[تجاهلوا الأخطاء الإملائية].

جلست دوروثي بمفردها، تحاول التحكم في تعابير وجهها مرارًا و تكرارًا، قامت بالتنفس بعمق وتصويب ملامح وجهها عندما تتجهم،وأحيانا تفرك وجهها بيديّها.

لقد جربت الابتسام بلطف كما مارسته بشدة سابقًا عدة مرات لكن وجهها المنعكس في زجاج النافذة لم يظهر أي علامة على التحسن.

'هل تصبحين هكذا في كل مرة تقابلين ثيون، دوروثي؟!'.

عضت دوروثي شفتيها بعد رؤيتها مظهرها المثير للشفقة.

مهما كان المستقبل، لا يوجد خيار سوى مقابلتي له.

حتى لو لم اذهب الى آبستيم، سألتقي بك في احتفال ظهوري الأول، لن يكون لدي خيار لتفاديه أبدًا لاني فرد من أفراد العائلة الإمبراطورية.

أنهما ميلانير و فريد.

ومع مرور الوقت، سأقع بحبه مجددًا.

لكن كيف يمكنني رؤية ثيون؟!.

بأي وجه وبأي تعبير؟.

عصرت دوروثي يديها و عيناها على وشك إسقاط الدموع.

كانت ظلال الماضي الذي نَسِيته تتشبث بكاحليها.

دق دق.

لقد اغلقت باب المستوصف و أتى أحدهم يطرق الباب الآن.

من؟ إيثان؟! ام ثيون؟.

لم يتكلم أحد، لذلك ظلت دوروثي صامتة.

ثم سمعت صوت الدق مرة آخرى.

ومع ذلك، كادت تظن ان هذه الطرقة أتت من السقف، انه أشبه بالطرق على الجزء العلوي من الباب.

'ستيڤن؟!'.

اذا كان راي، كان سيناديها [دوروثي] واذا كان إيثان او ثيون ف سيقولان نفس الشيء.

لكن لم يكن هناك أي شخص غير ستيڤن يقرع الباب دون ان ينبس ببنت شفة.

مسحت دوروثي عينيها المحمرتين قليلًا و فتحت الباب.

وكما توقعت، كان ستيڤن يقف أمام الباب شامخًا.

"ما الأمر؟!......".

"......".

بعد عدم رد دوروثي على سؤاله، نظر ستيڤن إلى المستوصف بصمت.

"هل تأذيتِ؟!".

هز ستيڤن رأسه.

"إذن، هل كنت تبحث عن كلارا؟!".

هز ستيڤن رأسه و نظر إلى دوروثي.

'آه، هل كان يبحث عني؟!'.

وصلت دوروثي، التي تعيش معهم منذ مدة طويلة، إلى مستوى يمكنها من فهم ستيڤن بمجرد النظر إلى عينيه دون الحاجة إلى الكلام.

"هل ذهب راي و ثيون؟!......".

هز ستيڤن رأسه.

"ثم، سأبقى هنا لفترة أطول قليلًا……".

لم أشعر برغبة للخروج لذا أخبرته.

و سأل ستيڤن بعينيه ما إذا كان مسموحًا له الدخول إلى الداخل.

لم أرغب بدخول أي شخص لكنِ اومأت برأسي.

معتقدة أن ستيڤن سيضل صامتًا و هادئًا.

بعدما دخل ستيڤن و أغلق الباب.

جلست دوروثي على الأريكة الصغيرة الموجودة في المستوصف.

"ستيڤن اجلس أيضًا……".

لأنها خططت للبقاء لمدة طويلة، نقرت دوروثي على المكان المتبقي من الأريكة بجانبها.

تردد ستيڤن ووقف أمام الأريكة دون ان يعرف ماذا يفعل.

لا يسمح للفارس المرافق أن يجلس بجوار سيده بتهور.

لكن كما امرته دوروثي، أعتقد أنه مضطر على الجلوس بجانبها.

"اجلس، ستيڤن كبير جدًا لدرجة ان المستوصف الصغير أصبح خانقًا".

توقف ستيڤن عند هذا الحد، وجلس في النهاية بجانب دوروثي.

كان ستيڤن طويلا وعريض الكتفين.

حيث شغر جسمه مساحة كبيرة، لكن لحسن الحظ أن دوروثي البالغة 12 عامًا صغيرة الحجم.

لذلك لن يشعر أحد منهما بالضيق حتى لو جلس على الأريكة شخص آخر.

جلس الاثنان بجوار بعضهما دون التحدث لفترة طويلة حقًا، كل ما كانا يسمعانه هو صوت تنفسهما أو زقزقة الطيور بالخارج، و أصوات الخدم الذين يمرون من حين لآخر عبر الردهة.

في هذا الهدوء التام، استعاد قلب دوروثي هدوئه.

في ذلك الوقت، شعرت دوروثي بالملل لذا نظرت الى ستيڤن.

كان جالسًا بجانبها ويحدق بالحائط، بدا على ملامحه السكون.

لكنها كانت إحدى الفضائل التي يجب أن يتمتع بها الفرسان المرافقون.

عليك أن تظل متيقضًا و منتبهًا أكثر من أي شخص آخر، حتى لا تتعارض مع أعصاب الشخص الذي تخدمه بعدم نباهتك.

عليهم الوقوف بالخلف كما لو أن وجودهم مثل عدمه.

من المحتمل أن يغفو معظم الناس بعد بقائهم ساكنين لمدة وجيزة.

لكن دوروثي لم ترَ ستيڤن نائمًا من قبل.

نظرت دوروثي إلى ستيڤن، الذي كان جالسا دون حراك منذ البداية، وتقابلت عيناها بعينا ستيڤن الذي انتبه إليها و سألها عما إذا كانت بحاجة إلى شيء دون ان يتكلم.

ترددت دوروثي للحظة أمام ستيڤن الصامت ثم فتحت فمها.

"ستيڤن…… هل أنت شخص يحفظ السر؟!".

اومأ ستيفن برأسه بهدوء على سؤال دوروثي.

"ما أعنيه…… لن تخبر احدًا، أليس كذلك؟! حتى جلالة الإمبراطورة كلارا؟!".

أومأ ستيڤن برأسه مرة أخرى.

شعرت دوروثي أن ستيڤن شخص موثوق.

مثل مذكراتها السرية التي لا يمكن لأحد أن يفتحها.

حتى لو كتبن يومياتي، لا أشعر بأن احدًا سيستطيع رؤيتها.

كشخص جدير بالثقة لن يخبر احدًا.

لذا فقد أخبرت دوروثي ستيڤن سرها التي تعتز به.

"كما تعلم، كانت لدي احلام مخيفة للغاية……".

بالطبع، لا يمكنها إفشاء كل شيء كما هو،لذا فقد خلطت الحقيقة بالاكاذيب الضحلة.

"في احد احلامي، كان هناك شخص احبه حقًا، لكنه يكرهني، بعد كل شيء زاد كرهه لي كثيرًا……لكنه مات بتعليق نفسه في غرفتي".

ارتجفت قبضة دوروثي الصغيرة.

السبب في عدم مقدرتها على مقابلة ثيون ليس فقط بسبب حبها له.

في كل مرة تراه، تتذكر نهايته الرهيبة.

على الرغم من أنها تحبه، إذا جمعت حبها ونهايته أمامها فهذا كل ما سيئول عليه الوضع.

سرير بملاءات بيضاء، مع مظلة عالية، تحت تلك المظلة……جسد مترهل يتأرجح.

عندما تذكرت هذا المشهد لم تستطع مواجهة ثيون، بسبب المظهر الذي يذكرنا بأن لا ننسى خطايانا.

في حياتها السابقة، كانت شريرة دمرت حياة ثيون وخربتها.

لا يزال نبض قلبي يتسارع كلما رأيته، لكن عند التفكير في كل الكلمات التي وجهها ثيون لها، كل شيء سلبي.

[انا متأسف لنفسي على مقابلتك].

[أنا لا أحبك].

[اكرهك].

[من المرعب عودتك للحياة بعد كل ما فعلته].

[لا تلومي اي شخص سوا نفسك على موتي، لأنه بسببك].

اغمضت دوروثي عينيها في محاولة للتخلص من هذه الذكريات.

شاهد ستيڤن دوروثي بصمت.

"لقد كنت أفكر لفترة طويلة…… لقد ولدت بعد قتلي لأمي، لذا، أنا شخص سيء منذ البداية. و بالتالي…… لا يمكنني أن اكون محبوبة، من المقدر لي أن أكون شخصًا سيئًا مهما حدث".

يبدو الأمر سخيفًا بعض الشيء.

لكنِ تخيلت في بعض الأحيان فقط هذه الأفكار السخيفة.

عندما لم يحبها كارنون، وعندما لم استطع الحصول على ما لدى راي، وبعد ابتعاد ثيون عني، عندما أشار الناس إلي بأصابعهم ولعنوني لكوني طاغية.

عندما لم تستطع تغيير هذه [ الحقيقة ] بغض النظر عما فعلته.

اذا اصبحت دوروثيا ميلانير شخصًا سيئًا.

فسيتم حل كل شيء، لذلك من المنطقي تفكيري بهذه الطريقة.

لقد دمرت كل شيء، وبسبب تركهم لي.

كل الأشياء السيئة هي خطأي.

"وبالتالي……أشعر أحيانا بالخوف".

اتسأل عما إذا كان هناك شيء غير الشر بداخلي كدوروثيا ميلانير.

يجب أن أكون شريرة من النخاع.

"......ألا تعتقد أن من الغباء تفكيري هكذا؟!".

قالت دوروثي ذلك وابتسمت بشكلٍ غريب.

ربما اعتقدت ان ستيڤن يظن أنها لم تكن سوى شخص جبان تراوده الكوابيس بينما يقاتل بشدة.

لم أكن أعرف ما إذا كان أعتقد أنني منزعجة قليلًا بعد رؤيته يتذمر.

لذلك اعتقدت أن علي قول ذلك فقط، لم أقل ذلك فكرت بنفسي فقط، كالعادة.

ثم اقتربت يده الكبيرة من دوروثي.

أمسك ستيڤن دوروثي وعانقها بشدة.

عانقها بشدة بين ذراعيه.

ثم، بيده الكبيرة الأخرى التي يمكنها حجب نصف ظهر دوروثي، قام بالتربيت على ظهرها.

انغرس هذا الفعل الصغير كالسهم في قلبها.

لوهلة، دفنت دوروثي رأسها بعمق في كتف ستيڤن لأنها اعتقدت أنها ستبكي بأي لحظة، أن عناق ستيڤن أشبه بإثبات لوجود شخص يحبها.

"شكرًا لك ستيڤن، وأنا أسفة……".

لقد قتلته بشناعة في حياتها الماضية.

بعد عودتها إلى الحياة، لم تستطع دوروثي الا ان تتسائل لما ولِدت من جديد.

من الواضح، حتى بعد مماتها كانت مقتنعة بجملة:

"لماذا علي أن أموت؟!".

كانت مدركة أكثر من أي شخص آخر أن دوروثيا ميلانير تستحق الموت بسبب شرها و طغيانها.

وبسبب ذلك، لم تصرخ أنها لا تريد الموت، ولم تشتم احدًا.

حتى عندما القى إيثان اللوم عليها بكل خطاياه، لم تستاء منه.

كانت الطاغية التي توجهت الى منصة الإعدام، و وضعت رأسها بصمت على المقصلة.

اي……. كشخص ذو قلب فارغ.

كشخص ينتظر الموت.

لكن، لما علي أن أعيش مرة أخرى؟!.

لماذا شخص سيء مثلي عاد للحياة؟!.

ألا ينبغي أن تُهاب هذه الفرصة للأبطال الجيدين فقط؟!

لشخص مثل ستيڤن، على سبيل المثال.

استاءت دوروثي من هذه الحياة المؤلمة التي تعيدها من جديد.

لكن ما هو مؤكد أنه بمجرد حصولك على فرصة العيش مرة أخرى، لا يمكنك أن تعيش كما كنت بالسابق.

لا أريد أن أكرر تلك الحياة المريعة مرة أخرى.

"أريد حقًا أن أعيش حياة جيدة".

عندما كانت دوروثي تدفن رأسها بعمق في كتف ستيڤن و تغمغم، عانقها ستيڤن بقوة.

"الأميرة، طفلة جيدة……".

قام ستيڤن بالتربيت على ظهرها، وانفجرت دوروثي بالضحك.

"نعم، أنا طفلة صالحة".

•••

صعدت كلارا الى غرفة دوروثي لأنها تريدها، و وجدت راي يقف شامخًا بمفرده.

"سموك ريموند؟!".

عندما نادته كلارا، ضغط راي على عينيه بإحكام بكفيه ورفع رأسه، كانت عيناه محمرتان و مبتلتين.

"هل بكيت؟!".

"لا".

قررت كلارا عدم قول 'لقد بكيت'.

"هل تجادلت مع الأميرة دوروثي؟!".

"دوروثي تكرهني بالتأكيد".

"ماذا؟!".

"أتياني هنا ككارثة لها……".

تذكر راي، الذي أراد أن يهدأ قليلًا، كلمات دوروثي مرة أخرى وانهمرت دموعه.

على مدى السنوات المنصرمة الماضية.

كانت دوروثي تعيش بمفردها في قصر ريفي بعيد.

بالطبع، اعتقد راي أن دوروثي تشعر بالملل والوحدة.

والدته متوفاة، وكان والده مشغولاً، وكان راي هو الأخ الأكبر والوحيد لدوروثي.

هل من الغريب قلقه على أخته الصغرى التي تعيش بمفردها بأرض بعيدة؟!.

هل كان من تفكيره المغّتر أن يعتقد ان دوروثي ستعتمد عليه؟!.

اذا أتيت ستكون سعيدة بمجيئي.

ما الهدايا التي سأحضرها لها؟! ماذا تحب أن اعطيها؟!

ماهي العناصر والأشياء الغير موجودة في هذه المنطقة؟!.

يوجد بحر بجوار قصر الملحق، لذا علي أن العب مع دوروثي في البحر.

يجب أن نأكل شيئًا لذيذًا معًا ونتجول في القصر.

كل الأفكار التي دونها خلال مكوثه في آبستيم وتطلع إليها قبل الإجازة حتى، كل شيء كان كارثة بالنسبة لدوروثي.

•••

تـرجـمّـة: ٱيـڤ.

THE END OF CHAPTER

INSTAGRAM:EVAA.81194

•••

2022/11/10 · 540 مشاهدة · 1481 كلمة
نادي الروايات - 2025