك تجاه باقي الوحوش، وبخاصة منها القوية والكبيرة، لأن هناك حالات تهيج فيها على الرغم من وقوفها على حافة الموت. شفاء!".

تحدث جول برسمية ناصحا وهو يقترب نحو ميا، وعندما وصل أمامها وضع كفه على خدها المجروح وهمس بشفاء.

لكنه لم يدرك أن وجه الفتاة الصغيرة يصير محمرا خجلا عنما لمس جول خدها، في تلك اللحظة صارت الخلفية حول جول تشع بالألوان في عيني ميا.

' م-ما هاذا؟ إنه يتوهج! لما يبدو مختلفا؟ هل...هذا الحب؟'.

فكرت ميا بخدين متوردين وهي ترى الشاب الواقف أمامها كملاك.

" حسنا! خدك بخير، بما أن هذا كان آخر وحش، علينا الإسراع للإختبار الأخير وإلا سنكون متأخرين".

-" أه! آه أ-أجل! ل-لنذهب شيا!". ' يستحيل أن يكون حبا، لقد تفاجأت فقط لأنه لمس وجهي!'.

بعدما تحدثت ميا كالربوت بوجه متورد، عادت لذكير نفسها بينما تسحب اختها من يدها.

" أختي؟".

تعجبت شيا من أمر شقيقتها التوأم، وكذلك فعل جول الذي تابع سيره خلفهما.

ㅡㅡㅡ

عندما وصلوا نهاية الممر قابلهما باب ضخم حقا، كان من الواضح أنها غرفة زعيم هذا الطابق.

" هل علينا أن ندخل؟".

قالت شيا وقطعت الصمت. فردت عليها ميا سريعا.

" لا قطعا! طالما أن الباب مغلق هذا يعني أن لا أحد وصل قبلنا، لذلك علينا انتظار البقية لنهزمه معا!".

وشرحت ميا باختصار، فأومأت شيا متفهمة. في ذلك الحين كان جول ينظر نحو الباب بوجه معقد. تقدم نحو الباب العملاق ووضع يده عليه.

' يبدو أن رأسك صارت كبيرة أيها النمر العملاق. أذكر أنك كنت ترتعش تحت يدي عندما أمسكتك سابقاً. ولأنه لم يوجد رجل واحد لايستطيع هزيمتك قبل مائتي سنة؛ فلطالما كان وجهك كئيبا. لكن الآن العديد من الرجال مجتمعون عليك'.

فكر جول بينما يظهر ابتسامة دافئة وهو يتذكر الماضي.

" يو! يبدو أنكم وصلتم أولا هاه؟".

فجأة صوت مغرور تردد تزامنا مع صوت وقع الأقدام. توقفت ميا عن الشرح لأختها والتفتتا نحو مصدر الصوت.

كان مارك بصحبة الكاهنة يتقدمون نحوهم بابتسامات.

" أوه! الأخت ديفا، هل أنت بخير؟ لم يفعل لك هذا المغرور شيئاً، صحيح؟".

وسارعت ميا نحو ديفا تطمئن على حالها.

" م-مهلا! يستحيل أن أمسها بسوء! ماذا تضنينني؟".

-" حسنا، زير نساء، مهووس حقير، المغرور، النرجسي! هل أكمل؟".

-" ع... على أي حال، لم يفعل لكما ذلك الرجل هناك شيئا كذلك، صحيح؟".

عندما لم يجد مارك مايدافع به عن نفسه، اتجه للهجوم على جول الواقف قرب الباب بينما يشير نحوه. فرفع جول سبابته نحو وجهه بتعبير بارد وكأنه يسأل 'أتقصدني؟'.

-" مالذي تعرفه عنه؟! إن الأسود شاب شريف وشهم، لايسمح حتى بذرة غبار واحدة لتأذينا!".

' لقد تمت دعوتي بالأسود مجددا'.

بينما ميا تدافع عن جول بوجه متورد نعتته بالأسود مجددا، بدى أن هذا اللقب سيتبعه.

ابتسمت شيا وضحكت بصوت مكتوم على أختها التي انخرطت في المعركة الكلامية مع مارك.

بينما الوضع مايزال مستمرا هكذا، تردد صوت وقع خطوات غليض هذه المرة. ترقب الجميع دون استثناء أحد الممرات التي صدرت منه.

بدى الصوت كما لو أنه لوحش عملاق، لكن ماظهر خلفه كان باران بوجه دافئ، وذلك الرجل الغامض.

" باران!".

صرخ مارك وديفا والتوأم في وقت واحد، مسرورين بهذا الضخم وبادروا بالإطمئنان على حاله، من الواضح أن علاقتهم معه جيدة.

كلما تجمعوا حول باران يسألونه، كان الرجل الغامض يبتعد ببطئ وخفية عنهم.

جول الذي ما يزال واقفا عند الباب كان يراقبه. لم يهتم به جول من قبل، لكنه لاينفك يظهر تصرفات غريبة وهدوءا لا مثيل له.

ودون أي مزيد من الإنتظار فعل جول فحص الحالة، وتمعن في تلك المعلومات.

' المستوى 86، الفئة سيافة، الألقاب: سيدة السيف، مغامرة من الرتبة * أي*!... فهمت! يبدو أن النقابة قد أرسلت مغامرة من الرتبة * أي*لتقيم القدرات وفي حال حدوث خطر ما'.

إستنتج جول من ما سبق أن هذه مغامرة فريدة بما أنها من الرتبة * أي *، وقد تسللت كممتحنة لتقيم قدراتهم في الجزء الثاني من الإختبار.

" حسنا! بما أننا جميعا هنا، لندخل غرفة الزعيم!".

أمر مارك بينما يتقدم نحو الباب ليدفعه وخلفه الجميع.

" أحسنتم عملا بوصولكم لهنا!".

مباشرة بعد دخولهم للغرفة الصخرية العملاقة تردد صوت قوي في آذانهم، لدرجة جعلتهم -باستثناء جول- يرتعشون ويظهروا وجها متجهما.

خرج من بين الظلال جسد عملاق لوحش، كان بطول عشر طوابق، فروه كان أبيضا مخططا بالأسود، وجه نمر وجسد عضلي عملاق.

" لنفعلها! ".

وسريعا أصدر مارك الأمر بينما يسحب سيفه ويستعد للهجوم.

اتخذت الفتاتان وضعية الإستعداد وشرعتا في ترديد التعاويذ. في حين وقف باران بشموخ كدرع لهم. وكذلك استعدت الكاهنة. بينما المغامرة المتنكرة لم تحرك ساكنا وشاهدت بصمت.

عند العودة لمارك، كان قد وصل بالفعل أمام الوحش وبقفزة علوها ثلاث أمتار هجم بسيفه على ساق الوحش.

'همم... تكتيك لا بأس به! '.

علق جول بينما وقف عند الباب يشاهد.

مباشرة بعد هجوم مارك قفز بعيدا ليتجنب هجوم الوحش، بعد تلويحة قوية بمخالبه زأر بقوة مستخدما للسحر، فثارت رياح قوية داخل المكان، الرياح القاطعة توجهت بسرعة نحو التوأم، لكن كان باران مستعدا لها، وقف أمام الهجوم بفأسه الضخمة ومنعه عنهما. (أي الهجوم) لكنه دفع للخلف عدة أمتار.

فرغم قوة باران إلا أنه أضعف من الوحش ذي الرتبة التي تفوق 90، في حين كان هو والبقية أقل بحوالي 30 مستوى، ربما لذلك أرسلوا المغامرة ذات المستوى 80 لتجنب أي خسائر غير مرغوب فيها.

بحافة عينه لمح جول تلك المغامرة واقفة دون حراك على جانبه الأيسر وبعيدا عنه بمترين. عاد بنظره لساحة المعركة حيث يستمر هجوم مارك عن قرب والتوأم عن بعد، في حين يدافع باران، وتتدخل الكاهنة لتشفيهم وتساعدهم على استرجاع قوتهم.

" ألن تقاتل وتساعدهم؟".

فجأة جذب انتباه جول صوت أنثوي قريب، عاد بنظره نحو المغامرة بتعبير كسول.

" لا أضن! ".

- " ذلك لن يضمن لك مرتبة مرتفعة"

-" همم...سأتدخل عند حاجتهم إلي!".

-" ...".

عندما أدلى جول بآخر تعليق توقفت المغامرة عن الكلام. بدت أنها ليست من النوع الثرثار، ذلك وفر على جول الكثير من الجهد والوقت.

* بوووم *

عند العودة لساحة المعركة، كان مارك قد قذف بقوة على أحد الجدران، كان ينزف من عدة أماكن من جسده، بدى تماما في حال يرثى لها ركضت ديفا سريعا نحوه وشرعت في معالجته، لكن بدى الوضع بطيئا.

" كيف حاله أيتها الكاهنة؟".

صرخ باران الذي كان يصد مخلب الوحش بتعبير متألم ومتعب.

-" سيء! لا يمكنني علاج كامل جراحه، لقد فقد الكثير من الدماء!".

وردت ديفا بخوف بينما هي تجلس عند مارك وتبسط كفيها المشعتان بضوء ذهبي فوقه.

لم يشفى سريعا كما يحدث عندما يستخدم جول سحر الشفاء، لكنه بعد فترة قصيرة سعل الدماء، كان من الواضح أن قوة الكاهنة لا بأس بها بالنسبة لجول.

مجددا، شن الوحش هجوما آخر، هذه المرة كانت أقوى من سابقتها، رفع باران الدرع أمامه محاولا التصدي للهجوم، لكن محاولته باءت بالفشل، وبمقابل ذلك تحطمت الفأس قطعا.

صار تعبير باران الثابت عادة مصدوما بينما القطع المحطمة من دعه تتطاير أمامه.

" م-مستحيل!!...".

لكن هجوم الوحش لم يتوقف عند هذه اللحظة، حرك كفه الكبيرة وبسط مخالبه، لوح بها بسرعة جنونية نحو باران.

" هذا سيء!".

بوجه جميل ومندفع يظهر غضبا وقلقا في الوقت ذاته، تحركت المغامرة ذات الرداء الأسود، سرعة اندفاعها أزالت الرداء عن وجهها فبدى شعرها البرتقالي المصفر.

بسرعة خطواتها وصلت أمام باران لتعترض الهجوم بسيفها الطويل الرقيق، ربما لأن مستواها منخفض أو ربما لأنها تعرضت لهجوم مباغت دون استعداد، لكنها كانت ضعيفة حقا لدرجة قذفت فيها العديد من الأمتار للخلف.

عندما استقرت أخيرا، وهنت ركبتيها وسقطت جالستا بينما يديها تنفجران بالدماء وتتدليان أرضا.

" سحقا! لقد أخفضت من دفاعي!".

التفت الجميع نحوها بتعابير مندهشة وقلقة، حاولت استجماع نفسها للوقوف، لكنها سقطت بينما ترتعش.

" م- محال! لما...لايمكنني الوقوف؟ لما...أرتعش هكذا؟".

كان وجه المغامرة يبدي صدمة كبيرة، بل وحتى أن الدموع قد صارت تنهمر على وجهها.

" ياإلاهي، ياإلاهي! لقد أرعبك الوحش بالفعل؟ هل أنت واثقة أنك مغامرة؟".

بينما الكل مرعوب، تردد تعليق ساخر في الجو، كان جول يسير باسترخاء بينما يديه خلف رأسه.

" ذ-ذلك...غير ممكن! لا يمكنني الخوف...من الوحش!".

بينما تحمل المغامرة نفسها على الوقوف، كانت تنفي كلام جول.

*غررر...*

عندما رفعت المغامرة وجهها المصر بينما تكتم نفسها، أصدر الوحش ذلك الصوت بنظرة قاتلة وأنياب بارزة.

" * إيييك*!".

ارتعبت المغامرة وسقطت بعدما تراجعت.

" لقد صرت مزعجا حقا، يبدو أن الغرور تملكك بعد هزيمة حفنة من الضعفاء".

تحدث جول بنبرة متعالية عندما وصل أمام الوحش، لايزال يضع يديه خلف رأسه. فرد عليه الوحش بذلك الصوت الأجهش البشع.

" همم... يالها من كلمات كبيرة بالنسبة لمجرد بشري!".

-" صرت أشعر بالندم لجلبك هنا من البداية".

-" مالذي..؟ جلبي هنا؟ ليكن في علمك أيها البشري الدنيء...من جلبني هنا كان كائنا أكبر من مفهومك-".

-" أجل أجل، فهمت! إن كنت ستهجم فافعلها سريعا! لا أملك اليوم بطوله".

-" أتجرؤ على التقليل من شأني أيها البشري اللعين؟! لنرى كلماتك الأخيرة قبل موتك!".

-" لا تزال تثرثر؟".

حك جول خلف رأسه بوجه غير صبور، أمسك قبضة السيف على ظهره وأختفى فجأة من مكانه تاركا ضبابا أسود.

بينما الوحش لا يزال متفاجئا من ذلك كان جول قد ظهر مجددا خلفه، وبتلويحة سيف سريعة شق على كاحل الوحش. كان هذا الأخير على وشك السقوط على وجهه، لكن ركلة جول الذي ظهر أمام وجهه حرفته عن مساره فجعلته يلتف بقوة حتى سقط في الإتجاه المعاكس على ظهره.

لم يستجمع النمر ما حدث معه بعد، حتى ظهر جول مجددا فوق رقبته وإحدى قدميه على ذقنه.

كشر النمر عن أنيابه بنوع من الرعب، في حين وقف جول هناك بمهابة والسيف في يده موجه ناحية عيني الوحش.

" م-مستحيل! مالذي حدث؟ لما لا يمكنني تكثيف سحري؟".

-" أوه! تقصد المانا؟ لقد كبحتها بكل بساطة!".

قال جول حينما رفع يده الأخرى وصار ذلك الضباب الأسود يحوم فوقها كما اللهب الأسود.

" م... هذه الطاقة المشؤومة؟! أ-أنت شيط-".

-" حسنا، توقف هناك! أنت تستمر بتضييع وقتي أتعلم؟ لذا مت فقط!".

-" ل-لا تمهل! لا-! عااااه...!".

قبل أن يتمكن الوحش من إنهاء جملته تحرك سيف جول سريعا وطعن في جبهته، وبينما لا يزال ينغرس عميقا كان الوحش يصرخ بزئير مدوي يصم الآذان.

" إخرس فقط!".

صر جول على أسنانه وشد قبضته على السيف حتى شعر به يضرب شيئا صلبا. كانت تلك جوهرة روح الوحش، حالما تتحطم فإنها تأخذ معها روح الوحش. ويختلف مكانها من وحش لآخر، قد تكون في القلب، الظهر أوالرأس كهاذا الوحش.

ضغط جول على السيف أكثر حتى اخترق الجوهرة وشعر بتحطمها تماما. مباشرة عندما حدث ذلك ظهرت دائرة سحرية حمراء على سطح السيف، تسللت تيارات سوداء من جبهة الوحش ودخلت في تلك الدائرة، ثم اختفت مجددا كأنما لم تكن.

توقف زئير النمر المتألم تأكيدا لموته، تنهد جول وسحب السيف بقوة، تطايرت قطرات دماء الوحش ولطخت بعضها خد جول.

نظر جميع المغامرين -سواء الحاضرين في العرض أو المشاهدين عن بعد داخل قاعة النقابة- إلى ذلك المنظر المهيب، شاب مزخرف بالسواد والدماء الحمراء، نظرة قاتلة وسيف كبير ملطخ بالدماء.

شعر كل من نظر إلى ذلك المنظر المخيف بعرق بارد ينزل على عموده الفقري وقشعريرة هزت بدنهم.

تحرك جول ونفض الدماء من السيف، ثم على جانب وجه النمر المليء بالفرو الأبيض الجميل مسح سيفه، وبرسغه مسح الدماء الملطخة على وجهه.

نزل ببطئ من فوق جثة الوحش بينما يعيد السيف إلى ظهره. وصل أمام جماعة المغامرين المصدومين والمرعبين، رفع كفه نحوهم بعد أن تنهد، لكن هذه الحركة جعلتهم يرتعشون خوفا من أن جول قد يهاجمهم.

" شفاء!".

قال جول ببساطة، توهجت نقاط المانا الخضراء في الجو وحامت حولهم بشكل جميل، تفاجأ الكل حين رأوا ذلك وصاروا يتأملون في أيديهم التي تشفى بدهشة.

" لقد شفيتكم! بإمكانكم العودة الآن!".

أمر جول بوجه خالي من التعابير، لكن قبل أن يبادر بالتقدم، لاحظ المغامرة ترتعش قبل أن تقف، وكذلك فعل الآخرون بصمت.

' يبدو أن الشفاء لاتعمل على الصدمات النفسية، لنجرب شيئا آخر!'.

وضع جول يده على ذقنه مفكرا بعد أن لاحظ أن رعب المغامرين مايزال قائما. وبينما يقترح على نفسه، تقدم حتى وصل أمام المغامرة التي ترتعش، رفع سبابته ووضعها على جبهتها. ظهر نور خافت تحرك من يده وتسرب نحو جبهتها.

وكما لو كانت المغامرة منتعشة فتحت عينيها بنوع من الصدمة، ثم تدريجيا توقف ارتعاشها وهدأت، تنهدت بقوة كما لو أن حملا ثقيلا قد انزاح عن كتفيها.

' لقد نفع! يبدو أن عنصر الضوء يملك تأثيرات نفسية'.

بسط جول كفه أمامه وفكر مجددا بوجه جدي، ثم توجه نحو البقية وكرر نفس الشيء معهم جميعا.

" جيد! أضن أن صدمتكم قد تم محوها الآن، لنعد!".

وقال جول مجددا بوجه هادئ مبتسم، لو لم يشهد أي من الحاظرين ماحدث سابقا، لم يكونوا ليتمكنوا من الربط بين هذا الشاب الآمن حاليا، والمخيف سابقا، بمجرد تذكرهم للمشهد السابق عادوا للإرتعاش.

سار جول في المقدمة قبل أن يتحرك البقية، لكن صوت ميا الغاضبة والمستغربة في آن واحد قد أوقفه فاستدار ليحدثها.

" تمهل قليلا يا سيد أسود! مالذي حدث قبل قليل؟! ما كان هذا؟!!".

-" آه! ذلك؟ لقد...كانت قدرة خاصة تمكنني من تخفيف الصدمات النفسية لذا-".

-" ليس ذلك! أنا أتحدث عن الوحش! كيف تمكنت بحق الجحيم من قتله بثلاث ضربات؟!".

-" ذلك...إنه...حظ! أجل، حظ مبتدئين!".

-" حظ؟...*تنهد * دعنا من هذا الآن، ماذا عن اللغة الغريبة التي كنت تتحدث بها مع الوحش؟".

- " لغة غريبة؟ أتعنين أنك لم تفهمي ماكان يقوله؟".

- " همم! (تومئ بقوة)".

-"تلك كانت اللغة القديمة والتي يستخدمها الوحوش والشياطين، وأملك مهارة ترجمة مختلف اللغات لذا...".

مع كل سؤال طرحته ميا، خرج جول بحجة جديدة ومبتكرة، فلم يكن أمام الفتاة غير التنهد باستسلام وترك الموضوع.

ㅡㅡㅡ

حاليا وسط قاعة النقابة الكبيرة، كان الكل سواء المغامرين أو حتى الضيوف والمتقدمين يترقبون في اتجاه واحد، نحو باب مزركش كبير. عم الهدوء المكان على خلاف الوضع العادي.

فجأة فتح ذلك الباب داخلا منه جول ثم مغامرة الرتبة * أي* ويليهما بيقية المتقدمين لامتحان المصنفين.

" هوااااه! إنه الوحش الأسود! لقد عاد!".

" لقد قضى على النمر الوحشي بثلاث ضربات فقط!".

" الوحش الأسود! صافحني رجاءا!".

" وقع لي على ظهري أرجوك!".

وكما الإعصار انهال المعجبين على جول الذي صدم من الترحيب الغريب. الجميع تدافعوا عليه ملقبينه بالوحش الأسود، البعض يطلب منه التواقيع والمصافحة حتى، بينما البعض عاد لسرد مجريات المعركة النهائية مع الوحش بمختلف المبالغات.

" إ-إيه؟ ال-الوحش الأسود؟ ماهاذا؟!".

لم يتمكن جول من تدارك ما يجري وكل ما أمكنه هو السؤال بتردد عن هذا الإسم الغريب الذي نعتوه به.

" حسنا حسنا، هذا يكفي! ابتعدوا رجاءا حتى نقوم بتسجيل المصنفين".

تدخل موضفة الإستقبال آليا كان بمثابة طوق النجاة بالنسبة لجول وجماعته الذين تم سحبهم في البلبلة معه. بمهارة غريبة قامت آليا بابعاد جمهور المعجبين وفتحت الطريق أمام جول ليعبروا حتى وصلوا أمام مكتبها.

دخلت فيه واستقبلت جول كأول المسجلين، في حين توزع البقية على باقي الموضفات ليتم تسجيلهم.

" سيدي، نظرا للإنجازات التي قدمتها في إختبار المصنفين فقد تم تحديد رتبتك بناءا

على ذلك. رتبتك هي * أس*!".

-"...هاه؟! هل هذا ممكن؟ أعني...أليست رتبة عالية نوعا ما؟".

-" في الواقع كنا نفكر بمنحك الرتبة * أس أس* حتى، لأن الوحش الذي من المفترض تواجده في الرتبة * أي*قد ارتفع مستواه إلى *أي أي* ونتيجة لذلك فقد تم منحك هذه الرتبة. هل أنت غير راض عنها؟".

-" أه! كلا في الواقع، شكرا لك!".

-" ليتم تسجيلك اختر اسمك وضع قطرة من دمائك على البطاقة".

قالت الموضفة مجددا بينما تقدم بطاقة ذات لون زجاجي وألماسي جميل.

" هل هناك شروط معينة على الإسم؟".

سأل جول بينما يغرز ابرة صغيرة قدمتها الموضفة له في اصبعه.

" ليس تحديدا، بامكانك اختيار الإسم أو اللقب الذي ترغب به، لكن لايمكنك تركه خاليا أو مجهولا".

ومجددا شرحت الموضفة بنوع من الهدوء.

" هكذا إذن! لابأس، اسمي...*كرو*".

وقال جول بينما يقطر الدم من اصبعه على البطاقة. تبخرت القطرة مباشرة بعد ملامستها لسطح البطاقة. رفعها جول أمام وجهه وهو يرى مختلف المعلومات عنه تظهر تدريجيا على سطحها.

" كرو؟".

تساءلت الموضفة بينما تأخذ البطاقة من عند جول الذي قدمها لها لتفحصها.

" أهو غريب؟".

وسأل جول مجددا بينما يستعيد منها البطاقة بعدما أكدت أن لاشيء خاطئ فيها.

" لا! إنه فريد".

بابتسامة جميلة ردت الموضفة، خبأ جول البطاقة في فضاء التخزين سرا وهو يضعها في جيبه، ثم استدار مغادرا حتى أوقفته الموضفة مجددا.

" إنتظر قليلا سيد كرو، رئيس النقابة يود مقابلتك في مكتبه!".

-" رئيس النقابة؟".

ㅡㅡㅡㅡㅡㅜㅅ ㅜㅡㅡㅡㅡㅡㅇㅈ ㅇ ㅡㅡㅡㅡㅡ

وأخيييييييييييييييرا! أنهيته.

هل تصدقون أني كنت أنوي نشره في أول أيام رمضان؟

لكن كسلي ورغبتي العجيبة في مشاهدة الأنمي سيطرت علي وأنهيت الفصل يوم العيد.

مارأيكم بحبكة القصة حتى الآن؟ وأسلوب الكتابة؟ هل أكمل على هذه الطريقة؟

علما أن الأحداث ستزداد إثارة في الفصول القادمة؛ هل الرواية في رأيكم تستحق وقتكم؟.

وأيضا أردت أن أشألكم عن إسم جول المستعار؛ *كرو* والذي يعني غراب بالإنجليزية (نظرا لأن هيئته الحالية يطغى عليها السواد)

لقد وددت جعله * كورو* أو *بلاك* والتي تعني أسود.

رجاءا أنبؤوني بآرائكم التي لن أتوانا في الإهتمام بها في التعليقات.

سلام * جانا*.

{{ أطول فصل مجددا! أرفع لك القبعة يا أنا ♡♥}}

مهلا مهلا مهلا!

لا تغادروا دون رؤية الصور في التعليقات

* خريطة العالم!!!!

**المتقدمين لامتحان المصنفين ( باستعمال تطبيق غاشا لايف).

***رئيس النقابة، بارتاس، تورييل وزويباك.

****عائلة جول.

*****النمر الوحشي، زعيم الطابق 19

في الفصل القادم سأضع صورا أخرى في التعليقات

2020/05/26 · 481 مشاهدة · 7522 كلمة
Abir Bell
نادي الروايات - 2024