[تجاهلوا الأخطاء الإملائية].

كان لقاء ثيون مؤلمًا بالتأكيد، لكن كان مُسعِدً في الوقت ذاته.

بلمسة واحدة من يده، و نظرة من عينيه، اعتادت دوروثي أن تدرك نتائج جهودها.

لذلك لا يمكنها أن تقول أنها تشعر بعدمٍ الراحة.

اذا قالت ذلك، سيغادر ثيون دون ان ينظر لها حتى.

حتى أصغر فرصة وهبها ثيون سينتهي بيّ الأمر بركلها.

كان على دوروثي أن تختار.

"لم تسبب اي ازعاج……".

بعد كل شيء، تم تحديد جواب دوروثي منذ البداية.

لا تعرف دوروثيا ميلانير كيف تتخلى عن ثيون فريد.

نظر ثيون إلى دوروثي بعيونٍ ودودة كما لو أن همًا انزاح عن قلبه.

"لكن، لما لديكِ هذا التعبير كلما رأيتني؟".

سأل ثيون دوروثي وهوَ ينظر إلى أنفها وشفتيها و وجنتيها.

ذلك التعبير؟.

لم تعرف دوروثي بالضبط ما التعبير الذي كان يقصده ثيون كلما رأها.

لكن كان من الواضح أنه لم يكن طبيعيًا جدًا.

حاولت دوروثي إظهار تعبيرٍ طبيعيّ على وجه السرعة.

"أنا…… أريد أن أتعايش مع الأميرة بشكلٍ جيد".

انحنى ثيون الى الأسفل قليلًا حتى وصل مستوى نظره إلى عينيها.

قال كما لو كان يتلوّ شيئًا دينيًا، لا تكرهِ نفسك، عند هذه الجملة، انهار سور القلعة الذي تم بناؤه بشدة.

أريد أن أحظى بوقتٍ جيد معك.

قلت ذلك قبل عودتي إلى الحياة مئات، لا، بل آلاف المرات، لكنك ادرت ظهرك وابتعدت عني فقط.

كان قلبها ينبض، ولم تستطع دوروثي التحكم في تعابير وجهها.

ليس لديّ وقتٌ لكيّ أفكر حتى بإظهار إبتسامة او أي فعل لطيف أبدًا.

انت، يامن طلب مني معاملته بلطف رغم تعاطفك معي بعينيك الجميلة مثل الياقوت الأحمر، أنا……

"أميرة".

في تلك اللحظة، تدخل شخصٌ ما بين دوروثي وثيون.

"خدي يؤلمني كثيرًا، الا يوجد أي دواء هنا؟ وهل هناك دواء للاصابع المتجرحة أيضًا……".

غطت خدود إيثان المتورمة كل الإهتمام الذي وُجِه إلى ثيون منذ وهلة، كما لو أن الشمس ابتلعت سطوع القمر في ثواني معدودة لكيّ تظهر اشراقها.

"نعم؟".

في تلك اللحظة، عاد عقلي الذي توقف عن التفكير في أي شيء عدا ثيون إلى رشده كما لو أن موجة ضخمة جرفته معها.

إلى الواقع.

هذا صحيح، احضرت إيثان معيّ.

لقد ذُهِلت بسبب راي وثيون لدرجة انِ نسيت تمامًا وجود إيثان.

"آه……! نعم، صحيح، لقد تأذيت".

تجنبت دوروثي ثيون و أومأت برأسها على عجل.

يبدو أنه كلما واجهت ثيون، زاد انعدام قدرتها على تحمل تسارع نبضات قلبها.

"أنا آسفة ثيون، تأذى إيثان وهوَ يحتاج إلى بعض الأدوية، كان ضيفي، لكنِ نسيته سهوً".

تحدثت دوروثي بسرعة دون أن تنظر إلى عينيّ ثيون.

رفضت دوروثي سماع رد ثيون، فأخذت معها إيثان وتوجهت على عجل إلى غرفة المستوصف حيث خُزنت الأدوية فيها.

كان تصرفًا غبيًا.

قال الشخص الذي احبته أنه يريد التعايش معها بسلام.

لكنِ هربت بسرعة.

لم يكن بوسعي ذلك، أنا لست معتادة على هذا النوع من الأشياء، لذلك لا أعرف كيف استجيب وأفعله بإتقان.

دخلت دوروثي غرفة المستوصف مع إيثان واغلقت الباب خلفها.

"أميرة……؟".

"آه، لقد أحضرتك وجاء ضيف آخر ولم انتبه أنِ نسيتك، كان يجب أن ابحث عن الدواء بمجرد وصولي".

وضعت دوروثي إيثان على عجل في إحدى زوايا غرفة المستوصف و أمضت تتجول بين الارفف.

فتحت وأغلقت يداها الكثير من الإدراج المتهالكة،ورفعت الصناديق و وضعتها في الخزانة، وظلت ترتعش حينما ترفع الأشياء لكيّ تدخلها في الخزائن.

"آه، أين الدواء؟ من المفترض أن يكون في هذا المكان".

جلس إيثان بهدوء على الكرسي وظل يشاهد دوروثي.

بينما كانت تتجول وتبحث عن الدواء، قامت بسكب بعض العبوات من الرف بدون قصد.

"آه، لما يحصل هذا……!".

تنهدت دوروثي وهي تنظر الى الأشياء المتناثرة على الأرض.

لماذا حصل كل شيء في هذا اليوم تحديدًا؟.

جلست دوروثي القرفصاء و التقطت الأشياء الساقطة على الأرض.

ثم اقترب إيثان بهدوء وساعدها في التقاط الأشياء.

"آه، شكرًا لك".

لم تستطع دوروثي النظر في عينيّ إيثان لسبب غامض.

شعرت أن تعبيرها سيقبُح حالما تراه.

اليوم، لم تسر الأمور بالطريقة التي أردتها.

من الرسالة التي تلقيتها صباحًا من كارنون، وتعسّر طلب المبارزة، و مجيء راي المفاجئ…… كل شيء معكر.

وضعت دوروثي الأغراض التي نظمتها على الرف.

وفي محاولة لقمع مشاعرها.كافحت دوروثي لكيّ تبتسم، لم ترغب في إظهار مشاعرها المشتتة أمام إيثان.

"آه، لم أتمكن من العثور عليه بنفسي، أعتقد انِ سأضطر إلى سؤال كلارا عن مكان الدواء".

ابتسمت دوروثي بإحراج وهي تبتعد عنه لكيّ تذهب، لكن امسكها إيثان قبل ذهابها.

"لا أحتاج إلى الدواء، إنه مجرد تورم في الخديّن".

"لكنه واضح جدًا، أريدك أن تضع بعضًا من الأدوية……".

"حسنًا".

إبتسم إيثان بإشراق بخديّه المحمران و المتورمان.

"أليست الأميرة تحتاج إلى الدواء اكثر مني؟".

"أنا؟ لماذا أنا؟".

"فقط……تبدين مريضة قليلًا".

ضاقت عيون إيثان بهدوء بعد تلاشي ابتسامته.

للحظة، ذكرها بإيثان في الحياة السابقة، فسحبت دوروثي يدها بعيدًا.

"أنا لست مريضة".

"لا، مهلاً……هل أصبتِ بالحمى؟".

اقترب إيثان منها و وضع يده على جبين دوروثي.

من المسافة المتبقية بينهما، فاحت رائحة الزهور الحلوة من إيثان.

يبدو أن رائحته هبّت في جميع أنحاء غرفة المستوصف الضيق.

"أنا حقًا لا أشعر بالمرض!".

هزت دوروثي رأسها بعجلة، وابعدت يد إيثان وتراجعت للوراء.

ثم رفع إيثان شفتيّه كأنه استبصر مشاعرها الحقيقية.

"......أعتقد أنِ أستطعت رؤية سبب مجيء الأميرة هنا لكيّ تتعافى".

تمتم إيثان بذلك مع نفسه.

غرق قلب دوروثي مرة أخرى بعد سماعها لكلماته.

بدى أن عيون إيثان الذهبية أدركت أن قلبها كان منحازًا إلى ثيون.

حتى في الحياة السابقة، كأنه يقرأ أفكارها.

كان هو الشخص الذي ينفذ أوامرها قبل أي شخصٍ آخر.

"إن الأمر ليس كما تظن، جئت إلى هنا لكيّ اتعافى لأنِ كنت مريضة حقًا".

"ماهذا؟ لقد قلتِ للتو أنكِ لستِ مريضة، أليس كذلك؟".

شعرت دوروثي بأنها محاصرة من قِبل إيثان.

انتظر إيثان إجابة دوروثي بوجه يظهر البراءة.

انت رجل سيء حقًا.

"إرجع إلى الدوق الآن".

دفعت دوروثي إيثان بعيدًا.

لم تكن لديّ رغبة في مسايرة تلاعبه.

ثم رتب إيثان شعر دوروثي الجانبي حيث كان فوضويًا مسبقًا، وهمس في اذنها.

"أيمكنني مساعدتك؟ في علاج المرض؟".

ابتسامته الجميلة أثرت على دوروثي.

تمامًا كما لو أنه ثعبان الّتهم ثمرة الوقت المحرمة، بدا أن الوقت تحرك بعد أن كان متوقفًا حينما تكون معه.

"أنا أحب الأميرة".

همس إيثان بذلك بهدوء مثل هبوب الريح.

كان عليها أن تنظر إلى عينيّه لتعرف ما إذا كان ذلك نفاقًا أم لا، لكن دوروثي لم تستطع النظر في عينيّه.

لا، ليس عليها النظر إلى عينيه حتى، من الواضح أنها كذبة.

"توقف عن المزاح، انا اكره هذا النوع من المزاح".

دفعت دوروثي إيثان بعيدًا مرة أخرى.

"......لما؟ اعتقدت أنكِ ستضحكين، ألم يكن ذلك ممتعًا؟".

هز إيثان كتفيّه وابتسم.

"هذا ليس ممتعًا على الإطلاق".

"لابد انكِ تشعرين بألم شديد لعدم ضحِكك على نكتة مثل هذه، حقًا".

بدت كلمات إيثان لئيمة، لذا نظرت إليه دوروثي.

"إذ لم يؤلمك، غادر فقط".

"لما، يا أميرة؟".

"سأبقى هنا لفترة أطول قليلًا".

"أنت لست مريضًا".

"لذا اخرج".

جمعت دوروثي كل قوتها ودفعت إيثان وطردته من غرفة المستوصف.

"إذا كنت تريد العودة إلى الدوقية، أخبر كلارا، ستقوم بإعداد عربة لك".

قادت دوروثي إيثان إلى أسفل الردهة وأغلقت الباب بعد قولها لذلك.

رأى إيثان الباب مغلق ببرود أمامه.

أصبحت عيناه، اللتان أظهرتَ مظهرً مرحًا، باردتين خفيّة.

"......غريب".

تمتم إيثان، وهو ينقر على شفتيّه بإصبعه.

ثم كما لو كان يناديه بنظراته، لاحظ شابً أراده.

صبيّ أحمر العينيّن يقف في نهاية الرواق.

'آه، هذا الصبيّ'.

لاحظه إيثان واحنى رأسه له بإبتسامة.

"تشرفت بلقائك".

لقد كان يبتسم له بودية وتهذيب، لكن وجه ثيون كان متصلبًا.

"من أنت؟".

"اسمي إيثان برونتي، ابن للدوق برونتي، عائلة برونتي من تحكم هذه الأراضي العظيمة".

استقبله إيثان ببراعة بوجهٍ بريء.

"أنت……ألم تعالج جروحك بعد؟".

"بالتأكيد، عالجتني الأميرة دوروثيا بنفسها، لذا لم يعد مؤلمًا على الإطلاق، وعلى فكرة…… هل أنا الوحيد الذي عليه أن يُعرِف عن نفسه؟ أنا لا أعرف من هو السيد بعد".

كانت كلماته فضولية وعديمة الجدوى، لذلك أدرك ثيون خطأه.

"......ثيون فريد".

أجاب ثيون بإيجاز.

'نعم، ابن الأرشيدوق العظيم فريد'.

ذكر إيثان نفسه بالسخرية من أصله.

ارشيدوق عظيم يتماشى مع سلطة العائلة الإمبراطورية، ميلانير و فريد المذكوران في الأسطورة.

انت مقرب جدًا من أفراد ميلانير بسبب اسلافك السابقين، ياله من جنون.

اعتقدت ان شعره الداكن يتشابه بطريقة ما مع الصفات الجسدية لأفراد فريد، الذين يتعاملون مع أرواح الظلام.

"واو، إنه لأمر مدهش كونك فردً من عائلة فريد، لم أكن اتوقع ان اراك هكذا، لكنه لشرفٌ لي".

صفق إيثان بيديه عدة مرات بعد قوله لذلك.

لكن ثيون تجاهله وتوجه الى غرفة المستوصف حيث كانت دوروثي.

تردد ثيون للحظة قبل أن يطرق الباب، لكن إيثان أمسك بيده لكيّ يوقفه.

"أن الأميرة متعبة للغاية اليوم، قالت إنها تريد أن تستريح بهدوءٍ مع نفسها".

أشار إيثان إلى جروحه و أضاف:

"كما ترى، طُردت أيضًا فور انتهائها من علاجي".

نظر ثيون إلى إيثان بتعبيرٍ حازم على وجهه.

لكن إيثان اكتفى بالابتسام ردً على تعبير ثيون العدائي.

'ثيون فريد، الجو مختلفٌ جدًا عمّا كان عليه من قبل'.

طلبت من دوروثي أن تخبرني عن الخطأ الذي ارتكبته مازحًا مثل كلب يهز ذيله، لكن الآن……أنت مصدر إزعاج أكبر.

"اليوم، تدربت على المبارزة بشدة، وتجولت في جميع أنحاء المدينة معيّ……لابد أنها متعبة، أليس كذلك؟".

ابتسم إيثان، وعض ثيون شفتيّه بشدة.

"......هل أنت قريب من الأميرة دوروثي؟".

فتح ثيون شفتيّه المغلقتين و سأل بفضول.

لم يعجب إيثان بأسم دوروثي حقًا، الذي نُطِق من لسان ثيون.

"لا، انا والأميرة دوروثيا لسنا مقربان كثيرًا، كما ترى، فالأمر أشبه بالمساعدة من خلال علاج الجروح".

إبتسم إيثان بتواضع، بينما تصلب وجه ثيون كالحجر.

"لا يمكنني مناداتها حتى بلقب "دوروثي" مثل السيد، نحن نعيش فقط بالقرب من منزل الآخر وليس لدينا أصدقاء، لذلك نرى بعضنا البعض من حين لآخر فقط، حوالي مرة واحدة في الأسبوع……؟".

أمام ثيون، الذي قابل دوروثي آخر مرة منذ عدة سنوات، حك إيثان خده بإبتسامة خجولة.

•••

.[THE END OF CHAPTER]

INSTAGRAM:Evaa.81194

•••

تـرجـمـة: ايـڤـا.

2022/09/14 · 820 مشاهدة · 1500 كلمة
نادي الروايات - 2025