هذه حياتي الثالثة!
بطل روايتنا في الواقع...مات. لكنه وجد نفسه في مكان مجهول ومحاطا بالغرباء، بعد أن كان في ظلام حالك. هو قد إكتشف أنه ولد من جديد، لكن ليس في كوكب الأرض، القرن الواحد والعشرين. هذه المرة في عالم السيوف والسحر.
بطلنا عندما ولد من جديد احتفض بذكرياته من حياتيه السابقتين. في الواقع هو قد عاش أكثر من خمسة قرون في نفس هذا العالم، عالم السيوف والسحر، عاش تحت إسم `الملك آرثر`، بعد أن كان العالم في فوضى وفي حرب مع جنس الشياطين ظهر الملك آرثر كأقوى رجل في العالم، فأنهى الحرب بين اتحاد الشياطين والوحوش، واتحاد بقية الأجناس من بشر وإيلف وأقزام وأنصاف الوحوش.
هذه الحرب الأبدية لم يكن معروفا لها أن تشهد نهاية، لكن تدخل الملك آرثر أعطى الأبرياء أملا بالعيش في عالم مسالم.فهو قسم قارات العالم ليجعل موطنا لكل جنس في كل قارة، وحثهم على توقيع معاهدة سلام، كل من يخالفها يلقى عقابا يحسب له ألف حساب. وبالطبع الإيلف والأقزام وأنصاف الوحوش قبلوا بها، فهم دخلوا في هذه الحرب دون إرادتهم. الشياطين كانواأول المطالبين بهاكذا معاهدة فالحرب كانت خيارهم الوحيد بعد أن أجبروا عليها، كل ما أرادوه هو موطن لهم، لكن... ، أما الوحوش ففي الأصل هم توابع وحيوانات مروضة للشياطين، فعلهم مما تأمر به الشياطين وتنهى.
أما البشر... حسنا، ليس لدي مايقال غير أنهم هم أصل المشكلة ورأس الحربة فيها.فكانوا المعارضين لفكرة السلام، خاصة أن أعينهم صارت حمراء إلى غاية العمى، وهذا بسبب طمعهم في أراضي الشياطين ورغبتهم في استعباد هذا الجنس القوي دفعهم ألى إراقة الدماء لتحقيق غايتهم وتلبية رغباتهم. حثوا الإيلف وبقية الأجناس على الشياطين. واختلاق أعذار واهية كقولهم أن الشياطين تنوي على سوء بالعالم، أو اختلاق خبر عن نبؤة تحذر بأن نهاية العالم ستكون على أيد الشياطين. وبطبع لم تكلف بقية الأجناس نفسها عناء التمحيص في مصداقية أقاويلهم، وكان هذا أكبر خطأ ارتكبوه حينئذن، شنوا الحرب على الشياطين وما كان أمام الأخيرة غير الدفاع على أراضيهم.
لكن الملك آرثر أعاد للشياطين حقهم ومنحهم قارة متوسطة بمساحة تعادل مساحة إفريقيا، في حين حصل البشر علىأكثر من نصف القارة الكبرى باﻹضافة إلى قارة صغيرة تعادل في مساحتها أستراليا، وبضعة جزر صغيرة نظرا لتكاثر البشر السريع.والإيلف كان لهم نصيب من أكبر غابة في ذات القارة بسبب إنجذابهم للطبيعة وسحر الأرواح، في حين الأقزام حصلوا على الأراضي الصخرية المجاورة لغابة الإيلف بسبب أعمالهم الحرفية من حدادة ونحت وغيرها. وأنصاف الوحوش حصلوا على مايكفيهم من أراضي رغم قلة المساحة، فهم بعد كل شيء شعب في طريقه للإنقراض، وهذا يدفعهم للإختباء ونادرا ما تقابل أحدهم.
هكذا كانت نهاية هذه الحرب، كل جنس حصل على مايكفيه من أراضي موطنا له. وعاش الملك آرثر بينهم كأقوى كائن في هذا العالم، إلى أن..اختفى فجأة في أحد الأيام، ولم يعثر له على أثر بعدها. وما كان أكثر إدهاشا هو أنه حتى قصره الذي عاش فيه منذ أمد والذي احتوى كنوزه التي جمعها طوال حياته إختفى كما لولم يكن له وجود، ولكن الحقيقة هي أن الملك قد مات بحلول الوقت الذي إختفى فيه وحينها انتقلت روحه بين الأبعاد، وهنا كانت بداية حياته الثانية.
على كوكب يسمى الأرض وفي بلد يدعى اليابان عاش الفتى ريوجي أوتشيرو خلال القرن الواحد والعشرين، عاش العشر السنوات الأولى من حياته في الميتم ولأنه لم يتبناه أحد تم طرده.
كانت الحياة صعبة على ريوجي فلم يكن أمامه إلا العمل على الرغم من كونه مايزال صغيرا، ولكنه عانى الأمرين من دفع رسوم دراسته ومعيشته، استمر بحياته الصعبة لمدة سنتين ثم في النهاية مات جوعافي داخل شقته الصغيرة.
في تلك اللحظة انتقلت روح الملك آرثر إلى هاذا البعد وسكنت روحه جسد الفتى الصغير واكتسب ذكرياته لذلك لن تكون لديه صعوبة في التأقلم مع البيئة الجديدة، فبعد كل شيء أن تعيش حوالي خمسة قرون من عمرك في عالم لايحكمه سوى السحر والقوة ولا يسوده سوى قانون الغاب، ثم فجأة بين ليلة وضحاها تعيش في عالم لا يحكمه سوى العلم ومن يسيطر على التكنولوجيا يملك العالم بين يديه.
امتلك آرثر في حياته السابقة ذاكرة خارقة إن كان لا يمكن تسميتها بالمعجزة ومهارة معجزة أخرى وهي التعلم السريع، هاذا الإرث الذي لا يقدر بثمن في هذا العالم إنتقل مع روحه، هذه كانت فرصة عظيمة لآرثر أو ريوجي ليتخلص من هذا الفقر المدقع، فقرر استغلال هاتين الميزتين.
أولى خطواته كانت نهل العلم فدرس من الكتب مما وجد واستطاع، فكل صفحة يقرؤها إلا وتترسخ في ذهنه، وعلى الفور نال التفوق في دراسته وقفز عدة مراحل دراسية حتى تخرج من الثانوية وهو مايزال في الثالثة عشر من عمره.
أما الخطوة الثانية كانت التخلص من هذا الفقر، فكان أول ماخطر على باله كان بدأ شركته عبر الأنترنت، وعلى الفور بفضل إدارته الناجحة وصلت شركته إلى الرتبة الأولى وطنيا خلال سنة واحدة.
الخطوة الثالثة كانت كسب القوة فتدرب على معضم الفنون القتالية إن لم تكن كلها حتى فنون السيافة من فن السيافة الياباني والأوروبي وحتى المبارزة الفرنسية، وإشترك في عدة منازلات ومباريات لمختلف الفنون القتالية ونال على المراكز الأولى وحتى المصارعة نال على الحزام الذهبي لثلاث مرات على التوالي والتي كان يشغل بها نفسه.
بفضل تخطيطه وذكائه حصل شهادات الدكتوراه في مختلف الدراسات من طب، كيمياء وغيرها، كما حصل على معضم جوائز نوبل كأصغر نابغة في العالم بعمر لا يتجاوز الخامسة عشر. وصعد بشركته إلى المرتبة الأولى عالميا خلال ثلاث سنوات.
لكنه قرر عيش حياة هادئة بعدها، فاشترى بيتا عاديا في أحد الشوارع وسكن فيه مجاورا لزوجين طيبين وإبنتهما الصغيرة البالغة من عمرها خمس سنوات وجروها الصغير، عاش مقربا لهذه الأسرة الصغيرة فكانا يعدانه كابنهما، فكانت الأم تعتني بصحته وطعامه وحتى وصل بها الحال إلى توبيخه على الدراسة والعمل ظنا منها أنه ترك المدرسة، إلى أحد الأيام حيث كان يتجول في شركته كمديرها متفحصا الموضفين والأعمال وهناك بالصدفة قابل الزوج الذي إتضح أنه موضف تحت رئاسته، في البداية خشي الزوج من أنه قد يطرد والسبب الأول هو توبيخ زوجته للفتى الشاب المجاور لهما وبالأخص أنه علم اﻵن أنه رئيسه في العمل.لكن ريوجي منحه ترقياته ورفع أجرته حتى وصل إلى منصب نائبه الذي استحقه عن جدارة.
إستمر في هذه الحياة العادية، لكن وهو مايزال في عقده الثاني فقد حياته بالفعل في الحادث بينما ينقذ إبنة جيرانه التي تعده أخوها الكبير.
ومباشرة إنتقلت روحه مجددا لكنه لم يتجسد كما سابقا بل ولد ثانية في عالمه الأصلي وهو الآن الإبن الثالث لعائلة الدوق 'فيلدمينت'، إبن `كاتيانا فيلدمينت' و'ماركوس تشامبور فيلدمينت'
حاليا بطلنا موجود بين ذراعي أمه الجميلة في داخل غرفة فخمة. لم يتواجد غيرهما في تلك الغرفة بالإضافة لخادمة تقوم بترتيب الغرفة وموجودة في حالة حاجة الأم، استلقى الرضيع بهدوء على كتفي الأم وهي تغني له تهويدة.
'إذن هي أمي هاه؟ لم أقل هذه اللفظة في حياتي السابقتين ولا لمرة واحد لقد عشت كلاهما يتيما ولم أعرف شعور العائلة يوما... كما يبدو أن إسمي هذه المرة هو `جوليان فون فيلدمينت` هاه؟ ياله من إسم مبتكر'
فكر آرثر أو ريوجي قليلا مدركا أن إسمه هذه المرة هو ` جوليان` ولقد علم سابقا من خلال سماع حوار والديه أنه مباشرة بعد ولادته قلبه توقف ثم عاد يدق وهنا حيث استيقض على هذه الحياة الجديدة.
'أشعر بالملل، كما أذكر لقد سمعت الخدم يقولون أنني الإبن الثالث للعائلة إذن هذا يعني أن لدي أخوان أكبر مني أتساءل لما لم أرهما إلى الآن؟'
تساءل جوليان في خاطره، على الرغم من أنه لم يمر سوى يوم واحد على ميلاده، فهو قد اكتشف العديد من الأشياء كإسمه ووالديه ومكانته في العائلة عندما سمع الخدم وهم يتحدثون حوله والإحتفال بميلاد الإبن الثالث للعائلة.
"يبدو أنك تشعر بالملل ياصغيري، لو كان أحد الإثنان هنا لرفه عنك قليلا، لا شك أنك تتساءل لما لم ترهما بعد، صحيح؟ هههههه"
فجأة تحدثت `كاتيانا` (الأم) إلى إبنها، فرفع هاذا الأخير نظره نحوها بتعابير هادئة باردة في حين نظرت الأم نحوه بابتسامة حنونة جميلة،
'لابد أنها تقصد أخوي، هذا يعني أنهما ليسا هنا، ترى كيف يبدوان؟'
تحدث `جوليان` في خاطره ثانية، لقد فهم من قصدت والدته بالاثنان، فتساءل مجددا عنهما بعد أن تأكد أنه الإبن الثالث فعلا وهو يملك شقيقان.
"اوه! بالمناسبة انت تملك اخا واختا اكبر منك، اختك في السابعة من عمرها بينما اخوك في العاشرة."
وكما لو أن الأم علمت ما السؤال الذي طرحه إبنها في خاطره فقد أجابته بكل وضوح.
'أوي أوي ... هل تقرئين أفكاري الآن؟ إن كان كذلك فأين هما؟'
تحدث جوليان في خاطره وهو يخاطب والدته بتعبير غير صبور.
"أختك أظهرت موهبة مميزة في السحر لذا أرسلناها الى أعمامك في الشرق لكي تسقل موهبتها، أما شقيقك ولأنه تحدد أنه وريث الأسرة فقد أرسلناه الى المدرسة العسكرية في الشمال حتى يصير اقوى."
-'إذن، متى سيعودان؟'
-"لقد أرسلنا خطابا بالفعل إلى شقيقك الأكبر وحتى تصل الإجازة فإنه لن يأتي إلا بعد شهر ونصف من الآن برفقة أختك".
ومجددا تحدثت الأم وكأنها تجيب على سؤال جوليان.
'~ مهلا، مهلا، مهلا... أنت بالتأكيد تمزحين، صحيح؟ هل يعقل بأنك تمتلكين نوعا من مهارات السحر يجعلك تقرئين أفكاري؟'
تحدث جوليا في خاطره مجددا بتعابير غبية مصدومة بعد أن هدأ لفترة من الوقت وهو يفرز أفكاره غير متأكد مما سمعه من الحوار الذي دار بين والدته وخاطره، وعلى الفور أول ما فكر فيه هو أن والدته تستطيع قراءة أفكاره
سكتت كاتيانا قليلا وحولت نظرتها نحو جوليان المتفاجئ، ونظرت في عينيه عميقا كما لو أنها تعلم بالفعل أفكاره.
"ههههه... أنظر إلى وجهك، لاشك أنك تظن أنني أقرأ أفكارك، صحيح؟ هههههه..."
فجأة ضكت الأم بينما تنظر إلى تعابير جوليان الغبية، لقد شعر جوليان بالغباء بالفعل حينما علم أن والدته كانت تتحدث معه وتجيبه حسب تخمينها في حين ضن أنها تقرأ أفكاره.
'يالك من محتالة خبيثة'
قال جوليان في خاطره بغضب بينما يخاطب والدته التي استمرت في الضحك لفترة من الوقت.
"هههه... آسفة، آسفة، كل ما في الأمر هو أنني شعرت بأنك تفهم ما أقول"
'حتى لو كان هذا صحيحا فإنه لايخول لك أن تحتالي على إبنك بهذه الطريقة'
قال جوليان بغضب مع 'همف'. على الرغم من أنه لم يحض بوالدين في كلتا حياتيه السابقتين فهو يوقن تماما بأن الأم لايجب أن تحتال على إبنها خاصة رضيع مايزال في اليوم الأول من حياته.
"همم؟ في الواقع هذا أمر يدفع على الريبة، فهناك جزء لا بل كل جزء مني يقول أنك تفهم ما أقوله تماما، وحتى التعابير التي يظهرها وجهك ليست تعابير من فتحوا عيونهم على الدنيا بالأمس، وفوق كل هذا فأنت لم تظهر ولا علامة واحدة على البكاء ولا لمرة واحدة، مستحيل! هل...هل هاذا يعني أنك..."
فجأة تغيرت تعابير كاتيانا وصارت جدية بينما تجمع تلك المعلومات وتقولها، ثم فجأة حين أعلنت كلمة 'مستحيل' تغيرت تعابيرها وصارت مصدومة بشكل كبير بينما رفعت جوليان من جانبيه عاليا وهي تدقق في وجه الصغير الذي يحاول أن يخفي التعابير الخائفة.
'م-مستحيل!، هل يعقل أنها اكتشفت أنني ولدت من جديد؟، تبا كان علي أن أبكي قليلا على الأقل حتى وأن لم أرغب بهاذا، هل أبكي الآن؟ لا هذا مستحيل إن فعلت هذا فشكوكها ستتأكد، اللعنة! مالذي علي فعله؟!'
بلع جوليان ريقه بصعوبة خائفا من أن سره سينكشف، فإن حدث هذا قد يعامل على أنه وحش وقد يتخلى والداه عنه وهذا مالايريده.
"..أنت.. أنت.. أنت في الواقع..."
'مستحيل يبدو أنها أدركت الأمر بالفعل'
".. أنت في الواقع... عبقري؟!"
'هيه؟'
تجمد جوليان لثانية وهو يعيد كلام والدته في رأسه مرارا وتكرارا، ثم صرخ بقوة في خاطره مع تعابير مصدومة.
' هيييييهههه!؟!!؟! '
~~إنتهى الفصل~~
آمل أن يعجبكم.