Chapter 2: هاوية المرأة الصهباء
في مملكة سورا، كانت العاصمة مليئة بالناس الذين ينتظرون قدوم ذلك الشخص الذي أعطاهم الأمان والسلام، جنبًا إلى جنب مع ملك مملكة سورا. لقد كان الدرع الحامي للمملكة، نخبة النخبة.
دخل الأسد الأبيض إلى العاصمة بعد أن قضى على جيش ملك اكيورنس وحده دون مساعدة أي أحد. وهو يمشي رافعًا رأسه وابتسامته تكاد تشق وجهه، يهتف له الناس قائلين: "حيوا البطل، حيوا الأسد المنقذ. انظروا لقد عاد البطل، حيوا الأسد الأبيض!" كانت أفواه الناس تخرج كلمات تشعر أنها قادمة من قلوبهم. حتى بعض الناس يحبونه ويريدون أن يكون الملك في مكان ملكهم الحالي.
وصل ارثوليوس إلى قصر الملك، وعندما وضع قدمه على عتبة الباب، فتح الباب. لقد شعر البوابون بقدومه، الآن هالته تسود كل القصر.
دخل إلى القصر وتوجه نحو الأريكة في وسط الغرفة الكبرى. وجلس. تنهد ارثوليوس وقال: "إني جائع حقًا."
سألت ميديا: "سيدي، ماذا تريد أن أحضر لك؟"
أجاب ارثوليوس: "أوه ميديا، تبدين جميلة اليوم." قالت: "شكرًا لك سيدي."
"فقط احضري لي أي شيء المهم أن أشبع بطني."
أجابت ميديا: "حسناً سيدي، لن أتأخر."
دخل مجموعة من الأشخاص حاملين على أيديهم أطباقًا متنوعة. قال ارثوليوس: "أوه لقد قدم الطعام، انضمي إليّ ميديا."
ردت ميديا: "شكرًا سيدي على دعوتك، لكنني لست جائعة، بالإضافة إلى أني أتبع حمية."
ضحك ارثوليوس: "هههه، حسنًا، هذا جيد."
صوت مشي الأقدام على الأرض، شعر أسود وبشرة شابة بيضاء.
قال هيزر: "إذًا لقد أكملت مهمتك، الجميع يتحدث عنك في الخارج، ارثوليوس."
أجاب ارثوليوس بانزعاج: "هاه من؟ هيزر، ماذا تريد؟ أنا آكل الآن. قل ما تريده وانصرف."
رد هيزر: "هارغ يا صديقي، فقط أردت أن ألقي عليك التحية وانصرف."
قال ارثوليوس: "وها قد ألقيتها فانصرف الآن."
شعر هيزر بالغضب لكنه كتمه، وقال: "حسناً، أنا ذاهب. وداعًا."
أكمل ارثوليوس: "وأخيرًا، لقد شبعت."
قالت ميديا: "سيدي، الملك يناديك. تعال إلى غرفته."
"أنا قادم." توجه ارثوليوس إلى غرفة الملك ودخل.
انحنى على ركبته قائلًا: "آسف على التأخير، جلالة الملك. لقد كنت في استراحة غدائي."
الملك غارفلد سوراليو، ملك مملكة سورا،
رد: "لا عليك، خذ وقتك أيها البطل. عليك الآن أن تخبرني إلى أين وصلت."
قال ارثوليوس: "نعم جلالتك. جيش اكيورنوصوفيا، البالغ عدده خمسة آلاف جندي، أحاط بكل نقاط دخول إلى مملكة سورا، لكن بعد أن قضيت على قادتهم الخمس وبعض الجنود، عددهم 287 جندي، تراجع الجيش، والآن تتم حراسة المناطق. حراسة مشددة."
ضحك الملك: "هههه، أحسنت، دقيق في كل شيء حتى أعداد أعدائك، وضحياك تحسبهم."
أجاب ارثوليوس: "نعم، أظن أن ذلك ضروري، أليس كذلك؟"
بدأ الملك والأسد يضحكان معًا، وصوت ضحكهما ساد الغرفة، ثم عم الصمت الغرفة.
سأل الملك: "إذًا، ما هي الخطة التالية؟ هل نهجم عليهم قبل أن يهجموا علينا أم ننتظر؟"
قال ارثوليوس: "لا داعي لذلك. لدي خطة بالفعل. لن يفهم اكيورنس ما الذي حصل له."
رد الملك: "هههه، هذا جيد، فطن وذكي. متشوق لأرى ماذا سيحدث..."
في هذا الوقت، في القرية أمارسيا، في مملكة اكيورنوصوفيا، وهي قرية نائية من الفلاحين، كانت هناك حيث يسكن زايل.
كان زايل غارقًا في التفكير، وحده. ماذا سأفعل؟ وكيف أصبح قويًا كي أقتل الملك؟ كانت ترواد هذه الأفكار طوال اليوم. دائمًا تجده متواجدًا بجانب قبر أبيه، وذلك لكي يذكر نفسه بالانتقام. كانت أمه قلقة عليه، وأتى نوا، صديقه، لأنه شعر أنه سيحدث أمر غير سار إذا بقي هكذا.
في داخل المنزل، كانت أم زايل، نتيريا، مع جد وجدة والده، السيد نوهان، وسيدة أوراً، العجائز. بالإضافة إلى نوا، جلسين على الطاولة يتناقشون حول زايل.
قال نوا: "زايل فتى عنيد وأنا أعرفه منذ كنا صغار. الآن عمره لا يتجاوز ثمانية عشر. ولم نبلغ بعد، وهو يحاول أن ينتقم من الملك. لو فعل ذلك حتمًا سيموت."
قالت الجدة: "ولدي الغالي، مات. ولم أره آخر مرة منذ أربعة أشهر. ولن أراه مجددًا." وبدأت تبكي.
قال الجد: "كما قلت، نوا. زايل عنيد. حتى أنا غاضب جدًا، لو كان الأمر بيدي ومازلت أصغر، لكنت تهورت وذهبت مباشرة عند الملك. ومع ذلك، أعلم أنه دون جدوى. ولكي أحمي زايل يجب أن أفعل ذلك."
سألت نتيريا: "ماذا تقصد أيها الجد؟"
أجاب الجد: "الطريقة الوحيدة والتي ستعطي على الأقل بعض الأمل لزايل، وهي أن يتدرب في ذلك المكان. أثق أنه سيصبح أقوى هناك."
سأل نوا: "أي مكان تتحدث عنه؟"
قال الجد: "في أيام شبابي، كنت أرتحل كثيرًا. ولقد رأيت الكثير من الأشياء في هذا العالم، كائنات ووحوش، وأشخاص كثر. حتى أنه يوجد أجناس أخرى. أنتم لم ترو العالم بعد."
في الجانب الآخر من العالم، عندما كنت ذاهبًا إلى مملكة تدعى نوهندا، والتي تعرف بأنها مملكة تستطيع أن تكون غنية فيها عن طرفة عين، لكن موقعها كان سريًا جدًا. حصلت على خريطة إليها من طرف أحد الأقزام الذي ساعدته عندما قطع عليه قطاع الطرق.
توجهت مباشرة نحوها، وقد كان معي صديقي أبوليس. وعندما وصلنا، وجدنا فقط الخراب وكل شيء تم حرقه. ثم علمت أنها دخلت في حرب مع أحد الممالك التي أتت لاستحواذ عليها.
لم يكن لدي أي خيار سوى أن أمضي قدمًا. مشيت ومشيت، ثم بعد ذلك خلف أحد الجبال بعد أن صعدته، كانت هناك الهاوية.
لقد كانت حفرة عميقة جدًا وهائلة. رأيت بعض الناس هناك يلقون أنفسهم فيها. فأحترت من الأمر وراقبت جيدًا. ثم أولئك الذين قفزوا في الهاوية قد عادوا منها. وسمعت منهم يقولون: "لم نجتاز المحنة." عندما اقتربت منهم كي أسألهم.
قالوا إن هذه الهاوية، عندما تقفز فيها دون خوف، تدخل في المحنة. وهي اختبار تقدمه لك امرأة تدعى بالمرأة الصهباء. وتلك الهاوية سميت باسمها.
قال نوا: "إذًا يا أيها العجوز، هل دخلت في تلك المحنة؟"
أجاب: "نعم، لقد دخلت، لكن لم أستطع النجاح في ذلك، وأيضًا أبوليس. قالت لي تلك المرأة: لقد كنت قريبًا، لكنك لست المختار. لم أفهم كلامها. وقلت لها إني سأعود. عدت هناك خمس مرات وكلها باءت بالفشل. بعد ذلك استسلمت ولم أعد، بينما أبوليس لم يستسلم وحاول مرة بعد مرة لكنه لم ينجح."
ثم بعد ذلك افترقت أنا وهو، وعدت إلى المنزل وحدي.
لكن عندما كنت عائدًا، التقيت بشخص. لقد كان شابًا في مثل عمري أو أصغر. لقد قفز إلى الحفرة دون تفكير وهو يبتسم. لقد قال: "أريد أن أرى وجه المرأة الصهباء."
لقد شدني الفضول كي أعرف ماذا سيحصل لهذا الشاب. وبعد مدة، خرج من الحفرة وبدأ يضحك: "لقد نجحت، لقد نجحت!"
ذهبت مسرعًا إليه وقلت له: "كيف فعلتها؟"
قال لي إنه سر، أنه عقد بينه وبين المرأة الصهباء. إذ خنته سيموت، لكنه قال لي: "سأعطيك نصيحة، فقط كن على طبيعتك. وضحي بكل ما تملك. كن جريئًا ولا تخف، ولا تخبأ نوايا سيئة." والأهم عليك أن تمتلك هدفا.
فدف ؟
مع أني اجتزت المحنة من قبل، لم أنجح. لم أفهم مقصده، لكن كنت قد استلمت، وهو عاد حاملاً قوة جبارة لأنه عندما دخل لم تكن لديه تلك القوة. كان يحمل معه العديد من الأسلحة والكثير من الذهب.
لقد أعطاني كمية منه، وهي التي ساعدتني في شراء هذه الحقول التي نعمل فيها الآن ونكسب قوت يومنا. أنا شاكر له حقًا.
إذ ذهب زايل، ربما يستطيع أن يجتازها. هناك أمل.
وأنا أريد أن يفعل ذلك، لأني حقًا أغلي الآن وأريد أن أنتقم من قاتل ولدي، نتيريا. لكن هل حقًا سيصبح قويًا بمجرد اجتيازه محنة بهذه السرعة؟ هل يم
كنه أن يصبح قويًا لدرجة مهولة؟
دفع زايل الباب بقوة: "أعطيني تلك الخريطة اللعينة، سأذهب الآن.."
الفصل 2 انتهى.