إيف: كيف يمكننا تركُكِ وحدك؟

إيتانا: سأكون بخير .. كما أنني لن أكون وحيدة .. موف ستأتي غداً صباحاً وستبقى لحين عودتكم.

إيف: ولكن..

ألكسندر: هيّا ياحبيبتي ..ابنتنا لم تعد طفلةً صغيرة .. كما أنها عاشت لوحدها لسنتين كاملتين.

إيف: أعرف ولكنني لا أزا..

إيتانا: أعرف أنكِ قلقة، ولكن قد مضى شهرين على الحادث. أنا بخيرٍ تماماً الآن، صدقيني. كما أنها ذكرى زواجكما .. كلاكما تستحقان بعض الراحة .. وأنا أحتاج بعض الوقت لوحدي مع صديقتي ..

إيف: أجل .. حسناً .. أنا أعلم. ولكنك ستتصلين بي في حال حدوثِ أيّ سوء.

إيتانا:بالطبع سأفعل .. بمن سأتصل إن لم أتصل بك؟

تعانق إيتانا والديها مودعةً إياهما قبل أن يذهبا في رحلةٍ مدتها ثلاثة أيام للإحتفال بذكرى زواجهما ..

ثم تستلقي على الأريكة في محاولةٍ يائسة لأخذ قيلولةٍ قصيرة..لكنها تتذكر الأغنية التي كانت تغنيها سابقاً وكيف أن لا أحد قد سمع بها من قبل..

لذلك تفتح هاتفها وتبحث على الإنترنت عن كلمات الأغنية..ولكنها لا تجد أيّة نتائج .. وكأن الأغنية ليس لها وجود ..كما أنها تبحث عن بضعة أشياءٍ أُخرى كانت قد تذكرتها مؤخراً .. لكن، عبثاً؛ أيضاً لانتيجة .. فإذاً كيف تعرفُ هي هذه الأشياء.. ليس الأمر وكأنها يمكن أن تبتكرها من وحي خيالها..

طبيبتها النفسية كانت قد نبهتها من أنها قد تخلِطُ بين ذكرياتها والأشياء التي رأتها مسبقاً في الأفلام أو على الانترنت؛ ولكنها لم تجد حتى شيئاً متعلّقاً بالأفلام أو أيٍّ من هذا القبيل.

كلماتُ الأغنية تستمر بالتكرار والتكرار في رأسها مما يسبب لها الصداع ،لذلك تذهب باتجاه غرفتها لتأخذ دوائها .. ولكن قبل حتى أن تتمكن من الوصول ألى باب الغرفة يصبح الألمُ لا يحتمل.. وتقعُ على الأرض..

.

....

توماس: كيف تتجرأين على مخالفة كلامي؟ *ويقوم بصفعها

تتعثر مارا قليلاً.. خدّها يصبح أحمراً بشكلٍ مؤلم .. ولكنها لا تقع ولا تتراجع.. بل تنظرمباشرةً في عينيه، مارا: أنا لستُ لعبةً يمكنك بيعها لرجلٍ عجوز .. أنا ابنتك!

توماس:أنتِ مجرّدُ أداةٍ بلا فائدة .. تماماً كوالدتك

ثم يبتسم ابتسامةً شريرة ويكمل

لحسن حظك يوجد عرضُ زواجٍ آخر .. عرضٌ أكثر فائدة ونفع .. سيث ماكسِل كان كريماً بما فيه الكفاية ليوافق على الزواج منكِ كختامٍ لصفقتنا.. أرى أن مظهركِ الجميل ليس بلا فائدة بعد كل شيء.

تتسع عينا مارا بصدمة وتبدأ الدموع بالتساقط منهما .. مضيقةً شيئاً من الجمال إلى تلك العينان الكبيرتان الساحرتان.

مارا: لا.. أبي .. أرجوك .. إنه وحشٌ قاتلٌ ومجنون يستمتع بتعذيب الناس.

توماس:إن قمتي بفعل أيّ شيء لإفساد هذا الزواج .. فأؤكد لكِ أن أساليبه في لتعذيب ستكون أقلّ مايقلقك.. لقد حذرتك

.

....

تفتح إيتانا عينيها بينما لا تزال مستلقيةً على الأرض حيث فقدت وعيها .. غربت الشمس والظلام حالك .. باستثناء ضوء الشارع الذي يتسلل من النافذة الكبيرة في غرفة المعيشة.. يصفعها الألم مجددا مصحوباً ببرودة الأرض ..ثم، وبكامل صدمتها؛ تركض إلى غرفتها، تشعل الضوء ، وتقف أمام المرآة الكبيرةِ المتموضعة في زاوية الغرفة.

إيتانا: إنها أنا .. أنا حقاً .. عيناي الكبيرتان بلون العسل ..بشرتي البيضاء .. أنفي .. يديّ ..حتى الندبة على حاجبي الأيسر والتي حصلت عليها عندما كنت صغيرة لأنني وقعت عن السلالم..كل شيء هو أنا نفسي .. ولكن .. شعري .. إنه طويل .. لم يكن طويلاً قط من قبل ..

ولكنني .. لست إيتانا .. اسمي هو مارا رايدر

لا .. لا ..لااا.. لا بد أنني أفقد عقلي .. لا بد أن يكون هذا مافي الأمر .. قد جُنّ جنوني .. إيف وألكسندر هما .. هما .. وتوماس .. و ... أنا

تتسارع دقات قلبها .. ويصبع التنفس أصعب فأصعب

إيتانا: عليكي أن تهدأي .. فلنأخذ أنفاساً عميقةً ومتناغمة .. شهيق .. زفير.. لنهدأ فقط

هل تمّ خطفي؟؟ لا.. لا يمكن أن يفعل ألكسندر وإيف شيئاً كهذا .. إذاً هل يظنونني ابنتهم .. ولكن، كيف؟

بعد الكثير من البحث، عصرها لدماغها، عدة نوباتِ هلعٍ وبعض الانهيارات العصبية ... تضع إيتانا نظرية..لا شيء تعرفه أزدو تتذكره له وجود في هذا المكان .. فإما أن يكون كل شيء من نسج خيالها وهي تظن أوهامها حقيقة ..أو .. أنها حقاً فقدت عقلها .. فلا شي تتذكره يبدو بأن له وجود ..لم تتمكن من إيجاد أي دليل على وجود مدينتها، بلدها، المدارس التي ذهبت إليها أو حتى الأغاني والأفلام التي تعرفها . الأمر وكأن كل ماتعرفه غير حقيقيّ..

وبهذا .. تغفو عند طلوع الفجر ..منهكة وخائفة، عازمة على اكتشاف الحقيقة..

....

صوت الطرقات العالية على باب المنزل يوقظ إيتانا من نومها .. تنظر للساعة فتجدها الثامنة صباحاً..

إيتانا: تباً.. لا بدّ أنها موف

تركض مسرعةً إلى الباب ولكن ذكريات الليلة الماضية تتغلل عائدة من جديد ..فتعود إلى غرفتها وتخفي كل ما كتبته وبحثت عنه..ثم تقف أمام الباب .. تأخذ نفساً عميقاً.. كانت قد قررت مسبقاً أن تتصرف بشكل طبيعيّ بقدر الإمكان.. على الأقل حتى تفهم مايجري.

موف: وأخيراً ..هل تنامين كالأموات أم ماذا؟..

إيتانا:أعتذر .. لقد بقيت مستيقظة لوقتٍ متأخر البارحة.

موف: أتمنى أنك لم تقضي الليل بطوله ترسمين ثانيةً..

إيتانا: فقط ادلفي للداخل .. سأحضر لك كوباً من القهوة

ترمقها موف بنظرة شك بينما تضع أغراضها بجانب الباب وتذهب لتستريح على الأريكة..

موف: متأكدة أنك بخير؟؟

إيتانا: ولم لن أكون؟

موف: أنا فقط أحاول فهم ماتمرين به.

إيتانا أنا بخير ليس عليكي القلق بشأ

ت*بدأ إيتانا بالسعال بشدة ثم تنظر ليدها فترى دماً*

تقع على الأرض .. الكوب يتكسر متبعثراً في جميع أرجاء المطبخ ..ترى موف تركض نحوها مناديةً اسمها برعب .. ثم تغيب عن الوعي تماماً

...

تفتح إيتانا عينيها ببطء.بينما ألكسندر عملياً يصرخ على مجموعة من الأطباء

ألكسندر: ابنتي قد اغمي عليها بينما كانت تسعل دماً .. وأنتم فقط تقفون هنا لتخبروني أنه ليس لديكم أدنى فكرى عما يحدث معها.. أي نوع من الأطباء أنتم.

د.آدم: سيد بيرسي أرجوك اهدأ.كل الفحوصات تشير أنها بخير تماماً.ونحن نقوم بكلّ مابوسعنا.

إيف: ألكس.. ألكسندر .. إيتانا قد فتحت عينيها

يدير ألكسندر انتباهه إلى إيتانا والتغيير في سلوكه واضحٌ بينما يقترب منها

ألكسندر:هل أنتِ بخير إيتي؟ أخبريني .. والدك هنا الآن ..أخبريني بمكان الألم

إيتانا*

بين الوعي واللا وعي*

: أ..نا ..ل..ست ..اب..نتك

ثم يغمى عليها مجدداً تاركةً الجميع برعبٍ و حيرة.

2023/04/08 · 35 مشاهدة · 951 كلمة
Tara B.M
نادي الروايات - 2025