فتح زين عينية لكن لم يرى الا ظلمة شديده وكانت أيديه وأرجله مقيدة حول الكرسي الذي كان جالس علية، وكان يسمع اصوات أناس كثيرون وقطرات ماء، لحظات حتى سمع أحد يتقدم نحوه ففتح الباب ودخل ضوء فجاءة الى عينية كاد ان يصاب بالعمى بينما فتح عينية ببطء لتتضح له الصورة وإذا هو يرى ثلاثة اشخاص، رجل طويل القامة وعريض الكتفين ويبدو كبيراً في الأربعين وفتاة وصبي بجانبه وكانوا كلهم يرتدون وشاح اسود من اعلى راسهم الى أسفل قدميهم فلم يستطيع زين رؤية وجههم، تقدم الرجل الكبير قليلاً وبدء الكلام وهو يقول: (( من تكون أيها الشاب )) .

نظر الية زين وهو خائف قليلاً لأن شكله كان مهيباً ويبدو قوياً فقال زين: (( الا يجدر بي ان اسأل انا هذا السؤال)) , صمت الرجل المهيب لحظات ثم قال: (( لن تستفيد شيئاً بمعرفة من نكون وقد يضرك هذا الامر، لكن اريدك ان تجيبني بدون ان تردني بسؤال مثله، من تكون ومن اين لك هذه القوة؟ )) ، احتار زين من قول هذا الرجل، ثم قرر ان يجيبه بصدق وقال: (( انا لا اعلم .. بعد ان رأيت ... دينا تقتل... تحولت لهذا الشيء الذي أفقدني السيطرة )) .

تقدم الرجل ووضع يده في قلب زين وأغمض عينية قليلاً ... لحظات فرقع يده عنه وقال: (( يا لها من خسارة )) , تعجب زين من ردة فعلة وسأله عن سبب تصرفه بهذا الشكل فرد الرجل: (( لا اعلم إن كنت تستحق ان اجيبك, انت فقط نكره لتكون معك هذه الجينات وقواها )) , غضب زين من كلام هذا الشخص الذي راه للتو, وقال بصوت مرتفع وبقلة احترام: (( ومن تكون لتحكم علي أيها الرجل الكبير )) , فقامت الفتاه التي كانت بجانب الرجل ولكمت وجه زين حتى طرحته ارضاً وخرج من فمه الدم، وضع الرجال الكبير يديه وراء ظهرة ومشى حول زين وهو يقول: (( لا باس ليس وكأنك تملك قوة استثنائية, سأخبرك بما تكون ... انت تملك الدم الملكي ومن العائلات التي تمتلك كائن اسطوري بدمائها ولكي أكون اكثر تحديداً, انت تكون فرد من عائلة التارسيغر )) .

صعق زين وتحقق ما كان يشك به حول نفسه وهو غير مصدق ويتذكر كلام نيهان عن عائلة التارسيغر الوحشية والظالمة، ثم قال زين وهو مرتبك عابس وجهه: (( أيها الرجل الكبير قد تكون مخطئاً تأكد ارجوك )) ، توقف الرجل عن المشي حول زين، ثم نظر اليه وقال: (( كنت أتمنى ان ارى غير هذه الحقيقة لكن لا أستطيع تغيير الواقع )) ، غطى الحزن واليأس وجه زين، جلس يفكر بماذا سيفعل بعد الان، ومعا تفكيره بكلام الرجل، قال: (( : لماذا قلت عني نكرة، فانت بالكاد تعرفني أيها الرجل الكبير )) .

ـــ لقد كنت اراقب الموقف ورأيت أنك تصرفت كل أحمق، وغضبت كالحيوان الهائج )) .

ـــ ماذا كنت تتنظر مني وقد رأيت صديقتي تقتل امام عيني؟ )) .

ـــ كان يجب ان تتصرف بشجاعة وتتدخل قبل ان تقتل صديقتك )) .

ـــ لكن .. لكن كانت تمنعني صديقتي من التدخل، لأنني ضعيف امامهم )) .

ـــ أيها الفتى الجبان، الشجاعة ليست بالقوة! بل بان تستمر بالمحاربة من اجل احبائك واصدقائك واحلامك رغم ضعفك، ومن يقول غير هذا الكلام هم الجبناء امثالك )) .

صعق زين من رد الرجل، وعندما جلس يفكر قليلاً رأى الخطاء الذي قام به، وخطائه كان خوفه في لحضه حاسمه، ثم قال: (( انت محق انا فقط جبان لا عذر لي )) ، نزلت دموعه وبدء بالبكاء من مرارة الحقيقة، اثناء ذلك رجع الرجل الى الوراء وكان زين ملقياً بالأرض من لكمت الفتاه حزيناً ويبكي وقال الرجل: (( لاكن هذه ليست الحقيقة، هناك حقيقة أخرى انت لست مستعد لسماعها )) ، توقف زين عن البكاء ونظر الى الرجل وقال: (( ما لذي تقصده بأن هناك حقيقة أخرى؟ )) .

بينما يتجه الرجل والفتاه والصبي للخروج توقف عند الباب وقال: (( عندما تصبح رجلاً وقوياً وتملك عزيمة بما يكفي عندها انت نفسك ستبحث عني وتجدني، لكن الان انت لست مستعد بعد )) , وخرج واغلق الباب وحلت الظلمة على زين فشعر بالنعاس وأغمض عينية ...|


شخصيات الفصل:6

1ـ الرجل الكبير.

2-الفتاه والصبي المرافقان للرجل الكبير.

3- زين.

2019/08/24 · 426 مشاهدة · 650 كلمة
KILLERHIGH
نادي الروايات - 2024