- منظور فراي ستارلايت -
أهذا هو حقا .. نايملس ؟
تساءلت بينما وقفت امامه داخل عالم الفراغ المظلم هذا الذي تواجد بداخلي ..
بدا و كأن الماثل امامي ليس سوى تجسيد لكل تلك الفنون القتالية المرعبة ، و القدرات الخارقة .. و القوة الجبارة ..
كيان بني من ال 0 من تكتل المعلومات اللامتناهية الموجودة بداخل القناع ما جعل منه وحشا حقيقيا ، لكن بدون شخصية أو صفات حقيقية تذكر ..
لكن هذا الوحش .. بطريقة ما قد تأثر بالتجارب التي عشتها حتى الآن ، ما جعلها تمتزج بشكل سحري مع شخصيته الحالية ..
الرجل امامي الآن لم يبدو سوى كشخص عادي يرتدي قناعا اسود معدنيا .. لكن هذه لم تكن الحقيقة مطلقا ..
نايملس الحقيقي .. نايملس الملك المرعب الذي رأيت ذات يوم صورا و لقطات متفرقة عنه هو شخص مختلف تماما .. وحش دموي لا يعرف الرحمة ، يفعل أي شيء في سبيل تحقيق اهدافه .
بمعنى آخر ، الماثل امامي لا يعكس الحقيقة المظلمة اطلاقا ..
افترض أن هذا يرجع لعدم امتلاكي لكل قطع احجية الذات .. فانا لم احصل على الدرع ولا السلاح لحد الآن .
بمعنى آخر ، بدونهم نايملس لن يكتمل و لن يعود لشخصيته الحقيقية ، و ذكرياته الكاملة مالم افعل ذلك .
و سيظل ضائعا هكذا يحاول استعاب مشاعري و احاسيسي ..
حاولت سؤاله عن سبب هوسه بقانون الحياة و الموت .. و عن كيف حصل بالضبط على قدراته الفضائية ..
كيف أصبح ملما بالمستقبل ؟ و لماذا قضى حياته بالكامل يحاول السيطرة على الحياة و الموت ؟
هل هذا بسبب ما قاله اودن له ؟
لكن هذا غير مرجح ، فنايملس كان مهووسا بهذا القانون قبل لقائه بالعظيم الغامض بكثير ..
نايملس لم يعطني إجابة على هذه الاسئلة ، لانه بحد ذاته لا يعرف اجابتها بحالته الحالية ..
"أنت حقا مرمي بالظلام بقدري ، من تخيل أن ملكا عظيما بقدرك قد يتعرض لمصير مثير للشفقة كهذا ؟"
لن يكون من المبالغة القول ان نايملس هو الآخر كان تحت رحمة جيرمان و ايا كان الذين يدبرون و يحيكون المؤامرات من حولي و حوله ..
"انا و انت عالقان بهذا الوضع إلى أن تظهر الحقيقة ، لكنك تنوي التنحي رغم ذلك ؟ احقا هذا ما تريده ؟"
سألت من جديد ، محاولا حثه على القتال بدلا مني ، فمهما كان نايملس ناقصا ، سيظل محاربا أقوى مني بكثير ..
لكنه رفض من جديد ..
"لا نية لي بأخذ جسدك مرة أخرى ، فجذورك تعمقت بداخلي بما فيه الكفاية ."
رد علي ، بنفس النبرة الباردة.
نايملس كان اشبه بصفحة بيضاء نقية جدا تم تلويثها بحبري الأسود القذر ...
هو كان يخشى أن اعكس عليه الوضع ، و اجعله شبيها بي بدون وعي منه ..
و هذا ما سيحدث اذا ما عمق رابطته معي ..
"إذا .. انا وحدي مرة أخرى هاه ؟"
تنهدت بانزعاج ..
بالوقت الحالي ، قررت رمي موضوع اودري ، اغاروث و اودن بمؤخرة عقلي لانني لن اجني شيئا بالتفكير بأمرهم .. فانا لا أملك لا القوة ولا المعرفة اللازمة لفعل أي شيء حيالهم ..
"ما يهم الآن ، هو الوضع هنا فوق كوكب الأرض .."
ويسكر هو عدوي الحالي و الاساسي .. و انقاذ المهمين لي هو اولويتي ..
"آدا .."
قلت هامسا ، بينما حسمت قراري ..
آدا و كارمن ، علي الذهاب و انقاذهم ..
كلاهما كانت اسماءهما تظهر بالاحمر داخل واجهة النظام الخاصة بي ، بمعنى آخر لا يزال الوضع نفسه .
لقد ضيعت ما يكفي من الوقت و علي الذهاب حالا لانقاذهم ..
و بينما كنت افكر بهذه الافكار داخل عقلي ، فإذا بنايملس يرفع رأسه ناحيتي مرة أخرى بنفس الوهج البنفسجي داخل اعينه .
"سأساعدك ." هذا ما قاله ، ما جعلني اتجمد لبضع ثواني ..
"مالذي قلته للتو ؟" سألت .. محاولا التأكد ، لكن نايملس لم يقل شيئا فهو علم انني سمعته بوضوح ..
"تساعدني ؟ بانقاذ آدا ؟"
هذه المرة ، هو رد بايجاز .
"هذا صحيح ."
"لماذا ؟"
شعرت بشعور غريب ، نايملس كان يبدي رغبته بالمساعدة ..
نايملس .. الوحش الذي تخشاه الشياطين يريد مساعدتي .. كانت هذه اخبارا كبيرة و جيدة لم اعتد عليها بحياتي ، لذلك كان من الطبيعي لي أن اتجاوب بهذه الطريقة .. فالامر كان افضل بكثير من أن يكون واقعا ..
نايملس لم يجبني فورا ، لكنه سرعانما تحدث ..
"لا رغبة لي بتركك تخسر أمام الشياطين رغم امتلاكك لجزء من قواي ، فقد مللت من رؤيتك تهزم دوما ."
قال نايملس ، بينما وقف من على كرسيه ..
"لن استولي على جسدك ، لكنني أستطيع توجيهك للطريقة الصحيحة التي من خلالها يمكنك القتال بشكل فعال أكبر بكثير ."
بسماع هذا ، كنت اخسر الكلمات للرد ، و لم أستطع سوى أن اشك بكلام نايملس بحد ذاته ..
سيساعدني .. لانه لا يريد رؤيتي أخسر أكثر مما خسرت بالفعل ؟
حتى انا كنت قادرا على القول ، أن هذه ليست سوى كذبة .. و دافع المقنع مختلف تماما .
لكن و بشكل غريب ، انا لم أشعر انه يضمر سوءا لي ، بل العكس تماما ..
"هل من الممكن .." همست ، بينما حصلت على ادراك مفاجئ ..
بشكل غير متوقع ، نايملس تأثر بذكرياتي ، و تجاربي و .. مشاعري .
بسبب ذلك ، هو أصبح يشعر بألمي لذلك لا يريد .. أن يرى ادا تتألم ؟ لا يريدني أن اخسرها ؟
افتراضي هذا ساذج جدا بالحكم على طبيعة نايملس الوحشية .. لكن لسبب ما ، شعرت بأن هذه هي الحقيقة .. و في هذه الحالة انا لم املك سببا للرفض فانا بحاجة لكل القوى الاضافية التي أستطيع الحصول عليها .
"لنذهب إذا .. و ننقد آدا ." قلت بتصميم ، بينما أومأ نايملس ..
بعد ذلك ، خرجت على الفور من عالم الفراغ المظلم ذاك عائدا الى الواقع .
عندما فتحت اعيني من جديد ، اندلع منهما وهج بنفسجي قاتم مشابه لذاك المنبعث من المقنع هذه المرة .
كنت لا ازال داخل طائفة الظلال ، و ما عدا اودري التي ظهرت أمامي انا لم التقي بأي شخص حتى الآن ..
على الارجح هم سينتبهون لاختفائي قريبا لذلك اردت المغادرة فورا دون لقائهم ، فسيكون من الافضل تأجيل الكلام الى ما بعد انقاذ آدا .. اختي التي لم أستطع الوصول اليها بواسطة نظام المودة مهما حاولت ..
لكنني على الاقل كنت املك فكرة تقريبية عن مكانها .. فهي لا تزال داخل الإمبراطورية .. بعيدا هناك داخل اسوارها ..
الوصول هناك كان سيأخذ وقتا ، لكنني لم اكن قلقا ازاء الامر هذه المرة ..
"تلاعبي بالفضاء يتيح لي الظهور بأي مكان داخل هذا العالم .. أنت لن تتمكن من فعل المثل بمستواك الحالي ، لكن الانتقال لداخل الإمبراطورية و العودة منها لن يكون صعبا عليك ."
رن صوت نايملس داخل عقلي بشكل مفاجئ .. يبدو أن هذا ما عناه عندما قال أنه سيساعدني ..
لاكون صادقا ، الحديث معه بهذه الطريقة جعل شعورا غريبا بنتابني ، و لم يكن بالشعور المرحب به .. لكنني اضطررت للاعتياد على الامر إذا ما اردت الاستفادة من نايملس بافضل شكل ممكن .
"لنذهب إذا .."
قلت ، مستعدا للانتقال آنيا على الفور الى داخل الإمبراطورية و رؤية الوضع هناك .
لكن هالة مألوفة قد استوقفتني .. جاعلة أياي ادرك ان شخصا مألوفا كان قريبا ..
"اتغادر بهذه السرعة بمجرد استيقاظك ، و دون قول كلمة ؟"
من بين الظلال ، خرج شاب مألوف متبعا اياي من داخل المعبد ..
"سنو .."
ذلك لم يكن سوى سنو ليونهارت .. صديقي الذي وازن ضوءه ظلامي ..
"آسف .. لكنني مضطر للذهاب ، فهناك من أنا بحاجة لانقاذه مهما كلف الثمن ."
"انها اختك ، اليس كذلك ؟"
رد سنو فورا ، مثبتا لي انه يعرف الوضع بالكامل .. و يفهمني تماما .
أومأت له ، مؤكدا كلامه .
"إذا ؟ أستذهب هكذا فحسب تاركا كل شيء خلفك ؟" سألني بينما ضيق اعنيه التي عكست نوعا من الألم ، و خيبة الأمل ..
كنت اعلم ان الوضع الحالي صعب ، البشر متفرقون و الحرب تسير نحو المجهول ..
العدو هو الشيطان العلوي الرابع ، و نحن بالكاد نملك ما يلزم للوقوف امامه ، لكن رغم ذلك ...
"مالذي تريدني أن افعله بالضبط ؟ البقاء هنا و التصرف مثل القائد ؟ و اترك اختي بالجانب الآخر إلى أن تموت بعيدا عني ؟"
بابتسامة فارغة ، رفضت محاولة التفكير بالامر أساسا ..
"آسف ، لكنني لا أستطيع فعل ذلك .. أنا لست بقائد ولا ببطل ، حياة اختي آدا بنظري لوحدها توازي كل البشر الموجودين هنا .. إذا ما كان علي الاختيار فيؤسفني اخبارك انني قد اتخذت قراري بالفعل .. منذ زمن طويل جدا ."
كانت هذه هي الحقيقة .. ستظل ادا أهم شخص بالنسبة لي دوما ، لانها عائلتي الوحيدة المتبقية .. الشخص الوحيد الذي يحمل جزءا من عالمي القديم ، و الجديد ..
هي صمام الامان الخفي الذي يبقيني متزنا ، و فقدانها لهو شيء لن اتحمله قط ..
لذلك ، سأذهب و انقذها مهما كلف الثمن ، أو اموت و انا احاول .
برؤية تصميمي ، ضحك سنو بهدوء منزلا رأسه للاسفل ..
"لطالما كنت وغدا من هذا النوع يا فراي ، لست مستغربا من استعدادك للتخلي عنا جميعا من اجل اختك ، فهذه هي طبيعتك ."
تحدث سنو بنبرة ثقيلة ، بينما تقدم خطوة ناحيتي ..
تساءلت .. هل سيحاول يا ترى ايقافي ؟ إذا ما كان هذا صحيحا فسيتحول الامر لصداع حقيقي ، فقوته قد زادت كثيرا لدرجة انه يستطيع مجاراتي الآن ..
كنت على وشك سحب سيفي .. لكنني توقفت عند اللحظة الأخيرة ، لانني و على نحو مفاجئ لم أشعر بأي عداء من سنو ، ولا رغبة للقتال ..
هو فقط مشى الي بهدوء ، فارغ اليدين و بدون استحضار أي نوع من القوة او الاورا ..
تساءلت لوهلة ، عن ما يريد فعله بالضبط .. و حصلت على اجابتي بمجرد بلوغه اياي ..
واقفا امامي ، رأيت قبضة سنو تتمدد ، لاكما اياي من العدم بسرعة و دقة مرعبة ..
لكمته تلك كانت قوية لدرجة انها رمتني بضعة امتار للخلف ، بينما شعرت بحرارة الضربة تشتعل من فوق خدي الايمن ..
هذه لم تكن سوى لكمة عادية اعتمدت على قوته الجسدية وحدها بدون الاورا ..رغم ذلك ، قوتها لم تكن بمزحة ..
بينما سقطت ارضا على ظهري احدق بالسماء، تقدم سنو مرة اخرى ناحيتي واقفا امامي ..
"فراي .. يبدو أن ما قاسيته بحياتك حتى الآن قد ترك ندوبا عميقةً بداخلك ... بدون وعي دائما ما تحاول حل كل شيء بمفردك ، و لا يسعني سوى أن ألعن أنانيتك هذه .."
جلس سنو بجانبي بهدوء بينما تنهد منزعجا ..
"من قال أنني سأوقفك ايها اللعين ؟ .. أنا فقط ، أردت مساعدتك .."
بسماع ذلك ، توسعت اعيني ببطء مستوعبا الحقيقة ، بينما استدرت ناحية صديقي الجالس بجانبي ..
"لماذا لم تطلب مني ان آتي معك ؟ إذا ما ذهب كلانا ففرص النجاح ستزيد .. و سنتمكن من العودة جميعا احياء .. معا ."
"..."
إذا هذا ما كان يشغل بال سنو .. هو لم يرد ايقافي ، بل الذهاب معي و مساعدتي ..
بالتفكير بالامر .. هذا امر متوقع منه ، لقد قاتلنا بجانب بعضنا البعض كثيرا ما جعله يفهمني و يتنبأ بي ، هو كان يعلم انني سأذهب و احاول انقاذ آدا ..
أراد المساعدة .. لكنني فشلت برؤية ذلك بغباء ، بسبب شخصيتي الملتوية .. ذاتي اللعينة التي تجعلني اميل للاعتماد على نفسي فحسب بظروف كهذه ، جراء كل ما قاسيته بحياتي ..
علمتني هذه الحياة ، أن الشيء الوحيد الذي أستطيع الاعتماد عليه هو قوتي و لا شيء سواها .. مهما تواجد الحلفاء من حولي ، سأجد نفسي بمفردي بالنهاية ، هذا ما عشته منذ فتحت اعيني كفراي ستارلايت ..
لكن سنو كان مختلفا ، هو كان الوحيد الذي استطاع الوقوف بجانبي و القتال معي مهما بلغت قوة العدو .. لدرجة انه جابه ويسكر برفقتي ..
لقد كان مختلفا ..
ببطء ، رفعت الجزء العلوي من جسدي جالسا بجانب سنو ..
"أنا آسف .. يبدو أن ظلال الماضي لا تزال تحفر عميقا بداخلي .." قلت بابتسامة متكلفة بينما استدرت ناحيته .
"من الآن فصاعدا ، ساحاول تغيير طريقة تفكيري هذه ..
لكنني سأكون انانيا مرة بعد ، و سأطلب منك تركي اذهب بمفردي لمرة اخيرة ."
واقفا من جديد ، قدمت طلبي لسنو ، الذي على ما يبدو كان يريد القدوم معي حتى النهاية .
"وجودك هنا ضروري ، من أجل بقية رفاقنا و اصدقائنا .. فانت الوحيد الذي أستطيع الثقة بقوته في حال حدوث شيء ما .."
طائفة الظلال لم تكن حليفة بالكامل و لا أستطيع الثقة بشكل مطلق بمحاربيها ، و جانب البشر ضعيف جدا لدرجة ان سنو هو الوحيد الذي أستطيع الاعتماد على قوته و الثقة به .
أردت منه أن يظل هنا حاليا و يقودهم ، لانه اجدر بهذا المنصب مني ..
"عدونا شديد القوة يا فراي .. أنت لن تستطيع الفوز لوحدك ."
لم يكن سنو مقتنعا قط بكلامي ، فهو يعلم مدى قوة اعدائنا ..
لكن و في تلك اللحظة ، لم يسعني سوى أن ابتسم له .
"لا داعي للقلق ، فانا لست بمفردي هذه المرة ."
بمجرد نطقي لهذه الكلمات ، تفاجأ سنو لوهلة ، عندما رأى ظلا بنفسجيا ينعكس من خلفي لثانية ..
ظل لرجل ارتدى قناعا اسود ، و امتلك حضورا مهيبا لا يليق سوى بالملوك ..
"سأعود مهما كلف الامر .. حتى ذلك الحين سأترك الباقي بعهدتك ."
بشكل سحري ، اجتاحت جسدي اورا بنفسجية شديدة استعدادا للانتقال آنيا ، من جهة أخرى تنهد سنو مرة أخرى غير مقتنع بالكامل ..
لكن برؤية مدى تصميمي ، هو لم يحاول الوقوف بطريقي أكثر من ذلك ..
"تأكد من انقاذ اختك و العودة سالما ، ستجدنا بانتظارك ."
بسماع ذلك ، اومأت له قبل أن اختفي تماما من طائفة الظلال تاركا اياه رفقة الاخرين لوحدهم ..
...
...
سنو ظل واقفا هناك لبعض الوقت يحدق بالمكان الذي اختفيت منه ، قبل أن يستدير ببطء ناحية احد الزوايا المظلمة .
"أحقا تريدين الاختباء حتى النهاية دون قول أي شيء ؟ يا سانسا .." تحدث سنو بوجه خالي من التعابير .. بينما اشتد الظلام من الزاوية التي اشار اليها ..
و ماهي سوى ثواني معدودة لتخرج سانسا من العدم بهيأتها الشيطانية ..
"لقد ذهب بالفعل .. و فات الاوان لقول أي شيء الآن .." اضاف سنو ، بينما هزت سانسا رأسها .
"لا بأس بذلك .. انا لن أكون عونا له بمستواي الحالي .."
بسماع رد سانسا ، سنو لم ينكر كلامها .
سانسا بقوتها الشيطانية قوية حقا .. لكنها تبقى ادنى بكثير منه و من فراي ..
رغم ذلك ، كان سنو واثقا بأن سانسا تستطيع التأثير على فراي نفسيا أكثر بكثير مما يقدر هو ..
لذلك ايقن انها هي الأخرى وجود مهم له ، بغاية الاهمية .
"هو كان يعلم أنك موجودة ، فحواسه أقوى بكثير من خاصتي .. "
إذا ما علم سنو بوجودها ، ففراي هو الآخر قد لاحظها منذ البداية بكل تأكيد .. لكنه تجاهلها تماما حتى النهاية ..
"انا على دراية تامة بذلك .." ردت سانسا بتعبير فارغ يعلو وجهها بينما شد قبضتها ..
"يوما ما ... سأكون قادرة على التقدم اليه كما فعلت انت ، ليس اليوم ، لكن يوما ما سأفعل بكل تأكيد ."
بسماع ذلك ، لم يقل سنو شيئا و لم يسعه سوى الضحك بهدوء ..
سانسا على عكس سنو قد ترددت ، لانها ضعيفة و لن تستطيع افادة فراي على عكسه ..
لكنها تعاهدت بأن تصبح قوية بما فيه الكفاية ذات يوم .. بما يكفي لتستطيع القتال بجانبه و مساعدته ..
لتتمكن من الذهاب اليه ، كما فعل سنو اليوم بدل البقاء بالظلال مختبئة غير قادرة على تحقيق أي شيء ..
سانسا ايقنت انها و لتحقيق ما تريد ، هي بحاجة لشيء واحد فقط ..
القوة ، ولا شيء سواها ..
مدركا لذلك ، ضحك سنو بهدوء بينما غادر تاركا اياها ..
"انهما حقا .. متشابهان .."
...
...
...
- منظور فراي ستارلايت -
بلمح البصر ، وجدت قدمي تطأ أرض الإمبراطورية مرة أخرى..
كنت حاليا متواجدا بمنطقة ستارلايت ..لكنها لم تعد كما كنت اتذكرها اطلاقا ، فالنيران و الدمار هي كل ما لمحت اعيني منذ وصولي ..
"يبدو أن معركة كبيرة قد جرت بهذا المكان .."
بالحكم على مخلفات المعركة ... أستطيع القول بوضوح ان قتالا مدويا قد جرى بالمنطقة ..
كنت فضوليا قليلا لمعرفة أي نوع من الوحوش قد تقاتلت بهذا المكان .. لكنني لم املك الكثير من الوقت بين يدي ، فهدفي هو ايجاد اختي و ليس أي شيء آخر ، لذلك اندفعت على الفور داخل المنطقة باحثا عن آدا ..
"فالتنشر هالتك و استعد للقتال بأي لحظة ، فهنالك عدو قوي موجود بالقرب من هنا ."
جاء صوت نايملس من العدم .. منبها اياي بعدما رأى مخلفات المعركة التي جرت بهذا المكان ..
كنت اعلم أن هذا الدمار لن ينتج من معركة عادية .. لكن أن يعترف نايملس بنفسه أن الشخص الذي تسبب بها بغاية القوة .. هذا لم يزدني سوى قلقا حول هوية هذا العدو .
لربما ... أحد الشياطين العشر العليا ؟
كان هذا أول ما فكرت به ، بما انهم هم الاقوى ..
نايملس سمع افكاري هذه بوضوح ، لكنه لم يقم بالرد ، بل التزم الصمت فحسب ..
لانه كان يعلم أن افتراضي ليس صحيحا ..
نايملس علم بالفعل أن المتسبب بذلك الضرر ليس بشيطان .. بل بشري .
هو كان قادرا على معرفة ذلك من خلال بقايا الهالة لوحدها على عكسي .. لذلك ظل صامتا لان فكرة معينة جالت باله حول هوية المتسبب بذلك الدمار ..و على ما يبدو ..
لم يرد اخباري .
لذلك .. جاهلا بالوضع واصلت التوغل بالمنطقة بحثا عن آدا ، آملا انها بخير .
...
...
...
ستنزل الفصول بشكل مباشر مني من الأن فصاعدا ..
لدعم الكاتب ماديا :
PayPal : mohamedmazino134@gmail.com
الديسكورد بخانة الدعم .