[تجاهلوا الأخطاء الإملائية].
"حسنًا! خذيها إن أردتي!".
"هاه… خذها، لست بحاجة إليها".
تحدثت بهدوء وقمعت غضبي.
"الدم، الستِ بحاجة إليه؟".
نظر إلي الصبي بصدمة.
"لا يوجد سبب لكيّ اتلقى البطاطس منك".
"لكن بفضل الدواء الذي قمتي بتوزيعه، نجى أخي! اللعنة يارجل…كاد يموت حقًا!".
"ماذا؟".
" لقد أنقذتِ حياة أخي، اللعنة عليك! عليّ أن أرد جميل صنعك!".
مسح الصبي عينيه بكمه.
ربما كان أحد المستفيدين من علاج الطاعون الذي قمت بتوزيعه، إنه لأمر جيد نجاة أخيه بفضل العلاج…اللعنة، لكن لماذا تلعن!.
كل من يراه سيظنه عدو.
تعلم هذا الصغير الكلمات المسيئة فقط، كما يقول المثل فإنك تستطيع تسديد ألف دين بكلمة واحدة، لكن هذا الشخص سيجمع ألف عدو بكلمة واحدة فقط.
نظرت إلى البطاطا التي جلبها.
لقد كان عددها غير كافي حتى لتكلفة الدواء.
لن يشتريها أحد حتى لو طُرحت في السوق بسبب جودتها الرديئة.
ومع ذلك، شعرت ببعض الغرابة عندما اعتقدت أنه سلك طريقًا طويلا إلى هنا لمحاولة الرد على اللطف الذي تلقاه.
الحبات صغيرة، لكنها ثقيلة على أي حال، ولا توجد طريقة لشخص مثله لكيّ يأتي إلى هنا على ظهر خيلٍ أو عربة.
"اللعنة، لقد فعلت ما قالته لي أمي، لا تعش والديون تتراكم على ظهرك، لذا لا تشعري بالحرج وخذيها!".
الحرج؟
ابتسمت إبتسامة عريضة لأن البطاطس كانت ثقيلة للغاية.
"أنت طفولي".
"ماذا تقصدين أيتها الطفلة؟ أنا أطول منك!".
نعم، كنت أقصر قليلًا من ذلك الطفل.
"آه…لكن لا يوجد فرق كبير في الواقع".
عندما التقي بأطفال غرباء، خاصة عديمي النضج، كنت انسى غالبًا أنِ اقصر منهم.
"على أي حال، ما اسمك؟".
"......جوي".
توقف الصبي الصغير عن القتال مع ستيڤن وأجاب بطاعة.
اعتقدت أنه صبيّ صغير بشعر قصير وملابس فضفاضة وفم قذر، لكن عندما نظرت عن كثب، أدركت أنها فتاة.
"أين تعيشين؟".
"لماذا تسألين؟".
عندما سألتها عن معلوماتها الشخصية، كانت عيون جوي في حالة تأهب.
بدت خائفة من أن تعاقب بسبب الجلبة التي أحدثتها.
أنها خرقاء، لكن لديها بعضٌ من اليقظة.
"كم يبعد عن هنا؟".
"سيرً على الأقدام……حوالي ساعتين، لذلك لم أستطع العودة دون مقابلتك!".
صرخت جوي بهذا كما لو كانت تحاول التبرير لجلبتها.
مسيرة ساعتين في اتجاه واحد، لقد قطعت شوطًا طويلاً وهي تحمل هذا الكيس الثقيل.
حسنًا، من الممكن زراعة حبات البطاطس هذه في أي مكان في حديقة كبيرة كهذه.
"حسنًا سأخذها، لأنكِ بذلتي جهدًا كثيرًا لكيّ تحضريها لي".
أشرق وجه جوي حينها.
بعدها، قام ستيڤن بربط كيس البطاطس وحمله.
ثم أمسكت جوي يده بذعر.
"مهلاً! عليّ إعادة الحقيبة! هذه لي! خذ البطاطس فقط!!".
كانت حقيبة رثة وقديمة، لكن يبدو أن لها قيمة كبيرة عند جوي.
في النهاية، اضطر الخدم إلى إخراج البطاطس من الكيس.
كان بإمكاني رؤية وجوههم المتذمرة وهم يقولون هذا داخليًا.
'هل يجب ان افعل مثل هذا الشيء المزعج بسبب أكياس قديمة تباع في كل الأرجاء'.
عندما أفرغ الخدم جميع الأكياس، اقتربت جوي منهم.
"انتظري، لا تأخذيها".
لكنِ لم اعطي جوي الحقيبة وهي فارغة.
نظرت الي جوي بحرج.
"مجنونة، هذه الحقيبة لي!".
"توقفي عن اللعن، سأقولها مرة تلوَ الأخرى، إنه تجديف للعائلة الإمبراطورية".
"وإذن…… أنها ملكي على أي حال!".
حاولت جوي القفز نحوي مرة آخرى.
وأوقفها ستيڤن ببساطة.
لم أهتم حين ضربت ستيڤن وعضت حذائه الجلدي بأسنانها وتحدثت مع كلارا.
"كلارا، قومي بملء هذا الكيس بالبطاطس".
"البطاطس؟".
"نعم، ليست البطاطس التي تلقيتها للتو، بل من المطبخ".
توجهت كلارا الى المطبخ حسب أمري
لم تسمعني جوي لأنها كانت تعاني مع ستيڤن.
انتظرت كلارا وأنا أشاهد جوي تضرب ستيڤن بقبضات مثل القطن.
أنها شجاعة و لا تخاف، ورأسها ممتلئ بالإصرار.
كان ستيڤن الضخم مخيفًا، لكنه تمسك بمعركة لم يكن للطرف الآخر فرصة للفوز فيها.
وبعد صبر ستيڤن لمدة وجيزة، عادت كلارا مع الكيس الممتلئ بالبطاطس.
"لقد جلبته، جلالتك".
كان الكيس الذي أحضرته كلارا مليئًا بالبطاطس الناضجة و الرقيقة.
"تعالِ جوي، سأعيد لك حقيبتك".
أثناء القتال ضد ستيڤن، تناوبت نظرات جوي بيني وبين الحقيبة الضخمة.
"اللعنة! لا يوجد سبب لكيّ تهديني هذه البطاطس!".
رأت جوي البطاطس في الكيس و صرخت.
لكن بينما ظلت تلعن، لم تستطع إخفاء ابتلاعها للعابها.
البطاطس أكبر من قبضة يدها، والتي لن تراها عادة بهذا الحجم.
إذا أخذتها، سيكون لديها هي واخيها طعام يكفي لبضعة أيام.
"إنها مكافأة على مدحك لي".
"لم أثنِ عليك مطلقًا!".
"احضرت لي كيسًا من البطاطس بعد السير لمدة ساعتين واخبرتني بكل ما فعلته و نتائج ذلك".
"أنا؟ لم أقل أي شيء جيد قط".
ابتلعت الصعداء في الإجابة احادية البعد.
نعم، لم تقوليها بفمك أبدًا، لكنك اظهرتي هذا بأفعالك.
انا ممتنة لها بما يكفي لارد لطفها بشيء يخفف معاناتها.
"أنتِ الشخص الوحيد الذي جاء لرد الجميل".
لم يكن علاج الوباء أكثر من وسيلة لتحقيق هدفي.
القرارات الميكانيكية التي اتخذتها لتحقيق هدفي بالعيش بإحسان.
سمعت ان الكثير من الناس نجوا بسبب العلاج.
لكنِ لم أدرك ذلك حتى الآن.
لأثبت لنفسي أن الأعمال الصالحة بالحبر والورق لا فائدة لها دون رؤية نتائجها.
لم أستطع التحقق بأم عيني مما إذا كانوا بصحة جيدة ام لا، ولم يخطر في بالي مدى قيمة هذا الشيء في الواقع.
لكن بفضل جوي، شعرت بالسعادة بما فعلته.
على الرغم من كونها عبارة عن بطاطا رثة مقارنة بالتي في مطبخ القصر، إلا أنني شعرت بالثناء على ما فعلت لأول مرة.
لقد عرفت أن بعض الناس شكروني كثيرًا.
سيتذكروني كشخصٍ جيد، كما أن والدي، كارنون، سيبتعد عني هوَ وثيون، ولن أتعرض لأي انتقاد حول كوني طاغية.
لأكون صريحة، لقد تأثرت قليلًا، لكن الجو دُمر بسبب سماعي لتلك اللعنات.
"ستكون ثقيلة، لذا سأرسلك في عربة لكيّ تعودي إلى منزلك".
"لكن……".
"قلتِ أن أخيك مريض،بغض النظر عن مدى صحتك، ألا يجب أن تأكلِ جيدًا وتحافظي عليها؟".
"......".
تضاءل سخط جوي عند الحديث عن أخيها الأصغر.
نظرت جوي إلي وتمتمت مرة أخرى.
"اللعنة، انتظري فقط، سأرد بالتأكيد مقابل هذا في المرة القادمة".
"إذا سمعك أحد، سيعتقد أنكِ ستعودين للإنتقام".
انفجرت في الضحك بسبب كلمات جوي المهددة.
ثم تحول وجهها للون الأحمر ولم تنظر إلي مرة آخرى.
هناك جانب لطيفٌ منها بشكلٍ مثير للدهشة.
"ضعه في العربة وابعده لكيّ تسترخي".
جعلت عودة جوي إلى منزلها يسيرة.
أثناء تحضير الخدم للعربة، وقفت جوي ورأسها للأسفل طوال الوقت كما لو كان هناك وتد يُثبت قدميها، ثم فتحت فمها.
"...... شكرًا لك".
"ماذا؟".
"اللعنة، شكرًا لك!".
صاحت جوي، التي كانت أذناها حمراء بهذا وهي تنظر للأرض.
بدى صوتها كما لو كانت على وشك البكاء.
"......إذا شكرتني مرتين، سأمسك بكِ من رقبتك".
ضحكت فقط على طريقة شكرها القاسية.
وبهذا، يبدو أن بإمكاني ملئ قائمة هدف
" تلقي الشكر ثلاث مرات في الأسبوع"
بأمان.
•••
كانت دوروثي تحب صوت اشتباك السيوف، كان حبًا طبيعيًا، لكن.
"جلالتك!......".
"......".
كان أمر آخر أن تغضب في كل مرة يتم فيها حظر سيفها الذي استخدمه مرارًا و تكرارًا من خلال حركات يد ستيڤن الهادئة.
والأسوأ من ذلك، إن كانت لا أستطيع كسر موقفه الخفي المتمثل في وضع يده الأخرى خلف ظهره و الاكتفاء بواحدة لكيّ تبارز.
كان العرق يتساقط من جبين دوروثي وينزل من أطراف شعرها المبتلة.
'لماذا جسدي ليس قويًا مثل السابق!'.
قبل العودة، كانت مهاراتها قابلة للمقارنة مع ستيڤن، لكنها الآن بطيئة وقصيرة وعاجزة وهجماتها مهتزة.
ما كانت قادرة على فعله بالأصل لم ينجح حاليًا، لذلك استاءت من قلة خبرتها.
"أميرة! افعليها باعتدال و تقدمي!".
صرخت كلارا التي كانت تراقب دوروثي و ستيڤن من الشرفة في الطابق الثاني، لكن دوروثي ظلت صامتة.
دوروثي تبلغ من العمر أثني عشر عامًا.
لقد مرت ثلاث سنوات منذ أن بدأت بحمل السيف، لقد ارتقت مهاراتها بالفعل إلى مستوى الفرسان المتدربين، لقد كان إنجازًا رائعًا.
لكن مهما كانت قوية، من المستحيل هزيمتها لستيڤن، أحد الفرسان الرسميين.
بغض النظر عن العمر والمهارة، إنها حقيقة طبيعية.
'ستيڤن فارس اكبر وأكثر خبرة منها، لماذا تريد الفوز كثيرًا؟!'.
اعتقدت كلارا أن تصرف دوروثي غريب جدًا.
ما مدى عناد الأميرة التي عادة ما تظل هادئة وتستمع إليها لكيّ تكون بهذا الإصرار من أجل الفوز على ستيڤن؟
'ومع ذلك، لا يمكنني منعها وانا أراها منغمسة في هوايتها المحببة بهذه الطريقة'.
كانت دوروثي، التي دائما ما تكون صريحة وغير متحمسة لأي شيء بتة، هي الوحيدة التي انغمست وعملت بجد لكي تطور نفسها.
الإفراط في ذلك هو عيبها الوحيد، لكن اعتقدت كلارا أنه لأمر جيد اهتمام دوروثي بفن المبارزة.
كان جسد دوروثي يتمتع بصحة جيدة لدرجة أنها لم تعد تقلق بشأنها بعد الآن، لكن بغض النظر عن مقدار قوتها، من الصعب إمساك السيف والتدرب من شروق الشمس حتى وقتٍ متأخر من الظهيرة.
"أميرة!".
لم تستمع دوروثي لأي نداء.
كانت منغمسة في ذلك، فكرت كلارا فيما كان يجب عليها أن ترمي نفسها بين هَذين الاثنين أم لا.
نظر ستيڤن إلى دوروثي بعد سماعه لصراخ كلارا، لم تستطع دوروثي الانتباه على كلام كلارا ولم تظهر اي نية في الاستسلام او التوقف.
"......".
بينما كانت دوروثي تأرجح السيف الخشبي دون توقف، في لحظة، أمسك ستيڤن بالسيف في يدها.
عندما انتبهت إليه دوروثي، ادخل ستيڤن السيف في الغمد كعلامة للإنسحاب.*
بالإضافة إلى ذلك، كادت كلارا أن تقفز بينهما بعصا المكنسة.
فهمت دوروثي ما يعنيه ستيڤن، لكنها جعدت جبينها.
"لكن لما لم تدخل سيفك في الغمد! هل تسخر مني لكوني ضعيفة الآن؟".
•••
[THE END OF CHAPTER]
INSTAGRAM:Evaa.81194
•••
*الغمد: الغِمْد أو غِمْد السيف أو غِمْد الخنجر هو جيب أو جراب أو غلاف يحيط ويحمل سيفاً، أو خنجراً، أو سكيناً، أو غيرها من الشفرات الحادة الكبيرة. تصنع الأغماد من مواد عديدة منذ آلاف السنين، منها الجلد، والخشب، والمعادن كالنحاس الأصفر أو الصلب.
•••
.تـرجـمـة: ايـڤـا