[تجاهلوا الاخطاء الاملائية].

'لم أرى إيثان يبكي هكذا من قبل'.

كان قريبًا جدًا مني لدرجة ان الجميع اطلق عليه اسم ذراعي اليمنى.

لم أره يبكي بهذا اليأس طوال حياته قطً.

هل من الممكن أن ينهار إيثان برونتي، الذي يهز دائما قلوب الناس.

بابتسامته المتعجرفة، ويتلاعب بهم ويسيطر على العالم بأكمله؟

نظرت إليه من بعيد وهو يبكي.

على عكس إيثان برونتي في حياتي السابقة، كان إيثان الذي يبكي على الشاطئ، صغيرًا.

و رابضًا أمام البحر الشاسع، بدى أضعف من أي شيء آخر.

لم يكن إيثان الذي عرفته.

لم يكن الثعبان المتطفل والماكر ذو العيون الذهبية، بل كان هناك طفل جرب الحزن مبكرًا.

'لأن إيثان لم يكن سيئًا منذ ولادته'.

لا تعتقد أبدًا أنه من السخف إستغلال الناس والتخلي عنهم وخيانتهم والتلاعب بهم كيفما شئت.

نعم، ليس هناك طفل ولد سيئًا منذ البداية، ربما…… أردت تصديق ذلك، لكي احافظ على طيبتي.

'إذن، هذا هو السبب الذي جعله يبكي هكذا على الأرجح…'.

كان دوق برونتي هو من قام بسكب عصير الرمان في حفل تتويج راي آخر مرة.

بمعنى آخر، أنه والد إيثان البيولوجي، كان من الممكن أن إيثان سيقلد خطى دوق برونتي حتى النخاع.

علاوة على ذلك، إذا كان لديك مثل هذا الطفل الوسيم والموهوب، فأنت كوالده تريد إظهاره في العالم الإجتماعي.

لكنه لم يظهر في المجتمع الأرستقراطي بسبب خلفيته.

'أنه ابن غير شرعي……'.

كان إيثان ابنً غير شرعي للدوق، قام بعدها بإدخاله للعائلة.

لهذا السبب لم يكن قادرًا على دخول آبستيم ولم يظهر في جميع المناسبات الاجتماعية التي عقدت من قبل مختلف النبلاء

فقط عندما أصبح بالغا ظهر في الدوائر الاجتماعية الأساسية.

أنه ابن لقيط، ولم يدرس في آبستيم، و ظهوره الأول كان متأخرًا.

ومع ذلك، جذب" السقوط المفاجئ للملاك " قدرًا كبيرًا من الإهتمام في المتجمعين الذين أحبوا القيل والقال، واستغل إيثان ذلك وسرعان ما استقر منصبه في المجتمع.

شعرت بالتعاطف والشفقة تجاهه، لم أذهب إلى آبستيم أيضًا، وكنت دائما ضلاً لراي.

ومع ذلك فقد أردت جذب انتباه الناس، ربما لأنِ كنت مثله تمكنت من معرفة طبيعته المتلوية والخبيثة خلف قناعه الزاهي.

'هل هذا هو سبب بكائه كثيرًا؟……'.

اذا حاول الدوق إخفاءه دائما في المنزل لأنه ابنه غير الشرعي، فهذا سبب وجيه.

'لأنِ مثلك'.

بكيت كثيرًا بسبب كارنون، لأنه لم يعترف بي مطلقا، وعلى عكسي، راي كان لديه كل شيء.

مشهد إيثان وهو وحيد وجسده ينكمش وهو يبكي جعل قلبي ينبض، مشاعري القديمة تتشابك.

'يحتاج إيثان للبقاء وحيدًا……'.

الشخص الذي قادني لطريق الطغيان وقام بقطع حلقي أيضا.

دُفنت قدمي بالرمال لأنِ لم اتحرك أبدًا، رغم علمي بعدم وجود موضوع جيد للحديث عنه.

كنت أعرف بالفعل سبب عدم إدارتي لظهري لبكاء إيثان.

إذ لم يخطو إيثان في طريق الشر.إذا كنت تستطيع أن تعيش حياة جيدة مثلي.الن تمنح عودتي للحياة حياة جديدة لإيثان؟

انتظرت مع هبوب نسيم البحر حتى يتوقف عن البكاء.

نظر إيثان إلى البحر بعيون حمراء كما لو كان قد هدأ بعد بكائه حتى استنفد طاقته.

حركت قدمي التي كانت عالقة في الرمال لفترة طويلة واقتربت منه.

كلما اقتربت، أصبح وجهه الحزين أكثر وضوحًا.

"مرحبا".

إيثان برونتي، توسعت عيناه الذهبيتان الدائريتان عندما حييته، كانت عيناه حمراء من كثرة البكاء، وخديه وكمه المبللان بالدموع واضحة للعيان.

كان متفاجئا جدًا لدرجة أنه لم يدرك أنني اقتربت منه لدرجة لم يعد يستطيع الهرب مني.

"أه، أه ....".

اعتقدت ان كلمة " أهلا "ستظهر لكن الأمر لم يكن كذلك.

وقف إيثان بدلا من رد التحية وتراجع كما لو أنه رأى وحشًا.

وقبل ان اقول الكلمة التالية، هرب دون أن ينفض ملابسه الملطخة بالرمال.

مثل سندريلا التي غادرت قاعة الرقص قبل انتهاء وقت السحر، سرعان ما اختفى إيثان تماما فوق الصخرة البعيدة.

"أه……".

ما كان يجب أن أتحدث معك، كان علي ان اتركك تبكي لوحدك.

هل كنت تحاول التظاهر بأنك مثير للشفقة؟

عندما توقفت مصدومة، حدق ستيڤن بي بصراحة.

بدا أن عينيه السوداوتين تقول" هل امسكه لك؟ " فهززت رأسي.

* * *

بمجرد انتشار الأخبار عن أن الأميرة الإمبراطورية موجودة، اندفعت السيدات في إرسال الرسائل إلى القصر.

وقد بعثو عدة رسائل بحجة تحية الأميرة.

ما الذي ينفعهم من الاقتراب مني، ولكن بالنسبة للنبلاء المحليين، فإن إنشاء علاقة مع الأميرة أمر جيد جدًا.

هبت عاصفة في حياتي اليومية لدرجة أنِ رغبت بإسكاتهم.

'نعم، سأقول مرحبا وانهي الحديث'.

مجهزة بقلب انسان جيد، دعوت السيدات إلى الملحق.

ومع ذلك، أدركت مرة آخرة مدى صعوبة عيش حياة جيدة.

"آه، أنتِ لطيفة جدًا!".

من هذه؟ من هؤلاء أيضا؟

نظرت حولي بعيون ثاقبة إلى السيدات المحيطات بي، لكنهن كنّ منسجمات في عالمهن الخاص ولم يهتموا بنظراتي.

"آوه، أنتِ تبدين مثل الدمية!".

"قلتي إنكِ مريضة، لكنكِ نحيفة للغاية. تناولي المزيد من الطعام اللذيذ هنا".

سخرت هذه السيدة في وجهي، كن متشوقات للمساهمة كما لو أنهم يعتقدون انِ ابنة أخيهم أو شيء من هذا القبيل.

شعر أشقر مجعد، عيون زرقاء مستديرة، جسمها صغير بالنسبة لعمرها، كانوا سعداء جدًا أثناء رؤيتهم لملامحي وثيابي الباهظة.

كانت كل أنواع الطعام الذي كانوا يعطونني أياه مكدسة أمامي على الطاولة.

"كلي بعض من هذا أيضًا".

"شكرا لاهتمامك، لكنِ أستطيع تناول طعامي بمفردي".

اضطررت إلى رفضهم مرارًا وتكرارًا بسبب تفكير السيدات المفرط.

أمسكت بالشوكة ووضعتها في فمي كما لو كنت آكل في الحقيقة، مما يعني أنِ أردت التوقف عن الأكل.

"أنتِ ذكية جدًا! ولستِ صعبة الإرضاء……كما هو متوقع من العائلة الإمبراطورية".

"أه، أنظري إليها ياسيدتي، إنها لطيفة جدًا. و تأكل وتمضغ جيدًا".

ما الشيء العظيم في أكل الفطر؟ إن السيدات يضحكن.

أه أنا متعبة، شعرت انِ محاطة بمئة نسخة من راي.

"لا أستطيع أن أصدق أن مثل هذه الطفلة اللطيفة هنا وحدها".

"أود دعوة الأميرة إلى منزلي. على الرغم من أنه رث مقارنة بهذا القصر، لن تكون وحيدة".

لا، أنا هنا لأستمتع بوحدتي.

"حقا، جلالتك، لماذا لا تأتين إلى منزلنا وتقضين بضعة أيام معنا؟".

تحدثت بابتهاج كما لو كانت تحاول أن تتخذ دور الأم.

بدى أن معرفتها بفقداني لوالدتي منذ الولادة حفز طمعها.

سيكون تعاطفها كافيًا لفتاة صغيرة لم تكبر في حب والدتها بل تظل بمفردها في القصر الكبير. ومن الٱمن أن تطمع وتنهب.

"شكرا لكِ على كلماتك سيدتي، ولكن لا ينبغي أن أزعجك".

"آه، ماذا تقصدين بالإزعاج؟ أنتِ لستي مصدر إزعاج أبدًا، إنه لشرف كبير لي ان تأتي الأميرة إلى منزلي".

لا، أعني، هل انتم رفاقي؟ لا بل مصدر إزعاج فقط.

ابتسمت وانا احاول ان اتمسك بـطيبة قلبي.

" أنكِ تشعرين بالوحدة والملل عندما تكونين بمفردك في قصر المصيف هذا".

"لا، أنا بخير".

"كيف يمكنكِ أن تكبري بهذه السرعة ...…. إنتِ ناضجة أيضًا".

لا، لا بأس حقًا، أنا اخبرك، تقبليني كما أنا، رجاءً.

"أنتِ في سن اللعب مع الأصدقاء".

لا، لقد تجاوزت هذا العمر.

"طفلتي في نفس عمر الأميرة، لذا يجب أن أحضرها لتلقي التحية".

ماذا؟ رفعت رأسي وحدقت في السيدة التي طرحت هذه الفكرة.

ومع ذلك، قالت الزوجات الأخريات إنها فكرة جيدة وأن عليهن إحضار أطفالهن للعب معي.

'ما هذا الهراء الذي قُلتِه؟'.

تخيلت أطفالًا في سن العاشرة تقريبًا يركضون في أرجاء القصر المنفصل و يتشبثون بي.

دخلت صورة الحديقة التي كانت مليئة بالأطفال الذين يتمتعون بقوة بدنية جيدة ولم ينموا لهم بعد خصائص جسدية ثانوية لتحديد جنسهم بوضوح في عيني.

فرقعة!!

قصري المسالم أصبح في حالة من الفوضى، على هذا المعدل سأصبح جليسة أطفال!

أنه من الصعب بالفعل التعامل مع طفل واحد، لكن كم عدد هؤلاء؟!.

" من العسير أن أقوم بمطاردتهم لانِ اتعافى حاليا بالفعل، سأدعوكم لاحقًا بشكل منفصل عندما أتحسن".

أخفيت قبضتي المشدودة بالفعل ورفضت اقتراحهم بأدب مع ابتسامة لطيفة، كان علي الدفاع عن القصر للمحافظة على السلام.

"لا يمكنكِ الخروج للعب حتى في هذا العمر، لذا……! يجب أن أعطيك بعض الأدوية المعروفة هنا على الأقل".

"لا، شكرًا لكِ، لكنِ مكتفية بأدويتي الحالية".

لوحت بيدي أيضًا. من فضلكِ لا ترسلي لي ذلك. يمكنني علاج مرضي اذا تركته وشأنه فحسب.

"هوهو، حتى لو كانت الأميرة ناضجة فهي في النهاية طفلة. أنت لابد أنها لا تحب الأدوية والطب".

"أن الأطفال عادة يقومون باستعمال كل الحيل بجعبتهم لتجنب تناول الدواء المر".

ضحكت السيدات فيما بينهن مرة آخرى.

كلما تحدثنا سويًا، زاد سوء الفهم. التفت إلى كلارا وستيڤن وأرسلت رسالة غير مباشرة بنظراتي لهما لمساعدتي في الخروج من هذا الموقف، لكن كلارا كانت تشاهدنا بابتسامة سعيدة و وقف ستيڤن صامتًا مثل الحجر.

عوضًا عن ذلك، كانت كلارا أكثر ثرثرة من المعتاد، بالطبع، للدفاع ضد الهجمات الشرسة التي وجهتها السيدات لي، لكنها نظرت إلي وأومأت يديها بإحكام كما لو أنها اعتقدت أنِ استعدت حيويتي.

'آه يا إلهي، لا أحد يساعدني!'.

نعم، من المفترض ألا أكون وحيدة في حياتي.

لكن العالم بنفسه له طريق وحيد له وكل بشري يولد وحيدًا و سيموت وحيدًا.

"الأميرة".

ثم تواصلت معي امرأة كانت تجلس وحيدة في الزاوية.

'دوقة برونتي'.

"أود دعوتك إلى منزلي في يومٍ ما، هل هذا يناسبك؟ وأعدك بأنِ لن اعالجك أبدًا بالأدوية المرة".

سألتني الدوقة بصوت فخور، دوق برونتي، وإيثان برونتي.

تذكرت إيثان الذي كان يبكي آخر مرة، ثم ترددت للحظات وأومأت برأسي.

"سأكون ممتنة لو قمتي بدعوتي".

قررت إضافة " إصلاح شخصية إيثان " إلى مجموعة أهدافي المترتبة تحت عنوان " عيش حياة جيدة ".

•••

[THE END OF CHAPTER].

INSTAGRAM:Evaa.81194

ترجمة: ايـڤـا.

2022/08/10 · 671 مشاهدة · 1413 كلمة
نادي الروايات - 2025