كانت ليلةً عاصفة .. وبينما المطر يهطل بغزارة توشك مارا على مغادرةِ الشركة مرهقةً بسبب العمل لساعاتٍ طويلة .. وقبل أن تطأ قدمها خارجاً يستوقفها جاك
جاك: مارا .. أقصد .. آنسة رايدر ..
تلتفت مارا وتحدق فيه منتظرةً منه أن يتكلم
جاك: آسف .. أناا .. عليكي أن تأخذي مظلّة .. يبدو أنك قد نسيتي مظلتك .. والمطر لن يتوقف في أي وقت قريب..
مارا: لا بأس .. سأستقل تاكسي
جاك: لن تجدي أي تاكسي في هذا الطقس ..
مارا: ولكن .. ماذا عنك أنت؟
جاك: ماذا !.. اوه .. لا تقلقي .. هذه المظلة موجودة في قسم المفقودات منذ فترة .. لا يبدو أن أحداً يسأل عنها .. رجاءً خذيها
مارا : حسناً .. شكراً لك
تخرج مارا من بناء الشركة حاملةً المظلة فترى سيارةً سوداء يجلس بداخلها شاب ... ستتعرف على هذه السيارة في أيّ مكان .. إنه سيث .. زوجها .. يا للسخرية!
تتمتم" ما الذي يفعله هنا .. وكأنه ينقصني المزيد من الإرهاق"
تتجه إلى السيارة لتصعد فيها .. فهي تعلم أنها إن تجاهلت وجوده ستكون العواقب كارثيّة ..
تغلق المظلة وتجلس في المقعد بجانب السائق ..
مارا: ما الذي تفعله هنا؟
سيث بسخرية: مساء النور حبّي .. أنا بخير كيف حالك؟ ..
مارا: ومن أين سيأتي النور!!
تتبدّل ملامح سيث من السخرية إلى نوع من الغضب وذلك أكثر ما يرعب مارا فيه .. سرعةُ تبدّل مزاجه .. يأخذ المظلّة من يدها بقوة ويرميها من النافذة
مارا: أفقدت عقلك؟
يمسك وجهها الرقيق بيده الكبيرة الخشنة ويجذبها إليه ..
سيث: من ذلك الرجل؟
ترتعد مارا خوفاً وتحاول دفعه بعيداً ولكنه يمسك بها بعنف بيده الثانية ويصرخ في وجهها
سيث : سألتك من يكون ذلك الرجل؟
مارا: إنه مجرّد زميلٍ لي في العمل
سيث: ولم يعطيكي زميلك في العمل مظلة؟ ..أيخاف عليكي كثيراً من أن تمرضي في هذا الجو؟
مارا: وكيف لي أن أعلم؟ لقد كان فقط يحاول المساعدة ..
تتسع عينا سيث بغضب ويحكم قبضته على زند مارا مما يسبب لها ألماً شديداً
مارا : آه .. سيث .. أرجوك .. أنت تؤلمني
يحررها من قبضته ثم يقود السيّارة .. تنظر مارا إلى زندها فترى آثار يده مرسومة على جلدها الأبيض الناعم ..
ببعض التردد والكثير من الخوف تنظر باتجاه سيث المنهمك بالقيادة مع أن ملامحه توحي بأنه قد يقتل أحدهم..
سيث رجلٌ طويلٌ قويّ البنية .. خشن الملامح .. وسيمٌ لدرجةٍ غير معقولة ..شعرهُ أشقرٌ كستنائيّ وعينيه خضراوين كعشب الربيع .. ولكنه مرعبٌ ولا يمكن العبث معه .. يقال أن نظرته قد تقتل إنساناً من حدّتها .. ولا يجرؤ أحدٌ على الوقوف في طريقه ..
وها هي مارا .. جالسة بجانب هذا الوحش .. برقة ملامحها .. وشحوب وجهها .. شعرها الأسود القصير يصل حتى كتفيها .. لا تزال ترتعش من الخوف ...
يصلان إلى المنزل ويخرجان من السيارة .. يتجه سيث مسرعاً ويمسك مارا بقوّة من يدها ويجرها خلفه ..
مارا: سيث .. ماذا تفعل؟ إلى أين تجرني بهذا الشكل؟ .. سيث !!
ولكنه لا يجيبها ولا ينظر إليها حتى .. ولا جدوى من مقاومتها له ..
يأخذها إلى الطابق الثاني ويرميها على الأرض في غرفتها ..
سيث: ستبقين هنا إلى حين تتعلمي كيف تقومي بخيانتي ..
فقط حينها تدرك مارا بأنه ينوي حبسها .. يخرج سيث وتركض خلفه في محاولةٍ يائسه لمنعه من إغلاق الباب .. ولكن بلا جدوى
مارا: سيث .. لا يمكنك فعل هذا بي .. أخرجني من هنا .. سيث .. سييث .. لا يمكنك حبسي أيها المعتوه .. هل فقدت عقلك كلياً؟ ..سيث .. افتح الباب سيث .. افتح الباب اللعين .. سيث!
تنهار باكيةً على الأرض بينما تضرب بيديها الباب الموصد في وجهها ..
مارا: لماذا .. أنا لم أفعل شيئاً .. لم أفعل شيئاً .. هذه حتى ليست حياتي .. لم عليّ تحمّل هذا الجنون .. أمّي .. أبي .. ألا تبحثان عنّي . ألن تأتيا لإنقاذ إيتي الصغيرة هذه المرّة أيضاً.. !!