[تجاهلوا الاخطاء الاملائية].
في تلك اللحظة، كما لو أن الوقت توقف، هب نسيم ورفرف شعره الفضي المتألق.
وكما لو ان الشمس احتضنت بشرته الشفافة في جوفها، تألقت عيناه الذهبيتان أكثر.
ومن مكان ما، طارت بتلات الزهور من الريح وهبّت حوله، وبدأ رائعًا جدًا.
'......لهذا السبب يموت الناس'.
وكان قلبي ينبض الآن أيضًا.
"قلتي لي أن آتي لزيارتك عندما أشعر بالملل".
قال ايثان ان هناك بعض الجلبة ورائي أيضًا.
عندما استدرت، كانت كلارا والخادمات في الحوزة يقفن ورائي وينظرن الى ايثان، لابد أنهن يثنين على مظهر ايثان من خلال التحدث و رفسهن بأقدامهن.
"لماذا لم تّعلمني أولا؟ لم أكن أعلم أنك قادم……".
"هل كنت وقحًا بمجيئي لك من دون إعلامك؟!".
"المعذرة، لكني تفاجئت عندما خرجت من العدم".
"ظننت أنكِ ستلاحضيني أولا، لكنك كنتِ منغمسة في تفكيرك لدرجة أنِ اعتقدت أنني لا يجب أن أقاطع تفكيرك".
قال إيثان أنه كان سيلتزم الهدوء حتى أُنهي التدريب.
"لم أكن اتوقع ان تلاحظني بهذه السرعة".
"اعتقدت انك ستيڤن لوهلة……".
إبتسم إيثان وأخرج منديلاً ومد يده لوجهي.
"يبدو أنكِ بصحة جيدة، لهذا تبدين نشيطة".
إبتسم ايثان وقام بمسح العرق من جبهتي و وجنتي.
لقد تقلصت رقبتي بسبب تفاجئي من لمسته الغير متوقعة.
"أنا هنا لأتحسن……".
"أرى".
إبتسم إيثان بعد مسحه العرق من وجهي.
شعرت بالحرج ورفعت يدي لكي اشتم رائحتي.
لم أكن عطرة جدًا لأنِ تعرقت سابقًا.
"انا آسفة إيثان، لقد تعرقت كثيرًا".
تراجعت خطوة واحدة عن إيثان الذي كان نظيفًا وعبقًا.
ثم ابتسم إيثان ابتسامة صغيرة وهز رأسه.
واقترب مني خطوة واحدة ليعيد نفس المسافة سابقًا.
"على الرغم من أنكِ قريبة جدًا لكني لا أستطيع شم أي رائحة، لكن تنبعث منك رائحة العشب والرياح عوضًا عن ذلك، وهي رائحة جميلة".
ثم أمسك إيثان بيديّ.
لم أدرك ما فعله إلا بعد أن حملني، لكن يديّ كانتا لزجتين من العرق.
بدا لي أنه قد يشعر بالإهانة بسبب اتساخي، لذلك حاولت سحب يدي بعيدًا، لكنه ابتسم واخذني للداخل وكأن شيئًا لم يحدث.
"لقد أخذتك في جولة حول قصر الدوقية في آخر مرة، لذا أرجوك خذيني في جولة حول قصرك هذه المرة".
"لكن عليّ أن اغتسل".
"ثم، يمكننا أن نبدأ الجولة برؤيتي لحمام الملحق أولا".
"ماذا…؟".
ماذا يقول؟
الحمام مساحة للاستحمام.
رفعت دوروثي حاجبيها في حرج.
"سأغسل وجهي، عليك غسل يديك أيضًا ".
رمش إيثان بيعينه للحظة، وقال ذلك براءة.
كانت عيناي فارغة لتفكيري بطريقة غير محترمة لأنِ فكرت في الاستحمام للحظة.
"آه نعم…لغسل وجهك".
سحب إيثان يدي للذهاب.
لكن مهلاً، هل أنت بحاجة للذهاب الى الحمام لغسل وجهك.
عادة، يمكنك إستدعاء الخدم لجلب وعاء لغسل وجهك، أليس امرًا يفعله كل النبلاء؟
عندما فتحت عيني في وقتٍ متأخر بسبب حيرتي، إبتسم إيثان قليلًا.
"إنها مزحة يا أميرة، سأكون في إنتظارك في غرفة المعيشة، جهزي نفسك وتعالي إلي".
هذا ما قاله.
كيف يمكنك أن تقول شيئا كهذا في هذا العمر؟
كان لدى إيثان قوة كبيرة في التلاعب بالناس والتحكم بهم.
* * *
اغتسلت وارتديت ملابس جديدة.
وقدمت لإيثان قصر الحوزة.
"غرفة جلالتك……أنها انيقة للغاية".
حاول إيثان مدح غرفتي المتواضعة.
لم تكن غرفتي مكانًا للعب الأطفال.
لا توجد العاب، ولا يوجد أي شيء قد يثير الفضول.
أنها مكان بسيط وعادي.
غرفتي لم تكن هكذا قبل عودتي.
بعد أن حصلت على كل رغباتي واشبعتها.
جمعت مختلف الأشياء و زينت غرفتي.
اكتملت زخارف أشهر الحرفيين عندما قمت بشراء حقوقهم، وقمت بجمع السيوف الشهيرة و وضعتم على جدار واحد.
وتم استخدام اللوحات الجميلة خلفية لصوري.
وتم إرفاق أشهر المنحوتات في كل ركن من أركان الغرفة.
في ذلك الوقت، كنت آمل أن تكون غرفتي أكثر جمالاً من غرفة راي أو أي شخص غيره.
لذلك أكد المؤرخون في المستقبل أن غرفتي كانت كفن لن يوجد سوى مرة واحدة في التاريخ.
لكنِ أدركت أن كل هذا عديم الفائدة والمنفعة في نهاية حياتي.
مهما ملأتها، ستضل فارغة.
لقد حصلت على كل شيء بالفعل، لذلك ليس لدي رغبة في الحصول على اي شيء بغض النظر عما أراه.
لذلك، كانت غرفتي في قصر الحوزة من الصعب أن أقول إنها كانت غرفة أميرة إمبراطورية.
"من الجيد أنِ احضرت هدية لك".
"هدية؟".
"تا دا، لقد قمتي بدعوتي لكن لا يمكنني المجيء وانا خالي الوفاض".
ما أخرجه من حضنه بعد ذلك كانت قلادة متدلية رائعة مرصعة بخمس جواهر حمراء مظهرها أوضح أنه تم صياغتها بعناية.
داخل القلادة تم رسم صورة ملاك جميل وزهور.
علي الرغم من أني رأيت الكثير من الأشياء الفاخرة، لا شك أن هذه كانت ذات قيمة كبيرة.
لطالما كان ذوق إيثان يروق لي منذ الأيام الخوالي، وكذلك كانت هذه القلادة.
لو حدث هذا الموقف قبل عودتي، لكنت بالتأكيد مسرورة بهدية إيثان و رديت عليه بالمثل أو بأكثر.
"من اين حصلت على هذا؟".
"ماذا تقصدين، من أين أخذتها؟ ما زلت برونتي".
وأشار إلى أنه كان ابن دوقٍ وليس ابنًا غير شرعي.
وكان هناك الكثير من الأخذ والعطاء هذه المرة.
"ليس من الجيد لي أن استلمها لكنها جميلة جدًا،لذا استعدها".
شعرت وكأنها رشوة، لذا دفعت يد إيثان بعيدًا.
"نعم؟……".
"أنا مصدقة لك وممتنة لمشاعرك".
"ألم تحبي هذه القلادة؟".
"لا، انها قلادة رائعة".
"إذا كانت رائعة لماذا لم تأخذيها؟ ألا تحبين هذا؟".
استجوبني إيثان وعيونه الذهبية تلمع.
كان لديه وجه جميل، لكن بطريقة ما، بدى أنه يضغط عليّ لقبولها.
كان يبدو كأنه يتوسل لقبولها.
"لقد التقينا للتو، أعتقد أنه من الأفضل أن تعطيها لشخص قريب وثمين حقًا".
أزعجني رد فعل إيثان قليلاً، لكنني رفضت مرة أخرى.
"شخص قريب وثمين……".
قام بتكرار كلامي بطريقة فظة وضحك بمرارة.
" أن الأميرة كانت قريبة وثمينة وظننت انكِ تبادليني الشعور بالمثل، لكن لابد أنه عكس ذلك".
أعاد إيثان القلادة بهدوء.
"لابد انِ كنت متحمسًا بعض الشيء بمفردي، كانت هذه هي المرة الأولى التي يزورني فيها أحد ويدعوني للمجيئ إليه، لذلك أعتقدت أن من الواجب عليّ إحضار هدية لطيفة، أنا آسف إذا قمت بإزعاجك".
"آه……".
إيثان، أطيب رجل، لما تبتسم بمرارة وانت تحمل هذا الوجه الجميل.
لديه موهبة لجعل الناس يشعرون بالضيق على الرغم من صِحة كلامهم.
لكن إيثان توقف عن الحديث عن القلادة وضل ينظر حول غرفتي.
بفضل ذلك، عاد الجو خفيفًا كما كان وتمكنت من عدم تحميل نفسي بهمه.
"ما هذه الرسالة؟".
سأل إيثان وهو يبحث في الغرفة عن أي شيء مثير.
"رسالة؟".
حيث أشار إيثان كانت رسالة لم أفتحها بعد.
"إنها من العائلة الإمبراطورية".
تم ختم الرسالة بنمط عائلة ميلانير.
الختم الذي تم وضعه باللون الازرق لإظهار صدق المرسل، لكنها لم تكن رسالة جيدة بالنسبة لي.
"إنها ليست مهمة".
حتى دون النظر عن كثب، كان من الواضح أنها كانت رسالة من راي.
أرسل راي لي الرسائل بانتظام بعد مجيئي إلى هنا، لكنِ لم أفتح واحدة حتى.
لا أفهم سلوكه في إرسال رسائل بلا إجابة مرارًا وتكرارًا، لكن غباء راي لم يكن مجالًا يجب أن أفهمه.
"إذا كانت من العائلة الإمبراطورية، فقد تكون مهمة، ولكن إذا كان ذلك بسببي، فتجاهليني وقومي بالرد......".
"لا".
يمكنني تخمين المحتوى بالفعل.
من الواضح أن محتوى الرسالة كله عن تذمره بسبب حياته كطالب وولي العهد في آبستيم.
وأنا متأكدة أنه يشكو من ذلك.
في الماضي، واجه راي صعوبة بالغة لكيّ يدخل إلى آبستيم فقط.
على عكسي، لم يكن ذكيًا جدًا.
بعد دخوله آبستيم بصعوبة بعد التعليم الخاص والشامل للعائلة الإمبراطورية الذي تلقاه.
كان دائما في المركز الأخير.
كان اداؤه جيدًا في ركوب الخيل، والمبارزة، ومهارات القوة البدنية، لكنه كان فاشلاً فيما تبقى.
اذا قلت انه كان حائزًا على المركز الأخير حتى بعد حصوله على درجات ممتازة في فن المبارزة وركوب الخيل، يمكنك أن ترى ببساطة مدى سوء وضعه.
'هذه نتيجة استمرارك في الحفر والزراعة سرًا…'.
لو كنت أنا من ذهبت إلى آبستيم، ما كنت سأفقد تلك الفرصة الذهبية قط.
كان عليّ أن أتعلم بنفسي ما يمكن تعلمه بسهولة من قبل أساتذة جيدين.
التفكير في ذلك جعل معدتي تغلي للمرة الثانية.
لم يكن لدي معلم جيد، وكان عليّ أن أتعلم بنفسي وأرفع معلوماتي من خلال جمع كل شيء أسمعه في رأسي.
بالتأكيد كنت ذكية، على الرغم من أنِ لم أتعلم بشكلٍ صحيح أبدًا، إلا أنِ كنت شخصًا لا يستهان به في المناقشات حول آبستيم.
استطعت فهم كل العبارات والمفاهيم النبيلة التي استشهد بها النبلاء.
وقصص التاريخ الطويل، وحتى المعاني الخفية الواردة فيها.
كانت المشكلة فقط أن الجشع أعماني.
على اي حال، قررت عدم فتح رسالة راي.
سأكون غاضبة إن رأيته يتذمر من آبستيم.
أنه افضل شيء يمكنني فعله من أجلي وآجله.
"يمكنني رؤيتها لاحقًا".
لن أقرأها.
نظر إيثان إلي والرسالة بالتناوب ثم نظر بعيدًا مرة أخرى.
"ليس هناك الكثير لتراه، أليس كذلكّ".
"بصراحة أجل، اعتقدت أن غرفتك ستكون رائعة للغاية، لكنها لم تكن كذلك".
ضحك إيثان قائلاً: "اعتقدت انِ سأجد صورة معلقة، او مزهرية أو مرآة ذات زخارف ملونة، أو منبه ثمين".
ثم توقف إيثان وعيناه كانت مركزة على الطاولة المجاورة للسرير.
"ماهذا؟!".
"آه، هذا…".
ما أشار إليه إيثان هو منديل مطرز يحتوي على شعار فريد.
الشيء الوحيد الذي أحضرته معي من القصر.
أنه المنديل الذي قام ثيون بمسح دموعي به عندما اسقطني.
سرعان ما قمت بوضعه في الدرج.
"لا أعتقد أنه من منديل فردِ من العائلة الإمبراطورية……".
"نعم، لقد قام احد ما بإهدائي هذا المنديل".
أنه ليس كذلك دوروثيا، إنه ليس هدية.
إنها هدية لشخصٍ آخر، لا، ليس الأمر انِ لم أتمكن من إعادته.
لكنِ لم أعده قصدًا.
المزيد من الأكاذيب والذنوب.
جعلني هذا المنديل اكذب.
عندما أعود إلى القصر، سأعيدها لثيون.
كان يمكنني إعادته في حفل تتويج ولي العهد، وأن أطلب من راي إعادته له في آبستيم، أو كان يمكنني تركه للخدم ويعيدونه لاحقًا.
لكنِ مازلت أحتفظ بمنديله كحجة كوني لست متواجدة حاليًا في القصر.
'قد يقول شخص ما انِ منحرفة'.
لا أصدق أنِ احتفظت بمنديل شخص آخر بجوار سريري.
'لكن…لم اقم بسرقته، ولابد ان ثيون نسي أمره'.
•••
[THE END OF CHAPTER].
INSTAGRAM:Evaa.81194
ترجمة: ايـڤـا.
(ا/م: شرايكم بالدفعة بس؟! ( <( ̄︶ ̄)>